" دروب العيش" فصل من رواية كتبتها..!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد النور كبر(Kabar)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-30-2012, 07:27 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: " دروب العيش" فصل من رواية كتبتها..! (Re: Kabar)

    (2)



    خرجتُ من الجامعة ، تنفيذا لنداء في دواخلي ، ثم تنفيسا عن احساس الإختناق الذي يداهمني بلا مبرر . كنتُ ، كمن كان يركض يومه كله في مظاهرة صاخبة و تعرض لكمية من دخان الغاز السام الخانق ، المسمى تهذبا ( المسيل للدموع )..!

    توقع خطاي ، على الشوارع المجدورة الوجوه ، ايقاعا ت الحزن المكدود و التعب..!
    فكرتُ أن اعرّج على جامعة القاهرة فرع الخرطوم ، عساي أن ألتقي أحمد أبوهم أو يسرية أو منى كلتكس أو ادم الحوار ، و لكني عدلتُ عن تلك الفكرة ، مواصلا خطوي نحو السوق العربي ، و عند شارع على عبد اللطيف ، كادتْ أن تدهسني سيارة فارهة ، منطلقة بجنون نحو عمارة الفيحاء ، لا أدري ما حدث بالضبط ، سوى اصوات متطفلة المشورة المجانية ، و هي تمارس الفتوى في تشخيص أحوال الناس ، فقال أحدهم : البلد دي كلها اصبحت مليانة بالسهاة السرحانين..!
    قلت : سرحانين في عينيك.ز!
    و ألتفتُ أبحث عن مسار عبد الغني ، لتشرح له قصدي بالضبط ، و لكني لم أجدها ..!
    شيئا من الغبار ، و خدوش خفيفة ، و دعوات عديدة ، سلامة يا اخينا.. حمدا لله .. بسيطة يا اخي.. معليش ، المسامح كريم .. يا اخي خليك أحسن منو.. ربنا ياخد ليك بحقك و يلزمك الصبر الجميل..!!
    عبارات و عبارات..
    تجاهلتُ كل ذلك و مضيتُ..
    أحاسيس مضطربة عمرّتْ دواخلي بالضجيج الجواني ، ثانية ..و كنت أنمحي من هذا الوجود ، ينصب صيوان عزاء في منزل عمي أبكر المنديل في لقاوة ، و اخر في منزل والدي بمدينة الدلنج ، و اخر في سنار ، و اخر في الأبيض ، و اخر في الدمازين ، و اخر في الخرطوم ..! مؤكد ستبكيني العذارى ، و سيبكيني الأصدقاء ، و ستجتهد مسار عبد الغني لكي تصل الى الدلنج ، محجوب سيفقد أحد صناديق القمامة التي يفرغ فيها كل ترهاته ، ستبكي أمي ، التي يحزنها ألأ تفرح بجديد وليدها ، و تمتلئ صدور البوردات و الصحف بنعي أليم ، و ستخرج بيانات الإدانة السرية ، تلك التي تحلف بأغلظ ايمانها ، بأن ما حدث لي ليس حادث حركة ، و اٍنما هي محاولة دنيئة للنيل من الشرفاء ، و سيعلق اسمى في قائمة الشرف التجارية ، هذا ، اٍن لم يخرج أحدهم بسناريو اخر ، موثق بأدق أدوات التلفيق ، و يحدث الناس بأنني كنت ذاهبا لطلب اللجوء السياسي في داخل السفارة الأمريكية ، و أنني كنت أحمل وثائق و مستندات تدين النظام الحاكم ، الماضي و الحاضر و الآتي من رحم المستقبل .ز!!
    أو ربما يقول أحدهم ، بأنني كنت أنوي القيام بعمل جليل ، و كانت السي آي اٍيه تراقبني و ترصد خطواتي ، و ربما يكون هذا بمثابة اشارة للأخرين ..!
    أو ربما يقال ، أنني كنت اعمل كحلقة ربط بين حركة الطلاب الجماهيرية ، و أنني كنت أحمل رسالة هامة الى طلاب و طالبات جامعة الخرطوم ، تفيد بضرورة الخروج الى الشارع ، فصار ما صار اليه الأمر..!!
    مؤكد ، ستحزن مسار عبد الغني ، حزنا ما بعده حزن..!
    و بعدها بيومين أو ثلاثة ، سيغني شرحبيل أحمد ، و ستغني سميرة دنيا ، و محمود عبد العزيز ، و زيدان ابراهيم ، و شنان ، و ينتصر الهلال على المريخ ، فتخرج الجماهير ليلا ، و تسير مسيرات الفرح الهدار و هم يهتفون : فوق..فوق ..فوق .. هلالنا فوق ..و سيمرون بهذا الشارع ، لتدوس اقدامهم الندية بالفرح على بقايا دمي المسفوح على الشارع المجدور الوجه ، نفسه شارع البطل على عبد اللطيف..!
    مسألة منظر دمي المسفوح تلك ، أثارتْ حفيظتي ، و انتبهتُ لنفسي . كنتُ عند مدخل عمارة الضرائب ، بعد أن اجتزتُ حلاويات سلا ، دون أملأ خياشيمي بروائح حلاوياتها الشهية ، و عبرتُ شارع الحرية ، دون أن أحي الحرية تحيتي المعهودة ، و ذلك كلما عبرتُ ذلك الشارع بمفردي أو بصحبة مسار عبد الغني..!

    قلتُ لنفسي ، هي مناسبة أن ازور قريبي عبد الرحمن بخات ، قد أجد معه لفيف من اهلي البدو ، و تكون مناسبة أنفض فيها الغبار عن لهجة فرقان البدو التي صابتها عجمة كلام أهل البندر في لساني..!
    في مدخل عمارة الضرائب اياه ، لمحتُ صفية ، بائعة التسالي و الفول المدمس ، تشد تنورتها على ساقيها ، تغطيها من العيون الفضولية ، و تشد قطعة قماش أخرى على حجرها ، لكي تحجب قشر الفول المدمس عن تلك التنورة المزركشة ، و تهدل طرحتها ، البنفسجية العريضة ، على أكتفاها لغاية المسافة ما بين الخصر و الصدر النابت . تجلس صفية هكذا منذ الخامسة فجرا و حتى السادسة مساءا ، في أطول وردية عمل في الخرطوم ، هي خارج القوانين و اللوائح بحسب ساعات العمل الرسمية في الخرطوم و العالم اجمع..!
    قلت لها : سلام يا صفية..
    ردتْ هي بحرارة ، قائلة : حباب السلام ، أهلا و سهلا ، وين انت يا حماد ياخي؟ شهرين ما شفناك.. اٍن شاء الله المانع خير؟
    قلتُ لها، و أنا ابتسم بصدق حقيقي : خير يقدر يمنعني من شوفة صفية؟.. أكيد يكون ده الشر ..!
    اٍبتسمتْ هي ، ابتسامتها اللطيفة الأصيلة ، و قالت : خلاص قمنا.. يا ولد بطل غزل..و كلام جرائد بايتة ، بلاش كلام في الحب.. الدنيا نهار يا ود أمي..!
    قلتُ : و صفية ، ما ليها قلب تب ، فاتح جوانحو للحب..!
    كست وجهها ملامح غضب طفولي مشاغب ، و قالت : هيييي يا حماد اخوي ، أرعى بقيدك ، الدنيا شارع و الشارع كوشة .. !!
    قلتُ ، مكملا حكمتها البليغة : و الكوشة مالياها الوساخة من كل جنس و لون..!
    قالتْ ، و هي تحاول أن تعدل مجرى الحديث : اتفضل اشرب شاي..
    و دون تلفت أو تردد ، جلستُ على الأرض بالقرب منها ، و هجس هاجس لئيم في قاع الحنايا و اطراف الرؤى ، تلك التي تستطيب حلم اليقظة و الشرود ، و اخذ الهاجس يوبخني : قبل قليل رفضت دعوة مسار عبد الغني ، اللدنة ، لتشرب الليمون المثلج في الكافتيريا الفاخرة ، و على أنغام الموسيقى الحالمة ، و الآن تقبلها كباية شاي سادة في الشوارع ، امام الغبار الذي تثيره اقدام المارة و عبارات السباب الخليع ؟!!.. حقا ، المقروزة في الأرض ، أبد الدهر ، لن تطول السماء..!
    قلتُ لنفسي ، بصوت جهور : السما ، اٍن شاء الله تنقد..!

    ملأتْ صفية كفيها بالفول المدمس ، ووضعت تلك الكمية في صحن مفلطح ، و أخذت تنظفها بدقة ، ثم ناولتني الفول المقشور ، قلت لها : ده شنو يا صفية ؟ أنتي نسيتي انك تاجرة ولا شنو؟
    قالتْ ، بصفاء : التجارة اٍن شاء الله تطير ، الخوة الجد أكبر مكسب يا ود أمي ..!

    بلعتُ ريقي ، و حدقتُ في العبور ، حاولتُ الأ أنتحي ناحية الصمت مع صفية .
    ثم قالت ، و هي تكسر تلك البادرة للصمت : يوم التلاتاء الفات ، شفناك في السوق الشعبي..
    قلت : امدرمان ولا الخرطوم؟
    قالت : امدرمان ، نزلت من الحافلة قدام مستشفى التجاني هلال..
    قلتُ ، متذكرا : آهـ ، اتذكرت ، كنت عاوز أحصل مواصلات زقلونا..
    قالت صفية ، باستغراب : زقلونا ؟..عندك شنو في زقلونا؟.. يا ولد انت جنيت ولا شنو؟
    قلت : عندي فيها اقارب و مصاريف..!
    قالت ، ضاحكة : حماد أنت بتكضب علي ولا شنو يا ود امي؟..أنت ما قلت قاعد تقرأ في جامعة الخرطوم..!
    قلتُ : و قالوك البيقرا في جامعة الخرطوم ، ما عندو اهل في زقلونا .. ولا شنو يعني العبارة؟
    قالت ، بلهجة المندهش العاجز : من جامعة الخرطوم للعشوائي؟..و مال ناس صفية يمشوا وين ؟ راس الشيطان مثلا؟
    قلتُ : أها رايك شنو يا صفية ، عندي معارف في رأس الشيطان ..!
    قالت: يبقى ، تطلع ، ما عندك علاقة بالجامعة ولا حاجة ، تلقاك هسع شغال مساعد في حافلة ولا دفار ، و طالع بينا العالي ساكت..!

    شعرتُ برغبة في السكوت المؤقت ، فمهما قلت لها ، لن أستطيع أن اقنعها بأي شئ في هذه اللحظة ..
    قلتُ ، متهربا : أنتي ح تفضلي بايرة كده لمتين ؟
    قالت : أها ، بدينا خلاص ؟.. انت لو عايز تشحد تعال بالدرب عديل ، و بلا ش لف و دوران..!

    شعرتُ بأمعائي وصلتْ مشارف حلقي ، و كادت أن تطفو . لن أستطيع أن اقنع صفية بأنني ارغب فقط في الونسة ، و هي من حقها الأ تقتنع ..!
    ألم تقل هي ، بعضمة لسانها ، في يوم مضى : الأولاد ما عندهم فايدة تب.. يستطيعون شيئين : يا الطمع في جسد الأنثى أو الإساءة اليها ..!
    بلعتُ ريقي ، و قلت لها : العفو..!
    ضحكتْ صفية بقوة ، و قالت : حيلك ، انتا مالك جادي كده ؟يا اخي ، البلد دي أصلو الواحد ما يهظر فيها ؟!!
    قلتُ لها : دينك و دين الهظار ياخ..!
    ضحكتْ هي ، و قالت : اخر الحجة الإفلاس ، أشرب كباية الشاي دي ، و عندي ليك رأي..!

    صمتُ ، و كنتُ استمتع بمشاهدة خناقة دبتْ بين شخصين ، بدون سبب واضح ، و لكنها احتدمتْ ، و زادتها حر الخرطوم سخونة و اثارة ، احدهم يقبض بتلابيب الآخر ، و ينتظر برهة ليدخل حجاز بينهما ، و كلما تدخل حجاز زادت الإثارة و اللمة..!
    قالت صفية : و الله الجو ده جو شكل بالصح..!
    قلتُ : الخلق ارواحها ضاقت بالمعيشة ..!
    قالت ضاحكة : أبواب الرزق تلاوين ..!

    و صمتت صفية ، ولا زالت أنا اراقب الشكلة الممتدة ، المزحومة . و لكن في لحظة معينة من عمر الزمن ، لا ادري كيف يمكن تحديدها ، هدأت الحال ، و انسحب المتشاجران ، احدهما ناحية ميدان الأمم المتحدة ، تجاه موقف بصات امدرمان ، و الآخر ، نحو جامعة القاهرة فرع الخرطوم ، و تبقت لمة الحجازين .
    قالت صفية عبارة غامضة : الفارات دقسوا..!
    و لكني كنتُ مشغول بمراقبة وجوه المارة ، خصوصا في موقع المعركة التي هدأ اوراها . فجأة سرتْ حمى غريبة ، أصبح كل شخص يتحسس جيوبه و يعلن أن جزلانه أو محفظته قد سرقتْ. و بدأ البعض يتهم البعض ، كادتْ أن تنفجر معركة للمرة الثانية ، و لكن ربنا ستر..!
    صرتُ أجد شيئا اخر لكي امارس ذلك التلهي و الإنشغال بالمراقبة ، احصيتُ عدد الذين تم نشل مافي جيوبهم اثناء تلك المشاجرة ، وصل عددهم الى ثلاثين شخص ، ثلاثين ضحية في أقل من ساعة..!

    شارفتْ كباية الشاي السادة على الإنتهاء ، و كذا الفول المدمس الذي اعطتني له صفية ..!
    قلتُ لها ، و انا في حالة السهو تلك ، المشحونة بتفاصيل المراقبة : سوقك ماشي كيف؟
    قالت : ماشي كويس ، و الحمد لله..!
    و كأني لم اسمع افادتها الأخيرة تلك ، قلت لها: حاجة غريبة ، الناس الفي الشكلة دي كلها اتنشلتْ..!
    قالت صفية ، و هي تزجرني باٍبتسماتها الرحيبة : و انتا مالك..!
    قلتُ : يعني القصة دي علاقتها شنو ببعض؟
    قالت : ياتو بعض؟
    قلتُ : شكلة ، حجازين ، و نشالين؟
    قالت ، و هي تشرح لي ما غمض عن فهمي : الولد الكان لابس جزمة بوت كبيرة ، و شاقي راسو راستا ، هو الكابتن..!
    و التاني المشى على جهة بصات امدرمان ، اسمو كـُمشة القواني ، الكابتن عليهو الهجوم و تسجيل الأقوان ، و القواني عليهو يحرسها من ورا..!!
    قلتُ : ما فاهم حاجة ..!
    قالت : القصة ، أساسا ما فيها شكلة ولا يحزنون ، كل الحاصل اٍنو الشباب ديل تفتيحة..!

    شعرتُ بالذهول ، و بدأتْ طبول السؤال تدق في دواخلي ، و قلتُ : يعني كل الأمر مكيدة مدبرة باتقان..!
    أحسستُ بالإبتسامة غصبا عني ، ابلغ الأمر بالناس هذا الحد؟..
    قالت صفية : مستغرب يعني؟
    قلتُ مستدركا : لا ، بس الناس ديل أذكياء للغاية..!
    قالت : و مال أنا من الصباح كنت برطن هوسا ولا شنو يعني؟.. ما قلت ليك قبل شوية ديل أولاد تفتيحة..!
    قلتُ : تفاتيح معناها أذكياء؟
    قالت: أذكياء ، ده كلام أولاد و بنات المدارس يا اخوي ، لكن ناس السوق بيقولوا عليهم تفاتيح..!

    تذكرتُ حواري مع محجوب في الجامعة و انتشار المفردات التي بدتْ لي غريبة بعض الشئ..
    قلتُ ، و السهو ينتاب خواطري كالمجذوب : قلتي لي يا صفية ، عندك لي موضوع ، أها و موضوعك شنو؟
    قالت صفية بلا مبالاة : معليش ، خليهو مرة تانية..!
    سرحتُ في خواطري ، أتكون صفية محتاجة لمساعدة أو مشورة في أمر ما ؟.. أم ماذا يا ترى؟..
    تلهيتُ بالضرب على ركبتي و احكام ظهري المسنود على الجدار الأحرش .
    قلتُ : أنتي مش قلتي ، الخوة الجد أكبر مكسب..؟..ما نحن اخوان ولازم تقولي لي الحاصل بالضبط شنو ؟.. عاوزة حاجة؟
    اٍبتسمت صفية و قالت : حاجة زي شنو يعني؟..اصلك من سياد الشئ ذاتا..؟
    قلتُ : بلاش استهبال معاك ، و قولي لي الحاصل شنو..
    قالت : خلاص يا باشا ، اصلك قاعد تبرى فيني من قبيل ، و قربت توقف لي السوق ، أنا ح اقول ليك ، لكن تقطع مني وشك على طول..
    قلتُ : حاضر يا ستي ، اسمع منك و امشي على طول..
    صمتتْ صفية ، و أحسست ُ بها ، و لأول مرة ، متلعثمة في القول و التعبير عن مكنون الذات و هي الفصيحة البليغة..
    قلت لها ، مشجعا : يا صفية ، الخوة واحدة و الصحبة واحدة ، و المن السما الأرض بتحملها ، و المن صفية ، حماد بيقبلها ، قولي ما تخافي ..!
    قالت ، بعد صمت قصير مسكون بالتردد : عاوزة أعزمك يوم الجمعة في بيتنا ..!
    قلت ضاحكا : يخرب بيت امك يا خي ، و دي دايرة ده كلو؟..ياخي أنا لاقي عشان صفية تعزمني ؟
    قالت : اسمع مني الباقي ، عندنا كرامة سنوية بمناسبة مرور اربع سنوات على وفاة الوالد.!

    لم استطع قول اي شئ ، سوى بلع الريق الحارق الجاف ، و الإنصياع لإبر الحسرة و الوجع ..
    قلت ُ ، بعد صمت عميق : حاضر ، بس انا ما بعرف بيتكم وين ..!
    قالت ، بلا تردد : نحن ساكنين في دار السلام ، مربع تلاتة ..
    قلتُ : دار السلام الخرطوم ولا أمدرمان؟
    قالت : أمدرمان ، أنا ممكن أنتظرك في موقف مواصلتنا في سوق ليبيا ..
    قلتُ : ما فيش مشكلة تب ، أنتي بس وصفي لي موقف المواصلات بتاعتكم و محطتكم و أنا ح اوصل براي ، و مافي داعي تتعبي روحك ساكت..!
    قالت : لكن ، انتا بتعرف سوق ليبيا كويس؟
    قلتُ ، قاطعا عليها الحجة : أنا عندي أخوي عندو دكان في سوق ليبيا مربع خمسة..!
    قالت ، بارتياح عميق : خلاص يا سيدي ، شفت الفسحة القدام البنك الأهلي ، فيها مواصلات دار السلام ، و مواصلات مربع تلاتة بالتحديد جنب النيابة طوالي ..
    قلتُ ، مداعبا : كل شي ولا ناس البوليس و القانون ..!
    قالت ، ضاحكة : ده الراجيك..

    ودعتُ صفية و صعدتُ سلالم عمارة الضرائب .
    كانت الساعة تشير الى الثالثة ظهرا، حينما ودعت عبد الرحمن ، الطيب ، حسن ، و حمدان . مارست معهم التسكع اللغوي ، و تحدثنا لهجة البدو ، اهل الفريق ، و تعرجتْ بنا مسارب الحكي ، ودعتهم ، و يممتُ شطر جامعة الخرطوم .


    كبر
                  

العنوان الكاتب Date
" دروب العيش" فصل من رواية كتبتها..! Kabar05-30-12, 07:17 AM
  Re: " دروب العيش" فصل من رواية كتبتها..! Kabar05-30-12, 07:22 AM
    Re: " دروب العيش" فصل من رواية كتبتها..! Kabar05-30-12, 07:27 AM
      Re: " دروب العيش" فصل من رواية كتبتها..! Kabar05-30-12, 07:31 AM
        Re: " دروب العيش" فصل من رواية كتبتها..! Kabar05-30-12, 07:33 AM
          Re: " دروب العيش" فصل من رواية كتبتها..! Kabar05-30-12, 07:38 AM
            Re: " دروب العيش" فصل من رواية كتبتها..! Kabar05-31-12, 06:44 AM
              Re: " دروب العيش" فصل من رواية كتبتها..! بله محمد الفاضل06-02-12, 07:48 AM
                Re: " دروب العيش" فصل من رواية كتبتها..! حبيب نورة06-02-12, 09:01 AM
                  Re: " دروب العيش" فصل من رواية كتبتها..! Kabar06-02-12, 09:13 AM
                    Re: " دروب العيش" فصل من رواية كتبتها..! Kabar06-02-12, 09:16 AM
                    Re: " دروب العيش" فصل من رواية كتبتها..! بريمة محمد06-02-12, 09:37 AM
                      Re: " دروب العيش" فصل من رواية كتبتها..! Kabar06-03-12, 00:44 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de