|
|
 Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة (Re: إسماعيل وراق)
|
الجوع كافر.
------------
" اخبار اليوم "
أحمد نقد إدريس
أبلغ نعت وقدح للنظام الرأسمالي هو ما سمعته من مدير شركة تايلندية ببانكوك عام 1983م عندما كنت هناك لاستيراد عمالة لمصنع الالمونيوم الذي كنت شريكا فيه مع اجد الاخوة السودانيين بمدينة تبوك ، فهو قال(man with out mony is dead man) : اي رجل بلا مال فهو ميت لا محال . فالرجل كان وفي حلقه غصة يصف لي حال شعبه الذي أُنزل عليه هذا النظام المدمر الذي اصبح يحصد الارواح بلا رحمة ويشيع الفساد .. وما كانت فيه تايلاند وما آلت اليها امورها هو ما كنا عليه واصبحنا فيه اليوم والاختلاف هو ان تايلاند كانت علي علاقة جيدة بالبنك الدولي وامريكا المهيمنة عليه ونحن علي العكس كنا في قطيعة مع الجهتين ومازلنا فهم كانوا علي وعد بالتمويل وحصلوا عليه واستفادوا اما نحن فكنا بلا امل وخاطرنا فخسرنا ضحايا كُثر هم شهداء النظام الرأسمالي «اقتصاد السوق» من دون ان نقبض اي ديات من البنك الدولي ومموليه فكانت «ميتة وخراب ديار» كما يقولون . وهذه النتيجة ما حذر منه الاقتصاديون أبان المؤتمرات الاقتصادية في بواكير الانقاذ من امثال المخضرم مأمون بحيري رحمة الله عليه الذي قرأت له في هذه الجريدة الغراء عن مخاطر المغامرة بتطبيق هذا النظام المدمر فجائيا بدون وبدون تدرج وضوابط ، ولعل الضوابط التي كان يقصدها المرحوم من وجهة نظري هي المحافظة علي قدر كاف من الرعاية الصحية والمعيشية والتعليمية لانسان هذه البلاد وخاصة ذوي الدخل المحدود كما نراها اليوم في جل الاقتصاديات الناشئة .. فعلي سبيل المثال في مصر الشقيقة رغم وصفات البنك الدولي المتشددة الذي دعم ويدعم مصر في شتي المجالات فكان مترو الانفاق وكانت المدن الجديدة وكان تعمير الصحراء باقامة مشاريع زراعية ومشاريع الصرف الصحي العملاقة ... الخ...، رغم كل تلك الدعومات رفضت مصر رفع يدها عن مواطنها الغلبان حفاظا علي حياته لذلك ابقت اهم مشاريع التكافل الاجتماعي بل دعمتها الا وهي الجمعيات التعاونية وهكذا استمر المواطن المصري يأكل اكله المعتاد كما ياكل غيره من ابناء الطبقات العليا فهو يشتري السلعة بـ 3/1 القيمة وما دونها كذلك لا يجد عناءً او صعوبة في شراء اللحم والدجاج والسمك والفواكه والانناس وكل السلع والكماليات من معلبات وخلافها ، وكذلك ظلت مصر داعمة للخدمات مثل الكهرباء والماء والبوتجاز ... الخ... كذلك العلاج والتعليم فهم يقولون ان الانسان هو اساس التنمية وعندنا كان الشعار المرفوع لابد من التضحية بالثلث لكي يحيا الثلثان فكانت المجزرة حتي تجاوزت السقف المستهدف بكثير. فحالنا اليوم كحال ذلك الرجل الذي هرول وصعد عمارة شاهقة ووقف في منتصفها علي السلم «الدرج» يرقص لا يكاد يراه من هو اعلى منه او من هو اسفل ، وهكذا فلا كسبنا ود البنك الدولي الذي لازال يغالي في المطالب بغية قتل المزيد ولا كسبنا ود محمد احمد الغلبان المنشغل بتأمين كفنه بعد ان اعياه النضال من اجل لقمة العيش وبارك الله في منظمة حسن الخاتمة التي تتكفل بتنظيم حفلات الوداع لشهداء اقتصاد السوق «النظام الرأسمالي» ولكننا بقدر ما نثمن دور هذه المنظمة التي تشرف علي الفناء نعيب دور تلك المنظمات التي تعمل علي البقاء مثل ديوان الزكاة وصندوق دعم الولايات وصندوق دعم الطلاب وصندوق دعم الجريح ومنظمة الشهيد وغيرها الكثر التي وئدت او اندثرت بقدرة قادر كمنظمة البر والمواساة ومنظمة دعم التكافل ومنظمة دعم الشريعة .. فهذه الكيانات التي اوكلت اليها مهمة دعم المحتاجين للصمود امام التحول المفاجئ وغير المرتب الي النظام الرأسمالي من النظام الاشتراكي في بلد بدون رأسمال لم تستطع القيام بدورها «رغم اجتهاد بعضها الذي لا ينكره احد» لأسباب كثيرة اهمها غياب المؤسسية وتعدد الاجتهادات ونوافذ الصرف وعدم وجود نظم رقابية ومحاسبية وكان طبيعيا ان تبدد تلك الميزانيات الضخمة في ما لا طائل من ورائه وتذهب في مجملها الي الوجهة غير الصحيحة .
واليوم آن الآوان ليعيش انسان هذه البلاد العيشة الكريمة ولا يتطلب ذلك اعتماد ميزانيات جديدة او التنازل عن التوجه القاصد لتأمين البلاد ضد قوي الاستكبار والاستعمار بل بتفعيل وتصويب دور المنظمات والصناديق الاجتماعية العاملة اليوم كالزكاة ودعم الولايات والطلاب والشهيد والجريح وذلك بدمجها في مصرف واحد نطلق عليه وزارة التموين ويعين لها وزير دولة وتكون تبعيتها لوزارة التجارة فالاصل ان تكون تسمية هذه الوزارة هي وزارة التجارة والتموين وتكون مهمة هذه الوزارة هي الاشراف علي التموين اي تموين 70% من سكان البلاد الذين يرزحون تحت خط الفقر، كما يقول ديوان الزكاة او 80 % كما تقول منظمات المجتمع المدني ، وذلك بانشاء جمعيات تعاونية علي طول البلاد وعرضها علي غرار ما هو معمول في الشقيقة مصر مهمتها بيع السلع الاستهلاكية المدعومة للغبش الذين ومن كثرة الجوع والمرض خرجوا في ثورات في كل جهات السودان وحتي الذين بقوا وآثروا علي انفسهم اصبحوا يشهرون ما بهم من خصاصة جهرة وخلسة في المساجد والشوارع . فهذه الميزانيات الضخمة للاسباب التي ذكرناها لم تفد ولن تفيد ، والصرف علي مشاريع التنمية والبطون الخاوية ومريضة لا يستقيم ولن يستقيم . وكما وضح عمليا فالمشاريع الضخمة كاستخراج البترول وسد مروي وثورة التعليم العالي والعام والطرق والكباري والنهضة العمرانية ومشاريع البني التحتية الاخري لم ولا ولن يذكرها احد إن لم تأتِ مواكبة لتنمية الانسان اساس التنمية وهذا ما هو واضح وجلي اليوم ، فالمعاناة وثورة الجياع حجبت الاضواء عن هذه التنمية الضخمة بالبلاد . وفي الجانب الآخر ولتكتمل المعالجة يجب منح حامل البطاقة التمونية من الغلابة التسهيلات العلاجية والتعليمية والخدمية الاخري من كهرباء وماء واعلموا انه عندما تفوح رائحة الشواء من بيوت الصفيح ويقوم محمد احمد الغلبان واولاده بعد ان يشبعوا برمي فضلاتهم في صندوق الزبالة حامدين شاكرين بأن جعلهم يرمون في الصندوق ولا يأخذون منه ، حينها ستعود الينا عافيتنا وسمعتنا وكرامتنا ومن قبل آدميتنا المميزة التي فارقتنا او كادت ، وسيفارقنا وللابد كل وباء دخيل اقتحم مجتمعنا كالتسول وراء الاغاثات والبحث عن الاعانات وابتكار الاحتيالات والاحتماء بالمنظمات وهكذا سنتجنب الويلات والتهديدات وعظائم الامور والتدخل في في الشئون ، وفوق كل ذلك ستنعم حاراتنا بالدفء السوداني الحميم وتعود الالفة والمحبة الحقة من خلال اللقيا اليومية في صفوف الجمعيات التعاونية التي ترسم البهجة والسرور بفضل التخفيضات الهائلة في الاسعار خاصة وان العشرة الف جنيه قيمة كيلو اللحم العجالي ستكون كافية لشراء كل الاغراض وملء القفة .. فالاسعار المدعومة ستكون اقل من 3/1 القيمة الاساسية ..
