خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 04:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة امانى عبد الجليل(الجندرية)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-07-2004, 10:28 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل

    تلك الأبنوسة البهيجة
    عرفناها هنا ثم اختفت

    هذه احدى انهماراتها
    انزلها الاخ المهندس واعيد نشرها حشداً لجيوش المستسقيين /ات

    لها المحبة وامنيات بعودتها لا تحد
    ****
    اولير» اسمه يعني العراء، ذلك لان امه انجبته هناك عندما داهمها المخاض وهي تحتطب ، بلدته محاطة بالغابة والسماء.
    كان يغط في نوم عميق عندما بدأ ذلك الظل يزحف بطيئا نحو بلدته فبدأت مثل انسان ضخم يسحب غطاء نحو جسده، توارت الشمس خلف غيوم داكنة، الاشجار تتمايل بفعل رياح خفيفة ، تلوح لكرنفال الطبيعة المفاجئة .. بدأت النسوة نصف العاريات في التحرك مثل سرب النحل، يشرعن في نقل ما نشرنه من بافرا وذرة نابت الي داخل الاكواخ، كن يتصايحن راطنات ، تنبه كل الاخري او تمازحها،واخريات مهرولات وعلي رؤوسهن قدور الماء والصغيرات كان الماء ينحدر علي صدورهن النابتة فيضفي لونا اسود مصقول علي بشرتهن.

    جلس الرجال تحت سقيفة ضخمة تجاور ساحة الرقص تتوسطهم مدفأة من الاخشاب الجافة لاشعالها عند هطول الامطار في صخب من الضحك والغناء، اطلقته اخواتهم او حبيباتهم، واصفاتهم بالشجاعة والقوة ويتخلل الاغنية بعض الغزل، كان المقصود بالوصف يهب واقفا ضاربا ارجله بالارض ملوحا برمحه في الفضاء كانه يقاتل عدوا لا يراه احدا سواه.
    عالم اخر طفولي ، تشده شجرة عرديب ضخمة مغرية اياه بالثمار الرطبة التي تساقطت بفعل الرياح، بعضهم كان باسطا ذراعيه مثل طائر منشدين اغنية المطر:
    ما ترا تالي.. سكي سكي ما تجي .. ماترا تالي.. سكي يكي ما تجي .
    ايتها الغيوم صبي .. اذا كنت رزازا فلا تأتي .. فلا تأتي..
    عندمايفقد احدهم توازنه يسقط منكبا علي الارض في ضجة من ضحك البقية ويزداد الضحك كلما حاول النهوض فيجد نفسه مشدودا نحو الارض والاكواخ والغابة تدور حوله في سرعة كانها في سباق ، بعد انتهاء الدوار يعود الى اللعب مرة اخري.
    ركض صديقا «اولير» طفلين في السادسة من العمر ، يشدك ذاك البريق الذي في عينيهما شدا، اتجها نحو خالتهما لتوقظه حتي لا تفوته وليمة ما قبل المطر، رفضت في حنو قائله : ليس من اللائق ايقاظ النائم، لانه بحاجة الي ذلك والا لم ينم.. ! اظهرا بعض الرضا عائدين الي الشجرة .
    كانوا في قمة نشوة اللعب، كانت ضحكاتهم وشجارهم يصل متقطعا الي داخل الاكواخ مصاحبة معها حفيف الغابة.
    زمجرت السماء كان هناك كائن يختبئ خلف الافق مصدرا تلك الاصوات ، مع بداية الرزاز اتجه غالبية الاطفال نحو اكواخهم ذات الجدر الدائرية رافعين عقيرتهم بانشودة المطر دائرين حول انفسهم ساقطين علي الارض في براءة تطغي علي كل شئ حتي علي عريهم . انهمك الصديقان في التقاط الثمار عازمين علي التقاط نصيب صديقهماالنائم، كبر حجم القطرات الباردة التي كانت تتفجر عندما تلامس جسميهما ، الرياح تعصف بكل شئ، ايضا هناك المزيد من الثمار، وذلك الكائن خلف السحب يصدر اصواتا مكتومة مصاحبة لبريق قوي.
    هرولت ام «اولير» الي الداخل حاملة بعض الاخشاب الجافة وقد بللها المطر حتي التصق ثوبها بجسدها النحيف، امرتها الجدة قائلة:
    اخلعي هذا الرداء الاحمر الاترين هذه الصواعق؟! حينها كانت ترقد حفيدها علي جنبه حتي لا يستلقي علي ظهره.
    فجاءه انفجار هائل، ثم برق طويل يخطف البصر، كأن هناك من امسك بتلابيب السماء ومزقها الي شطرين ، تلجمت القرية وهي تستمع الي ذلك الطنين الذي ينزلق في دهاليز آذانهم ، والكل علي يقين تام بان هذه الصاعقة قد وصلت الارض لا محالة.
    استيقظت القرية من بياتها الرعبي علي تولول النسوة اللائي كانت اكواخهن تحيط بالشجرة ، الشجرة التي انشقت من المنتصف تماما، نصف مرمي يتصاعد منه دخان يتراقص في خبث، والنصف الاخر ينزف دما اخضرا، كان هناك فاس هوي من السماء ليرسم ذلك الذهول المخيف، ذهول الحياة عندماتنتزع فجأة ، صرخت احداهن منبهة القوم علي ان هناك طفلين تعرضالضربة الصاعقة ، تبعثر الجمع للبحث عن الجثتين لا بد ان الصاعقة
    قد القتهما بعيدا، عثروا عليهما التفوا حولهما ينظرون في رعب الي ذلك الشريط الاسود الدي يمتد من رأسيهما الي ما بين فخذيهما، شريطايوضح ذلك الاحتراق المفاجئ، كأنهما انشطرا وتم لحامهما مرة اخري ، ثم ثمار متفحمة التصقت علي كفيهما الصغيرتين .
    كانت الفاجعة تلجم الامهات ، حتي تلك الدموع التي تقف في المقل تأبي ان تنحدر، كن يضربن علي صدورهن وبطونهن التي انجبت وارضعت من ستأخذه الصاعقة.
    هدات السماء معلنة رضاها بهذا القربان، تبعثر الرجال، اسرع احدهم الي فناء الرقص ساحبا اكبر الطبول ضاربا عليه برتابة معلنا النبأ في كل القرية والقرى المجاورة، بعد قليل انحدر الناس من كل مداخل القرية مشاركة في العزاء.
    النسوة تراقبن ام الطفلين اللتان كانتا تتدحرجان علي الارض حتي لا تؤذي حداهما نفسها ، تم تمديد الجثتين والقاء ورق الموز عليهما لحين تجهيز القبر... قبرا موحدا خلف اكواخ والدتا الطفلين.
    تفلت جدة اولير لعابا داكنا بفعل التمباك علي رأس حفيدهاالمحبوب قائلة: اشكر من جعلك تنام في هذا الوقت بالذات فقدانقذك النوم من موت محقق ، ويعلم الله اذا مت لكنت لحقة بك لا محالة لذا ستنام كلما بدأت الامطار في الهطول مدي حياتك .
    خرج اولير داعكا عينيه وهو يسمع النسوة، القي نظرة علي ورق الموز محاولا اختراقها في فضول طفولي عنيد، حاولت اخريات دفعه بعيدا ، واخريات ازددن عويلا ودحرجة علي الارض، خاصة والدتا الطفلين ، وسط دهشته تلك كان صوت الرعد يقترب والسحب تحبو بثقل علي جدار السماء برقت السماء فجأة مصدرة رعدا منتزعة الجثتين من تحت ورق الموز ، والقتهما بعيدا كأنها تكشف لاولير ما حاول الاهل اخفاءه، صرخت النسوة واخريات ركضن صوب اكواخهن ، شرعت الجدات بفعل بعض الطقوس لزجر الصاعقة ، كن ينثرن الماء والتراب في كل الاتجاهات، واكبرهن سنا كانت تقول :
    اهدي ايتها الصاعقة... اهدئي ايتها الارواح .. يجب ان تعلمي بانك فطرتي قلوبنا.. فيكفي ذلك دعي الطفلين بسلام.. وهيا ارحلي .. ارحلي بعيدا وخذي دماء ضحاياك بعيدا.. بعيدا عن هنا.
    هدأت السماء كأنها سمعت هذا الرجاء الاقرب الي اللوم ، ارتمي اولير في حجر جدته باكيا مرتعد الاوصال وذاك الشريط الاسود يتقافز امام عينيه، هذا يعني الموت! موت صديقيه يعني انهما لن يلعبامعه لعبة الاستخباء، الموت يعني انهما لن يزجرا الطير من المزارع وهم يعلمون الببغاوات الشتائم المصاحبة لاسماء اصحاب مزارع الفاكهة البخلاء لذين لا يسمحون لهم بأكلها ، ويغرقون في الضحك عندما يسمعون صاحب الاسم يتبادل الشتائم مع الببغاوات مرشقا اياها بالحجارة خلال تجهيز القبر كانت الجثتان تنتفضان مع كل خطفة برق تحت ورق الموز، ارتدت والدتا الطفلين جلود حول حورتيهما تعبيرا عن الحزن، تم الدفن في صمت مهيب اذ يجب ان يتم الدفن دون بكاء، اطبق السكون علي المكان سوي من نهدات اولير في حجر جدته وهو يراقب قملة ضخمة تزحف بتكاسل ثم تختفي بين طيات تنورتها.
    امطرت السماء مرة اخري بعد الدفن ، وصوت الرعد يبتلع نواح النسوة المتعب، ابتل القبر، والصاعقة لا تريد ترك ضحاياها كما طلبت منهاالجدات، كأنهما مشدودان نحوها بخيوط خفية، كلما ارعدت كان القبريرتفع ويخمد مع زجر الجدات واستنكارهن، استمر ذلك عدة مرات، فتبدو الارض كأنها تتنهد وهي تحاول التمسك بجزئها الذي عاد ، الجزء الذي تحاول السماء انتزاعه ورميه في العراء ، صاحب هذا الصراع تشقق القبر كما التربة الخصبة .
    ماتت الجدة بسرها ، كبر اولير كان يغرق في لعنة جدته كلما هطلت الامطار، وفي نومه كانت الاحداث تتواتر علي ذهنه، كان يعيشها كأنها تحدث الان، احيانا كان يأتي محمولا علي كتف اصدقائه عندما ينام في رحلة صيد اواي مكان اخر. كانت امه تراقبه وتوصيه بانه اذا احس بقرب المطر يجب ان يعود البيت، ولكنه كثيرا ما يندمج مع اصدقائه ينسي حتي تداهمه الامطار وسرعان ما ينام لتعود به الذاكرة اللعينة الي عمر السادسة.
    كان قويا لا يعجزه شئ مما يفعله الشباب، يرقص بكل طاقته فينال بذلك اعجاب الفتيات اللائي تتدافعن ليراقصهن. يجيد السباحة كأنه من سكان النهر، يتسلق الاشجار مثل قرد، الكل يستقبله باستحسان لسماحته مع الكل، كان عيبه الوحيد النوم عند هطول المطر.
    نمت مكان القبر شجرة عرديب اكثر ضخامة من تلك ذات ثمار حلوة، الكل يأكل منها عدا اولير الذي كان يري فيها لمعة عيني صديقيه، يلمح في تمايل اغصانها مرحهما وشقاوة طفولتهما ، فهي وليدة ثمار كانت له، ثمار انطوت وتغذت عليهما فكيف يأكل صديقيه؟! يشتم منهارائحة دمائهما المحترقة التي ستلتصق في مؤخرة حلقه للابد؟ كان يحاول
    النسيان عندما تغفو عنه السماء، ولكن .. ! اخذته امه للعرافة شاكيةما يصيب ابنها عند هطول المطر ، كانت العرافة معطية ظهرها لهم وجسمهاملئ بالاحجبة والتمائم، احس اولير بالتقيؤ عندما اخترقت تلك الروائح الغريبة انفه، واضطرب عندما لمح ثعبان كبير يقبع في قرعة كبيرة، وقرعة اخري مليئة بالدماء وطائر غريب يصدر اصواتا ادمية، نطقت العرافة باسمه كانها تعرفه عن كثب وسالته بما يحس به اثناء هطول المطر حكي لهاكل شئ، بعد ذلك اصدرت بعض الاصوات المخيفة الابخرة تتصاعد نحو السقف المخروطي ، اعطت الاوامر للطائر الغريب الذي طار خارجا ثم عاد بعد قليل ليخبرها بان الجدة هي التي لعنت حفيدها خوفا عليه ، طلبت العرافة معزة سوداءوبقرة حلوب ، علي ان يتم العلاج غدا صباحا قبل شروق الشمس.
    خرج اولير من ذلك الكوخ والعرق يتصبب منه في غزارة وتنفسه اللاهث يلفح انفه، كان اصدقاؤه في انتظاره في فناء الرقص ، سألوه عن ما دار طمأنهم بان العلاج سيتم غدا صباحا قبل شروق الشمس اطلق بعضهم صياحات فرح واخرون احتضنوه تعبيرا عما يجيش في دواخلهم من خير تجاهه.
    كانوا علي استعداد لرحلة صيد في الغابة، حاملين الرماح والفؤوس والسكاكين، خرجوا من القرية تاركين خلفهم النسوة منهمكات في اعداد الطعام والمريسة المصنوعة من الذرة النابت في جو احتفالي.
    اختفت القرية في خضم من الخضرة، وقد توغلوا اكثر نحو الغابة، يغنون اغاني زنجيةمشبعة بكلمات القوة والشجاعة ناسين بذلك قسوة المسافة والحشائش المؤذية بدأت الحيوانات البرية تظهر وتختفي بين الحشائش الطويلة وهم يزدادون حماسا وحذرا، في قمة نشوتهم تلك تلبدت السماء بالسحب ، وذلك الكائن خلف الافق يصدر زئيره ، ارتبك اولير وقرر العودة ، علم اصدقاؤه السبب قائلين لن تعود فان القرية علي مبعدة من هنا وسوف تصادفك الامطار في الطريق ، لذا يجب ان تكون معنا، فلا تنزعج اذا نمت ،عموما فهو اخر يوم لهذه اللعنة فدعنا نستمتع ونحن نرفعك علي اكتافناللمرة الاخيرة، فلن نحملك بعد اليوم، ضحك الجميع وفي عيونهم ذلك البريق الصادق الذي يؤكده حبهم له.
    اعترضهم نهر كبير ينحدر من قمة جبل عالي ذا مياه قوية، قرروا اجتيازه الي الضفة الاخري ، لان الحيوانات الكبيرة تقبع هنا مثل الجواميس والغزلان والافيال. سألهم اولير عن اجادتهم للسباحة منبها اياهم الي قوة اندفاع النهر، استعرض بعضهم عضلاته مؤكدا قدرته واخرون اظهروا عدم ثقتهم بانفسهم، كانت نتيجة ذلك ان قسمهم اولير الي فريقين ، القي الفريق الاول بانفسهم في النهر واولير خلفهم للانقاذ، كان يساعد من يفقد السيطرة علي الامواج، حتي اوصلهم الضفة الاخري، عاد كانه يسبح في الهواء ليفعل المثل مع الفريق الثاني، ثم عاد لاخذ بعض الرماح والاقواس والسكاكين والاسهم، لبس الاقواس متقاطعة في صدره، غرس السكاكين في حزامه الجلدي حول خصره، امسك بالرماح والاسهم وقفز في النهر ضاربا الماء بيده وارجله وهو في سباق مع المطر ، كان صوت اصدقائه المشجع يصله ضعيفا مع هدير الماء، بدأت القطرات تتقافز علي سطح النهر ثم تذوب واولير يشق الماء بكل قوته ، ولكن الامطار انهمرت فجأة والبرق يرسم تصدعاته في السماء مرسلة لهبا علي قمة الجبل. بدأت اطرافه تسترخي وهو يصارع اقوي اثنين، مياه نهر هائج ولعنة الجدة، كانت الامواج تتقاذفه مثل قطعة فلين، عندما تنهض فيه غريزة الحياة كان يحرك يده التي ثقلت وصارت مثل هراوة كبيرة مشدودة نحو القاع، يحركها كأنه ينفض عن ذهنه تلك الذاكرة التي بدأت تزحف مثل سم نحو عقله كان صوت الرعد يصم اذنيه والبرق يعمي بصره، لا يسمع اصدقاؤه الذين بهتوا عندما ابتلعته الامواج والنهر مثل حيوان ضخم يتقلب في مرقده مبتلعاكل شئ حتي جذوع الاشجار ، واولير في احضان الطبيعة يتحول الي طفل في السادسة يتنهد في حجر جدته ذات الرائحة النفاذة وهو يراقب قملة تزحف متكاسلة ثم تندس بين طيات تنورتها ، وذلك اللعاب الداكن يثقل فروة رأسه،فأس يهوي من السماء شاطر شجرة الي نصفين ثم نزيف دخاني وسائل اخضر،جثث تتدحرج وقبر متشقق.
    تركوه هناك نائما نومته الابدية ، غارقا في لعنة جدته ، والنهر يأخذه بعيدا بعيدا عن انشودة المطر، بعيدا عن القرية المحاطة بالغابة والسماء بعيدا عن البافرا وورق الموز..

    (عدل بواسطة الجندرية on 08-07-2004, 10:37 AM)

                  

08-07-2004, 10:44 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بحيرة بحجم ثمرة البابا (Re: الجندرية)

    كل شئ فيها كان يذكرني بشجرة الباباي المنتصبة في فناء بيتنا الواسع ، طولها الفارع ، وقفتها المستقيمة رغم شيخوختها.
    لا المس في جدتي أي جماليات ، كنت اراها قبيحة جداً مثل الغوريلا ، شفتاها غليظتان ، رأسها كبير يصلح للجلوس دون أي متاعب ، كان يزين شفتها السلفى ثقب هائل تسده بقطعة من الخشب نحتتها لتكون صالحة لهذا الغرض ، عندما تخرج تلك القطعة فإن لعابها كان يسيل عبره ، أشهر شئ قبيح فيها أنفها الأفطس ، عندما تسمع تعليقاً عن فطاسة أنفها ، كانت تقول دون أي جهد في التفكير : يكفي أنني أتنفس به .
    كنت أرى الافق عبر ثقب اذنها الهائل ايضاً ، الذي اخذ مساحة كبيرة من حلمة الاذن ، وهناك ايضاً ثقب في انفها الافطس ثم مساحة كبيرة من لثتها في الفك الاسفل نتيجة لقلع اربعة اسنان ، اما عنياها فكانتا حمراوتين ، تجثم فوقهما جفون منتفخة.
    الشئ الذى عرفته عن جدتي أن لها مقدرة فائقة لتحمل الالم ، ذات يوم ذهب لتقضى حاجتها في العراء ، عندما عادت كانت تحك كعبها الذى اخذ يتورم شيئاً فشيئاً ، دون أن يبدو عليها الالم ، سألتها في براءة عما بها قال: يبدو أن أفعي لدغتني ، ثم أخذت مشرطاً وفصدت موضع اللدغة كأنها تفصد شخصاً آخر أو كأن المشرط يصنع أخاديده المؤلمة في جسم غير جسمها ، إزددت اضطراباً وأنا اري دماً اسوداً يخرج من تلك الاخاديد ، لتصنع بركة سوداء ، بركة بلون سم ودم. ثم اخذت ترياقاً مثل الحجر ابيض اللون ، وسحقته وبقسوة اخذت تملأ تلك الأخاديد بالحجارة الصغيرة ذات الاثر الحارق في الجروح ، حدث كل ذلك هكذا وانا ابحث عن اثر للالم بين خلجاتها ، فجأة نظرت الي ، كنت منكمشة فإزددت إنكماشاً ، خفت اردت الهرب وأنا أتذرع بإعذار واهية لأنهض من قربها لاني اعرف عادتها ، إذا اخذت دواء أي كان نوعه فأنها كانت ترغمني على اخذه خوفاً من انتقال الداء اليّ. فشلت في الهرب لانها كانت قد اطبقت قبضتها الفولاذية على معصمي ، وبالمشرط صنعت خطين على ظهر يدي وكذا على قدمي ، لم تعطني حتى فرصة الصراخ ، احسسن بألم يتسلل عبر دمي ثم قطرات من الدم تنساب عبر الفتحات الثمانية ، أخذت التريقا ودعكته بنفس القسوة كأنها تريد إدخال تلك القطع الصغيرة عبر أوردتي ، قالت راطنة وهي تمارس قسوتها عليّ وعليها بصوتها الذي بالكاد يشبه صوت النساء:
    - هذا حتى لا تجرؤ تلك الحبائل المتحركة على لدغك إذا رأتك واحدة فأنها لا تقوى على الحركة حتى تذهبي أنت مبتعدة.
    وهذا ما يحدث دائماً عندما اكون وحدي او معها ، ومنذ ذاك اليوم لم تلدغ أفعى أي منا رغم انها كانت تتحرك في كل مكان حتى في فناء بيتنا الواسع الملئ بالاشجار والخضروات وشجرة الباباي ذات الأثداء الكثر والكبيرة ، كانت غرفتنا من القش ذات جدار دائري وباب قصير بحيث يركع من اراد الدخول فيها على ركبتيه وعندما تدخل تلاقيك ثلاثة مدرجات لتنزل الى عمق الغرفة ، وهناك في نهاية البيت حظيرة تضم اكثر من ثلاثين بقرة ، فتزدحم في فتحتي انفك روائح الروث والفواكة والخضروات ورائحة جدتي.
    كنا انا وهي ، في كل هذا الصخب ، عائلة تتكون من جدة وحفيدة ، توفت أمي وهي تلدني ، توفي أبي في رحلة صيد عندما سحقته جاموسة هائجة بقرونها ، أما جدي فقد أعدم عندما قتل أحد الانجليز ممزقاص نحره بالرمح لان نظرات الانجليزي لم ترق له ، بقيت مع جدتي منذ عمر يوم ، أرضعتني حتى العاشرة من عمري كانت ثدياها مثل ثمرة الباباي في الضخامة وما تحوي من لبن طازج ذو طعم غير مفهوم ولكنه جميل. كنت ارضع قبل الذهاب بالابقار الى المرعى وبعد ان أعود فلا اشتاق إلا لثمرة الباباي الموجودة على صدر جدتي ، كنت حينها في الثامنة من عمري ، حضرت ذات يوم ولم اجدها في البيت ، ادخلت الابقار الحظيرة وانا اناديها مرات ولكنها لم تجب اعماني إدماني عن رؤية أي شئ ، ناديتها بأعلى صوتي فردت علي من بيت جارتنا التي كان يفصل بيننا وبينها جدار من البوص والأخشاب.
    - نعم هل حضرتي يا ابنتي ؟.
    رأتني في حالة عصيبة والدموع واقفة على جفوني وانا اقول لها في صوت مخنوق بالعبرة والغضب.
    - اسرعي اريد ان ارضع.. قلتها بصوت حازم وفي غيظ ، فتأتي وتجلس على الحصير ، أتناول ثديها في نهم ولهفة غريبين ، متجاهلة تعليق جارتنا وهي تضحك علينا ومؤنبة جدتي على كيفية نهمي على الرضاعة في هذا العمر المتأخر.
    لم تكن جدتي ترتدي أي شئ ، سوي جزء ضئيل من الجلد مكون من قطعتين ، معلق بحبل جلدي لفته تحت السرة يتدلي من الامام ومن الخلف ساتراً عورتيها ، انا حتى ذاك العمر كنت أتساءل لم تضع جدتي تلك الفروة في هذه المواضع ، لم لا تكون مثلي ؟.
    عندما بلغت العاشرة من عمري حدثت تغيرات أثرت على مجري حياتي ، صنعت لي جدتي شريحتين من الجلد لأغطي المواضع التي تسترها هي ، ومنعتني من الرضاعة ، كانت أيام صعبة ، كنت لا أنام الليل أشعر بلهفة عارمة لأرضع ، كما أشعر بنفس الرغبة لأتعرى ، عشت أياماً لأتخلص من هذه المشاعر المخجلة ، كنت أعود اليها كلما سنحت لي فرصة ، مثلاً .. عندما تسكر جدتي بذلك الخمر البلدي مع صديقاتها العجائز ، كانت لا تدري من الدنيا شئ ولكنها كانت تتعبني جداً ، خاصة بعد ذهاب صديقاتها ، بعد صخب من الرقص والغناء الفاتر ، كانت تتكلم مع الموتى مثلاً كانت تقول لأمي: أنت يا ربيكا يا إبنتي لولا خوفك من الولادة وربطك الولادة بالموت لما مُتي .. وأنت يا ماريو فقد قتلك التحدى رغم خوفك ، اما انت يا زوجي العزيز فقد قتلك جهلك ، ثم تلتفت الىّ قائلة وقد ألتوى لسانها في الحديث وعيونها أكثر إحمراراً وجفونها متورمة لدرجة الانفجار ، وهي تحرك تلك القطعة الخشبية التي اصبحت جزء من شفتها المترهلة اكثر من ما ينبغي بلسانها المتحرك في قلق.
    : أتعلمين قصة موت جدك ؟
    : لا يا جدتي.
    رغم أنني كنت اعرف القصة واحفظها عن ظهر قلب ، إلا ان ردي لا يعني لها شئ ، سوى كان بلا أو نعم ، لانها كانت ستسردها في الحالتين ، ثقل لسانها وأخذت الكلمات تخرج ملتوية ومقطوعة ، كنتُ اسمعها كأنها محشورة في قلة كبيرة ، فيخرج صوتها بعيداً .. قوياً .. ومشوشاً .
    :لقد قتل جدك احد الانجليز في زمن الاستعمار ، فحكمت عليه المحكمة بالاعدام وهو لا يدي ذلك ، كُتب الحكم في ورقة ، وكان عليه ان يقطع مسافة كبيرة لتنفيذ الحكم في مكان آخر ، كان جدك الغبي سعيد لان الانجليز اعطون ورقة وقالوا له اذهب سوف يلقاك أناس هناك اعطيهم هذه الورقة. حمل الرسالة وقد وضعها بين شقي عود من البوص حتى لا تتسخ.
    فصنع لنفسه راية صغيرة ، وهو لا يدري انها راية موته ، عندما وصل نفذ الحكم فمات والدهشة مرتسمة على وجهه الغبي.
    ثم تضحك في هستريا وتعيد القصة مرة أخرى بعد السؤال ذاته ، وبعد دهر من الكلمات والجمل الملتوية ، ثم تباعد بين الجمل وتباعد بين الكلمات يليه تباعد بين الحروف ، ثم صمت وأنفاس ثقيلة وشخير مزعج يضج في انحاء بيتنا الواسع بعد ان تبكي على موتاها بنفس هستريا ضحكها حتى تنحدر الدموع على صدرها.
    كنت افرح ويرقص قلبي طرباً ، لاني سأمارس أشيائي التي حُرمت منها دون ان أواجه عيون حمراء أو صوت رجالي يأمرني بالابتعاد.
    انزع ذلك الغطاء الجلدي الساخن والقيه في أبعد مكان ، اقترب من جدتي التي نامت ملقيه اطرافها في كل مكان حتى تلك الشريحتين لا تفلحان في تغطية شئ من جسمها الضخم الممدد على ارضية غرفتنا العميقة ، أتناول ثديها وأشرع في ممارسة رضاعتي في نهم محموم ، عندما امس حلمتها للوهلة الأولى ، اتذوق طعماً مالحاً ، طعم دموعها ، رغم قبحها لم اكن أتقزز منها ، فإني أحبها ، أزال في تلك الحالة وأنا اسمع صوت الرعد بالخارج وامطار غزيرة تضرب السقف المصنوع من القش في اصرار ثائر ، اتجاهل كل هذا الصخب ، صخب الطبيعة المفاجئة ، لاعيش في عالمي ، عالم يتكون من بحيرة في حجم ثمرة الباباي ، بحيرة غزتها الشيخوخة فنضبت وترهلت حتى وصلت السرة.
    ذات يوم وانا اسير خلفها في طريقنا لجلب الماء من النهر ونحن نتخذ شريطاً من الطريق الذى صنعته اقدام البشر بين الحشائش التي تغطي نصفنا الاسفل ، بلغت حينها الخامسة عشر من عمري ، كانت تضع قلة كبيرة سوداء على رأسها الكبيرة ممسكة بها بيدها اليسرى فيظهر شعر أبطها الاحمر الذي احترق بالعرق ن وانا ارى الافق عبر ثقب اذنها ، وأعدد خطوط الشيخوخة التي اصبحت واضحة في مشيتها السريعة المتعثرة ، وترهل بطنها وثدياها اللذان عندما تصطدمان بالبطن تصدران صوت كالتصفيق في حالتي المشى والرقص.
    كانت كغير عادتها ، هائمة صامتة ، كنت احاول اللحاق بها بين حين وآخر بهرولة خفيفة، فجاءة توقفت لان هناك افعى ملونة ترفرف حولها فراشات تحمل ذات الالوان الطيفية، اندهشت لذلك وقلت مازحة: منذ متى تقف جدتي لرؤيتها أفعى؟ قالت بعد ان تنهدت بعمق ولاول مرة المح خوفاً مخلوطاً بالحزن قد جثم على اخاديد وجهها الكثيرة والعميقة وقالت:هذه الافعى نذير شؤم .. تابعنا سيرنا دون ان تتحدث احدانا، قالت جدتي بعد ان فقدت الامل في ان تتحدث:
    - أتعلمين أني رأيت جدك قبل ايام ؟
    - في الحلم ؟
    - لا .. بل في الواقع ؟
    - ولكن يا جدتي .. جدي قد مات كيف ترينه مرة أخرى ؟
    - رأيته في صورة تمساح .. ضحكت ولكني سرعان ما صمت عندما رأيت
    الجدية على وجهها.
    -وكيف عرفتي أنه جدي؟
    - من تلك العرجة التي كان مشهوراً بها ، وصفات أخرى اعرفها أنا فقط ، عرفت أننا نموت بل نتحول الى أشياء أخرى نحمل الصفات التي كنا عليها ، نتحول ولكن دون ذاكرة فجدك لا يذكرني عندما تحول الى تمساح.
    - وماذا تريد ان تكون جدتي بعد عمر طويل؟
    - لا ادري الى ما سأتحول ، ولكني أتمنى أن اتحول الى نسر.
    - ومنذ ان ماتت جدتي وعلاقتي بالنسور قوية ، كلما ألمح واحداً أتمله في تحلقه عسى ان اجد بعض صفات جدتي، ثدي بحجم ثمرة باباي، عيون حمراء، جفون منتفخة، ولبن بطعم الملح.

    ستيلا قايتانو
    15/6/1998م
                  

08-07-2004, 10:49 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: الجندرية)
                  

08-07-2004, 10:54 AM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: الجندرية)

    بنت أمي يا حبيبه ،
    يا أماني يا تراثيه ،

    كامل الشوق ، و مجمل الشكر على هذه الإضاءات الحميمه ..

    ستيلا ،
    تنساب كالتيار الوابلي الفكتوري لهذا النهر الحياة ، أو الحياة النهر الذي يأسرنا بنقائه ، و انتقائه للذي يجمع ..


    آآآآآآآآآآآآآآخٍ من السرد الحياة ، و حياة السرد !!!
                  

08-07-2004, 11:02 AM

عاصم الحزين
<aعاصم الحزين
تاريخ التسجيل: 09-26-2003
مجموع المشاركات: 538

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: منوت)

    يا سلااااااااااااااام
    تعرفي ياجندريه
    سأحرضها صديقتي استيلا لتأتيكم فهي معنا هنا و يمكنها الكتابه
    و
    سلام حتي مطلع الامر
                  

08-07-2004, 12:26 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: عاصم الحزين)

    أراك يا جندريه حفيه بالناس , وهذا نفس انساني جميل , وروح بصيره ..
    ان ما تفعلينه وتكتبينه وما مفاده حنان خالص يدعم بشكل لا تتصورينه
    كل هذا المجموع من الصبايا والشباب الذين يتعاطون مع الدنيا دي
    بالفن والحب ..
    أتمنى لك حياه وثيره ..
    وساقيه دايره

    والسلام آمان ...


    طلال

    (عدل بواسطة طلال عفيفي on 08-08-2004, 08:03 AM)

                  

08-07-2004, 12:34 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: طلال عفيفي)

    ستيلا ..
    بنت تكتب بدفقه قويه ومتماسكه,وجميله ..
    أجمل ما في كتابة هذه البنيه ان كتابتها بريئه وطاهره , بريئه من التوجه ,
    وطاهره بحيث أنها كتابه لا تلوثها الثقافه ولا تعتريهامفاهيم .. كتابه طيبه ,
    وحكي قوي وعروقه نافره ..
    ........................
    ستيلا وشم جميل على جسد الحكايا ..



    طلال

    (عدل بواسطة طلال عفيفي on 08-08-2004, 08:04 AM)

                  

08-10-2004, 12:49 PM

الحسن بكري

تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: عاصم الحزين)

    أكملت للتو القصة الأولى.
    يا لصدق هذا السرد. رغم أنني كنت أتوقعه، لا شي سييعزيني في موت أولير، لا شئ. الساعة الآن تقترب من منتصف الليل. سأذهب لأنام نوم الحزانى المكلومين، يا استيلا.
                  

08-10-2004, 09:33 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: الحسن بكري)

    أريت استاذنا الحسن
    نتوقع عودتك لقراءة القصة الثانية

    ودعواتك معانا لهطول خريف ستيلا
                  

08-07-2004, 09:33 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: الجندرية)

    ود امي الحبيب
    عاصم الحزين
    طلال عفيفي

    شكراً لإصطفافكم
                  

08-08-2004, 02:53 AM

Elkhawad

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: الجندرية)

    الجندرية مشتاقين والله

    (عدل بواسطة Elkhawad on 08-08-2004, 02:54 AM)

                  

08-08-2004, 10:32 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: Elkhawad)

    بالاكتر يا خواض
    حمد لله بالسلامة والجابك يجيب عقابك
    ناس ديكو ود عزة وباقي الدفعة
                  

08-09-2004, 08:57 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: الجندرية)

    يا خريف ستيلا يا

    (عدل بواسطة الجندرية on 08-09-2004, 09:37 PM)

                  

08-09-2004, 09:44 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: الجندرية)

    ***
                  

08-09-2004, 11:24 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: الجندرية)


    الأخت الجندرية

    لك الشكر لتفقد الاعزاء وحثهم على العودة ودعينا نشاطرك ونحاول اثارتهم لكى يعودوا لنا ويواصلوا ابداعهم الذى بدأوه ونحن نود له ان يستمر ويكتمل بيننا ومعنا ..

    يوم شكرك ان شاء الله ما يجى



    Quote:
    اولير» اسمه يعني العراء، ذلك لان امه انجبته هناك عندما داهمها المخاض وهي تحتطب ، بلدته محاطة بالغابة والسماء



    Quote:
    بدأت النسوة نصف العاريات في التحرك مثل سرب النحل، يشرعن في نقل ما نشرنه من بافرا وذرة نابت الي داخل الاكواخ،

    Quote:
    جلس الرجال تحت سقيفة ضخمة تجاور ساحة الرقص تتوسطهم مدفأة من الاخشاب الجافة لاشعالها عند هطول الامطار في صخب من الضحك والغناء،


    Quote:
    عالم اخر طفولي ، تشده شجرة عرديب ضخمة مغرية اياه بالثمار الرطبة التي تساقطت بفعل الرياح، بعضهم كان باسطا ذراعيه مثل طائر منشدين اغنية المطر:
    ما ترا تالي.. سكي سكي ما تجي .. ماترا تالي.. سكي يكي ما تجي .

    Quote:
    النسوة تراقبن ام الطفلين اللتان كانتا تتدحرجان علي الارض حتي لا تؤذي حداهما نفسها ، تم تمديد الجثتين والقاء ورق الموز عليهما لحين تجهيز القبر...


    Quote:
    تم الدفن في صمت مهيب اذ يجب ان يتم الدفن دون بكاء، اطبق السكون علي المكان سوي من نهدات اولير في حجر جدته


    Quote:
    نمت مكان القبر شجرة عرديب اكثر ضخامة من تلك ذات ثمار حلوة،


    Quote:
    كانوا علي استعداد لرحلة صيد في الغابة، حاملين الرماح والفؤوس والسكاكين، خرجوا من القرية تاركين خلفهم النسوة منهمكات في اعداد الطعام والمريسة المصنوعة من الذرة النابت في جو احتفالي.


    Quote:
    اعترضهم نهر كبير ينحدر من قمة جبل عالي ذا مياه قوية، قرروا اجتيازه الي الضفة الاخري ، لان الحيوانات الكبيرة تقبع هنا مثل الجواميس والغزلان والافيال
                  

08-10-2004, 01:15 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: الجندرية)

    Quote: يوم شكرك ان شاء الله ما يجى

    وانت كمان يا عمدة
                  

08-10-2004, 09:44 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: الجندرية)

    ***
                  

08-12-2004, 04:16 PM

تراث
<aتراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: الجندرية)

    استيلا تظل فوق . ويذهب الزبد جفاء .
                  

08-19-2004, 10:54 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: تراث)

    ابو العيال
    كتر خيرك على الدفرة
                  

08-19-2004, 12:39 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: الجندرية)

    الجندرية

    لك لاستيلا الود والتقدير..هكذا انت من كل زهرةٍ رحيق
    قليلون هم الذين يبقون في دواخلنا عبر حكاياهم كاستيلا..قرأتها واستغرقتني الحكاية تماما.زشكرا لكل هذ الدفق الرائع من الجمال
    لك ولها الشكر
    وليتها تكون بيننا ياعاصم


    عبد الله جعفر
                  

08-20-2004, 06:06 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: Abdalla Gaafar)

    عبد الله جعفر
    شكراً لاصطفافك
    وليتها تأتي

    يا عاصم والمهندس
    يدكم معانا بالله
                  

08-28-2004, 09:51 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: الجندرية)

    ***
                  

08-29-2004, 02:16 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: الجندرية)

    العزيزه الجندريه
    شكرا لهذه التحفة استيلا فايتانو

    تخريمه
    هل هي ذات الطالبه قبل سنوات في كلية
    العلوم جامعة الخرطوم
    ودمتي
                  

09-09-2004, 11:15 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خريف ستيلا فايتانو : تعالو / ن نستستقي عساه يهطل (Re: الجندرية)

    العزيز خضر
    وشكراً لحضورك

    اعتقد نعم
    فستيلا عضوة البورد طالبة بجامعة الخرطوم وعضو الاتحاد ايضاً
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de