شيخنا حسن ساتي.. عامل عزومة..!!

Quote: ليلى 6 أبريل.. ''قومة'' لكم .. ولها أيضا.. نشرت هذه الصحيفة امس حزمة رسائل من الذين تجاوبوا مع سيناريو '' ليلى أبريل '' حملها سيناريو الأسبوعي، وهي تسمية موفقة من الزميلين اسماعيل آدم وبخاري. ولكني أفرد هذه المساحة لرسالتين تحديدا لتوصيل رسالة محددة أراها ضرورية،تاركا استلهامها لفطنة القارئ. الرسالة الأولى من د.عبد الماجد عبد الرحمن المقيم بالسعودية، وفيها وبعمق العالم وهدوئه يتناول الحدث ويشخصه دون أن يزج باسمي فيه أو يشخصنه. لقد تعامل مع '' النص '' المكتوب، وتلك أمنية أي كاتب. يقول: مهما يكن من أمر، وكيفما كان مرا حصاد انتفاضة 6 أبريل1985 وثورة 21 أكتوبر1964 السودانيتين فانهما تظلان محطتين أساسيتين وتجربتين رائدتين جدا في العالم العالم الثالث. واذ يمر العالم العربي/الاسلامي/الأفريقي اليوم بفترة مد ديموقراطي شديد الوضوح(طوعا أو كرها)، وذلك بفعل تحالف عوامل داخلية وخارجية عديدة، فان التجربتين السودانيتين تكتسبان أهمية خاصة وتستحقان منا ومن العالم الاهتمام اللائق بهما. ومن المؤسف أن لا يوجد اهتمام وسط الأكاديميين والدارسين بهما، فكما انتبه المفكر والأكاديمي السوداني النابه د.محمد محمود (يدّرس الآن في أمريكا )، لم تكتب حتى الآن رسالة دكتوراة واحدة في ثورة أكتوبر1964 وقطعا لم تكتب رسائل علمية ودراسات عن أبريل.1985 والتجربتان رائدتان من حيث الأهداف والوسائل التكتيكية(اسقاط أنظمة شمولية/عسكرية قابضة عن طريق الاحتجاج الجماهيري الواسع المنظم والسلمي وعن طريق العصيان المدني غير المسلح ). عندما حدثت اكتوبر كتب مفكر عربي وإسلامي كبير (هذا شيء مدهش وغريب لم نره في أي مكان في العالم !). والمدهش أيضا أن التجربتين كانتا صناعة داخلية سودانية محضة ، وقد كان هذا سببا في قوتهما وضعفهما معا ،! فربما أثمرت ودامت التجربتان لو صاحبهما مطلب اقليمي ودولي بالديموقراطية وقتذاك. وعلينا أن ندرك أن تاريخ الشعوب طويل ولا يمكن الغاؤه بفشل 50 سنة وان كان ذلك شيئا كبيرا في عمر الأفراد .. ! الرسالة الثانية من عالم آخر هو الطيب بشـير الطيب من جامعة نوفا بفلوريدا الأميركية ، تهجم فيها على شخصي فراسلته ، فكانت هذه الصورة الجميلة من علاقة بين الكاتب والقارئ ، ولكم تمنيت أن تسود بيننا تعميقا لثقافة الاختلاف الغائبة أصلا لدى كثيرين في السودان وغير السودان . يقول: حسن ساتي رئيس تحرير صحيفة الأيام السودانية التي صدرت صباح السادس من أبريل 1985 وفي كلمتها التي صاغها السيد حسن ساتي، تهديد ووعيد لمن أسماهم بأعداء ثورة مايو. ذاكرتنا لن تنسى دورك الشخصي في قمع ليلانا جميعاً والإستماتة في خنقها قبل أن تولد، هلا وصفت للقاريء العربي موقفك من موكب الردع المايوي قبل يومين من نصر شعبنا وإصرارك الغريب على الدفاع عن مايو حتى أتاك اليقين؟ رددت عليه: أخي العزيز..انتزع بعضا من وقت لأنعش لك ذاكرتك لقد أعفيت من رئاسة تحرير الأيام يوم 23 مارس على خلفية ما كتبته عن اعدام محمود محمد طه، وكنت يوم 6 أبريل طالبا بأكاديمية السودان للعلوم الإدارية. والرد ليس بحثا عن بطولة ولكن لإنعاش ذاكرة تعرضت لنهب مسلح بتعاقب الأنظمة.وأعذرني فمشروعي ومناهجي في الكتابة تريد إنعاش تلك الذاكرة التي أرهقها السياسيون، ولك أن تفرق بين غايات الصحافة وغايات السياسيين.ومع ذلك لك التقدير على ردك وعلى آرائك في زمن العولمة وإن كنت أراك لا تزال تتدثر بالدوبيت وكأني بك تنشد:نحن بنقعد ونقوم على كيفنا..لك الود. جاء رده يقول : مرحبتين بالأستاذ حسن ساتي ..أشكرك كثيرآ على الاهتمام بتصحيحي حيث وجـب، و لا أعتـذر بجهلي بل أتحمّـل خطيئـة الإنسـياق وراء ما تفضّـلت بتسـميته نهب الذاكرة المسـلّـح، و لعل في ذلك تلطيف لوقع الخطأ على نفسي، لكني من ركام الذاكرة المنهكـة و من حطام واقع السياسـة السـودانيّـة سأجتهـد في تطوير أسـلوب بحثي نحو الأفضـل، وأقول للدنيا إنني تعلمت هذا من الأستاذ حسن ساتي، و لاغـرو فأنا تلميذ زميلك د عوض السيد الكرسني و قد نشرت استراحة أو اثنين في الأيام على عهدك لكنا لم نلتق فالمقامات كانت و لا تزال محفوظة.أسعدني إهتمامك بالرد، لكني لم أفهم الإشارة بتدثـري بالدوبيت، هل الإشارة لإسهامي بشيء منه في مواقع الإنترنت السّـودانية أم لدلالـة أخرى لم أتبيّـنها؟ سادتي.. شيئ جميل أن يتم التعامل مع النص وكأنه مفرغ من أي شخص، والى ذلك فعل د. عبد الماجد، وشيئ جميل أيضا أن يتجاوب قارئ بموضوعية على النحو الذي فعله الطيب، والأجمل من كل ذلك أن ندافع مجتمعين ضد النهب المسلح الذي تتعرض له الذاكرة السودانية من معظم سياسيينا وصناع القرار منذ فجر الاستقلال والى اليوم.