|
|
 ثلاثة عشر عاماً على الاختفاء المريب لمجتبى معاوية!!
|
في خواتيم الفترة الديمقراطية الأخيرة .. كنا طلاباً بتجارة الدراسات الإضافية بمعهد الكليات التكلنلوجية.. نتلمس خطانا الجامعية بحذر مشوب بالدهشة .. وكانت هناك بقية من احترام ما تزال تكسو الحياة الجامعية بطابع جميل ..
مجتبى معاوية .. كان من أكثر أعضاء الدفعة جرأة وتهوراً .. لذلك كان كثير المشاكسة والمناكفة مع الزملاء ..
كان فتى صغير الجسم نحيفه .. يضع عدسات سميكة على عينيه تكاد تخفي وجهه الصغير .. بالكاد يرى بهما .. كنا نباغته فننزعهما منه .. فيتخبط في خطواته ويتخبط في كلماته .. أطلق عليه الشباب لقب (الكَكّو) ..
وكان مجتبى معاوية كبير والديه .. لذلك كان يعمل ليعول نفسه موظفاً مدنياً بحرس الصيد ..
بلغ مجتبى من التهور أنه كان أول الملتحقين بمعسكرات الدفاع الشعبي .. في أول عهدها .. رغم ملاسناته الحادة مع الكيزان .. كنا مجموعة بداخلية أنور بالمقرن .. فيهم الكوز والشيوعي والأنصاري والمستقل و(الزول الساكت) لذا لم نكن نظن أن اختلافاتنا السياسية والفكرية يمكن أن تفسد للود قضية .. وكانت تلك حسن نية ساذجة منا ..
كان مجتبى معاوية يخرج صباح كل يوم لعمله ويعود آخر النهار .. ليخرج عصراً للجامعة ويعود آخر المساء .. ثم يخرج للعشاء بدار الاتحاد أو بسينما غرب ثم يعود للداخلية ليلاً ..
إلا أنه خرج عصر ذلك اليوم من بواكير عام 1991م وكنا وقتها في السنة الرابعة .. متأبطاً رواية د. بشرى الفاضل الشهية (حكاية البنت التي طارت عصافيرها) في طريقه لقاعة المحاضرات .. ولم يعد من وقتها .. طارت عصافيره هو الآخر إلى مكان عجزنا تماماً من تحديده ..
طارت عصافيره . . وطارت معها أحلامه وأحلام أسرته بحصاد سنين من التربية والتحصيل .. وطارت معها سنين أخوة جميلة بريئة على ردهات وبنشات معهد الكليات التكنلوجية وطرقات حي المقرن ومفاوز ودهاليز داخلية أنور ..
والأسوأ .. طارت معها كل اعتقاداتنا البريئة الساذجة بإمكانية التعايش السلمي بين ... وبين ...
هرع والداه من مدينة الأبيض بعد عدة أيام على اختفاءه .. يسألان هنا وهناك .. رسمياً وشعبياً .. بحثا وبحثنا معهما كل شبر يمكن أن يطأه معاوية .. على قلتها .. سألنا المسؤولين الرسميين والشعبيين والطلاب ورجال الأمن المفقود .. فتحنا حتى خشم البقرة .. لكن مجتبى معاوية كان كأنه قطعة سكر نقية بيضاء ..ذابت في مستنقع وحِل تعيس ..
كانت معظم أجوبة المسؤولين الرسميين وغير الرسميين تتكرر (ما تسألوا من الزول ده تاني!!!) .. حتى أعلى منصب أمني في ذلك الوقت تلقينا منه نفس الجواب ..
لم يستطع والده تحمل الفجيعة فلبى نداء ربه بعد ذلك بوقت وجيز .. ثم لحقت به والدته سريعاً !! وأظنهما فضلاً رؤية ابنهما في دار أخرى ..
تعددت التكهنات بشأن مصير مجتبى معاوية .. فمن قائل أنه اعتقل بسبب ثأر شخصي مع أحد أفراد الأمن وأنه قتل تحت التعذيب.. ومن قائل أن ذهب (يجاهد) في الجنوب (فاستشهد) هناك .. ومن قائل ...
غابت الحقائق وأفسحت المجال واسعاً للتكهنات .. وظلت حقيقة واحدة باقية ... وهي أن مجتبى معاوية لم يعد بيننا!!!
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ثلاثة عشر عاماً على الاختفاء المريب لمجتبى معاوية!! (Re: عبد الباقي الجيلي)
|
الأخوة الأحباء المتداخلين ..
النصري أمين ..
كل من درس بمعهد الكليات التكنلوجية يكتسب هذه الروح الشفيفة .. أعرفك ولا تعرفني دخلنا المعهد بعد تخرجكم وكنت أراك (تتضهب) مع بقية الشباب .. شكراً لما كتبت فقد أهجت أشجاني .. وشكراً للتعديل .. وشكراً لمرورك الكريم..
ودقاسم ..
