هنا فداسي

ما بعد الصحو وخلاص البنزين
الأخ عبد القادر البشير

يا رعاك الله ، وإني لأراك من "الخشش" في متاهة و"كوسان" ، "فأوعاك" من "الدقر" ودبيب الحجر، الأفاعي كثيرة وبدل ما تمرق من تحت بقت تجي من فوق، أما سمعت براكب "البرنسه" الدقشو الدبيب، قالوا الدبيب كان في صقر ختفو ويشيل يتمولص ويتمولص من مخالب الصقر الجو البعيد، ولما جاءت البرنسة ماشة تحتو صادفت وقعة الدبيب وكمل حرقتة في هامة الرجل، ومات الرجل شهيد الأحدوثة ومسرح الحظ العجب. قالوا وانتشرت منذ ذاك الزمان دبايب الهواء والسفر، قالوا وأن بعضها قد تسلل للشبكات الإلكترونية وصار غريماً للفيروسات الشبكية وما أن يجد فيها كدة حتى يقضى على أخضرها ويابسها، وكدتها ما بتقع واضة وما دايره كديب ولا رقاعة، ولا طرّاح: الكمده بالرمده، قالوا وأن فقهاء البرمجيات من أولاد بيل جيتس أو بله جنى دقيس لما تكشف لهم أمرها صاروا في شغل شاغل، فأقاموا لها المصائد، وقليلاً جداً ما ظفروا بواحدة منها، وأن لدغة واحدة منها – كما أكدت المصادر العليمة والمتابعة والمطلعة براً وجواً – تعدل بلغة الغيغا بايتات ملايين السعات لتنظيف آلاف الكواجريب من ذات السعد والأضن والهجليج والأنكوج والبود وعش الفار والشجل القديم وشيء من شقوق وعترٍ ، فإذا هن جميعاً في لحظات على أحسن تنظيف كما تنظف القبور يوم العيد.
وجرياً وراء الاستنساخ لحفظ النوع والعدد. قالوا العارفون ممن حضروا جية بله جني دقيس للرياض، أنهم قد لا حظوا أن مستر جيتس كان كثير التلفت وقليل الانتباه أثناء جلسات المؤتمر، زي الجمل الشارب الملح، وكانت بين كل فينة وأخرى يخرج من قاعة المؤتمر ويتشمشم، وعاين الأتر في الحيطان، صاح فجأةً وجدتها.. وجدتها. فاكتفوا بشديد الحبال ظناً منهم أنه الجنون الذي لا رجعة فيه وأنها النهاية فجاءوا بأفضل محايات الصعيد، ومايرنو وحتى من وراء بحيرة شاد، وتمبكتو وكانو ، وقد عكفوا يغسلون بها باطنه وظاهره حتى أترع منها حتى الثمالة. ولما أفاق ما صدق المعاه أنو عافيتو رجعت ليهو، فابتدره أحدهم بالسؤال: يا بله الكلام البتروجق بيهو دا شنو آمقطوع الطاري : هايل هايل؟ أيا هو هايل الدمبعلو هيل المجرات جاينا تاني بعد الكضبة ديك آ خرابه؟
نو نو هائل أوف سودي أربيا.
يعني شنو " هايل"
هايل .. هايل .. يعنـــــي: قريت ، يعني .. يعني ..
نو هايل ستي .
لا حول ولا قوة إلا بالله حائل هيلت الشهارين، وأها وحائل مالا؟
مستر كادر أوف سودان، زا ود السماء فرايتي أوف كادرو أند ود أبو هليمة.
وجيء من بعد المشقة والعنت بسليل ود السماء والكدرواب والحليماب للاستنساخ، ولم يتكشف الأخ عبد القادر نفسه أنه كان تحت وطأة النسخ وأن مكررات عديدة منه قد دخلت الشبكات كأفضل برامج تنظيفي ويريك منه كل العجب. ولكن السيد بيل لم يقاضه الثمن، و كالمحتج جاء مستر كادر متسللاً في زيه البرامجي لكنس المساحات وحاله عجب. وصدق الغزالي حين سماك أبو العجب. وما أن يفيق لأدلنه والله لمستر جيتس وليقاضه – لا نحن – الثمن، ونعوذ بالله من شبابيك هيثم وأضبتها وقبورها ( والقَبور كأنه جراد محلي لا يرقى لمنزلة ساري الليل، كما لا يرقى الجداد البلدي منزلة الدجاج البطري، ودعك من البقر وشأن الفريزيان)، ونعوذ بكلمات التامات ومن دبيب الدقر ومن نومة العصر والروح الأحمر. فأوعاك وأوعاك من التوهان ومن تقليب الحجارة والسار.
عدت بنا يا أخ عبد القادر لمسرح العبث واللامعقول، وهو مدرسة مثلت في فصولها مختلف الأدوار، ولكن قطعة " خلص البنزين" تجلت فيها مقدرتك العجيبة، ونحن نسير على مهل بجنب دكتورة منال، وفي الذاكرة منالات كثيرات حسان، وهذا الوغد الحقير لو وجدته في أي ملف لما نجا من العقاب، عليه اللعنة والغضبات، وما ذنبها منال لو أنها جميلة وأنها لغيره مخطوبة؟ عجيبة والله .. والقلب يموج غضباً وغيظاً حتى سقفه الأعلى. قال إيه: أنو صاحب المستوصف، يا أخي دي ما في عمر بتك وعشان شغاله معاك في محيطك داير تلمها لطين بيتك .. حاجة غريبة، ناس تكابس الأرزاق وناس من بيتها تنحاش.
وكانت النهاية أبرع وأغش طرفه( الذين يعرفون صحيح اللغة لا يأتون بفعل التعجب مباشرة من الفعل الثلاثي كما أتيت به من غشَ، نكاية في الغشة ومن غشنا ليس منا)
هذا باب طيب طرقته يا أبا حباجة " هذه التسمية جاءته من كابتن قَلَبَها: عبد الكريم مصطفى ، لا أحسب أن أحداً قد تطرق إليه في هذا المنبر بالكيفية التي تميزت بها أداءً وحرفةً، ولو قدر لمتابع أن يجنب شطراً من مخيلته "للتمليك" من ملّك يُملِّك تمليكاً للطين والجالوص والرمل والصلصال، ومتجاوزاً حصص أعمال الطين ، لينحت في المنبر تمثالاً من مرمر. ولينحت الفتنة الهوجاء فيه تمثالاً من مرمر.. فليت لي إزميل "فدياس" وروحاً عبقرياً ..
ليت لي إزميل مستر قادر والعرائس حولي تتداعى وتغني.

*ألم أقل لكم يوماً أن الكلمات ذات الحروف المتشابهة تتماهى وتتجانس معنىً ولو اختلفت شكلاً ، وما أعجب ما ينسج فتية "فداسي" وما نسج إزميل " فدياس"

لك التحية أخي عبد القادر
وسر بنا في مسارح اللامعقول ونحن معك " نستنبط"

محمد حسن خضر
الرياض
11/2/2007م

(عدل بواسطة محمد حسن خضر on 02-12-2007, 07:13 AM)

الأخ هيثم بابكر ( هندسة وقرآن)
لك مني التحية الخالصة، (وفي كثير أجد نفسي متسائلاً أيهما أكثر التماعا في لغة الرجل : اللغة الهندسية أم القرآنية) ظني أن كليهما يتنافس بعضهماالآخر متكاملاً ومتبادياً )

حديث ما بعد صلاة الجمعة نتلهف له في ساحة المسجد وقد نهانا عنه أكابر مشايخناولم ننته، وحديثك عن بابكر العوض ومالات الحديث والاستطراد فيه، ذلك من فتح الله الكريم عليك، أعجبني جداً.

وأسال الله أن أعود للتعليق حوله في وقت أفضل . وشكراً على كلاماتك العذبة، وحليل خالك اغتالت من قبل الأخ محمد المبارك فقد هاها بها وهام في أجوائها الزمن الطويل، وما يزال في تحنان طاغٍ لأيامها.. والصراف كان بارعاً وإليه يشد الشعراء الرحلة. ويكفي أبناء فداسي أن يكون في الوفادة شخص مثلك.

محمد حسن خضر
الرياض
11/2/2007م

(عدل بواسطة محمد حسن خضر on 02-11-2007, 06:08 PM)

الأخ المهندس / جعفر بشير

لك وللأسرة الكبيرة التهنئة الحارة بالمولود الأول. وأسأل الله أن يجعله مباركاً وقرة لعين والديه
آمين


محمد حسن خضر
الرياض
11/2/2007م

(عدل بواسطة محمد حسن خضر on 02-11-2007, 05:37 PM)

إخوتي الكرام في (هنا فداسي).
الناس دائما في تعب من الناس، بل مصدر تعبهم أنهم يتعبون غيرهم و (الناس ما بتريح). هذا رجل من غير أهل فداسي، سألني مرارا عن علاقتي بفداسي؛ فتجملت في الرد. ولكنه هذه المرة صرح بمقذع و رجاني أن لا أضيع وقتي في (هنا فداسي)، بل إنه كان يقول بصريح العبارة: " هي فداسي دي ذاتها شنو وشن طعمها؟) و كان ردي له عبر البريد، لا في نفس اللحظة؛ حتى لا أقول ما لا يجب أن يقال. أحجمت عن ذكر الواقعة أو الرد، ولكن نزولا على رغبة الأستاذين محمد حسن خضر والأستاذ الطيب عبد الرحيم، فإنني أثبتها ولكنها لا تعني بالنسبة لي شيئا.
الرد
هي رغبة تمتطي صهوة الحس، تحفزني لأنثر كل المفردات في معرض التعبير؛ فأراهن كالعرائس، يفضحهن الجمال؛ فأحتار، وقد ولجت باب القاموس لأختار. تتغنج مفردة عربيدة، سأسميها فيما بعد. يميل معها قلبي أنى مالت و تتثني بنات العواطف ، إثرها، إذ تثنت؛ فيلفحني عطر يفوح من أردانها ويعبق من معاطفها. تقبل المفردة نحوي لا كما قال الشاعر:
أقبلت تسوي بيد الفتنة شَعرا.
فصاحبة الشاعر كانت تتصيد خصلات شعر حركها النسيم؛ فآذتها ، لأن صاحبتها رقيقة لا تحتمل ذلك ؛ فشرعت تسوي شعرها بيدها وتفتن الناس، وهم يراقبون راحة كالهواء ، تتقي الهواء. ولكن صاحبتي ،المفردة الطروبة ، كانت هي الفتنة نفسها. وحتى لا ينصرف التفكير لغير المراد فالفتنة التي قصدها الشاعر، يعني بها الافتتان، ومن افتتن لا شك وقع في الفتنة. و يعيش معركة كاملة ، بين وسيط يدعوه للسهر ويلهبه بالحمى وقد يغري به إلى الموت وبين لائم وعذول. فأي فتنة لم يكن منشؤها افتتانا ، وأي نار لم تكن شَرارا( بالفتح)؟ وأي فتنة لم يكن خلفها شِرارا (بالكسر). بيد أن الذي يجيش بخاطري ويملك إحساسي، كان خلفه الشَرار و نجا من الشِرار.
وحين تقبل تلك الحسناء من أروقة القاموس، يسبقها سجسج االبهاء وثجاج العطر،يستفزني الطرب؛ فأُرَدُّ صبيا، أذكر ما قلت قبل عشرين عاما، مجاريا شعراء التفعيلة(افتُعِلَتْ على رأي شيخي البشير أو فعلت على تقدير من المجذوب – عليهما الرحمة). قلت:
وحين يحضرني أنا
طلق القصيد
وجع القصيد
أتوسد الأفكار ألتحف الرؤى
و أغوص في جوف المعان
لأخطب الحورية الحسناء من جوف المحار
و أصوغها لحنا خرافيا
فليسأل البحار أشرعة الخيال
أين المراسي
مواطن الإبداعِ
مدافن الشعر المحال
***
و لم تجد علي بنت عبقر، ولم يفتح علي شيطان الوادي الضنين ببيت؛ فأُورثت حسرة؛ علها تكون فاتحة شعر، لقصيدة رائعة، وأروع الشعر – عندي – ما لا يقال.
تلكم المفردة التي تنتمي إلى الأعلام، هي ( فداسي). ذكرتها أم أنثتها، هي الشمس والقمر معا، مفردة غير مصنفة، غير منصرفة ومنصرفة – في لغة العشاق- . منصرفة إلى نهضتها الوشيكة، غير منصرفة عن عظمة بنيها ومن بنوها، وهم السَّراةُ الغطاريف. لا تحتمل التأويل في حاشية الكلام إلا للرفعة، وهذا شأن العَلَم. و الاسم يستعلي على الحرف والفعل؛ لذا قالوا: ( إن الجملة الاسمية أتم من الفعلية). وهم في ذلك مصيبون. ألا ترى أن الملائكة لما قدمت على سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيوه ؛ فحياهم بأحسن منها؟
(قالوا سلاماً، قال سلامٌ) الآية، ولا يعقل أن يرد النبي الموحى إليه برد أقل درجة، من التحية ؛ ففي ذلك ما ينافي الذوق وينافي كرم المضيف.
و تأويل ذلك أنهم حيوه بجملة فعلية تقديرها (نلقي عليك سلاما؛ فنصبت – سلاما - على المفعولية) ولكنه قال سلام (سلام عليكم) وهي جملة اسمية ، فلم يخالف إبراهيم عليه السلام ربه ورد بأحسن منها.
هذه المفردة الجمال، عليَّ أطلتْ ؛ فعذرا إذا أطلتُ، وشعوري أني لم أقل شيئا وما مطلتُ.
لم أجد مفردة تضاهيها ولم أجد لها كفأ. أأقوم بوأدها في دواخلي أسوة بالشاعر الذي وأد بناته لأنه لم يجد أكفاء لبناته؟ كلا.
إن كان الشعراء قد سموا الجميلة غانية ؛ لأنها استغنت عن الزينة؛ فإن المفردة (فداسي) قد استغنت عن الكفء و الخل وسميتها غَنِيَّةً لا غانيةً، وصغتها أُغنيةً، لن تبلغ مسارب سمعك، يا من صممت عنها القلب قبل السمع.
هل أجبتك يا صاحي؟ وهل شفيتك أيها الملاحي؟
و ما ذا يضير الفَرَاشَ إن أحبت الخنافس القمر، والقمر لا يتنزل لقرن الفراش ولن يبلغ الفراش بجناحه سطح القمر. شقي الثاني بتفنيده و شقي الأول بغرامه، و حظ كل تعب. ولكن تعب الأول المغرم، لا يخلو من المتعة المشوبة بالألم ، حينما يتمنع المحبوب، والثاني ينال موجدة تأكل من عمره و تقتات من صبره؛ فينال الضر، بدل المنفعة....
سأظل ، بإذن الله، أكسب وقتي – لا أضيعه – ، كما زعمت في هنا فداسي.

الأحبة هيثم، أسماء وسامي
جزاكم الله عني خيراً، ولكم كل تقديري
قلت إن الأمر كله لا يستحق ولكن الأستاذين أرادا من نشر ما سبق أن ينبها الآخرين إلى أشياء مثل هذه ، تصدر عن متربصين. و بدوري لا أرى ذلك الرجل إلا مثل الذي قال فيه الشاعر محمود غنيم:
ثقيل قال صفني ، فقلت العفو يا جبل الجليد
أو هو مثل الذي قال فيه البروفسور الراحل عبد الله الطيب – رحمه الله -، والقصيدة كما ذكر من ستين بيتا، قال عنها الشيخ عبد الله الطيب:
"القصيدة من ستين بيتا، ولكني لما عمدت إليها لأثبتها في الديوان – سقط الزند الجديد- لم أجد فيها ما يوافق الأخلاق العامة إلا هذين البيتين:
الخبث فيك محله ومقامه وتخيم الفحشاء حيث تخيم
فإليك عني يا رضيع سفاهة يا من بغير السوء لا يتكلم
و مثلكم من لا يعتد بمثل هذا ولا يقدره، ولا يضع مقدارا لما يقول
و ألف رحمة على الشهيد الدكتور محمد عمر الطيب و على كل الشهداء و أرجع إلى القصيدة بإذن الله، فإن فيها معاني قيمة
ولكم شكري

بشائر الخيرات


أبارك لك أخي إسحق والأسرة الكريمة المولود ،
ولعموم الشداداب من فداسي لبارة وحتى تندلتي ( حيث ولد فيها اسحق 1957م )
ولعموم السادة آل يوسف بفداسي وما حولها من الديار
ولعموم السادة الأشراف من فداسي والشرفة حتى مصوع
ولكل الأحبة والأصدقاء والزملاء والأصفياء،
ولنعم الأب هو إسحق فلسانه بالشكر والذكر الحاضر لكلهم جميعا معقود.
ليتهم كانوا معه الساعة، وما أجل المشهد وروعة المشاركة: هي واجبة وفرض محبة وطاعة

ونسأل المولى أن يقر بالمولود أعين آبائه وأمهاته أجمعين ( آمين ).

ودمتم ،،
محمد حسن خضر وأولاده
الرياض
15/2/2007م ( جاء تعديل التاريخ إلى 14/2/2007م من الأخ الدكتور عبد المنعم الجاك عبر اتصال هاتفي مستعجل. فتأملوا!) محمد حسن 15/2 الخميس )
[email protected]
00966 553123625

(عدل بواسطة محمد حسن خضر on 02-15-2007, 05:35 PM)

" ويسألونك عن الفكي ود بخيت"

أحيي الأخ مهدي السيد، وأحمد له عدم التوقف والمضي قدماً مع روابط الرحم والقربى والمصالح ما بين العزازة وفداسي ( ولقد حمدت للأخت أسماء إطلاق لفظة الخالة على العزازة فلها وجه سبق كمالا يخفى)، ثم إن شهادتي وشهادة الأخ هيثم في الفكي ود بخيت لا يعتد بها. وللرجل تأريخ حافل بالمفارقات والجرأة التي لا تنم إلا عن فرط ذكاء، ذكروا أن الدكتور فتحي يس، ومعه دكتور آخر من فداسي جاءا لزيارة زميلهم الدكتور ... بالعزازة وكان لابد لهما من اصطحاب الفكي ود بخيت الذي كان قيِّماً على طاحونة العزازة، ولما بلغوا المنزل صار كل منهم يعرف نفسه لوالد دكتور العزازة، فما كان من الفكي ود بخيت أن يكون بمعزل ليضيف اسمه في حفل التعريف أنه الدكتور محمد بخيت منير.

كنت قد أشرت لك أخي مهدي عن نوع الصداقة المريرة أو الطريفة التي كانت تربط ما بين الفكي ود بخيت والمرحوم الحاج ود عبد المحمود وكنت على وشك الكتابة عنهاإلا أن وفاة الحاج جاءت مفاجئة، وفي مثل أحاديث الفكي لابد وأنك ستتحدث عن نوع حكمة تقوم على التناصح والتجريد لكن الناس قد جبلوا على المقدمات النفسية وضروب المدارة الاجتماعية مما لا تجده عند الفكي ود بخيت فجلب له ذلك ضروباً من الرأي الآخر.

ولو نزلت بشارع الظلط سَلْ الأستاذ عمر الياس عن خطبته المنبرية بمسجد فداسي وعن تعليق الفكي ود بخيت فإنه حتماً سيقول لك رأي لا تستطيع أن تهمله ولو جاء على شاكلة أخرى. ولو أنهم قالوا لك مقالة المرحوم الحاج في ثلاثيتة التي يكره: حق التالته، وحزب ... ، وال... لشاقك الأمر لبحث المزيد. ولو أنك قابلت الفكي نفسه لاختصر لك الحلة وغلبتك في كلمة لا تبرحها. هو شخص جدير بالكتابة والاسم.

ثم إن كلمة هيثم في الفكي ود بخيت وعن إلمامه بأحوال السياسة المحلية والخارجية وأنه يفتي ولا " يفتل" لعظيمة الدلالة والمغزى، ومما يعتبر أضواء أو فتح بيان وذوق راقٍ رفيع.

مع خالص تحياتي

محمد حسن خضر
الرياض
20/2/2007م

(عدل بواسطة محمد حسن خضر on 02-20-2007, 09:04 AM)
(عدل بواسطة محمد حسن خضر on 02-20-2007, 05:44 PM)
(عدل بواسطة محمد حسن خضر on 02-20-2007, 05:47 PM)

الأخ هيثم


حديث نفس
غريبة هي النفس، وعجيب حديث النفس، وقد كره الفقهاء قول أحدهم " حدثتني نفسي" فحديثها أمر بالسوء. قال تعالى (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً) (النساء:79) و استحدث الأدباء قولا هو وحي النفس ويعنون به الإلهام قياسا على قول الله تعالى " (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) (النحل:68) " وقوله تعالي: " (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى) (طـه:38) " ولم يُوْحَ إلى امرأة باتفاق. و قال غيرهم من الأدباء وحي الخاطر وفي الأخيرة الإبهام وراغ بعضهم إلى حرز مكين فقالوا " هذا مما جادت به نفسي.
وسواء كان خاطرة أو حديثا ( ولن يكون أحد محدثا)، فبلا شك أنه أمر خطير ، يعيي التفكير ويعيي صاحبه التفسير، ومحله ذ لك كلهالضمير. إن الغرابة والعجب من كون أحدنا، يذهب تفكيره فجأة إلى ما لم يكن يفكر فيه. وقد تتصل فكرته بنقاش طويل، يمضي يتمه مع محدث دار بينه وبينه حوار سابق، فيقضي وقتا طويلا يحاج الآخر وهو غير موجود إلا في الخيال. قد يعتلي منصة ويخطب في الناس و...
وقد تكون هذه تتمة لحديث دار بيننا قبل، وقد تكون يتيمة مضت الذات تنشدها ، لا لذاتها ولكن لأخرى.
ليس ثم حديث منشؤه من عدم، أو أن بنات أفكارنا ليس من رحم العدم ولسيت من صلب اللاشيء. فهي تشي بحديث مبيت، و فكر مختمر، عطله صاحبه زمنا ، عن تعمد وقصد أو أنسته ( النفس المقصودة ) عند الفقهاء عدلا لما جرى مع موسى عليه السلام ( وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره. ) ، قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) (الكهف:63)
يستحسن الناس بعض حديث تأتي به وقد يظن أنه منقطع النسب والصلة، فيقول أحدهم:
إنت الليلة مصطول ولا شنو؟ و الذم موصول بها حتما (العبارة) ولكنها لم تنبع من قصد سيئ ، بل قصد صاحب العبارة أن ما قلت من نوع لا يمكن تخيله في حالة (الوعي). مثل قولهم والله الزول ده مجنون عديل أو قولهم و الله الزول ده عفن عديل كدي والزول ده فقري و... و له شبه في القرآن الذي جاء بكل أسلوب جديد، قال تعالى :
(إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً) (النساء:105)
ولو تأملنا المعنى لوجدنا أن المراد أن يكون الرسول (صلى الله عليه وسلم ) خصيما للخائنين ولا يكون حميما.

Quote: الكتابة فى الظلام كفيلة بان تجعل شمس فداسى تشرق فى اعلى المنبر لو بشخبته او بلخبته او ترسل لى سلامك ( هذه الحروف اكتبها فى الظلام بعد ان قطع التيار الكهربائ وبقى عندى تيار العشق الممتد لكم جميعا ـ حتى لا يغيب البوست ) وصباحكم زين