وإن سألتم عنا فإنه ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 08:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عزاز شامي(عزاز شامي)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-27-2009, 01:05 AM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وإن سألتم عنا فإنه ...

    ليتني حجر
    لا أحنُّ إلى أيِّ شيء
    فلا أمسِ يمضي، ولا الغَدُ يأتي
    ولا حاضري يتقدَّمُ أو يتراجعُ
    لا شيءَ يحدُثُ لي!
    ليتني حجرٌ ـ قُلْتُ ـ يا ليتني
    حَجَرٌ ما ليصقلني الماءُ
    أَخضرٌّ، أَصفرُّ… أوضعُ في حجرةٍ
    مثل مَنْحُوتةٍ، أو تمارين في النحتِ،
    أو مادّةً لانبثاق الضروريِّ
    من عَبَث اللاضروريّ…
    يا ليتني حَجَرٌ
    كي أحنَّ إلى أيّ شيء!


    محمود درويش - ليتني حجر

    ________________

    إلى صديقة و صديق،
    جمعنا المكان و الصبا، و حنين إلى عمر لم نعشه بعد،
    و إن سكنت تفاصيله أحلامنا...

    يا رفاق ... يا بعضا مني، وبي منكم الكثير ...

    الايام هي تلك الأيام التي طالما تململنا منها يا صحاب، وإن كانت أكثر رتابة تجر ساعاتها ملئ عقاربها بعضها بعضا بأحداث ضاجة كسوق البطحا يوم الجمعة ، كثيرة كزبد البحر تنتهي لقليل من متعة و كثير منها كانت حياتنا لتستمر بدونه، تماما كزبد البحر ، وهل كان لزبد البحر من فائدة سوى حمل اعشاب البحر على لسانه ؟ هي كذلك الايام، تلعق بلسانها صبرنا، نمسح اللعاب و نواصل محاولة العيش ...
    ابشركم، تحررت من الشلل الاختياري و زرت مؤخرا معرضا تشكيليا... ايقظني صوت عمر من عمق رتابتي (انتي وين يا بت! عبدالجبار اليحيا معرضه اليوم و انت نايمة..!!)

    تلكئت، و تلكئت، و أعيت التلكوء و التباطوء ، وسلّمت في نهاية الأمر لذلك الصوت الباهت، القابع هناك، على يميني، و استجبت لتلك "الأنا" الباقية مني و التي ما فتئت تحرضني على كسر اغلال ايام سفيهه تبدأ رغما عني و تمتد لألف عام ... سقى الله ايام غزواتنا للمعارض التشكيلية يا رفاق، ووقوفنا بالساعات على أبواب المعارض امسيات الافتتاح نستجدي موطئ قدمٍ بين الكبار و ذوي العباءات العابقة بالبخور ، و مشاوير العودة الضاجة بترديد ما قاله فلان و ما باح به ذاك من سر لوحة مرسومة على قماش لم يملك ثمنه، و قصة آخر استعار أدوات زميله، يا الله، اتذكرون لقاءنا براشد دياب في معرض الفنانين التشكيلين في الرياض؟ اتذكرون نعاسنا في الكراسي الخلفية و اختبائنا من مسؤال الأمن كي لا يخرجنا نحن البنات، فالبنات هنا للخدور ، مسربلات في السواد كما تعلمون، و ليقرنّ في البيوت خُلقو و مأواهم بطون البيوتن تحفهم جدران عالية بلا نوافذ تصافحها الشمس ...

    وأخيرا قررت، و بدأت طقوس الخروج و لبست العباية ، هويتي الجديدة، أنا الأخرى ، و تماهيت في الشارع العريض مع باقي البنات، أو من بدى منهن .. لن تميزني إلا بمشيتي السريعة و شنطة ظهري تلك التي لم اغيرها بعد، فهي ما تبقى لي من زمن الحلم ... استمع لـ آي بود كثيرا و أنا اكشي مسرعة أهرب من يومي، و كدت ادهس بضع مرات، ولا ارفع نظري قيد مربع من الرصيف إلا لعبور الشارع، كالحصان العجوز حفظت خطواتي، و نسيت كيف كانت الدهشة وقودي في ايامنا!

    يا رفاق، بقلب ملؤه الأسى انعي لكم لهفتي والتوق لأي مرح، فقدت الاحداث عذريتها، و باتت مومسا متمرسة تعرف خطواتها جيدا في دروب الليل ... اظل اشيع نفسي التي تعرفون على يد موظف الجوازات كل مرة اختم فيها جواز السفر بالدخول ... نسيت لهفتي لأي مشوار يمد يدا ليعبر بي ضفة جديدة، بت رمادية المزاج مؤخرا يا صديقتي، و باتت عبائتي أكثر سمكا، و نسيجها بات يخنقني، و لعجبي بت اتشبث بها أكثر، وأشد وثاقي أكثر! بت خائفة من أن اعبر تلك الشرنقة الاختيارية يا صحاب، فالبعوض يملأ المكان، و دمّي على قدّي ... و يكفي ما امتصه الذباب ...

