|
الصراخ بين مركزية الإفصاح وعقدة الصمت !!!
|
في يومٍ ما يتأسس في فضائه شيٌ من الرتابة والجمود وتفاعل الصراع الداخلي ، تملكتني رغبة غامضة جداً ..... رغبة في الصراخ بأعلى صوتي ، حد قوتي وملء أشداقي وفجواتي ، كنت أسير داخل ردهات المكاتب أمارس تحريكاً لواجبات العمل التي دائما ما تصحب في تكوينها شيئاً من خواص التنافر لتمنحك ذاكرة الموتى من الأحياء ، لم أدرى ما سبب تلك الرغبة الغامضة العارمة وهي تشغل كل حيزي بفحولة شذاها وتمارس إقصاءً متعمدا لكل رغبةٍ سواها ، خيل الي أنني لو أطلقت هذه الصرخة فأنها ستكون إكسيرا يحول كل دواخلي الى كوكب صغير من السعادة في مجرة الصمت التي تلتهم فضائي ، وستخرج داخلي من حالة العزلة إلى فضاء الألفة ، ومن رهبانية الحزن الى شيوع الفرح. لم أكن أحس وقتها بأي ضيق تمتد يد قدرته على الأندياح في خاطري ، ولم أكن حزيناً بالقدر الذي يدفعني لامتطاء صهوة هذه الرغبة الغامضة ، ولم أكن مهموماً ... بل كنت منشغلاً في عملي وكان الانتهاء من تصوير الأوراق التي بيدي وتسليمها للإدارات المختصة هو أكبر همي وغاية منالي حيث بها مواضيع حساسة وعاجلة لا تحتمل الانتظار ،،، لكن ما أثار تساؤلي أكثر وأستوقفني هو شعوري المصاحب لهذه الرغبة حيث أنني كنت متيقناً حينها أنه لو صدر مني هذا الصراخ وبهذه الصورة لما استغربت هذا التصرف والذي قد يعتبر مشيناً ومستهجناً للأخرين لدرجة قد تدفعهم لمناقشتي ونصحي بضرورة مقابلة الطبيب النفسي الذي نحن أحوج ما نكون له في هذا الزمن الذي أختلط فيه الحابل بالنابل وغابت ملامح الصدق وأختلط الإيمان بالشك وضاعت معالم اليقين في زخم الشك ،،، عدت بعد دقائق قليلة من شعوري بهذه الرغبة الغامضة لتفكيك وتحليل الدوافع التي جعلت هذه الرغبة تتملك كل مساحات الانفعال في داخلي فلم أجد إجابة منطقية أعتمد عليها في تحليلي لتلك الظاهرة أو أية مرتكزات واقعية أخرى غير أن هناك شئياً غامضاً يتلبسني ويبدو أن انفراط حالة التوازن من كتلة صبرية متماسكة قد أنشطر إلى نثار من الجزئيات القلقة ذات الدلالات المنعزلة والمنفصلة عن بعضها البعض والتي تشكل كل منها موشراً دلائلي قائماً بذاته ، لو قلت روحانياً لم تترجمه التصرفات ....... أو قلت هماً فكم من الهموم اعترتني ولم تتملكني هذه الرغبة ......
لو قلت تراكماً ...... تراكما ؟؟؟ نعم .... نعم توقفت عند هذه الكلمة فقد بدأت لي أكثر قرباً وأوفر تفسيراً لحالتي ، تراكمت على مر الأيام ذرات التفكير والانشغال والحزن اليومي والهموم والغربة والبعد عن الوطن حتى كونت دلتا من الأشياء داخل دهاليز النفس وأفرزت هذه الرغبة الذكية الغبية ، أنها كسقوط حجرٍ صغير سقط على صفحة بحيرة ساكنة فكّون دائرة صغيرة هذه الدائرة ما برحت تنداح وتنداح حتى غطت مساحات الصمت في داخلنا فأنجبت حاجتها للصراخ ، أو كالغيمة التي تكونت من تراكم وتكثف لذرات الماء فسقطت مطراً أو ربما هي تراكم لحالة الصمت التي ظلت توشح حالنا إزاء أشياء لا ندري ما نقول حيالها ولا نملك تفسيراً منطقيا لها فنلوذ بالصمت أو هي .................
