|
فتنة التوب الأنيق
|
يظل التوب السودانى، لو جاز التعميم فى الصفة، وزى ما هو معروف ومشاهد، إنه النساء فى معظم مناطق الوطن، إعتمدن التوب كزى "رسمى" ، ما عدا إستثناءات بسيطة، والزى مؤكد انه زيه زى أى فعل أو ممارسة إجتماعية، بدخل فيها عوامل أو مكونات تانية كتيرة جدا، من ثقافية أو بيئية وربما دينية برضه
فهل يا ترى يكون التوب ده تطور طبيعى ل "القرقاب" القديم، وهو اساسا كان عبارة عن قطعة من القماش تغطى الجزء الأسفل من الجسم ومعاه قطعة فى شكل ملفحة للجزء العلوى، واتذكر انه نعوم شقير فى جغرافية وتاريخ السودان، عرض صورة لسيدة من منطقة فازوغلى، فى أواخر الدولة السنارية، وهى بتلبس تقريبا نفس القطعتين ديل بعدين ظل القرقاب ، القطعة السفلية ، مستخدم بواسطة كبار السن من النساء، لحدى فترة متأخرة، يمكن لحدى فترة الستينات، على النساء الأكبر عمرا، أو جيل الحبوبات تحديدا حتى وهن لابسات التوب
أو هل يا ترى يكون التوب وبشكله الحالى، يكون دخل السودان مع القادمين من منطقة المغرب العربى، خاصة الشناقيط والمغاربة، ومرد الاعتقاد ده وجود التوب وبنفس الشكل والطريقة فى جنوب المغرب والصحراء الغربية وموريتانيا، وبرضه فى مناطق عديدة من افريقيا جنوب الصحراء، مالى والنيجر وتشاد والكميرون ونيجيريا
ومن الأزياء القريبة برضه من التوب، السارى المستخدم فى شبه الجزيرة الهندية كلها تقريبا، فى الهند، بنغلاديش وباكستان، وحتى فى غرب بورما، مع اختلاف أو تحور بسيط فى طريقة اللبس
أكيد فى ابحاث اتعملت فى المجال ده، يا ريت الناس المطلعين عليها يدونا الخبر اليقين
وممكن نبدأ من توب الزراق، وناس كتار ما اظنهم بعرفو توب الزراق، ومرورا بتوب الجارات او التوب الخفافى للإستخدام البيتى و اليومى، ومرورا بكل المسميات القديمة، الدلع وضلع الدكاتره وابو قجيجة، الأمير، ووصولا لرسالة لندن، وما ننسى توب الموظفات والمدرسات الأبيض النشوان، بالزهرة أو الظهرة زى ما بنقول، ووصولا تانى للجاكار والحرير الطبيعى وربما أسماء جديدة كتيرة لسه ما عرفناها
حتى الحِد "الحداد" كان عنده توب خاص، اللون ابيض والخامة دائما بتكون رخيصة، دبلان أو ساكوبيس أو نسيج قطنى محلى "فرده" ويظل فى الخدمة طيلة فترة الحداد
طبعا السيد التوب، ظل مسيطر على الوضع وعلى العقول والتفكير والجيوب ولا يزال، متخذ كل تشكيلاته وانواعه ومسمياته وطبيعته، من سادة ومقلم ومخرم ومورد ومشجر ومطرز
امبراطورية ضخمة جدا جدا
ومؤكد برضه انه التوب تعبير حقيقى ومباشر عن شخصية صاحبته، فالهارمونى فى الألوان وشكل التذويق أو التشكيل، أو اللون المختار فى حالة اللون الواحد، بمثل دلالة كويسة جدا عن مدى التذوق أو المزاج، أو يمكن كمان عن نمط أو نوعية الشخصية نفسها، بمعنى إنه إنعكاس للمرأة فى جوانب كتيرة
ومن اجمل اشكال والوان وطريقة لبس التوب، التوب الخاص بأهلنا فى شرق السودان، وبتميز بألوانه الزاهية، لكن أهم شى فيهو هو طريقة اللبس نفسها، والبظهر فيها تجلى وعبقرية عجيبة جدا، يعنى لو جات أى واحدة من منطقة تانية من السودان، ووحاولت تلبس التوب بطريقة نساء شرق السودان، النتيجة الأولى حتكون "راسبة" لكن ممكن تتعلم بعد داك
واظن انه النساء "الشابات" أخدن الطريقة دى واستعملنها فى التياب ذوات القطعة الواحدة أو "الربط" وكلهن بقن "رباطيات" خاصة تياب الحرير او ذات الخامة الملساء الما بتكون ثابتة فى اللبس طريقة لبس التوب فى حد ذاتها فلسفة انا بعتبرها، وعملية غير سهلة طبعا وتتفاوت برضه من امراة لأخرى، وما ننسى برضه تدخل الشكل والحجم فى تشكيل وتكامل اللوحة
وأعتقد جازما برضه، إنه لبس التوب والمرقه بيهو، شى متعب جدا للمرأة، خاصة اثناء حركة المشى، مما يتطلبه من وضعية خاصة، وبحتاج حرفنه شديدة جدا للحفاظ على "الإستابيليتى" المطلوبة
من الناحية السيكلوجية والمعنوية، انا بفتكر انه التوب من اكتر الأزياء اثارة وفتنة، طبعا الفتنة هنا ما مقصود بيها المعنى السالب للكلمة، المقصود هو ال
Charming
وزى ما قال التجانى سعيد وغنى وردى فى "من غير ميعاد"
وخطاك والهدب المكحل وفتنة التوب الأنيق
وزى ما قال ابو عركى،
شفت التوب وما لاقانى اجمل منه شفت التوب وسيد التوب يكون كيفنه
ودى طبعا دلالة وحتى لو كانت لا شعورية من الشاعر، فى انه التوب بقى عنوان واشارة لجمال من يرتديه
التوب إنحسر كليا وإنعدم تماما فى محلات زى الجامعات، وفى زمن ما حتى قريب، كان التوب وخاصة الأبيض، هو سيد الموقف فى الجامعات
لكن يظل أكثر المشاهد نصوع فى الذاكرة، منظر الإخوات الجمهوريات، بالتياب البيضاء الأنيقة والجميلة والناصعة، زالمظهر فى أحاين كتيرة بكون انعكاس للجوهر طبعا، وكان توب الجمهوريات عنوان ولو غير مباشر عن نصوع وجمال الفكرة الداخلية الناصعة والزاهية
الزول ما حيقدر يتنسى منظر الجمهوريات خاصة فى التجمعات، ولو شفتهن من بعيد، زى كأنك بتشاهد فى حقل أو "حواشة" محتشدة بى لوزات القطن فى موسم القطاف
وبعد ده كله، نعلن اننا بنعز التوب ونقدره ونحبه ويثير فينا والله ما يثير، زى ما صدح المطرب الجميل ابراهيم موسى ابا صاحب الصوت الما عادى
تراجع التوب كثيرا وأفسح المجال لأزياء جديدة كلها متشابهة تقريبا، وحالة "اللاتوب" ان صح التعبير، ناس كتار برجعوهو للحالة الاقتصادية، ولا اظن ذلك، لآنه بى حسبه بسيطة كده حنلقى التكاليف اكتر فى حالة اللاتوب منها فى حالة التوب، فى طبعا تياب أسعارها سخيفة جدا ومافى ليها داعى، والتوب منها بقى "هاى توب" أو "لاب توب"، ماه برضه لازم يجارى التطور كمان القصة يخيل لى تكمن فى تغير المفاهيم ةتغير الذوق والحس الجمالى، ودخول رؤى و افكار جديدة على فلسفة اللبس نفسها
ده ما معناه إننا ما بنحب البدائل الجديدة للتوب، أو نقول بعدم الجمال أو الأناقة فيها، بالعكس والله، بل يمكن البدائل دى تكون ضرورية فى أحايين كتيرة، ولا تخلو من جمال وأناقة
لكن حنظل نغنى
شوف عينى الحبيب بى حشمه لابس التوب التوب زاد جمالك زينة يا المحبوب
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
فتنة التوب الأنيق | THE RAIN | 04-16-04, 10:04 PM |
Re: فتنة التوب الأنيق | bushra suleiman | 04-16-04, 11:23 PM |
Re: فتنة التوب الأنيق | THE RAIN | 04-17-04, 06:44 AM |
Re: فتنة التوب الأنيق | بدرالدين شنا | 04-17-04, 05:02 AM |
Re: فتنة التوب الأنيق | THE RAIN | 04-17-04, 06:52 AM |
Re: فتنة التوب الأنيق | bushra suleiman | 04-17-04, 01:10 PM |
Re: فتنة التوب الأنيق | صديق الموج | 04-17-04, 01:31 PM |
Re: فتنة التوب الأنيق | Ahlalawad | 04-17-04, 02:20 PM |
Re: فتنة التوب الأنيق | THE RAIN | 04-18-04, 09:00 AM |
Re: فتنة التوب الأنيق | almohndis | 04-18-04, 02:36 PM |
|
|
|