أعلام و أماكن صور نادرة (2)

Quote: مرحي بكم ياشباب؛ تبحثون بثبات الباحث الواعي بما يريد... وكان سؤالك يا ماضي، كاتب التاريخ، (مادا بين العشرين والكرسي المد ولب؟) وكأني بمحمد عبد الحي يرد عليك: من هو الطارق أبواب المدينة؟ بعد أن جف المداد... وأخفينا مفاتيح الخزينة وطوينا الصحف البيضاء من غير ضغينة ** بدأت قصة محمد عبد الحي مع سنار وهو في حنتوب في السادسة عشر ؛ وكتب حينها المخطوطة الأولي وألحقها بأربعة مخطوطات تختلف كل منها عن الأخرى ونشرت جميعها في صحف ومجلات عربية وسودانية علي مدي 20 عاماً أو يزيد وخرجت في طبعة أولي وثانية وثالثة . قبل وفاته بشهور أودع المخطوطات الخمس دار الوثائق (رحم الله الأستاذ أبو سليم)، وأوصى ألا يفتح الظرف قبل عشرة سنوات من وفاته... وقد زرت دار الوثائق بعد مرور عشر سنوات ووافقت علي اضطلاع الباحثين عليها.... ولو فعل بعضهم لاستطاعوا تحديد موقف محمد من مسألة الغابة والصحراء التي تغض المضاجع فقد وردت في النشيد الأول من الطبعة الأولي المنشورة. وبحث التواريخ متروك ل "جهابذة " التوثيق في هدا المنبر المجتهد. ** بعد تخرجه من آداب الخرطوم ابتعثت للماجستير في ليدز حيث كنت أنا ضمن بعثة المجلس البريطاني ووزارة التربية لمعلمي المرحلة الثانوية، وكنت سكرتيرة الجمعية السودانية بليدز فالتقيت به هناك كممثل رسمي للجمعية( ويبدو إن خدماتي اللوجستيه أعجبت الشاعر)- مع العلم إني لم أتعرف عليه كشاعر- فتزوجنا بعد البعثة. ** أكمل بعثته في كلية بريزنوس بجامعة أكسفورد حيث نال درجة الدكتوراه ثم عاد لجامعة الخرطوم وسيرته العملية حافلة بالأعمال الأكاديمية والثقافية التي وردت في بعض كتبه.. ومن أهمها عمله كمدير لمصلحة الثقافة والتي له فيها انجازات أراها أغفلت (عنوة) أو ربما (سهواً؟) في الكثير من الكتابات والخطب والمحافل....حتى التاريخ ينسى ياماضي فاحذر. ** من دواوينه (بدون نظام فأنا أكتب في ظروف أبعد كثيراً عن أن تسمى بحثية): سنار، السمندل يغني، حديقة الورد الأخيرة، الله في زمن العنف والأعمال الكاملة إضافة لعدة كتب نثرية ونقدية....وجميعها تنتظر إعادة النشر أو النشر بالعربية والإنجليزية. ** أفلج محمد في 1980 وفقد القدرة علي الكلام والحركة بالجانب الأيمن ولكنه شنًها حرباً لتحدي المرض ... ولا يفوتني هنا أن أذكر الوقفة الجميلة لأساتذة جامعة الخرطوم والأهل من الجانبين والأصدقاء لتسهيل السفر للعلاج..... وانتصر باستعادة الكلام والكتابة باللغتين بمساعدة أخصائية بارعه عملت علي لغته الإنجليزية وعاونتني علي العمل علي لغته العربية وقد وجه وزير التربية حينذاك د. دفع الله الحاج يوسف بانتدابي لمرافقته لمدة عام وكان قد جاء خصيصاً لزيارته في لندن. ** عاد للعمل بالجامعة وظل يتعافي من يوم لآخر حتى عام 1987 وكنا قد رزقنا خلال 1969 -1985 بوضاح وشيراز ومعتز وريل. ** 1987 دهب في أجازة سبتيه لأكسفورد وكنت مبتعثة لدرجة الماجستير في جامعة مانشستر حيث جاء لزيارتي مع الأولاد؛ وفي يوم عادي جلس ولم يستطيع القيام وأصيب بشلل كامل للجسم تراجع بعد الإسعافات إلا إن النصف الأسفل ظل مشلولاً...لم يفقد ذات الإصرار ووصلنا مرحلة الكرسي الصديق...وعدنا به للسودان بعد عام من الاستشفاء في مدن مختلفة من إنجلترا وواصل محمد عمله بالجامعة وبالمنزل حتى فارقنا في ليل أربعاء من أغسطس 1989 بعد قضاء شهرين بمستشفي سوبا. **** هكذا كان أبو عضو بوردكم....شيراز محمد عبد الحي ويحق لها أن تفخر به فقد كان هو الآخر فخوراً بها وبأخوتها لدرجة تحرجني أحياناً....وكان نهماً في تعليمهم أشياء لا تتيسر في المدارس كما كان يقول. **** عذرا للاختصار فالقصة طويلة أحييكم مرة أخري وأشكر عيال أبو الريش الدين حلقوا بنا في أجواء الذكريات في هدا البوست وفي الأبريليات التوثيقية الأمينة بإشراف الراوي محمد عبد الجليل والمايسترو شيراز عبد الحي والآخرين. خالة عائشة B]