|
Re: تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ) (Re: bayan)
|
في محراب الأشواق
هذا مكانك, ههنا محرابُ أشواقي وحبِّي
كم جئتُه والدمعُ, دمعُ الشوق مختلجٌ بهدبي
كم جئتُه والذكريات تفيض من روحي وقلبي
يمددن حولي ظلهن, وينتفضن بكل دربِ
***
هذا مكانُك, كم أتيت إلى مكانك موهنا
تمضي بيَ الساعاتُ لا أدري بها, وأنا هنا
روح أصاخَ لهتفةِ الذكرى, وللماضي رنا
يتنسم الجوّ الحبيب, ويستعيد رؤى المنى
***
هذا مكانُك, مثل روحي, فيه إحساس كئيبْ
متحسرٌ.. يصبو إلى الماضي, إلى الأمس الحبيبْ
متسائل عن شاعرين, هواهما حلم غريبْ
كم رنّحا بالشعر جوَّهما, ففاض جوى مذيبْ
***
هذا مكانُك, أين أنت? وأين أطيافُ الفتونْ?!
المقعد الخالي يحنُّ إليك مرفَقُه الحنونْ..
أسوان, يرمقني وقد أهويت أنشج في سكونْ
ومواجدي ملهوفةُ الثيرانِ, تهدر في جنونْ?
***
ذنبي الذي قد هاج ثورة قلبك المترفعِ
كفَّرتُ عنه بأدمعي, بتنهدي بتوجعي
كفّرت عنه بما ترى من ذلتي وتخشُّعي
وبخَفضِ قمةِ كبريائي الشامخِ المتمنِّعِ!..
***
ذنبي? وما ذنبي ألا ويلاه من ظلمِ القيودْ!
ما حيلتي والغلُّ في عنقي على حبل الوريدْ
أواه; حتى أنت لم تنصف هوى قلبي الشهيدْ?!
أواه; حتى أنت تظلمني مع القدر العنيدْ?!
***
قلبي يئنُّ, يلوبُ في ألمٍ, يسائل في شرودْ:
لم لا يعود? فلا يجيب سوى صدى: (لم لا يعودْ)
وأروح, في شفتيَّ أشعارٌ, وفي كفيَّ عودْ
وأعاتب الأيامَ.. والزمن المفرَّق.. والوجودْ!
***
لم لا تعود? أنا هَهنا وحدي بهيكل ذكرياتي
وحدي, ولكني أحسُّك في دَمِي, في عاطفاتي
أصغي لصوتك, للصدى المنغوم في أغوارِ ذاتي
وأراك من حولي, وفيَّ, وملء آفاق الحياةِ
|
|
|
|
|
|