وزير الثقافة الأسبق علي شمو يلبس مركوب نمر.. ياللدهشة!!!

Quote: أخواتي الفضليات ,إخوتي الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته ...... إنتهـــاك حقـوق الحـيوان في السـودان قضية حقوق الحيوان في السودان من القضايا المهمشة والمؤجلة إلي حين إشعار آخر. قد يري البعض أن مجرد التطرق لفكرة حقوق الحيوان هو ترف وبذخ فكري يتأتي عند معالجة الأولويات التي تخص الإنسان بصورة مباشرة, ولعل ثمة حاجز نفسي كبير يشكك ويستبعد مسألة قبولنا الإيجابي لمفهوم حقوق الحيوان ... والغريب أن البعض يصف المهتم بشأن الحيوان بالمنعم (المتحنكش) ويأتي رد فعله متهورا (إنت في شنو والحسانية في شنو). وكثيرا مانستمع بتعجب عن قصة ذلك الخواجة الذي صرف بعض دولارات لأجل معالجة أو تطعيم كلبه أو قطته وهكذا نقهقه ونحن نستمع لمثل هذه القصص. الســـؤال الذي يتبادر الي الزهن , هل قضية حقوق الحيوان هي ضرب من الترف الفكري ومطلب من مطالب حالة مابعد الوفرة الإقتصادية وثراء الفرد والمجتمع والدولة؟ أم هو أي الحق الحيواني مكون مكمل للحق الإنساني في الحياة الصحية والبيئية الفضلي؟؟ ربما يذكرنا البعض بالحديث الشريف الذي يروي قصة كلب كان يأكل الثري من شدة العطش وكيف رفق به ذلك الرجل , الذي تدلي في عمق البئر عدة مرات يملأ خفه بالماء فيسقي الكلب حتي إرتوي , أو يذكرنا بتلك التي حبست قطتها حتي ماتت فدخلت فيها النار. أقول نحن نعلم ونحفظ القيم أعلاه عن ظهر قلب, ولكن الحق الحيواني في الحياة الكريمة كشريك للإنسان ومكمل له (إذا صح الحيوان صح الإنسان ) , هذا الحق الحيواني غير متأصل في سلوكنا وممارستنا اليومية, شئ لم نتربي وننشأ مدركين لعمق معانيه الموثرة فينا أفرادا ومجتعا وبيئة متكاملة, قد نجادل أن مجتمعمنا الريفي ذو إيمان وتواصل وتكامل فطري مع الحيوان يشاركه العمل وبعض المأكل ويملأ مساحة معتبرة في عاطفته ويكوِن ملامح هويته كإنسان ويعمِِق إرتباطه بالأرض والزرع والمكان , إلا أنَ حوجة إنسان الريف للإستفادة من العناية الطبية للحيوانات وفتور دور الدولة في التوعية البيطرية ودعم الرصيد العالي من الحب الذي يمتلكه ذلك الريفي لحيواناته, يقلل حماسه فتتعاظم المشاكل البيئية وتتكاثر الأمراض . في مدن السودان تنتشر الكلاب والقطط الضالة أو التي تعيش بيننا من غير صاحب أو رعاية من الإنسان وتحركاتها وحالتها الصحية غير مضبوطة ومعروفة, الشئ الذي يشكل خطرا كبيرا علي صحة الإنسان وصحة الحيوان وبالتالي تنتشر العديد من الأمراض الخطيرة كالربو والأزمات والسعر وما إلي ذلك من الأمراض ذات الصلة بالحيوان. هذه الحيوانات الضالة , كائنات حية لها إحساس ومكونات بيولوجية ومعنوية شبيهة بالتي يتصف به الإنسان , تجوع وتتشرد في شوارعنا وقد لا تاكل لأيام عديدة وهذا مايزيدها سقما وتوحش, وكذلك تواجه هذه الحيوانات معاملة قاسية مننا , فنقذفها بالحجارة وندس لها السموم في الأطعمة ونتعمد (أو لانبالي) دهسها بسياراتنا من أجل ماذا؟ ربمامتعة غير مفهومة تنتج من فعل القتل عند البعض. الحمير والحصين تقوم بأعمال شاقة للغاية ونحملها أكثر من طاقتها فتعبأ الكاروهات بأطنان من البضائع يجرها هذا الحمار أو الحصان المسكين الذي يئن من التعب والعيا وفوق ذلك لا يحظي بما يكفيه من الغذاء والعلاج ولاترحمه السياط الموجعة التي يفرغ عن طريقها سائق الكارو عن تعبه هو الآخر وربما ضاق خلقه من حرارة الشمس. نعود ونقول أنَ التوعية بأهمية الحيوان كرقم فاعل في صحة الإنسان والبيئة بشكل أشمل معدومة أو ضئيلة في السودان ولذا نجد أننا ساهمنا مثل مساهمة الحروب في قتل حيواناتنا النادرة من نمور وغزلان وأسود وأصلة (الخ) . كلنا ,نعلم أن تجارة العاج وجلود الحيوانات النادرة قد حرمت دوليا ويعتبر لبسها أو الإتجار بها جريمة تعاقب عليها القوانين وكذلك ندرك أن هذا التحريم صاحبته توعية ,في الغرب, بأهمية الحيوان حتي أصبح الإهتمام به لايقل عن الإهتمام بالإنسان. في المقابل يجلس الرئيس السوداني والوزير السوداني والمثقف السوداني أمام كاميرا التلفزيون السوداني ويخلف رجلا علي رجل وهو يلبس "مركوب" من جلد النمر أو من الأصلة , إنها حقا مأساة وجهل عميق يجعلك تبكي وتتحسر علي تخلفنا وتشكك في أولوياتنا وووعينا كشكل جامع لمفهوم الحياة بتداخلاتها مع أطراف البيئة الفاعلة والمؤثرة. أنا شخصيا لا أفهم كيف نسمح بقتل نمر لم يتبقى من سلالتة سوى بعض العشرات أو أقل, كيف تلبس مركوب متخلف الصنع نصفه من فضلات إطارات السيارات ونصفه الآخر من جلد حيوان نادر لاتقدر قيمته بثمن ؟ أخبروني كيف ولماذا نحن هكذا غافلين وجاهلين أو متجاهلين. ونفس الشئ ينطبق علي الأصلة وهي من الزواحف النادره التي تعاني من خطر الإنفراض. أيضا سأستغرب من سطحية الفكرة التي تقول أنَ أطفالنا جياع ومشردون ولاينبغي أن نهدر جهدنا في الإهتمام بالحيوان والسبب بسيط ومفهوم وهو أن علاقة صحة الإنسان بصحة الحيوان علاقة متكاملة إضطرادية لايمكن تأجيل الإهتمام بالحيوان لحين معالجة مشكل الإنسان. فهما مشكلتين يجب تداركهما بمجهود متوازي. في الدول الغربية, لكي لاتتكاثر الحيوانات الأليفة كالكلاب والقطط بصورة مزعجة يصعب معها رعايتها والإهتمام بها يقومون بإستئصال أو غلق عنق رحم الحيوان بعد عملية الولادة حتي لا يتكاثر بعشوائية تكلف الدولة أموالا باهظة وكذلك لحمايتها من التشرد والإهمال وأيضا حفاظا علي بيئة صحية وسليمة وبالمقابل في السودان كل عام تشاهد البوليس كتال الكلاب يتجول في شوارع العاصمة ليقتل الكلاب الضالة منها وغير الضالة والمعتنى بها بصورة بربرية لاتليق بالإنسان المتحضر وتعكس سياسة دولة جاهلة مهما إختلف وتبدل حكامها الذين يدمنون لبس مراكيب النمر والأصلة أو أولئك الذين يعلقون أشكال رديئة الفن تصنع من عاج الفيل النادر والمحرم. هذه دعوة لكي نفيق من هذا اللاوعي ونبدأ حملة تبدأ من أنفسنا وأسرنا ثم ننطلق بحقوق الحيوان إلي آفاق أرحب أكثر رحمة ووعياً وإستنارة. ودمتم عبدالماجد