|
Re: الحركة الإسلامية: يَهْدُوكْ مِنْ المَبيتْ تَقَيِّل كُتُرْ (1) ... مجدي الجزولي (Re: خالد العبيد)
|
من جهة أخرى لا يكفينا الاحتجاج على دولة الإسلاميين مهما أجدناه، بل لن يسعفنا هكذا احتجاج، وذلك لطبيعة الأزمة السودانية التي ما أفرخت للإسلاميين دولة سوى لضعف البديل المطروح والقوى الاجتماعية الحاملة له، كان ذلك من جهة الأحزاب التقليدية أو من جهة اليسار. وفق هذا المنطق لا يصح أن نأخذ فشل الإسلاميين في إدارة الحالة السودانيين، بل فسادهم في هذا الشأن، دليلاً يقوم بذاته على احتمال نجاح بدائلنا التي طرحنا والتي لم نطرح، ليس من جهة التردد، ولكن من جهة الشك البناء. ولعل سؤال شعبنا الذي يتكرر عن جدوى التغيير يلهمنا سؤال أنفسنا عن محتوى التغيير الذي تتضح من ثم جدواه. نقرأ بهذا العنوان سياق الإضرابات التي تكررت في الآونة الأخيرة في أنحاء من بلادنا تحت شعارات مطلبية محضة وملموسة. وجميعها إن لم تنجح تماماً في تحقيق منشودها خطت في هذا الاتجاه خطوة وخطوات. الدرس هنا أن كل شعار نظري مهما كانت جاذبيته لا بد يقترن بتحقيق تقدم قابل للقياس في جبهة "المعيشة"، وأن كل حرية لا مضمون لها في واقع الكادحين، في مركزهم وهوامشهم سيان، لن تحشد من دعمهم شيئاً. من جهة التفاؤل يستجيب هذا الوعي بمادية التغيير، بالتضاد مع مثاليته، أي ملموس التغيير لا منطوقه، لأمل قديم في تراث الديموقراطية السودانية كما تصورتها الجماهير في عنفوانها الثوري، وهو فض الغشاوات الآيديولوجية بتعدد أنماطها، دينية أو قبلية أو طائفية أو علمانية أو غير ذلك، عن طبيعة السلطة وغشامتها، وذلك في مستوياتها كافة. وقد كان هذا المدخل إلى الشأن الوطني هو ما اختاره الشيوعيون الرواد وهم يصارعون ضد الاستعمار في شكليه ما قبل الاستقلال السياسي وما بعده، ونحن الأحوج اليوم إلى استعادة هذا الجذر في حسن السياسة إذا أردنا للتقدم الاجتماعي قاعدة انطلاق تجتمع عندها الجماهير.
|
|
|
|
|
|
|
|
|