|
المثقف السوداني..... صلاح احمد ابراهيم...
|
نقلا من الاوفلاين انزله ابو عبيدة محمد ضيف الله.
في سياحة علي منتوجنا الأدبي والفكري إستوقفني ما كتبه الراحل صلاح أحمد إبراهيم بملحق الأنوار البيروتية الأدبي في مارس 1969م وأعادت نشره مجلة الخرطوم في يناير 1994م .. ربما سيفتح هذا المقال بعد نشره ( علي طوله ) باباً واسعاً من الجدل لأني أراه ( رؤية شخصية بحتة ) ما زال مناسباً لعكس واقعنا الحالي ولما يمكن أن نسميه أزمة هوية المثقف السوداني المتعلق بكل ما هو غير سوداني .. وربما يعجب به البعض بإعتباره نتاجاً أدبياً راقياً لقامة من قامات السودان الشامخة.. وربما يمل منه البعض الأخر من أول سطر فيعجل بالضغط علي Back .. في كل الأحوال وبرغم طول المقال وبالرغم من كل هذه ( الربماءات ) أهديه لكل متصفح للأوف لاين عامةً وللأخوة الأعضاء خاصةً علي أمل إثراء حوار حول المثقف السوداني..
( 1 )
حمل الشيخ المغربي - ذلك العالم الأزهري هذه القصيدة الطويلة من خريطته ويمم صوب الملك بادي - ملك سنار الذي سمع عن كرمه بل ربما وصله كرمه وهو يدرس هناك في رواق السنارية بالأزهر فاراد أن يقوم بقضاء الحق أو يستزيد .. ربما لم تكن هذه القصيدة وحدها في خريطته - وخريطته كلمة شائعة في السودان وهي فصيحة ومعناها الحقيبة - ربما كانت معها رسالة الأخضري ومختصر خليل وربما كان من رفقته علماء سناريون عائدون بعد إجازتهم من الأزهر ليدرسوا في مسجد سنار الفخم – الفخم بمقايس سنار قصبة السلطنة الزرقاء – يسمعون علي البعد صهيل الخيول المطهمة المسرجة إستعداداً خارج قصر الملك وينظرون إلي سنار وقد إزدانت بالبشرية من كل صوبٍ وحدب. وكثيرون غير الأستاذ المغربي كانوا يؤمون سنار كتاج الدين البهاري مثلاً تلميذ القطب عبد القادر الجيلاني وسواه من المعلمين والمشايخ القادمين من شنقيط وتمبكتو ومن المغرب ومصر والحجاز. وكان في السودان معلمون محليون يطلع منهم العلم "دخاخين دخاخين" - علي حد تعبير صاحب طبقات الأولياء – تهب ريح هادئة من نفض فرو الفقراء الذين يؤمونهم للطلب فتخضر الأرض من وضوئهم ، حتي جاء الإمام المهدي فإذا به البحر الذي إستغني به الناس عن الثمدات علي حد قوله. وكان ثمة صراع مستمر بين أهل الظاهر والباطن – كالمعركة التي دارت بين الشيخ "دشين" قاضي العدالة ويمثل الفقهاء والشيخ "الهميم" ويمثل أهل الكشف و"الملاماتية" وصراع بين الثورة وخدمة النظام القائم و "ولي الأمر" كالذي دار بين الإمام المهدي ومن أسماهم "بعلماء السوء" بين الإسلام الثائر الذي يقف حاملاً رمحه مع المظلوم والمغبون والمضطهد والإسلام الذي يقعد " فكي ود مرتضاه يقري " بين إسلام الرفه والسفه كالذي تجلي في حفل ختان أنجال الشيخ القرشي وإسلام التقشف والزهد والتقوي كما تجلي في ثورة حواره محمد أحمد الدنقلاوي إبن صانع المراكب بكرري. ولكن الخليفة عبد الله لم يكن بحاجة إطلاقاً إلي العلم ولديه "جراب الرأي" الأمير يعقوب عن يمينه و" مسمار الدين" الأمير حمدان عن يساره ، ثم كان هنالك سجن " السائر " حيث يطهد ويموت صبراً أمثال الحسين الزهراء العالم الأزهري والشاعر الكاتب الثائر الذي كان يحض الناس علي العصيان والتمرد بإسم مستعار معروف عند أهل الفطن " بأخي الحسن " ورغم ذلك كان للخليفة مطبعة حجر لا تزال موجودة بمتحف بيت الخليفة بأمدرمان ولكنها لم تكن لخلق رأي عام أو إشاعة فكر أو إزالة جهالة أو خلق طبقة مثقفة فقد كفاه أهله التعايشة الذين قطعوا له دابر البطاحين " راجع وصف المذبحة في السيف والنار لسلاطين " وطيروا علي الجعليين أحفاد العباس فصاحتهم ونظروا للأشراف شزراً بالعين الحمراء وأدموا برماحهم البليغة عين الشمس وكبد الحقيقة.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
المثقف السوداني..... صلاح احمد ابراهيم... | bayan | 07-08-07, 01:35 PM |
Re: المثقف السوداني..... صلاح احمد ابراهيم... | bayan | 07-08-07, 01:35 PM |
Re: المثقف السوداني..... صلاح احمد ابراهيم... | bayan | 07-08-07, 01:36 PM |
Re: المثقف السوداني..... صلاح احمد ابراهيم... | bayan | 07-08-07, 01:37 PM |
Re: المثقف السوداني..... صلاح احمد ابراهيم... | bayan | 07-08-07, 01:38 PM |
Re: المثقف السوداني..... صلاح احمد ابراهيم... | bayan | 07-08-07, 01:38 PM |
Re: المثقف السوداني..... صلاح احمد ابراهيم... | bayan | 07-08-07, 01:41 PM |
Re: المثقف السوداني..... صلاح احمد ابراهيم... | Fadl Karrar | 07-08-07, 02:45 PM |
Re: المثقف السوداني..... صلاح احمد ابراهيم... | bayan | 07-09-07, 04:15 AM |
Re: المثقف السوداني..... صلاح احمد ابراهيم... | abubakr | 07-09-07, 04:50 AM |
Re: المثقف السوداني..... صلاح احمد ابراهيم... | waleed500 | 07-24-07, 09:24 AM |
|
|
|