القبض على معلمة بريطانية في الخرطوم بتهمة الاساءة للرسول صلى الله عليه وسلم

Quote: «جوليان » فوق البركان تقرير- خالد فتحي في بادرة نادرة المثال بالسودان اوقفت السلطات السودانية احدى معلمات مدرسة الاتحاد العليا التي تتوسط الخرطوم العاصمة، وتعد من أعرق المؤسسات التعليمية، حيث تأسست المدرسة منذ مايزيد عن القرن ، بعد ان اتهمت «جوليان » البريطانية الجنسية من قبل النيابة الجنائية باهانة العقائد الدينية والاساءة لمقام النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» . وتماما مثل انتشار النيران في الحشائش الجافة تسارعت ردود الفعل العنيفة على الحادثة ، حيث اودعت نيابة الخرطوم شمال المتهمة «جوليان » الحبس على ذمة التحقيق ، بينما بادرت ادارة المدرسة على عجل بكتابة بيان يحمل اعتذارا رسميا موجها لطلابها وعائلاتهم، والى كافة المسلمين معتبرة ان ماحدث تصرف فردي خالص لايمت بصلة لتقاليد المدرسة التي تأسست منذ 1902 م اي قبل مائة وخمسة اعوام كاملة، وأشار بيان الادارة الذي اطلعت عليه «الصحافة » الى قرارها بفصل «جوليان » فورا من العمل والاستغناء عن خدماتها ، النتيجة ان المعلمة البريطانية فقدت عملها وصارت متهمة باهانة العقيدة الاسلامية بين ليلة وضحاها ، فما هي اصل الحكاية ؟. يروى المستشار معتصم عبد الله محمود وكيل نيابة الخرطوم شمال للمركز السوداني للخدمات الصحافية أمس الاول تفاصيل البلاغ الجنائي بان النيابة شرعت في إكمال إجراءاتها بالقبض على المعلمة بعد البلاغ الذي تقدمت به وزارة التربية والتعليم في هذا الصدد إثر التظلم الذي تقدم به أولياء الأمور بالمدرسة للوزارة. ويقول محمود ، ان المعلمة المتهمة أحضرت دمية في شكل دب ، وأطلقت عليه اسم الرسول الكريم محمد «صلى الله عليه وسلم » وقامت بإرسال خطابات لأولياء أمور الطلبة ذكرت فيها «ستأتيكم دمية عليها اسم محمد وسنسجل لكم زيارة»، الأمر الذي وجد استنكاراً واسعاً من أولياء الأمور. وينتظر ان تضاف للائحة اتهام «جوليان » حسب مصدر مأذون بوزارة العدل ، وثيق الصلة بملف التحقيق، مواد اخرى تتعلق باثارة الفتنة بين الطوائف الدينية . بيان مدرسة الاتحاد العليا ، شدد على الاحترام العميق للأديان السماوية ، وانها تقدم نموذجا للتعايش الديني بين الطلاب ، وأشار الى ان اغلبية طلابها من المسلمين بنسبة تصل لـ 90 % ، لذا فالمدرسة حريصة على تعليمهم مادة التربية الاسلامية كمادة اجبارية الزامية وفقا لمنهج وزارة التربية والتعليم عبر اساتذة معتمدين من قبل الوزارة . وأكد البيان ، ان الادارة قامت بمحاسبة «جوليان » وفصلت فورا عن مزاولة العمل، لكن البيان تخوف ان يؤدي تداول الأمر لفتنة تأتي خصما على سمعة شعب السودان المتسامح المتميز بتعايش ديني فريد . والشاهد ان الاحداث التي تتصل بالاساءة واهانة العقيدة الاسلامية تخلف ردود افعال عنيفة، والتي لاتنتهي او تهدأ بسهولة، وخير مثال على ذلك فتوى الامام الخميني قائد الثورة الاسلامية الايرانية الراحل باهدار دم الكاتب الهندي الاصل البريطاني الجنسية سلمان رشدي بعد نشر كتابه « الآيات الشيطانية » اواخر ثمانينات القرن الماضي، ورغم تطاول المدة الزمنية، لكننا نجد ان رشدي لايزال مختبئا ومختفيا عن الاعين خوفا من اغتياله ، وليس بعيد عن الاذهان أزمة الرسوم المسيئة للرسول «صلى الله عليه وسلم » حيث قامت صحيفة يولاندس الدانماركية في 30 سبتمبر 2005بنشر 12 صورة كاريكاتيرية لرسول الإسلام محمد بن عبدالله «صلى الله عليه وسلم»، وبعد أقل من أسبوعين وفي 10 يناير 2006 قامت صحف أوروبية بإعادة نشر الصور الكاريكاتيرية. التي قادت لاحتجاجات عنيفة على الصعيد السياسي والشعبي، وتظاهرات واسعة بلغت حد احراق سفارتي النرويج والدنمارك في العاصمة السورية دمشق، وقنصلية الاخيرة ببيروت . بيد ان محامي «جوليان » نبيل اديب، قدم رواية مغايرة تماما للواقعة، مشيرا الى ان موكلته وقعت ضحية تباين ثقافي، ولم تكن راغبة مطلقا في الاساءة للمسلمين ،وتتلخص القصة كما يرويها اديب لـ «الصحافة » ، ان الدب «تيد بير» من احب الدمي للاطفال الاورربيين وعليه منحته «جوليان» ليصبح صديقا لتلاميذ الفصل الذين طلبت منهم اختياراسم للدمية من بين الاسماء المقترحة، فوقع الاختيارعلى «محمد» بلا أدنى اشارة للرسول «صلى الله عليه وسلم» ، ودون التفكيرفي الدلالات الدينية التي يحملها . وقال اديب انه تقدم بطلب للافراج عن «جوليان » لأن ما اقترفته لا يقع ضمن الجرائم التي تبقي المتهم داخل الحراسة، وابدى اديب دهشته من نبأ فصل مدرسة الاتحاد لـ «جوليان » ، وتوقع ان تكون المدرسة قد اقدمت عليه خوفا من العواقب .