|
|
 ماذا لو غزت أمريكا إيران وحررت شعوبها المضطهدة ؟
|
بداية ولكي لا يذهب الانتهازيون للتصيد في الماء العكر بأخذ هذا التساؤل على انه نص يثبت تأييدنا لما يحمله التساؤل من معنى حيث موقفنا واضح ولا لبس فيه وهو إننا معادين لكل أعداء الإنسانية أولا وأعداء العروبة والإسلام ثانية و لا نرابي على مواقفنا العقائدية ولكن المقصود في هذا التساؤل هو معرفة رأي الأخر الذي زمر وطبل ورقص للاحتلال الأمريكي للعراق تحت يافطة تحريره من نظامه المستبد حسب زعمهم!!. فالمتتبع للشأن الإيراني والعراقي يعرف جيدا إن هناك صور متماثلة بين الدولتين من حيث البنية المجتمعية أو الدينية أو السياسية. فالمجتمع الإيراني يتكون من خليط قومي, فارسي, آذري , كردي, عربي, بلوشي , تركماني, ارمني, شيعي, سني, مسيحي, زردشتي, صابئة وغيره كما هو حال المجتمع العراقي الذي يشكل نسيجه هذا التمايز الأثني, العرقي والديني, وبطبيعة الحال أن الاضطهاد والمعانات التي شكى منها المجتمع العراقي هي ذات المعانات التي يشكو منها المجتمع الإيراني. فمثل يشتكى الشيعة العراقيون من الاضطهاد الطائفي وهذا ما يشكو منه السنة في إيران وهو حقيقة وليس ادعاء . ويشتكي أبناء الطوائف الدينية في العراق من الاضطهاد الديني وهذا ما تشكو منه الطوائف الدينية في إيران أيضا. ويشكوا أبناء القوميات العراقية المتعددة من الاضطهاد والتمييز القومي! وهو نفس الألم الذي يشتكي منه كذلك أبناء الشعوب والقوميات في إيران. وإذا كان الشعب العراقي عامة شكى من دكتاتورية الحزب الواحد والقائد الأوحد فالشعوب الإيرانية هي الأخرى أيضا تشتكي من سياسة حزب الله ودكتاتورية الولي الفقية الذي يرى في نفسه ألها مصغرا يتحكم بإرادة الشعوب الإيرانية وفق أهوائه الشخصية. وأما ما يخص مقيل عنه بالمقابر الجماعية وطرق تصفية المعارضين السياسيين في العراق , فلا نعتقد إن حصة الشعب العراقي في هذا كله أكثر من حصة الشعوب الإيرانية. فلشعوب الإيرانية مقابرها الجماعية ومدنها التي ضربت بالأسلحة المحرمة دوليا, فمدن بأنة سزقز و سنندج الكردية والمحمرة العربية لم يكن نصيبها من الأسلحة السامة والمحرمة دوليا اقل من نصيب حلبجة في ذلك. مع الفارق إن تلك المدن تأكد صحة ضربها من قبل القوات الإيرانية بينما بقية مسؤولية ضرب حلبجة من قبل النظام العراقي السابق غيرة مؤكدة .
هذا التماثل في الصور على الصعيد الداخلي, أما على الصعيد الخارجي فالصورة لا تختلف كثيرا, فكل النظامين متهمين بمعاداتهم للكيان الصهيوني وهما على قائمة الدول الداعمة للإرهاب وكلاهما على قائمة ما سمي بدول محور الشر وكلاهما متهم بالسعي للحصول على أسلحة الدمار الشامل مع الفارق أيضا إنه ثبت وبالدليل القاطع أن النظام العراقي السابق لم يتورط في دعم الإرهاب وذلك بشهادة الرئيس الأمريكي جورج بوش كما لم تثبت حيازته لأسلحة الدمار الشامل التي كانت أحد أهم مبررات الغزو الأمريكي للعراق . أم النظام الإيراني فهو مدان رسميا في تورطه بعدت عمليات إرهابية سواء ضد معارضيه في الخارج أو ضد أفراد وجماعات أخرى( محكمة ميكينوس أحد الشواهد) كما أن حيازته لأسلحة الدمار الشامل أصبحت ألان في طريقها للظهور.
علما أن هناك صور متماثلة للمعارضة في كل البلدين أيضا. فإذا كان قد سبق للمعارضة العراقية التوسل بسيد البيت الأبيض من اجل ما أسمته تحرير العراق من احتلال النظام المستبد وكان على رأس المتوسلين صاحب العمامة السوداء وابن أحد اكبر مراجع الشيعة في العراق فهذا هو صاحب العمامة السوداء وحفيد اكبر مراجع الشيعة في إيران حسين الخميني قد حج واشنطن متوسلا صاحب المقام لتحرير شعبه من نظام جده الديكتاتوري.
أذن وفق هذه الصور المتماثلة بين الدولتين والنظامين هل يحق للشعوب الإيرانية وحركاتها السياسية المعارضة أن تطالب بغزو أمريكي لإيران بحجة إسقاط النظام الديكتاتوري وتحرير الشعوب الإيرانية على قرار ما فعلته ما كان يعرف بالمعارضة العراقية؟. وفي حال تم ذلك فما هو موقف الذين زمروا ورقصوا للغزو الأمريكي للعراق؟ فهل ستتحول أمريكا بنظرهم غازية وكافرة أم تكون بذلك أيضا فاتحة ومحرره؟.
صباح الموسوي
|
|
 
|
|
|
|
وليد محمد المبارك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست