|
|
 Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان (Re: عبدالماجد فرح يوسف)
|
في البدء : بسم الله الرحمن الرحيم.
وبعد السلام والتحية للأستاذ مالك الحقوق الأدبية للبوست والأخوة المتداخلين والمدلين بآرائهم.
التحية والإجلال لحيوان السودان الأعظم الذي فقد حتى الحقوق الحيوانية لأخوته في درجات سلم الرقي الدنيا، بعد أن كرمه الخالق ووضعه في أعلى درجات ذلك السلم الإفتراضي.
عذراً فلقد ذكرني هذا البوست (مع الإعتذار لأهلنا الحسانية وعلى رأسهم الأخ الحبيب وزميل البورد والقطب الأممي: اسماعيل وراق)، ذكرني المثل القائل <الناس في شنو ... والحسانية في شنو> والقصة معروفة للجميع!!!
والله يا أخي عبدالماجد أنا معاك مائة في المائة ويهمني أن أحافظ على حقوق كل مخلوقات الله التي نعلمها والتي يعلم سرها وحده.
لكن !!
تعلمنا في أن هناك أولويات في الحياة: فالجائع لا يفكر في الجنس قبل إشباع البطن بي كسرة وبصلة على الأقل، والعاري لا تكون أولوياته بدله سموكنق وكرفته بل قد تكون قطعة خيش مرقوعة من شوال تمر قديم قد تستر عورته وتقيه برد الشتاء وتمتص عنه عرق الهجير، أما الهائم بلا مأوى فبالتأكيد لن يحلم بسكنى الفلل أو ناطحات السحاب بل ستوكون أولوياته أن يعثر على كمين مرق وبرشين قدام يسوي بيهن راكوبه!!
* شربة ماء من مستحيلات بلادي:
هل ركب أحدكم عربته أو الباصات في رحلة بين بورتسودان والخرطوم؟؟ (قدمت من هذه الرحلة قبل أسبوع تماماً)، هل رأيتم أخوتنا في الشرق وهم يقفون على الطريق (شيوخ وشباب وأطفال): ماذا يطلبون من العربات العابرة يا ترى: مال ؟ طعام؟ قد يقول أحد القائلين عاوزين آخر قيم على سي دي ليلعب بها الأولاد على البلاي ستيشن تو لآن منطقتهم بعيدة من الأسواق ولم تصلهم الإصدارات الجديدة والإنترنيت عندهم بطيئة وما قادرين يسوا داونلود؟؟؟؟
لا ورب الكعبة فمنهم من يحمل جالون بلاستيك مهترئ ومنهم من يجلس على حافة الطريق في منتصف النهار وسط هجيرة تلك الجبال القاحلة وأمامه كورة طلس مطرقعة ومنهم من يحمل جالون صفيح صدئ، ماذا يطلبون يا ترى ؟ قد يظن أحد أنهم يطلبون القليل من النبيذ الفاخر لأن الأنواع التي لديهم رديئة وقد يظن آخر بأنهم يريدون بعض العصائر أو المشروبات الغازية؟
لا والله إنها شربة ماء في عز الهجيرة! وبأم عيني رأيتهم يجمعون الماء من مستنقعات خلفتها الأمطار الشحيحة وباضت فيها المواشي وفرخت من كل أنواع الطحالب وتوابعها والمكروبات والجراثيم ناهيك عن ما خلفته مؤخراتها، رأيتهم يجمعون ذلك الماء الذي لا يصلح للإستخدام الحيواني ليشربونه؟؟
* مطره وهبوب في ظل راكوبة:
قال أهلنا قديماً (لا تشكر لي الراكوبة في الخريف).
هل خرج أحدكم لأطراف عاصمة السخافة (هنا في بلادي وللدغة في ألسنة القائمون بالأمر ينطقونها "ثقافة"): المدن والأحياء العشوائية وغير العشوائية مباني من الطين كما قال أخونا الشاعر حميد (بيوتاً جنها المطره)، فما بالك بالرواكيب، وفي منتصف أغسطس الماضي قضيت نحو ثلاثة ساعات في عاصفة ماطرة يتحول فيها إتجاه الرياح بمعد كل ربع ساعة مره شمال جنوب ومره شرق غرب ومرات عكس ذلك كل هذا الوقت قضيته تحت راكوبة لا سلمنا فيها من البلل ولا من قصف الرمال التي تحملها الرياح وتلسع أجسادنا كلسع البعوض (الضكر)، كل هذا حدث على بعد بضع كيلومترات من عاصمة السخافة في قرية كانت عشوائية ثم استثمرتها السلطة (التركية الجديدة) وباعتها للفقراء المساكين دون أن تقدم لهم أدنى درجات الخدمة، بعد نهاية المطر والعاصفة أفقنا على كارثة إن حدثت في أي بقعة من بقاع العالم المتمدن لتنادت الشعوب قبل الحكومات وسارعت في النجدة وإرسال مواد الإغاثة، فقد ذاب أكثر من نصف البيوت والتي والتي ما هي ببيوت غير أنها مجازاً يطلق عليها ذلك فهي غرف من الطين حتى أن معظمها بدون زبالة لضيق ذات اليد وليس تأففاً من رائحة المذكورة أعلاه.
* ست الشاي:
جلست على بمبرها المفتول وليس من مفتول العضلات ولكن من الإعوجاج وفي عز الهجير وتحت رقراق ظل النيمة أمام كانون متوهج الجمر يحمن كفتيرة كبيرة يتصاعد منها البخار فيمتزج مع عرقها المتصبب تصنع الشاي والقعوة لمجموعة من الميكانيكية والكهربائية مع زبائنهم من سائقي التاكسي والحافلات وأمجاد (حليل أمجاد شعبنا المغلوب على أمره) الذين يشاركونها ظل النيمة والنيمات المجاورة، وعلى مسافة قريبة وفي ظل شريطي لنصف حائط من حوائط سوق العيش القديم ببحري بعد أن تم هدمه وبيع أرضه للمستثمرين الذين لم يبدأوا بعد في بناء العمارات، في ذلك الظل النصفي جلست إبنة الإثنى عشر ربيع تهدهد أخيها إبن السنتان أو أقل بقليل لينام على نصف البرش الممزق ورأسه في الظل وقدماه الغضتان تلفحمها شمس الظهيرة وخلفهما حمار ينهق بصوته الذي ذكر في القرآن وآخران جواره يمارسان تلك اللعبة القذرة والتي يستعرضان فيها فحولتهما أمام أنظار القاصي والداني دون خجل أو حياء، أين حقوق هذه المرأة المسكينة ؟ أين حقوق الصبية ذات الإثنى عشر ربيعاًَ ؟ ماذا جنى ذاك الرضيع لتكون هذه طفولته إن نام تناصف بين ظل حار وشمس لاسعة وإن لعب ، كان جلوسه على تراب مشبع ببول الحمير ودميته التي يلعب بها قد تكون بعرة أحد المستعرضين لقدراتهم الفحولية أو ذاك المتغني بأنكر الأصوات!!!
أخيراً أشارككم الوجدان وأذرف الدمع الثخين على حقوق تلك الحمير المذكورة أعلاه ولماذا لم يوفروا لها مكاناً لتشدوا فيه بلحن عذب وصوت نكير ولماذا لم يوفروا لها غرف نوم وثيرة بإضائة وردية يستعرضون وراء ستارها ما انكشف للعامة ووقع تحت أنظار الفضوليين وجرح حياء حمير الكارو واللبن والمعا قزاز!!!!
المشاهد كثيرة ومتزاحمة والوقت ضنين ولي عودة لحوش حقوق الحيوان مع الإعتذار لكل حيوان تضرر من جور أخيه الإنسان.
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | عبدالماجد فرح يوسف | 08-29-04, 03:47 PM |
| Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | هشام مدنى | 08-29-04, 09:58 PM |
| Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | shammashi | 08-29-04, 10:20 PM |
| Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | Dia | 08-29-04, 11:15 PM |
| Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | هشام مدنى | 08-29-04, 11:40 PM |
| Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | عبدالماجد فرح يوسف | 08-30-04, 09:30 AM |
| Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | عبدالماجد فرح يوسف | 09-01-04, 04:47 PM |
| Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | fagyra | 09-01-04, 05:53 PM |
| Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | عبدالماجد فرح يوسف | 09-17-04, 01:17 PM |
| Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | Khaalaleyaal | 09-01-04, 11:50 PM |
| Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | KANDAKE | 09-02-04, 06:04 AM |
| Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | عبدالماجد فرح يوسف | 09-17-04, 01:42 PM |
| Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | عبدالماجد فرح يوسف | 09-17-04, 01:23 PM |
| Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | توما | 09-06-04, 07:03 PM |
| Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | عبدالماجد فرح يوسف | 09-17-04, 01:56 PM |
| Re: إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان | Al-Shaygi | 09-06-04, 10:56 PM |
|
| |
Al-Shaygi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست