مواضيع توثقية متميزة

أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 08:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-10-2012, 03:43 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!!

    كلام في ال"أزة" ... مع تركيز على "أزة" الكائن السوداني المدعو "مثقف"!.


    سلامات من جديد يا أهلي وأحبابي بسودانيزأونلاين بعد بعض الغياب.

    عندي رغبة أكيدة أشرككم من جديد حيثيات المرض الجديد "القديم المتجدد" والذي أكتشفته بنفسي و أشعره يزلزل كياني ويزلزل كياناتكم جميعآ دون فرز، وهو مرض "الأزة". حدثت عنه العام الماضي من تفضلوا يكرمونني بقراءة قصتي التي رويتها بصدق وعفوية وبساطة وهي القصة التي بعنوان ( أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) قصة واقعية بشخوصها وأحداثها) .... لدى الرابط أدناه من الأرشيف:

    Re: أنا وسلفيا الهولندية (حكاية حب وأنهار وحياة) ق...ية بشخوصها وأحداثها!

    وما دعاني لنبش قصة "مرض الأزة" من جديد هو الإستحسان الذي قابلته الفكرة من كثير من أصدقائي وبعض ممن إطلعوا عليها في مناسبات مختلفة وليس ذاك فحسب بل أيضآ كتابتي قبل يومين لبوست على صفحتي بالفيسبوك أثار جدلآ عنيفآ " سوفار" بعنوان:

    اللعنة على المدعو "المثقف السوداني" في داخل وخارج الوطن في الماضي وفي الحاضر من اليمين إلى اليسار والعكس صحيح.

    أنتقي منه المقدمة وهي عبارة شحنة غضب لم أستطع حبسها فسقطت أو تفجرت في يدي في غفلة مني لا أحسد عليها، وكانت هذه التساؤلات والتصورات العنيفة "التالية":

    - لقد خدعنا المدعو "المثقف"!

    -لو أن "الزول" السوداني المثقف دا ايآ كان، منذ العام 1956 إستقلال المليون ميل مرع ما كتب ولا حرف ولا تحدث في أي منبر بس قاعد ساي لا يفعل شيء... كان حصل شنو؟. إظنو كان أحسن!.!
    -لو الزول المثقف دا وجه كل طاقاته لا في إنتاج المعرفة الهلامية وتدبيج الكتب والمقالات والملاسنات وقعد في الواطة وصنع إبر وأحذية وملابس دمورية... مش كان أحسن؟.

    -أين المعرفة التي صنعها لنا المثقف دا وعملت شنو للناس منذ العام 1956؟. هل منعت الحرب؟. هل منعت تقسيم البلاد إلى شطرين متناحرين؟. هل أوقفت الحروب المشتعلة؟. هل أنهت المشاعر العرقية ############ة ووصمات العار التاريخية؟. هل عملت تنمية وسلام وديمقراطية ورفاهية؟. لا شيء من ذاك حدث إبقى دور المثقف ودور المعرفة بتاعته كان صفر كبير.

    -مين القال نحن عندنا مثقفين منتجين للمعرفة؟. لا يوجد!. نحن مثلما نستورد الطائرات النفاثة من الغرب والصواريخ و الإبر وقلامات الأظافر وأعواد تنظيف الأسنان من بقايا الطعام من الصين ومما وراء البحار نستورد المعرفة من مصر ولبنان ومما وراء البحار. لا توجد معرفة ماركتنا!. لا توجد لدينا صناعة خاصتنا، لا إبر ولا معرفة.

    -بالله تاني ما في واحد مثقف أو عامل فيها مثقف إفكها فينا وفي روحو ساي!. ما في زول فيكم عندو دور بمليم "غير سلبي"!. ما عندكم موضوع وغير موضوعيين وناس هلاميين وبتاعين شكلانيات. الناس في شنو وإنتو في شنو؟.

    -فكرو أيها القوم من جديد. أنتم لا شيء. جددو عقولكم واغسلو أجسادكم من أدران القرون الوسطى. أنتم ليس بشيء غير كلام فارغ!. عقلية طفلية إرتكاسية غير موضوعية غير عملية غير منتجة غير أصيلة مفصولة عن واقعها وتعيش في الهلام.

    -فكرو وفكرو كرة ثانية أيها القوم وانظرو إلى أنفسكم مرة واحدة في مرآة الواقع والتاريخ... لن تروا شيئآ لأنكم أنتم مجرد شبح لرجل ميت. ماذا دهاكم؟. عليكم اللعنة!. (أنتهى).

    هنا أنتهت تلك اللحظة الغاضبة وغير الممسكة بزمامها كلية. نقلتها بتصرف كما أسلفت من صفحتي على الفيسبوك وواصل بعض الصحاب مناقشة القضية المربكة وفق طريقة الفيسبوك المختصرة وما أنفكوا يفعلون ويرددون كثيرآ من الأفكار ووجهات النظر والحكم. فشكرآ لهم، فقد تعلمت من مشاعرهم ورؤاهم الكثير.

    وعلى أثر تلك الهوجة الصغيرة التي تمثل كثيرآ من شعوري الذاتي المرتكس في العقل الباطن والمختبيء خلف "كوشة" عظيمة من الإحباطات... أذهب من هنا إلى الأمام للحديث عن مرض "الازة" لما له من علاقة حتمية في تصوري بهوجتي المعنية تلك!. وسأفعله ببعض الإسهاب الضروري، و أجيء في البدء بمقاطع من قصة "أنا وسلفيا" سيبدو بعضها صور أدبية أو "خاطرية" بحتة لكنها في الختام أراها ستبقى ذات علاقة ما، مباشرة أو غير مباشرة بموضوع المرض المعني على وجه العموم وبموضوعنا الحصري هنا وهو "أزة المثقف السوداني".

    فصبرآ آل سودانيز.

    مع أسمى معاني الحب والمودة

    محمد جمال
                  

03-10-2012, 03:58 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    "أزة " كلمة من إختراعي وتصريفي الخاصين تجد مرجعيتها في عبارة "الأزمة الشاملة".

    وعليه نستطيع أن نخلص إلى أن المدعو ب "مرض الأزة" كمرض عضال هو المرض الناجم عن الفيروس الفتاك ل"الأزمة الشاملة".

                  

03-10-2012, 04:11 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    مقطع "1" (منتقى من قصة "أنا وسلفيا"، راجع المصدر أعلاه)

    مشهد منفلت .... جدلية الشرق والغرب ...جدليتنا أنا وسلفيا؟.

    أنا من الشرق وسلفيا من الغرب. شرق غرب، غرب شرق. جدلية أزلية. حضارتان تعيشان في الجوار وتقومان على النقيض من بعضهما البعض. الغرب المادي والشرق الروحاني (هكذا يقولون) هل أقول الغرب العقلاني والشرق الروحاني!. الغرب المتقدم تكنلوجيآ والشرق المتأخر. الغرب الحر والشرق المكبل. شرق الشموس والنجوم وغرب الضباب والجليد. شرق وغرب يقومان في معزل تام عن بعضهما البعض لكنهما يتشاكسان يتصادمان يتقاتلان يتحاربان يفتكان ببعضهما البعض من حين إلى آخر ثم يتصالحان لحين من الدهر ثم يبدآن صدام الحضارات كرة جديدة أعنف فأعنف. ذاك ما يقولون "ربما"!. شرقي غربها . شرقي أنا وغرب سلفيا. أنا لم أشهد إختلاف بين الشرق والغرب إلا في شيء واحد فقط، شيء جوهري، هو الخطة. ما دون ذلك تمايزات عادية تمليها طبيعة الزمكان. للغرب في مجمله خطة وللشرق في مجمله لا خطة!. وتلك هي القضية.

    وذاك سر "المبالغة" الشرق يغالي "يبالغ" في اللغة وفي الفعل وفي الشعور. "المثال" عند الشرق منفلت كلية عن الواقع بينما المثال يكاد يكون مندغمآ مع الواقع لدى الغرب. وتلك لها علاقة مباشرة بصورة الإبن "المقدس" يمشي بين الناس في الأرض في مقابل المنزه المتعالي (أتحدث عن الثقافي والبشري لا أناقش المقدس).

    أنا خيالي وأحببت سلفيا مني الخيال!. سلفيا أحبت الشرق مني. وأنا أحببت الغرب منها. لكننا كنا نحيا جدلية الشرق والغرب ودون أن تكون سببآ في أي تأثير سالب على وجودنا كأصدقاء في الحب. كانت المشكلة في نهاية المطاف في"الأزة". وكان هناك متشابكات العوامل الطبيعية "أمر عادي" أن تكون سلفيا بنت وأنا ولد. تتصرف سلفيا كأنثى وأنا في النقيض، أنثى مفرطة الأنوثة وأتصرف أنا في النقيض مفرطآ في التمايز. كنا نعيش تمايزنا في الوعي وفي الغريزة دفئآ رهيبآ. سلفيا أنثى مفرطة الأنوثة ولطيفة الروح حتى لأخشى عليها أن تتبخر فتذهب مع النسمات التي تهب علينا قمة جبل الآلهة في هانوفر الألمانية.

    أنا الشرق المغالي لكن سلفيا ترد علي بالمثل وأشد عند لحظة صدام الحضارات.

    كنا نتصادم حرفيآ. هناك شيء يدهشني عند سلفيا. هو أنه عندما يحدث أن نسير في إتجاهين متعاكسين لكل منا شيء يفعله في بيتنا أو في الشارع لا يهم فإن سلفيا لا تتنحى لي جانبآ عن طريقي بل تصدمني بكلياتها تدخل بجسدها في جسدي كل مرة ونبقى على الدوام نحتاج في كل لحظة عدد من الدقائق كي نخرج من بعضنا البعض إلى الطريق. وكثيرآ ما أحترق الطعام على النار وفاتت علينا مواعيد القطارات لأن الخروج إلى الطريق يظل أحيانآ عصيآ.

    مرة من المرات العديدة ونحن على قمة الجبل. قررت سلفيا قرارآ حاسمآ. حدقت في الفضاء البعيد في النجوم وربما أبعد في الإبن و الروح وقيل أبعد. وقالت لي وعلى وجنتيها بقايا دموع: أنا خادمتك. أعلنني اليوم Your own slave تفعل بي ما تشاء بشرط أن لا تبعني في سوق النخاسة لأنني أنا عبدتك أنت وحدك. خلقني الله خصيصآ لأجل رفاهية سيدي "سيدي الواحد" وأنزلني هنا في هذا الجسد على هذا الجبل وأعلنني في الافاق كلها ملك يدك. تحدثني وهي تحدق في البعيد وكأنها تتلقى أمرآ من عند السماء. سلفيا أيضآ تحدق في البعيد. لكنها تحدق من أجل مزيد من الشعور بي (أنا) تحدق مثلما يحدق فرح ود تكتوك حين يتنبأ لنا بالنور والتلفونات والبيوت التي تمشي في آخر الزمان وتحدق مثلما يحدق جبران خليل جبران حين يحدثنا عن سر الوجود فنعطيه النأي ونغنى معآ للخلود (أعطني الناي وغني فالغنا سر الوجود وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود).

    وأنا الشرق. أقسمت أن أنا الخادم أنا العبد. تلك وظيفة لا أفرط بها. وركعت أمام سيدتي والدموع تملأ المآقي. أرجوها قبول هديتي المتواضعة، وهي: أنا. أنا لها.

    وهي لا ترد لي طلبآ. قلبلتني عبدآ. شكرآ لسيدتي. وقالت لي تطمئنني: سأصليك نارآ بلا رأفة ولا رحمة. وسأقيد ساعديك بحبال وصلي فترزح في عناق أبدي كسيزيف.
    قلت هل من مزيد يا سيدتي؟. أنا أستطيع فوق هذا. فلا تأخذك بي رحمة أبدآ.

    رأيتها لطيفة. سيدتي رحيمة. الزمان لطيف. أنا أحتاج عنف أشد. دعوتها أن نذهب قليلآ إلى الوراء إلى "قبل ثلاثة مائة عام خلت" فنعيش هناك. ذاك الزمان أرحب. حيث لا رحمة. في ذلك الزمان تكونين أنت يا سلفيا آنسة فظة مدللة إبنة دوق شهير فظ
    قتل 20 ألف هندي أحمر بدم بارد واستولي على مليون هكتار في ولاية فرجينيا.
    وأمتلك في وقت لاحق نصف الساحل الشرقي وقيل أنه أول من مارس تجارة المخدرات..
    كان كاوبويآ دمويآ... يشرب الويسكي و يستل مسدسه كل مساء ليقتل "جست فور فن" وكنت أنت إبنته الوحيدة المدللة.

    وأنا في الطريق إليك... لكن بمحض إرادتي... لأنني ماشوسي!.
    تحملني سفينة من خشب متعطن يديرها قبطان متعفن
    وأنا في أغلال الحديد.. سلاسل تئن عند أقدامي وترن عند يدي وأذني اليسرى دامية
    وظهري محطآ للسياط الساخنة... وعلى شفتي إبتسامة ماكرة!.
    هناك في هارلم في ذاك الزمان تستقبلينني في فستانك الوردي المزركش ... أتنفس عطرك النافذ...
    تفكين قيودي
    وتعلينني "عبدآ" لك "يور اون هوم اسليف" وإلى الأبد.
    تسجلينني في الدائرة المختصة.
    وتحددين لي مهمتي رسميآ.
    وهي أن: أحبك وإلى الأبد.

    تسجنيني في حجرك الدافيء في حضور الدوق الفظ وتأمريني بالأعمال الشاقة المؤبدة:
    اجلس...قم...احني ظهرك...اركع أمامي...صلي .... قبلني... اكسرني... شتتني... لملمني... اعصرني خمرآ... اشربني... الهبني... الهمني... علمني...

    تبتسمي وتأمريني لملمة الإشراق من كل الافاق... والمجيء به ثانية وأنا سيزيف..
    تأمرينني وأنا أفعل كل شيء، كل شيء والمستحيل:
    عد لي خصلات شعري... تلمس خلايا جسدي وحدثني عن عصارتها "واحدة واحدة"... شراييني... لمساتي... همساتي.... أقتلني... انعاني...اقبرني... احييني من جديد...صك رميمي... احضنني... أضحكني .... أبكيني
    ... اذكرني... أنساني...
    اقرا لي اكتب لي... اقرأني أكتبني
    اسقيني لبن العصفور... اطعمني مائدة بني إسرائيل...
    حملق في جسدي..

    مارسني في شهوتك الوحشية... لا تتوقف (أمر) لا تتوقف حتي تتقطع أنفاسك فتموت وتحيآ من جديد... ثم نم على صدري بعض حين.

    ثم انهض في دورتك الجديدة اجلس...قم...احني ظهرك...اركع أمامي.
    أنت عبدي... أنت عبد مطيع... أنت فخري أمام الدوق "أبي" .
    وفي أحد الأمسيات وأنت تتعاطين النبيذ الأحمر.

    تعلنيني في حضور "الدوق" عبدآ من جديد... عبدك المطيع... فيطلق الدوق سبعين طلقة نارية في الفضاء ويقدم لي لأول مرة قنينة ويسكي "هدية" من قنانيه المعتقة.... يصادقني... ويصطحبني في رحلة برية لإصطياد الهنود الحمر... وأنا على حصاني وأنت من خلفي تشدين من أزري... دوق فظ وإمرأة فظة وعبد فظ... عبد فظ وشهواني.

    وعندما مات الدوق... امتلك العبد كل شيء بأمر السيدة... امتلك كل شئ حتى السيدة ذاتها... لا بل امتلك صغارها "الخمسة" وامتك حتي القصيدة الوحيدة التي كتبتها... أمتلك كل شيء... كل شئ...كل شئ...كل شيء... لكنه ظل هو ذاته، العبد الذي يرزح في أغلاله الأبدية.

    هارلم... 1725

    محمد جمال

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-14-2012, 01:57 AM)

                  

03-10-2012, 06:45 PM

رهف
<aرهف
تاريخ التسجيل: 08-20-2002
مجموع المشاركات: 625

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    محمد جمال الدين الحمد لله علي السلامة وعودا حميدا متابعين
                  

03-10-2012, 09:09 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: رهف)

    من هذه المشاهد "المقاطع" أدناه التي تبدو في شكلها الخارجي عادية وربما رومانسية... نذهب إلى عالمي الأزة والأزمة الشاملة!. (مواصلة للمقطع السابق "1").


    " مقطع "2
    أسباب ونتائج الإفلاس المادي كانت من ثراء الروح!

    سلفيا شابة مسرفة في الثراء الروحي والعطاء الرومانسي وما أنا سوى صحراء ظامئة تلتهم الغيوم الماطرة.

    كان من عادتها أن لا تتحدث معي وإلا تكون محدقة في عيني وأنا أفعل مثلها. تلك عادة القوم هنا. أي زول عندما يتحدث مع الآخر ينظر إليه بغض النظر عن نوع العلائق القائمة بين الناس. فمن الإحترام أن تنظر في عيني الطرف الآخر حينما تحدثه أو يحدثك ولا يهم طبيعة الحديث بينكما ... هو مذهب إجتماعي وسلوك ثقافي هولندي... أنت تفعل ذلك ولو كنت في قسم الشرطة. لكن ما تفعله سلفيا خارق للعادة!. كانت عينا سلفيا رائعتان وفق شريعة الرب بلا ميكياج أو مراويد. وكانت كل فيزيائها طبيعية وعطرة وبراقة بطريقة يخالجك الظن عندها بأنها مخلوق من الماس. وكانت عيناها في عيني عندما تتحدث وعيناها في عيني عندما تصمت. كان هناك هاجسآ واحدآ يقطع تراسل تحديقنا في عيوننا وكانت سلفيا تعاديه أشد العداء وهو النوم.

    وكنا نكون في البيت المطل على الراين كتلة من الإشعاع وعندما نترجل كسالى إلى شوارع المدينة المسالمة كان من عادة سلفيا أن تشبك يدها بيدي ويشتد وقع أناملها الرقيقة على يدي بين الفينة والأخرى وأنا أبادلها المشهد بالمشهد وأشد. وفي مرة من المرات ونحن في حالتنا تلك في صف السينما pathe, Velperplein أطلقت سلفيا صراح يدي وبدأت تحدثني كعادتها معلقة عينيها في عيني، وعندما أفقنا لبرهة من سكرتنا تلك وجدنا أنفسنا لوحدنا في البهو الخارجي لدار السينما وقد أنتهى العرض وأغلقت الدار أبوابها فقفلنا راجلين في شبكتنا المعهودة إلى نهر الراين نضحك منا ونتحدث عنا.

    مرت شهور ونحن نحدق ونتصادم في شقتنا المطلة على خيط الماء ونتسامر على شاطي نهر الراين ونتسكع في شوارع مدينتنا الأثيرة متشابكين بطريقة جعلت أحد أصحاب المحلات التجارية يلاطفنا بتشبيهنا بشعلة آيسكريم من فانيلا وشكولاتة. كنا في لحظة محددة نسجل غيابآ كليآ عن الوجود القائم من حولنا ونمثل شيئين يقومان في إستقلالية كاملة عن بقية الأشياء والأحداث والكائنات. كان مشهدآ من الخيال!. حتى إذا ما جاءنا خطاب من الشركة التي نستأجر منها بيتنا تكشف لنا أننا لم نسدد الفاتورة لمدة ثلاثة شهور سابقة وتلك كانت كارثة كبيرة كوننا لا نملك ربع ذاك المبلغ المتوجب تسديده في خلال عدة أيام وإلا علينا إخلاء الشقة. شقتنا الأثيرة المطلة على نهر الأحلام. مستحيل!.

    فقررت سلفيا لوحدها قبل أن تعطيني الوقت اللازم كي أفكر معها، فأتصلت بقريبتها المليونيرة التي تقيم ضاحية مدينة هانوفر الألمانية لأجل إستدانة المبلغ المطلوب. غير أن ما حدث فى نهاية المطاف كان أمرآ مختلفآ جدآ عن الفكرة الأولية التي خطرت لسلفيا.

    مقطع "3"

    الرحلة إلى هانوفر/جيرماني ... ونحن في القطار


    تحدثت سلفيا ذاك المساء عدة مرات مع المليونيرة "نيللي" قريبتها من جهة والدتها "هنكا"، وظلا سلفيا والمليونيرة يتحدثان على الهاتف حتى غلبني النوم دون أن أتعرف تلك الليلة على خلاصة المفاوضات.
    وفي صباح اليوم التالي بغير العادة صحوت باكرآ بينما كانت سلفيا تنوم كعادتها لصيقة بي في كينونتها الملائكية فنظرت إليها برهة وهي ما تزال نائمة فامتلأت بالروح القدس... فأبتسمت ثم نهضت... وما هي إلا لحظة وأنا في طريقي إلى الحمام حتى رأيت حقائب سفرنا معدة و شهدت بقايا فوضى في أركان البيت. لم أفكر كثيرا. أعددت لنفسي فنجانآ من القهوة وهيأت لسلفيا فنجانها متى ما تهيأ لها النهوض من النوم. وذهبت أنا فجلست في البلكونة قبالة النهر يعتصرني مزيج غريب من المشاعر: طمأنينة، فرحة و إنتصار وفيض آخر من المشاعر لم أستطع التعرف على كنهه في الحال وتدغدغني لذعة حزن رهيفة لم تكن قادرة على فرض نفسها كحدث جدير بالإكتراث.

    ولوهلة بينما أنا أحتسى ثمالة القهوة شعرت بسلفيا تتطوقني من الخلف وتقول لي "أنت جاهز للسفر"!. فاستطعت أن أتصور من تلقاء ذاتي أننا مسافرون إلى هانوفر.... وتركتها دون أجابة وتركتني دون أن تسألني من جديد ... لكن دون أن تفك وثاقي... فظلت لبعض الوقت متكأة على ظهري صدرها من خلفي وأنفاسها في أنفاسي ... والنهر يتلألأ من أمامنا.

    في القطار السريع المسمى "تاليس" المتجه إلى هانوفر حدثتني سلفيا عن معنى الرحلة وحول تفاصيل المهمة. لم يكن ليهمني. ما دام الإنسان في جوار سلفيا فلا معنى للقلق!.

    المليونيرة نيللي من أب ألماني وأم هولندية. الأب الألماني من أب أمريكي من مدينة تكساس وأم ألمانية من هانوفر. الأب مليونير من طراز متوسط الحال توفي قبل عدة سنوات ودفن في تكساس فورثته الإبنة نيللي. لم ترث نيللي أموال وممتلكات والدها فحسب بل ورثته بالكامل، كل شيء تقريبآ، بما في ذلك عاهاته النفسية والجسدية. فهي حولاء وتشبه مستر بن ولا يهما شيئآ في الوجود غير الحيوانات والحشرات وركوب الحصين والأفيال. وليس ذلك فحسب بل ورثت المزيد ... فهي إمرأة فظة، جشعة، أنانية، مغرورة ودميمة.

    وتصادف أن السيدة نيللي مسافرة إلى تكساس في مهمة عاجلة تلك الأيام وكانت تبحث عن شخص جدير براعية بيتها "قصرها" الواقع على سفح جبل في أحد ضواحي هانوفر. حيث تقيم وحدها لا أحد معها لكن هناك من هم معها وتحبهم جدآ: عدد من الأحصنة وحيوان واحد من فصيلة الهنقارو الأسترالي ورهط من الكلاب والقطط وتشكيلة منوعة من الكائنات البحرية والحشرات الجميلة الملونة. كان بيتها مثل سفينة نوح!.

    كان علي أنا وسلفيا رعاية سفينة نوح والإهتمام بها والحفاظ عليها ولمدة شهرين كاملين وحتى يعود نوح أعني تعود السيدة نيللي من جديد إلى دارها لقاء أن نحظى نحن بمبلغ 3000 آلاف دولار فقط لا غير . وهناك شروط قاسية في حالة أي إخلال بأي من الشروط التي وضعتها لنا السيدة نيللي من طرف واحد فوافقت سلفيا عليها دون أن تخبرني في الحال من واقع تقديرها لظروفنا المادية الحرجة.

    نحن الآن على مشارف هانوفر... أنا لم أسعد برؤية نيللي بعد... تلك صورة متخيلة عن نيللي وحول المهمة برمتها تكورت في رأسي بناءآ على الحديث المسهب من سلفيا عن السيدة نيللي وعن المهمة ونحن بعد في القطار وسلفيا ما تزال تحدثني وهي مستلقية على حجري. وما هي إلا لحظات ووجدنا نيللي في إنتظارنا بسيارتها الفضية "BMW" في محطة قطارات هانوفر.



    مقطع "4"

    سلفيا في مواجهة مع السيدة نللي


    في صباح اليوم التالي وعند حوالي التاسعة صباحآ وبعد أن تعاطينا وجبة إفطار في ود وحميمية بدأت تطلعنا السيدة نيللي على مهمتنا التي جئنا من أجلها "العمل". وأخرجت لنا من تحت الطاولة لستة من ست صفحات تخبرنا بكل شيء وتتضمن أرقام إسعاف وطبيب الحيوانات في هانوفر وهاتف المطافيء والبوليس وكل شيء تقريبآ كل شيء. ودربتنا لمدة ربع ساعة تقريبآ على كيفية التعامل مع جهاز الإنذار في البيت. وعرضت علينا كتلوجات تشمل شروحات مفصلة لكيفية إطعام كل حيوان على حدى والتعامل معه والإعتناء به. وكانت جادة جدآ معنا وحادة العبارة وحاسمتها. وحذرتنا بشكل صارم أكثر من مرة أننا مسؤولون مسئولية قانونية وأخلاقية عن أي إخفاق قد يحدث خلال أدائنا لعملنا.

    وكتبت لنا على ورقة خاصة رقم تلفونها في تكساس لإستخدامه عند الضرورات الملحة. وأخرجت تعهدآ معدآ سلفآ من أحد فايلاتها مضينا عليه أنا وسلفيا بعد أن قرأته علينا تضمن نقاطآ مجحفة ومكتوبة بلغة جافة تنم عن ترهيب وتخويف ووعيد. وحينما وضعت سلفيا مرة يدها على كتفي بشكل تلقائي أمرتها بأن تعتدل بلغة صارمة وحادة وكأننا في قاعدة عسكرية وقالت في ما معناه "أنتم لستم في شهر عسل هنا، بل من أجل المهمة التي أتفقنا عليها.... مفهوم؟". فأجبنا سويآ ب "نعم مدام" ونحن نشعر بالمضض. ووزعت علينا المهام. وكان مهمتي أنا في الأساس التعامل مع الخيول والإعتناء بحيوان الهانقارو وكان من نصيب سلفيا أن تهتم بالأسماك والحشرات الملونة. وشددت على أن المسئولية تضامنية في نهاية المطاف.

    عند حوالي الرابعة عصرآ كنا أنا وسلفيا نقف قبالة السيدة نودعها ونحن نستعجل في ضميرنا ذهابها "نودها تغور". وبينما هي على وشك أن تفتح باب السيارة في اللحظة الحاسمة لم تفعل. بل ألفتت إلى سلفيا وسألتها سؤالآ حرجآ ومباغتآ، بلا مقدمات، قائلة: كيف لي أن أثق في هذا الرجل؟. تعنيني!. وظلت لبرهة تحدق نحو سلفيا في إنتظار الإجابة، متجاهلة وجودي أنا المادي كلية. في تلك اللحظة رأيت شفتي سلفيا ترتعدان وكأنها تهم بقول شيء ما لكنها تفجرت باكية وغاضبة وضربت الحائط المجاور بزهرة برية كانت تود أن تهديها للسيدة في اللحظة الأخيرة من الوداع. وظلت تنتحب لحوالي خمس دقائق. وكانت تردد: "أنت إمرأة سيئة، أنا آسفة أنني في بيتك" وضربت سيارة السيدة بقبضة يدها ثلاثة مرات بينما كانت السيدة تبدو مرتعبة وفي حيرة من أمرها كانت تحاول تهدئة روع الفتاة بعبارة "انت فهمتيني خطأ" فردت سلفيا بالنفي!. وقالت عبارة حادة في مواجهة السيدة نيللي: أنت عنصرية!. فأرتعبت السيدة أكثر وألتفتت إلي وأنا أحتوي سلفيا بزراعي بينما هي تنتحب، قائلة: لا تفهمني أنت أيضآ خطأ مثلها. فقلت لها:
    أنت عندك سؤال يحتاج إلى إجابة والإجابة من عندي أنك تستطيعي أن تثقي بي وبكل جنسي!. فتمتمت نيللي وقالت تجاملني: أنت رجل عظيم.

    أحتويت سلفيا على صدري بشكل أكثر قوة ورفعت يدي اليمنى آمرآ السيدة بالمضي إلى شأنها. ووعدتها بأنني وسلفيا سنفعل كلما بوسعنا من أجل رفاهية تلك الكائنات الجميلة. لا لأي شيء ولكن لأنها جزءآ من الطبيعة التي نحب... فنظرت نيللي للحظة ناحيتي مظهرة إبتسامة رضى أحسستها متضمنة رسالة إعتذار ما!.


    وفي اللحظة الحاسمة وهي تهم بالرحيل قالت لي لا تنسى أن تسيس الحصان "بيرا" فقد أخبرتني سلفيا بمقدراتك الكبيرة!. وشرعت تمضي في سبيلها إلى تكساس، موطن أبيها وأهلها الأوائل.

    وبينما سيارة نيللي تختبيء عن أعيننا تحت سفح الجبل كانت سلفيا ما تزال غاضبة تردد كلمة "بيتش"... وكان في خاطري شيء آخر!... فسألت سلفيا عن فحوى قصة تسييس الحصان "بيرا" التي قالت بها نيللي فأنا لست بسائس خيول ولم أركب ظهر حصان ولو مرة واحدة في حياتي ولم أقل لها أي شيء من هذا القبيل. فإذا بسلفيا تقاطعني بصرامة: "أنت قلت لي أنك تستطيع أن تصطاد التماسيح بيديك عاريتين فلن يغلبك تسييس الخيول الجامحة"!.

    مقطع "5"
    تحريات في معنى "الحب" نظريآ وعمليآ Investigations into Silvia
    ونظرة في العنف الودي Investigations into her boyfriend


    Flashback
    أنا أنتصر مكان هزم هتلر


    ما حدث بيني وسلفيا في القطار أوان لحظة لقائنا الأول عبر المصادفة وحدها لا يمكن وصفه بشيء غير أنها معركة. معركة دامية. حرب شيطانية حدثت فجأة وبلا مقدمات أو توقعات. حرب سقط على أثرها قدر من الضحايا وسالت الدماء أنهارآ ودمرت الممتلكات وأهلك الزرع والضرع وأزهقت الأرواح في مبنى الكلية التي كانت تدرس بها سلفيا وسقط مارك فان بوميل صديقها المقرب مضرجآ بدموعه وأنا لم أكن بلا قتلى في صفوفي إذ أنني فقدت عددآ لا حصر له من الجنود وأربعة من ضباط الصف الأول من الكلية الحربية التي بدأت لتوي أدرس بها تكتيكات اللغة الهولندية وكان من أهم الضحايا شابة جميلة من كازخستان كانت تتشبس بالخطوط الأمامية وكنت أجهزها سرآ لمعركة فاصلة في يوم قريب لكنها ضاعت عند معركة نهر الراين في مجزرة لا رحمة فيها فتمزقت إربآ إربآ فقبرتها في ذاكرتي أضع على ضريحها زهرة الجندي المجهول.

    ونهر الراين مثله والنيل نهر جبار ليس بلا معارك أو أساطير. فقبل معركة سلفيا جرت على ضفافه معركة لا تقل شراسة أسماها الحلفاء معركة "الردين" تمكن من خلالها الأمريكان من هزيمة الجيش الألماني العنيد وهي معركة فاصلة أنتحر على أثرها الرجل الجبار المدعو هتلر. وحدثت معركة الردين The Battle of the Bulge على ضفاف نهر الراين من 16 ديسمبر1944إلى 16 يناير 1945 بينما جرت معركة سلفيا والتي أسماها الناس لاحقآ بمجزرة "ميجي" في يوم السبت الموافق 20 يونيو من عام 1998 أي بعد 53عامآ من تاريخ معركة الراين الأولى، وأستمرت زهاء العامين من الصدام وبقيت وإلى الأبد في ذاكرة التاريخ.

    عند يوم السبت الموافق 20 يونيو من عام 1998 وعند الساعة الثالثة والربع ظهرآ كان الطقس صحوآ جدآ تحنو شمسه على الأرض بأشعة دافئة في بلاد يكاد أهلها يصبحون مجوسآ من جراء حبهم للنار. عند تلك اللحظة تصادف أن كان هناك عند أحد المحطات النائية شابآ في بنطال جينز من الطراز المعتاد وقميص أزرق دافي اللون وكان يبدو مفعمآ بالحياة ويمتليء بالإشراق وتكلله مسحة من حزن طاغي. وكان هناك قليل من الناس حوله يدخنون التبغ ويلوكون قليل من الأرق في إنتظار القطار بينما كان هو ينسل في مواجهة الشمس كنصب لفرعون قديم من قبالة التاريخ . وبينما كانت الشمس هناك تعانق الآفاق البعيدة كان على الأرض سلام. وكان هناك موجة من البريق الإلهي أعتاد الناس على تسميته مجازآ ب"سلفيا". وكانت سلفيا كالروح القدس تظلل الأمكنة دون أن يعلم بها أحد!.

    في القطار المتجهة قبالة نهر الراين جلست أنا قبالة النافذة دون أن أشعر بمن هم حولي من الناس وبينما كنت أرقب الساحات الخضراء وحقول الزهر وطواحين الهواء وأبقار الفريزيان كانت الشمس تضاحكني عبر نافذة القطار في بهائها المهيب. وعلى حين غرة وبينما القطار يأز الأرجاء صعقت بحقيقة صغيرة لم تكن لتعني لي شيء لو لا أنها كانت معجزة من البريق!. نعم. نعم هو كذلك!. في الحقيقة هي مجرد معجزة يتحدى بها الرب خلائقه. إنها سلفيا. كانت بسيطة الهندام، يانعة وعطرة وتبدو وكأنها ولدت لتوها من رحم حقل للورود الوحشية. ولم يكن بخاطري شيء آنها غير شيء واحد كان يملأني بالكامل وذاك أن الله حق وأنه موجود، هو وحده لا بد أنه صنع هذا، لأن هذا مستحيل!.

    كانت تلك مصادفة صاخبة، مشحونة بالقلق والتوتر: أنا وسلفيا في مواجهة بعضنا البعض لأول مرة في التاريخ.

    ومع تزامن دفقة عنيفة من أشعة الشمس والقطار بدأ يترنح على مشارف نهر الراين نهضت سلفيا بغتة، قامت بكل قوامها المهيب تتناول أصدارة "مجلة NS - Nederlandse Spoorwegen " كانت ملقاة على المقعد الخاوي المجاور لنا ثم عادت إلى حيث موقعها الطبيعي من أمامي. عند لحظة قيامها تملكني الخوف وسرت في حنايا جسدي كله قشعريرة صادمة فناجيت في خاطري عددآ من شعراء الحقيبة العظام علهم يطمئنونني ويلطفون بي ويمدونني بالصبر والسلوى في مأساتي المجلجلة وكنت أراقبها خفية دون أن أدعها تكشف نظراتي الوحشية وكانت هي على كل حال لا تهتم وبدأت وكأنها مجرد زهرة ياسمين تلهو مع فراشات في حقل بعيد.
    وعندما بدأت تقلب صفحات المجلة حدث أمر ما!. أمر عجيب. غضب. تملكتني روح شيطانية مرعبة فهممت بالهجوم على المجلة لأمزقها إربآ إربآ لكني لم أفعل. غير أنه توجب علي فعل شيء فالحرب أولها كلام. وكنت خائف بل مرتعب. هناك زلزال يحدث في مواجهتي بل يحدث في دخيلتي. لا بل أنا الزلزال. وهناك صمت في الخارج يكذبه صخب الداخل!.

    الحرب أولها كلام. (لا بد من صناعة الكلام) لا بد من الحرب!.

    لا بد من أن أحدثها. أريد ان أسمع صوت الملاك. لا بل الجن. وفي تلك اللحظة أخرجت سلفيا بغته مسدسآ من حقيبتها اليدوية مررته على شفتيها فترك من خلفه حبوبآ صغيرة فضية خلتها رصاص فأندفق مزيد من البريق في كل الأرجاء ثم صوبت المسدس لوهلة ناحية صدري ثم أعادته إلى مكانه من العتاد. وعندها أخرجت أنا من جيبي منديل ورقي فمسحت وجهي وبدأت وكأنني هزمت في الجولة الأولى من الحرب الباردة. لكنه كان وهم. وسرعان ما أستعدت قوتي وقررت خوض المعركة بلا هوادة. حرب سأستخدم فيها كل إمكاناتي وتكتيكات قاتلة خبرت مفعولها في معارك قديمة تاريخية كسبتها طرآ قبالة نهر عظيم يدعونه "النيل" ولكن هذه المرة لم يكن يخالجني شك في أنني سأعمل في جيش عدوي أسلحة محرمة لا تبقي ولا تذر. تلك هي حرب الأنهار. إنها الحرب الحرام!. كان لا بد أن أفعل الحرام. الأسلحة كلها. كانت جريمة!. ذاك هو قدري وأنا سليل الكوارث العظيمة منذ الأزل.
    رسمت إستراتيجيتي بصرامة وحكمة في مواجهة عدو جبار ووحش فتاك لا يعرف الرحمة. أي خطأ أخسر المعركة. لا بد من تنفيذ التكتيك بدقة متناهية.

    Surprise attack

    الهدف يبعد مني 120 سنتمتر في مقاييس القطار وآلاف السنين الضوئية في مقاييس الحقيقة، لا شيء يجمعنا أبدآ غير الخيال والصدفة.

    كان هدف معركتي المصيرية تلك هو حيازة الملاك يومآ ما، كان هدفآ طموحآ حتى في الخيال أو هكذا تهيأ لي. لكني سأحاول. أنا من دنيا العناد مصنوع من عجينة لا تعرف غير النصر أو الشهادة.
    تشدقت بنصف إبتسامة ماكرة (الحرب خدعة) وبدأت العد التنازلي:
    3، 2، 1، 0، هجوم. الخطة الأولية مدتها الزمنية دقيقة واحدة ونصف، في خلال هذه المدة يتحدد نجاح العملية من فشلها، وقت قصير لكنه مصيري. توجب علي في كل الأحوال أن أحتفظ بنصف إبتسامة ماكرة في الوقت الذي أفجر فيه فرقعة كلامية وأقول نكتة خفيفة وأسأل ثلاثة أسئلة فانطازية وأجاوبها بنفسي (لازم أكون خفيف الظل) وإلا الهدف حا يطش
    For ever
    وجهت لسلفيا سؤالآ مباغتآ. قلت لها: هل حدث أن ألتقيتي ساحرآ من بلاد النيل؟. فدهشت سلفيا مني ومن السؤال وبدأت مبهوتة ولا تستطيع الكلام ثم أنفجرت ضاحكة ضحكتها الشهية تلك. لكني لم أتركها تخرج من صدمتها فعملت على إفقادها مزيدآ من التوازن فأجبتها على السؤال بنفسي قائلآ : أعرف أنك لم تلتقي ابدآ بساحر من النيل غير اليوم. ولم أترك لها مساحة للتفكير فواصلت: هو أنا. أنا الساحر الذي تلتقين. أنا النيل. ثم فعلت المزيد عندما أطمأننت إلى أنها تفقد قدر أكبر من توازنها وربما رزانتها فأخذت يدها وبدأت أقرأ لها الكف. كل ذلك حدث في تسعين ثانية لا أكثر. لقد كسبت الجولة الأولي. ها أنا الآن أملك يد سلفيا وألعب بها كما أشاء وجيشي يتقدم حثيثآ نواحي القلب. تمت العملية تكتيكيا بنجاح باهر.
    تماما دا الحصل. أنا الآن أقرأ لسلفيا كفها وبدأت كمنجم أصيل يقرأ التعاويذ ويتمتم بالسرياني ويتحدث لغات عديدة من التاريخ بآكسن الجن. وكانت سلفيا في غاية الدهشة من جرأة أفعالي وفي غاية الثقة من صدق تنبؤآتي وبدأت مستسلمة تمامآ للقدر وكانت في وهاد السحر تفقد جميع خواصها في التمنع أو الإعتراض وقد نسيت يدها في يدي مدة الخمسة دقائق المقبلة. كانت يدها رقيقة دافئة وشعرت بأنها كانت مصابة برعشة صغيرة تطمأنني أن سلفيا قابلة للإستسلام أمام وحش لا يعرف الرحمة.

    وعندما بدأ القطار يعبر النهر أصاب سلفيا بعض الونى فلم تتمالك ذاتها فقامت بفتح "الزرارة" العلياء من قميصي وبدأت خجلة حين ما قالت لي : "كدا أحسن". وكان الساحر واثق من صيده عندما وصل القطار وجهته الآخيرة "مدينة آرنهم" فأكمل عبوره للنهر الإسطورة. فتهيأ لي أني قائد جيش الحلفاء في معركة الأردين.

    وودعتني سلفيا تاركة نمرة هاتفها في جيبي وكنت أعلم بوحي غريزتي ذات الدربة العالية أنها لا بد آيلة للسقوط. وعندما ترجلت مسافة قدرها خمسين مترآ أدارت قدها الرهيف وألتفتت إلى من جديد ملوحة بيدها ترمقني نظرة حنان، عندها بدأت لي سلفيا ليست بشيء سوى قائد جيش هتلر يرفع راية الإستسلام وتهيأ لي لوهلة أنني "أنا" فارس من القرون الخوالي على ظهر حصانه يخطب في القوم، أهل "مدينة آرنهم" التي أحتلتها جيوشي للتو، قائلآ لهم: ها أنا أجيئكم وأحط رحالي عندكم. أجيئكم لكني لست من العدم. أنا من دنيا الشموس الباهرة. أنا من النيل العظيم، أشعرني هو أنا، وأنا هو، يحملني رسالة سلام إلى صنوه "الراين". وأنا لست بلا عزيمة بل تخضبني العزائم. و أنا لست بلا معنى بل تكللني المعاني. ولم آتي لأنتقص بل لأضيف. ولا آخذ إلا حين أعطي ... وأعطي بلا رجاء في ثواب. ثم رأيتني أجرد سيفي عن غمده وألوح به في الفضاء ليعلم القوم أنني لست رجلآ بلا سيف. وإنما فارس عظيم من نسل فرسان عظام. لكني لم آت إلى هنا لأقتل بل جئت لأحيي... فأنا لست مصطفى سعيد وسلفيا ليست جين مورس.

    وعندما غابت سلفيا خلف الجدران عملت على إغلاق "الزرارة" التي فتحتها سلفيا من قميصي وأنا أوعدها في دخيلتي وأعاهدها عهدآ غليظآ أن هذه لن يمسها غيرك فهي أمانة وأنا لا أخون أحبابي ولا العهود. والله المستعان. ثم طفقت أنشد غاياتي. وما هو إلا بعض حين و صدقت الرؤية!.


    مقطع "6"
    موت ننو ودموع سلفيا

    لسلفيا مقدرات ومواهب عديدة حدثتكم عن بعضها عند الأحداث الماضية غير أنني لم أحدثكم عن أهم مقدرات سلفيا على الإطلاق وهي مقدرتها على "الدموع"!. سلفيا تبكي حين تحزن أو تغضب أو تتألم. ذاك أمر طبيعي ربما يفعله كل منا. لكن سلفيا تسرف. كما أنها لا تبكي فقط عند تلك اللحظات وحدها بل عادة ما تبكي حينما ينتابها شعور غامر بالسعادة وقد فعلتها عديد المرات وهي تعانقي علي شواطيء نهر الراين وفي قمة جبل الآلهة وفي الشارع العام وفي المطبخ وفي الصالون وفي صدري.

    وحدث مرة أمر أدهشني أيما دهشة إذ سقطت سلفيا من دارجتها النارية عند أحد شارات المرور وخدشت خدشآ صغيرآ في ساقها الأيسر وعندما ألتقيتها بعدها مباشرة عانقتني بحرارة وهي تجهش بكاءآ وتقول لي "سوري حبيبي" وترردها عديد المرات وأنا في دهشتي لا أقوى على الفهم "مماذا تعتذر لي" إذ لا مناسبة. وعندما ذهبنا إلى بيتنا وعند المساء سألتها عن سر إعتذارها لي!. فذكرتني أنني كتبتها قبل عدة أسابيع قصيدة رومانسية أشدت فيها ضمن ما فعلت برقتها وعذوبتها وجمالها الروحي لكن أيضآ بتقاسيم جسدها وللحق فهو نسق من الماس والبلور وذكرت في القصيدة التي تقمصتني عندها روح شعراء الحقيبة أنني لا أفرق بين شفتيها وساقيها كله من نور وكله عذب وكله نار. فأخبرتني أن الحكمة من إعتذارها لي أنها تعتبر جسدها ملكي لا ملكها ولا أحدآ من كان غيري ، هو لي أنا وحدي. وأنها رأت أنها لم تحسب حسابها وكادت أن تتسبب في تخريب أحد أهم ممتلكاتي منها وهو ساقها، لكن الأقدار لطفت. فضحكت عندها لوهلة ثم بكيت مثلها دموعآ حرة وأنا أتلمس دموعها الغزيرة وأطمأن على "ساقي" من جديد. يا لها من طفلة عذبة!.

    قبل عودة السيدة نيللي بإسبوع واحد وبينما أنا في مزرعة نيللي في أحد العصريات أضع اللمسات الأخيرة على تطويع الحصان بيرا إذا بسلفيا تأتيني منتحبة والدموع تبلل فستاها الشفيف ناحية الصدر تقول لي "لقد مات" وتكررها عديد المرات وأنا في دهشتي أحاول تهدئة روعها علها تخبرني "من مات؟". قالت: ننو!. السمكة الجميلة الملونة. أجمل أسماك السيدة نيللي على الأطلاق. وكانت تلك السمكة محل حب سلفيا الخاص. وذكرت لي بدرامية أنها تعتقد أن ننو أنتحر كونها حولته من حوض إلى آخر، حوض صغير كان فيه لوحده لأول مرة في حياته، وظنت أن ننو شعر بالوحدة وربما أصيب ب deep depression فقرر الإنتحار. عندها ترجلت من حصاني كي أعزي حبيبتي في مصابها الجلل. وعندما دخلت الحجرة وجدت سلفيا تضع الجثمان على الطاولة وتحدق فيه وتبكي. فهدأت من روعها بطريقة فكاهية وشرعت أصلي بصوت جهور على ننو، وضعت يدي مضمومتين فوق أرنبة أنفي ورددت في خشوع: (ننو الجميلة حبيبة سلفيا حبيبتي، ها أنت قد رحلتي عنا بعيدآ حيث تلقين جدودك وجداتك الأسماك الأوائل فتبدئين رحلة جديدة في بحر الخلود. وأعدك يا ننو أنني وحبيبتنا سلفيا سنذهب غدآ على ظهر الخيول فنجلب من دكان أسماك الزينة في هانوفر سمكة جديدة في زهوك وجمالك وسنحبها مثلك تمامآ لكننا لن ننساك أبدآ، آمين). ثم كفنت ننو في قطعة من بلاستك وحفرت لها قبرآ صغيرآ بقلمي على حافة المزرعة وقفلنا أنا وسلفيا راجعين إلى ديارنا. فضحكت بعدها سلفيا بشهية عندما أنتبهت إلى حقيقة كوننا "ناس مجانين"!.

    وعند الصباح الباكر أسرجنا أنا وسلفيا حصانين من أحصنة نيللي وطفقنا نخب قبالة هانوفر وبدأت أنا كفارس من القرون الوسطى بصحبة عشيقته الأميرة الأثيرة ونظر إلينا الناس في شوارع المدينة بعين ملأها الدهشة والإعجاب والحسد. وعدنا في نهاية المطاف ب "ننو 2" هكذا أسمته سلفيا وهي تحمله على ظهر الحصان وأنا أنشدها قصيدة وسلفيا تحبني وأحبها ويحب حصانها حصاني. وعندما ترجلنا عن قافلتنا بكت سلفيا من جديد!. قالت أنها سعيدة لا تستطيع إلا أن تبكي.



    مقطع "7"

    سلفيا تأمرني بقتلها !"Kill me"*
    .
    مضت نيللي لشأنها فأصبحنا أنا وسلفيا وجهآ لوجه في قصرنا الممدود. مشت سلفيا إلى الداخل بينما جلست أنا على أريكة في بهو الدار الفسيح قبالة إنشوطة صغيرة تلعب بها النسمات الشمالية العابرة أراقب صمت الجبل المهيب وأطرد عن خاطري أطياف السيدة نيللي المزعجة.

    وما هي إلا لحظات وعادت سلفيا في إزار رهيف تلاعبني كعادتها ثم مضت فجلست على الإنشوطة تتهادى من فوقها وتقول لي: look at me راقبني "عاين لي" وتكررها مرات عديدة وأنا لا شأن لي غيرها. مذ ألتقيتها قبل عدة شهور أعاينها وتعاينني، أراقبها وتراقبني، لوكنق آت ها آن لوكنق أت مي، دون أن ألتفت ولو لمرة واحدة إلى وجهة أخرى مهما دعت الضرورات حتى لأخالني نسيت ألوان الشوارع وغابت عني وجوه الناس فما عدت أذكر وجه أبي.
    تأملتها مليآ وهي ما تزال تتهادى فوق الإنشوطة. رأيتها كطفل غرير. نعم هي طفلة عذبة. تأملتها أكثر فأكثر فوجدتني مثل كل مرة أكتشف ان سلفيا جميلة بطريقة لا يسعها الخيال. وذكية تحتال على عقل فيلسوف ولطيفة الروح.

    كانت الشمس ترنو إلى المغيب عندما ترجلت سلفيا بغتة من الإنشوطة مع تزامن دفقة من هواء الجبل الواني فأزاح عنها نصف إزارها الرهيف لكنها لا تكترث.

    جاءت وقفت أمامي في إبتسامتها الشهية تأمرني بطريقة بدأت جدية، تقول لي: اقتلني!. Kill me!. . حبيبتي المجنونة، حسبتها تمزح. لكنها رقدت على الأرض قبالة الأريكة التي أجلس عليها. وكررتها منثى وثلاث ورباع وعديد المرات: : اقتلني، اقتلني، اقتلني. تأملتها من جديد وهي ترقد من تحتي تأمرني بقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأي نفس هي؟. هي نفس سلفيا ذاتها!. شهدت وجهها الملائكي يزداد بريقآ يزهق البصر. .. وكان شعرها ذهبيآ تختبيء عنده شقرة كاسفة، وجيدها، وصدرها، وخصرها، وعجزها، وساقها وأصابع قدميها كله نسق من آيات معجزات كتبن على لوح من الماس.

    سلفيا روح قدس وعقل نبي وجسد حرام.

    تقول: اقتلني!.

    لو أن أحدهم من أي ثقافة في الكون سمعها تقول أقتلني بينما تفتر شفتاها عن إبتسامة شهية وترقد من أمامي نصف عارية لما خالجه شك في أن الفتاة تود العناق. لكن لا!. لا. أنا وسلفيا لا نفعل الأشياء تلك الطريقة الحكيمة. ففي لحظة أوجاعنا الحقة لا نعرف الحكمة. لا نتحدث لا نتفاوض... لا كلام. هناك فعل، آكشن، ولا نقول ما نفعل حين نفعل .وإن كنا قعودأ لا نقوم وإن كنا قيامآ لا نقعد. لا وقت!. نتحول إلى حيوانات وحشية كاسرة غير ناطقة. في مثل ذاك الأوان يحدث شي واحد لا غيره: هجوم وحشي كاسح. لا شيء غير ذلك. لا حوار. هناك حرب. وكثير ما مزقت أنا ثيابها الداخلية ومزقت سلفيا قميصي. لا وقت. لا صبر لحيوانين جائعين على الدوام. مرة قالت لي سلفيا أن تكلفة الثياب التي نمزقها في الشهر الواحد تكون كافية لتسديد فاتورة الكهرباء لمدة عام بأكمله.
    نحن لا نتفاوض ولا نجامل بعضنا البعض ولا أحدآ من كان أوان أوجاعنا. إنما نكون حيوانين أنانيين كل يود الفوز بالفريسة كاملة. لا نعرف بعضنا البعض لا آخر لا ديمقراطية لا حضارة. هناك عماء. سلفيا تكون ظبية يانعة تلاعب ضبع كاسر جائع منذ الأزل في جزيرة نائية لم يغشاها خيال بشر. حيث هناك لا فكرة لا ذاكرة لا تذكر... لا كلام... لا إحترام...غريزة فجة وحيوانية بشعة... وفي لحظة فاصلة تغرز سلفيا أظافرها في جلدي فتدميني بلا هوادة و بلا رحمة. ثم بعد أن تعود من الغياب تقول لي "سوري"... ثم تفعلها من جديد و "سوري" وهكذا دواليك.

    تقول: : اقتلني!.

    اقتلني. كانت تعنيها. يا للهول!. يا للجنون!. كانت تعنيها حرفيآ.

    قالت أن الشيء الوحيد في الدنيا الذي يخيفها هو الموت. وهي على يقين أن كل الناس تموت في نهاية المطاف. وهي أيضآ تموت ولو أنها لا تموت. فهل يموت الشهداء!. وعندها تصور آنها أن الموت آن يأتي يكون شيئآ بشعآ ومؤلمآ ومؤذيآ منتهى الأذى وهي تهابه ويرعبها أشد الرعب. وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن كل شيء أفعله أنا بها ممتع ولذيذ، كل شيء، بلا إستثناء، كل شيء. ولهذا تريدني أن أقتلها كونها على ثقة أنها ستمتع غاية المتعة أوان أبدأ في ذبحها وتقطيعها إلى أجزاء صغيرة وفي بطء شديد لمزيد من المتعة.

    وما هي إلا هنيه وأنا في دهشتي تلك حتى فسرت لي سلفيا تلك الرؤية البائسة ثم أعتذرت عنها ونهضت تعانقي وهي تقول لي: "أود أن أقول لك شيئآ أقوله لك كل لحظة لكنني لم أقله أبدآ: أحبك". وعندها شرعنا في الغياب ثم أدمتني بأظافرها وقالت لي "سوري".

    مقطع "8"

    " Mijn Man Kan Alles راجلي بقدر إعمل كل حاجة حتى المستحيل!. (سلفيا تثرثر مع أمها من تلفون القصر).


    مرت ثلاثة أسابيع ونحن نعيش ونخدم بنجاح في بيت السيدة نيللي. ننام ونصحو. نغيب ونحضر. وسلفيا تطعم الأسماك وتغسل الأحواض بمادة زرقاء من فصيلة الكلور. وأنا أعتني بالخيول وأدللها من حين إلى آخر وأتأمل الوحش الأسترالي الوديع. بينما أطوع المهر الجامح "بيرا" وأروض المهرة الجامحة "سلفيا" بنجاح لا يخطأه البصر.

    وعند الإسبوع الثاني تعرفنا على نادي الحي عبر جارتنا اللطيفة "كاثرينا" وصديقها المهندس "ليونارد". لعبنا الورق والدومينو والبلياردو وكرة المضرب والشطرنج (لعبتي الأثيرة) . والمرة الوحيدة التي ألعب كرة قدم كانت عند مباراة ودية لكنها ساخنة بين فريق حي قصرنا وفريق من حي مجاور بين أهله وأهل قصرنا ثارات كروية قديمة. فتهيأ لي عبر مصادفة نادرة ان أحرز هدفين وأنتهى الماتش 2 ل 1 لمصلحة فريقنا. كنت لوهلة أشعر بالفخر والسعادة كوني نجحت في مجال بعيد من هواياتي الأساسية. صفق لي الناس وعانقتني سلفيا طويلآ وهي لا تحتاج الأعذار لعناقي. وذهبنا ذاك المساء نحتفل في أحد ملاهي هانوفر . فرقصنا وسعدنا ونحن نتبادل الأنخاب. وسلفيا تسقيني التكيلة بالملح والسترون. وحكت لي سلفيا أن الفتيات في الملهى قلن لها أن صديقها وسيم بطريقة غير محتملة ويبدو أنه راقص محترف يتمايل بسلاسة ويتقافز كالنمر. ورددت سلفيا ببرائتها المعهودة: "أنا أكرههن، كن يراقبنك أين ما ذهبت".

    سلفيا فتاة رومانسية بطريقة غير ممكنة. لم اقرأ في الكتب ولم أشاهد في الأفلام السينمائية ولا سمعت عبر وسيلة من الوسائل أن كائنآ مثلها يكون حقيقة!. خلال كل الحياة التي عشتها معها لم تكذب ولا مرة واحدة ولم تكذبني ولا مرة.

    أذكر مرة أنني وجدت كنزآ قيمآ في احد أدراك نيللي. كانت هدية من السماء: كتاب قديم عن ترويض الخيول الجامحة تحت عنوان "How To Tame and Train Wild and Vicious Horses" لا اذكر إسم مؤلفه لكن كان به معلومات قيمة ويتحدث عن طرق سهلة لترويض الخيول الجامحة. ولا ننسى أن نيللي بإعاز من سلفيا قد ورطتني في مهمة شبه مستحيلة وهي تطويع الحصان الجامح بيرا والذي أعرف أنه ربما يتسبب في قتلي إذا ما ورطت نفسي في أي غلطة فادحة معه. لكنني عازم على تطويعه. فأنا لا أحب أن أخزل أحدآ. فعكفت ثلاثة أيام أطالع الكتاب الذي من خلاله أستطعت أن أنجز المهمة بطريقة باهرة أسعدت نللي في نهاية المطاف فأجزلت لنا العطاء. ولذات السبب دعتني السيدة نيللي للمجيء إلى تكساس الأمريكية في وقت لاحق، لكنني لم أفعل!.

    غير أن قراءتي للكتاب لم تكن بلا ثمن!. فقد غضبت مني سلفيا عدة مرات بإعتباري لم أعد أهتم بها ووجدتها مرتين تبكي فوق الأرجوحة كونها تشعر بالأسى لغيابي عنها عدة ساعات في اليوم لمدة ثلاثة أيام وانا أقرأ الكتاب ولو أنها كل الوقت كانت تربض بجانبي وكثيرآ ما كانت تقاطعني بلا أسباب موضوعية وتحك قدمها بين الفينة والأخرى على قدمي.

    وعندما بلغت سلفيا من التذمر أقصاه أخذت مني الكتاب عنوة ورمته بعيدآ وهي تقول لي: " أنت لا تحتاجه فأنت صائد تماسيح فما أسهل صيد الخيول على وحش مثلك"!. وكنت قد رويت لسلفيا في زمان سابق حكاية خرافية من أيام الصبا حول صيد التماسيح تنطوي على كثير من الخيال. ولكي أستطيع إكمال الكتاب أخترعت لها خدعة صغيرة فحواها أنني أقرأ الكتاب من أجل الحصول على معلومات صغيرة تتعلق بسلامة الحصان فأنا أخشي مني أن أكسر رقبته فصدقتني!. وسمحت لي بإتمام الكتاب. ووعدتها في المقابل أن أنفذ وعدي لها بأن أعلمها أنواع السباحة التي أجيد وهي عديدة. فسعدت أيما سعادة وهي تعلم أن أمي ولدتني فوق ظهر موجة نيلية صيفية في قلب جزيرة أم أرضة قبالة جزيرة رفيدة من جبل أولياء حيث تتعايش الناس والتماسيح ويبادلون بعضهم البعض التحايا والأشواق. فعلمتها فنونآ من سباحة الصدر والظهر والفراشة والحرة. وعانقتني مرة في المسبح حتي كادت أن تغيب أنفاسني.

    عند سلفيا مقدرة فذة على التلاصق والكلام. فإما يدها في يدي أو عينها في عيني وإلا هناك مشكلة. إن لم نكن على تلك الحالة فهي عادة ما تحسبني غاضب منها أو ما عدت أحبها مثل السابق. وعند لحظة الطعام وأثناء الأكل تلاعبني بأقدامها على أقدامي من تحت الطاولة. وإذا ما حدث أن نهضت أنا عند منتصف الليل من أجل الذهاب إلى دورة المياه فأنني عادة ما أحتاج لعدد مقدر من الدقائق كي أفرز نفسي منها وأستطيع أن أتعرف على يديي وقدميي من يديها وقدميها.

    وسلفيا تخاف الصمت. هناك مشكلة في الصمت. هي لا تعرف أبدآ أن تحدث نفسها في الداخل. هي شفافة لدرجة أن هواجسها الحقيقة وحقدها كبشر وغضبها وطمعها وجشعها ومؤامراتها وكل ما يحرص البشر العاديون على إخفاءه هي تعلنه. لا شيء مدسوس في دواخلها. صافية. لا يوجد أبدآ مكان في سريرتها معد لإستيعاب مثل تلك الأشياء الفائضة. ليست طبيعية!. لذا إما أن تتحدث هي وكثيرآ ما تفعل أو أتحدث أنا وكثيرآ ما أروي لها من حكاياتي القديمة. سلفيا فتاة عجيبة لم تخطر على خلد الوجود!. كانت صدفة من صدف الطبيعة العمياء. رومانسية، صادقة ، شفافة وجميلة.

    لكنها بعد تستطيع أن تتآمر وتخطط!. في يوم السبت الماضي حدثتني عن رغبتها في الصعود إلى قمة الجبل. ليست ببعيدة. وعندما وصلنا إلى هناك وجدتها تحمل ملاية صغيرة ملونة فأستفسرت عنها. فقالت لي خشيت أن تأتيك الحالة فتحملني على الحجارة العارية ، أنا لا أضمن شرك!. فضحكت أنا عندها وضحكت سلفيا و سمعنا الجبل يضحك معنا متخليآ لبرهة عن صمته الرهيب. ضحك ثلاثتنا في نسق الوجود كل بطريقته. وما هي إلا لحظات وتحولنا بالفعل إلى وحشين في مكانهما المناسب من الطبيعة الوحشية. ثلاث ساعات وأنا تتقمصني روح ذئب جائع وسلفيا ظبية يانعة. ثم بكت سلفيا!. بكت بعدها وهي تعانقني وتنظر في البعيد. بكت على حين غرة. بكت على قمة الجبل وقالت أنها سعيدة وهي ما تزال تبكي .وتتساقط الدموع فوق صدرها الوضيء. سعيدة. هي لا تستطيع إلا أن تبكي. تبكي وتسألني متعجبة: من أين جئت أنت!. خلتها تحدث الجبل!. ورأيت حبيبات دموعها اللامعة تختلط بأنوار الليل الوانية التي تنصب علينا من البعيد. فنظرت إلى السماء الصافية. كان ثمة نجوم بعيدة. والفضاء مفتوح على سماوات سبعة. فجاءتني خشية رهيبة من منظر الكون المهيب. فصليت على شريعتي وناجيت في سري عددآ من الآلهة. وفي دخيلتي هاجس مجنون إذ أنني تصورت لوهلة أن رهطآ من الملائكة أو الجن ربما هبط علي من السماء يريدون بي شرآ كوني أضع في أسري كائن من جنسهم!. لكنهم تقاعسوا!. فظل الملاك ملك يدي.

    في يوم الأحد التالي لصعودنا جبل الآلهة (هكذا أسمته سلفيا) وعند المساء أتصلت سلفيا على والدتها من تلفون القصر. تحدثا طويلآ. كانت سلفيا جل الوقت تحدث أمها عني بوصفي كائن معجزة. قالت لها "Mijn Man Kan Alles" رجلي يستطيع أن يفعل كل شيء، حتى المستحيل!. إنه يعلم كل شيء عن الناس والطبيعة والمجرات. ويستطيع أن يلعب كرة القدم والمضرب والبلياردو والورق والشطرنج ويكسبها جميعآ. ويرقص ويسبح كما الأسماك ويروض الخيول ويصطاد التماسيح. أواه ماما... ويستطيع أن يخاطب الملائكة والجن ويكلم الآلهة من قمة الجبل. أواه ماما... مستحيل!. I love him.


    مقطع "9"

    سلفيا تحب أن أحدثها عني "تود أن تعرف كل شيء"!

    (هزيمة روسيا)!

    تم إطلاق صراحي عند نهاية اليوم التالي بعد ان أصبحت حدث وحديث مطار أمستردام الدولي المسمى "إشخيبول". وأعطوني عنوان إقامة مؤقت خاص بمثل حالاتي ويسمى "أو سي دنهاخ" وكان في مدينة لاهاي في شارع "جون إسترات" رقم 35. مبنى ضخم به حوالي 400 شخص من كل أنحاء الدنيا "روسيا، الصين، اليمن، إكوادور، البوسنة والهرسك والخ" وعدد كبير من العراقيين و35 سوداني وسودانية. كان علي أن أقيم في ذاك المكان لفترة محددة وحتى تسوية أموري ومن بعدها ربما أدمج بشكل تلقائي في السستم. وتلك مرحلة هي من أخطر المراحل كونها تحتمل عدم قبول طلبك للإقامة في هولندا وطردك بشكل نهائي وترحيلك قسرآ إلى بلدك الأصلي في حالة أنك لم تستوفي الشروط المطلوبة وهي شروط لا تخلو من القسوة.

    لم يرسلوني إلى ذاك المكان وحدي بل أرسلوا أمامي عبر الفاكس تقرير يتحدث عني ويحكي ما فعلته بالطائرة ويأمر أجهزة الأمن والحماية في ال "أو سي" بمراقبتي والتعامل معي بالحذر اللازم كوني أستطيع أن أفاجيء الناس بأشياء غير متوقعة ربما شكلت خطرآ لسكان وعمال وموظفي ال "أو سي". ذاك طبعآ مجرد إنطباع إنبنى على خلفية ما حدث بالطائرة.

    في اليوم السابع حدثت مفاجئة صغيرة. ذهبت للمدير "كانت إمرأة من حزب العمال". قلت لها أريد أن أقيم يوم ثقافي سوداني في ال "أو سي". دهشت لبعض الوقت وتملكتها الحيرة كون كان هذا أول طلب من نوعه في مثل ذلك المكان ومن كائن قادم لتوه من عالم ثالث هو عالم الحرب والدمار والموت واللاثقافة ويأتي عندها ويحدثها عن يوم ثقافي!. ليس ذلك فحسب بل الرجل نفسه "فيه كلام": مختطف طائرة!.
    خطرت لي الفكرة قبل يوم واحد من ذهابي للمديرة إذ حينما كنت أتلقى وجبة غداء دسمة في المطعم العام جلست بجانبي شابة في مقتبل العمر من روسيا البيضاء. وقليلآ وسألتني من أين أنت؟. قلت: من السودان. قالت بكل هدوء: أنها لم تسمع قط بمثل تلك البلاد. غضبت في دخيلتي غضبآ شديدآ لكنني لزت بالصمت ثم سألتها بدوري: من أين أنت؟. قالت: من روسيا. فرددت عليها من باب الثأر: لم أسمع أبدآ بمثل تلك البلاد!.

    في نهاية المطاف وافقت المديرة وأظنه من باب "أبعد من الشر وغنيلو"!. ووفرت لي كل التسهيلات الضرورية لإنجاز اليوم الثقافي السوداني بشرط أن يكون مفتوحآ للجميع ودون شروط وأن يكون الدخول للقاعة مجانآ. وقد حدث. ووجدت شبابآ نيرآ وساخن الرؤى فأنجزوا العمل كله وتركوني أتفرج وهم: جمال يوسف، ناصر يوسف، الجيلي احمد ، هيفاء الشاذلي وأنضم إلينا لاحقآ عمر الأسد.

    وذهبت أنا قبلها إلى مدينة هارلم وألتقيت بشابة سودانية جميلة ذات مواهب متعددة تسمى "إيمان هارلم" في المستقبل سترحل إلى لندن فيصبح إسمها "إيمان لندن" فغنت ورقصت رقصة العروس وعملت الحنة السودانية فتحننت الخواجيات وأنا حننت أصبعى. وعملنا عروض مسرحية وفلكورية والعاب شعبية وجئنا بمعرض يتحدث عن تاريخ السودان القديم أيام تهراقا وصحبه وما قبلهم. وجاء الناس من كل فج عميق. وهو ذاته اليوم الذي ألتقيت فيه من جديد بأصدقاء الجامعة "عثمان حامد وخالد الطاهر" ومكي الدخري وكان هناك نجوم الزمان يعطرون المكان وهم: عبد المنعم الحويرص وهمزة يوسف وصالح الحلفاوي وناجي بولس ود. أحمد عكاشة وعبد المحسن حمدان.

    كان حدثآ جميلآ. كانت لفتة بارعة. ووقفت الجموع الحاشدة دهشة. و صفق لنا الناس طويلآ. وكرمتني أنا المديرة بوشاح أحمر وشكرتني على المبادرة الجميلة كما كرمت زملائي وقالت أنتم فعلآ من شعب عظيم!.

    فتعلمت الروسية ذاك اليوم أن الله واحد وأن السودان حين كان وكتب أهله الشعر وصادقوا النجوم وصنعوا آلهتم وعبدوها روسيا لم تكن سوى قطعة ثلج كبيرة خاوية يلعب فوقها دب قطبي ثمين.

    وأنا من بعدها أصبحت "ود حلو" فتركوني بدون مراقبة. بل محبوب!. وأصبحت بعد عدة أيام مترجم معتمد "عربي- إنجليزي" لدي إدارة ال "أو سي" . وقالت مرة أحد الموظفات في حضوري "لقد أثبت أنه رجل موجب". فأنبتها على سوء ظنها السابق عني ثم سامحتها. تلك المرأة في المستقبل القريب أصبحت صديقتي اللصيقة وأعطتني بشكل سري نسخة من التقرير الذي كتب عني على خلفية حادثة الطائرة وكان So funny


    مقطع "10" مواصة لمقطع 9 "

    سلفيا تحب أن أحدثها عني "تود أن تعرف كل شيء

    سلفيا تصغي إلي بكل جوانحها. وكثيرآ ما تغطي وجهها بكلتا يديها عند المنعطفات الحرجة أو اللطيفة والمجنونة كي لا تقطع تراسل حديثي عبر إنفعالاتي مع دهشتها التي كثيرآ ما تسيطر بالكامل على وجه الملاك. أحدثها عن أشيائي كلها "طفولتي وصباي وشقائي وشقاوتي ولعنتي وفرحتي وخيري وشري، كل شيء". وعن تاريخ أجدادي وجداتي وعن وطني وعن حزني ... وعن كل شيء. وهي تنصت في خشوع وتنصت وتنصت وتخشع وتخشع وتطلب مني المزيد في خشوعها المهيب. فأحدثها عن الجزر الساحرة "أم أرضة ورفيدة" وعن النيل حين يسدر وعن الموج حين يهدر وعن التماسيح حين تغدر وعن أمي حين أشقيها فتصبر وعن أبي حين يندر. وأحدثها عن الملاك الذي شرب المقلب وعن الآخر الذي صدق وعن أسفاري وعن أقداري وعن كل مغامراتي وعن كل شيء. و أحدثها عن رحلتي بالطائرة وأنا في طريقي إليها "إلى هولندا" وعندما أردد طريقي إليك "يا سلفيا" ترتج شفتاها وينداح موج رقيق فوق وجه الملاك فتضحك سلفيا فيتبثعر شعرها الذهبي فوق كل الفجاج وفوق صدرها العجيب فأهرع أنا إلى إسعافها وأفعل المزيد فينقطع لبرهة تراسل الكلام ثم نعود أدراجنا إلى نقطة البداية.

    قالت لي مرة تسألني في دلال وأنا عند ختام الحكاية : " أنت قلت أن المضيفة في الطائرة تشبهني تمامآ. لكنك كثيرآ ما رددت لي أنك لم تر مثلي أبدآ في حياتك"، كيف يستقيم هذا! (؟). المضيفة؟. وأصبحت ألملم وجه المضيفة في خاطري وأنظر إلى سلفيا وهي تمتشق إبسامتها الشهية. ( أستعيد المشاهد في دخيلتي).

    عندما هممت بالرحيل إلى بلاد سلفيا كنت مضطرآ. لا خيار لي. إنه قدري!.

    ذهبت مرة للزميلة والصديقة ندى مصطفى وفي جيبي بيان من عدة صفحات أودها تطبعه لي وهي كانت تعمل في مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بالقاهرة. وكنت قد ألتقيت بندى من قبل فعزمتني في مطعم ماكدونالد خلف الجامعة الأمريكية. وحدثتني عن حزبها الجديد وحدثتها عن "التاية" وعن أحداث أخر. وندى كانت زميلتي بالجامعة ولكنها سبقتني في الخروج من السودان. كانت ندى لطيفة وكريمة وشهمة ومهذبة. وأنا غاضب من كل شيء ومن المعارضة التي لم يرقني أداءها. كنت جادآ جدآ إلى درجة التهور وربما أحمق!. وهارب من السودان من السجون حرفيآ "السياسية" والقاهرة خطرة وعلمت أن أحدهم ويسمى م. أسباط قد رحلوه قسرآ إلى السودان دون جريرة أرتكبها. وعلمت المزيد!. فقررت الهروب من القاهرة إلى عالم آخر . وكانت من المصادفة الحسنة أن يكون ذلك العالم الآخر هو بلاد سلفيا. أنا عصفور لا يرضيه شيء غير الفضاء بأثره ملك جناحيه. أخرجت لندى الأوراق من جيبي، مسودة بيان باللغة الإنجليزية وطلبت منها أن تطبعها لي بطريقة إحترافية. فأستغربت في البداية بعد أن أطلعت سريعآ على النسخة الخطية. لكني قلت لها هذا ما أوده منك، لطفآ، هو شأني أنا وحدي!. هل ممكن؟. تملكتها مزيدآ من الدهشة حينما علمت بخطتي. لكنها فعلتها من أجلي بطريقة ممتازة.

    الأوراق المعنية عبارة بيان شخصي أخبر من خلاله الشعب الهولندي بقدومي "شخصيآ" إلى هولندا قبل أن تطأ قدماي أرضه. تلك كانت فكرتي المجنونة. وقد نفذتها بدقة متناهية!. وقلت ضمن ما قلت في البيان من أنا ولماذا أنا قادم إلى أرضكم " أيها الشعب الهولندي الحر وأنني أنا من شعب عظيم له تاريخه العظيم وإسهاماته العظيمة في مسيرة البشرية عبر القرون وإلخ. غير أن حاضرنا بائس وأنا غاضب من الحاضر ولم أستطع التعايش معه ولهذا قررت أن أحدثكم عن رغبتي في تفضلكم بإستقبالي في بلادكم الحرة الكريمة إلى أن تتحسن الأمور في بلادي فأرجع مرة ثانية. ولكم مني خالص معاني الإحترام و التقدير". وقلت المزيد.

    وعندما هممت بركوب الطائرة المتوجهة إلى مطار أمستردام نسخت بياني خمسين مرة ووضعته في حقيبة يدي.

    وفي منتصف الطريق والطائرة تغوص في مطبات هوائية حرجة ناديت أحد المضيفات وطلبت منها أن تذهب إلى كابتن الطائرة لتخبره بأنني أود أن أجيء إلي كبينة القيادة كي أحدث الكابتن بأمر هام. فقفزت عينا المضيفة من وجهها وردت علي: " هذا غير مسموح به، لا يمكن". قلت لها أنا أعرف أنه ممكن. وفي الحقيقة أنا لا أعرف!. غير أنني أعلم أن المستحيل يستطيع أن يتحقق ويصبح ممكنآ. تم إبلاغ الكابتن. بعد أن تترت الأحداث!. الكابتن قال في دهشة أن هذا أغرب طلب من نوعه في تاريخ الزمان مذ خلق الله الطيران. جاءتني المضيفات الأربعة في لباسهن الأزرق الجميل حسناوات فارهات الجمال. رأيت بينهن سلفيا لكنني لم أسعى إلى عناقها فلي شأن آخر!. إستفسرن عني وعن قصتي وماذا أريد بالضبط. شددت لكثير من الوقت بأنني لا أكلم غير الكابتن. وبعد لأي شديد وهرج ومرج. حدثتهن بمقصدي: أريد أن أتحدث من مايكرفون كبينة القيادة. عندي بيان هام إلى الشعب الهولندي الكريم. فضحكن في البداية ظنآ منهن أنني أمزح ثم ظنني مجنون!. وحاولن جهدهن أن يثنينني عن مقصدي ولكن دون جدوى!.

    وفي اللحظة الحاسمة نهضت في طريقي إلى كابينة القيادة (كان قبل أحداث سبتمبر) والمضيفات الأربعة يقفن أمامي وأنا أدفعهن دفعآ بكل قوتي عن وجهي وأتقدم ولو في بطء شديد ناحية كابينة القيادة. وعندما أقتربت من مكان مقصدي وبالقرب من التوليت شرعت أحد المضيفات من مايكرفون صغير مثبت على سفح الطائرة قبالة التوليت تشرح للركاب في الطائرة أن هناك سوء تفاهم بسيط مع أحد الركاب " هو أنا" وتطلب من الجميع إلتزام الهدوء وأن يجلسوا في مقاعدهم مطمئنين وهي تتمنى أن الأزمة تمر بخير!.

    وعندها حدثت حالة رعب داوية لدى ركاب الطائرة ومعظمهم ظن أنني أختطف الطائرة وصدرت وسوسات كثيرة متشابكة وشرع البعض يقرأون آيات من أديان الأرض جميعآ يتمنون الخلاص وبعضهم ينشدون حسن الخاتمة.

    في تلك اللحظة أبلغ الكابتن مطار أمسرتدام. قال لهم أن هناك أمرآ لا يفهمه يحدث في الطائرة وأنه سيظل يوافيهم بآخر التطورات. وفي تلك الأثناء أنا أستلمت عنوة مكبر الصوت الواقع قبالة التوليت وبدأت أقرأ بياني الهام. في البداية حاولت المضيفات منعي لكن مساعد الكابتن أمرهن بتركي أفعل. فشكرته و فعلت. قرأت بياني بهدوء وبصوت جهور. وشرحت فقراته واحدة تلو و الأخرى. وأعتذرت للركاب ولقائد الطائرة ولمساعده وللمضيفات وطمأنتمهم بأنني رجل مسالم يحب الخير للجميع ويكره الظلم والطغيان وأنني ما أنا غير محب للجميع وإني ما أريد إلا ما فعلت. ولا أريد إلا الخير كل الخير بلبشرية جمعا!. وشرحت بإسهاب بأنني أنا لا أمثل أي جهة من كانت وأن تصرفي هذا وكل تصرفاتي أنا وحدي المسئول عنها قانونيآ وأخلاقيآ. وأن ليس بالضرورة أن كل شعبي أو جنسي أو لوني يتصرف وفق طريقتي هذي. تلك طريقتي أنا وحدي حتى أن الناس في بلادي يختلفون معي في كل شي تقريبآ ولكن بيننا المحبة والإحترام . غير أن نظامنا السياسي الجديد لا يحترم الإختلاف بين الناس وهذا سر وجودي بينكم وفعلتي التي فعلت. والله المستعان. وشكرآ لكم".

    ثم ترجلت من بعدها إلى بطن الطائرة وشرعت أنشر بياني بين الركاب بوصفهم رسل الشعب الهولندي!. فأزداد الهرج والمرج دفقة جديدة.

    في تلك الأثناء كانت هناك أشياء مدهشة تجري في الأرض من تحتنا:

    تم تجهيز ثلاثة مطارات سابقة لمطار أمستردام للهبوط الإضطراري إن لزم الأمر. تم إبلاغ القيادة العامة للجيش الهولندي والبوليس والمخابرات. تم تجهيز المدرجات الخاصة بالطواريء في مطار أمستردام. وعندما هممت أنا بالنزول من الطائرة كان هناك ست عربات مطافي متأهبة وعشرة سيارات نجدة وصف طويل من قوة رسمية مسلحة بالرشاشات والمسدسات وثلاث طائرات هيلكوبتر تحلق في السماء!. الخلاصة: تم رسميآ إبلاغ الشعب الهولندي!.......... لقد نجحت وفق خطتي... لكن لا بد من ثمن!.

    إذ تم إعتقالي بطريقة عنيفة وتفتيشي بدقة بمساعدة كلاب بوليسية كما يتطلب الحدث وأودعوني المعتقل بمنتهى القسوة. وعرفت في المستقبل أن هذه العملية كلفت الحكومة الهولندية 170 ألف دولار "فقط"!.


    مقطع "11"

    Migilogy مجيولوجي

    إبتسامة سلفية تؤشر إلى شئين جوهريين عندي الأول حدثتكم عنه وهو الهناء والسعادة والثاني أيضآ حدثتكم عنه وهو الإنتقاء الطبيعى في مواجهة نساء الكوكب أجمعين بحسب نظرية دارون وحسن الطالع والأقدار فالطبيعة حنت عليها بحسب نظريتي أنا الخاصة وربما هي ليست من هنا!.

    سلفيا هانئة وقانعة ودائمآ ما تذكرني بمقولة سخيفة أطلقها فرانسس فوكوياما يقول فيما معناه أن الإنسان الأخير إنسان نهاية التاريخ يتحول إلى قطة* وديعة تنام في الظل "إنسان قانع وسعيد بما لديه لا يحلم بالمزيد ولا يتمرد ولا يثور بل ولا يفكر إنما يمارس الحياة في زهوها المهيب ويكون دائمآ مبتسمآ وسعيدآ".

    سلفيا تشعر بأنها تملك كل شيء، كل شيء. وتلك حقيقة!. حدثتني مرة ونحن نتسامر على بنش خشبى أقامته على شاطي نهر الراين سلطات مدينة آرنهم كي يسعد فوقه العشاق من أمثالنا. قالت سلفيا أنها تملك كل شيء بينما هي تحدق في خيط الماء. قلت لها أنا أعلم. نعم أعلم!. وكان في ضميري أنها فعلآ تملك أشياء جميلة وهبها لها الله تفردآ دون خلقه أجمعين. فهي جميلة بطريقة باهرة وناجحة وذكية وتملك من المال ما يكفيها وتتحدر من أسرة مستقرة ومحبة لها. غير أن ذاك ليس الأمر. سلفيا تقول أن كل شيء هو حبيبها، هو: أنا. فدوني هي لا شيء ولا تملك شيء!. وكانت تعني ما تقول. سلفيا دائمآ تعني ما تقول وتقول ما تعني وتفعل ما تقول.

    وأشياءها بسيطة وجميلة. بسيطة لكنها في بعض المرات مرهقة في بساطتها. لكنني أنا رجل المستحيل. لقد كانت سلفيا في أعماقها محقة عندما قالت لأمها مرة أن رجلها "أنا" يستطيع كل شيء حتى المستحيل. عندما نعود إلى منزلنا كلما مساء من أعمالنا المنوعة عادة ما تجلس سلفيا أمامي فور وصولها البيت وتشرع تحكي لي بالتفصيل الدقيق مذ لحظة خروجها من الدار وإغلاق الباب من خلفها وماذا رأت في شارع بيتنا وكيف رأت جارتنا تنشر الغسيل وفي البص وفي شوارع المدينة وقاعة المحاضرات وفي الشغل وماذا قالت لها زميلتها وكيف علقت على فستانها وحزامها وحين ابتاعت الخيار وسعر الباذنجان وصرير ماكنات العربات وهلمجرا كتير. تحكي لي كل شئ كل شئ وأنا أصغي كطفل غرير إلى أمه التي تحجيه وهي ترضعه. غالبآ ما أستمرت الحكاية الروتينية لمدة ساعتين لا أقل بل أكثر كل يوم every day كدا.


    لكن ليس ذاك فحسب الأمر عادة لا ينتهي هنا. هي إمرأة عادلة. عندما تشعر بأنها قالت كلما لديها وأنا يغالبني الروتين تلتفت إلى وتقول لي: أها حبيبي كلمني جاء دورك". ولا بد أن أكلمها. مافي طريقة!. تلك لحظة حياة أو موت بالنسبة لسلفيا. في بداية حياتي معها كنت كثيرآ ما أحاول التهرب عبر قول الحق الذي أعرف وهو أن لا شيء حدث لي أو رأيته في الشارع ولا في أي مكان يستحق الذكر. لكن تلك كانت حجة فاشلة لدى سلفيا. فهي تعلم لا بد أن هناك أشياء لتذكر وتروى. كما أنها تعلم خط سيري وتبدأ تسألني بالتفصيل وأنا أجيب مثل تلميذ صغير. تسألني عن الشارع، البص، السوق ، العمل، الزملاء والزميلات، الطعام، القهوة، الشاي. ثم تبحث في "الكيس" الذي جئت به معي وتكب الأشياء على الطاولة وتسألني عن كل شيء على حدا بالتفصيل عن سعره ونوعه وحجمه وتخبرني أن هناك أماكن أفضل من التي أتسوق منها وتعقد مقارنات مستفيضة بين ما تعلم ولا أعلم من البقالات والأسواق والأشياء. وغالبآ ما " أطلع كيشة" عندها في عدم تحري الدقة "مثلآ" في إختيار مكونات السلطة وبالذات فشلي المقيم في معرفة "الخيار" السليم.

    في البداية لم أفهم ذاك كله لكن بعد فترة وجيزة تعرفت على أشياء مهمة ساعدتني على الصبر على تلك المكاره المضنية وهي أن لا مشاكل كبيرة في هولندا لا توجد حرب في الجنوب ولا الغرب ولا توجد ثورة ولا كوارث كبيرة في تلك الأثناء يكون البشر عاديون مثل سلفيا تمامآ وتكون تفاصيل الحياة العادية هي قضية الناس التي يتنزهون ويمتعون ارواحهم بها إذ تلك هي الحياة!. ماذا يفعلون أيخترعون حياة أخرى جديدة من العدم!. وأنا من عالم الثورات العظيمة والأحلام الكبيرة والأحداث الجسيمة فالحياة العادية مهما كانت جميلة تبقى غريبة على مخيلتي لا بل مملة . تلك ليست حياتي. أنا لست عاديآ!. أنا لا أنتمي إلى الهنا أنا من الهناك من البعيد حيث أعيش هناك في خيالي وأفكاري وخططي ومشاريعي وأعيش الأزمة الشاملة ولي رهط من شاكلتي يشاركني!. رهط مأزوز، أنا من زمان الأزة. أنا مأزوز. لذلك كثيرآ ما بدأت أنا إنسانآ غير عادي عند سلفيا بل رجل خارق ويستطيع أن يفعل كل شيء كل شي ويأتي بالعجائب المفارقة للحياة "الحياة العادية"... الحياة الحقيقية... "حياة سلفيا وأهل سلفيا".

    عند تلك اللحظة وحدها تكشف لي سر حكاية سلفيا حين كلمت أمها مرة من تلفون قصر السيدة نيللي:

    ((في يوم الأحد التالي لصعودنا جبل الآلهة (هكذا أسمته سلفيا) وعند المساء أتصلت سلفيا بوالدتها من تلفون القصر. تحدثا طويلآ. كانت سلفيا جل الوقت تحدث أمها عني بوصفي كائن معجزة. قالت لها "Mijn Man Kan Alles" رجلي يستطيع أن يفعل كل شيء، حتى المستحيل!. إنه يعلم كل شيء عن الناس والطبيعة والمجرات. ويستطيع أن يلعب كرة القدم والمضرب والبلياردو والورق والشطرنج ويكسبها جميعآ. ويرقص ويسبح كما الأسماك ويروض الخيول الجامحة ويصطاد التماسيح المفترسة . أواه ماما... ويستطيع أن يخاطب الملائكة والجن ويكلم الآلهة من قمة الجبل. أواه ماما... مستحيل!. I love him)).
    "
    حاشية:
    فوكوياما لم يقل "قطة" وإنما قال "ك ل ب" لكنني رأيت أن القطة تناسب سلفيا أفضل في مخيلتي وتنطوي على ذات المعنى الفوكويامي.


    محمد جمال الدين ...مقاطع منتقاة لأسبابها من قصة "انا وسلفيا الهولندية ... (راج الرابط بداية هذا الخيط).

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 04-04-2012, 11:09 AM)

                  

03-10-2012, 09:24 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    مقطع "12" الأزة

    توطئة في طريق ال "أزة"

    -في الجزء الأول من القصة "في اللنك بداية هذا الخيط" كنت منسجمآ مع ذاتي كوني أعيش للحظة ذاتي الحرة. حيث كنت أنا أنا!. وكنت سعيدآ بطريقة لا يمكن وصفها كونها حالة داخلية وكان الناس من حولي (في نسيج القصة) يرونني أتحول إلى طفل غرير يلهو في قصر أمه الأميرة وكانت سلفيا سعيدة بطريقة أسعدت والديها كما عبرا لنا أكثر من مرة . غير أن تلك الحالة لن تدوم طويلآ كوني مريض!.

    -عند الجزء الثاني نرى شيئأ مختلفآ. تظهر أعراض المرض بحدة مع مرور الوقت في شكل هروب مكثف من طرفي أنا إلى هوياتي الضائعة:

    1- بقيت حاسي بالوحدة عايز أصحابي "بطريقة حادة" (مش أي أصحاب) أصحاب يشاركونني الرؤية ... هويتي الرؤيوية ( ناس اليسار العريض) ومن ثمة دائرة أضيق..

    2- هروب إلى هويتي القيمية (المناسبات، الأعراس، المآتم، القعدات، السمايات، الونسات، الشمارات و... المنظمات إلخ) .

    3- هروب إلى هويتي الذوقية "ذاكرة ذوقي الحسي": الأكل من شاكلة ملوخية وكمونية وكوارع وأم فتفت والشراب من شاكلة كركدي وعرديب ... والعطور من شاكلة "الخمرة" مع إنو سلفيا عندها عدة أشكال من العطور الباريسية... ومرة أخدت سلفيا معاي لإمرأة سودانية جارتنا عشان تتدخن.. ففعلتها... فتسلخ جلدها وكنا نعاود الطبيب لمدة إسبوع.

    4- هروب إلى هويتي الكلية "الوطن" وبما يعنيه عندي من قلق.

    ومن هنا أستطيع أن أحدثكم بإطمئنان عن ال "أزة" مرضي.... المرض الذي دمر علاقتي الجميلة بسلفيا ودمر سلفيا الجميلة نفسيآ عدة سنوات. مرض حقيقي لا مجازي!.

    ((
    أنا لست أنا!

    سلفيا كانت خياري الحقيقي... حبيبتي التي أنتقتها الطبيعة خصيصآ من أجلي... رأيتها منذ المهد في ذاتي) لكنني كنت مستلب الذات... مريض بعدة معاني للكلمة... مريض بال "أزة).

    بعد أن تفارقنا بشكل نهائي علمت أن سلفيا كانت تتعاطى ولمدة تسعة أشعر حبوب ضد الدبرسة " Antidepressant medication "
    لأنو حصل ليها mood disorders وأنا ما بلعت الحبة في التسعة شهور المعنية دي... ولا حسيت بأي حاجة غير السعادة... الحمد لله... نصيح زي الحصان !... وشغال في أمان الله... وبقيت رئيس مكتب التحالف ودخلت للحظة في شوية مشاكل مع فرعية الحزب الشيوعي بهولندا وأتحلت سريع الحمد لله وتاني بقينا أصحاب.... وبلعب كوشتينة مع شلتي وأي مناسبة سودانية أنا متحكر في نصها وكمان أساسي في تنظيم الكشف "سجل التبرع" شيخ بلد عديل .... وبجوني أصحابي في نهاية الإسبوع نعمل حلل بالسوداني مسبكة... ونتونس في كل شي ونقطع في كل زول ... ونحن الفاس ونحن الراس... والحلة في النار وواحد صاحبي أقرق "الحلة بصل والمرا كرعين" وهاك يا قرقرابة .. ويطشم بعضنا في المناسبات السعيدة... ونستمع للغناء السوداني والحنين وهلمجرا ... وناس السفارة السودانية في لاهاي إتجسسوا علينا ونحن نراقبهم ونتشاكل مع الناس المتهمين بكونهم كيزان بدليل أو بدون دليل... وهاك يا عك... نتشاكل ونتصالح وهلمجرا... ونقرأ ونتبادل الكتب ونكتب في كل شي... ونصلى ونصوم ونسبح ونحمد الله على نعمه الكثيرة... ونعرس على طريقتنا ونطلق برضو على طريقتنا ... ونتكاثر بكثرة جعلت الهولنديين يبغرون منا... والحياة ماشة وهي أصلآ حا تمشي حا تمشي. وأنا في المعمعة دي لا أفرز ذاتي ولا أنتقدها فأنا جزءآ من الجماعة ... وما انا الا من غزية ان غوت غويت وان ترشدغزية ارشد. أحلم وأفكر وأتصرف على طريقة الجماعة ومرتاح!.
    )).

    يعني شنو "هوية"؟

    إن أراد أحدكم التبرع لمعرفة ما هي "الهوية" في وجهة نظري المتواضعة فما عليه إلا أن يذهب إلى اللنك "أدناه" حيث تجدون عنده أربع مقالات لي أحاول فيها مقاربة سؤال "الهوية" على طريقتي الخاصة:


    غير أن الأزة شيء مختلف!

    فالهروب الذي قلت به أعلاه للهويات الضائعة ذاك ليس هو المشكلة... أي التمسك بالهوية ما هو المشكلة... ليس سببآ لمرض الأزة... دا شيء طبيعي... مقلق ومرهق... بس بعد هو أمر في كثير من الأحوال طبيعي وأحيانآ مطلوب (على سبيل المثال النظام الرسمي الأمريكي يشجعه)... وهو أمر كثير ما يحدث لجميع المغتربين والمنفيين والمشردين من كل أرجاء الارض وفي كل الأمكنة والأزمنة وأكثر شعب تخصص في الهروب الهويوي "من هوية" هم اليهود حتى عادوا فوق ظهور دباباتهم إلى جبل صهيون...فأسباب "الأزة" مختلفة ولكنها عندما تصيبك تجعلك تلوث لوثآ هستيريآ كالك لب المسعور في هويتك وفي هروبك الهويوي وفي كل الأرجاء!.

    إذن ما هي الأزة

    Azza "أزة" – Wikipedia

    تعريف الأزة

    أزة أصلها في الأزمة وليست أي أزمة إنما "الأزمة الشاملة" ويقال للرجل مأزوز والمرأة مأزوزة (كود للمنابر: مأزوز .... مأزوزة) بحيث يتماهى المأزوز مع الأزمة ويحسب أن الكون كله هو أزمته هو وعلى البشرية قاطبة أن تتصرف وفق وعيه وفهمه ومزاجه هو . وهو لا يعلم أنه مأزوز إذ لا يستطيع كونه أصبح جزءآ لا يتجزأ من الأزمة الشاملة. إنه قدر!.

    وهو مرض سوداني حديث تم إكتشافه بواسطة عالم الإجتماع محمد بن جمال فان در سلفيا الشهير ب: إم جي ("فان در" كلمة هولندية تعادل كلمة " آل" في العربية) وحدث أن أصيب إم جي نفسه (وما يزال) بالأزة وعاني طويلآ من أعراض المرض والتي تتمثل في إنعضاض عصبي وإنهجاس ذهني وسعار "ك ل ب ي" وإزبهلال كلي وإنسداد في النظر والبصر والبصيرة بحيث يصبح الإنسان يرى بعيدآ جدآ بحيث يحسب نفسه زرقاء اليمامة لكنه لا يرى ما ومن هم حوله من الأشياء والناس (مهما غلى ثمنهم وعزو عليه) بل هو يظل يحدق في الأفق البعيد ويدوس كل شي تحت أقدامه كالجمل الهائج ويظل يحدق ويحدق ويحدق في الفضاء البعيد في إنتظار رؤية شيء مهم جدآ، هو أعظم شيء في الوجود لكنه لا يرى شي. لأن لا شيء هناك في البعيد: الأشياء هنا!.

    وكل زول يظل عرضة للمرض الخطير دا : صغيرأ كان أو كبيرآ ذكرآ كان أو أنثى، حكومة كان أو معارضة أو ناس اللون الرمادي كونه هو مرض الأزمة الشاملة... إنه لا يستثني أحدآ. إنه الأزة.... يستطيع أن يدمر ليس حياتك انت وحدك بل حياة شعبك وبالذات حياة كل من هو حولك أو يتعاطى معك.

    والجدير بالذكر أن الهولنديون (الغرب الإستعماري) حاولوا تسمية المرض رسميآ بإسم "متلازمة سلفيا"* غير أن العالم إم جي أستطاع الإنتصار لشعبه وتم تسجيل الإكتشاف الجديد تحت مسمى: متلازمة الزول أو الأزة السودانية. وقال أنه لا يمانع أن يكون الإسم الشعبى "متلازمة سلفيا" غير أنه أصر بروحه الوطنية المعهودة أن يبقى الإسم العلمي متلازمة الزول " أو الأزة السودانية".



    * "المتلازمة " هي (الساندروم) مجموعة من الأعراض المرضية والعلامات المتزامنة ذات المصدر الواحد..

    لفت إنتباه عاجل::
    في المقطع أعلاه محاولة لحشد التراجيديا في مسرح الملهاة ... بما ينسجم والواقع!....وشر البلية ما يضحك...... ((طبعآ كل ذاك بالإحالة إلى تجربتي الخاصة والتي ربما تكون قابلة للتعميم)).

    أثق تمامآ في وعيكم الرفيع. بس مجرد تنبيه لا أحسبه يضر.
    إضافة:
    : لا شي عظيم نستطيع كأفراد فعله في حل عن الجماعة... فالفرد عندي هو إبن زمكانه "بيئته" يتشكل على مخيلة الناس وفق قيم وأهداف ولوائح الجماعة ... وعليه كلما ما يقول أو يفعل ما هو إلا إنعكاس إنتقائي أو عشوائي لإرادة الجماعة وعندما تصاب الحماعة بالأزة يصاب ال "أنا" حتمآ بها!.


    مقطع "13" الأزمة الشاملة

    حاولنا أن نقول آنفآ شنو يعني "أزة"... بس ما قلنا بتفصيل شنو يعني "أزمة شاملة"؟.

    الأزمة الشاملة تكمن في المرجعية "الهويوية" الكلية "الرؤية الكلية للعيش المشترك" أي الوطن... أنظر هنا في الرابط "التالي" إذا كنت عايز تعرف المزيد "النظري عن "الرؤية الكلية للعيش المشترك" أي الوطن والهويات الجزئية:

    يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح)

    يعني شنو "هوية" (صراع القيم والرؤى والمصالح) ووجه...ي كلام الباقر العفيف

    نذهب قليلآ إلى الأمام في النظري ومن بعده نذهب إلى المعمل "التحليلي".

    عندما تعطب الرؤية الكلية "العقد الإجتماعي بلغة جون لوك وجان روسو" يختل كل شيء في نسق الزمكان "الوجود" فيعمل التاريخ على إعادة أولوياته الحيوية وفق ما يشتهي. فيرجع الناس إلى هوياتهم الذاتية ويتمسكون بها فيتقهقرون بحكم الضرورة إلى قعر التاريخ متخلين عن حضارتهم الجامعة ومتراجعين عن الحاضر التكنلوجي والفكري والقيمي للبشرية (هذا ما يحدث في سودان اليوم). وفي المقابل ينظر إليهم الآخرون كمشكلة "إراهبيون ومتخلفون وغوغاء وإتكاليون وعشائريون وإلخ" إنهم يشكلون خطرآ محدق بالآخر "المتحضر" أو يكون شعوره!. ذاك ملمح في غاية الإقتضاب لما أعنيه بالأزمة الشاملة لكنه ربما أعطى فكرة ما.

    شنو يعني هوية "من وجهة نظري"؟. (هذا هام لأن جرثومة الأزة تتغذى بالهوية وتعيش داخلها)!.
    (أنظر في الرابط أعلاه)
    المجتمع المدني يتشكل على الدوام من بنيتين: بنية تحتية "قيمية" وبنية فوقية "رؤيوية". البنية التحتية تشكل البنية الفوقية والبنية الفوقية تشكل الدولة. مرة ثانية الدولة تشكل البنية الفوقية والبنية الفوقية تشكل البنية التحتية وذاك ما أعنيه على الدوام بجدلية المدني والرسمي أي المجتمع المدني والدولة". إنها دائرة تدور في محيطها..

    مع علاقة هذا بالهوية؟. ليست علاقة فقط بل تلك عندي هي الهوية ذاتها!. كيف؟.

    الهوية عندي بمعناها السوسيولوجي تكون هي شعور الفرد الذاتي المحض بالإنتماء العضوي لجماعة ما ايآ كانت تلك الجماعة في إطار "زمكان" ما، أيآ كان ذاك الزمكان. بنفس القدر هي تصور الآخر للآخر في إطار جماعته الحقيقية أو المتصورة وزمكانه المحدد.

    ونستطيع بشكل عملي أن نقول أن هناك ثلاث إشراقات يمكن أن يعبرها الناس ك"جماعة" في الواقع وعلينا الوعي بها موضوعيآ، وهي: حالة الإنتماء للبنية المدنية التحتية "الأصيلة" المفردة، حالة الإنتماء للبنية المدنية الفوقية المفردة وحالة الإنتماء للدولة = إتحاد البنيات المدنية مجتمعة في "زمكان" محدد. وهي بدورها تعتمل ثلاث حالات للهوية أو تمثل ثلاث مستويات للهوية:
    1- هوية قيمية من قبيل "أنا جعلي أو دينكاوي (قيمية جسدانية أو فروسية) أو صوفي تجاني أو عضوء كنيسة أنجيلكانية (قيمية غيبية أو روحانية) أو عضوء نقابة أطباء السودان أو عضوء الجمعية السودانية لحماية البيئة (قيمية موضوعية أو عقلانية) وهي هوية غالبآ ما تكون بالإصالة.

    2- هوية رؤيوية من قبيل " أنا شيوعي أو إتحادي ديمقراطي أو بعثي أو ناصري أو حزب أمة أي أنا أنتمى إلى رؤية ذاتية للعيش المشترك" وهي هوية غالبآ ما تكون بالإكتساب.

    3- هوية "زمكانية" أي وطنية من قبيل "أنا سوداني أي أنا أنتمي إلى رؤية موحدة للعيش المشترك وهي هوية تاريخية غالبآ ما تكون أصيلة ومكتسبة في ذات الأوان.!.

    ويمكن للفرد أن يشعر بشكل تلقائي أو يحدد لنفسه بشكل واعي قدر لا حد له من الهويات "القيمية" إضافة إلى إحتمالية إنتمائه إلى رؤية ذاتية للعيش المشترك في مقابل الهوية الكلية الزمكانية "الدولة" أي الوطن.

    والشعور بالهوية الوطنية قد يتأتي تامآ أو ناقصآ أو منعدمآ بحسب الفاعلية الموجبة أو السالبة للدولة على هوية/هويات الفرد الذاتية. وبلغة أخرى فإن شعور الفرد بإنتمائه للدولة "الرؤية الموحدة للعيش المشترك" ينبني بشكل جوهري على طبيعة تأثير الدولة على إنتماءات الفرد للبنيات المدنية محل هويتيه القيمية والرؤيوية. وعلى قدر طبيعة تأثير الدولة من حيث السلب أو الإيجاب يأتي شعور الفرد أو الجماعة بإنتماء تام أو ناقص أو منعدم للدولة "الوطن... ((الكلام دا مقطع من الرابط المثبت أعلاه.. حلقة 4 من سؤال الهوية)).
    ".
    ووفق ذاك الفهم تتشخص الأزة. وفي السودان أزمة شاملة لا يخطأها البصر. إذ أن الدولة كائن غريب وجسد يقوم في العراء مرفوض من معظم الناس "علنآ أوضمنآ" (نحن مثلآ لا نفخر ببلادنا مثل ما يتراءى ولو شكليآ من المصريين تجاه مصرهم) ومنبوذ من معظم شعوب الكرة الأرضية "علنآ أو ضمنآ" إضافة لأسباب وأقدار عديدة إلى كونه منخور "أجوف" من الداخل ومتنازع في كتلته (صورة مؤسفة لكنها الأقرب إلى الواقع المعاش). وعليه تكون الأزة ... والأزة لا تستثنى أحدآ. كلنا مرضى بدرجات مختلفة في أمكنة وأزمنة محتلفة ومعظمنا لا يرى أو /و لا يعترف!. ولو أن العالم يرانا جيدآ ويشعرنا كمرضى "تمامآ" وحينآ يقول لنا بالكلمات "في الصحافة الأقليمية والعالمية" وحينآ آخر يفعلنا "يحدثنا" بالأفعال في المطارات الدولية والقرارات الأممية.

    تحياتي

    محمد جمال

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 04-04-2012, 11:22 AM)

                  

03-11-2012, 03:50 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    تغيير في مضمون وتكتيك الكتابة وفي المزاج!
    كانت خطتي في البداية مناقشة عدة مواضيع في بوست واحد دفعة واحدة ومحاولآ في نفس الوقت إستخدام عدة منهجيات للبحث والإستقصاء في عقلية الإنسجام والتواطء مع "الأزمة الشاملة" أو هو زعمي. الأزمة ما السياسية بس.
    غير أنني قدرت أخيرآ أن تلك الطريقة ربما لا تكون مناسبة كما أنها تجريبية وربما ثقيلة. (3 مواضيع وزيادة في 1)
    وعليه يتم سحب موضوع "الأزة" ما أسميه "مرض الأزمة الشاملة" موضوع رقم 1.
    ويتم سحب نقد عقلية "المثقف" موضوع رقم 2.
    يتم سحب موضوع العلاقة بين الشرق والغرب موضوع رقم 3.

    وبالتالي يكون: ما في موضوع. بوست بلا موضوع. دي أول مرة زول إكتب بوست بلا موضوع!؟.
    في البداية، قررت التالي (أدناه) وسحبته أيضآ:

    (تغيير في مضمون وتكتيك الكتابة

    كانت خطتي في البداية مناقشة عدة مواضيع في بوست واحد دفعة واحدة ومحاولآ في نفس الوقت إستخدام عدة منهجيات للبحث والإستقصاء في عقلية الإنسجام والتواطء مع "الأزمة" أو هو زعمي!.
    غير أنني قدرت أخيرآ أن تلك الطريقة ربما لا تكون مناسبة كما أنها تجريبية وربما ثقيلة.
    وعليه يتم سحب موضوع "الأزة" ما أسميه "مرض الأزمة الشاملة" وجميع المقاطع المتعلقة به من القصة المعنية وربما تحدثت عن تصوري للمرض المعني في وقت لاحق في بوست منفصل كما أن المجيء بقصة "سلفيا" كان غرضي الإنطلاق بها ومنها في سبيل البحث من جديد في العلاقة الأزلية "المشربكة" بين الشرق والغرب ليس بمقاييس الموازين التكنلوجية والعسكرية بل الإنسانية كما الرمزية والأدبية والثقافية والمعرفية، مرة ثانية، أستطيع أن أتحدث عن ذاك كموضوع منفصل في وقت لاحق.
    وتبقى لي الآن نقد عقلية "المثقف" بالعنف العاري والوضوح الجارح الذي قلت به بداية هذا البوست وهو أمر من الخطورة بمكان. وبالتالي يكون عنوان البوست الحالي (أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية) غير معبر تمامآ عن التصور الجديد الذي جاء بحكم الضرورة .

    والقول بنقد عقلية المثقف "السوداني طبعآ" يعني النظر في كل الممكن من المفاهيم السائدة "السياسية ، الإجتماعية والثقافية والإقتصادية" والمزيد "الرمزية مثلآ". بما يعني نقد السمت المعرفي السائد برمته من واقع الزعم القائل بفشله المزمن من جراء فساد الواقع الذي يعيشه الناس كل يوم.

    ونقد العقل السائد والمسيطر قد يعبر عنه الناس بطرق مختلفة، نجد مثلآ: منصور خالد يقول بالنخبة وإدمان الفشل كما أن بعض البرامج والمرموزات السياسية "سودان جديد" و "جلابة" وإلخ هي تعبير بدورها عن نقد العقل والعقلية السائدين مع تركيز أكبر على السياسي وكل من موقع رؤيته ومصلحته المشروعين.

    غير أنني برغم أعتباري لتلك التصورات ما أقترحه شيء مختلف!. وهو مناقشة موضوعة "المعرفة" ودورها في التغيير الإجتماعي. والمعرفة من المفترض أنها منتج ثقافي. ومن هنا يأتي الحديث عن "المثقف" دوره في صناعة المعرفة ودور المعرفة في صناعة التغيير الإجتماعي. تلك هي القضية.
    هام جدآ: المثقف الذي أعني هو الكائن المفترض فيه الإشتغال إحترافيآ بموضوعة "المعرفة" بمعناها الشامل. وعليه يشمل المعنى دائرة واسعة من السياسيين والأكادميين والمفكرين والصحفيين (إلخ) وكل المشتغلين بالكتابة كأداة للمعرفة بمعناها الشامل بما فيهم الناس الذين يكتبون في المنابر (مثل هذا المنبر "سودانيزأونلاين") وغرضهم يكون إنتاج المعرفة أو/و توصيلها.
    وقلنا أننا نتحدث عن "المعرفة" والتغيير الإجتماعي بما يعني "العملي": التنمية المادية والبشرية وسلامة ورفاهية الإنسان!.

    محمد جمال ).
                  

03-11-2012, 04:05 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    الصديقة العزيزة والزميلة "الشقيقة" رهف

    سلامات وألف مرحب بيك. وفي إنتظارك في هولندا. وأجمل شيء إننا ما حا نتعب في الحتة بتاعة الزهور. المشكلة في الرمل بس حا نتصرف : ).
                  

03-11-2012, 08:54 PM

هيثم طه
<aهيثم طه
تاريخ التسجيل: 08-30-2011
مجموع المشاركات: 1153

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    الانيق جمال الدين سلامات

    لا يهم عندي الاختلاف او الاتفاق -
    ساتابع من اجل المتعة و اشياء اخري و من اجل سلفيا !


    ابقي طيب
                  

03-13-2012, 01:33 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: هيثم طه)

    العزيز هيثم

    لك التحية. ولنا السعد بحضورك ها هنا.

    و...إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية أبدآ "معلوم"... بس أهم شي ما تكون القضية "عمومآ" في ذات نفسها فاسدة : )!.

    لك الود كله والمحبة والقضية الصالحة

    محمد جمال
                  

03-13-2012, 09:21 AM

محمد عبد الماجد الصايم
<aمحمد عبد الماجد الصايم
تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 35312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    (أزة) شنو يا عمكـ .. دي (زرّة) عديل!!
                  

03-13-2012, 06:04 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد عبد الماجد الصايم)

    Quote:
    ساتابع من اجل المتعة و اشياء اخري و من اجل سلفيا !



    ساتابع من اجل المتعة و معرفة [ اشياء اخري ] بتاعة هيثم دي شنها!؟















    ------

    تحياتي يا صديقتاذنا يا جميل

    بالمناسبة (جمال) دا اسم ول صفة هو!؟

    ممكن تعتبرو دا غزل صريح
    المافي شنو!؟
                  

03-13-2012, 11:25 AM

ismeil abbas
<aismeil abbas
تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 10789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    ألأخ/محمد جمال الدين.

    بصراحة سرد ممتع وموضوع مفيد..تقديرى وإحترامى.

    Quote: قلب جزيرة أم أرضة قبالة جزيرة رفيدة من جبل أولياء


    أم أرضة تشمل عدة قرى منها اللدية الشيخ حبيب الله. ودبلول(جدى ابو حبوبتى عائشة بت أحمد بلول والدة ألوالد) ودابودروس .أم قراقير. ودمختار. غمار. طيبة الحسناب .السلمانية.عسال وقرى أخرى

    جذبنى سردك ووجدت من ضمن سردك سيرة أم أرضة فعاودنى الحنين رغم البعاد ونشأتى فى أم درمان لازلت أعاود اهلى من جهة حبل أولياء شرقاً وغرباً.

    تقديرى وإحترامى.
                  

03-13-2012, 01:18 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: ismeil abbas)

    الزول مازوز والزولة مأزوزة


    Quote: (أزة) شنو يا عمكـ .. دي (زرّة) عديل!!


    ولا يهمك يا ود الصايم: الزول زرزور والزولة زرزورة :).

    وشكرآ للطلة الفريدة
                  

03-13-2012, 04:41 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    "13"

    "الأزة" (كلام عملي),,,أزة المثقف السوداني

    نبدأ بقصة واقعية صغيرة ربما كانت ذات مغزى ما!.

    قبل فترة زارني قريبي من السودان لأول مرة "ود عمي" رجل من أهل النظام وكان أن فرض علي إستقباله وشرفني في منزلي عدة أيام لإعتبارات أسرية محضة. كان في بعثة دراسية. وكان يتحدث على طريقة "الكوز الكلاسيكي" ويكثر من كلمات مثل "جزاك الله خير وبارك الله فيك" ولما إتزنق في أي حوار أقول لي شوف لي جزاك الله خير وقت الصلاة ما جا والا القبلة عندكم هنا جيهتها وين وهلمجرا.. وتصادف أن يكون عندي ضيوف آخرين من خارج هولندا "دول مجاورة" سودانيون مثقفون حقآ وبعضهم بدرجة PHDs ويساريون بكل معاني الكلمة. دعوتهم للمشاركة في مؤتمر تنظمه المنظمة التي أعمل بها. وكان معي أيضآ في البيت "شاب سوداني بسيط" ساعدني في ضيافة الضيوف وجاء معه ببنته الصغيرة ذات الخمس سنوات.
    ودار حوار ساخن بين ضيوفي بعضهم البعض حينآ وبينهم وقريبي الكوز عكة صغيرة من حين إلى حين.

    الحوار والأفكار كانت رائعة. تحدثوا عن الدولة والدين والمجتمع وعن التاريخ وإيران والإمبريالية وفلسطين والصهيونية والرأسمالية والإشتراكية والإستعمار الجديد والقديم كما تحدثوا عن بابليو نيرودا وباولو كويلو وماركيز والموسيقى والفيزيا والتنجيم والطب ومايكل جاكسون والتوسنامي وعلاقة حنان بلوبلو بالإنحطاط الثقافي من عدمها وهلمجرا. وقريبي الكوز وجدته يجد نفسه تمامآ في النقاش ويدفع عن نفسه تهمة ذميمة ألصقها به الأعداء وهي "الكوزنة" وقال أنه ما هو سوى إسلامي وطني "عضوء في الحزب الحاكم" و يرى في النظام الحالي حلآ لمشاكل العباد والبلاد. وتحدث عن صراع السنة والشيعة ودافع عن معاوية رضى الله عنه وعن خلفه عمر بن عبد العزيز دون أن يقول شيئآ عن يزيد أو مروان بن الحكم وقرأ شعرآ جميلآ لأبي الطيب المتنبيء. وبدأ مثقفآ بدوره.

    وطوال النصف الأخير من الجلسة أنا كنت غائبآ إذ أن سلفيا سقطت من دراجتها النارية خلال حادث صغير ودون أن تصاب بأذي لكن لا بد من إكمال التحريات الرسمية. وتركت ضيوفي في البيت منغمسون في حواراتهم الشتيتة. وعندما عدت بعد حين وسلفيا وجدنا المنزل يعج بدخان السجائر (أنا ذاتي كنت أدخن) وهناك ضوضاء عالية (حوار ساخن). فأنتبهت سلفيا في الحال إلى أمر لم يخطر بخلدنا جميعآ وهو أن هناك طفلة صغيرة نائمة على مقربة منا في غرفة الجلوس لكن دون أن ينتبه أيآ منا إلى وجودها و إلى حقيقة بدهية (كلنا يعلم) وهي أن التدخين ضار بالطفلة ضرر بالغ. ولا يجوز أن يحدث في حضورها سواءآ في صحوها أو في نومها وبالبيت غرف أخر. وبين أؤلئك الصحاب طبيب بشري وزيادة على ذلك كلنا يعلم علمآ تامآ بأضرار التدخين على مثل تلك الطفلة المسكينة لكنها لم تكن جزءآ من خيالنا أو واقعنا في تلك اللحظة نحن كنا نسبح في البعيد لسنا هنا. ثم بعد أيام أشتكى لي صديقي "البسيط" بطريقة غير مباشرة من أن ضيوفي أجمعهم لم يعيروه إهتمامآ ولم يتحدثوا معه إلا عند الضرورات العملية حتى أن لا أحدآ منهم يذكر إسمه ولا أحدأ شكره على الخدمات الصغيرة التي قدمها لهم. وفي لحظة الطعام (بما في ذلك الشخص الذي طلب مساعدته وهو أنا) لا أحدآ منا شعر بغيابه عن المائدة بينما كان يجلس في البلكونة يسف السعوط. لم يكن بوسعنا رؤيته بالكامل. لم نكن لنشعر به. هو ليس منا!. هو هنا ونحن هناك، هناك في عالم الأفكار، ننظر في البعيد حيث النجوم الزاهية والرؤى الكبيرة التي تتقمصنا كبشر غير عاديين لسنا من الأرض "المكان" كما بالطبع لسنا من الزمان البائس فمكاننا في أزهاننا وزماننا لما يأتي بعد.

    وفي لحظة محددة أستطاعت سلفيا أن تنقذ الطفلة النائمة بجانبنا وحملتها على كتفها إلى غرفة مجاورة. ودون ذلك كل شيء بدأ على ما يرام. الشيء الوحيد الذي ضايق سلفيا عندما أنضمت إلى جلستنا العامرة ذاك أن معظم الحضور كانوا ينظرون إليها كونها ممثلة للشعب الهولندي وربما الإمبريالية العالمية وهي لا تشعر بكونها شيء غبر ذاتها. وحكى أحدهم نكتة سخيفة في حضورها وفي لحظة غير مواتية تتحدث عن عنصرية الرجل الأبيض البغيضة وسألها عن رأيها فأدانت العنصرية مطلقآ. ووجهوا لها فيضآ من الأسئلة المحرجة عن شعراء وأدباء ومخترعين وفلاسفة أوربيين من القرون الوسطى وما سبقها فأقرت بعدم معرفتها بمعظمهم. وسألها قريبي "الكوز" عن العلاقت السودانية الهولندية الرسمية فأعترفت بأنها لا تعرف شيء عن السودان "غيري صديقها "وأشارت إلي بيدها" والذي تعرفت عليه بمحض الصدفة". وحدثوها عن عظمة وحضارة الإنسان السوداني في التاريخ فهو إذن عظيم. فردت بأنها تشعر بأنها ضد مثل ذاك الكلام كونه يتضمن إحتقارآ مبطنآ للآخرين بأعتبارهم أقل شأنآ كونهم لا حضارة تاريخية عظيمة لهم، فهم ناس ساي (كلام ضد معاهدة جنيفا لحقوق الإنسان) فالإنسان الذي عنده حضارة في الماضي أو الحاضر ومن ليس لديه لا في الماضي ولا في الحاضر وجب أن يكونو سواسية أمام القانون وفي الإنسانية!.
    ثم أخيرآ تحروا معها بعض الشي ولو في لغة مجازية عن علاقتها بي وإن كنت أعاملها مثل صديقها السابق الأبيض أم أنني "أحر" منه كما يتوقعون كونني من جنسهم وكان يلوحون بشكل واضح إلى Sexual intercourses فردت بأنها لا تعرف لأن مثل تلك المقارنة لم تخطر على خلدها في السابق.



    -------ملاحظات ما:-------

    1- هذه الواقعة الحقيقة الصغيرة لا يمكن تعميمها وفرض أحكام قيمية أو عملية تنبني عليها كحادثة مفردة لكنها بعد ذات مغزى واضح عند إحالتها للسياق العام وذاك أن المثقف (المتعلم) السوداني ضحية للأزمة الشاملة وجزءآ لا يتجزأ منها فهو يفكر من داخلها وتسيطر على مخيلته بالكامل حيث ينظر للوجود وللآخر بعين أزمته التي لا يستطيع الفكاك منها فهو مأزوز. كما هو في المقابل يجبرالآخرين على النظر إليه كمأزوز دون وعي منه. هل هو ذاك المثقف العضوي الذي قال به "غرامشي" والإجابة من عندي: نعم. نعم، إجابة صحيحة!. ولو أراد المثقف أن يكون لا مثقفآ (لا غرامشيآ) فإنه بعد سيكون في أزمته مثقفآ بها. فالأزة لا تستثنى أحدآ . كبف؟. (سنرى لاحقآ).

    2- عندما حملت سلفيا الفتاة كونها رأتها!. أنتبه الجميع إلى الخطأ الذي أرتكبوه وأعتذرو عنه وأقروا بأنهم لم ينتبهوا وقاموا يتلاومون. هم قوم لطيفي الروح ومتعلمون وأذكياء لكنهم غائبون في البعيد بحكم "الأزة" فلا يرون ما حولهم ومن حولهم بشكل دقيق أو كامل. فليس بالضرورة أن سلفيا أرق أو أنبل أو متقدمة في الحضارة، لا فقط فهي غير "مأزوزة" لا غير ذلك.

    3- ربما نلمح عند المشهد السابق أن المثقف السوداني يرى بعضه البعض لكنه لا يرى الآخرين. يشعر ببعضه البعض من باب الشعور بالذات "النوع" كونه يخاف بعضه البعض (يتفاعل مع بعضه البعض) ربما في لحظة من باب قدر لرجلك قبل الخطو موقعها لكن فقط في عالمه الخاص الذي يؤطره لذاته "كينونته". وعليه كان القوم (في تلك الجلسة) يتعازمون ويحلفون على بعضهم البعض على مائدة الطعام لكن دون أن يروا أو يشعرو بغياب الكائن "غير من جنسهم" والذي يتحلق حولهم من حين إلى آخر بل ويخدمهم طوعآ بلا أجر ولا شكر ولا ثناء وكأنه slave

    4- المثقف ينظر في البعيد ربما رأفة بالناس البسطاء يرجو حلآ لأزمتهم ولا يجده لكنه يأمل فيظل يحدق ويحدق ويحدق في السماوات البعيدة دون أن ينظر الناس من حوله أو يشعر بهم حقآ فهو مشغول من أجل الناس بشيء آخر أهم من الناس، شيء ما يلمع في البعيد ويتراء كمجرة من "عصايات سحريات" تسبح في الفضاء البعيد بلايين السنين الضوئية عن سطح الأرض وهو عاوزم على المجيء بواحدة من تلك العصايات السحريات وعندها فقط تتحول الأرض إلى عدل وسلام ويلعب الحمل مع الذئب والبيضة مع الحجر فيكون الفردوس فوق أرض النيل والأراضي المجاورة. في المقابل يدوسون على شعبهم بأرجلهم ويسحقونه سحقآ بلا رحمة، رأفة بالشعب وحبآ له، يفعلون ذلك دون وعي منهم من جراء الأزة. إذ هنا تتجلى "الأزة" في قمتها. ............ (هل مثل هذا الإدعاء الفظ يحتاج الوثائق)؟. سأفعل لاحقآ ما لزم الأمر.

    5- ذاك طبعآ مجرد مثال من أمثلة منوعة لا محدودة تأتي في أوقات مختلفة ومناسبات مختلفة وأمكنة مختلفة.


    محمد جمال

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-13-2012, 05:43 PM)

                  

03-13-2012, 05:26 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    سلامات يا إسماعيل عباس "ود أهلي"

    خليني أبقى جهوي شوية عمري ما أستمتعت ولا تمنجهت بي حبة جهوية وقيل "جلابية" ولكن دون مشاعر سلبية!. بالمناسبة السيدة جدتك برضو جدتي في الحساب اللصيق. وطبعآ ليس بالضرورة أنني أحتفي بوشائج الدم as such
    وإنما الصداقة per say

    وأما عن قولك الفخيم:
    Quote: بصراحة سرد ممتع وموضوع مفيد..تقديرى وإحترامى.


    والله يا سمعة لا المتعة مقصودة (إن وجدت) ولا السرد مقصود في حد ذاته وإنما قررت على حين غرة (ربما عدم موضوع مني) أفتح موضوع "الأزة" من جديد. وأتذكرت (أظنه من باب الكسل) أجي بمقاطع من "أنا وسلفيا" عشان ما أتعب كتير وأشرح وأبدأ كتابة الموضوع "المرهق" من قولة تيت وأنا زول مأزوز.
    وعلى كل حال شكرآ للمجاملة الجميلة ولو أنني أشتم فيها "وشائج دم" وعناصر جهة وكلو مشروع.
    وربما لإنعاش الذاكرة سآتيك لاحقآ من قوقل إرز بخرائط "جزيرة أم أرضة قبالة جزيرة رفيدة من جبل أولياء" وهما جزيرتان متفردتان طبق فوق طبق لا يوجد مثلهما. على طول مجرى النيل من فكتوريا وإلى البحر المتوسط ولكن أكثر الناس لا يعلمون!.

    عند أحد تلك الجزر قدرت الأقدار وما شاء الله فعل أن أولد وأعيش هناك كل طفولتي وصباي معي أمي "كثير من الوقت أنا وهي وحدنا" لا يوجد كائن غيرنا لمسافة عدة كيلومترات لا ليس وحدنا في الحقيقة هناك الموج وأسراب الوز والقطا والقماري والزرزور والأرانب وأشجار السنط والطلح والسيال والهجليج وهناك التماسيح. مخيفة التماسيح دي؟. لا!. تصور لم يعتدي تمساح واحد على أي من أفراد أسرتي الكبيرة التي تعيش في هذه الجزيرة منذ العام 1370 م "هناك إتفاق سري معقود بيننا منذ الأزل يمنع العدائيات"!.

    و هناك أثار الشواديف ما تزال ماثلة وأنفاس الرجال والنساء ونبضات القلوب الطيبة تجلل الآفاق كالروح القدس والأرض هي الأرض بذات الطعم ورائحة التاريخ العريق والذاكرة كموج البحر تدور وتدور وتدور لكنها لا تكرر نفسها ابدآ في كل دورة جديدة موجة وليدة تلد موجة جديدة ثم تختبيء الجديدة في بحر الخلود مخلفة من ورائها موجة أجد وهكذا دواليك.

    معزتي الأكيدة لك مجددآ إسماعيل والتحية لناس أم أرضة ولناس جبل أولياء أجمعين من وحي هذه المناسبة السعيدة.

    محمد جمال

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-14-2012, 01:34 AM)

                  

03-13-2012, 06:59 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    قيقا قيقراوي شخصيآ... لعلعت الأنوار... حفلة الشاي العملها ليك الود الكريم الهمام خالد بحر إنفضت أم ليس بعد؟. الواحد لسه عندو أمل إجي إساهر معاكم.

    تقول مسائلآ صديقنا هيثم:


    Quote: ساتابع من اجل المتعة و معرفة [ اشياء اخري ] بتاعة هيثم دي شنها!؟
    والله دي نقطة خطيرة (انت دائمآ ود لماح) أها يا هيثم، مايك فري"؟" :)

    وأما عن قولك الجلل:

    Quote: تحياتي يا صديقتاذنا يا جميل

    بالمناسبة (جمال) دا اسم ول صفة هو!؟

    ممكن تعتبرو دا غزل صريح
    المافي شنو!؟
    ؟

    روعة.... هههههههههه... والله ليس إلا أن أضحك تاني هههههههه

    --------
    إنت يا زول كان ما بتخاف كلو كلو كيف تضمن أنا ما أتحسس : )
    تحياتي ليك يا خ وأنت الجمال بق ب "قيقا".

    دا اعتبرو غزل متبادل : ) Fire back

    بس إششششش براحة أوعى صاحبتك الجميلة الإسمها "دينا خالد" تسمعنا وتصدق. أنا أصلآ لي زمن مشرك لها بس لسه ما حصل نصيب. مرة واحدة بس رسلت ليها في الخاص وردت على بكلمات لطيفة شديد، قالت لي: أنت ود رائع وأنا آه أنا. ولو مكذبتي ممكن تسألها هي ذاتها. أنا من الله ما خلقني بكره الكضب وفي حياتي ما بهت زول. بس العوازل وقفوا في النص ومن ديك وعيك : ). أنا بالمناسبة متهمك انت ذاتك وما جئت به اليوم هنا ما هو إلا محاولة جديدة للعزل وليس الغزل : ).
    ---------
    بغازل فيكم إنت ودينك : )
                  

03-13-2012, 09:26 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    منار صديق -احبك احبك (البت دي فنانة بحق) أغنية جميلة في ذوقي... قررت ألصقها في عالمنا هذا... علها تخفف ما علينا من أزة "مع أنه المستحيل":

    منار صديق -احبك احبك
    http://www.youtube.com/watch?v=jjoFRzONlIE

                  

03-13-2012, 09:59 PM

هيثم طه
<aهيثم طه
تاريخ التسجيل: 08-30-2011
مجموع المشاركات: 1153

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    متابعة شيقة يا جيمي -و ان لم يحن بعد وقت الاشياء الاخري !
    و حقيقة تابعت ما تخطه في هذا المكان و غيره -و كان لي من اجمل ما قراته علي ظهر هذي الاسافير
    و لم تعجبني في كتاباتك فقط جدته و علاقته الشخصية الغرائبية و الروحية بشخصك و تجربتك الانسانية و انما يراودني احساس
    اننا اي معظم السودانيين في المنافي يعيشون في هامش المجتمعات الغربية و في كلامك جزء من هذاالتحاور مع
    تلك الحضارة لا الاندماج ! ويبدو لي ان وجدان الكثيرين منا ما زال عالقا بالوطن المسمي (the home) بكل مسالبه و جمائله !
    و لم نندمج بعد كثيرا بقيم تلك الحضارة الغريبة ! و كيف نندمج وهواجسها غير هواجسنا و همومنا غير همومها -و هذا موضوع طويل وشائك
    ---
    للمفاكرة و ليست للاختلاف :
    Quote: - ربما نلمح عند المشهد السابق أن المثقف السوداني يرى بعضه البعض لكنه لا يرى الآخرين. يشعر ببعضه البعض من باب الشعور بالذات "النوع" كونه يخاف بعضه البعض (يتفاعل مع بعضه البعض) ربما في لحظة من باب قدر لرجلك قبل الخطو موقعها لكن فقط في عالمه الخاص الذي يؤطره لذاته "كينونته". وعليه كان القوم (في تلك الجلسة) يتعازمون ويحلفون على بعضهم البعض على مائدة الطعام لكن دون أن يروا أو يشعرو بغياب الكائن "غير من جنسهم" والذي يتحلق حولهم من حين إلى آخر بل ويخدمهم طوعآ بلا أجر ولا شكر ولا ثناء وكأنه slave
    هل هذا السلوك شئ يخص (المثقف السوداني) ام (الانسان السوداني) بصورة عامة - و في ظني يخص (الزول السوداني) قبل ان يكون مثقفا !
    و اذا صح ظني هذا -ألا يكون تخصيص هذا السلوك بالمثقف و كأننا نصيغ هوية مختلفة للمثقف ومن ثم يمكن ان تكون محاكمته بتلك
    الطريقة نوعا من الاجحاف --
    ثم مفاكرة اخيرة : اين يقف الحد الفاصل داخل (الزول) الواحد في كونه يحمل طبائع (الزول ) و طبائع (المثقف ) !

    تحياتي لك
                  

03-13-2012, 09:58 PM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    انتو دا منو دا ؟؟؟













    ـــــــــــــــ
    قيقا الزول دا خاتى صورة الن ديلن مش؟؟




    ــــــــــ
    غايتو انا مابقرأ ولا بوججع عيونى ..
    بدون قراية ممكن اقول راىي لانى انا برضو
    مابحب الكذب !!
                  

03-13-2012, 11:59 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: دينا خالد)

    Mic free, ya
    قيقا :)
                  

03-14-2012, 00:11 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    هيثم

    سلامات جديدة متجددة...

    عندك "بوينتس" صاخبة!... لحظات وأجيك.

    معزتي

    محمد جمال
                  

03-14-2012, 09:45 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    Quote:
    إنت يا زول كان ما بتخاف كلو كلو كيف تضمن أنا ما أتحسس : )



    مرحب بيك في النادي ياخ ..
    نادي قيقا

    على وزن "نادي نفيّخة" .. لو كنت قدرنا بتتذكرو

    نادي ي نفيخة يا نادي .. يا أجمالل نوادي ي ي

    ؤ

    لووووولو .. لولو الصغيرة ..
    لوووووولو .. حلقتها مثيرة

    وهكذا

    مخير الله (مع حركة امتعاض بالخشم ما بتنكتب)
    والله كنا بيض ساااي .. طفولة بائسة
    وشباب ضائع .. وكهولة بلا أمل
    باقي ليك بعد دا تاني كمان بنمشي النار برضو!؟
    يا للهول!!










    ------

    مرة دينا دي قال داير تتظارف معاي ؤ كدا .. اها اتورطت في "قيقا يا جميل"

    معطتها ليها طوااالي
    دينا لو ما متذكراها قولي عوك

    ياخي هيثم ذكر حاجة مهم جداً .. سيطرت علي طول قرايتي للمقاطع من "انا وسلفيا"
    (للامانة اول مرة اقرا منها قدر دا، البوستات ابو صفحتين دي بتجفل)
    اها الشمار كاتلني كلو كلو في تجنيسها:
    اهي رواية ساي، ام تندرج في أدب السيرة الذاتية!؟

    حتى الروايات الصريحة، لم يسلم الكاتب مش الراوي كمان، من اتهام بانو البطل .. "موسم الهجرة الى الشمال" نموذجاً.
                  

03-14-2012, 01:49 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: قيقراوي)

    دينا خالد
    سمو الأميرة. مع إنو جيتي ومعاك أسئلة للجمهور وللعميد "قيقا" وبس:
    Quote:

    انتو دا منو دا ؟؟؟
    ـــــــــــــــ
    قيقا الزول دا خاتى صورة الن ديلن مش؟؟


    أنا حا أجاوب طوعآ نيابة عن الجماهير العريضة.

    دا منو دا؟. دا سؤال ما مهم "باص" وموضوع الصورة برضو "باص" خوف من العين وكدا : ).

    ---------
    شكرآ للطلة الجميلة والرغبة في التعارف.... بس ما سألتي عن الحالة الإجتماعية ... أنا كويس... إنت كيف ؟.
                  

03-14-2012, 02:21 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    هيثم مجددآ وشكرآ تاني للتشجيع الجميل.

    طابت أوقاتك

    كلامك تمام وملاحظتك حول "أزة المثقف" في محلها. الأزة شاملة لا تستثني أحدآ منا. حتى الأجنة في أرحام الأمهات "دا ما للمبالغة" دي عندي حقيقة "حا أقول ليك لقدام كيف". ولو تلاحظ عنوان البوست ما قال ب "أزة المثقف" وإنما أزة الزول السوداني. بس عندما يأتز المثقف "عقل المجتمع" تكون الأزة بلغت منتهى الكمال من دورتها الشريرة.

    أسمح لي في اللحظات المقبلة أجيك بكلام كتيبر "بس ضروري" عن أسباب الأزة وتمظهراتها المدهشة.

    تحياتي ليك وخليك قريب لو سمح وقتك "أنا مقدر الظروف مقدمآ" وأعاني بدوري.

    محمد جمال
                  

03-14-2012, 02:46 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    قيقا المقلقلاتي ... سعدت أيامك


    Quote: ياخي هيثم ذكر حاجة مهم جداً .. سيطرت علي طول قرايتي للمقاطع من "انا وسلفيا"
    (للامانة اول مرة اقرا منها قدر دا، البوستات ابو صفحتين دي بتجفل)
    اها الشمار كاتلني كلو كلو في تجنيسها:
    اهي رواية ساي، ام تندرج في أدب السيرة الذاتية!؟

    حتى الروايات الصريحة، لم يسلم الكاتب مش الراوي كمان، من اتهام بانو البطل .. "موسم الهجرة الى الشمال" نموذجاً.



    ليست رواية ولا قصة ولا أدب سيرة ذاتية ولا أي أدب ولا عندها جنس "بدون" ممكن تقول عليها "تجربة" خطيرة جد وأجتزتها على قول أبو عركي البخيت. مش ممكن تلاقي زول في بص الديم قرفان جدآ وما فارقة معاه إحكي ليك عن الكوارث الحاصلة في حياتو الشخصية وهو أصلآ ما بعرفك انت منو وانت تستمع بمتعة من أجل الشمار والدهشة وهو هدفو إفضفض وإفش الفي بطنو وإلا ممكن إجن. دا بحصل في الواقع طبعآ في أمكنة مختلفة وأزمنة عديدة. ودا ما أدب. بس دي القصة. دي قصتي ودي القصة كلها.


    رأيك شنو؟.

    --------
    أنا غايتو ما فكرت في جنسها "الحكاية" أبدآ لما حكيتها بس عارف جنسي أنا شنو وجنس سلفيا وعارف جنس المحن:).
    --------
    القصة حقيقية جدآ ومعلومة للجموع في الواقع وسلفيا تعرف أنني أحكي قصتنا للأهداف المعلنة... راجع الأصل من الحكاية.
                  

