|
الجرح أعمق ياقرنق!
|
كنت عتيا عندما وقفت لأول مرة بالساحة التي أسموها بالخضراء , ويا ليتهم أسموها بالساحة السوداء..لأن كل من وقف فيها نال حتفه المسبق ..المدبر..(المدنكل) بالطائرات المعروفة, ولعلك وقفت منذ أمد بعيد في مكان غير هذا أحسبه حدائق القصر الجمهوري , كما وقف سلفنا الصالح من أخيار بنوي الأوطان , كألازهري والمحجوب ,ولكنهم دسوا دسائسهم , وأوقفوك في تلك السوداء,. كثيرون وقفوا ولم يحركوا في مشاعرنا ساكنا , ولكنك وقفت ..اسود البشرة ..أبيض القلب ..نزيه النزعة , تلامس السماء كبرياء وعزة ..تنشد بإسم الرب.. وحدة.. سلاما, وسودانا فتيا. كثيرون أعتلوا منابر الميكرفونات وخير ما جادوا به أكاذيب لم تزل تدور رحاها حتي الآن. كثيرون باعوا ثم أشتروا , ثم مزجوا دينهم بتجارتهم, وسرقتهم بحلالهم , وحرامهم بما يروق لهم من حلالهم. حياك الله وظللتك الغمائم , وأنزل الله في قبرك بردا وسلاما يا ابا الشعب أخي العقيد قرنق , ولو أن الله أطال في أمدك لعاشت أمتنا السودانية مجدا لم تعشه من قبل. كنت حرا تهاجر كالطيور أينما كانت الحرية, تنبذ التفرقة والشتات. وطني, في جبينك وفاء, حملت السودان في طياتك بروحك الطيبة , وأبتسامتك الساحرة , وظلك الخفيف, عشما منك أن تنقذ البلاد من قبضة الدجالين , المتاجرين , المترجلين , المعاندين حتي لأنفسهم وسيما البلاد , ناهيك عن تجارتهم بالبشر , وناهيك عن سياسة التقتيل والتعذيب والقهر. تمنينا أن لا تصل تكنلوجيا العالم إلي حد صناعة الطائرات حتي لا يأتي ذلك اليوم الذي نجدها قد أخذت أعز ما لدينا ..الا وهو أنت. ولعل الجرح أعمق يا قرنق, والاسية أفظع يا قرنق , والألم موجع يا قرنق, وبمقدوري الكتابة كثيرا عن شرازمهم ولكن أحسب أن الوقت الآن هو وقت تدبر وتأمل لفكرك الخلاق العظيم , وفي ذات الوقت ترقب لما يجري في بلادنا الحبيبة , وأعلم أن خلفائك علي الدرب سائرون .
11- سبتمبر 2007 ناجي طاشين
|
|
|
|
|
|