|
Re: الحركة الإسلامية: يَهْدُوكْ مِنْ المَبيتْ تَقَيِّل كُتُرْ (1) ... مجدي الجزولي (Re: خالد العبيد)
|
في شئ من المقابلة يجد سعينا لا بد لفتح آفاق جديدة في تعاملنا مع قضية الدين، إذ أن قصوراً تاريخياً في هذه المنحى جعل من أطروحات ومبادرات القوى الديموقراطية في السودان هدفاً لدعاية الإسلاميين المضادة كونها – في اعتبار الإسلاميين – "شيطانيات" ليس إلا. بينما يؤكد تاريخنا المعاصر وواقعنا المعاش ألا طريق أخرى يمكن سلوكها في اتجاه السلامة الوطنية سوى الطريق الديموقراطية، بما في ذلك تحييد المسألة الدينية عند طلب السلطة وممارستها وتبادلها، ونفي الشرعية الدينية عن القوانين التي تفرضها الدولة بحيث تتأهل لتحقيق إجماع المواطنين، وقبول شريعة حقوق الإنسان قاضياَ بين الحاكم والمحكوم، وإخراج هوية وطنية يجد جميع أقوام السودان في مضمونها قاسماً مشتركاً؛ ومن ثم الصعود بالدولة السودانية من هلاك عداوة شعبها إلى مقام تمثيلهم، ومن هذه القاعدة محاولة الولوج إلى مستقبل وطني ديموقراطي يسع "الموزاييك" السوداني، ويقدر على مخاطبة قضايا السودان الملتهبة وهي أشد وأنكى. وقد اتضح جلياً خلال الأعوام التي انفردت عبرها الجبهة الإسلامية بالسلطة والقرار السياسي أن الأوهام لا تستطيع مهما خلبت العقول ألوانها أن تنهض بأمة فتك بها الجهل والفقر والمرض حتى استحال سلاحاً. بهذا المعنى فإن معارضة النظام عبر تمييز عيوبه أصبحت قصة سلفت، لا داعي لتكرارها، لأن دليل الوقائع أقوى من كل استنتاج، بل لا يكاد المرء يحتاج أكثر من جمع بعض الإحصاءات الخاصة بأوضاع التعليم والصحة لبيان خبال الدولة، وإضافة أخريات حول الفساد، ذلك دون أي تعليق. أما إذا زاد المرء على ذلك بياناً لمصائب دولة الإسلاميين في جبال النوبة ودارفور والشرق، وما أصاب السودانيين من جنونها في معالجة مسألة جنوب السودان فلا يبقى لها وجهاً.
|
|
|
|
|
|
|
|
|