03-14-2012, 06:19 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    التمكين و"الكيزان" ومرض "الأزة"!*

    "التمكين" هو عقيدة تنظيم الجبهة الإسلامية التي انبنت عليها دولة الإنقاذ. وكان التمكين في مرحلة التنظيم يعني حيازة أكبر قدر من المال و"الدين" . وإن كان المال فحواه معروفة فالدين مثل عند الجبهة وسيلة نافذة لإصباغ أكبر قدر من المشروعية للفعل "التمكيني" = "الآيدولوجي"، بحيث تم من الدين إنتقاء كلما يبرر المرحلة، من قبيل: ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور (الحج 41 )).

    وعندما حانت مرحلة الجبهة كدولة هي الإنقاذ، فقد تم عبر الإنقاذ حيازة كل المال وكل " الدين"، أي كل شيء.

    التاريخ يبدأ مع الإنقاذ!
    اشتغلت الإنقاذ في مرحلتها الأولى على كل الجبهات وفي نفس الوقت من أجل صياغة الحياة الدنيا بكاملها من جديد بل وربطها في صيغتها الجديدة بالدنيا الآخرة. فبدأت بإعادة صياغة الدولة وهيكلتها بطريقة جديدة ثم المجتمع المدني على مستوى كل الممكن من تجلياته وأخيرآ جاءت محاولة صياغة الفرد بما يحقق "التمكين" في نسخته المثالية لدى الجبهة.

    هناك مؤشرات عديدة تدلل على أن الإنقاذ نظرت إلى المجتمع المدني ككل "بقيمه السائدة وهياكله وأحداثه الناشبة" كعدو يستحق الفناء وفي إطاره لا يكون الفرد شيئآ سوى عنصر فاسد وجب تعريضه للنار بهدف تطهيره وتطويعه وترويده ثم عجنه وإعاده صياغته في صورة جديدة تناسب مسلكه المفترض في خضم "المشروع الحضاري".

    وقد استخدمت الإنقاذ كل الوسائل الممكنة قديمها وحديثها في عملية إعادة صياغة المجتمع والفرد.
    إبتداءآ بإعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال لعدة سنوات متتالية وهي عملية تضمنت صلاحيات واسعة ومطلقة للسلطة التنفيذية بحيث تكون "الحكومة" هي الخصم والحكم. بل كان قانون الطوارئ هو دستور البلاد. تبع ذلك سن قوانين تناسب الخط "التمكيني" الإستراتيجي للإنقاذ. وبناءآ عليه فقد تم منع جميع الأشكال المدنية الهيكلية وغير الهيكلية من الفعل الموجب وتمثل ذلك عمليآ في حل جميع الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات والنقابات الخ. مع إستثناءات محسوبة، كما منعت التجمعات والمواكب والتظاهرات وتم وقف الصحف وجميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، ما عدا تلك التي تتبع لعناصر السلطة. وكانت تلك الفترة ما بين العامين 1989 و 1999 حيث صحبتها بطريقة متعمدة موجة قمع "عنف" صاخبة Shock and awe بغرض التسبب في صدمة شاملة للفرد وثقته في نفسه ومن ثم شل مقدرته على التفكير والتدبير كما هدف ذلك بالطبع إلى زلزلة وزعزعة وعطب لمعظم البنيات المدنية الفاعلة بما يفتح الطريق في نهاية المطاف أمام تخلق إنسان جديد ومن ثمة مجتمع مدني جديد يواكب مرحلة الإنقاذ كثورة ودولة. جاء كل ذلك لعلم الإنقاذ المسبق بأن بقاءها يستند إلى نجاحها في إنشاء مجتمع مدني جديد بشكل كلي يستند إلى قيم جديدة تقوم الإنقاذ نفسها بصناعتها في معامل آيدولوجيتها الخاصة وقد تم إستخدام كل الوسائل الممكنة وبشكل مطلق في سبيل إنجاز تلك العملية المعقدة بداية بالعنف بجميع أشكاله والإبعاد والنفي مرورآ بالدين والإعلام وتغيير المناهج المدرسية وتحرير الإقتصاد نهاية بسن قوانين ملزمة تحقق الهدف بشكل أكثر ديمومة ونظاما. وكان جوهر تلك العملية الدامية تمحور حول محاولة إجراء تغيير جذري في منظومة القيم الإجتماعية السائدة بما يواكب المشروع التمكيني للإنقاذ.

    وعندي أن الإنقاذ سعت بكلما بوسها إلى هتك القيم الإجتماعية الموجبة في سبيل بروز وصعود القيم السالبة بما يؤدي إلى تخلق أشكال مدنية سالبة وإنسان خانع وخائف وراضي بكل الأحوال ومطياع أمام الأوامر. فتكون قيم المجتمع المدني في العبثية والإتكالية والأنانية والإستغلالية والإنحيازية العمياء، ويأتي الإنسان عبثي وإتكالي وأناني ومستغل ومطياع للدولة وللجماعة ذات الشوكة في كل الأحوال وفي جميع الظروف. وعندي زعم حين النظر إلى الحياة اليومية في السودان أن الإنقاذ نجحت بقدر ما ولو ضئيل فهو خطير في صناعة ذاك الكائن البشري المنطوي على تلك القيم السالبة، وبالطبع لم يكن بقدر أمنياتها التي تمنت لحظة البداية، فلقي ذاك المشروع الإنقاذي الطموح مقاومة شرسة من جبهات وإتجاهات مختلفة وكان صدامآ داميآ ومدمرآ عم جميع أركان البلاد حيث ارتطمت الإنقاذ كدولة ارتطامآ عنيفآ بمعظم التجليات المدنية الأصيلة والفوقية في السودان سواءآ كانت هيكلية أو لا هيكلية.

    وعليه أريد لعاصفة "التمكين" الجبهجية/الإنقاذية أن تشتغل على مستوى الدولة كما بنفس القدر الذي تفعل فيه فعلها على مستوى المجتمع المدني ببنيتيه التحتية والفوقية.
    بحيت تكون الدولة مكان المصلحة "المنافع المجردة" مكمنآ للإنقاذ وحدها.
    وتكون البنية الفوقية للمدني "المكان الطبيعي للآيدولوجيات العديدة المتصارعة" مكمنآ لأيدولوجيا الإنقاذ وحدها.
    كما تكون البنية المدنية التحية "مكان القيم" مكمنآ لقيم جديدة تواكب آيدولوجيا الإنقاذ ودولتها.

    وبهكذا "تمكين" لا يكون شيء في الأرض ولا الآفاق سوى الإنقاذ، فتكون الدولة جبهة والآيدولوجيا الوحيدة الصالحة جبهة والقيم الإجتماعية جبهة والفرد بقيمه الجبهجية الجديدة ليس شيئآ سوى مجاهد طوع البنان بوعي آيدولوجي جبهجي موحد في سبيل بقاء أبدى لدولة الإنقاذ.

    فبمجرد وصول الجبهة الى سدة الحكم "السيطرة على هياكل الدولة" شرعت في عملية إعادة هيكلة الدولة وصياغة المجتمع في عملية صاحبها قدر وافر من العنف بهدف "التمكين".
    سياسة التمكين "عقيدة التمكين" هي عقيدة الجبهة على الدوام أعني كانت موجودة لدى التنظيم قبل أن يصبح دولة هي "الإنقاذ".

    والتمكين بما هو عملية سيطرة مطلقة و "تكويش" وإبدال وإحلال فهو على الدوام يقتضي قدرآ وافرآ من العنف المادي والمعنوي كما أن العنف بدوره يتطلب نفاذه ونجاعته قدرآ وافرآ من تبلد الشعور تجاه الآخر بما يعني عدم الإحساس بالذنب إن لم تكن البهجة تجاه ضرب أو تحجيم أو فناء الآخر ماديآ ومعنويا. وهذا الآخر قد يكون فردآ أو حزبآ أو نقابة أو قبيلة أو طائفة دينية أو جماعة عرقية بأكملها أو حتى دولة بكل هياكلها وكوادرها وتاريخها، لا يهم!. كما أن التمكين والعنف كصنوين يتطلبان قدرآ كبيرآ من السلطة المادية والروحية كغذاء حتمي لمكنتيهما وتمثل ذاك الغذاء في وسيلتين عند الجبهة هما المال والدين "سلطة المال وسلطة الدين". ولأن التمكين عند الجبهة عملية غير محدودة الأفق تطلب الأمر بالضرورة في لحظة ما السيطرة على كل المال وكل "الدين" فكان الإستيلاء على الدولة وإعادة صياغتها بما يحقق أقصى قدر من "التمكين". غير أن الدولة لها مقابل هو المجتمع المدني بتنوعه المعروف في بلاد شاسعة مثل السودان، فلم يكن أمام الجبهة كإنقاذ إلا وأن عملت جهدها على صياغة المجتمع المدني نفسه بما يضمن إستمرارية دولتها والبتالي تمكنها و"تمكينها" إلى ما لا نهاية .

    فالإنقاذ سعت إلى إمتلاك جميع وسائل الإنتاج "الثروة الوطنية" وبشكل مطلق في نفس الوقت الذي جعلت فيه من آيدولوجيتها الخاصة الآيدولوجيا الوحيدة الصالحة وما دونها لا يستحق شيئآ سوى الفناء وقد إستخدمت في سبيل تمكين جماعتها كل الممكن من العسف منتقية أنجع أدوات القمع المادي والمعنوي لدرجة أصبح فيها "القانون" كما السوط وقبضة اليد والعصا والكهرباء والماء والحرارة والظلام والضوء والزجاج والأعضاء التناسلية والمشانق والرصاص أدوات طبيعية وعادية للإستخدام أو من المحتمل إستخدامها في أي وقت وحسب الحالة وبطريقة يومية في نفي أو إبعاد أو تخويف أو تعذيب أو قتل المعارضين للنظام أو حتى من يشتبه في معارضتهم أو من المحتمل وفي مناطق مختلفة من البلاد سواءآ كانوا أفراد أو جماعات، عرب أو زنوج، ذكور أو إناث، من الريف أو الحضر، مسلحين أو عزل، لا يهم. ففي سبيل التمكين لا توجد حدود!.

    فالتمكين أهميته تتأتى من كونه هو وسيلة الجبهة وغايتها في ذات الأوان. وفي زعمي أن ذاك الأمر يفسر البراجماتية المفرطة لدي تنظيم الجبهة وكوادره (كون الغاية في الوسيلة والعكس صحيح) بل أكثر من ذلك فأنه عند الوقوف بروية على عقيدة التمكين الجبهجية ومن ثمة الإنقاذية ينزاح على وجه العموم قدرآ كبيرآ من الغموض الذي يحف التنظيم ومسيرته من جهة وسلوك كادره من الجهة الأخرى ويفسر في نفس الوقت خطط الإنقاذ وأفعالها في الماضي وفي الحاضر ويحدد الخيوط الرئيسية لمآلات الإنقاذ المستقبلية.

    فالصيحة التي أطلها الأديب الطيب صالح (من أين أتى هؤلاء الرجال؟) وظل يرددها من بعده الكثيرون تنطوي في تقديري على قدر وافر من المعاني، وبغض النظر عمن هو قائلها. وكان الطيب صالح يقصد بها في حينها أن أفعال هؤلاء الرجال "الغرباء" لا تشبه أفعال السودانيين التي عرفها الناس عبر الزمان. أي أن أفعال هؤلاء الرجال خارجة عن كل منظومات القيم الإجتماعية السائدة. وأتصور أن الطيب صالح يقصد بذلك أن القيم السودانية الراسخة والغالبة على طباع الأغلبية، مم مثل: الزهد والتواضع والصدق والشجاعة والأمانة والكرم والشهامة والمروءة والسماحة والنقاء "طيبة الخاطر" والإنسانية قيم منعدمة في حالة هؤلاء الرجال الجبهجية، مما يجعلهم غرباء وأغراب في عيني الطيب صالح، فتساءل متعجبآ من أي مكان آخر على وجه الأرض أتى إلينا هؤلاء الرجال، ما داموا ليسو بسودانيين!. وهي بالقطع حالة تعجب وكناية عن الدهشة كون الجبهجية أو الكيزان = "الإنقاذيين" هم في الحقيقة أناس سودانيين على الأقل فيزيائيآ.

    لكن كيف يكون الجبهجية غرباء وهم سودانيون مثل كل السودانيين يعتمرون العمائم ويمشون في الأسواق !؟.

    الإجابة عندي تكون بكل بساطة في التمكين كعقيدة جبهجية وما يقتضيه من إهدار لكل الممكن من المثل والقيم الإجتماعية الراسخة. وذاك يتجلى ساطعآ في سلوك الجبهة بمسمياتها السابقة واللاحقة وفي تجلياتها المختلفة وعند لحظة دولتها.

    في سبيل التمكين لا يأذي ويقتل الجبهجي كما الإنقاذي الأصيل الآخرين وحدهم بل يأذي ويقتل زميله ورفيقه وصديقه يقتل أي "زول" لأن التمكين عقيدة فوق كل العقائد وهو منتهى الغايات. هو عقيدة "الإباحة" المطلقة. فعند الجبهجي الأصيل يكون كل الناس عبيد "حرفيآ" والنساء سبايا "حرفيآ" والأرض ملك يديه من أقصاها إلى أدناها. والسماء أيضآ.. لأنه هو حارس السماء. هي ملكه وحده!. لا شيء يكون عنده معنى غير "التمكين".

    وتلك هي الأزة... ذاك هو مصدر الأزة "مرض الأزمة الشاملة" التي ألمت بالبلاد والعباد لأن كثير من الناس تبنوا سلوك الجبهجي الأصيل "الكوز" من باب غريزة البقاء كما خصلة الطمع في الكسب الساهل والمال السايب. فأصبح الجميع مأزوز لا "الكوز" وحده... كل زول على وجه الإطلاق... حتى الأطفال الرضع بل والأجنة في الأرحام! (راجع معنى الأزة "أعلاه" بداية هذا الخيط).

    محمد جمال الدين


    " مقاطع من بوست "الإنسان والمجتمع والدولة" بسودانفوروول كما من قصة
    "أنا وسلفيا" ومن صفحتي على الفيسبوك

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-14-2012, 06:29 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-14-2012, 09:04 PM)

                  

03-14-2012, 06:46 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    محاولة إضافية لعصف الذهن

    تلك عندي (المداخلة أعلاه) هي أهم أسباب "الأزة" على الإطلاق. لكن نستطيع بعد أن نعمل المزيد من التفكير في الظاهرة التي لا تخطأها العين ناهيك عن البصيرة.

    مثلآ: هل يكون ذاك الإنهيار القيمي أمرآ طبيعآ كنتاج للتحول "الكلي" والعنيف والمفاجيء من مجتمع عشائري "تكافلي" إلى مجتمع رأسمالي؟. بمعنى أنها مرحلة ضرورية وحتمية من مراحل التطور التاريخي للمجتمع، أي مجتمع؟. إذ ليس "تمكين جبهجي" فحسب؟... الإجابة ليست سهلة. لكن بالنظر إلى الشعوب الأخرى من حولنا (دول الخليج مثالآ) سنجد أنه ليس بالضرورة أن يفقد المجتمع منظوماته القيمية ولا هياكله المدنية الأصيلة مرة واحدة لمصلحة قيم الرأسمالية التي يكون سنامها "الفردانية" وبما ينطوي عليه المعنى من مثلبة "الأنانية".
    كما أن القبيلة في السودان كما الطائفة الدينية صعد نجمهما بدلآ من تراجعهما (حسب ما تحدثنا الحتمية التاريخية) أمام موجة الرسملة "من رأسمالية" والخصخصة التي أنتهجتها الدولة كبرنامج إقتصادي تام الفظاظة منذ أول يوم من سيطرة الجبهة الإسلامية على مقاليد الأمور في البلاد. القبيلة والطائفة كيفتا نفسهما تمامآ مع الواقع الجديد وأصبحتا شركات بزنس عتيدة في سوق الله وأكبر (الله أكبر حرفيآ ورمزيآ).

    كما دخلت القبيلة بزنس الحرب وبزنس السياسة علاوة على بزنس السوق المعتاد بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ ما يعرف بالسودان. فالمسألة عندي شائكة جدآ وفي غاية التعقيد. إذ تشابكت دستة من العوامل في الوصول بالفرد والمجتمع إلى هيئتهما الحالية والتي هي بدورها في تحول مستمر. مرة ثانية فلسفة الجبهة الإسلامية ودولتها في التمكين الإقتصادي والسياسي والثقافي والإجتماعي هي سنام القضية كونها هي المسئول الأول عن الفقر والإفقار والخوف والتخويف والقتل والإغتيال.
    لكن بعد، هناك عوامل أخرى لا تقل أهمية عند النظر الممعن في حالة الإنهيار القيمي والتسيب الإجتماعي من قبيل تيار العولمة وإنتشار تكنولوجيا الإتصال والتواصل مثل القنوات الفضائية والموبايل والإنترنت والتزييف الذي تصنعه بحياة الناس في ظل الأوضاع السياسية والإقتصادية الراهنة وزمان الحرب الأهلية والحرب الجديدة غير "الأهلية" وشيء آخر هو فشل النخب السودانية في صناعة مشروع بديل لمشروع الإنقاذ مما قاد بدوره لحالة من الإحباط المقيت ساهمت بدورها في عمليات الإنهيار القيمية. كما أنني أحيانآ أشعر أن قدرآ من الإنزواء القيمي والأخلاقي حدث بشكل واعي كشكل من أشكال المقاومة "السالبة" للمشروع الإنقاذي!... ولي عودة... لدي كأحد الناس محاولات كتابية عديدة عملت عندها على إستقصاء أسباب الإنهيار القيمي في السودان. ربما آتي لاحقآ ببعضها إلى هنا عل فيها ما يفيد موضوعنا "هنا"!.

    وتلك مجرد محاولة إضافية لعصف الذهن
    Brainstorming

    محمد جمال
                  

03-14-2012, 07:42 PM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    جمال !
    Quote: بس ما سألتي عن الحالة الإجتماعية
    ... أنا كويس... إنت كيف ؟.


    انا ماكويسه ...
    ما كويسه كلو كلو ...













    ــــــــــــ
    لكن انت واضح انك كويس ..
    واضح شديد ...
                  

03-14-2012, 08:36 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: دينا خالد)

    دينا!
    Quote: لكن انت واضح انك كويس ..
    واضح شديد ...


    غلط شديد!


    ------

    فهمتي مصطلح "كواستي" غلط... أنا مأزوز وما كويس كلو كلو والحالة في الزيرو والحال من بعضو وأزور "من زيرو" : )... ركزي شوية ياخ إنت بت لماحة وذكية ومشرقة... مشرقة جدآ... وأنا كنت حا أفتو كلو لو ما خايف من البودقاردات: ).
                  

03-14-2012, 10:16 PM

عمر نملة
<aعمر نملة
تاريخ التسجيل: 11-08-2009
مجموع المشاركات: 2550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    سلام تحيه جمال
    وطوال النصف الأخير من الجلسة أنا كنت غائبآ إذ أن سلفيا سقطت من دراجتها النارية خلال حادث صغير ودون أن تصاب بأذي لكن لا بد من إكمال التحريات الرسمية. وتركت ضيوفي في البيت منغمسون في حواراتهم الشتيتة. وعندما عدت بعد حين وسلفيا وجدنا المنزل يعج بدخان السجائر (أنا ذاتي كنت أدخن) وهناك ضوضاء عالية (حوار ساخن). فأنتبهت سلفيا في الحال إلى أمر لم يخطر بخلدنا جميعآ وهو أن هناك طفلة صغيرة نائمة على مقربة منا في غرفة الجلوس لكن دون أن ينتبه أيآ منا إلى وجودها و إلى حقيقة بدهية (كلنا يعلم) وهي أن التدخين ضار بالطفلة ضرر بالغ. ولا يجوز أن يحدث في حضورها سواءآ في صحوها أو في نومها وبالبيت غرف أخر. وبين أؤلئك الصحاب طبيب بشري وزيادة على ذلك كلنا يعلم علمآ تامآ بأضرار التدخين على مثل تلك الطفلة المسكينة لكنها لم تكن جزءآ من خيالنا أو واقعنا في تلك اللحظة نحن كنا نسبح في البعيد لسنا هنا. ثم بعد أيام أشتكى لي صديقي "البسيط" بطريقة غير مباشرة من أن ضيوفي أجمعهم لم يعيروه إهتمامآ ولم يتحدثوا معه إلا عند الضرورات العملية حتى أن لا أحدآ منهم يذكر إسمه ولا أحدأ شكره على الخدمات الصغيرة التي قدمها لهم. وفي لحظة الطعام (بما في ذلك الشخص الذي طلب مساعدته وهو أنا) لا أحدآ منا شعر بغيابه عن المائدة بينما كان يجلس في البلكونة يسف السعوط. لم يكن بوسعنا رؤيته بالكامل. لم نكن لنشعر به. هو ليس منا!. هو هنا ونحن هناك، هناك في عالم الأفكار، ننظر في البعيد حيث النجوم الزاهية والرؤى الكبيرة التي تتقمصنا كبشر غير عاديين لسنا من الأرض "المكان" كما بالطبع لسنا من الزمان البائس فمكاننا في أزهاننا وزماننا لما يأتي بعد.

    اصدق ماقرات في حياتي ويصور واقعا يكاد يجعلني اتنصل من كل لايولي الاهتمام للغير وخاصه لمن ينظرون بدونيه. لك كل الاحترام لاحساسك المرهف
    عمر اوستندا بلجيكا الفريزلاند سابقا

    -
                  

03-14-2012, 10:55 PM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: عمر نملة)

    فهمت ,,, فهمت
    كما قالها بن على ..
    واصصصصصصلا فاهمة ...












    ــــــــــــ
    هى دى كمان دايرة فهم يا جمال؟
                  

03-15-2012, 00:47 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: دينا خالد)

    عمر نملة

    تحياتي

    للأسف... ذاك ما حدث... آنها.

    شكرآ للمعاني الفائضة حسنآ.

    أحييك وأحي عبرك كل الصحاب ببلجيكا وأتمنى التواصل الحي معكم.

    محمد جمال
                  

03-15-2012, 01:29 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)
                  

03-15-2012, 10:24 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    معذرة حصل خطأ لدى المداخلة "أعلاه" ... معليش دينا... عارفك فاهمة : )
                  

03-16-2012, 00:56 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    مواصلة عصف الذهن

    سأعمل لاحقآ على التقصي بشكل أشمل في أسباب الأزة ومن ضمنه التحري في خلفيات الإنهيار الذي زعمنا به ل"منظومات القيم" في السودان؟.

    هل فعلآ حدث أنهيار كلي أو جزئي لمنظومات القيم القديمة والراسخة في السودان؟. ماذا حدث؟.

    كثير ما يحدثنا العائدون من السودان "بالذات عند زيارتهم الأولى للسودان" بعد سنوات المنافي عن دهشتهم الفائقة لما حدث ويحدث من الناحية الأخلاقية في السودان. غير أن كل تلك الأقوال والأخبار تأتي من أفراد "وجهات نظر ذاتية" إذ لا أبحاث علمية ولا إحصائيات جرت في أرض الواقع "؟". طبعآ بعد لها قيمتها العملية!. ولكن تظل "الموضوعية" ناقصة.

    هل حثنا أحدهم أولآ وقاس درجة الإختلاف في نظرته للحياة والأشياء بعد عشرين سنة "مثلآ" من الغياب عن سودانه؟. أعني مثلآ أن رجلآ في عمر العشرين عندما غادر السودان وعاد إليه من جديد على مشارف الأربعين لا بد أن شيئآ كبيرآ حدث "تغير" في عقليته وتجربته وبالتالي في نظرته وتقديره وحكمه على الحياة والأشياء. إذ لا الزمكان "السودان" وحده يتغير بل الإنسان في حد ذاته" منطقي" أليس كذلك؟.

    سآتي على هذه النقطة لاحقآ بتفصيل أكثر لأهميتها عندي وفي سبيل تحري العلمية والموضوعية وبالذات عندما نتناول موضوعة حساسة مثل الإنهيار القيمي وتستطيع أن تقول الأخلاقي في السودان.

    محمد جمال
                  

03-16-2012, 02:45 PM

هيثم طه
<aهيثم طه
تاريخ التسجيل: 08-30-2011
مجموع المشاركات: 1153

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    جيمي الانيق و اللماح -
    محاولة طفيفة لقطع التسلسل الجميل للفكر (السيلفوي)!
    اتفق تماما معك (و بلا حرج التمام !) عن مسببات الازة و سياسة التمكين - لكن لا اعرف -فقط انتابني احساس من بين السطور
    ان سياسة التمكين كانت نتيجة عقلية جبارة و ذكية و محكمة و لماحة ! و ان كان الاحساس من مواليدي الخاصة -لكن لا اتفق مع احساسي هذا !!
    و ببساطة اري ان ما فعلته الانقاذ في التمكين لم يكن رجسا من ابداعات ادمغتهم ! و انما سياسات من ابسط
    و اسهل السياسات التي يمكن لاي اغبي مجموعة ايدلوجية ان تتبعها حين تأتي الي السلطة في العالم الثالث !
    و اعني ماذا كان بيدهم غير تصفية الخدمة المدنية و العسكريةو النقابات و الاتحادات و ايقاف الصحف و اليسطرة
    الكاملة علي الاعلام و محاولتهم لاعادة صياغة (الانسان السوداني) -اعني كان من السهولة الميسرة جدا لاي عقل سلطوي
    (غبي) ان يمارس هذه السياسات -و لا اعني (بالغباء) كوصفي سلبي لانني لا اؤيد تلك السياسات و انما اعني عدم حوجة تلك ا
    لادمغة لتخطيط جهنمي لابداع و تنفيذ تلك الخطط كما يصور الكثيرون بان عقلية الجبهة عقلية جبارة و ذكية !!
    و حتي تساؤل سيدنا الطيب صالح-طيب الله ثراه و ذكراه الخالدة - التي سارت به الركبان -و برغم مشروعيته
    و قلقه الانساني العميق لكنه بالنسبة لي سؤالي ادبي اكثر من كونه سياسي -بل و ينم علي عدم العلم بطبيعة الايدلوجيات
    التي تأتي الي السلطة,, و الجزء من الشعب السوداني -الذي كان مستحق تساؤل الطيب صالح -لم يكن رجسا و مختلفا من بين الشعوب و الايدلوجيات ! بل طبيعيا و متماهيا و متطابقا مع فكرة وصول اي حزب ايدلوجي يأتي الي السلطة في سياق العالم الثالث --
    وبل اختلف جدا عن تفسيرات البعض بعدم قيام الثورة الشعبية في السودان لاسباب الكسل و اللامبالاة ! و انما ظني الذي هو اقرب لليقين السبب الرئيسي
    هو تماهي (الشعب السوداني) تماما في اغلبه مع (دين )و افرازات راسمالية النظام ! و اعني سبب الازة !
    و اعني (بالشعب السوداني) الاناس الذين التقيت بهم في مدن السودان المختلفة كالخرطوم و مدني و نيالا و الابيض والفاشر
    و دنقلا و سنار لظروف سفيرياتي المتعددة و حواراتي و ملاحاظاتي
    و لا اعني بالتماهي -التأييد للنظام بالطبع ! و لكن التماهي مع القيم التي افرزتها سياسات النظام -و قد يحدث التماهي داخليا-نفسيا
    حتي لو كان الفرد يكره النظام بشدة و حتي لو كان في المعتقل !! و اذا كنت متماهيا فلماذا افكر باسقاط النظام -و هنا اعني الشعب
    و ليس الحركات المسلحة التي قد تحمل هوايات ساستها !!

    تكفي هذه المفاكرة من اجل خاطر سلفيا !



    بخصوص دينا و اشارتك ليها بالذكاء و اللماحة - احبطني ياخ ! ذكاء شنو ياخ - ياخي انت زول ذكي و لماح ! كيف تنطوي عليك اللعبة دي !!
    تعرف البت دي من اقل الناس (اي كيو) اللاقوني في مسيرتي الحياتية الظافرة !!
    تصدق مرة اتزاملنا في كورس بتاع حقوق انسان -اتخيل جابت اقل درجات في المجموعة كلها في نص الكورس! و قامت شردت !!
    عيك الله (حقوق الانسان ) دي دايرة ليها ذكاء -مش بسيطة الحقوق دي ! زي حق الحياة و الممات و حق العرس و حق سيلفيا و اشياء اخري! وطيب !
    ياخي ما تحبطني ساي !
    و خليها تنكر الكلام دا لو عندها جرأة ذكاء !! انا عمري بكره الكضب و ما حصل بهت لي زول مأزوز !!

    (عدل بواسطة هيثم طه on 03-16-2012, 03:04 PM)

                  

03-16-2012, 04:09 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: هيثم طه)

    هيثم يا خ إنت الألمح

    تقول:
    Quote: بخصوص دينا و اشارتك ليها بالذكاء و اللماحة - احبطني ياخ ! ذكاء شنو ياخ - ياخي انت زول ذكي و لماح ! كيف تنطوي عليك اللعبة دي !!
    تعرف البت دي من اقل الناس (اي كيو) اللاقوني في مسيرتي الحياتية الظافرة !!
    تصدق مرة اتزاملنا في كورس بتاع حقوق انسان -اتخيل جابت اقل درجات في المجموعة كلها في نص الكورس! و قامت شردت !!
    عيك الله (حقوق الانسان ) دي دايرة ليها ذكاء -مش بسيطة الحقوق دي ! زي حق الحياة و الممات و حق العرس و حق سيلفيا و اشياء اخري! وطيب !
    ياخي ما تحبطني ساي !
    و خليها تنكر الكلام دا لو عندها جرأة ذكاء !! انا عمري بكره الكضب و ما حصل بهت لي زول مأزوز !!


    يا والله حاجة غريبة... تصور يا هيثم الآنسة دينا أعادت الكورس وتصادف أن نكون أنا وقيقا من طلبة نفس الدفعة... تصور حصل إيه؟. سقطت تاني... ولما يئست من الحكاية قالت هي ما بتعرف النظري هي بتاعة عملي بس، قالت إنتو أقروها ونحن بنمارسها : ).
    ------
    بس يا هيثم نحن خلينا في سوداننا دا ناس قيقا ودينا متخصصين سياسة دولية... نحن نواصل في أزتنا وأذانا ونخليهم هم يتحاومو بين طهران وطرابلس ولاهاي ونيويورك لغاية ما تحفى رجلين دينا وكرعين قيقا فيعودو إلى واقع أزتهم... والله على ما أقول شهيد

    ------
    حا أجي بعد شوية لكلامك "الصعب" الأساسي في مداخلتك الأخيرة دي.... وأعتبره محاولة موفقة ومستميتة في مواصلة عصف الذهن. وجب علينا أن نعصف أذهاننا ونعصف بها كل معصف لا بل نعصرها من العصر والإعصار والتورنيدو ذاتو. فأزمتنا كبيرة وأزتنا أكبر وزمنا ضيق ما زي بقية شعوب الله. نحن نعيش الكارثة بكل دسامتها.

    ....التعديل...
    أخطاء لغوية
    .[/B

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-16-2012, 04:16 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-17-2012, 01:52 AM)

                  

03-17-2012, 00:29 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    محمد جمال ؟
                  

03-17-2012, 00:55 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: الجيلى أحمد)



    الجيلي:
    Quote: محمد جمال ؟


    نعم!. هو كذلك.

    ---

    كيف أخبارك يا صديق؟.
                  

03-17-2012, 12:00 PM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    صديقنا محمد جمال
    رفيق البدايات فى الأراضى المنخفضة ..

    ياصاحبى كيف تمضى السنوات سريعآ ؟
    لاذلت أذكر العام 1996 وكأنه بالأمس
    لاهاى
    المنتدى الثقافى
    اليوم السودانى المفتوح
    (كارين) مشدودة القوام ذات الابتسامة التى تسع كونآ
    (أليس) التى كنت مولعآ بطلعتها رغم قامتها القصيرة وبدانتها الموزونة

    لاذلت أذكر تلك التحضيرات لليوم السودانى , ومن عجائب الحياة اننى لاذلت أحتفظ
    بذلك الملصق الاعلانى عنه (سأحاول تنزيله هنا لواستطعت )

    كيف تمضى السنوات بهذه السرعة ؟


    كثير تحايا ياصاحب
                  

03-17-2012, 02:37 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: الجيلى أحمد)

    سلامات يا جيلي

    وكم أنا سعيد بحضورك هنا... نعم نحن عشنا بداية حياة جديدة وكأنها تاريخ ميلاد جديد تمامآ ومشحون بلحظات قلق هي المخاض وأشد ألمآ وطبعآ متعة!.

    من أجل ذاك الألم وتلك المتعة المحشورين في كبسولة واحدة أكتب أنا قهرآ ودون أرادتي أحيانآ... أكتب وكأني أصرخ من الألم ودموعي بحر و "أزتي" الملاح. إنها تجربة فظة، فظة جدآ على ما بها من دهشة!.

    وكثيرآ ما أتحين المناسبات السعيدة لذكر الصحاب ألا بذكرهم تطمئن الذاكرة على ما كسبت والقلوب على ما عشقت... ولم أنساك انت يا صديق ولا أنسى شقاوتك وشقاك في تلك الأيام الصاخبة، على سبيل المثال، سبق أن رويت حكاية اليوم الثقافي وأنت من مهندسيه (مقطع 7 أعلاه) أنقله مجددآ أدناه:

    Quote: مقطع "7"

    سلفيا تحب أن أحدثها عني "تود أن تعرف كل شيء"!

    (هزيمة روسيا)!

    تم إطلاق صراحي عند نهاية اليوم التالي بعد ان أصبحت حدث وحديث مطار أمستردام الدولي المسمى "إشخيبول". وأعطوني عنوان إقامة مؤقت خاص بمثل حالاتي ويسمى "أو سي دنهاخ" وكان في مدينة لاهاي في شارع "جون إسترات" رقم 35. مبنى ضخم به حوالي 400 شخص من كل أنحاء الدنيا "روسيا، الصين، اليمن، إكوادور، البوسنة والهرسك والخ" وعدد كبير من العراقيين و35 سوداني وسودانية. كان علي أن أقيم في ذاك المكان لفترة محددة وحتى تسوية أموري ومن بعدها ربما أدمج بشكل تلقائي في السستم. وتلك مرحلة هي من أخطر المراحل كونها تحتمل عدم قبول طلبك للإقامة في هولندا وطردك بشكل نهائي وترحيلك قسرآ إلى بلدك الأصلي في حالة أنك لم تستوفي الشروط المطلوبة وهي شروط لا تخلو من القسوة.

    لم يرسلوني إلى ذاك المكان وحدي بل أرسلوا أمامي عبر الفاكس تقرير يتحدث عني ويحكي ما فعلته بالطائرة ويأمر أجهزة الأمن والحماية في ال "أو سي" بمراقبتي والتعامل معي بالحذر اللازم كوني أستطيع أن أفاجيء الناس بأشياء غير متوقعة ربما شكلت خطرآ لسكان وعمال وموظفي ال "أو سي". ذاك طبعآ مجرد إنطباع إنبنى على خلفية ما حدث بالطائرة.

    في اليوم السابع حدثت مفاجئة صغيرة. ذهبت للمدير "كانت إمرأة من حزب العمال". قلت لها أريد أن أقيم يوم ثقافي سوداني في ال "أو سي". دهشت لبعض الوقت وتملكتها الحيرة كون كان هذا أول طلب من نوعه في مثل ذلك المكان ومن كائن قادم لتوه من عالم ثالث هو عالم الحرب والدمار والموت واللاثقافة ويأتي عندها ويحدثها عن يوم ثقافي!. ليس ذلك فحسب بل الرجل نفسه "فيه كلام": مختطف طائرة!.
    خطرت لي الفكرة قبل يوم واحد من ذهابي للمديرة إذ حينما كنت أتلقى وجبة غداء دسمة في المطعم العام جلست بجانبي شابة في مقتبل العمر من روسيا البيضاء. وقليلآ وسألتني من أين أنت؟. قلت: من السودان. قالت بكل هدوء: أنها لم تسمع قط بمثل تلك البلاد. غضبت في دخيلتي غضبآ شديدآ لكنني لزت بالصمت ثم سألتها بدوري: من أين أنت؟. قالت: من روسيا. فرددت عليها من باب الثأر: لم أسمع أبدآ بمثل تلك البلاد!.

    في نهاية المطاف وافقت المديرة وأظنه من باب "أبعد من الشر وغنيلو"!. ووفرت لي كل التسهيلات الضرورية لإنجاز اليوم الثقافي السوداني بشرط أن يكون مفتوحآ للجميع ودون شروط وأن يكون الدخول للقاعة مجانآ. وقد حدث. ووجدت شبابآ نيرآ وساخن الرؤى فأنجزوا العمل كله وتركوني أتفرج وهم: جمال يوسف، ناصر يوسف، الجيلي احمد ، هيفاء الشاذلي وأنضم إلينا لاحقآ عمر الأسد.

    وذهبت أنا قبلها إلى مدينة هارلم وألتقيت بشابة سودانية جميلة ذات مواهب متعددة تسمى "إيمان هارلم" في المستقبل سترحل إلى لندن فيصبح إسمها "إيمان لندن" فغنت ورقصت رقصة العروس وعملت الحنة السودانية فتحننت الخواجيات وأنا حننت أصبعى. وعملنا عروض مسرحية وفلكورية والعاب شعبية وجئنا بمعرض يتحدث عن تاريخ السودان القديم أيام تهراقا وصحبه وما قبلهم. وجاء الناس من كل فج عميق. وهو ذاته اليوم الذي ألتقيت فيه من جديد بأصدقاء الجامعة "عثمان حامد وخالد الطاهر" ومكي الدخري وكان هناك نجوم الزمان يعطرون المكان وهم: عبد المنعم الحويرص وهمزة يوسف وصالح الحلفاوي وناجي بولس ود. أحمد عكاشة وعبد المحسن حمدان.

    كان حدثآ جميلآ. كانت لفتة بارعة. ووقفت الجموع الحاشدة دهشة. و صفق لنا الناس طويلآ. وكرمتني أنا المديرة بوشاح أحمر وشكرتني على المبادرة الجميلة كما كرمت زملائي وقالت أنتم فعلآ من شعب عظيم!.

    فتعلمت الروسية ذاك اليوم أن الله واحد وأن السودان حين كان وكتب أهله الشعر وصادقوا النجوم وصنعوا آلهتم وعبدوها روسيا لم تكن سوى قطعة ثلج كبيرة خاوية يلعب فوقها دب قطبي ثمين.

    وأنا من بعدها أصبحت "ود حلو" فتركوني بدون مراقبة. بل محبوب!. وأصبحت بعد عدة أيام مترجم معتمد "عربي- إنجليزي" لدي إدارة ال "أو سي" . وقالت مرة أحد الموظفات في حضوري "لقد أثبت أنه رجل موجب". فأنبتها على سوء ظنها السابق عني ثم سامحتها. تلك المرأة في المستقبل القريب أصبحت صديقتي اللصيقة وأعطتني بشكل سري نسخة من التقرير الذي كتب عني على خلفية حادثة الطائرة وكان So funny


    نعم "ألس" و "كارن". أذكرهما تمامآ، بالمناسبة أحدهما من أعطاني نسخة من تقرير حدث الطائرة... وما أزال على إتصال مع كارن حتى اليوم ونلتقي في بعض المرات في كافي سفاري... نعم، ذاك عام 1996..واليوم الثقافي السوداني كان تحديدآ يوم 25 مايو 1996 وأملك نسخة خطية للبربوزال الذي قدمانه للمديرة التي تحدثت عنها في المقطع أعلاه... وقد حدث أن وعدت العام الماضي أن آتي ببعض المكاتبات والأوراق القديمة وأشياء أخرى أحب أن أشرك بها الصحاب من باب تبادل التجارب ولو كانت صغيرة فهي من نسق الحياة، غير أن وقتي آنها ونظام الأرشفة بسودانيزأونلاين لم يسعفاني. وهذا هو البوست المعني من الأرشيف (فيه برضو ونسى مع الصحاب):

    بعض ذكرياتي وذاكرتي بالوثائق!

    بعض ذكرياتي وذاكرتي بالوثائق!

    ---
    ولو تأذن لي يا جيلي لدعوتك لكتابة تجربتك الخاصة مثل ما أحاول أن أفعل أنا هنا وفعلت حين رويت قصة سلفيا فأنت تنطوى على بركان من الذاكرة المختلفة الوقائع وعندك تجربة ثرة أعرفها جيدآ برغم طول المدة إذ أنني لا أذكر أننا ألتقينا خلال العشرة سنوات الماضية لكنني كثيرآ ما أسمع عنك خيرآ وبعض الشر من الصحاب والما فيه شر ما فيه خير : )... سعادة مجددة بطلتك النيرة.. دم بخير


    محمد جمال


    --التعديل -- لإعادة تثبيت اللنك-- وإن حدث أن سحبته الإدارة (المرة الفائتة) لأي سبب أتمنى إخباري بالأمر وعندي معاني التقدير؟.

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-17-2012, 03:46 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-22-2012, 07:46 PM)

                  

03-17-2012, 04:02 PM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    تحياتنى يامحمد جمال ,
    لاذلت أذكرك ياصاحبى وأنت تمتلك ناصية الخطاب ,
    وكنت أقول على الدوام (انه رجل بارع فى الحديث, ولكنه مخيف)

    كنا حينها نبحث عن موطئ قدم هاربين من الذين سمموا عنبنا ..
    وكان الزمان أكثر جنونآ من الآن ..
    حطت بنا الأسفار فى مكان ضخم يصلح تمامآ لأن يكون ملجأ أو مدرسة
    أو فى أفضل الحالات قادة عسكرية ..
    يطل على بحيرة من جانب
    وفى الجانب الآخر طريق جانبى مسفلت ..

    انه العام 1996 شهر أبريل فى تمام الثانى منه
    التقيت بشاب قادم من المغرب فى صالة الانتظار
    يرتدى بدلة بيجية , قال ونحن فى طريقنا للتآلف معى الموقف الصعب:
    اسمى ناصر عمر ..

    فى يوم أبريلى تالى.. أتى سامى تبيدى , طفبف السمرة
    له طلعة نبى , وتردد انسان سودانى ..

    وكان الزمان أقل جنونآ من الآن

    لاذلت أستطيع سماع النداء المبثوث عبر مكبرات الصوت
    (أتينشن..أتينشن)

    _________
    يامحمد جمال جيتنى فى تفاصيل جميلة
    فهيا على الكتابة
                  

03-17-2012, 03:47 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    Quote:
    تعرف البت دي من اقل الناس (اي كيو) اللاقوني في مسيرتي الحياتية الظافرة !!


    يعني ما بتعرف ترمي زلابية زي النسوان!؟

















    -------

    Quote:
    مرات كدا-في حالات الانفعال الشديد- بفقد القدرة على التعبير الصحيح ..

    مرة الباب دق، و هو قريب للباب، كشفتا كدا، طلع ود جيرانا شايل ليو صحن ..
    فادي المعاط بدل ما يدخلو .. دور معاو حوار في ي ي ي الباب!
    الود اعترف بسبب الزيارة : امي قالت لي ودي الزلابية دي لخالتو سارة..
    اها فادي لازم يمعطا ليو، و لي انا الكاتلني الشمار.. ورواشة الزول دا!
    بدون اذن ذاتو .. دخل يدو في الصحن و خمش ليو زلابية ..
    وردد مبتسماً: و الله امك دي ذكية شديد!
    انقر اترددتا انا في اختبار ذكاء مرت الجيران!؟
    يا زول طوالي ناديت الولد .. واجريت الاختبار ..
    صراحة لقيتا ذكية شديد خلاس .. زلابية خطيرة عديل كدا!

                  

03-17-2012, 05:29 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: قيقراوي)

    حادثة الطائرة!!!


    دا كرت الصعود إلى الطائرة وأنا في طريقي إلى هولندا لائذآ بغير هدىًً ولا كتاب منير بحكم الضرورات:



    ودي التأشيرة "إلى أوكرايينا عبورآ بأمستردام":


    أتمنى أن ألتقى في يوم ما "معآ" كابتن الطائرة ومساعده والمضيفات الأربعة!. عايزهم في موضوع : ). نفسي أعزمهم في البيت عندي وأسولف معاهم بعد 15 سنة من كارثتي تلك... حا أحاول أنفذ الأمنية دي!.

    كما أتمنى أن ألتقي مجددآ السودانيين الثلاثة الذين تصادف أن كانوا معي في الطائرة وأحدهم رجل لطيف جدآ إسمه "الطاهر" ورفيق له (لا أذكر إسمه الآن) غابا عني في مطار أمستردام لحظة إعتقالي وكانا في غاية الهلع لحظة جنوني تلك (ثم وجدتهم لاحقآ بدورهم لبعض الوقت في أو- سي لاهاي، فضحكنا كثيرآ) وكان يجلس بجانبي مباشرة سوداني مقيم بكندا وكان متدينآ جدآ كما يبدو وعلى المذهب الآيديولوجي حتى لظننته كوز بعد الشر عليه (نسيت أسمه) ... من هنا أحييهم جميعآ وأتمنى لهم كل خير.


    وهذه القصة المعنية "أدناه" من جديد أكررها بمناسبة البوردنق كارد وبمناسبة أحزاني... إذ أنني لسنوات عديدة عندما أذكر ما حدث في الطائرة أوان قدومي إلى هولندا "لاجئآ" لا أنام من الدهشة وأحيانآ كثيرة أضحك منتصف الليل كالممسوس!. (بالمناسبة أنا ممكن أعمل الحاجات دي بدون مناسبة، أنا لا أعرف الأعذار والمبررات، أحيانآ كثيرة أتصرف كما المطر، بس الحمد لله هسه طلع في مناسبة).


    Quote: مقطع "8" مواصة لمقطع 7 "

    حادثة الطائرة!!!

    سلفيا تحب أن أحدثها عني "تود أن تعرف كل شيء



    سلفيا تصغي إلي بكل جوانحها. وكثيرآ ما تغطي وجهها بكلتا يديها عند المنعطفات الحرجة أو اللطيفة والمجنونة كي لا تقطع تراسل حديثي عبر إنفعالاتي مع دهشتها التي كثيرآ ما تسيطر بالكامل على وجه الملاك. أحدثها عن أشيائي كلها "طفولتي وصباي وشقائي وشقاوتي ولعنتي وفرحتي وخيري وشري، كل شيء". وعن تاريخ أجدادي وجداتي وعن وطني وعن حزني ... وعن كل شيء. وهي تنصت في خشوع وتنصت وتنصت وتخشع وتخشع وتطلب مني المزيد في خشوعها المهيب. فأحدثها عن الجزر الساحرة "أم أرضة ورفيدة" وعن النيل حين يسدر وعن الموج حين يهدر وعن التماسيح حين تغدر وعن أمي حين أشقيها فتصبر وعن أبي حين يندر. وأحدثها عن الملاك الذي شرب المقلب وعن الآخر الذي صدق وعن أسفاري وعن أقداري وعن كل مغامراتي وعن كل شيء. و أحدثها عن رحلتي بالطائرة وأنا في طريقي إليها "إلى هولندا" وعندما أردد طريقي إليك "يا سلفيا" ترتج شفتاها وينداح موج رقيق فوق وجه الملاك فتضحك سلفيا فيتبثعر شعرها الذهبي فوق كل الفجاج وفوق صدرها العجيب فأهرع أنا إلى إسعافها وأفعل المزيد فينقطع لبرهة تراسل الكلام ثم نعود أدراجنا إلى نقطة البداية.

    قالت لي مرة تسألني في دلال وأنا عند ختام الحكاية : " أنت قلت أن المضيفة في الطائرة تشبهني تمامآ. لكنك كثيرآ ما رددت لي أنك لم تر مثلي أبدآ في حياتك"، كيف يستقيم هذا! (؟). المضيفة؟. وأصبحت ألملم وجه المضيفة في خاطري وأنظر إلى سلفيا وهي تمتشق إبسامتها الشهية. ( أستعيد المشاهد في دخيلتي).

    عندما هممت بالرحيل إلى بلاد سلفيا كنت مضطرآ. لا خيار لي. إنه قدري!.

    ذهبت مرة للزميلة والصديقة ندى مصطفى وفي جيبي بيان من عدة صفحات أودها تطبعه لي وهي كانت تعمل في مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بالقاهرة. وكنت قد ألتقيت بندى من قبل فعزمتني في مطعم ماكدونالد خلف الجامعة الأمريكية. وحدثتني عن حزبها الجديد وحدثتها عن "التاية" وعن أحداث أخر. وندى كانت زميلتي بالجامعة ولكنها سبقتني في الخروج من السودان. كانت ندى لطيفة وكريمة وشهمة ومهذبة. وأنا غاضب من كل شيء ومن المعارضة التي لم يرقني أداءها. كنت جادآ جدآ إلى درجة التهور وربما أحمق!. وهارب من السودان من السجون حرفيآ "السياسية" والقاهرة خطرة وعلمت أن أحدهم ويسمى م. أسباط قد رحلوه قسرآ إلى السودان دون جريرة أرتكبها. وعلمت المزيد!. فقررت الهروب من القاهرة إلى عالم آخر . وكانت من المصادفة الحسنة أن يكون ذلك العالم الآخر هو بلاد سلفيا. أنا عصفور لا يرضيه شيء غير الفضاء بأثره ملك جناحيه. أخرجت لندى الأوراق من جيبي، مسودة بيان باللغة الإنجليزية وطلبت منها أن تطبعها لي بطريقة إحترافية. فأستغربت في البداية بعد أن أطلعت سريعآ على النسخة الخطية. لكني قلت لها هذا ما أوده منك، لطفآ، هو شأني أنا وحدي!. هل ممكن؟. تملكتها مزيدآ من الدهشة حينما علمت بخطتي. لكنها فعلتها من أجلي بطريقة ممتازة.

    الأوراق المعنية عبارة بيان شخصي أخبر من خلاله الشعب الهولندي بقدومي "شخصيآ" إلى هولندا قبل أن تطأ قدماي أرضه. تلك كانت فكرتي المجنونة. وقد نفذتها بدقة متناهية!. وقلت ضمن ما قلت في البيان من أنا ولماذا أنا قادم إلى أرضكم " أيها الشعب الهولندي الحر وأنني أنا من شعب عظيم له تاريخه العظيم وإسهاماته العظيمة في مسيرة البشرية عبر القرون وإلخ. غير أن حاضرنا بائس وأنا غاضب من الحاضر ولم أستطع التعايش معه ولهذا قررت أن أحدثكم عن رغبتي في تفضلكم بإستقبالي في بلادكم الحرة الكريمة إلى أن تتحسن الأمور في بلادي فأرجع مرة ثانية. ولكم مني خالص معاني الإحترام و التقدير". وقلت المزيد.

    وعندما هممت بركوب الطائرة المتوجهة إلى مطار أمستردام نسخت بياني خمسين مرة ووضعته في حقيبة يدي.

    وفي منتصف الطريق والطائرة تغوص في مطبات هوائية حرجة ناديت أحد المضيفات وطلبت منها أن تذهب إلى كابتن الطائرة لتخبره بأنني أود أن أجيء إلي كبينة القيادة كي أحدث الكابتن بأمر هام. فقفزت عينا المضيفة من وجهها وردت علي: " هذا غير مسموح به، لا يمكن". قلت لها أنا أعرف أنه ممكن. وفي الحقيقة أنا لا أعرف!. غير أنني أعلم أن المستحيل يستطيع أن يتحقق ويصبح ممكنآ. تم إبلاغ الكابتن. بعد أن تترت الأحداث!. الكابتن قال في دهشة أن هذا أغرب طلب من نوعه في تاريخ الزمان مذ خلق الله الطيران. جاءتني المضيفات الأربعة في لباسهن الأزرق الجميل حسناوات فارهات الجمال. رأيت بينهن سلفيا لكنني لم أسعى إلى عناقها فلي شأن آخر!. إستفسرن عني وعن قصتي وماذا أريد بالضبط. شددت لكثير من الوقت بأنني لا أكلم غير الكابتن. وبعد لأي شديد وهرج ومرج. حدثتهن بمقصدي: أريد أن أتحدث من مايكرفون كبينة القيادة. عندي بيان هام إلى الشعب الهولندي الكريم. فضحكن في البداية ظنآ منهن أنني أمزح ثم ظنني مجنون!. وحاولن جهدهن أن يثنينني عن مقصدي ولكن دون جدوى!.

    وفي اللحظة الحاسمة نهضت في طريقي إلى كابينة القيادة (كان قبل أحداث سبتمبر) والمضيفات الأربعة يقفن أمامي وأنا أدفعهن دفعآ بكل قوتي عن وجهي وأتقدم ولو في بطء شديد ناحية كابينة القيادة. وعندما أقتربت من مكان مقصدي وبالقرب من التوليت شرعت أحد المضيفات من مايكرفون صغير مثبت على سفح الطائرة قبالة التوليت تشرح للركاب في الطائرة أن هناك سوء تفاهم بسيط مع أحد الركاب " هو أنا" وتطلب من الجميع إلتزام الهدوء وأن يجلسوا في مقاعدهم مطمئنين وهي تتمنى أن الأزمة تمر بخير!.

    وعندها حدثت حالة رعب داوية لدى ركاب الطائرة ومعظمهم ظن أنني أختطف الطائرة وصدرت وسوسات كثيرة متشابكة وشرع البعض يقرأون آيات من أديان الأرض جميعآ يتمنون الخلاص وبعضهم ينشدون حسن الخاتمة.

    في تلك اللحظة أبلغ الكابتن مطار أمسرتدام. قال لهم أن هناك أمرآ لا يفهمه يحدث في الطائرة وأنه سيظل يوافيهم بآخر التطورات. وفي تلك الأثناء أنا أستلمت عنوة مكبر الصوت الواقع قبالة التوليت وبدأت أقرأ بياني الهام. في البداية حاولت المضيفات منعي لكن مساعد الكابتن أمرهن بتركي أفعل. فشكرته و فعلت. قرأت بياني بهدوء وبصوت جهور. وشرحت فقراته واحدة تلو و الأخرى. وأعتذرت للركاب ولقائد الطائرة ولمساعده وللمضيفات وطمأنتمهم بأنني رجل مسالم يحب الخير للجميع ويكره الظلم والطغيان وأنني ما أنا غير محب للجميع وإني ما أريد إلا ما فعلت. ولا أريد إلا الخير كل الخير بلبشرية جمعا!. وشرحت بإسهاب بأنني أنا لا أمثل أي جهة من كانت وأن تصرفي هذا وكل تصرفاتي أنا وحدي المسئول عنها قانونيآ وأخلاقيآ. وأن ليس بالضرورة أن كل شعبي أو جنسي أو لوني يتصرف وفق طريقتي هذي. تلك طريقتي أنا وحدي حتى أن الناس في بلادي يختلفون معي في كل شي تقريبآ ولكن بيننا المحبة والإحترام . غير أن نظامنا السياسي الجديد لا يحترم الإختلاف بين الناس وهذا سر وجودي بينكم وفعلتي التي فعلت. والله المستعان. وشكرآ لكم".

    ثم ترجلت من بعدها إلى بطن الطائرة وشرعت أنشر بياني بين الركاب بوصفهم رسل الشعب الهولندي!. فأزداد الهرج والمرج دفقة جديدة.

    في تلك الأثناء كانت هناك أشياء مدهشة تجري في الأرض من تحتنا:

    تم تجهيز ثلاثة مطارات سابقة لمطار أمستردام للهبوط الإضطراري إن لزم الأمر. تم إبلاغ القيادة العامة للجيش الهولندي والبوليس والمخابرات. تم تجهيز المدرجات الخاصة بالطواريء في مطار أمستردام. وعندما هممت أنا بالنزول من الطائرة كان هناك ست عربات مطافي متأهبة وعشرة سيارات نجدة وصف طويل من قوة رسمية مسلحة بالرشاشات والمسدسات وثلاث طائرات هيلكوبتر تحلق في السماء!. الخلاصة: تم رسميآ إبلاغ الشعب الهولندي!.......... لقد نجحت وفق خطتي... لكن لا بد من ثمن!.

    إذ تم إعتقالي بطريقة عنيفة وتفتيشي بدقة بمساعدة كلاب بوليسية كما يتطلب الحدث وأودعوني المعتقل بمنتهى القسوة. وعرفت في المستقبل أن هذه العملية كلفت الحكومة الهولندية 170 ألف دولار "فقط"!.

    محمد جمال

    ---ما أزال أحتفظ بنسخة من البيان المعني---

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-17-2012, 07:44 PM)

                      

03-17-2012, 06:07 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    سلام يا جيلي ويا سلام عليك... ذكرتني مزيدآ من الأحدات والأشياء الدسمة... اعتبر البوست دا حقك وملك يدك وأحكي وعوس زي ما أنت عايز وكم أثق في ذكائك ومقدراتك الكبيرة... نحن دائمآ في دنيا الأزمة الشاملة وكله أزة في أزة فأكتب ماأستطعت. وأكرر سعادتي بوجودك... وبلغ عاطر التحايا للود الأنيق والشرس ناصر عمر إن كان بحوزتك هذه الأيام، له مني عاطر المودة والأمنيات الطيبة.


    وحتى نعود

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-17-2012, 07:22 PM)

                  

03-17-2012, 08:21 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    شكر وعرفان

    أشكر الشعب الأوكراني الكريم على تفضله بالتأشيرة برغم أنني لم أصل إلى أوكرانيا الجميلة وكسرت ركبة في هولندا وفق خطة مسبقة، مع أن التأشيرة مدة صلاحيتها 11 يوم بس كما لاحظت الآن وزعلت شوية (مزاح) وأنا دافع رسوم صاح شوية بس الوقت داك "15 سنة" ماضية كانت كتيرة علي لغاية ما إضطريت أتصل بصديقي أبو عاقلة أبو سن في مسقط آنها فأرسل لي في القاهرة 500 دولار مع أحدهم ويسمى "ضرار" شكرآ له ولم أرجع المبلغ لأبو عاقلة حتى الآن وما أظن أعملها بعد ما فات الآوان (إلا جبل من ذهب) بس كان أبو عاقلة زول ما ساهل كما هم أهله لأنه كان واحد من 21 نفر إتصلت عليهم في كل أنحاء العالم فلم يغيثوني وفعلها أبو عاقلة "المهم معليش يا أبو عاقلة قد ما تحب الكلام دا إذا مر عليك" بس أنا زول كدا، واضح والواضح ما فاضح. ودي التأشيرة المعنية بتاعة ال 11 يوم... و مجدد شكرآ للشعب الأوكراني:


    وشكرآ أيضآ للشعب السوداني ممثلآ في حكومة الإنقاذ الفتية على تعذيبي وطردي فقد أكتسبت تجربة عظيمة من جراء الألم والعذاب والمسغبة وأكتسبت أصدقاء جدد وحصلت على معاني للحياة جديدة طبعآ أنا ما جيت هولندا طوالي وإنما دخلت سجون أخر وكان عذاب من نوع جديد.. مع أمنياتي أن ينتهي العهد الإنقاذي المظلم بأسرع ما يكون... يكفينا تشريدآ وتشتيتآ وعنفآ وقتلآ وتجزئة ودمار.

    والتحية للشعب الهولندي الذي تفضل على بالملجأ ولطف بي وفق القوانين والمعاهدات الدولية ومنحني جنسية تانية "جواز وبطاقة" وسمح لي أن أنتقد الحكومة الهولندية والإمبريالية العالمية من منابره "تلفزيون وإذاعة".

    والتحية لرهف وودالصايم وهيثم طه وقيقا ودينا وإسماعيل عباس وعمر نملة والجيلي أحمد لزيارتهم لي في بوستي "الملولو" دا وعلى صبرهم وعلي كلماتهم الطيبة المجاملة. والتحية لكل من قرأني وسيقرأني هنا من أبناء شعوب السودان الأماجد وأرجو مقدمآ أن تجدوا لي العذر على ما ترونه من هفوات أو أخطاء "ما رأيتموها" وإني والله أشعرني على أتم الإستعداد لأتعلم وأرشد... والله على ما أقول شهيد.

    محمد جمال
                  

03-18-2012, 05:19 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    هيثم طه
    إتفاق بالكامل أن "التمكين" لا يحتاج ذكاء خارق (ولم يفعل بذكاء) وإنما يحتاج في المقام الأول قوة عين وتبلد شعور تجاه الآخر وقدر كبير من التهور (وذاك ما حدث) وأدى إلى النتائج التي نراها في الواقع أمام أعيننا وربما كان هناك المزيد من السوء ينتظر الناس للأسف!. أي "شبيحة" بلغة الربيع العربي ممكن إعمل "تمكين" وإدمر تاريخ شعب كامل ويقوم بمجازر وجينوسايد كمان، شوية مهارات صغيرة كفاية وهناك رهط من المجرمين المحليين و الدوليين على إستعداد لتدريبك ومساعتدك على إستباحة المزيد من ممتلكات وأرواح الناس "تمكينك" والأجر مدفوع طبعآ. القذافي قعد في الكرسي 40 سنة وهناك أسرة واحدة تستطيع أن تستولى على بلد كاملة لمدة عدة قرون. المعادلة شديد التعقيد!.

    وعندي ظن أن آيديولوجيا الإنقاذ في حد ذاتها مضادة للذكاء الفطري وتستطيع أن تستشهد بالواقع فانظر حال المدارس والجامعات كما أن "الإسلاميون المذهبيون" في الأساس هم أقل الناس إنتاجآ و إحتفاءآ بالمعرفة بمعناها الشامل وكل ما يفعلونه في الغالب مجرد نقل وتكرار من الكتب الصفراء. وعمومآ حظ السودانيين في إنتاج المعرفة (في زعمي) ضئيل جدآ’ مقارنة بشعوب أخرى في الجوار لأسباب تاريخية وموضوعية كونهم في الغالب ما اعتمدوا على الإنتاج المعرفي العربي ثم الغربي في الدين والتاريخ والرياضيات والطب والفلك والفيزياء وإلخ. هل هناك شيء يقول بغير ذلك؟. لا أجده!.
    حتى أن الإسلاميين في السودان في الغالب فكرهم في الأساس "المنشأ" مصري في حالة الجبهجية وسعودي في حالة التيارات السلفية مثل أنصار السنة وتستطيع أن تقول بنفس الشيء بالنسبة للتيارات المذهبية الأخرى كالبعثية والناصرية والإتحادية و"الشيوعية" كمان مع إعتبار محاولات الإشتراكيين لتأصيل الماركسية وربطها بالواقع المعاش كما حاول عبد الخالق محجوب وقبله عوض عبد الرازق لكن بعد هو فكر عنده جذوره في البعيد.

    وأجد أن المحاولة المذهبية الوحيدة الأصيلة والجريئة "السودانية" في السودان الحديث هي محاولة محمود محمد طه في الإصلاح الديني (وجهة نظري) والتي دفع دمه ثمنآ لها وقبله طبعآ الإمام المهدي في ثورته الشهيرة ضد الأتراك وضد النظام الإجتماعي السائد في زمانه والتي دفع مئات الآلاف من الناس دمائهم ثمنآ لها... مع العلم أنني "قطعآ" لست جمهوريآ ولا أنصاريآ لكنه مجرد رأي يزعم الحياد.

    أعرف سلفآ أن مثل تلك القضايا العظيمة لا تعالج بمثل هذه العجالات ولذا أعتبره مجرد عصف للذهن
    Brainstorming

    ولي عودة يا هيثم لبقية نقاطك المهمة و"الحريفة".

    محمد جمال

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-18-2012, 05:43 PM)

                  

03-18-2012, 05:53 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    قيقا

    والله حديث الزلابية دي حديث قدسي عديل يا قيقا :) إبداع. مع إنك ما جيتنا بالسند... الحديث دا رواه منو؟. أوعى تقول لي الشيخ دينا"ذاتها" بنت البخارى آل أبو هريرة.

    ----
    طبعآ أحلى زلابية في البورد دا هي زلابية دينا... بس قيقا إعجن العجين :)
                  

03-18-2012, 06:34 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    كرفست مشاعري يا جمال
    طلعت بتفط مداخلاتي برضو!؟














    --------

    طبعاً هنا اخوك الناس بفطوا مداخلاتو عادي ..
    انا ذاتي قاعد افطها

    الراوي والكاتب انا دا .. ويشاركني البطولة ولدي

    ودا المصدر :

    والله ما كنت قايل (الحلو) دا حلو للدرجة دي!؟
                  

03-18-2012, 10:45 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: قيقراوي)

    قيقا

    ما عاش من يفط مداخلاتك... بس أنا كنت بسأل عن الراوي ما صانع الحدث أو الحديث... شفت كيف... السؤال ما عن البطل والبطولةعمن نقل؟. وطلع الحادث والحديث من صنع المحدث
    Quote: الراوي والكاتب انا دا .. ويشاركني البطولة ولدي



    والتحية لفادي "ولدك" فهو البطل الحقيقي وطلع أبوه الراوي "بس" : )

    ---
    إن شاء تكون فذلكتي دي مقنعة بالنسبة ليك؟............ أنا شخصيآ ما مقتنع بيها: )... دي على وزن:
    Quote: طبعاً هنا اخوك الناس بفطوا مداخلاتو عادي ..
    انا ذاتي قاعد افطها

    يا خ أنت ألذ قيقا أنا قابلتو في حياتي الفذة دي على قول أخونا هيثم طه "بتصرف" في نعيه لذكاء دينا خالد المزعوم :) ودا الجاب قصة "حديث" الزلابية "القدسي"
                  

03-19-2012, 07:20 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    توضيح هام و "نقد الذات"!!!

    معرفة الذات ومعرفة المحيط "الإجتماعي" جدليتان لا تنفكان عن بعضهما البعض في كل الأمكنة والأزمنة. فالإنسان إبن بيئته كما قيل قديمآ وهي قناعتي الذاتية.

    عندما رويت قصة "سلفيا" دهش بعض من هم حولي وربما آخرين من جراء ما حسبوه وضوحآ داويآ في الحكي لم يتوقعوه مني كناشط صغير في حقل العمل العام من المفترض فيه دسدسة الأمور وبالذات الحرجة وغطغطتها أو على أقل تقدير دبلمستها "من دبلوماسية" الشيء الذي يفعله معظم الناس في السودان وفي الشرق على وجه العموم. لا أقول أنه لا يحدث وأنا وحدي من فعل ويفعل. لا طبعآ، لا. أنا فقط أتحدث عن دهشة من هم حولي والبعض الذي تصادف أن تحدث معي حول الأمر، فالآخرون ربما لا يرون ما يرى أصدقائي المقربين. لا أدري!.

    في بداية العام 2009 كلفت من قبل المنظمة التي أعمل بها بإستشارة أكبر قطاع من سوداني الخارج والداخل في إمكانية تأسيس مشروع مدني ضخم أقترح له إسم "محور المجتمع المدني السوداني" وقد قمت بكتابة مسودة المشروع الـأولية وطفقت أتحدث مع كل الممكن من الناس ولذات الغرض زرت كل من ألمانيا، فرنسا وإنجلترا وأجريت حوارات عديدة مع الناس الذين ظننت أنهم ربما كانوا معنيون بالأمر في تلك البلدان فلم يخزلني أيآ منهم وتحدثت مع آخرين في أماكن أخرى من العالم "سوداني الشتات" عبر وسائل الإتصال المختلفة واستشرت عددآ من المهتمين داخل السودان. وحدثت الجميع عن الأهداف والمبررات والهيكل التنظيمي المقترح وإلخ ونشرت المسودة الأولية عبر شبكة الإنترنت تحت عنوان "محور المجتمع المدني السوداني" (نسخة مترجمة من الأصل "إنجليزي" ترجمها الأستاذ عبد الله الأحمر) فبراير 2009 :
    http://www.sudaneseonline.com/2008-05-19-17-40-04/8...-02-18-19-35-10.html

    كلو كان تمام التمام والناس تفاعلت مع الحدث بطريقة مشجعة جدآ حتى هنا في سودانيزأونلاين تم تدوير البيان ومناقشته عدة مرات وقامت مبادرات جانبية أو بعثت أفكار شبيهة كانت نائمة على أثر ذاك النقاش ولم يخلو الأمر كما هو متوقع من بعض الشكوك والتحفظات من أشخاص وجيهات مختلفة. لكن الخلاصة: كان كل شيء على ما يرام. بس هناك أمر صغير وخطير جدآ (لم يحسب له أحدنا حسابآ) أثارته صبية صغيرة كانت تجلس بجوار والدها أثناء ما كنا أنا وهو وآخرون نتبادل أطراف الحديث حول المبادرة. فسألت الشابة الصغيرة عن ماذا نقصد ب"المجتمع المدني"؟. هي تود أن تعرف لأنها لا تعلم. وذكرت أنها كثيرآ ما سمعت بتك العبارة "المجتمع المدني" لكنها لا تعرف معناها على وجه الدقة.

    عندها هناك شيء هام جدآ حدث!. لم يستطع أحدنا الإجابة على السؤال. على الأقل لم نستطع الإتفاق على حد أدنى على "شنو مجتمع مدني" وأصبح النقاش أقرب إلى جدل بيزنطي لعدة ساعات. فأقترح القوم في نهاية الأمر الإحتكام إلى العارفين المختصين "ناس علم الإجتماع وما إليهم" ففعلنا وفعلنا في المستقبل المزيد ومن ضمن ما أتصلنا بهم بروف عبد الرحيم أحمد بلال في وجود الأستاذ الصديق سيد أحمد العراقي بعدما وصل إلى أسماعنا أنه السوداني "الوحيد" الذي ألف سفرآ يبحث فيه أطروحة "المجتمع المدني" ولم نجد غيره وتقدم بنا البروف خطوة جيدة في النقاش لكننا تهنا من جديد في التصورات الشتيتة ولم نصل إلى نتيجة. القضية كانت شائكة أكثر مما كنا نتصورها في منظمة "نصون"!.

    هذا بإختصار شديد طبعآ.

    وعندما عدت أدراجي إلى منفاي "الهولندي" قررت أمرآ هامآ وكان مزعجآ جدآ لزملائي وهو الإستقالة من المهمة التي وضعوها على كاهلي "شكرآ لثقتهم" وقد فعلت الإستقالة بكل العناد. قلت لهم أنا أريد أولآ أن أعرف شنو "مجتمع مدني"؟. وعطلت العملي من المحاولة وبدأت أبحث في النظري لمدة ثلاث سنوات وحتى الآن فقرأت كلما أتيح لي من الكتابات السودانية حول الأمر "شحيحة" وبدأت أقرأ وأناقش ما كتبه وفعله الآخرون من مفكري و نشطاء الحاضر والماضي بدءآ بأرسطو وسقراط وإبن خلدون مرورآ بلوك وفولتير وهيجل ومونتسكي وهيجو وغرامشي ولوكاش وسمير أمين وإلخ. وجدت القراءة ممتعة وغرقت لبعض الوقت في متعة الأفكار.
    وناقشت النشطاء في المنابر من منظمات عالمية مثل أوكسفام الهولندية وجامعات مثل أمستردام ولايدن ورادبود وآندهوفن وأوترخت وإلخ. ثم بدأت أكتب إفتراضاتي بنفسي حول الأمر الهام الشائك وببعض الجرأة وربما التهور!. فكتبت بين العام 2009 وحتى اليوم 133 مقال حول ماهية المجتمع المدني، هي طبعآ مجرد محاولة نبعت من وحي الإضطرار وقل الحيرة فأنا لست بباحت أصيل أو متخصص وإنما في الأساس "ناشط" عمليآ في حقل العمل العام السياسي والإجتماعي. وأفترعت منذ مارس 2009 بوست بسودانفوروول تحت عنوان: "الإنسان والمجتمع والدولة في السودان نحو أفق جديد" أحتوى على معظم العمل الذي كتبته باللغة العربية إذ قدرآ من العمل كتبته باللغة الإنجليزية ونشرت خلاصته الأولية في أغسطس 2010 بسودانتربيون، قلت ضمنه أن مفهوم المجتمع المدني يشبه مفهوم الإله في أزمان مختلفة ولدى شعوب مختلفة:
    Fourthly, and last but not least, there is a number of people who tend to consider only one pattern of civil society!. Such assumption deepens the existed confusion. I would like to argue that there is no one "civil society"!. There are many, thousands perhaps; it is actually unlimited sum!. There is no one "pattern" of civil society having same qualities, specifications, and manifestations. Allcivil manifestations display unique characteristics in different places and times.

    Apparently this might explain why the image of "civil society" resembles that of the concept of "god". Anyone could have different perception for God than the other. The only difference between the two concepts is that some people might deny that God exists while all people on earth seems to be sure that "civil society " exists in reality; though might not be sure how!.

    http://www.sudaneseonline.com/Dilemmas-of-civil...ciety-in-Sudan,36066

    ثم أحببت أن أتعرف على "نحن منو" السودانيين؟. أي الزول السوداني، هو منو وشنو؟. ففعلت ما بوسعي للإجابة على السؤال الذي طرحته على نفسي فكان بوست: "سيكلوجية الزول" بسودانفوروول وبوست الهوية، هنا بسودانيزاونلاين.

    ثم حاولت أن أتعرف على ذاتي وأتعري أمام مرآتي وفي حضور العالمين فكتبت: "أنا وسلفيا الهولندية" وهي القضية محور حديثنا هنا.

    وبعد كلما فعلت... توصلت إلى أن كل شيء صعب وتشابكت في خاطري الأمور "شبكة" أكثر من السابق لكنني الآن على كل حال أشعر بالراحة النفسية كوني فضضت عن مكنون نفسي بالقدر الذي أستطيعه ووفق إمكانتي وقدراتي ولا أدعى شيء غير ذلك وأطلب الغفران على جهلي وقلة حيلتي. وأعد أن أواصل المحاولة. وأزعم أن عندي من الصبر الكثير للإستفادة والتعلم من أفكار وتجارب الآخرين ولا أستصغر أمرآ مهما ظن به صاحبه الصغر، فالأشياء التي تبدو صغيرة هي في الحقيقة الأشياء الكبيرة!.

    وكل هذا لأشرح لماذا أنا هنا أستخدم الضمير "أنا" كثيرآ حتى في عنوان البوست وأحكي تجربتي الصغيرة؟. لأنه ببساطة هو هدفي "أن أتعرف على ذاتي" عبركم هذه المرة. فقبله حاولت التعرف على "نحن" كما "هم". والآن جاء عندي دور "أنا" وما أنا إلا إبن بيئتي فأنا منكم وإليكم فأنا وأنتم هم "نحن" مع إختلافات صغيرة مقدارية لا نوعية.

    أتمنى أن أكون واضحآ كما أتمنى أن أكون قلت قولآ مفيدآ لدى هذه المرافعة الصغيرة الهادفة إلى نفي الأنا عن "أنا"!. ولعلمي المسبق أن شعبآ مثلناهو شعب "نحن" في الأساس حساسون جدآ تجاه ال"أنا"!.

    محمد جمال
                  

03-20-2012, 03:52 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    وتواصلآ مع ما مضى ...أعد أنني سأعود في الوقت المناسب وبقدر ما أمكنني إلى النقاط العديدة التي أثارها الصحاب بعالايه.

    مع أسمى معاني الود والإحترام

    محمد جمال
                  

03-21-2012, 00:24 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    "الأزة" ؟

    معقول لسه ما واضحة كمصطلح علمي راسخ "؟" ربما!.

    وحتى لو، أعرف أنها مشعورة تمامآ ومرئية "فارضة نفسها بعنف". نعم، تمامآ!. ولو أنكرها المنكرون.

    -----
    واحد صديق لصيق "مسطح" بسألني في الخاص "شنو يعني أزة" وبكري الجاك برضو بسأل!... عالم مأزوزة بشكل: ).
                  

03-21-2012, 02:31 AM

Bakry Eljack
<aBakry Eljack
تاريخ التسجيل: 05-02-2003
مجموع المشاركات: 1040

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    يا محمد جمال
    عساك بخير

    سألتك قبل ان اطلع علي البوست بكامله، وان كنت قد لامست ما تقصد بالمصطلح الا انه ما زال فضفاض و يمكن الباسه ما لا تريده ان صار عاما وهذا ما يميز اي مصطلح من غيره
    اعذرني علي الجدية قليلا، فقد استهواني مشروعك للبحث فى معني مصطلح المجتمع المدني و مقاربتك له بانه كما الله، ظللت اعمل بشكل اكاديمي فى توظيف مصطلح المجتمع المدني منذ 2006
    و حاليا قد كلفني تفكيك هذا المصطلح ما بين المدلول التاريخي و المعني الوظيفي functional or operational قسم كامل فى رسالتي للدكتوراة اي حوالي خمسين صفحة و هذا ليس شوي تلخيص
    لكل الحوارات القديمة و الحديثة.

    لا اخفيك سرا يا محمد، اعجبتني كتابتك فى هذا الخيط و ينفس القدر ارهقتني جدا
    فانت تكتب و كأن دواخلك تتدفق هنا دون اي انتظام او تبويب
    ما يرهق فى كتابك هذا هو الكثافة و التداخل، فهي تعج بالعديد من القضايا المتداخلة و المتشابكة ، و يتداخل فيها الخاص و العام فى اطار استشهاداتك او محاولاتك لمقاربة الذاتي بالموضوعي هذا طبعا ان كان هنالك امكانية اصلا لهذا الفصل التعسفي حسب ما تدعي العلوم الانسانية وطرائق المعرفة.
    باختصار انت جسدت مفهوم الازة من خلال هذه الكتابة المتنوعة و المتنقلة من شأن الي آخر سوي ان اردت ذلك ام لا، وكمثا ل ابتدرت حديثك بسلفيا للتوطئة و التقديم فى ذلك تداخلات المكون لذاتك فى حوارك مع بيئتك الجديدة بمعاول مكونك (بيئتك) و مكونات حاضرك ، ومنها سقتنا الي الواقع السياسي بكل آلامه وخيباته ثم عرجت علي الهوية ثم الي ازمة الوجود الذاتي و العام ولم تتوقف عن اثارة اسئلتنا الوجودية
    فيا صديقي شكرا لانك ارهقتني فى منتصف الاسبوع

    بكري
                  

03-21-2012, 04:32 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: Bakry Eljack)

    بكري الجاك العزيز "شخصيآ" خبر جميل أن ألتقيك هنا، وتقول:
    Quote:
    يا محمد جمال
    عساك بخير
    فقد استهواني مشروعك للبحث فى معني مصطلح المجتمع المدني و مقاربتك له بانه كما الله، ظللت اعمل بشكل اكاديمي فى توظيف مصطلح المجتمع المدني منذ 2006
    و حاليا قد كلفني تفكيك هذا المصطلح ما بين المدلول التاريخي و المعني الوظيفي functional or operational قسم كامل فى رسالتي للدكتوراة اي حوالي خمسين صفحة و هذا ليس سوى تلخيص
    لكل الحوارات القديمة و الحديثة.

    لا اخفيك سرا يا محمد، اعجبتني كتابتك فى هذا الخيط و ينفس القدر ارهقتني جدا
    فانت تكتب و كأن دواخلك تتدفق هنا دون اي انتظام او تبويب
    ما يرهق فى كتابك هذا هو الكثافة و التداخل، فهي تعج بالعديد من القضايا المتداخلة و المتشابكة ، و يتداخل فيها الخاص و العام فى اطار استشهاداتك او محاولاتك لمقاربة الذاتي بالموضوعي هذا طبعا ان كان هنالك امكانية اصلا لهذا الفصل التعسفي حسب ما تدعي العلوم الانسانية وطرائق المعرفة.
    فيا صديقي شكرا لانك ارهقتني فى منتصف الاسبوع



    كتر خيرك بكري. دا كلام سمح من حيث أنه سيفتح نوافذ جديدة للكلام متجاوزين منه لمسة التشجيع الأصيلة إلى الأسئلة الكبيرة والإضاءة النيرة التي قدمتها لدى مداخلتك هاذي الصغيرة فيزيائيآ. دعني أتأملها من جديد وأقرر من أين سأبدأ وأعود.

    محمد جمال
                  

03-21-2012, 07:08 PM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    شكرآ يامحمد على دعوتك الأنيقة ,
    وأكيد سأجد ثقبآ فى الوقت لأعود وأشاطرك جزء من هذا التداعى ,
    أنا وصاحبك ناصر , هالكانا قراية الكبر لوووووول

    هنالك تفاصيل تسربت من الذاكرة , ولكن أكثرها لاذال طازجآ ..
    فالحياة هى مانتذكره ونرويه - أو كما قال عمك ماركيز ذات كتابة -..
    ولكنها تبقى مطالعات مختلفة لذات الاحداث .. ذات البدايات
    وكم مدهش أن يكون لنا ترجمات مختلفة لذات الوقائع..

    ومادمت قد أذنت لى يامحمد
    فسآتى هنا كثيرآ كلما سمح الوقت ..

    كن بخير ياصاحب
                  

03-21-2012, 08:05 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    الأزة ... صورة "مثال" في سبيل مقاربة الحالة

    في أحد الأيام من الأسبوع في شهر من الشهور في سنة من السنين خرج السيد "سين" إلى عمله في طريقه إلى مزرعة الخضروات والدواجن الخاصة به وهو في أتم الصحة البدنية والنفسية أو كما يتراءى من مظهره الخارجي.

    غير أن أمرآ مدهشآ وغير متوقع حدث له في لحظة بعينها وهو على مقربة من مزرعته لقد أنتابته بغتة نوبة فقدان كلي للذاكرة لكنه إستطاع في اللحظات الأولى من النوبة أن يجر بجسده إلى داخل المزرعة لكنه لم يستطع تذكر هدفه ولماذا هو هناك بل لقد نسي نفسه وإسمه وكل شيء. كل شيء ضاع من ذاكرته: ماضيه حاضره ومستقبله!.
    وكان يفعل أشياءآ غريبة ويجوس في الديار بغير هدى لوقت غير معلوم قبل أن يراه أناس أغراب وهو في حالته تلك تصادف أن مروا بالقرب منه في طريقهم إلى شأن آخر، فأخذت بإنتباههم حالة الرجل الغريبة، فأعتنوا بالأمر ورأفوا بحال الرجل وذهبوا به إلى المستشفى.

    ظل الرجل في غرفة الإنعاش ردحآ من الوقت ثم رويدآ رويدآ بدأ يستعيد بعض وعيه ثم ذاكرته لكن ليس بالكامل. الأمر ربما أخذ وقتآ غير معلوم ليستعيد الرجل عافيته بالكامل.

    وقد حدث الأغراب الطبيب عما رأوا: إذ كان الرجل يعتلي ظهر تراكتور ويدمر أحواض زرعه ويفتك بأقفاص دجاجه بنفسه في مزرعته الخاصة بينما كان يحدق في البعيد ولا ينظر أمامه ولا يعي ما يفعل. ليس ذاك فحسب فقد شوهد الرجل يدمر بنفس القدر المزارع المجاورة لمزرعته ويبدو عصبيآ جدآ وكأنه مصاب بأقصى درجات الجنون.

    ((تعليق "1": تلك محاولة رمزية لمقاربة "الأزة" في قمة تجليها))

    وذهب الأغراب وتركوا الرجل مع الطبيب وأختفوا كلية عن الأنظار.

    بعد حين من الدهر أستطاع الرجل بمعجزة أن يستعيد وعيه بالكامل.
    غير أنه لم يستطع تذكر الدمار الذي ألحقه بمزرعته. لا بل أنكر تمامآ أن يكون هو من فعل، إذ لا يذكر!. ثم أن لا أحد أستطاع إقناعه بفقدانه لذاكرته، لا أحد، لم يكن حتى ذاك الوقت في حكم المستطاع، غير ممكن!.

    وظل الرجل ينكر وينكر وينكر ويتهم الناس الآخرين بما فعل دون وعي ولا ذاكرة. وعندما جاء حين آخر من الدهر وتيقن الرجل بنفسه مما فعل بمزرعته ساءه أن يعترف للآخرين لقد كانت جريمة تستوجب العقاب المادي والمعنوي!. إذ لم يجني الرجل في حق نفسه فحسب بل أيضآ وبنفس القدر في حق الآخرين (ممن هم حوله).

    ((تعليق "2": تلك محاولة رمزية لمقاربة "الأزة" في أحد تجلياتها، فللأزة عشرات الأشكال والدرجات))

    محمد جمال

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 04-02-2012, 02:41 PM)

                  

03-21-2012, 11:58 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    الجيلي أحمد والعود أحمد (لك المجد)، تقول:
    Quote: شكرآ يامحمد على دعوتك الأنيقة ,
    وأكيد سأجد ثقبآ فى الوقت لأعود وأشاطرك جزء من هذا التداعى ,
    أنا وصاحبك ناصر , هالكانا قراية الكبر لوووووول

    هنالك تفاصيل تسربت من الذاكرة , ولكن أكثرها لاذال طازجآ ..
    فالحياة هى مانتذكره ونرويه - أو كما قال عمك ماركيز ذات كتابة -..
    ولكنها تبقى مطالعات مختلفة لذات الاحداث .. ذات البدايات
    وكم مدهش أن يكون لنا ترجمات مختلفة لذات الوقائع..

    ومادمت قد أذنت لى يامحمد
    فسآتى هنا كثيرآ كلما سمح الوقت ..

    كن بخير ياصاحب


    طبعآ لك الحرية مع الرحب والسعة في الفض عن مكنون نفسك هنا الآن أو متى أو أين ما تشاء. وأتمناك أن تفعل وعلى ثقة في المعاني!... وأنا أعلم جيدآ "طبعآ" أن كل منا ينظر للأمر المحدد من زاوية شوفه ورؤيته وذوقه وتجربته ... لا بل ما حدث في أرض الواقع ربما كان "دائمآ مخالفآبعض الشيء للنظري بطريقة أو أخرى"... لكنا نتحدث على أي حال... نحكي... وذاك ما أفعل أنا كأحدكم "أحكي"... وانت يا صديق (وربما بقية الأصدقاء) لك و لكم ما عندكم من حكي عزيز وزاوية شوف مختلفة ورؤية مختلفة وذاكرة مشتركة "بيننا" على ما بها من غباش مرة ومن سطوع ساطع وسطوع أسطع مرة أخرى... وبيننا الود الذي لا يضيع للحق والحقيقة قضية. ولو كانت "الدنيا" ناقصة فالود كامل والمحبة أكمل.

    معزتي... وواصل ما أسعفك وقتك ومزاجك وافعل ما تشاء!

    محمد جمال
                  

03-22-2012, 01:34 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    تحياتى يامحمد
    ولك عاطر التحايا ولضيوفك


    مرت سنوات طويلة ,
    يدور بخلدى سؤال عن المنظمات والجمعيات العاملة فى هولندا ..
    أذكر آخر تجمع فى أوترخت .

    ويبدو انك أكثر متابعة
    ليتك تعطينى معلومات أكثر !
                  

03-22-2012, 05:26 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: الجيلى أحمد)


    سلامات يا جيلي
    Quote: تحياتى يامحمد
    ولك عاطر التحايا ولضيوفك


    مرت سنوات طويلة ,
    يدور بخلدى سؤال عن المنظمات والجمعيات العاملة فى هولندا ..
    أذكر آخر تجمع فى أوترخت .

    ويبدو انك أكثر متابعة
    ليتك تعطينى معلومات أكثر !


    الحديث عن العمل العام بمعناه الحركي في الخارج وفي أوروبا تحديدآ ومن ضمنها هولندا مبحث يحتاج الكثير من الجهد والزمن... وقد حاول كثير من الناس في مناسبات مختلفة ولأهداف مختلفة النظر فيما يسمى ب"المنظمات" أي الكيانات التنظيمية غير القائلة بأهداف سياسية مباشرة "المجتمع المدني".

    وانا كأحد الناشطين "لا النقاد ولا الناقدين فحسب" فقد تحدثت مرات عديدة ودلوت بدلوي في الموضوع. كما تحدثت عن المنظمات والكيانات التنظيمية التي عملت بها لكل أو بعض الوقت ولي بوست في سودانوروول في الوقت الراهن أتحدث فيه عن تجربتي العملية في هولندا وضمنه "المنظمات" وما أدراك ما معمعة المنظمات "وانت تعلم ذاك الجدل الدسم الذي لا ينقضي" .
    كما كتبت مرات عديدة محاولا تلمس أدوار وأهداف "المنظمات" وتناولت أوجه القصور والخلل وتحسس آفاق المستقبل وما إلي ذلك. وكان حوارآ مفتوحآ وساخنآ إستمر لعدة سنوات بالقروب الإكترونية ل "سودانفورم" باللغة الإنجليزية والقروب المعنية تحتوي على أرشيف دقيق وكامل منذ العام 2003 وحتى اليوم. وهي تضم كل المنظمات التي نشطت في هولندا كل أو بعض الوقت (ما عدا واحدة أو إثنين) كما مئات الأفراد. سودانفورم بدأ نشاطه كما هو معلوم في العام 2002 وعاش حتى العام 2007 ثم تباطأ عمله رويدآ رويدآ وشبه مات بعد إنقسام البلاد إلى شطرين متناحرين في يونيو من العام الماضي.

    دا كلام سريع ولي عودة للموضوع الشيق لاحقآ.

    تحياتي

    محمد جمال

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-22-2012, 05:34 PM)

                  

03-22-2012, 09:05 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    بكري الجاك

    تحياتي مجددآ... راقني كلامك... دعني أتحدث عن وجهة نظر بإختصار عن المجتمع المدني.

    دا كلام مهم عندي. ليه؟. لأن المجتمع المدني هو الكل المركب "المدني" في مقابل الدولة " الرسمي":
    هو حلبة الصراع: مكان التغيير/السكون الإجتماعي وأداته في ذات الأوان.

    مثلآ (قفزة في عجالة) لنتأمل ما يسمى هذه الأيام بالربيع العربي.

    (الربيع العربي؟. من يكون وراءه في الأساس؟. هل تكون القبيلة في ليبيا واليمن والطوائف في سوريا والسلفية في تونس ومصر؟. أين القوى الحديثة وقوى الحداثة؟.

    وأين نحن نكون في السودان؟.

    هل نستطيع أن نسمي القوى التي نهضت وتنهض بالتغيير السياسي في تلك البلدان "مجتمع مدني" بغض النظر عن تمايزها في البنى والأشكال والأدوار؟.

    وهنا يتعقد السؤال بعقد جديدة من قبيل: أشكال وبنى وأدوار وأهداف كيانات الكائن المدني؟. كما صيرورته وسيرورته وحياته ومماته؟. كيف يولد وكم يعيش ومتى يموت، هل يموت "الكائن المدني"؟. وزيادة على ذلك: الدولة؟. كيف تولد الدولة ومتى تموت "هل تموت"؟. الحضارة؟. كيف تتخلق ومتى تموت الحضارة "هل تموت"؟.

    تبريرات:
    رأيت أن الحوجة ما تزال قائمة من وجهة نظري في مواصلة السؤال حول "ماهية المجتمع المدني" هنا وفي كل الأماكن المحتملة كونه أمرآ مرتبطآ بشكل حاسم بالتغيير السياسي والإجتماعي في بلادنا وفي كل الأمكنة والأزمنة. وعندي زعم أن فهمنا النظري لجدلية المجتمع المدني والدولة سيساهم بقدر وافر في التنبؤ بمسارات المستقبل بل أكثر من ذلك تلك المعرفة "الوعي" ربما قادت إلى الفعل الواقعي ونهضت به!.

    يتواصل.........(المجتمع المدني والدولة في السودان)

    محمد جمال الدين).

    *مقطع من بوست "الانسان والمجتمع والدولة في السودان - نحو أفق جديد" بسودانفوروول:
    http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.p...19da1880434dcbc00[/B]
                  

03-24-2012, 01:44 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    حا أرجع ليك يا هيثم,,, أعرف كم هي "يور بوينتس"!
                  

03-25-2012, 11:28 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)
                  

03-28-2012, 00:03 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    أفكر ماذا أفعل ولم أنتهي بعد من قول "فكرتي" بعد من وراء هذا البوست!. ربما طالبت بنقله إلى مرحلة جديدة، وربما لا أفعل!. سأفكر في أمري الصغير مساء الغد.

    تحياتي

    محمد جمال
                  

03-28-2012, 09:11 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    Quote:
    (الربيع العربي؟. من يكون وراءه في الأساس؟. هل تكون القبيلة في ليبيا واليمن والطوائف في سوريا والسلفية في تونس ومصر؟. أين القوى الحديثة وقوى الحداثة؟.



    اطالب بنقل البوست للربع الجاي *

    الكلام اعلاه من زاوية شوفي ينطوي على خطأ قراية، او صياغة بائن .. ايهما اقرب للواقع على الارض.
    شنو المقصود بتعبير (الربيع العربي) .. صناعة الثورة ام مآلاتها!؟

    الثورة -في مصر و تونس- صنعتها قوى الحداثة (حتى كفئة عمرية ذاتو) .. و ورثها الاسلام السياسي

    كان في شعار جميل جداً عشية الجولة الثالثة في انتخابات المجلس التشريعي في مصر:

    الشباب يسقطون مبارك .. وتسقطهم صناديق الاقتراع













    --------

    * بالمناسبة مجاناً النقل للربع الجاي و البعدو ذاتو لو حبيت
    كلو في مطعم الباشا دا مجاناً ..
    المافي شنو انت قايل!؟

    قلنا نساعد في اتخاذ القرار ..

    جميلٌ جداً ان تصل الى قرارٍ في موضوعٍ ما (علي المك - رسالة الى جيني آن)
                  

03-28-2012, 07:02 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: قيقراوي)

    سلامات قيقا
    Quote: اطالب بنقل البوست للربع الجاي *
    الشعب يريد نقل البوست إلى الربع الجديد كون النقل مجاني و "البندوث" وين؟... ومن هو الشعب؟. مع العلم أن "قيقا" هو النظام!. وأما بعد... قيقا
    Quote: الكلام اعلاه من زاوية شوفي ينطوي على خطأ قراية، او صياغة بائن .. ايهما اقرب للواقع على الارض. شنو المقصود بتعبير (الربيع العربي) .. صناعة الثورة ام مآلاتها!؟


    لو ركزت شوية يا قيقا في الجملة السابقة مباشرة لما فعلته من إقتباس لحدث شيء محتلف عند قولك أعلاه... إذ أن الجملة المعنية تقول: (مثلآ (قفزة في عجالة) لنتأمل ما يسمى هذه الأيام بالربيع العربي.).... ما يسمى هذه الأيام بالربيع العربي

    وأما بعد "تاني" ... لماذا هذا:
    Quote: الثورة -في مصر و تونس- صنعتها قوى الحداثة (حتى كفئة عمرية ذاتو) .. و ورثها الاسلام السياسي كان في شعار جميل جداً عشية الجولة الثالثة في انتخابات المجلس التشريعي في مصر: الشباب يسقطون مبارك .. وتسقطهم صناديق الاقتراع


    من أين جاء الشباب؟. الشباب الحديث؟. ومن أسقطهم؟. (الأسئلة ليست مطروحة من أجل الإجابة بالضرورة) لظن مني أن الإجابة معلومة!. الشباب المعنيون هم فئة من فئات المجتمع أسقطتهم غالبية فئات المجتمع... أي الشعب. أليس كذلك؟. وعندما خرج الشباب "المعنيون" كانوا يرددون "الشعب يريد تغيير أو إسقاط النظام" ولم يقولو "الشباب الحديث أو الجديد بتاع الفيس يريد تغيير النظام".
    ومن أين جاء الإسلام السياسي؟. من أين جاء هؤلاء؟. والإجابة مثلهم والشباب "المعنيون" جاءوا من الشعب. هناك تزييف هناك عدم إتساق مع الحقائق هناك سوء حظ وطالع... هناك فئة تملك المال وأرشيف كبير من النضال الحقيقي أو الزائف ضد نظام حسني مبارك؟. نعم، هم الإخوان المسلمون في مصر. نفس ذات الأخوان الذين أذاقوا الشعب السوداني الأمريين وهتكوا كل القيم : الأرض والعرض والدين.
    وعندي أن الشعب المصري ولا بل، كل أهل ما يسمى بالربيع العربي "أجمعهم" لا بد أن يشربوا من ذات الكأس في تقديري... إنه معبر تاريخي لا بد من المرور به وقد مرت به شعوب عديدة سبقتنا في الحضارة "الحديثة" مثل شعوب أوربا الغربية ودونك الدموي الفظ الفظيع "أدولف هتلر" الذي جاء إلى السلطة عبر إنتخابات حرة نزيهة من الناحية الفنية.

    السؤال من جديد من يكون وراء ما يسمى ب "الربيع العربي"؟. هذا السؤال ذو علاقة مباشرة بجدلية "المجتمع المدني والدولة" (ماذا نفهم من عبارة "المجتمع المدني"؟). والدولة؟. وما هو "النظام"؟.


    محمد جمال ----- ربما نواصل يا قيقا .... أتمنى من ناحيتي...... ربما ألتمس نقل البوست إلى مرحلة عمرية جديدة..... عشان خاطرك بس يا قيقا... الخاطر الغالي.

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-28-2012, 11:00 PM)

                  

03-29-2012, 00:14 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    حدث!. (طالبت رسميآ بنقل البوست إلى الربع الجديد).

    ---
    دي أول مرة يا قيقا أطالب بنقل بوست من بوستاتي لمرحلة جديدة... لأنو ما حصل شعرت إنو في ضرورة... بس هسه شفت كيف عشان خاطر عيون كلو يهون : ).

    وعلى رأيك الحكاية بالمجان... مع إنو الكتابة بالمناسبة بالقروش "بكتوبها بالإجار" الناس المحترفة كتابة. أنا شخصيآ activist ما محترف كتابة بس واحدة من المرات كتبت حكاية نصف صفحة لمجلة التعاون الدولي الهولندية (إصدارة وزارة الخارجية الهولندية)*... حصل إيه؟. أدوني ما يعادل 700 دولار آنها وسي دي لفنان عظيم من هندوراس وكتاب توثيقي عن دولة هندوراس (ما عارف ليه هندوراس والفنان العظيم أنا ما عارفو منو!) بس لازم هناك حكمة فاتت علي!... دا كلو ما مهم المهم إنو الكتابة "عندهم" بدوك قروش وعندنا بدوك شلوت : ).

    شفت كيف؟. طبعآ نحن نكتب من أجل قضية ومن أجل حزن ومن أجل عذاب ومن أجل الواجب ومن أجل الفضفضة ومن أجل أنفسنا من أجل أن نحيا "نقاوم أشباح الموت" ومن أجل اللاشي مرات ... ومرات عشان نحب ونسالم ونطايب بعض بس برضو مرات عشان نهري ونهرد بعض ومرات عشان نجرب وبس إنو بنعرف نكتب ولا لا؟. وطبعآ نحن بنعرف كل شي!. !Of course

    ---
    * لو الأمر يستاهل حا أفتش الرابط في المستقبل وأجيبو لي هنا. القصة بسيطة وتحت عنوان Telephone gesprek met mijn grootmoeder
    وترجمتها: مكالمة تلفونية مع جدتي "حبوبتي"... يعني قصة القروش دي حقيقية وممكن التحقق منها.. تمامآ... تصور يا قيقا!.
                  

03-29-2012, 12:23 PM

rummana
<arummana
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 3537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    أحبك بحبك لما لا نهاية
    واغنيك حنيني وشوقي وهوايا...
    لانك حبيبي وغاية رجايا..

    محمد جمال الدين سلامات
    طبعا لازم تنقل البوست للربع التاني لاني لازلت أواصل قراءة الروابط ..
    تعرف قبل أيام كنت أقرأ كلامك هنا وهناك في الرابط وإلى حد قراءتي كونت فكرة (لكن لا يمكن أن أقول خلصت إلى رأي بعد) أقول كونت فكرة خلاصتها أنك مش مأزوز أبدا.. بل على العكس أنت انسان طبيعي جدا وربما – بعد اتمام القراءة- أقول انك زي الفل كمان.
    Quote: وفي مرحلة محددة من دراستنا وصلنا إلى التاء المربوطة . وحدثني أبي أن التاء المربوطة تأتي لدى الأسماء المؤنثة وحدها. وما هي إلا أسابيع قليلة حتى إكتشفت أن بإسمي "الهدية" تاء مربوطة هي ذاتها التاء التي قال لي بها أبي بنفسه ثم أكدها لي الطالب المنظم و النجيب حينها والذي سيصبح أستاذآ مرموقآ في وقت لاحق وهو الأستاذ الطاهر جمال الدين شقيقي الأكبر والذي تولى أمري بالكامل لاحقآ بعد أن أوصلني ابي مرحلة محددة من الإلمام بمباديء القراءة والكتابة في حدود السنة الثالثة والنصف من عمري. ماذا حدث؟. أنني عند الرابعة من عمري رفضت أسمي رفضآ قاطعآ وطالبت أبي بتغييره. لكنه قال لي أن اسمك من إنتقاء الملائكة وأنه إسم للأولاد لا البنات كما تظن وحاول أن يبرر لي كلما أمكن لكن دون جدوى!. فطالبته بأن يذهب للملائكة من جديد ليختاروا لي إسمآ يليق بولد شقي في مقامي. لكنه تمنع بلطف شديد و أنا أصر على رفضي حتى النصر!.

    ادراك تاء التأنيث التي التصقت باسمك ورفضك لها في وقت مبكر قد ينعش ذاكرة قيقراوي فيما يخص تابوهاته الثلاث.
    وقد يفتح له باب لحديث نواه في زمن سحيق غير أنه كما أسلفنا مصاب بالقلق المنبري وأزمة اطعام الافواه والأرانب.
    تحياتي لكما
                  

03-29-2012, 07:15 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: rummana)

    هاللوو رمانة
    Quote: محمد جمال الدين سلامات طبعا لازم تنقل البوست للربع التاني لاني لازلت أواصل قراءة الروابط .. تعرف قبل أيام كنت أقرأ كلامك هنا وهناك في الرابط وإلى حد قراءتي كونت فكرة (لكن لا يمكن أن أقول خلصت إلى رأي بعد) أقول كونت فكرة خلاصتها أنك مش مأزوز أبدا.. بل على العكس أنت انسان طبيعي جدا وربما – بعد اتمام القراءة- أقول انك زي الفل كمان.


    شكرآ ليك. كتير شديد يا رمانة ... أنا سعيد بيك.. ما في زول بتمنى المرض... إن شاء الله كلنا نطلع فل ونصنا الحلو إطلع حلو " مكسرات" والنص التاني إطلع مكسر في المكسرات ... ويا دار ما دخلتك "أزة".

    نمرق من الأحلام دي للواقع.

    لا، أنا عيان ... إنت حا تغالطيني يعني في "حمتي" : ) ... وشايف الناس كلها عيانة "مأزوزة"!.

    ---
    Quote:
    ادراك تاء التأنيث التي التصقت باسمك ورفضك لها في وقت مبكر قد ينعش ذاكرة قيقراوي فيما يخص تابوهاته الثلاث. وقد يفتح له باب لحديث نواه في زمن سحيق غير أنه كما أسلفنا مصاب بالقلق المنبري وأزمة اطعام الافواه والأرانب. تحياتي لكما


    دي أخبار جميلة... وكل حاجة من قيقا متوقعة ... وكم نحن سنكون سعداء عندما يتعرى في مواجهة "تابوهاته الثلاث" التي لا بد أنها رائعة ومدهشة.

    ---

    Quote: أحبك بحبك لما لا نهاية
    واغنيك حنيني وشوقي وهوايا...
    لانك حبيبي وغاية رجايا..


    أنا ذاتي :
    أحبك أحبك لما لا نهاية
    لانك حبيبي وألذ مافي برتكاني و رماني
                  

03-30-2012, 02:14 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)
                  

03-30-2012, 05:58 PM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    تحياتى يامحمد ,

    والبركة فيكم فى رحيل الأستاذ نقد ..

    جميل انك نقلت البوست للمرحلة القادمة ..
    الزنقة حاصلة يامحمد
    وزمن الكتابة ضيق ..


    شايفك بقيت تتعزز (أنقله أم لا أنقله ) لوووووول
    ياأخى البوست دا عندى فيهو مآرب كتيرة
    واحدة من تلك المآرب انو أدردقك عشان تحكى عن جبل أولياء , وتلك الجدة البديعة
    ذات البديهة والنكتة الحاضرة ..

    ولاذال وعدى قائمآ بالمجالسة هنا ,
    فقط اسبوعين ,
    انتهى من امتحاناتى
    وأجد ثغرة فى الوقت للكتابة ..

    كن بخير ياصاحب
                  

03-30-2012, 07:56 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: الجيلى أحمد)

    أهلآ بيك يا جيلي

    نعم، نقد ... محمد إبراهيم نقد، الرجل القوي الأمين صارم القسمات حي الرؤية و الفكرة والكفاح المرير وحي في الذاكرة. سجل إسمه في ذاكرة شعبه على لوح من نور ثم ذهب في بهائه المهيب إلى دنيا الخلود!.

    Quote: ياأخى البوست دا عندى فيهو مآرب كتيرة
    واحدة من تلك المآرب انو أدردقك عشان تحكى عن جبل أولياء , وتلك الجدة البديعة ذات البديهة والنكتة الحاضرة ..

    إن شاء الله ربنا يحقق المآرب "الحلوة" كلها : ). سنحكي ونحكي ونحكي حتى مطلع الفجر!.

    Quote: فقط اسبوعين ,
    انتهى من امتحاناتى
    وأجد ثغرة فى الوقت للكتابة

    ولا يهمك ياخ انت ما قصرت ولا بتقصر ... أعمل حاجاتك العملية والكتابة ملحوقة. هي ذاته "الكتابة" لو شيطانها ما جاء ما بتكون حلوة.

    ولك الأمنيات بالنجاح في كلما تفعل وتتمنى.

    محمد جمال
                  

03-31-2012, 02:28 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)
                  

03-31-2012, 10:55 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    احكي القصة يا جمال ..
    قصة الجدة




















    -------

    وحاول ترجما بالله
    واحدة من اسباب ازتنا .. اللغة .. مطلق (لغة) كدا!
    والترجمة متكفلة بالباقي .. تماماً
    دا لو فهمناها على اساس انها (نقل للمعنى من حيز حضاري لحيز حضاري مغاير!)
    كتير من (المشاعر) قاعد تتسرب وتنسرب بين فجوات الترجمات
    شفت فلم Lost in Translation ؟



    http://www.imdb.com/title/tt0335266/

    انا ما شفتو .. سمعت بيو ساااي
                  

03-31-2012, 04:05 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: قيقراوي)

    مساءات جميلة يا قيقا

    Quote: احكي القصة يا جمال ..
    قصة الجدة



    سنفعل سنفعل ونحكي ونحكي فالبوست ربما مشى للمرحلة المقبلة... سو عندنا زمن.




    ---
    أتابع بوستيك العجيب (السيكولوجيا والآيدولوجيا) ما بقدر أقول الإسم كامل هنا كون البوست بتاعي دا رومانسي شوية وبقروه جكس "لطيف المشاعر" زي ناس دينا ورمانه... لازم نخاف على مشاعرهم وخصوصآ بوستيك المعني بالإضافة إلى أن عنوانه صريح شديد يحتوي أيضآ على نكات خادشة للرقة والعطف والحنان : )... ولو مغالطني أسأل رمانة... يعني أنا ما قلت كلام من عندي : ).
    ---
    بس هو بوست ذكي وساخر ومعبر وصريح إلى درجة العنف "القانوني"
                  

04-01-2012, 08:00 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    جمال يا جمال يا حرف الـS

    لمتين نقعد نتضارى وراء اقنعة الزيف دي انحنا
    بالمناسبة لو سحبت النكات و غيرت العنوان هل ح ابقى زول مهذب؟
    والحال المايل دا ح يستعدل!؟

    آي دونط ثينك سوو

    قد تقولون بذئ .. لا بأس
    ااتوني بما هو اكثر بذاءة مما نحن فيه!

    مظفر النواب - استهلال ثلاثة اميات على بوابة السنة الجديدة













    -------

    بمناسبة حرف الاس دي، ايام الجامعة كانوا بتجمجروا و () على الزول بالحنان بتاعو ..
    صاحبن لينا -انا وبكري الجاك دا- كان مكسراهو واحدة اسمها سلافة ..
    فسميناهو "ابو السا" و سارت الركبان و العربان الماشين ساي بالاسم ..
    اتشوكش، وكالعادة انكفأ نحو عشيرتو واتزوج قريبتو ..
    وشاءت الاقدار انو انا ارتبط بزولة اسمها (سارة)
    لاقيتو في 2003 صرفت ليك ليهو عدد واحد (((ابو السا))) كالمعتاد طبعاً ..
    قال لي "ابو السا" دا انت .. انا "ابو السو"


    دلالة الاقواس دي في مطعم الباشا اسأل عنها ان كنت لا تعلمي ..
    لو قلتها لثبّت تهمة البذاءة على رقبتي

    بالمناسبة دي، برضو كلمة (بل) بذيئة تماماً في الراندوق
    والله صحي
                  

04-01-2012, 06:50 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: قيقراوي)

    قيقا
    Quote: جمال يا جمال يا حرف الـS


    Quote: بمناسبة حرف الاس دي، ايام الجامعة كانوا بتجمجروا و () على الزول بالحنان بتاعو ..
    صاحبن لينا -انا وبكري الجاك دا- كان مكسراهو واحدة اسمها سلافة ..
    فسميناهو "ابو السا" و سارت الركبان و العربان الماشين ساي بالاسم ..
    اتشوكش، وكالعادة انكفأ نحو عشيرتو واتزوج قريبتو ..
    وشاءت الاقدار انو انا ارتبط بزولة اسمها (سارة)
    لاقيتو في 2003 صرفت ليك ليهو عدد واحد (((ابو السا))) كالمعتاد طبعاً ..
    قال لي "ابو السا" دا انت .. انا "ابو السو"


    سلافة وسارة وسلفيا... إسات جميلة ذهبت بها "الأزة" بغير رجعة ثم جاءت من بعدها حروف فتأززت بدورها!.

    وتحيات للفتى الأسمر الجميل في غيابه "القهري" (شفت كيف يا بكري الجاك بنفتش ليك في الأعذار : )).

    Quote:
    لمتين نقعد نتضارى وراء اقنعة الزيف دي انحنا
    بالمناسبة لو سحبت النكات و غيرت العنوان هل ح ابقى زول مهذب؟
    والحال المايل دا ح يستعدل!؟

    آي دونط ثينك سوو

    قد تقولون بذئ .. لا بأس
    ااتوني بما هو اكثر بذاءة مما نحن فيه!

    مظفر النواب - استهلال ثلاثة اميات على بوابة السنة الجديدة


    روعة... الحال صعب والله ولو قلبت الهوبة يا قيقا ما أظنو يستعدل... مرمية الله ما بتترفع. (شوية يأس لا يضر)!.

    ---

    بوستك جميل وصاعق... أنا ما عندي مشكلة بل متفق معاك 100% المشكلة عند رمانة وأخواتها : ).
                  

04-01-2012, 10:15 PM

rummana
<arummana
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 3537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    Quote: لمتين نقعد نتضارى وراء اقنعة الزيف دي انحنا

    الاعزاء محمد وقيقراوي
    مساكم الله بالخير

    رجاءا يا محمد جمال أسمح لي انت وسيلفيا بأن أرد على الكلام المقتبس اعلاه ..بما أنه اتكتب هنا
    واعتذر إذا أخل برومانسية البوست ...
    لانه "الزيف" دي أستفزتني وحسبتها شتيمة.... وبسأل الشاتم، زيف إيه الانت جاي تقول عليه.. انت ح تخوِنِي .. :(
    حصل سمعت بقولة لكل مقام مقال؟ ..
    للاسف يا قيقراوي بعض الناس لانهم بيكتبوا من وراء حجاب وشاعرين براحة كبيرة جدا هنا في البورد، الواحد فيهم بيفتكر انه ممكن يقول أي حاجة بدون تحفظ.. يعني الما ممكن يقوله قدام والدته أو أخته أو أبوه بمنتهى الارتياح بيكشحه هنا وكمان بيدافع عنه بدعوى حرية التعبير لو إتجرأ شخص واعترض على كتابته .. والاحتمال الاكبر يقول ليك إذا ده شعرا ما عندك ليه رقبة انكشح أطلع برة البوست وشوف ليك حاجة تناسبك.. (او كما قال من قال).
    بعض الكلام ممكن الناس تسقطه من كتاباتها بدون ما يحصل أي خلل في الموضوع المطروح أو في تعبيرهم عن آراءهم.. وبعض التعليقات ممكن الواحد يرضي رغبته المكبوتة في قولها بس يوصلها بطريقة يحتملها الجميع ...الغريب أنا متأكدة انه نفس الكلام ما ممكن يتقال قدام(نا) لو كنا جالسين مع هؤلاء وجها لوجه.
    الخلاصة زي ما انت (أو غيرك) بتفتكر من حقك تقول اللي عايزه بدون أقنعة زيف من حق الآخرين برضو الاعتراض بدون أقنعة زيف ...
    في سوق ام دفسو ده الـ بنطنشوا ما ح تقدر تتخيله أبدا..
    وعشان ما أطول عليكم ...
    http://www.youtube.com/watch?v=LceY76eK4Xc&feature=related
                  

04-01-2012, 11:14 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: rummana)


    رمانة:
    Quote: وعشان ما أطول عليكم


    المرة الجاية طولي. كلامك كويس شديد. وأنت إمرأة فاهمة ورائعة. ربنا إخليك...
    قيقآ يتمأزق من "مأزق" : )... وربما سيتمزق من "مزقة" لولا مرونته المعهودة ومقدرته على تحمل الكوارث المجلجلة!. إنها ألأزة ... تمامآ!.

    ---
    ملاحظة هامة:
    هنا تنتهي الصفحة الأولى اذهب لطفآ إلى الصفحة الثانية "لاحظ الترقيم أدناه على اليمين" الحكي لا ينتهي هنا. ((تلك الملاحظة أنبنت على تجارب سابقة!))

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 04-09-2012, 11:21 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 04-09-2012, 11:38 PM)

                  

04-02-2012, 08:57 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    نحن هسه في المرحلة دي من الأزة "نحن كلنا بلا فرز"*:
    Quote:
    الأزة ... صورة "مثال" في سبيل مقاربة الحالة

    في أحد الأيام من الأسبوع في شهر من الشهور في سنة من السنين خرج السيد "سين" إلى عمله في طريقه إلى مزرعة الخضروات والدواجن الخاصة به وهو في أتم الصحة البدنية والنفسية أو كما يتراءى من مظهره الخارجي.

    غير أن أمرآ مدهشآ وغير متوقع حدث له في لحظة بعينها وهو على مقربة من مزرعته لقد أنتابته بغتة نوبة فقدان كلي للذاكرة لكنه إستطاع في اللحظات الأولى من النوبة أن يجر بجسده إلى داخل المزرعة لكنه لم يستطع تذكر هدفه ولماذا هو هناك بل لقد نسي نفسه وإسمه وكل شيء. كل شيء ضاع من ذاكرته: ماضيه حاضره ومستقبله!.
    وكان يفعل أشياءآ غريبة ويجوس في الديار بغير هدى لوقت غير معلوم قبل أن يراه أناس أغراب وهو في حالته تلك تصادف أن مروا بالقرب منه في طريقهم إلى شأن آخر، فأخذت بإنتباههم حالة الرجل الغريبة، فأعتنوا بالأمر ورأفوا بحال الرجل وذهبوا به إلى المستشفى.

    ظل الرجل في غرفة الإنعاش ردحآ من الوقت ثم رويدآ رويدآ بدأ يستعيد بعض وعيه ثم ذاكرته لكن ليس بالكامل. الأمر ربما أخذ وقتآ غير معلوم ليستعيد الرجل عافيته بالكامل.


    وقد حدث الأغراب الطبيب عما رأوا: إذ كان الرجل يعتلي ظهر تراكتور ويدمر أحواض زرعه ويفتك بأقفاص دجاجه بنفسه في مزرعته الخاصة بينما كان يحدق في البعيد ولا ينظر أمامه ولا يعي ما يفعل. ليس ذاك فحسب فقد شوهد الرجل يدمر بنفس القدر المزارع المجاورة لمزرعته ويبدو عصبيآ جدآ وكأنه مصاب بأقصى درجات الجنون.


    وذاك لمن يتساءلون!.



    ---
    نحن كلنا: في المنبر دا والمنابر المجاورة والأخرى البعيدة وفي الداخل والخارج وفي الحكومة والمعارضة وفي الريف وفي المدينة وفي الهامش وفي المركز، المثقفون والعاديون والشفافون و"الرعاع" نساءآ ورجالآ، كبارآ وصغارآ... كلنا مأزوزين... تمامآ تمامآ... أزة شديدة وكبيرة وخطيرة.

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 04-02-2012, 02:34 PM)

                  

04-02-2012, 10:59 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    Quote:
    للاسف يا قيقراوي بعض الناس لانهم بيكتبوا من وراء حجاب وشاعرين براحة كبيرة جدا هنا في البورد، الواحد فيهم بيفتكر انه ممكن يقول أي حاجة بدون تحفظ.. يعني الما ممكن يقوله قدام والدته أو أخته أو أبوه بمنتهى الارتياح بيكشحه هنا وكمان بيدافع عنه بدعوى حرية التعبير لو إتجرأ شخص واعترض على كتابته .. والاحتمال الاكبر يقول ليك إذا ده شعرا ما عندك ليه رقبة انكشح أطلع برة البوست وشوف ليك حاجة تناسبك.. (او كما قال من قال).
    بعض الكلام ممكن الناس تسقطه من كتاباتها بدون ما يحصل أي خلل في الموضوع المطروح أو في تعبيرهم عن آراءهم.. وبعض التعليقات ممكن الواحد يرضي رغبته المكبوتة في قولها بس يوصلها بطريقة يحتملها الجميع ...الغريب أنا متأكدة انه نفس الكلام ما ممكن يتقال قدام(نا) لو كنا جالسين مع هؤلاء وجها لوجه.
    الخلاصة زي ما انت (أو غيرك) بتفتكر من حقك تقول اللي عايزه بدون أقنعة زيف من حق الآخرين برضو الاعتراض بدون أقنعة زيف ...
    في سوق ام دفسو ده الـ بنطنشوا ما ح تقدر تتخيله أبدا..
    وعشان ما أطول عليكم ...


    للأسف يا رمانة كلام ساي!

    وين ان ذكرت كلمات نابية (صريحة)!؟

    اما بالنسبة للحمر فدا حيرني كلو كلو!!

    لو اسقطت (البعرة) من اسم البوست لسقط المتن كلو!
    اما مسألة [وبعض التعليقات ممكن الواحد يرضي رغبته المكبوتة في قولها بس يوصلها بطريقة يحتملها الجميع]
    فدي الحيرة ذاتو!!!

    رغبة ومكبوتة!؟
    ما عارفة حاجة ساي كان كدا .. الكلام دا في الونسات العادية بتقال دون ان يرف له جفن القائل!
    تعرفي ايام الجامعة كنا مسمين (شارع الجامعة) الحد الفاصل للطافة و الظرافة (لانه بفصل الداخلية عن مباني السنتر)!
    دي ازة الزول (الطالب).

    ثم ياخ البذاءة في النكات الذكرتها انا ما في الالفاظ (راجعيها) البذاءة في (الفكرة) ذاتها!

    دي اقنعة الزيف القصدتها انا
    مش المقتبس اعلاه بقترح اعادة الصياغة .. اها اعدت صياغتها ليكم .. يقصر الملح
    تاني دايرين مني شنو، النكتة بذئية معنى ومبنى (رواية ما بعد حداثية ؤ كدا)؟
    كان تتمسكي بالجزء الاول في الاحمر بتاع اسقاط النظام .. وتأكدي انو كل النظام ح ينهار.

    تحياتي

    ومن دربي دا ماشي احذف
                  

04-02-2012, 03:29 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: قيقراوي)

    قيقا
    ما تخليك حذاف أكتر من اللازم قصدي حساس. كلام رمانة عام حسب فهمي لخلاصته.

    ---
    أنا جاييك بهناك... حا أشتغل عندك "بودي قارد" : )
                  

04-02-2012, 03:45 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    Quote:
    قيقا
    ما تخليك حذاف أكتر من اللازم قصدي حساس. كلام رمانة عام حسب فهمي لخلاصته.



    النعم انك صدقت يا جمال!؟

    قيقاراوي -مع انو غاوون ساي- لكن زي الشعراء .. يقولون ما لا يفعلون












    ------

    فكرت في الحذف و الله -اكضب عليكم ول على روحي؟- فترت من الصراعات البلا صالح الهنا دي
    اصابتني مؤخراً war fatigue syndrome او "رهق الحرب" او كما قال د. منصور خالد
    ما بدها ..
    دا عالم فيرشوال ساي .. ما مفروض ياخد اكتر من حقو .. ولن يكون بديل موضوعي لفكرة (الوطن) .. ابداً

    لكن لقيت الحذف مضاره اكثر من فوائده (النفسية علي انا دا )
    وصراحة مسألة (السلام الداخلي) دي مهمة جداً لزول عندو نفسيات زيي

    فوصلت لقرارٍ ما -الكـــلب اتخذ قرار ياخي- ان لا للحرب .. ولا للحذف

    سلام وسلام
    (الاولى تحية و التانية حالة مشتهاة)
                  

04-02-2012, 04:11 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: قيقراوي)

    رجل يبحث عن رأسه!

    بعيد يوم شاق من العمل الدؤوب عاد الرجل إلى منزله حيث وضع رأسه على الوسادة ... ثم قليلآ ونهض فمشى مترنحآ إلى الغرفة المجاورة حيث الثلاجة ليشرب ماء...
    وعندما عاد دهش جدآ إذ لم يجد رأسه في مكانه الذي تركه عليه "الوسادة" .. "أمر غريب"!... قدر أنه ربما حدث أن أخذ رأسه معه فنسيه في الغرفة الأخرى المجاورة "حيث الثلاجة"... لا بل لقد حدث بالفعل... إنه أصبح على يقين من ذلك...
    وعندما عاد أدراجه إلى هناك "حيث الثلاجة" حيث ترك رأسه ... وجد الغرفة مغلقة ومكتوب علي بابها: مشرحة مستشفى الخرطوم.

    محمد جمال (قصة قصيرة جدآ)
                  

04-02-2012, 05:01 PM

rummana
<arummana
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 3537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    والله أنا كنت مصدقة إنك "عميق" نظر ولماح وتفهمها وهي طايرة .. ما تخذلني ياخ...
    ولو خذلتني عادي يعني ما حتكون أول انسان يخذلني في حياتي الطويلة المديدة
    يا بن القيقر أنا كتبت تعليقي في منبر عام ما في ورقة ختيتها في نص كتاب الجغرافيا وأديته ليك
    وده بوست نفاجه فاتح على الجميع .. كلامي عنيته حرفا حرفا .. والباقي بتمه ليك بهناك

    محمد جمال الدين
    عندي ليك ونسة صغيرونة بجيك راجعة بيها بس أفضى شوية
    تحياتي
                  

04-02-2012, 08:06 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: rummana)

    رمانة:
    Quote: محمد جمال الدين
    عندي ليك ونسة صغيرونة بجيك راجعة بيها بس أفضى شوية
    تحياتي


    تعالي على راحتك... لا بد أنها ونسة مهمة ولا يهم إن كانت صغيرونة أو كبيرونة ستكون في كل الأحوال والظروف مهمة ومعتبرة، بلا شك!.
    ---
    موضوع آخر هام: ثقي أن قيقا لم ولن يخزلك ولا أحد منا... أو ذاك هو يقيني على الدوام.
                  

04-03-2012, 08:31 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    يا جمال ما تخليك جمال للدرجة دي

    Quote:
    موضوع آخر هام: ثقي أن قيقا لم ولن يخزلك ولا أحد منا... أو ذاك هو يقيني على الدوام.

    هوو كيرز ذاتو!؟

    ما بقدر اوعد لي زول اني ما اخذلو .. الشوت حسب النفسيات
    مافي ضمانات في الدنيا دي كلو كلو!
    مجنونٌ من ظن ان الاشياء هي الاشياء













    ------

    لقيتيني كيف يا رمانة؟
    خذااااال مش؟
    اعترفي اني خذلتك، لأنك متوقعاني اجي اتجرس
                  

04-03-2012, 06:35 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: قيقراوي)

    Quote: لقيتيني كيف يا رمانة؟
    خذااااال مش؟
    اعترفي اني خذلتك، لأنك متوقعاني اجي اتجرس


    غتيت.

    ---
    المتحدث الرسمي بإسم رمانة.


    ---
    بس يا قيقا أنت ورمانة حا تصفو حساباتكم كلها في بوستيني دا ولا شنو؟... هو براه ملولو : )...
    بس لو وصلتو لحاجة برضو كويس وتكون دي فايدة البوست دا على الاقل نكون زفينا نفرين خارج عالم "الأزة".
                  

04-03-2012, 09:35 PM

rummana
<arummana
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 3537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    Quote: لا بد أنها ونسة مهمة ولا يهم إن كانت صغيرونة أو كبيرونة ستكون في كل الأحوال والظروف مهمة ومعتبرة، بلا شك!.

    hmmmmm!!!!
    Now I'm having second thoughts!
    أقول ليك ونسة تقول لي مهم..؟!! :)
    هسه ده ما معناه عديل كده ما تجي تكتب لي كلام "ساااي" على قول قيقراوي
                  

04-03-2012, 11:01 PM

rummana
<arummana
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 3537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: rummana)

    محمد جمال الدين
    لعلمك أنا حاولت أربعة مرات أرسل الدفعة الاولى من ثلاثة دفعات من الونسة وما قدرت ارسلها. (تعرف علاقتي مع المداخلة الطويلة)
    إذا المداخلة دي برضو ما مشت أنا تاني ما بجي هنا :)
    وإذا مشت معناها ونستي غير مناسبة هنا...!! وكفى الله المؤمنين شر القتال.
    عموما شكرا ليك على الاستضافة.
    تحياتي
                  

04-04-2012, 09:29 AM

إدريس محمد إبراهيم
<aإدريس محمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 03-13-2006
مجموع المشاركات: 2762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: rummana)

    الأخ العزيز / محمد جمال الدين .... وبقية المتداخلين والزوار الكرام ...

    خالص التحايا والود ...

    ولك التحية الخاصه يا محمد ولمثلك يا صديقي ترفع القبعات ....وتنحنى الهامات ....


    بوست في منتهى الجمال والروعه .. تابعته بشغف وفي منتهى الاستمتاع ... ياخ أنت زول كتاب حد التلاشي .... إن شاء الله تسلم ياخ ....




    Quote: يا بن القيقر أنا كتبت تعليقي في منبر عام ما في ورقة ختيتها في نص كتاب الجغرافيا وأديته ليك



    أختنا العزيزه رمانه ....

    سلام وتحيه ....

    أعجبني هذا التشبيه العجيب أيما إعجاب ... وأعادني لسنوات خلت ... أيام الدراسه الثانويه في بورسودان الحكوميه ... وزكرني بمدرسة البنات الثانويه التي تجاورنا ... ويعرف ذلك جيداً من عاش في بورسودان ... وقصة الخطابات الدافئه المدسوسه في بطون الكتب إياها .... يا سلام عليك يا رمانه ياخ ....


    مع خالص تقيري وودي للجميع ؛؛؛؛
                  

04-04-2012, 10:30 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: إدريس محمد إبراهيم)

    كنت مجليها بمزاجي دي ..
    لكن الشيء بالشيء يذكر

    Quote:
    الخلاصة زي ما انت (أو غيرك) بتفتكر من حقك تقول اللي عايزه بدون أقنعة زيف من حق الآخرين برضو الاعتراض بدون أقنعة زيف ...


    الضمير دا برضو عام!؟

    كتاب الجغرافيا الا يكون في غلافو خريطة العالم هو!؟
















    ------

    كلام ساااااي يا رمانة
    لو عاوزة نجاملك قولي .. بنجاملك
    اصلو انا جني مجاملة
                  

04-04-2012, 12:29 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: قيقراوي)

    أشرب شاي العصرية وأجيكم ... شاي باللبن وفريزيان كمان... ما تمشوا بعيد!.
                  

04-04-2012, 04:29 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)


    Quote: محمد جمال الدين
    لعلمك أنا حاولت أربعة مرات أرسل الدفعة الاولى من ثلاثة دفعات من الونسة وما قدرت ارسلها. (تعرف علاقتي مع المداخلة الطويلة)
    إذا المداخلة دي برضو ما مشت أنا تاني ما بجي هنا :)
    وإذا مشت معناها ونستي غير مناسبة هنا...!! وكفى الله المؤمنين شر القتال.


    No news is better than bad news :)


    ---
    و (كفى الله المؤمنين شر القتال) دي كيف يعني؟!... دي ما كانت ونسة شكلها شكلة :)... أنا بالطريقة دي لازم أعلن حالة الطواري وأعلن التعبئة العامة "الخجولة" : )... وأنادي الشلة بتاعتي... إنت قايلاني يا رمانة مقطوع من شجرة ولا شاة معلقة من عصبتها ... دا أنا وراي نسوان يشنن ويرنن من شاكلة دينا ورهف وأخريات في الجيش السري ووراي كمان برضو حفنة رجالة مع إنو تعبانين شوية وحفتانين بس أي زول قدر قدرتو زي هيثم طه و قيقا "مثلآ"... ما عاجبنك ... نسوى شنو؟... نستورد شلة من كوبا ولا شنو!.
    ---
    وبرضو في إنتظار الونسة. مع إنو أنا بقيت ما فاهم الونسة القاصداها إنت دي شنو كونو كلامنا دا كلو ونسة ... إمكن تكون ونسة نوعية... أنا غايتو حالتي الإجتماعية "غير مرتبط" ... والإعلان دا عام : ).
                  

04-04-2012, 05:02 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    إدريس محمد إبراهيم "تحياتي"
    Quote:
    الأخ العزيز / محمد جمال الدين .... وبقية المتداخلين والزوار الكرام ...

    خالص التحايا والود ...

    ولك التحية الخاصه يا محمد ولمثلك يا صديقي ترفع القبعات ....وتنحنى الهامات ....


    بوست في منتهى الجمال والروعه .. تابعته بشغف وفي منتهى الاستمتاع ... ياخ أنت زول كتاب حد التلاشي .... إن شاء الله تسلم ياخ ....


    شكرآ جميلآ يا إدريس على هذه المجاملة الفخيمة... نقبلها منك على أمل أن نردها لك في المناسبات السعيدة. وأتمنى بالطبع أن يكون الأمر كما ترى أعني "الفائدة"!. و "التلاشي" دي عجبتني شوية مع إني ما فهمتها كويس في السياق بس عارفك قاصد خير : ).

    تحياتي لك مجددآ ومرحبآ بك هنا. محمد جمال

    ---
    قيقا كلم رمانة دي تمشي بيت النسوان ... قول ليها معانا ضيف : ).
                  

04-04-2012, 06:01 PM

بركات بشير نجار بشير
<aبركات بشير نجار بشير
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 522

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    الهدية لك التحية والتبجيل،،،
    بعد الاطلاع على جميع كتاباتك الفخيمة المتعلقة بالـ"ازة" وسلفيا، واعادة قراءة بعضها اكثر من مرة
    خلصت الى نتيحة "ازاويه" واحدة،وهي انني مكسر في سلفيا زيك!!! وماعندي مشكلة ابقى هولندي وله روسي

    لك الشكر الجميل على هذه التحفة العلاجية للامراض التى استطونت السودان

    تحاياي
                  

04-04-2012, 07:03 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: بركات بشير نجار بشير)


    بركات بشير نجار بشير "سلامات"

    Quote: الهدية لك التحية والتبجيل،،،
    بعد الاطلاع على جميع كتاباتك الفخيمة المتعلقة بالـ"ازة" وسلفيا، واعادة قراءة بعضها اكثر من مرة
    خلصت الى نتيحة "ازاويه" واحدة،وهي انني مكسر في سلفيا زيك!!! وماعندي مشكلة ابقى هولندي وله روسي

    لك الشكر الجميل على هذه التحفة العلاجية للامراض التى استطونت السودان


    تتكسر على كيفك ياخ أنا وسلفيا لاقينك وين!. بالمناسبة سلفيا عندها تلاتة أخوات وأخو واحد شقيق وأخو تاني هو أنا : ).

    وقد تكسر من قبلك الصنديد "حسين نوباتيا" وجاء شيئآ فريآ وقال قولآ إئدا.
    Quote:
    تعرف يا محمد ارسل لي احدهم رابط هذا الموضوع في الايميل قبل قرابة الاسبوعين وبدات اقرا في صمت كل ما سنحت لي سانحة!

    كتابة عبقرية تذكرني بكتابات النوفلست القدير Sidney Shelton بما فيها من ذكاء وحنكة ورسم للتصاوير حتى يراها القراء ماثلة امامهم
    دون عناء او تكلف - يعني اذا لقيت سلفيا في المترو بعرفها " من الشلخة الفي رجلها الشمال..:)
    for good or bad حسب موقعك - حطمت هذه الكتابة توابيت الممنوع والمحرمات ودخلت لقلوب القراء دون استذان لصدقها وتلقائيتها..
    والاهم انها "اي هذه الكتابة" دليل قاطع على انك تخلصت من "الازة" بشكل نهائي وللابد - مبروك وعقبالنا:)



    ولم آتي بكلام حسن عشان "الشكر" مع إني أنا ما بخجل من قبول الشكر ولا أتهيب الذم والقدح ما كانا في مكان الرأي (للناس أذواق ورؤى مختلفة وجب إحترامها) بس عا ########ي حكاية التعرف على سلفيا من الشلخة الفي رجلها الشمال: ). ودي درجة من الكسير رفيعة المقام. ودا برضو عشان أقول مرحب بيك في نادي Fans of Sylvia ولا أكون وحدي فنكون كلنا في الهواء سوا:).


    مرحب بيك يا صديق... بس قبل ما أمشي شد إنتباهي إسمك حيث أستغربت لوهلة في "نجار" التي سقط فجأة بين أسماء تبدو سودانية تقليدية وعتيقة مثل بركات وبشير؟!. وعندي ظن دائمآ أن "النجار" إسم مصري أو/و شامي الجذور، وافد فيزيائيآ حديثآمن زمن الأتراك وأنت ماش جاي ، ولا أدري. مجرد ملاحظة صغيرة... لا تهتم. وإمكن السبب برضو إنو مدير المدرسة الثانوية التي درست بها بجبل أولياء إسمه "حسن عبد الحميد النجار" مصري الأصول... وهذا لا يعني أنني أكترث بالأصول العرقية وإنما ملاحظة أنثربولوجية عامة وعابرة.

    بارك الله فيك يا بركات.

    ---
    والتحية من هنا للصديق العزيز حسين نوباتيا والذي لا أعرفه إلا عبر كتاباته ومداخلاته الذكية. فله مني أينما كان أجمل الأماني.


    محمد جمال


    ---التعديل---
    إصلاح كلمة "عاج باني" التي شطبها السستم أظنه ظنآ منه أنني أقول "جبا نين" أو شي من هذا القبيل حاشا لله ويا له من سستم سيء الظن!. : )

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 04-04-2012, 07:44 PM)

                  

04-04-2012, 10:53 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    Quote: تكسر على كيفك ياخ أنا وسلفيا لاقينك وين!. بالمناسبة سلفيا عندها تلات أخوات وأخو واحد شقيق وأخو تاني هو أنا : ).


    لو كان المراد مرادي وأفعل ما أشاء إي شاب "رجل" في السودان يعتر أو يشمر عن سواعده إقول أنا أخو "فاطنة وسيلفيا" بالجد سلفيا أحبت هذا الشعب وتمنت عديدالمرات أن تكون سودانية أو أن تحصل على الجنسية السودانية "حرفيآ" ومرة ذهبنا هي وأنا إلى مبنى السفارة السودانية بلاهاي لذات الغرض لكنني "أنا" في اللحظة المحددة بهت ولم أحبذ دخول مبنى السفارة آنها لأسباب سياسية معلومة)! ... أمر حق يعرفه كثير من الناس في هولندا!.

    وهو في ظني شعور "كويس" منها "سلفيا"...!. لما لا!. نحن أحتفينا بالقادمين الجدد الأنقياء والبعض الآخر من كل بقاع الأرض وأصقاعها منذ آلاف السنين... لما سيلفيا، لا!. عندنا أرض كافية وعندنا قلوب كبيرة وعندنا عزم أكبر. لما، لا!... Yes, we can

    محمد جمال

    ---
    ما عارف المناسبة شنو؟!. أو نسيت!. لما أتذكر حا أقول "طبعآ".
                  

04-05-2012, 01:44 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزة الزول السوداني و"أنا وسلفيا الهولندية"!!! (Re: محمد جمال الدين)

    الإنسان المأزوز لا يهدأ له بال ... تلك هي حالة القلق التي تجلل الآفاق!.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de