ختاما هذه روشتة علاج بأدوية بلدية متوفرة بالداخل لا تحتاج لعملة صعبة لاستيرادها من الخارج نرسلها لولي الأمر في هذا الشهر الكريم .. والمناصحة حق علينا والاستماع الي القول واتباع احسنه حق لنا عليه فلا يعقل ان تكون الحلول بين ظهرانينا ونكون:
كالعيرث في البيداءث يقتُلها الظمأ والماءُ فوق ظُهورها محمولُ
وهذه لعمري ان تمت تكون القسمة العادلة للثروة التي عقدت لها عدة اتفاقيات علي الورق ، فاسألوا مصرا فلا ينبئك مثل خبير !!
ولا تسأل يا سيدي ولي الامر قرناء عبد الرحمن الضحاك بن قيس الذي وُلي أمر المدينة ثم عُزل فأنشد قائلاً:
ولكنَّ أقواماً ورائي أخافهم إذا مِتُّ أنْ يُطعوا الذي كنتُ أمنعُ
.. فالجوع كافر ..
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
 علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-11-07, 07:51 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | د.محمد حسن | 08-11-07, 08:05 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-11-07, 08:15 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | samo | 08-11-07, 08:14 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-11-07, 08:17 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | jini | 08-11-07, 08:23 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-11-07, 08:26 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-11-07, 10:16 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-11-07, 10:18 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-11-07, 10:20 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-11-07, 10:31 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-11-07, 10:38 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | دورنقاس | 08-11-07, 11:11 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-11-07, 11:18 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-11-07, 11:33 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | بكري الصايغ | 08-11-07, 12:32 PM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-11-07, 01:05 PM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | مجاهد عبدالله | 08-11-07, 12:48 PM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-11-07, 01:12 PM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | Ahmed musa | 08-11-07, 01:05 PM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-11-07, 01:16 PM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | Ahmed musa | 08-11-07, 01:55 PM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-12-07, 06:25 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | Alshafea Ibrahim | 08-11-07, 04:14 PM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-12-07, 07:45 AM |
 Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | بكري الصايغ | 08-11-07, 09:01 PM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | jini | 08-11-07, 10:58 PM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-12-07, 08:22 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-12-07, 07:56 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | Alshafea Ibrahim | 08-12-07, 07:30 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-12-07, 10:25 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | بكري الصايغ | 08-12-07, 08:56 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-12-07, 11:52 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | بكري الصايغ | 08-12-07, 07:38 PM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-13-07, 06:41 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | Samer Osman | 08-13-07, 07:34 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-13-07, 08:22 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | بكري الصايغ | 08-13-07, 07:39 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | بكري الصايغ | 08-13-07, 02:01 PM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | بكري الصايغ | 08-13-07, 08:58 PM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-14-07, 07:01 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | Elawad Eltayeb | 08-14-07, 07:51 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-14-07, 08:25 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | بكري الصايغ | 08-14-07, 07:58 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-15-07, 07:40 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | فتحي الصديق | 08-15-07, 10:43 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-15-07, 11:15 AM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | بكري الصايغ | 08-15-07, 01:38 PM |
| Re: علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة | إسماعيل وراق | 08-16-07, 11:27 AM |
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست