قصة قصيرة ... القشة أم روح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 05:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-27-2002, 02:22 PM

singawi

تاريخ التسجيل: 02-18-2002
مجموع المشاركات: 2226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة قصيرة ... القشة أم روح

    القشة أم روح

    تسابق الصبيان لإبلاغها الخبر ... كان ( أب شبحة ) أسرعهم بشبحته الشهيرة فوصل الى بيتنا قبل الجميع الا أن أحدهم أفسد عليه متعة نقل الخبر حين صاح : حبوبة (ست البنات) الحقي .. ود المجنونة فلق ولدك . عـدت للبكاء مرة أخرى بعد تأكدي من علمها بما حدث . كفر صياحها بكائي وهي تعدو مهددة ود المجنونة وآله وأصحابه أجمعين .. اندفعت خارجة من الباب وعلا صياحها وبكائي عندما رأتني والدم يسيل من أنفي ، ضحك أحد الرفاق من منظرها وهي تعرج وتحاول الجري نحوي بوزنها الثقيل متأثرة بركبتها التي أصيبت ذات ليلة سنجاوية مطيرة وهي تبحث عني في الجوار ، احتضنتني في هلع وشفقة وهي تولول وحملتني الى داخل الدار وهي تنادي جارتها : الحقيني يابت القاضي .. ود المجنونة قتل ولدي ، حينها كانت بنت القاضي قد وصلت على عجل وهي تردد الشهادة وقد أفزعها صياح الحاجة .. زينب بت القاضي مستشارة الحي للشئون الطبية .. أليست أما لطبيبين .. أفتت بنت القاضي بأن الموضوع بسيط وأن المصاب - أنا ولا فخر - يجب أن يستلقي على قفاه ويصب الماء البارد على رأسه وانشاء الله مافي عوجة . أثناء عمل اللازم كانت جدتي ( ست البنات ) ماتزال تعزف المارشات العسكرية بعد أن لبست ثوبها القديم الذي لاتخاف عليه من تمزق أو فتق . تخطت عتبة الباب وفي طريقها لأرض المعركة سألتني .. الضربك منو من أولاد المجنونة ..؟ صمت رهيب .. أجابها شوقي ( أب شبحة ) بعد حين : ضربو القشة أم روح ياحبوبة .. وقفتْ .. رجعت اليّ بغير الوجه الذي خرجت به .. ضربك منو ياولد ! .. القشة أم روح ياحبو... صفعتني قبل أن أكمل الجملة .. الله يخيبك ياسجمان يارمدان .. يبكيك القشة أم روح أب سويقاتا رقاق ياخايب ياعايب . أسكت سكتت روحك .. هو قادر يمشي عشان يضربك .. تعال أوريك الضرب المابتعرفو .. تناولت المفراكة وقفلت طريق الهروب في وجهي ، صرخت مع أول ضربة .. لحقتني بنت القاضي متشفعة بالدم الذي لايزال ينـزف من أنفي ونجحت في تـأجيـل العـقـاب الذي سينـزل بـي الى حـين .
    سـامح الله ود النجومي ، هـو الذي فتنني مـع ود المجنونة .. كنا نلعب في أمان الله حينما ظهر حسن ود المجنونة من بعيد .. كان كعادته يسير وحيدا .. حسن المظهر .. نظيف الثياب .. ترتيبه الأول علينا في كل ميدان .. في المدرسة أول الفصل .. قائد الفريق في جميع الأنشطة الرياضية .. أولنا في عبور النيل سباحة .. أصغر من يستطيع حلب النوق .. توفى والده قبل ميلاده فكفلته أمه التي تعتبر نموذجا للعطاء الصامت . عملت ليل نهار من أجل أبنائها ، وعيبها الوحيد أنها تخاف عليهم لدرجة الوسوسة وهذا سر تسميتها بالمجنونة . أقبل صاحبنا واثق الخطوة يمشي ويسلم على من يلقاه من الكبار ، نظر اليه ود النجومي ثم نظر اليّ في خبث وضحك ضحكة فهمت معناها .. كان يذكرني بالموقف المخزي الذي تعرضت له في المدرسة صباح اليوم حين قارن معلم اللغة العربية بين دفتري ودفتر حسن . كان الفرق باين الوضوح في جمال الخط والنظام والنظافة ، سخر مني معلمي وجعلني أضحوكة الزملاء بقية اليوم ، ذكرني ود النجومي بذلك فغضبت على غريمي ووقفت في طريقه أستعرض ما أوتيت من شحم ولحم ... أسمع ياشفت .. عرفنا شطارتك في المدرسة .. ورينا رجالتك في الشارع ، حيرتني ابتسامته وهو يقول : يازول أبعد من دربي أنا ماعايز معاك مشاكل .. أجبته بثقة : ماعايز مشاكل ياخواف ، وشفعت ذلك بدفعة ألقت به أرضا . أجابني وهو يبتسم أنا لا أخاف الا الله
    .. قام بخفة ودون أي مقدمات وجه اليّ ضربة برأسه على أنفي كانت بداية ونهاية المعركة انسحبت ألعق جراحي وتركت اكمال المعركة لود النجومي يسبقني الرفاق لابلاغ الخبر وفي مقدمتهم
    شوقي أب شبحة
    مرت الأيام والأعوام وتوثقت عرى الصداقة بيننا .. دخلنا المرحلة الثانوية وكان أول الدفعة .. ترشحنا لقيادة اتحاد الطلاب فكان الفارق بيننا عشرين صوتا .. لثلاث دورات متتالية كلما طمعت في رئاسة الاتحاد أجده متفوقا عليّ بأصوات قليلة ، لعل سر ذلك قوته في الحق ، وخطابته الساحرة ، وقدرته على الاقناع . كون جمعية وسماها ( المتأففون ) . انضممت اليها طواعية تحت رئاسته لأهدافها السامية ، اجتهدنا في فعل الخير واصلاح المجتمع حتى كان اليوم المشهود . علم صاحبنا من مصادره أن هناك بيتا في أقصى المدينة تباع فيه الخمور خفية . ولأول مرة قرر دون استشارتنا مهاجمة ذلك البيت وتحطيم أدوات صناعة الخمور واراقة الموجود منها . اختار عشرة من أعضاء الجمعية من الذين رزقوا بسطة في الجسم وحدد لنا موعد ومكان اللقاء دون معرفة الهدف من اللقاء حفاظا على السرية . وفي الموعد المحدد أخذ يتحدث عن تغيير المنكر وذكر من الآيات والأحاديث ماسد به طريق المعارضة في وجهي . حاولت أن ابين أن ولي الأمر هو المكلف بذلك فطالبني بالدليل ولم أفلح .
    تحركنا الى حيث الهدف المنشود وقد تسلحنا بالعصي الغليظة واتفقنا على عدم استخدامها الا للدفاع عن النفس .. اقتربنا من البيت في حذر .. تقدم صاحبنا وطرق الباب بطريقة معينة .. فتح الباب .. اندفعنا جميعا وانتشرنا في البيت ووقفنا ساكنين ..فوجئنا بوجود أضعاف عددنا من الأشاوس ويحملون من العصي ما لا نستطيع حمله ناهيك عن صـده ، وقف جميع من في البيت في وضع الاستعداد وقد أثارهم دخولنا بهذه الطريقة . كان البيت عبارة عن حانة بمعنى الكلمة ، لها شيخها وحرسها وعمارها . شعرت بورطتـنا فحاولت الانسحاب وهمست في أذن صاحبنا بضرورة التريث ، وأن هدفنا لم يكن خوض معركة وأن دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة ووو... نهرني في عنف
    اذا إنت خايف أنا لا أخاف الا الله .. هنا تحرك شيخ الحانة واقترب من ( ود المجنونة ) وخاطبه مستهزئا .. أسمع ياعنتر .. إيه حكايتك بالضبط .. داخل علينا بجماعتك كأنك داخل تحرر القدس . إنبرى له صاحبنا في شجاعة تثير الغيرة وألقى عليه خطبة عصماء موضحاً أن القدس لا يمكن أن تتحرر وفي الأمة من يدمر شبابها بالمخدرات والخمور والفجور وأن علينا أن نعالج السوس الذي ينخر في عظام الأمة حتى تقوى على مواجهة أعدائها ووو ... تحلّق حولنا جمع من عتاولة القوم وبإشارة من شيخهم جُردنا من أسلحتنا في طرفة عين وتلقى ( ود المجنونة ) صفعة أنهت خطبته الجامعة المانعة .
    وتعطلت لغة الكلام وجـودت * أيدي الرجـال النطـق بالصفعـات
    فتشوهم .. هكذا صدرت الأوامر .. وفي لحظات جمع مافي جيوبنا من مال .. احتج ود النجومي على ذلك وليته ما فعل .. اذ أجابه شيخ الحانة بثقة وعزم : نحن ياوليد ما بناكل حرام .. حنشربكم قدر قروشكم .. ضجت الجوقة بالضحك وحاول أحد عقلاء السكارى وهو يضحك منع الشيخ من تنفيذ فكرته متعللاً بصغر سننا وقلة تجربتنا فلم ينجح اذ حلف شيخهم بطلاق ام شلوخ إلا أن نشرب .. احصيت حصيلتنا ووجد أنها تغطى ثمن خمسة زجاجات .. وهنا تحرك حاتم الطائي حالفاً بالطلاق بالتلاتة انه قد تبرع لنا بستة زجاجات إضافية لتغطي عددنا مع العشاء . تمردنا وارتفعت أصواتنا
    ومن بين الأصوات المرتفعة والضحكات المستهزئة ميزت صوت ( القشة ام روح ) وهو يهتف .. تهددونا .. نحن لا نخـاف الا الله عندها تحول عاقل السكارى لنا لإقناعنا بالشرب لأن الرجل قد حلف بالطلاق وأنه شئنا أم أبينا سنشرب في النهاية .. إذن لا داعي للبهدلة وشرعاً دي داخلة في باب إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان .. تلقف بعضنا الحجة كأنه في انتظارها على نار من تأثير الضرب .. نعم دي داخلة في الباب ده .. وأصبحت مهمتنا وقد ارتاحت ضمائرنا إقناع ود المجنونة بشرعية الموضوع تحت الاكراه فانبرى له شوقي أب شبحة مفتياً : ياخي ماقلنا ليك الحكاية دي داخلة في الباب داك ، انت مالك راسك قوي كده .. أعدوا لنا متكئاً وصفت المائدة فيها مالذّ وطاب من طعام حاتم الطائي .. ملئت الكؤوس ، ودارت الرؤوس . بدأ طعمها مراً كريهاً .. ثم خفت مرارتها .. ثم لم ندر ماطعمها . بدأنا نتناول طعامنا بتلذذ وشرع بعضنا في الضحك بدون مبرر .. بدأ صاحبنا يدندن بصوتٍ شجـيٍ خفي .. ثم ارتفع صوته وبدأت أردد معه ، ثم تبعنا ( المتأففون ) وانضم الينا بقية القوم وعلى رأسهم شيخ الحانة وصرنا نردد خلف صاحبنا ، السُـراي السُراي .. الجافو النوم وعقدو الراي .. نلم متين يامولاي .. سكرنا وبقينا طينة ... عرقي العيش سواها فينا .. نلم متين يا سكينة واكتشفنا أن لصاحبنا صوتـاً جميلاً رائعـاً مطربـاً ، وذوقاً رفيعاً في اختيار الأغاني حيث شرّق وغرّب .. وأجـاد وأطـرب .. نعم طرب القوم طربا شديداً لغنائه واعترض شيخهم بلطف حين بدأ شيخنا يغني : أودعكم أفارقكم .. لالا .. لالا .. مابقدر . فاعتذرنا بأن الوقت قد تأخر ولابد من الفراق . اعتذر لنا فطاحلة القوم عما لحقنا من ضرب ودعانا حاتم الطائي للعشاء في بيته الأسبوع القادم مع التأكيد على أن يحضر معنا زعيمنا وقائدنا القشة ام روح
    مرت هذه الأحداث على ذاكرتي بعد كل هذه السنين وأنا أحضر مؤتمراً صحفياً لوزير الخارجية بصفتي وكيلاً لوزارة الإعلام . فقد انفعل وزيرنا حين سئل عن تصريحات رئيس دولة كبرى تمس البلاد والعباد وتمسه شخصياً .. بدأ رده بعبارة .. ياسيدي نحن لا نخـاف إلا اللـه
    نعم قد كان هو ( ود المجنونة ) بشحمه ولحمه . تذكرت نصيحة
    حاتم الطائي وهو يودعنا في تلك الليلة
    يا أولادي نعم ماتخافو إلا الله ، ولكن إذا لقيتو ليكم أسداً نايم في طريقكم ، ماتصحوهو من نومو وتقولولو نحن مابنخاف الا الله .. خلوهو في نومو وشوفولكم طريقاً تاني ، وبرضو ماتخافو إلا الله ، وإلا كل مرة يسكروكم وتغنو جنس غناكم ده
                  

العنوان الكاتب Date
قصة قصيرة ... القشة أم روح singawi09-27-02, 02:22 PM
  Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح alhabeb09-27-02, 02:59 PM
  Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح singawi09-27-02, 06:12 PM
  Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح singawi09-28-02, 06:33 PM
    Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح singawi10-02-02, 09:39 PM
  Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح True_Blue10-02-02, 10:50 PM
  Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح singawi10-03-02, 09:57 PM
  Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح اسامة الخاتم10-03-02, 10:10 PM
  Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح doma10-04-02, 10:01 AM
    Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح singawi10-12-02, 11:16 PM
      Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح نور الهدى10-14-02, 11:20 AM
        Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح قرشـــو10-14-02, 12:03 PM
        Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح singawi10-17-02, 12:15 PM
  Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح الجعلي10-14-02, 02:20 PM
  Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح bit-alkhaleel10-17-02, 05:20 PM
  Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح singawi10-18-02, 09:29 AM
    Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح singawi10-25-02, 10:38 AM
  Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح woroorrook10-25-02, 11:01 AM
  Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح singawi10-26-02, 01:40 PM
    Re: قصة قصيرة ... القشة أم روح singawi01-25-03, 01:21 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de