شكراً لمرورك الكريم .. أيها العم الحبيب .. ودعنا نأمل أن نعرف مصير مجتبى وكل المجتبيات الذين ضاعوا في تلك السراديب المظلمة ..
أسامة الخاتم ..
لك تقديري على مرورك الكريم ورفع البوست .. وما زال البحث جارياً وما زال الأمل قائماً ..
عادل عبدالعاطي ..
الريس المفقود .. تحياتي لك ..
مجتبى ..
أبوذر ..
عبدالعظيم ..
وطن اسمه السودان!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ثلاثة عشر عاماً على الاختفاء المريب لمجتبى معاوية!! (Re: عبد الباقي الجيلي)
|
سلام جميعا
الاخوة البورداب
الخبر محزن للغاية لكنه طبيعي في سودان الانقاذ، كم من الطلاب و العمال اختفوا و يبحث عنهم اهاليهم دون جدوى، عندنا في سودان اليوم يذيع صيت الشخص اذا بحثت عنه مؤسسات معينة ينتمي اليها، سياسية و نقابية و اجتماعية.
لكن الناس العاديين لا يذكرون الا عرضا في مثل هذا البوست، التقيت صديقا كان متعاونا مع مؤسسات اجنبية في السودان و حدثني عن المئات ان لم يكن الالاف من المفقودين الذين كان يبحث عليهم و في الواقع كان هذا عمله و سافر فيه الى مدن عديدة من السودان، و اصبح معظم هؤلاء ارقاما في احصائيات و اسماءا في لست.
الظاهرة ليست جديدة، و لنا ان نذكر و اليوم نهايات رمضان و ذكرى شهداء رمضان، ان هناك 28 ظابطا قد قتل، و لكن الكثير لا يعرف ان هناك حوالي 200 عسكري قتل معهم ولم نرى اية لوائح تحمل اسماء هؤلاء الجنود.
ابان دراستي في بولندا كانت تصلنا جريدة الراصد لسان حال المنظمة السودانية لحقوق الانسان، و كانت تحمل في طيات كل عدد اسماء العشرات من المفقودين و المعذبين، ممن لم يعرف اهلهم الطرق المثلى للبحث عليهم و التأكد من حياتهم. هؤلاء المواطنون حيواتهم لا قيمة لها في مجتمع و انظمة حكم تقتل الملايين. لذا لا يجب التعامل مع ظاهرة اختفاء السيد مجتبى معاوية كحادث فردي بل هي ظاهرة عامة تنعدم فيها قيمة الانسان في السودان حتى يصبح السؤال عن مصيره في عداد التطاول.
اللهم بركة هذا الشهر المبارك ان كان حيا فارجعه الى اخوته و بقية اهله المكلومين، و ان كان ميتا فارحمه و اغفر له ما تقدم و ما تأخر من ذنوبه و ادخله فسيح جناتك مع الصديقين و الشهداء. اللهم اذا كان قد قتل فعجل بعقاب من ارتكبوا في حقه هذه الجريمة النكراء على ايدي الشرفاء من ابناء بلادي و هم كثر.
أمجد ابراهيم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ثلاثة عشر عاماً على الاختفاء المريب لمجتبى معاوية!! (Re: عبد الباقي الجيلي)
|
الأحباء ..
د.بشرى الفاضل ..
مجتبى لم يذهب ليقاتل ضمن مليشيات الدفاع الشعبي ... ولم يختف بإرادته .. هناك إرادة أكبر منه تسببت في اختفاءه .. وهناك إرادة أكبر منهما تترصد الفاعلين .. أعيتنا الحيلة تماماً في البحث عنه وليس لنا إلا نرفع أكفنا بالدعاء له .. وبالدعاء على من تسبب في تغييب إنسان بريء من أهله وأصدقاءه ..
رجاء العباسي ..
رغم أن اختفاء مجتبى قد تصادف معه اختفاء الكثيرين .. اختفاء معلوماً وغير معلوم .. إبان فترة (التمكين) .. إلا أننا ما زلنا نأمل أن نعرف مصيره على الأقل ..
كوستاوي ..
نناشد معك الأخ بكري برفع البوست .. مبادرة طيبة منك نأمل أن تجد صدىً ..
أمجد إبراهيم ..
اختفاء الكثيرين مع مجتبى لا يقلل من خصوصيته لدى أحباءه وأهله وأصدقاءه ..
وقد قصدت أن يخدم اليوست كلا القضيتين بشقيها العام والخاص .. مع الإشارة لحقيقة أن الفترة كانت كافية لزرع اليأس في نفوس الناس .. إلا أن الأمل ما يزال يحدونا لمعرفة مصيره ومصير غيره .. ما دامت وفاتهم ليست أمراً مؤكداً ..
أحبتي ... مروركم أثلج صدري ..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عبد الباقي الجيلي
ودقاسم
اسامة الخاتم
Abdel Aati
Bushra Elfadil
Raja
Kostawi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست