وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 01:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة البروفسير على المك
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-27-2003, 09:03 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك

    الخصائص الأسلوبية عند على المك - قراءة في :

    وهل أبصر أعمى المعرة .. ؟

    على المك من أصحاب الأساليب المتميزة في السودان ، وعندي أن موهبة الكاتب الحقيقية تتجلى في تفرده في الأسلوب . ومن أبرز الخصائص الأسلوبية التي تميز طريقة على المك في الكتابة هي خاصية السخرية والتهكم ، والسخرية عنده ليست السخرية التي تثير الضحك لكنها التي ترغمك أن تبتسم وتجعلك تفكر وتعيد النظر في الحياة من حولك وتراجع حساباتك في أشياء كنت تعدها من البديهيات . بمعنى آخر أن السخرية تتحول عند على المك تتحول إلى " سلاح نقدي وإلى أداة للرفض والاحتجاج

    التقديم والتأخير والاستدراك

    وخاصيتا التهكم والسخرية سجيتان مجبول عليهما على المك ولا يقتصر عليهما أسلوبه في الكتابة فحسب بل يميزان أسلوبه في الحديث والمؤانسة أيضا . وقد حباه الله إلى جانب ذلك بصوت متفرد ونادر ، يتصف بالعمق والصفاء والدفء ويشيع في نفس سامعه الثقة والأمان . وهو على الرغم من الصرامة التي تبدو على ملامحه وعلى الرغم من سحابة التجهم التي تنعقد أحيانا فوق جبينه إلا أنه ينطوي في قرارة نفسه على سخرية هادئة وأريحية جذابة جعلته محبوبا بين الناس ، فتجمع من حوله الأصدقاء والمعجبون من مختلف الأجيال والأعمار والفئات

    وأسلوب على المك في الكتابة يجمع بين جزالة اللغة ورصانتها ، وبين التعبير الحي المعاصر. ومن أبرز الأساليب البلاغية عنده ، بلاغة التقديم والتأخير مثل تقديم الخبر على المبتدأ وتأخير الفعل وتقديم الفاعل والمفعول به . والذين لهم علم بأسرار البلاغة يدركون ما لهذا الأسلوب من أثر فني في نفس المتلقي كذلك نجده يكثر من الاستدراك واستخدام الجمل الاعتراضية

    المونولوج الداخلي

    أما من حيث الصياغة الفنية فقد برع على المك بصفة خاصة في توظيف تكنيك المونولوج الداخلي أو تيار الوعي أو الشعور كما يقول علماء النفس ، وقد ساهم بذلك مساهمة مقدرة على تطوير أسلوب القصة السودانية القصيـرة التـي كانت في الماضي تقوم على السرد والوصف الخارجـي للشخصـيات بواسطـة الراوي العالم بكل شئ . والمونولوج الداخلي ما هو إلا حديث النفس للنفس حيث تتداعى الخواطر والذكريات دونما ترتيب ، يتداخل الماضي والحاضر في غير ما ترابط زمني للأحداث . والضمير الغالب في أسلوب المونولوج الداخلي هو ضمير المتكلم حيث يحكى الراوي عن نفسه ، إلا أن على المك كثيرا ما يمزح بين ضمير المتكلم وضمير المخاطب وما المخاطب هنا سوى نفسه . فهو من فرط سخريته يحول ذاته إلى الموضوع يخاطبها ويتهكم عليها اا

    وقد انتشرت طريقة المونولوج الداخلي أو تيار الشعور في عشرينات هذا القرن نتيجة ازدهار علم النفس وتطوره على يد فرويد وتلاميذه من بعده . ومن رواد هذا الأسلوب في فن القصة القصيرة والرواية مارسيل بروست ، جيمس جويس ، وفرجينا وولف وكاترين مانسفيلد .

    وسوف نحاول إبراز هذه الخصائص الأسلوبية التي أشرنا إليها من خلال تناولنا لكتاب على المك ( وهل أبصر أعمى المعرة ) ويضم الكتاب بين دفتيه تسع نصوص في شكل خواطر ، وعلى الرغم من أن الكاتب لم يسمها إلا أن بعضها أقرب إلى القصص منها إلى الخواطر ، لا سيما قصة ( الشرب في كوب خشبي ) التي نشرها ضمن مجموعته القصصية ( الصعود إلى أسفل المدينة ) والتي أعتبرها أنجح قصة كتبها على المك على الإطلاق .

    النص الأول ( آه لو عندي بساط الريح ) يصور فيها الكاتب معاناة الفنان في الخلق والإبداع ويعبر فيها عن رغبته العارمة في احتواء العالم وإعادة صياغته وتغيير نظام الأشياء ، لذلك فهو يتمنى لو كان رساما على الأقل . فالرسم في رأيه أصدق أنواع التعبير ، الرسام يشبه الصانع لأنه يستطيع أن يشكل الأشياء كما يريدها أن تكون لا كما هي في الواقع وهو ليس رساما لكن سيحاول على أية حال : ( أبدأ باللون البني ومشتقاته فكل أهلنا الوانهم بنية يستخدمون كلمة " سمر " تظرفا وخوفا من الحقيقة ، هذه وجوه أناس أعرفهم ولا أعرفهم .. كلهم متجهون إلى غير ما هدف أحيانا أنسى أن أصور لهم عيونا وقد أنسى أن أصور لهم آذانا تسمع لماذا، لأني لا أريد لهم – وأنا صانعهم – أن ينظروا إلى ما أنظر أو يسترقوا السمع ، وعلى كل فهناك أشياء تميز هذه الوجوه فهي مسطحة ، أنوفها فطساء ، شفاهها غليظة ، شعرها خشن ، وأنها جميعا بلا استثناء عابسة ، دائمة العبوس فقد اكتشفت أنني لا أستطيع رسم ابتسامة على شفتين ، ولا ضوء بسمة يشع على وجهه .

    تستطيع أن تصور اليأس ، لكنك لا تحس به يسحقك كل يوم مرات ، يجثم على صدرك ، مرافقك ، صديقك ، ظلك ، وهو لهذا ثابت ، دائم غير متحرك ، إن كنت تحس به فأرسمه أو فأصمت اا

    غمست الفرشاة في اللون الأصفر أحس أن بفرشاتي ظمأ لاغبا للون الأصفر . قالوا ذلك لون الموت . ومن منكم رأى الموت فعاد يصـف لونـه ، لا أحد رآه .. لا أحد " ا

    رغبة في تغيير العالم

    وتبلغ رغبة الكاتب في تغيير العالم عنفوانها حينما يقول : ( أريد أن أرسم برج بيزا المائل ، لا أريد أن أرسمه مائلا بل أريد أن أرسمه أما صائرا إلى اعتدال أو أن يستريح ويريح . ولا شك أنه خالد إلى راحة يشتهيها من قرون ، وأنا أنوي أن أحقق له هذه الراحة فألقيه على الأرض كتلا مهشمة من الأحجار والطوب ولتصبح في الدنيا ست عجائب ، سئمت الأهرام وأبا الهول ، هم في الصحراء منذ نشأت الصحراء ، فلتصبح للدنيا أربع عجائب ، ولماذا تكون عجائب الدنيا بالضرورة سبعا والسموات سبع سماوات والأرض كذلك ؟

    أتمنى أن أعد عجائب جديدة للدنيا . فأولاها ليس برج بيزا المائل ، ولا حدائق بابل المعلقة ولا برج أيفل أو الأهرام . أولى العجائب النفاق وثالثها النفاق وسابعتها النفاق اا فهل تستطيع أن ترسم يا شجرة بلا ثمار ؟ ) .

    أما ( الشرب في كوب خشبي ) فهي من القصص الناجحة جدا بل أظنها أنجح قصة كتبها على المك على الإطلاق . والغريب أن على المك لم ينشرها أول الأمر كقصة . وحتى في كتابه ( مختارات من الأدب السوداني ) نشرها في باب المقالات ولم ينشرها كقصة إلا مؤخرا في مجموعته القصصية ( الصعود إلى أسفل المدينة ) . وأذكر أنني قبل أسابيع من رحيله ذهبت إليه في مكتبه بوحدة الترجمة والتعريب بجامعة الخرطوم وأخبرته أنني اخترت قصته ( الشرب في كوب خشبي ) من ضمن القصص التي اخترتها للنشر بالعدد الخاص الذي سوف تصدره مجلة ( أدب ونقد ) المصرية عن الأدب السوداني – صدر العدد في أبريل 1991 - فوافق على الفور وعلق بحماس شديد قائلا ( دي قصة عجيبة ) . فعلا أنها قصة عجيبة فأنا لم أقرأ حتى الآن أي قصة سيريالية تضارع هذه القصة ولا أعرف قصة ينطبق عليها وصف سيريالية كما ينطبق على هذه القصة .

    قصة عجيبة

    والقصة عبارة عن رؤيا منامية . وبما أنها رؤيا فأنها كتبت بأسلوب لغة الحلم الذي لا يخضع للترابط المنطقي بين المشاهد والصور . وقد تجلت في هذه القصة براعة على المك القصصية وإتقانه لأدوات التكنيك القصصي من حوار ودراما ووصف كما وصل فيها أسلوب التهكم والسخرية عنده إلى مداه .



    والقصة عصية على التلخيص ، ولا مندوحة للقارئ من الرجوع إليها والاستمتاع بها كاملة ولكنا نورد هنا بعض المقاطع التي تبرز الخصائص الأسلوبية التي أشرنا إليها آنفا .

    ( أعلن على رؤوس الأشهاد أن الدنيا كروية ، لهذا تعذب جاليلو ولأنني الآن أقول مثل هذا الكلام أتعذب ، وإن كانت الأرض ، ، أم هي الدنيا كروية أو مسطحة ، منبسطة فليس هذا موضوع نزاع ، ولا هو بمحل نقاش اليوم والساعة واللحظة ، وهب أنها تدور ؟ ومن أدراك أنها تدور فلو كانت تتحرك وتدور لفظتنا إلى شمالها المتجمد أو جنوبها السحيق اا

    والدنيا حالها هو حالها منذ أن عرف غاليليو دورانها واستدارتها إلى يومنا هذا ومن قبل أيامه تلك تدور ، وتدور أو لا تدور ، ألم تسمع من يقول هكذا حال الدنيا ؟؟ ويقال مثل هذا دائما في الموت والفواجع . قل لي : ولم يذكر الناس حالها حين تلم بهم المصائب وينسون ذلك الحال حين تغمرهم السعادة من كل جانب ؟ غريب أمر البشر . غريب والله أمرهم اا

    رأيت فيما يرى النائم شجرة وارفة الظلال ، تقوم على قبة الأفق فوق جزء من الأرض لا هو مستدير ولا هو منبسط . " حلم الجوعان عيش " كما يقولون ، فالشجر الوارف الظلال أندر من أسنان الدجاج هذه الأيام . ولن نستغرب أن طلع علينا رجل فاسق أو غير فاسق بنبأ " أن بين دجاجاته العشر دجاجات ذوات أسـنان " .

    أما ( الهاتف في هدأة الليل ) فهي كذلك أقرب إلى القصة منها إلى المقالة أو الخاطرة ويدور الصراع فيها في نفس الكاتب بين الخاص والعام وقد وظف فيها الكاتب تكنيك المونولوج الداخلي توظيفا موفقا واستخدم هذه المرة ضمير المخاطب وما المخاطب هنا سوى نفسه .. ( دفنت نفسك بل روحك في الكتب القديمة والصفراء وما أغنتك الكتب القديمة والصفراء عنها . ثم عدت دفنت وجهك بل روحك في الكتب الحديثة والبيضاء وما شغلتك الكتب الحديثة والبيضاء عنها . ثم عدت أشحت بوجهك وروحك عنها جميعا . إذ لا يمكن أن تصبح نعاما من البشر أو بشرا من النعام ) اا

    وبينما هو مستغرق في تأملاته في هدأة الليل يقطع عليه رنين جرس التلفون فجأة حبل أفكاره فيقول في نفسه قبل أن يرفع السماعة ، لابد أنها فاجعة وتمر بذهنه صور من يرشحهم للموت من الذين هدهم الصراع الرهيب . هل هي قريبته التي لا تفتأ تسأله كل صباح عن الزواج ؟ أم أنها " الدلالية " تلك المرأة



    الثمينة البدينة التي تبيع الثياب والحلي في الحي ، ولكن ما صلته بالدلالية حتى يوقظه هاتف موتها ؟ ومن الذي مات إذن ؟ عبد السميع خال أمه الذي بلغ التسعين وأحتاج سمعه إلى ترجمان .

    وأخيرا يرفع سماعة التلفون فيأتيه صوت كأنه النسيم المنعش في الصيف القائظ صافيا حلوا . " صاحي ولا نايم أوعى أكون صحيتك ؟ " وهنا يحتدم الصراع بين الخاص والعام في نفس الكاتب ويدخل في حوار مع ذاته . " أيهذا الصوت . كم تشتاق إليه العيون أيشغلك الصوت وصاحبة الصوت إلى هذا الحد ؟ ألم تكن تنوي كتابة رسالة في ذم بعض من عرفت من التجار أين هي الرسالة أم أنك صالحتهم نتحدث عن الاشتراكية فيتحدثون عن قفل باب الاستيراد . وعن السوق الميت ويذبحون المشتري المسكين على مذبح الجشع تكلمهم عن المستقبل فيتحسرون على أيام " هونغ كونغ " وسلع " هونغ كونغ " ثم يذكرون الصين . يذمون ، نظام الحكم فيها ويكسبون ذهبا من معلباتها وقمصانها السكروتة " .

    وهكذا يبدأ الهم الخاص يتراجع أمام الهم العام ( إنك لا تحس بالأسى . أتستطيع إصلاح العالم حولك أم أنك تعبث عبثا لا طائل تحته . والقلب الذي في صدرك . قليلة هي القلوب التي في ، فالقلوب ذاتها قد غيرت مواقفها بالأجساد ولم تعد ترضى لنفسها بقاء في الصدور . وربما لهذا وحده أصبحت تخفق بإيقاع آخر … ألم تكن تنوي كلاما في بعض من عرفت من التجار ) .

    أرق المثقفين

    وفي ( الأرق والملهمات ) يصور الكاتب معاناته مع الأرق . والأرق من سمات العصر وينتج عن القلق والتوتر النفسي ، الذي يصيب أكثر ما يصيب المثقفين . لا سيما الأدباء والفنانين إذ أنهم أكثر إحساسا بتناقضات الواقـع مـن غيرهـم . ( حين وصلت بيتي بعد منتصف الليل ، سمعت ديكا يصفق بجناحيه ويصيح . وتبعه آخر ثم ثالث وإن كانت الديكة تبدأ بالصياح لتعلن عن مقدم الصباح كما يقولون فأعلم إذن أن الصباح عند الديكة أمر نسبي وكذا الحق والباطل عندنا . لكني رقدت على سريري وأرقت .

    كاتب ناشئ قابل أرنست همنجواي مرة وقال الكاتب الناشئ فيما قال أنه لم يأرق مرة في حياته ، فهو ينام مرتاحا في أي وقت يشاء . ومن هنا فقط حكم عليه همنجواي بأنه غير فنان . ذلك أن همنجواي يؤمن أن الأرق شئ طبيعي للفنان ، ملازمه . ولا أستطيع الحكم بصحة رأي همنجواي . فللرجل مقاييس ومعايير فله الحق في هذا وله العذر .

    تقلبت على فراشي بلا نوم ليلة كاملة من قبل ليلتين . كان الجو حارا وباردا أو هو بين بارد وحار . حار في داخل الحجرات ، بارد خارجها . وهذا الموقف الوسط هو " شر الأمور " والفضيلة ليست وسطا بين طرفين نقيضين مذمومين كما قال الحكماء القدماء .. عذبتني خاطفة اللونين ، ليـست بيضاء . ولا هي سوداء أم هي سودانية اللون ؟ .

    إذن أن أرق الكاتب له ما يبرره . لذلك لم تجد معه كل الوصفات والحيل " أفتح عينيك في الظلمة وأبدأ بالعد واحد ، اثنين . مائة . مليون فيزورك النوم . قرأت هذا مرة ولم يزرني نوم ، كذب الكاتبون وإن صدقوا .. أرقت ، جلست على السرير .. أحسست للحظة أنني أسمع شيئا يرتطم بالأرض .. لص أم كلب أم قطـة ا

    ليس هنالك لص ولا كلب ولا قطة .. هذه من أخيلة الأرق . عد إلى فراشك واستلق .. أفتح عينيك . أغمض عينيك . الأرق . الأرق ثمة ضربات عالية تصدر من القلب . أم خاطفة اللونين البعيدة رغم قربها القريبة رغم بعدها ، آه تموت الملهمات . تشيخ الملهمات ويبقى الشعر والفقر والكلام الجميل ) ..

    وهل أبصر أعمى المعرة ؟؟

    أما النص الذي يحمل عنوان الكتاب ( وهل أبصر أعمى المعرة ؟ ) فينتقد فيها أسلوب المبالغة والتهويل في كتابة سير العظماء والمشاهير . ومن ذلك سيرة أبي العلاء المعري التي يقول الكاتب عنها أن الذين كتبوها إنما قصدوا إلي تصوير تلك العبقرية الأسطورية بما لا يقبله العقل في هذا الزمان الحديث ، وأنهم بذلك قد أساءوا إلى إفهامنا وأساءوا إلي سيرة الشاعر العربي من حيث قصدوا الإشادة به . وفي شعره ما يكفي لاقناعنا بموهبته . ( تصور يقول النقاد القدماء أنه حفظ كذا وكذا ، وسرد على الناس حديثا باللغة الأورديـة أو بلغـة الطـير لا أدرى وهو لا يعرف تلك اللغة ) .

    ومن الحكايات التي تنسب إلى أبي العلاء المعري ( أنه كان مسافرا يقصد بغداد ، وهو راكب جملا ومر بشجرة فقيل له : طاطئ رأسك ، ففعل . وأقام ببغداد زمانا ، ولما عاد واجتاز ذلك الموضع ، وقد قطعت الشجرة طأطأ رأسه فسئل عن ذلك فقال " هاهنا شجرة " فقيل له " ما هاهنا شئ " فقال " بلى " فحفروا ذلك الموضع فوجدوا أصلها . ما الذي يريد القدماء تحقيقه ؟ بماذا يريدون وصف الرجل ؟ أن شعره يكفى .


    ولكن بالرغم من ذلك هل أبصر أعمى المعرة ؟ كلا " ونحن لم نبصر أيضا فنعمة الأبصار – إن كانت هي حقا من النعم – درجات بعضها في العيون . وبعضها في القلوب التي في الصدر . ومن الناس من نال من هذه وتلك والمفروض أن يكون أحسن حالا وأريح بالا ، ولكن يبدو أن كثرة الأبصار التي في العيون ، وفي القلوب التي في الصدور ، تريك أكثر مما تود أن ترى ، فيسقمك النظر وكان الأجدر أن يسعدك ) " .



    بقلم
    عبد المنعم عجب الفيا

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 07-27-2003, 09:05 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya07-27-03, 09:03 PM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك haleem07-28-03, 10:51 AM
    Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك aba07-28-03, 10:04 PM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya07-29-03, 04:36 AM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya07-29-03, 04:45 AM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك ودقاسم07-29-03, 11:22 AM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Bushra Elfadil07-29-03, 02:56 PM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Remo07-29-03, 05:34 PM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya07-30-03, 04:27 AM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya07-30-03, 06:13 AM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya07-30-03, 05:51 PM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك الجندرية08-01-03, 09:29 AM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya08-02-03, 06:44 AM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك zumrawi08-02-03, 11:42 AM
    Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك ابو جهينة08-02-03, 01:31 PM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya08-02-03, 09:29 PM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya08-02-03, 09:31 PM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya10-10-03, 06:17 AM
    Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك yasiko10-10-03, 07:39 AM
      Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك bayan10-10-03, 08:47 AM
        Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya10-10-03, 10:45 AM
      Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya10-10-03, 10:41 AM
      Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya10-10-03, 10:43 AM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك hala guta10-10-03, 01:09 PM
    Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya10-10-03, 09:07 PM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Nada Amin10-10-03, 03:27 PM
    Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك abuguta10-10-03, 03:58 PM
      Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya10-10-03, 09:05 PM
    Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya10-10-03, 08:54 PM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Nada Amin10-10-03, 10:38 PM
    Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك ودرملية10-11-03, 03:15 AM
      Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك ابو جهينة10-11-03, 09:05 AM
        Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya10-11-03, 09:02 PM
      Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya10-11-03, 09:00 PM
  Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك ahmed_asad10-11-03, 09:22 PM
    Re: وهل ابصر اعمي المعرة !؟ - قراءة في اسلوب علي المك Agab Alfaya10-12-03, 06:10 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de