|
|
 بطرس ابولو: كفانا شركم يا كوراك
|
كفانا شركم يا كوراك
بطرس ابولو/ واشنطون
[email protected]
فى مذكرة تجار الجنوب للسفارة الامريكية بالخرطوم المؤرخة بتاريخ29/6/2004م ذكر المدعو/ صديق محمد كوراك الامين العام للتجار الشماليين بجنوب السودان بانهم يؤيدون ما تم فى نيفاشا من برتكولات وانهم مع السلام، لانهم اى التجار ( الشماليين) يتحملون الوطأة العظمى للحرب الشرس.
وتتلخص المذكرة فيما يلى:-
ذكر المدعو كوراك فى مذكرتهم ان الجلابة فى الجنوب تعرضوا لحوادث دموية ووحشية وجرائم زائعة فى تاريخ السودان. ومضى يقول ان مدخراتهم واملاكهم قد نهبت بما فيها مزارع البن والبيوت ووزعت لاعضاء الجيش الشعبى، ليس هذا فحسب بل زعم كوراك بان اخوانهم التجار تعرضوا للذبح كالخرفان وتم تدمير مزارعهم، كل هذا يتم بمرأى العالم المتفرج لا رثاء من قبل الدولة ولا احتجاج من قبل منظمات حقوق الانسان داخل وخارج السودان.
ومضت المذكرة تتحدث عن تاريخ الجلابة فى الجنوب منذ العام 1905, وكيف انهم اختلطوا وتمازجوا مع اهل الجنوب مما اغضب الانجليز ودعاهم لاصدار قانون المناطق المقفواة. ادعى كوراك بان للجلابة دور كبير فى تنمية واعمار الجنوب من مساهمات مالية وبناء المؤسسات وكل الانجازات التى تمت فى الجنوب من صنعهم. كما ادعى المدعو كوراك بان الجلابة يعتبرون الجنوب موطنا لهم لذلك استثمروا فيه رؤوس اموالهم فى التجارة والزراعة وفى مجالات اخرى، ولو كان همهم الربح فقط لعمروا مدن الشمال كما فعل الاغاريق والسوريين على حد قوله.
تحدث المدعو كوراك عن اتفاقية اديس ابابا والذى قال عنها انه ليس هنالك مقارنة بين الحالة فى الجنوب قبل اديس ابابا والحالة حاليا. تحدث عن قبضة الحكومة المركزية فى الجنوب قبل عام 1972م بيد حديدية وبسط الامن والعدل لكل فرد شماليا او جنوبيا. وقلل المدعو كوراك فى نفس الوقت من حركة تحرير جنوب السودان (الانيا) بقيادة الفريق جوزيف لاقو لفشل الحركة من السيطرة على اى مدينة.
ومضت المذكرة تقول، بعد اتفاقية ابابا تم نقل السلطة للجنوبيين باسلوب منظم ومنطقى، وبمجرد ما تم ذلك بدا الجنوبيين بسوء استخدام السلطة خاصة فى محلية كاجى كاجى حيث سمحت السلطات المحلية هناك للمواطنيين المحليين بالاستيلاء على ممتلكات التجار الشماليين وطردهم. لم تفعل السلطة القضائية فى المنطقى اى شئ لايقاف مثل ذاك التعدى بالرغم من ان المحكمة حكمت لصالح التجار وكذلك رفضت السلطات المحلية تنفيذ اوامر المحكمة.
تحدثت المذكرة بان 90% من مبانيهم ومزارعهم اى مزارع البن الان تحت سيطرة الحركة الشعبية وستظل تحت سيطرة الحركة الشعبية طوال اعوام الفترة الانتقالية الست، وقدموا سبعة مطالب هى:-
1- يجب ان تشمل اى اتفاقية بين الحركة والحكومة حق التجار الشماليين ايضا لانهم بنوا كل مدن الجنوب وزرعوا فيها البن والشاى وشيدوا المساكن والدكاكين وما شابه ذلك.
