من أوراق الجمعة (4) سيد عبد العزيز... في كردفان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 11:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أحمد طه(أحمد طه)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-06-2005, 05:24 AM

أحمد طه
<aأحمد طه
تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 580

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من أوراق الجمعة (4) سيد عبد العزيز... في كردفان

    من أوراق الجمعة (4)
    سيد عبد العزيز في كردفان
    أراد الزمن أن يجتمع نفر فريد من الشعراء والمبدعين في عروس الرمال في ستينات القزن الماضي، بعضهم جاء به الميري وسعي البعض اليها يبحث عن سعة الرزق.
    نقل سيد عبد العزيز من رئاسة مصلحة النقل الميكانيكي في الخرطوم بحري إلي ورشة النقل الضخمة في الأبيض والتي تخدم أوتومبيلات الميري في الغرب الكبير... وكان سيد (كمنده) وهي وظيفة مرموقة في ذلك الوقت لأنه المشرف علي الورشة بعد المهندس الخريج، فالكمنده هو حلقة الوصل بين العمال المهرة والمهندسين والإدارة.
    كان محبوباً لدي الجميع وينادونه (عمي سيد) بدلاً من درجته الوظيفية، وكان الكل يدرك فضل هذا الرجل علي فن الغناء في السودان كان حازماً بلا صرامة... باسماً لا يعرف العبوس... دقيقاً في عمله لا يترك شكله العام انطابعاً بأنه ميكانيكي لأن بنائه الجسماني لا يتناسب مع مهنته ولكن بشهادة من عاصروه في طفولته وصباه اتفقوا علي قوته ومهارته في طرح أقارنه أرضاً عندما يستدعي الأمر ذلك.
    بل وكان يعمل له ألف حساب (أيام المضاربات) وهي فترة انقسم فيها أهل الحقيبة لمعسكرين واحد يضم سيد وعبيد عبد الرحمن والعبادي وسرور ويضم الأخر البنا وأبوصلاح وعتيق وكرومة ... عملوا علي افساد الليالي التي يغني فيها الطرف الأخر بشتي الوسائل مما جعل الفنان سرور لا يفارق (كريزته) وبالرغم من ذلك كانوا سمناً علي عسل في علاقاتهم الخاصة وكان ذلك نوعاً من الغيرة اضاف إلي حقيبة وكاد يعصف بها أحياناً أخري.
    * كانت جلسات جمعية أصدقاء حقيبة الفن كثيراً ما تعقد في يوم الجمعة. وكان الكاتب يقوم بتسجيلها في أوراقه الخاصة.
    (عمي سيد) .. كان من أكثر خلق الله رقة وحياء... إنساناً بمعني الكلمة... لطيفاً وظريفاً وحلو المعشر لا تمل الجلوس إليه... يتنقل بك بين الشعر والفكاهة والحكي. لكل أغنية عنده مناسبة ولكل مناسبة عنده أبيات من الشعر.
    لم يسخر مثل زملائه من تجربة غناء حقيبة الفن بالالات الموسيقية هذه السخرية التي جعلت عوض الجاك يغني (ضنين الوعد) بالرق مقابل جرأة الكابلي وغنائه لاغنية ( وصف الخنتيلة) وقد أشار سيد عبد العزيز أكثر من مرة في المجلس العامر لجمعية أصدقاء حقيبة الفن في ايام الجمع الكردفانية إلي رضائه التام عن أداء عبد الكريم الكابلي لأغنية (بت ملوك النيل) وعن أداء أبوداؤد لاغنية (قائد الأسطول) وكان هاشاً باشاً يتمايل طرباً كل ما تغني في المجلس عبد القادر سالم بأغنية (يا مداعب الغصن الرطيب)... كثيراً من أهل الحقيبة يتضايقون من أداء أغاني الحقيبة بالالات الموسيقية ولم تعجبهم حتي تجربتي وردي ومحمد الأمين في (قسم بي محيك البدري) و(بدور القلعة وجوهره) تألقا فيهما دون أن يفقد اللحن الأصلي لحلاوته وارتفعا بالأداء إلي أفاق أرحب ومساحات جديدة... رحل أعمامي شعراء الحقيبة ولم يشهدوا زمن الانحطاط والتدهور حيث صارت أغنية الحقيبة (ملطشه) عند الاقزام الذين يريدون أن يصيروا كباراً عبر غناء الحقيبة... ويفسدون الذوق العام وهم (يلعلعون) حتي الحادية عشرة في ليل الخرطوم الذي حرمنا من نصفه بفرمان من الباب العالي... كان لطعم الليل قبلهم مذاق آخر نحس فيه بالغناء المطرز والتطريب ونتمطق طعم الأعناب وثمار النخيل والحنطة والسعادة حتي الساعات الأولي من صباح اليوم التالي.
    كان (عمي سيد) حاضر الذهن.. لا تفارقه (حقة) عشبة الشيح الذي يحتفظ بها في جيبه... ويسف منها كلما أحس برغبته إلي شئ منه وينصح به لأنه يساعد في حضور الذهن والاتقاد... وبالرغم من استمتاعه بأيامه في الأبيض وهو يتمرغ في تراب الميري وبيت الحكومة الوسيع ودائرة الأصدقاء والأحباب التي تلتف حوله... تبقي أمدرمان وحي المسالمة والعرب في خاطره فيضاً من الذكريات للأيام الخوالي التي منحته شعره الرقيق.
    قدم سيد عبد العزيز للمسرح مسرحية قدمت في الثلاثينات علي خشبة نادي العمال بأمدرمان.. مجد في مسرحه الفتاة السودانية وسخر من فتاة ذلك العصر التي بدأت الاهتمام بالعادات الدخيلة علي سلوكيات المرأة السودانية والتفتت إلي المكياج وغريب الزي وصرعات تصفيف الشعر وممارسات دخيلة بدأت في التسلل إلي مجتمع المرأة التي كان يقدسها وكتب فيها شعراً رائعاً مأخوذاً بحيائها... ووصفها في احدى أغنياته ببت ملوك النيل.. وصاحبة الأكليل والمن عصر السفور خجيل في ناس ولا حور.
    لم يعجبه حال تلك الفتاة السافرة وكتب ساخراً من تلك الفتاة السافرة في قصيدته (فتاة العصر) :-
    في الدكان تشوف .. الصف طويل ينجره
    وتلوك في اللبانة.. متل البتصقع جره
    أو قوله في بيت اخر :-
    والمانكير علي الضُفر الطويل بالذمة
    زي ضُفر الحدية الفيه حتة دمه
    لم يعتب عليه مخاشنته لأنه كان أكثر الشعراء احتراماً للمرأة وهو نفسه الذي قال :-
    صفا ماء الجمال
    في مجال جمالك راق وجال
    زي ماء الحيا.. في عيون ربات الحجال
    رحل سيد عبد العزيز في أوائل السبعنيات لأن قلبه الرهيف لم يتحمل فاجعة تحطم طائرة (التوين أوتزز) التابعة للخطوط الجوية السودانية علي مدرج مطار الدندر وموت قائدها الكابتن محمد سيد عبد العزيز... لم يكن محمد (زول دنيا). عرفته في منتصف الستينات وهو طالب بمدرسة خور طقت الثانوية وكم كان شفيفاً ورائعاً.. محمد.
    كمال الأبن الأكبر كان مهتماً ببناء عضلاته حتي لقب ب(النمر الكردفاني)... وكان يقدم العروض الاستعراضية في المدن المختلفة، يجر العربات الثقيلة ويرفع الأحمال بأسنانه، أما اسامة فكان مهتماً بالعمل الفكري والسياسي في وسط الطلاب وصار صحفياً لامعاً في السبعينات... أحمد صار صحفياً رياضياً...
    بعد رحيل محمد لم يذق سيدأً للدنيا طعماً مما عجل برحيله.
    وعندما فارق الدنيا نعاه أصغر الأعضاء سناً في جمعية ( اصدقاء حقيبة الفن) مما يعني أن الغرس قد بدأ في طرح الثمار فقد كان شاعرنا الصغير طالباً في الثانوية العليا عندما كان يقوم بمهمة تدوين محاضر الجمعية مع اسامة وتفتحت شاعريته وهو طالب جامعي من خلال تجمع الكتاب والفنانيين الديمقراطيين السودانيين (أبادماك) وحزن حزناً عظيماً لرحيل عمه سيد وكتب يقول :-
    عمي سيد
    انت يا غنّاينا.. يامزمار زمانو
    بي فراقك .. القمر ودّر مكانو
    خزنان وفاقد استدارتو.. اخفي نفسو
    والعندليب منتوف وباكي.. وباحِي حسو
    وروضة الغنا والخمايل
    صاروا من بعدك طلايل
    وهل يجدى البكاء علي الأطلال ؟! والنحيب علي الأحباب الذين مضوا.. فطالما ودع سيد اصدقائه ورثاهم بكلمات تدمي القلوب وطالما كتب شعر يرضي قناعته في رجال في قامة السيد عبد الرحمن المهدي.
    - نواصل -
                  

العنوان الكاتب Date
من أوراق الجمعة (4) سيد عبد العزيز... في كردفان أحمد طه07-06-05, 05:24 AM
  Re: من أوراق الجمعة (4) سيد عبد العزيز... في كردفان mutwakil toum07-06-05, 07:03 AM
    Re: من أوراق الجمعة (4) سيد عبد العزيز... في كردفان معتز تروتسكى07-06-05, 12:37 PM
  Re: من أوراق الجمعة (4) سيد عبد العزيز... في كردفان أحمد طه07-09-05, 03:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de