    وصلت المعرض، في الطابق الثاني و الخمسين من برج المملكة الجديد، ذلك الذي كان قيد التشيد عندما قررت الرحيل يا صديقة، ووضبت حقائبك على عجل ووعدتني بالرجوع، وما عدت، و اعيتني المشاوير بين هنا و هناك، لا لحقت بك لا وفيت وعدك و ظل نصف كلينا معلقا فوق الاطلسي في انتظار رحمة أو غضب ... ابشركم ذات الوجوه، ذات التعب، ذات النظرة، ذات الأمل وإن شاب، و انحنى ظهره ، ذات الوجوه التي عهدناها منذ 7 سنين، يالله منك يا زمن! تسرع متى تشاء، تجمع شهورك و ايامك سريعا و ترحل بنا من سنة لأخرى، و تترك الأيام تتمطى على اعصابنا و نوراي شمسها بالكاد ..

    وغزتني رائحة ذلك الزمن يا رفاق، كوِّتنا على العالم الملون، عندما كانت المعارض التشكيلية المتنفس الوحيد لغليان فورة الأحلام، كم ظل منها الآن يا ترى؟ مازال حلم زمالة المحاسبة يرواح نهاراتك المسرعة في شمال الكرة الارضية اللاهث، و انت ما زلت محشورا في غرفة مع رفاقك الاربعة! كم مشينا لنوفر قيمة التاكسي، لنشتري به كتابا مستعملا مهلهل الأطراف لماركيز؟ اتذكرين تحلقنا حول ابراهيم توتنجي، يحدثنا عن ثورة جنونه منذ قرأ لكونديرا، و حكاياته عن حياة الجامعة في بيروت، تلك المدنية التي مشينا في شوارعها فقرا لا تأملا لواجهات محالها ولا لنتتبع عاشقين غائبين في القبل عن رطوبة أيلول، وكم ضحكنا عندما رآنا خال صديقتنا في ساحة الشهداء، نحث المسير نحو رصيف البحر نقصد الروشة قبل المغيب و احسن الظن بنا وظن باننا في مشاهد الحرب متفكرون، لم يدر بأن مشوارنا بدأ منذ الصباح، و أن أقدامنا حفرت كعب أحذيتنا، و أن للفقر ميزات لا يدركها الفقراء وهم في ملتصقون في قاعه، كما هي الحال دائما مع القرب المشوش للتفاصيل، او التفاصيل المشوشة للخطوط العريضة...

    فوّتم معرض الكتاب الأول، و صراخ رجال ملتحين أرعبتهم خصل من شعري، ونساء متشابهات كقناني الخل، ذات الطعم اللاذع! اشتريت مؤنة دهر من كتب شتى، و ضاقت بهم الأرفف و تمددت إلى ما فرغ من دولاب أمي بعد رحيل أبي، وحشرت ما ارتويت منه في زوايا البيت، و تمنيتكم معي لتقرؤها معي، لأتمنع في إعارتكم إياها، اشتقت لحياة الجماعة يا صحاب! لا متعة ترجى في نعم لا نشاركها أحد! ألتحقت بالجامعة أخيرا، و بدأت مشوارا ظننته لن يبدأ، يومي بين درس و عمل، و قبلات على جبين أمي، أمي كبرت، لم تشيخ بعد، و روحها تزداد بريقا كلما تمدد الموج الأبيض في عينها، شعرها ما زال في كامل سواده، و تنازل عن عرجونه لأطرافها التي اعيتها تعبا ووهنا ...

    كبر الصغار، و عاد الطلبة وتعلقوا بسلالم العمل، والذاكرة ما عادت تحمل التشبث بأهداب الصور، بهتت الرؤيا يا صحاب، لم أعد للسودان بعد، و ضاقت ثيابي التي ابتعتها منذ ذلك الحين لارتديها هناك، ولحسن الحظ ما عاد الجلادون يطوفون البلاد كالسابق، و شغلتهم جبهات أخرى وإن ظلت النساء رهن سوط طائش غير متوقع .. هل همي التانير الطويلة و الحجابات؟ كلا، همي بات ألا أجد السودان نفسه، ولكني عازمة على المحاولة، و قد اكتفي بالإياب سالمة غنيمة، ففي وطني بات الموت رائجا، راجلا كنت او نائما، فملائكة الموت على اهبة الاستعداد للالتقاط ما توفر من الأرواح، ما استوى من الثمر وما كان أخضر بعد ...

    وإن كان لا بدَّ مني... فإني
    على أُهبة المرتضى والرضا، جاهزٌ للسلام
    مع النفس. لي مطلبٌ واحدٌ: أن يكون اليمام
    هو المتحدّثُ باسمي، إذا سقط الاسم منّي!"


    محمود درويش – بلا عنوان

    ومات محمود درويش، و تبعه الطيب صالح ومن قبلهما عثمان حسين، و بكيتهم وحدي، و تعلمون الآن مثلي كم تبعث الوحدة الروح في الحزن حتى تخاله لا يموت ...

    مر عيد مولدي الظني هادئا، و زينته وورود بنفسجية عبرت بحرا و مواقيت اليمن و مصر لتصلني برائحة لم تغادرني منذ ألفتها، وأضاءت عتمة ما قبل البدايات، ألم يكن الرحم مظلما؟ وولجنا منه للنور الأكبر .. من نور لعتمة لنور، سنة الحياة و البدايات ... هي تلك الظلمة التي تسبق الفجر أيضا ... شعاع ما يخترق سماكة العتمة الآن، شعاع كان خجولا و اشتد عوده يوما بعد يوم، و أكاد أراه شمسي التي انتظرت دهرا، ماذا انتظر؟ انتظر عيد القيامة، وقد اقترب ...

    متى نلتقي يا رفاق؟ ما زال نصير شمة في الجوار، و فيروز تصدح في مدن غير بعيدة مني ولا أطول إلا مقاطع اليوتيوب و بعضا من رشفات الغناء لا تروي من جف ريقه من قلة الحياة...

    اهديكم سلام من يهمكم أمره، ورددت السلام نيابة عنكم،
    فلا تتكبدوا عناء الرد، و احزموا حقائبكم، لنلحق بما تبقى من مغيب الشمس ...

    محبتي التي تشتاقكم،


    ___________
                  

العنوان الكاتب Date
وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي04-27-09, 01:05 AM
  Re: وإن سألتم عنا فإنه ... سلمى الشيخ سلامة04-27-09, 01:36 AM
    Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي04-27-09, 11:43 AM
      Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عماد محمود علي04-27-09, 01:22 PM
        Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي04-28-09, 07:23 AM
          Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عماد محمود علي04-28-09, 12:00 PM
  Re: وإن سألتم عنا فإنه ... Hawari Nimir04-27-09, 01:43 AM
    Re: وإن سألتم عنا فإنه ... أيمن الطيب04-27-09, 01:04 PM
      Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي04-28-09, 08:42 AM
    Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي04-28-09, 07:34 AM
  Re: وإن سألتم عنا فإنه ... Adil Osman04-27-09, 12:33 PM
    Re: وإن سألتم عنا فإنه ... Amjed04-27-09, 12:50 PM
      Re: وإن سألتم عنا فإنه ... شمس الدين ساتى04-27-09, 02:13 PM
        Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي04-29-09, 10:15 AM
      Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي04-28-09, 09:29 AM
    Re: وإن سألتم عنا فإنه ... سلمى الشيخ سلامة04-27-09, 03:37 PM
    Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي04-28-09, 08:51 AM
  Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عمر عبد الله فضل المولى04-27-09, 02:35 PM
    Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عبدالغني كرم الله04-28-09, 07:42 AM
      Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي04-29-09, 11:00 AM
    Re: وإن سألتم عنا فإنه ... BitAlhana04-28-09, 07:47 AM
      Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي04-29-09, 08:49 PM
    Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي04-29-09, 10:46 AM
  Re: وإن سألتم عنا فإنه ... معتصم مكاوي04-28-09, 08:43 AM
    Re: وإن سألتم عنا فإنه ... ودقاسم04-28-09, 10:01 AM
      Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي04-29-09, 09:08 PM
    Re: وإن سألتم عنا فإنه ... ريهان الريح الشاذلي04-28-09, 10:14 AM
      Re: وإن سألتم عنا فإنه ... ناصر احمد الامين04-28-09, 10:55 AM
        Re: وإن سألتم عنا فإنه ... abubakr04-28-09, 11:32 AM
          Re: وإن سألتم عنا فإنه ... Dalal Ezzaldin04-29-09, 11:12 AM
            Re: وإن سألتم عنا فإنه ... Dalal Ezzaldin04-29-09, 11:55 AM
              Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي05-08-09, 05:41 PM
          Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي05-08-09, 05:36 PM
        Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي05-08-09, 05:27 PM
      Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي05-08-09, 05:26 PM
    Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي04-29-09, 08:52 PM
      Re: وإن سألتم عنا فإنه ... نوفل عبد الرحيم حسن04-29-09, 09:11 PM
        Re: وإن سألتم عنا فإنه ... عزاز شامي05-08-09, 05:45 PM
        Re: وإن سألتم عنا فإنه ... حامد محمد حامد05-08-09, 05:51 PM
          Re: وإن سألتم عنا فإنه ... سمير شيخ ادريس05-08-09, 06:51 PM
            Re: وإن سألتم عنا فإنه ... Shiraz Abdelhai05-09-09, 01:15 AM
              Re: وإن سألتم عنا فإنه ... شمس الدين ساتى05-09-09, 07:27 AM
                Re: وإن سألتم عنا فإنه ... خدر05-09-09, 10:24 AM
                  Re: وإن سألتم عنا فإنه ... Giwey05-09-09, 10:53 AM
                    Re: وإن سألتم عنا فإنه ... HAYDER GASIM05-09-09, 03:30 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de