يا لها من رغبة قاصرة لا تعرف أن تختار الأوقات والأماكن .... وحالة من التداعي لم أجني منها سوى أن أخبركم بها محاولةً مني في تفكيك ذاكرتها الملتصقة بالتساؤل لأعرف من ذوي الاختصاص من تكون ؟ وهل أنا أمسكت بطرفي خيطها وعرفت منها ماذا تريد؟ وهل يعي مجتمعنا بأن هناك حاجة للأفصاح عن أي شي مهما كان بسيطاً أو خارجا عن طوقه .... ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الصراخ بين مركزية الإفصاح وعقدة الصمت !!! (Re: Abdel Aati)
|
الأخ الفاضل عادل قال يحي فضل الله
Quote: ما معني هذا الصمت الذي لا ينتهي برغم حاجتنا الصراخ وما معني أن نشهد موات الأغنيات وهل يختفي الظل الذي لا ينتمي إلا لمعرفتي وجهلي ؟؟؟ هل |
وماذا نفعل في مجتمعٍ يحرم البكاء على أطفاله الذكور منذ الصغر ، ويحرم على أنثاه مغازلة الأغرام عند الصغر ، ويحرمها بوحها الحب لزوجها عند الكبر،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصراخ بين مركزية الإفصاح وعقدة الصمت !!! (Re: Sidig Rahama Elnour)
|
صديق رحمة السلام والرحمة
Quote: في يومٍ ما يتأسس في فضائه شيٌ من الرتابة والجمود وتفاعل الصراع الداخلي ، تملكتني رغبة غامضة جداً ..... رغبة في الصراخ بأعلى صوتي ، حد قوتي وملء أشداقي وفجواتي |
أصرخ ملآ هتافك ...و أسِّس لأمكانية الصمت الصراخ !! لا تدع الأيام تكتـِّف صوتك... ولا تدعها أيضاً لتطلق سراح النداء... كون بين بين... و بين الصمت و الصراخ عوالم أكثر أناقةً و أكثر أحتفاءاً بعظمة ( الصمـراخ!!)
Quote: لو قلت تراكماً ...... تراكما ؟؟؟ نعم .... نعم
|
....!!!!
لو قلت تزاحماً ... تزاحما؟؟؟ نعم نعم... يجب أن تعرف ان المنبع العزب كثير الزحام وها أنذا أحبو هنا لا أتسارع ولا أتعجّل المضي.. تري من يسطـع مغادرة الفردوس شكراً جداً التحية لك بقدر عمقك في سحيق دواخلي
واصلني أو أكتبني ولكن أترك لي حق التوقيع في قعر الفنجان
من قال أنه شيئاً آخر غير قهوةٍ أستوائية ؟؟؟!!
ياسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصراخ بين مركزية الإفصاح وعقدة الصمت !!! (Re: حبيب نورة)
|
ياسين ود نورا ....... قال صامت ذات يوم يا سيد الحرف والعشب والليل .... هب لي بقايا حروفٍ مبراةٍ من غبار الكلام
كلماتك هاوية وعاصفة ونجوم أحسست بنفسي جزءاً محضاً من الهاوية... فتدحرجت مع النجوم وأندفع قلبي مع العاصفة ....