2- فى حالة الوحدة او الانفصال يجب اعادة ممتلكاتهم، مزارعهم وحقوقهم ويجب ان تكون موثقة من قبل ايقاد والامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان.
3- يجب تعويضهم تعويضا كاملا.
4- انهم مستعدون للعودة الى الجنوب لمزاولة نشاطهم اذا توفر الامن فى المناطق التى تسيطر عليها الحركة والجيش الشعبى.
5- انهم يطالبون بالتعويض عن ممتلكاتهم المسروقة من قبل الجيش الشعبى بما فيها الفترة التى اوقف فيها نشاطهم.
6- انهم يطالبون بتوفير الامن لهم عقب اعادة انتشار القوات لانهم لا يمكن ان يعيشوا تحت تهديد القتل، الطرد، والسطو المسلح من قبل قوات الجيش الشعبى.
7- كتجار شماليين مقيمون فى الجنوب انهم يطالبون بالمشاركة فى الاستفتاء بعد الفترة الانتقالية.
كل ما جاء فى مذكرة التجار الشماليين ما هى الا جزء من افتراءات ونفاق الجلابة فى الجنوب. هل يمكن للمدعو كوراك واعوانه ان يذكروا مشروع واحد كمثال، كم عدد المستشفيات والمدارس والمشاريع التنموية والطرق والكبارى التى شاركوا فيها او قاموا ببناءها؟ هل يتجرأ ان يتحدث بافتخار ان الانجاز الوحيد الذى قام به الجلابة فى الجنوب هو سرقة وسلب موارده لبناء ام دوم وغيرها من مناطق الشمال.
الادعاء حول قانون المناطق المقفولة ادعاء باطل لانه جاء لحماية تلك المناطق من تجارة الرقيق التى كان يقوم بها بعض التجار الشماليين، والمحافظة على ثقافة ولغات تلك المجموعات وتاهيليهم اكاديميا وحرفيا لمواكبة متطلبات العصر.
اما الادعاء بانهم تحملوا وطأة الحرب فهذه اكذوبة اخرى من قبل الجلابة ولم ولن يحصل ذبح جماعى كما ذكر كوراك فى مذكرتهم، وبعض الافراد من الجلاب الذين فقدوا ارواحهم فى تلك الحرب هى نتاج طبيعى للحرب كأى مواطن جنوبى راح ضحية الحرب. لماذا لم يجرؤ كوراك على ذكر ضحايا الابادة التى نفذها النظام ومجاهدية فى الملايين من الجنوبيين العزل ولماذا لم يذكر كوراك بانه كان واحد من المتبرعين والممولين لما يسمى بكتائب المجاهدين التى مارست تلك الممارسات؟ ألم يكن كوراك بفعلته هذه مجرم حرب؟
وفيما يختص بنهب وسلب ممتلكات ومزارع الجلابة، اود ان اتساءل كيف حصل هؤلاء على تلك المزارع فى المقام الاول ومن صدق لهم بها؟ هل لديهم اوراق ثبوتيه صادرة من السلطات المحلية ومن هو الذى صادق عليها؟
كل تلك الاسئلة تحتاج الى اجوبة من اصحاب المذكرة لتوضيح الرؤية.
المعلومات المتوفرة لدى من مصادر موثوقة ان هؤلاء التجار استأجروا تلك المزارع او استولوا عليها بطرق غير مشروعة من السكان المحليين وليست ملك لهم كما يدعى كوراك واعوانه.
ان تاريخ الجلابة فى الجنوب سئ جدا بدأ بتجارة الرقيق الى استغلال امية وفقر وبساطة وطيبة السكان المحليين واستخدام الرشوة والفساد والمحسوبية وشراء الذمم للحصول على ما يردونه مثل المزارع التى يتحدث عنها المدعو كوراك وما بنى على باطل فهو باطل.
ان فساد التجار الشماليين فى الجنوب لايمكن التقليل من شانه، فمثلا رشوة بعض رجال الشرطة والقضاة لاطلاق سراح شمالى مخطئ ومعتقل لكى لا يقضى حتى ولو يوم واحد فى الحبس، وهنالك امثلة كثيرا لا اريد الخوض فى تفاصيلها.
نجد ان فساد الشماليين ليس وسط التجار فحسب بل حتى وسط كبار ضباط الجيش. كذلك بعد سقوط الدكتاتور نميرى نجد ان معظم الضباط الشماليين فى الجنوب كانوا يقومون بتهريب خشب التيك بطريقة غير مشروعة لبناء منازلهم الفاخرة بحى المهندسين بام درمان، ناهيك عن قتل الابرياء بحجة انهم طابور خامس ونهب وسلب ممتلكات الافراد كالتلفزيونات والعربات والمواتر وحتى المنظمات العاملة فى الجنوب لم تنجوا من النهب والسلب. وحتى الزنك اقتلع من سقوف البيوت وتم نقله الى الشمال، ماذا تسمى هذا يا كوراك؟
قبل ان اختم مقالى اريد ان اشير الى حادثة حدثت فى مدينة جوبا فى 2/9/2004، حيث قام احد التجار الشماليين بعمل مشين لكرامة الفرد الا وهى اغتصاب طفل فى السادسة من عمره، مثل تلك الافعال الحقيرة لكرامة الاسرة والمجتمع الجنوبى فى اغلب الاحيان تستحق الموت للجانى، ولكن يا للعجب فعندما ذهب ذويه لفتح بلاغ عند الشرطة ألقى القبض عليهم واودعوا فى الحبس بحجة انهم كذابون بمن فيهم الطفل البرئ المظلوم والمنكوب والمغلوب على امره، بينما تم تهريب الجانى الى الشمال. تلك الحادثة اغضبت سكان مدينة جوبا وطالبوا بالقصاص لرد شرف الطفل المجنى عليه وكادت المدينة ان تنفجر لولا تدخل بعض اعيان المدينة، علما بان رجال الشرطة فى الجنوب حاليا هم من الشماليين كما كان الامر قبل اتفاقية عام 1972م.
كان اهالى مدينة جوبا يتوقعون من قائد مليشيات المندارى اللواء كلمنت وانى والذى ينتمى اليه الطفل ان يفعل شئ مثل احضار الجانى اينما وجد ومحاكمته ومعاقبته اشد العقوبة، لكن خاب ظنهم وحت الان لم تتخذ اى اجراءات ضد الجانى وما زال طليقا حرا.
السؤال المطروح لكوراك واعوانه، هل هى تلك العدالة التى تتحدث عنها عندما يكون اخوانك مسئوليين عن الامن والقضاء فى الجنوب؟ لك ولامثالك نقول ستكون هنالك محاسبة بعد التوقيع النهائى وسوف لن يفلت اى مجرم اجحف فى حق ابناء الجنوب. شعورك بعدم الطمأنينة فى ظل حكومة الجنوب المرتقبة هو شعورك بالذنب لانكم خائفون من الملاحقة القضائية والمسائلة عن الكيفية التى كونتم بها اموالكم فى الجنوب ودعمكم للكتائب التى ارتكبت مجازر فى الجنوب ولدينا احصاءات دقيقة عن ذلك. فان اردتم ان تبرروا افعالكم بمثلكم المعروف
( ضربنى وبكى وسبقنى اشتكى) فهى لعبة قديمة ومكشوفة، فافراد الجيش الشعبى البواسل حاربوا لتحرير السودان من ظلم المستغلين امثالكم.
ان الاستفتاء فى الجنوب سيقتصر على ابناء الجنوب فقط كما نص عل ذلك برتكول مشاكوش لان المفاوضيين من الحركة يعلمون انك وامثالك سوف يستوردون ملايين الشماليين المرتزقة الماجورين لترجيح الكفة ان تركت هذه الفقرة دون تحديد ، فكف عن العويل والبكاء والكلام الفارغ واسعى لتصحيح سجلك المعروف.
|
|
 
|
|
|
|
Deng
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست