يا (عبد الله علي ابراهيم)...ثاني بتجيء المولد!!

Quote: الدكتور عبدالله على إبراهيم لماذا يحاول صرف الأنظار عن الوجه الإرهابى الكالح للنظام فى الخرطوم؟ محمد عثمان دريج [email protected] فى مقالته الموسومة "تيدى بير الدبدوب: جحر الضب" و المنشورة فى صحيفة الرأى العام الإلكترونية بتاريخ 5 ديسمبر 2007 العدد 3675 يحاول الدكتور عبدالله على إبراهيم و لأسباب يعلمها هو حجب الوجه الإرهابى لنظام الخرطوم فى قضية "معلمة التيدى بير" و الدرك السحيق الذى قاد السودان إليه‘ كل ذلك عبر محاولته البائسة فى تصوير ما حدث و كأنه صراع بين "أغنياء الخرطوم" الذين أسماهم الدكتور ب"المترفين و المترفات" و فقرائها الذين يقطنون بيوت الطين و يذهبون إلى "المدارس الوهمية ... وبنات اللعاب". نعم قد "تقزّم" خطاب الدكتور امام تسمية هذه الوضعية بـ"الصراع الطبقى" مكتفية بتوصيفها بـ" ... الدلالات الاجتماعية والرمزية التي انطوت عليها دراما أو تراجيديا المعلمة". و هذه الدلالات بحسب مقالة الدكتور لم يتمكن من أسماهم بمعارضى النظام "النفاذ" إليها لان نظام الإنقاذ قد أفسد "بصيرة التحليل فيهم". يقينى أن بصيرة التحليل الفاسدة هى الأقرب لتوصيف "حالة" الدكتور عبدالله على إبراهيم و ليس معارضى النظام‘ الذين لم يسمهم الدكتور صراحة‘ كما يدعى. فبصيرة التحليل الفاسدة قد وسمت كتابات الدكتور فى "الأونة الاخيرة" لحد السأم. فالمتابع لهذه الكتابات يرى أنها فى مجملها تدور فقط حول الذات. و للتأكد من ذلك يمكننا الإستشهاد بكتابات الدكتور حتى عندما يحاول ان يكتب فى سيرة آخرين كـ"عبدالخالق محجوب" الذى إحتكره تماماُ أو "مأساة شيبون"‘ بل و حتى فى حديثه عن إكتوبر لا يخفى على القارئ إنخراطه فى تضخيم الذات و تصوير إكتوبر كأنها خاصته و من صنع يديه. أليست هذه هى الحالة التى أقل ما يجب أن توصف بأنها تنم عن بصيرة تحليل فاسدة و متمركزة حول الذات؟. و بالمثل‘ فإن قضية جيليان لا يمكن أن تُحوّل بين ليل و ضحاها إلى قضية صراع طبقى إلا لمن يحاولون أن يذروا الرماد على العيون و "يشتتوا" الانظار حتى لا ترى حجم الكارثة فى صورتها الماثلة متمثلة فى مستنقع الإنحطاط الذى إنحدر السودان إلى أعماقة بفضل سياسات الإنقاذ المشبعة من منابع آيدولوجيا الإرهاب و الكراهية و أيضاً بسبب المتشككين الذين يدعون الوقوف فى مكان الحياد. و عادة ما يحاول هؤلاء صرف الأنظار إلى إتجاهات مغايرة كما حاول أن يفعل الدكتور عبدالله على إبراهيم. لم يدن الدكتور الحادث الإرهابى صراحة و بدلاً عن ذلك جاء حديثه فى هذا الصدد أشبه بمن يحدث نفسه ()‘ حيث نراه يقول: " ولكن أقض خاطري أكثر أولئك الذين عبأوا جمهرة من المسلمين للتظاهر ضد إساءة مزعومة لأفضل البشر" ليستمر فى الحديث مع نفسه‘ كما ذكر صراحة‘ على ذات المنوال. و الطريف و حتى وهو يستنكر على الذين عبأوا جمهرة المسلمين لم يذكرهم صراحة و كأنهم قد أصبحوا نكرات. هل يهاب الدكتورمجرد قول "الحقيقة" فى وجه النظام فى الخرطوم إلى هذا الحد أم أن للأمر "بقية"؟ إن الإرهاب الذى يتحرك ضمن علامات الدين اصبح سلاحاً يُشهر فى وجه المختلفين‘ و هو سلاح سهل وفعال و رخيص لكونه قادر على تحريك مشاعر الدين و بقايا الإنسان عند جمهرة المصابين بلوثة الهوس. لذلك كشفت قضية جيليان أن بيض الإرهاب الذى أفرغه النظام طيلة الفترة السابقة قد بدأ فى الفقس و أنه على أهبة الإستعداد للقضاء على ما تبقى من السودان حتى على مستوى الوجدان‘ و هنا تكمن خطورته و لذا وجب عدم التساهل معه أو التقليل من شأنه كما يحاول أن يفعل الدكتور. ففى ظل إقتراب موعد دخول القوات الدولية إلى السودان لم يتبقى للنظام من انظمة الدفاع سوى سلاح الإرهاب والكراهية و الذى بدأ فى ترويضه بالفعل فى قضية المدرسة المسكينة التى لم تكن لأهل البلد سوى كل المحبة والتقدير! أخيراً لو سلمنا جدلاً بـ" حتمية الصراع الطبقى" الملتبسة حو ل هذه القضية كما جاء فى المقال‘ إذن كيف فات على الدكتور و هو يقدم أطروحته تلك عن السودان أن يربط هذا التفاوت الكبير بسياسات النظام الإسلامى الفاسد فى السودان‘ الذى خص "مريديه" و كل من لف لفهم بكل شيئ بينما حرم المحتاجين و المستحقيين من كل شئى حتى من إنسانيتهم بل و لم يتوانى لحظة فى إستخدامهم لإرهاب أعدائه الحقيقيين أو المتخيليين. لماذا كل هذا الصمت المزعج؟ الأربعاء 5/12/2007 هاملتون