أحتفظت لنفسي بحق التوقيع في مساحتك فأكتبني كما ووقت ما وكيفما شئت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصراخ بين مركزية الإفصاح وعقدة الصمت !!! (Re: Rashid Elhag)
|
العزيز صديق أذكر في أيام الدراسة في الجامعة وحوالي الساعة الثالثة والنصف عصرأ ممرت بجانب مكتبة الشنقيطي وفي البنشات المقابلة لها رايت صديقي عوض عبدالله جالساَ لوحدة ولم يكن بالمكان عدد كبير من الطلاب في تلك الساعة ، عندما وصلت إليه كان يظهر على عينيه الإحمرار ، سألته مابك ؟ قال لي كنت أشعر بالضيق وأن شيئاًَ ما يخنق أنفاسي وعلى حد تعبيرة قال ( طلعت السطوح داك ومشيت أخدته لي بكية كاااااااااربة وهسة شاعر أني إرتحته ) صعد من سلم شعبة اللغة الروسية وبكى حتى بلل الثرى. لاحظ هو طالب وفي وطنه طبعأ له همومه لكنها لاتضاهي ما أنت فيه من ضغوط وترغب فقط في الصراخ فأصرخ ولا تعير إنتباهاًَ لأحد. وواصل إبداعك ولك ودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصراخ بين مركزية الإفصاح وعقدة الصمت !!! (Re: خالد أحمد عمر)
|
صديقي خالد تتمد الكلمات تكشف عن حروفٍ مثقلات فتضيع في ذاك التمدد ثورة الأشياء ونظل نرتقب السماء فلعلها تهدي لنا شئياً من الضوء المدد في سراديب الزمان حرفاً هلامياً نشكّله ، نصوّره ، وننطقه كما ينبغي فتخرج من جحيم الصمت صراخات وأشياء ....
لو كنت أعرف أن عوض الله (أبوشنب) قد فعل ذلك ، لما توانيت لحظة في أصرخ امام الملأ وبدون حياء ، ولكنك تعلم بنو رباط ........ شاكرا لكم هذه النصيحة وما اكثر السطوح في بلادي ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصراخ بين مركزية الإفصاح وعقدة الصمت !!! (Re: Sidig Rahama Elnour)
|
صديق ... وكالعادة مرتب انت ومنطقي حتي عندما تتمتلكك الرغبة في الصراخ بأعلي صوت ..
جعلتني أتي لعندك وارتب معك تلك الاوراق المكتبية ليتم تسليمها بسرعة الي الادارة ونخلو لهذة الرغبة الدسمة ..الصراخ! كم من مرات ومرات تجاوزت هذة الرغبة او سرعان ما ترجمتها الي سناريوهات اخري بحيث لا تلفت دهشة واستهجان من حولي...! نعم التفكير, الهم اليومي , الحزن وتضارب المصالح .. وكبرت الحبة وبقت قبة... أصرخ ولا لأ ؟ دة المكان المناسب ولا لأ ؟؟ بالله عليك ما فكرت الكلام دة حدو متين وينتهي كيف؟؟
قطعا أنا ليسو من ذوي الاختصاص ..والحال من بعضو ولكن دعني أهنئك فأنت عندما وصفتها بأنها رغبة قاصرة لا تعرف ان تختار الاوقات والاماكن ومضيت قدما في ممارسة مهامك المكتبية اذن انت ممسك بطرفي خيطها !! ما قلت ليك دايما مرتب ومنطقي ودة البعجبني دايما فيك ...
دمت غادة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصراخ بين مركزية الإفصاح وعقدة الصمت !!! (Re: غادة نصر)
|
الصديق غادة يا صاحية بالحال العليّ يانائمة من صرخي البليد سميت منافيك الوطن صبحت مناحاتك نشيد قريتها وطمنت المدى بايعني فوق أرضك شهيد ( عاطف خيري) سلام الله عليك يكفي أن تأتي وتشاركيني هذا الصراخ !!! ويكفي أن يلقى صراخي موضع تفهم عند جنابكم !!! لو كنت أدرك ذلك لصرخت ملْ افاقي ولبكيت ما أستطعت الى ذلك سبيلاً ..... حتى اُقاد الى التيجاني الماحي ذات يوم ستصير الحبة قبة لتعود بقة ، ونقول البقلة في الأبريق ويا مجتمعنا نستميحك عذراً في الصراخ ... ودائما لك الود والأحترام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصراخ بين مركزية الإفصاح وعقدة الصمت !!! (Re: إيمان أحمد)
|
استاذتي الجليلة أيمان تحية طيبة وبعد هذا الهزيان - كما قال أحدهم - نوعاً من أصابة جرثومية منشؤها رياح شرق مسمومة ، وأنهار أحلامٍ مستحيلة ، ورغائب كسيحة حول أفكار دونشليشوتية ترمي الى تغيير العالم بفعل صاعق ...... النيل يفتح صدره منذ ملايين السنين لصرخاتنا فيلهمنا الشفاء بعليل نسمته وخضرة ضفافه يكفي أن نراه لتتوقف حاجتنا للصراخ ، فبحضوره تكتمل العافية لك الشكر الوافر والأحترام الكثيف لتقمص حالتي والمشاركة .....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصراخ بين مركزية الإفصاح وعقدة الصمت !!! (Re: لؤى)
|
الحبيب ِ: صديق
أوصيك ـ ونفسي ـ بالصراخ وبصوت عال !!!!
أصرخ ـ يا صديقي ـ ففي الصراخ شفاء للروح !!
وأأمل أن تظل تصرخ دائما طالما أن مجرد الرغبة
في ذلك تفجر فيك هذا النبع السلسبيل لتسقي العطاشا
من أمثالنا ..
فأصرخ ما شاء لك الصراخ ياصديقي .
لك المحبة.
خضرعطا المنان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصراخ بين مركزية الإفصاح وعقدة الصمت !!! (Re: خضر عطا المنان)
|
الأستاذ خضر عطا المنان انزح اليك من تفاصيل أوردتي بكل قيود الحب ومن عميق شراييني بكل شروط الود ، وسأصرخ سأصرخ في أشجاري حتى يطير منها طير الشؤم ، وساصرخ في مغارتي لتغادرنا الخفافيش ، وسأصرخ صرخة أخرى حين ألتقيكم على ضفاف وطنٍ يعرف ابنائه من سيمائهم ........ لك الشكر والتقدير دائماً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصراخ بين مركزية الإفصاح وعقدة الصمت !!! (Re: لؤى)
|
الجميل دائما لؤي وأشتقت لضحكة صباحك والصباح عطر رزاز مطر الخريف أنا وانت والدنيا الأمان والناس وفاء وغنوة صفاء ... ودف المشاعر الشاربة صيف أنا وأنت والدنيا الزمان ، زمن الغناوي الطالعة من قلباً رضي ، وحساً ندي وذوقاً رهيف وعد فات زمن الصراخ ... ونتلاقي في زمن الفرح المعافي من تجاعيد الهموم تشكرات ياأبو اللول
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصراخ بين مركزية الإفصاح وعقدة الصمت !!! (Re: Sidig Rahama Elnour)
|
Quote: تراكمت على مر الأيام ذرات التفكير والانشغال والحزن اليومي والهموم والغربة والبعد عن الوطن حتى كونت دلتا من الأشياء داخل دهاليز النفس وأفرزت هذه الرغبة الذكية الغبية ، أنها كسقوط حجرٍ صغير سقط على صفحة بحيرة ساكنة فكّون دائرة صغيرة هذه الدائرة ما برحت تنداح وتنداح حتى غطت مساحات الصمت في داخلنا فأنجبت حاجتها للصراخ ، أو كالغيمة التي تكونت من تراكم وتكثف لذرات الماء فسقطت مطراً أو ربما هي تراكم لحالة الصمت التي ظلت توشح حالنا إزاء أشياء لا ندري ما نقول حيالها ولا نملك تفسيراً منطقيا لها فنلوذ بالصمت أو هي .................
|
الزول الجميل
صديق
مساك النور
انها الغربة التي تمدد الاحزان علي شواطئ الخرس التي تقول كل شئ
الا مانريد قولة ..وتعبر عن كل شئ الاما تجيش بة النفس
عميق وحميم هذا الاندياح
تسلم
عالية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصراخ بين مركزية الإفصاح وعقدة الصمت !!! (Re: Abdel Aati)
|
الزول الجميل معتصم
ما أنا بصارخ وليس ذلك بفعل إنحسار الرغبة في الصراخ ، ولا بصامت يتلذذ بالمأساة ، ولكني أبتغي بين ذلك وبين قومي سبيلا ..........ً مشاركتك لي بالصراخ تنشر في دروبي أسراب القوافي المضمخة بالفرح فشكرا لك يا حبيب
الفاضل عادل التحايا النواضر ، والود باقي ما دام النفس طالع ونازل صمتك نطقي باروع الحروف .... لك الشكر والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
|