|
|
 القرضاوي في كلام رجال
|
كلام رجال
الشيخ القرضاوي.. واطات دارفور اصبحت!..
لبني احمد حسين
جزى الله عنا الشيخ والداعية الإسلامي يوسف القرضاوي الف خير .. واهلاً ومرحباً به في وطنه الثالث السودان.. وشكراً له ولوفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على مسعاهم للمساهمة في وضع الحلول الكفيلة باستقرار الاوضاع بدارفور بعد الوقوف على طبيعة الاوضاع هناك».. شكراً لعلماء ديني المسلمين.. ولكن جلال موقعهم الديني وعظمة اسمهم تجعل كاتبة هذه الاسطر تصرخ بعد الترحيب بأعلى الصوت لتعلن ان بالحلق غصة.. وبالجوف غليان.. ومع ذلك جزاكم الله خيراً.. بقدر جزاء المجتهد المخطيء الذي له اجراً واحداً.. لا أجران..
دارفور هاجت.. وماجت واحترقت وفضائيات العالم تنقل الصورة والصوت.. ومنظمات العالم الدولية تأتي بالغذاء وبالدواء.. ومفاوضات الحكومة والجماعات الحاملة للسلاح تفشل وتنجح.. وتتنقل بين العواصم الافريقية.. ومجلس الأمن.. يقوم ويقع.. والوفود الرسمية والشعبية من فجاج الارض.. تطير وترك بدارفور.. و.. و.. و.. وجاء وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اخيراً يقدِل وهو يحمل مبادرة لاصلاح ذات البين بين المسلمين باعتبار أن كل الاطراف المتقاتلة من المسلمين!.. (أحيّ يا مصاريني) !.. ولكن واطات اهل دارفور اصبحت ان كانوا يرجون خيراً وسلاماً من الدول والشعوب الاسلامية.. نعم واطاتهم اصبحت.. حيث جاء وفد علماء المسلمين بعد ان بدأت نار دارفور تخمد.. وتم التوصل لاتفاق حول القضايا الانسانية.. وبدأ التفاوض حول المسائل الامنية.. وجاء الشيخ القرضاوي ليخطب بمساجد الخرطوم بملء فيه أن هناك مؤامرة ضد الاسلام تحيكها المنظمات الانسانية العاملة في مجال الاغاثة.. واتهم الشيخ القرضاوي تلك المنظمات بمحاولة التنصير.. ودليله على ذلك ان هناك ثلاث وخمسين منظمة انسانية تعمل في مجال الاغاثة في دارفور ليس من بينهن إلا أربع منظمات اسلامية.
نعم.. عدد المنظمات الاسلامية بدارفور يحصى على اصابع اليد الواحدة.. ولكن هل هذه مشكلة النصارى أم مشكلة المسلمين؟.. هل هذا تقصير من المسلمين أم مؤامرة من النصارى؟.. لنسأل الحكومة: هل طرقت منظمة اسلامية انسانية باب دارفور لتقديم المساعدات فردت على أعقابها؟.. الاجابة لا.. اذن فعلام الصراخ بمساجد الخرطوم.. هل علينا أن نشكر منظمات النصارى لاحسانهم على اهل دارفور دون اعتبار للجنس والعرق والدين.. إلا رابط آدم وحواء؟.. أم كان الأجدر ان نترك اهل دارفور «لحين» ان يتذكرهم المسلمون فيحسنون إليهم.. وفي ذلك الوقت يكون قد اغتالهم الجوع «الكافر» .. هل .. كفى..
مرة أخيرة.. مرحباً بك الشيخ القرضاوي وجزاك الله خيراً.. ولكن أدخر جهدك لاصلاح ذات البين بين الشعبي والوطني.. وأما دارفور فلها رب يحميها.. ولها منظمات وشخصيات نصرانية سخرهم الله لها، حتى مضت مفاوضات أبوجا وتمضي بسلام.. فإنه لمن المؤلم حقاً ان يصل وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعد زيارة مبعوث بابا الفاتيكان لدارفور بأكثر من شهرين.. وآه يا مصاريني..
****
نقلا عن الصحافة عدد الاثنين 6 سبتمبر 2004
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست