|
|
 وردي ... وانتماء الورد للصحو
|
أشكركم على مروركم من هنا..
وكل سنة وكل البورداب بخير
والسودان برضو..
التحية للفنان محمد وردي
وردي وانتماء الورد للصحو
مكي على إدريس /الرياض
( ليس ما يجعل الناس أصحاء أقوياء هو ما يأكلون ، وليس ما يجعلهم علماء هو ما يقرءون وإنّما ما يتذكرون ، ولا يجعلهم أفاضل أو أتقياء ما يتشدّقون به أو يتظاهرون وإنّما ما يفعلون) لورد باكون.
في منتصف عام 1983م ، أتاح لي الفنّان وردي فرصة اللقاء بالكاتب الراحل جمال محمد أحمد ، ذات ليلة صيفية، في منزل الكاتب الكبير بالخرطوم ، وكنت أيامها بأولى سنوات الدراسة بمعهد الموسيقى والمسرح ( قصر الشباب والأطفال). جلست في حضرة رجلي الأدب والغناء السوداني والنشوة تلكز فؤادي ، وقد أخبرني صديقي الحميم المحامي حسن عبد الماجد – شفاه الله من وعكته - أنّ الفنان وردي دعانا جميعا ، تلبية لرغبة الكاتب الكبير في الاستماع لاغاني البلد (النوبية) ، وكان الغناء والأدب والحديث الطافح بالضوء من أهله، ليلتئذ دار الحديث حول (هل الفن للفن أم الفن للحياة ) ، ومستقبل الموسيقى السودانية و( قصص نوبية من سرّة) وسالم فوحيمر، والثقافة الموسيقية. كان كل شيء يبدو لي فخماً ، متعاظماً في وقار، وانفضّ سامرنا وفي النفس أشياء وأشياء عمّن انتظموا على الأرائك الدبلوماسية في ليلتي تلك ، الأولى والأخيرة، في حضرة أصحاب سالم فوحيمر ويقظة شعب
وذهب العمر بالكاتب المرموق ، وهو يحمل للحياة كل الحب، وظل الفنّان الكبير يجوب الآفاق ، مبحراً في غسق الأنجم وملكوت العشق المسكوب في شغاف الأرض، يولمها أوجاع القلب ليبدد في الناس الجفاء. مازال يحلم بالسنا و(الليل أبخل ما يكون على النهار المستباح). قال ذات مرة : أرفض أن أتشاءم ، ولكننا على موعد مع الإخفاق ما لم نتصالح مع ذواتنا ونعترف بالآخر) ، ويمضي قطار العمر يستكنه في العشب الرواء ، حثيثاً في مواويل المدائن وعشق هوية الأبنوس ، وانتماء الورد للصحو ، أغنيةً تتدحرج في محاجر السفح الخضير ، يصادق البلابل والمنزل المقابل والعزف والهديل ..
جاء الكاتب المرموق من (سرّة) بنواحي وادي حلفا يحمل بين جنبيه حباً جارفاً للوطن وإفريقيا وطار بأجنحة الدبلوماسية إلى العالم ، والتقى بابن صواردة القادم إلى أمد رمان بأغنياته النوبية في ملتقى النيلين وصدحا باسم السودان ( أم در والطوابي في صدرك وسام) كما سبقهما إليها الخليل الشاعر القادم من جزيرة صاي ( قدلة يا مولاي حافي حالق بالطريق الشاقيه الترام ). جاءوا إلى ملتقى النيلين وشهروا في وجه الربى الممطورة تلالاً من النور والأغنيات. وامتهنوا اللّهاث خلف فساتين الكلام ،فتمايدت الأوتار وضجّت مدن الغناء في زمان انفجار الأوردة.
الأستاذ الراحل جمال محمد أحمد أحب التعامل مع الأدب بمنطق الحياة أكثر من اللغة، فقد أنتج أدباً يتوجه حثيثاً إلى الحكمة بأسلوبه الصارم الدقيق،ولطالما شاخت الكراهية بين جنبيه لكل حشو وتنميق لا يخدم أغراض نصوصه،ولا أدّعي أنّ وردي اختط منهجاً مغايراً في مساره الإبداعي، فقد تجاوز مرحلة الغناء للقدود والغنج إلى التغني بهموم العامة ونبض الشارع وقضايا الشعب والإنسان حيث كان ،وشغل نفسه باكتشاف الشيّق والمبتكر من ضروب التأليف الموسيقى وفنون الأداء المتناغمة والذوق السوداني, على تعدديته وثراء ممارساته وطقوسه، وبهذا حفر اسمه عميقاً في ذاكرة المستمع داخل وخارج السودان . ووضع باقتدار سمات مدرسة الغناء السوداني الحديثة ، هذا دون إغفال لدور الرواد من حملة لواء الإبداع والمجيدين من المحدثين، لا يتسع المجال لذكرهم ، كما أنه لا يتسع للتحليل الأكاديمي لأعمال الرجل، فلذلك فرسانه المغاوير ولكن القدرات الفطرية التي ميّزت شخصية وردي وأهلته للقيام بدوره الكبير هذا في مجال الموسيقى والغناء السوداني جديرة بالاهتمام تحليلاً ودراسة . قال في مجمل تصريحاته الفنية أنّ كونه قادماً من الشمال النوبي، ميّز أعماله بتلك السمة التي لا تخفى على المستمع، وأعني هنا تماما، ما قاله د. مكي سيد احمد بأن أهل (نوبة) الشمال يتميّزون بعقلية موسيقية كبيرة . ولا يستبعد أن تكون لهذه الخصوصية أبعاداً إثنية ، ناتجة عن التكوينة المتأثرة بفعل الهجرات البشرية والثقافية المتعددة عبر التاريخ ،في إنسان تلك البقعة , ويضيف البعض الآخر المؤثر البيئي شكلاً ومحتوىً. غير أنّ القدرات الفطرية (الموهبة)، وحدها، لا تفي كشرط نجاح في مشوار النبوغ ، وهذا الذي برع فيه الأستاذ وردي ، فقد أدرك مبكّراً الإجابة على السؤال التقليدي ( لماذا وكيف يغنّي؟)، وأزعم أنه اتّجه إلى : صقل موهبته بالدراسة والتحصيل المستمر والبحث الدقيق في الموسيقى ك (علم) إلى جانب إرادة لا تلين أعانته على تجويد أعماله ورفع كفاءته بالمران والجهد الجهيد، وتوخّي الدقة في اختيار نصوصه وموسيقاه ، والحرص على ترقية الأداء البشري والآلي وتوظيف المتاح من آلية التقنية ببراعة العارف المستنير. وظّف آلة الطنبور (التقليدية) في أغنية ( الود- أندرية رايدر) وأدخل الافتتاحيات الموسيقية المقنّنة في أغنيات ( جميلة ومستحيلة) و(السنيلاية) وغيرها ،والحديث عن أعماله الوطنية، ذو شجون ، ولا أقول ( على نفسها جنت براقش) ولكنها تتطابق والمقولة ( من الحب ما قتل ).
العزم الأكيد والإرادة القوية صنعت من الرجل ، الفنّان الموسيقار المطرب الشاعر وردي. ليس هذا فحسب ، فالفنًان وردي الذي نعرفه، لم يصل إلى ما وصل إليه بمعزل عن رهط المبدعين، الروّاد والمحدثين، من الإعلاميين والجمهور الذي عشقه بصدق، ومن الشعراء والكتّاب وأهل النغم والمغنى، تتلمذ على أيديهم وانتصح بتجاربهم وبحث طويلاً عن نفسه بينهم ، ثم رسم لنفسه خارطة إبداعية ملوّنة بسماته وتطلّعاته وأعلن أنّه جاء.
الفنّان وردي ليس فلتة أو معجزة فنية هبطت من السماء ، ولكنّه مشروع إنسان جاد. عرف ، بذكاء ، كيف يخطّط وينجح ويسجّل اسمه في سجلّ تاريخ الموسيقى والغناء الإنساني. هذه تجربة رائدة لأحد عمالقة الإبداع في بلادنا، والسؤال هو : إلى أي حد يمكن الاستفادة من هذه التجربة ، الماثلة أمام العيان، بكل تجلّياتها وعظمتها في المحتوى والوسيلة؟ وكيف السبيل لإيقاف هذا المد الخرافي من تفريخ النسخ وترسيخ فرية ( الفنّان المقلّد حتى النخاع) وحكاية ( أدّينا حاجة مسموعة) . إنّ حواء السودانية ( ما قطّت) وهي التي أعطت وما فتئت ، ولازال أمام الواعدين الوقت الكافي ومساحات التثبت من قدراتهم واقتحام المسار الفني برويّة ( مش تفحيط). حفظت العناية مبدعنا الأستاذ وردي فقد قال لبعضهم ( في وردي واحد بيغنّي) وظل حتى الآن يدعو لأهمية بناء الشخصية الإبداعية بعيداً عن ( همبتة الأسماء) وتاريخ الرموز.. و(نواصل)
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وردي ... وانتماء الورد للصحو (Re: مكي علي إدريس)
|
الاستاذ المبدع مكى على ادريس
التحايا المضفورة مع سعف النخيل...
وانت القامة النوبية حديثك عن وردى... رائع... وفى هذه العجالة .. مررت لكى.. القى التحية... ولانى شعرت ببعض من الفرح .. لانضممامك لهذه الساحة... اتمنى ان تكرمنا.. ببعض ولو يسير من ما بجعبتك.. عن التراث النوبى. وانت اهل .. لذلك
شرنوبى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وردي ... وانتماء الورد للصحو (Re: مكي علي إدريس)
|
عزيزي الاخ مكي
يا درة النوبة التلييد
يا درة حفها عبق عبري
يا درة تلألأ في مشكيلة
يا درة أنار أبناء دلقو
يا درة صدح لابناء كرمة
شفيف انت ينبعث منك نغمات شفاه عذارى
صادنقا وسركمتو وفركة وجمي وقبة سليم
وكوكا وعبري وسعد فنتي واقتري وفريق
وحبراب وسمت واكد والبرقيق ودنقلا والقولد
أمتعنا يا فتى النوبة المغوار
يا حفيد خليل فرح . . واصل مشوار دهب وحسين لالا وصالح ولولي
ووردي وعلاء الدين حمزة ومحمد عبدالرحمن وقطبي وبقية العقد الفريد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وردي ... وانتماء الورد للصحو (Re: حمزاوي)
|
أولا قبل الترحيب بالأستاذ الفنان الموسيقار مكي أعلن سعادتي الغامرة بإنضمام قلم مميز وفكر مستنير لهذا المنبر وحقيقة إعتماد عضويتك مكسب كبير لكل رواد منبر سودانييز اونلاين
كلمة ترحيب لا تكفي لأستقبال فارس مغوار مثل الاستاذ مكي
من باب التحيز ارى الأخوة النوبيين هم أول المحيين للأستاذ مكي وألصقوا عليه صفة المحلية والنوبية ولكنني أقو عكس ما يقولون ... الأستاذ مكي رغم تمسكه بنوبيته وخبرته الطويلة في الثقافة والتراث النوبي فهو قلم سوداني يكتب من أجل السودان ويغني من أجل السودان وهو شخصية عامة فلا يجوز أن نحبسه في إطار ضيق فدعونا نحفذه للكتابة في الاتجاهين الإتجاه القومي والاتجاه النوبي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: وردي ... وانتماء الورد للصحو (Re: حمزاوي)
|
استاذ مكي ادريس .. ( الموسوعة )
رمضان كريم ..
في حضرة وردي .. يطيب الجلوس
نتمني أن نلتقيك يا استاذنافي متسع من الوقت ..
الاحباء
ولياب .. شرنوبي ،، حمزاوي .. الجميع ،، اتمني ان يلامسكم هذا الطنبور وتمتعكم هذه النداوة الوردية
Save@Pc
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وردي ... وانتماء الورد للصحو (Re: مكي علي إدريس)
|
اخيرا ... جاء مكى ..
اخيرا ... جاء المبدع النوبي .. الذي انتظرناه طويلا ...
اخيرا ... سيكون هناك طعم جديد للبورد ..لان هناك شخص جديد .. وهو غير عادي ..
سندق اوتاد خيامنا هنا من الان وصاعدا ... مترقبين .. ابداعك ..
فلا تبخل ايها الغزير..
جميل منك انصافك لعبقريتنا وردى ..
اذا راجعت ارشيف المنبر الحر ... ستجد كثير من البوستات تهاجم وردينا المبدع ...كنت صراحة اندهش .. ولم استطيع الرد عليهم .؟؟ وكاننى كنت اعلم انه سياتى من هو اقدر واعلم واشجع منى ... وجئت انت يامكينا ..
في انتظار المذيد ....والمذيد ...
بالمناسبة ...
هل شاهدت سهرة يوم امس في تلفزيون السودان التى كانت (محاولة) لان تعطى وردى حقه ؟؟
رغم .. اننى على يقين ان ماتم عرضه هو اقل من ربع ماتم تصويره وتسجيله .. الا اننى زرفت الدموع مدرارا ... خاصة عندما بدا يغنى بالطمبور ..ومعه اهل (صواردة) وهم وسط النيل فوق (السقر)..
عموما ...
تمام ..حبي وتقديري لك ولجهودك ..
معتصم عمر
دفوى - المحس
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وردي ... وانتماء الورد للصحو (Re: مكي علي إدريس)
|
استاذ مكي
اولا سعيد جدا بي شوفتك بينا، واتطلع لي حوارات طويلة بينا انشاء الله، واختلاف الراي لاينبغي ان يفسد للود قضية.
ساطور لو جيت بي جاي، رمضان كريم، والقابلة في "بلفلور" او كفاك سعودية ياخي!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وردي ... وانتماء الورد للصحو (Re: مكي علي إدريس)
|
أحييكم وأعلن عن امتناني بكل ما ينام في وبين أسطركم من ودّ واحترام، وأنا القادم إليكم على صهوة الإعجاب بهذا المنبر ورواده الأشاوش ،
أستطيع ، ببراعة، تفهم طبيعة الصراع الخطرالذي يدور هنا.. من أجل (سودان جديد) قادم بلون جديد ووعي جديد وواقع جديد جداً..
أعجبت أيما إعجاب بقوة شكيمة المتحاورين وقناعاتهم المدهشة بأطروحاتهم.. واستماتتهم في الدفاع عنها.. لن أورط نفسي بذكر الأسماء.. فالجميع هنا يحبون هذا السودان بطرق متشعبة.. موغلة في الاختلاف.. وهكذا هو السودان (وطن التعدد الجميل)..
مجيئي إلى هنا، أتمنى أن يتيح لي فرص الاختلاف مع البعض، والتخندق مع البعض الآخر.. وإن كان لي ما أقوله في هذه المداخلة فهو التركيز على ضرورة (قبول الرأي الآخر).. فالطريق إلى وطن معافى، لا بد وأن يمر من هذه النافذة..
الشكر لأستاذي الكبير (يوسف الموصلي) ، فقد كان رصيدي الأول في الطريق إلى العزيز (بكري أبوبكر) صاحب هذه الحديقة العاجة بعصافيرها المغردة.. فهل أشكر من أسّس هذا الوطن الجميل؟؟
والشكر لكم جميعاً ، فقد وقفتم إلى جانب انضمامي، حتى خشيت من (ناس الأمن)..
سأرد عليكم فرداً فرداً ، ولكن بعد هذه المساهمة المتواضعة....
ترجمة أغنية نوبية للشاعر محمد وردي
مكي علي إدريس / الرياض7/6/2001م
(مسّونكيل)
أحلى الجميلات
التراسل مع الماضي، وجه آخر للتواصل مع المستقبل، وهو لا يعني التصالح مع ديمقراطية ترديد الاقوال المصادقة عليها سلفاً، خاصّة في مجال الإبداع كقيمة ثقافية لا تتنفّس إلاً في فضاء الحرّية.
للشعر في حياة الفنان وردي ، حضور مؤثر وفيّاض، منسوب لمرجعيات ثقافية موروثة ومكتسبة ، ومبنية على أرضية امتلاك رؤية نقدية ، اكتسبها من تراكم ثقافي نابع من ثراث عريق ينتمي إليه. وقد بدا منطقياً ، نجاحه في تخيّر نصوص أغانيه منذ بواكير عمره الفنّي ، واتّجاهه إلى تشعيب مناحي تثقيفه الذاتي ، بمواكبة ذكية للحركة الإبداعية وفرسانها من الكتًاب والشعراء والموسيقيين...الخ ، وما كان له أن يبلغ هذه الدرجة من التوفيق ، في اختيار أعماله والعناصر القادرة على مواكبة سيل إبداعاته من الشعراء والموسيقيين ورفقاء الدرب ممّن وقفوا إلى جانبه عند المحن، لولا فيض من عزيمة وإصرار جاء بها الرجل ، مكتحلاً بها ، متوكئاً عليها ، وجلباب ثقةٍ بالنفس ما نزعها يوماً حتّى عرفت به وعرف بها .
ولعلّ وردي الشاعر ، كان من وراء هذه العقلية النقدية ، التي نجحت في الإشارة للنصّ المتجدّد والشاعر المواكب والموقف الجريء، أضف إلى ذلك ، قدرة فائقة على قراءة نبض المستمع وتطلّعات جمهرة المتلقّين من الشارع السوداني العريض على تباين سحناته وأمانيه، فاستنهض فرسان الكلمة من كل فجّ ، واجتمع عليه وفيه وبه من لم ترق السياسة إلى جمعهم بكل أحابيلها وويلاتها، ومهر عطاءه بذلك الإلتزام الصارم بقضايا الشعب.
اللغة النوبية التي يتحدّث بها الفنان وردي بطلاقة مشهودة ، ظلّت نافذته المشرعة ، الأثيرة لديه ، عبّر بها عن خلجاته وأحاسيسه، العميقة ، وظلّ يكتب بها أشعاره، في اتّكاءة محاربٍ ، يجد نفسه في مراتع الصبا ومرافئ الطفولة في الضفاف المغسولة بالبراءة والعشق الدفين .
اللّغويون، والمترجمون منهم بوجه خاص معنيّون بالقول بخطورة الترجمة، وبأنّها تحوّر النّص المترجم وتسلبه الكثير من جمالياته اللغوية ، وخصوصية مضامينه المرتبطة بمفردات وألفاظ البيئة، والقصيدة بإعتبارها جزءاً من ضمير شاعرها ، لا تخلو من خصوصية دفينة، ترقد في ثنايا المضمون في ثقة، ذات صلة ما بالشاعر ، دون أن يعني ذلك ، أنّ هذه القصيدة التي نحن بصددها ، مثال لما ذكرت، ولا أخشى القول بأنّ الشاعر وردي ، صبّ في قصائده الشهيرة بالنوبية، بعضاّ من التعابير المعجزة والفنيات الشعرية والمضامين الغريبة على من كتبوا نصوص أغانيه بالعربية، استكمالاً لحاجة تعبيرية في نفسه كمطرب وشاعر وموسيقار.
يقول في قصيدته المطوًلة بعنوان
(أحلى الجميلات )
يا أحلى الجميلات
نعم ، أنت أحلى الجميلات
الأحلى كالتمرة.. والأغلى كالذهب
يا مبعث راحتي وصفاء روحي.
************
يا وجع روحي .. وشؤم ليلتي
وسواد نهاري حين أفتقدك
وأحرم من التملي
في ابتسامتك البديعة
ووجهك البّاش المتألّق
يامن لا تغيبين عن البال
في صحوي أو في المنام
ذابت روحي فيك ، فبمن ألوذ
إذا تخلّيت عني ؟
أم أتبعك حيث تذهبين
وقد أصبحت مجنونا بك؟
************
ما تأتي به السماء ،تتلقّفه الأرض
كذلك ، تلقّفت عشقي إيّاك ، قدراً
ورغم احتشادي به من قبل
فقد أخفيته مراراً، حتّى عن نفسي
ولطالما وخزتني تباريحه في أعماقي
ولم أقو على الصبر بعد طول احتمال
لا راحة ولا نوم ، بعد اليوم
فهل تنعمين أنت
ونار هواك فينا في أوار ؟
*********
الآن فقط ، علّمني حبك
أن أفتح عيني وأري الدنيا
حبك ، أحال الأمس غداً
والدنيا مشتهاة وجميلة
حبك ، ردّ النبض إلى قلبي
ما أتعس من سيدركهم الموت
قبل أن يتأملّوا في جمالك
وما اسعد من ماتوا فيك عشقاً
************
ما دار بخلدي يوماً أن
يأتي في العمر، كهذا العام
ويحال الحلم الذي رأيناه
إلى محض حقيقة
والفود الأسود يبيضّ ونحن أحياء
هاتي مفتاح قلبك ، فأنا في انتظارك.
لقد خضت في بحر غرامك
إلى الأعماق ، فهاك مفتاح قلبي.
***********
أيا قلبي الذي ، لا يعرف الهزل
أيّها المأخوذ بعشق أجمل الجميلات
المسكون بالوله والدموع عندما تحب
ها أنت ذا تنفض غبار السنين، وتدمن الإبحار
لقد صالحتك الحياة فافرد أشرعتك
مع الريح ، أيان سارت
فالعشق (صواردة).
وهي دعوة للحب وتحريض لنبذ الكراهية واستجلاء الشفافية. في أيامنا هذه التي يبدو فيها الإنسان ، كأنه يتناول عواطفه كما جرعة الدواء المر، فالحياة صارت جارحة ومجروحة ، بمتطلّباتها وبمادّيتها وباستفزازاتها فأصبحنا نطعن في ضمائرنا ونذبح صفاءنا النفسي ونموت في وقتٍ مبكّر..و(التالي) أغنية (منقا إلو منجوسي إلّو)..
.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وردي ... وانتماء الورد للصحو (Re: مكي علي إدريس)
|
سلام ايها المبدع الجميل
لكم انا سعيد وحزين ؟
سعيد بان وجدتك تكتب لنا درس تاريخ مكون هام من مكونات حضارة السودان
وحزين انك تكتب من خارج الوطن
ففنان فى قامتك جدير بالتكريم فى وطنه
وان يكون ملاذه الوطن الام منه وله يغنى ويكتب
افتقدك وقصر الشباب وجراهام وكثر من ابناء بلادى الاوفياء
لك الود
انور عبد الرحمن
(عقد الجلاد)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وردي ... وانتماء الورد للصحو (Re: مكي علي إدريس)
|
الأعزاء
خضر حسين خليل
شرنوبي
عاطف المسوب
ولياب
حمزاوي
tmbis
أشكركم على المرور والتعليق والإطراء... فكلامكم هذا المريح، يحمّلني المزيد من المسئولية..
Habib bldo
شكراً على الترحيب
وبما لا يقلل من تقديري للترحيب الخاص من أهلي (نوبة الشمال)، أعلن انحيازي لرأيك في انتهاج القومية ، دون اللجوء إلى ذكر أن أهلي النوبة (عرفوا بها)، منذ زمن بعيد.. وكلنا يعشق ذلك السودان الواحد في تعدديته.. وثراء موروثاته..
معتصم عمر المحسي
شكراً لك،
نعم شاهدت السهرة.. وفصلاً رائعاً من الوفاء لأهل العطاء.. ليته يأخذ مساحات أوفر ليشمل بقية المبدعين في كل المجالات.
Bashasha
ترحيبك أبهجنى
كما وأرحب بالحوارات، التي ترحب بالاختلاف وتعتبره إثراء، لفائدة القارئ.
الفاتح يسن..
كيفك والأولاد .. أرمدان كريم..
شكراً على المرور،
الصديق أنور عبد الرحمن
شوّقتني للوطن والرفقة
والسنوات القصيرة التي (راحت) مع قناني العسل
واندلقت ثوانيها وشهورها في ذاكرة الوطن العنيد
أخاف أن تنفتح مني ثغور المطر إذا حاولت رصد قوائم رفقة العمر الجميل..
ودي تحيتي ليهم/ن كلهم/ن... وأكيد أكيد حنتلافى.. في زمن أجمل ووطن أرحب.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وردي ... وانتماء الورد للصحو (Re: مكي علي إدريس)
|
أخيرا يشرف المنبر من لقبته بحادينا المبدع عندما تعرفت عليه بشخصه بدلا عن انتاجه باصوات الآخرين وكان ذلك منذ تسعة سنوات فقط مع انه كان يشدو بأشعاره النوبية منذ الستينات.
اتمنى ان يواصل عطاءه الفني والأدبي ولا ينشغل بغير ذلك لأن الابداع موهبة يتمتع بها القلة وهو منهم.
واستنح هذه الفرصة لأشكره علنا على تعليمي الكتابة باللغة النوبية والتي لولاه لبقيت في أميتي حتى اليوم..
مع تحيات سأد آشا (نوبيانا)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وردي ... وانتماء الورد للصحو (Re: Suad I. Ahmed)
|
زميلي و صديقي مكي علي إدريس
تحياتي و ( تصوم ) و تفطر على خير ....
لم كل هذا الغياب و نحن ندري أن في جعبتك الكثير .. ؟
مررت من هنا و وقفت طويلا عند هذه الفقرة :
(الفنّان وردي ليس فلتة أو معجزة فنية هبطت من السماء ، ولكنّه مشروع إنسان جاد. عرف ، بذكاء ، كيف يخطّط وينجح ويسجّل اسمه في سجلّ تاريخ الموسيقى والغناء الإنساني. هذه تجربة رائدة لأحد عمالقة الإبداع في بلادنا، والسؤال هو : إلى أي حد يمكن الاستفادة من هذه التجربة ، الماثلة أمام العيان، بكل تجلّياتها وعظمتها في المحتوى والوسيلة؟ وكيف السبيل لإيقاف هذا المد الخرافي من تفريخ النسخ وترسيخ فرية ( الفنّان المقلّد حتى النخاع) وحكاية ( أدّينا حاجة مسموعة) . إنّ حواء السودانية ( ما قطّت) وهي التي أعطت وما فتئت ، ولازال أمام الواعدين الوقت الكافي ومساحات التثبت من قدراتهم واقتحام المسار الفني برويّة ( مش تفحيط). حفظت العناية مبدعنا الأستاذ وردي فقد قال لبعضهم ( في وردي واحد بيغنّي) وظل حتى الآن يدعو لأهمية بناء الشخصية الإبداعية بعيداً عن ( همبتة الأسماء) وتاريخ الرموز )
و قد لخصت هذه الفقرة الكثير و الكثير في حياة هذا الفنان الأصيل ..
تشكر و واصل فنحن عند المنحنى الأول .. نسمع نقرشات طمبورك ..
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
| |
خضر حسين خليل
sharnobi
MASSOUB
ولياب
Habib_bldo
tmbis
samo
Bashasha
الفاتح يسن
ابو جهينة
Sakotaweya
Ridhaa
mo
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست