قميص سيدنا يوسف من الدمورية .. و عصا موسى و سليمان من الحراز

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 03:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-01-2004, 04:03 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قميص سيدنا يوسف من الدمورية .. و عصا موسى و سليمان من الحراز


    عندما آنس سيدنا موسى من جانب الطور الأيمن نارا و أراد الإقتباس لأهله منها ، سعى للنار و في يمناه ( العصا ) ، فلما صار بالوادي المقدس من البقعة المباركة من الشجرة ، قال له الله سبحانه و تعالى :
    ما التي بيمينك يا موسى ؟
    قال : هي عصاى أتوكأ عليها و أهش بها على غنمي و لي فيها مآرب أخرى.
    هذه هي عصا موسى التي إستغلها بأمر ربه في مآرب أنقذته و أنقذت بني قومه . فشق بها البحر و أغرق فرعون و رماها فإنقلبت ثعبانا يتلقف ثعابين السحرة الذين إنقلبوا مؤمنين به و برسالته.
    أما ( العصي ) عندنا ، بأنواعها و ألوانها المتعددة ، يتأبطها ( المتأبطون ) ( في الرواح و الغدو )، هذه العصي التي لا يتوكأون عليها ، و لا غنم لهم ليهشوا بها عليها ( إلا إن كانت الرعية في نظرهم غنما تستحق الهش ) ، لهم فيها مآرب أخرى لا تمت لصالح الرعية بشيء.
    يقول البعض أن موسى عليه السلام ( نوبي ) بدليل أن مهده الذي وضعته فيه أمه و ألقته في النيل إتجه مع التيار شمالا حتى مقر فرعون ،، أىْ أنه إنطلق مع التيار من جنوب الوادي شمالا تحفة العناية الإلهية. هكذا يقولون.
    فإن صحتْ هذه النظرية ،، فإن عصا موسى تكون قد تم قطعها من شجرة تنمو في بلاد إرتوت من ماء النيل و تغذت على تربة الوادي و طميه ،، و من يومها عشقنا في جنوب الوادي حمل العصي و جعلناها تكملة لزينتنا و مظهرنا و وجاهتنا و صارت العصي عندنا ( أشكالا و ألوانا و أحجاما نتفنن في صناعتها و نجارتها ) ، و منها ما يتناقل الناس عنها الأقاويل بأن بها مس من السحر يجعل ( الشوف طشاش ) و الفم مغلقا بالشمع الأحمر و بالضبة و المفتاح ،، و تجعل الناس يهرولون خلف كل ( موكب ) في هدير مؤيد و مهلل ، ( حبيبكم مين ؟ أبو لبوت تخين .. )
    متناسين أوجاعهم و همومهم ، تماما كالخارجين في زفة عرس دون أن يدروا من هو العريس أو من هي العروس ،، فقط من أجل المشاركة الوجدانية التي عرفنا بها.
    عصا موسى إنقلبت إلى ثعبان .............
    أما العصي عندنا فقد أطلقتْ في أرجاء البلد ( تماسيحا عشارية ) تعيش في ( البر ) و ( البحر ) و ( أعالي الجبال ) غير عابئة بنظرية كيفية التنفس و غير معترفة بنظام البيئة و التكيف،، و لديها القدرة على أكل ( خشاش الأرض ) و ( ما تجود به البحار و الأنهار ) ، لم يتبق إلا الفضاء الرحيب أو منافسة أولاد العم سام في حجز مساحات درجة أولى في القمر و المريخ.
    عصا أخرى من عصي الأنبياء.
    عصا سيدنا سليمان.
    سيدنا سليمان ، قيض له الله مخاطبة الريح و الحيوانات ، و سخر له الإنس و الجن ، فكان ملكا و نبيا واسع السطوة و مهاب المكانة ،، ( مخابراته من الطيور و من عفاريت الجن )،، ، بحول الله أحضروا له عرش بلقيس قبل أن تطرف له عين.
    خشعت له القلوب و خافته إمتدادا لخوفها من الخالق عز و جل.
    عندما بلغ من العمر عتيا ، صار يمكث في محرابه المصنوع من المرمر الشفاف ، الساعات الطوال ، يتوكأ على عصاه التي تشبه الصولجان.
    ذات يوم ، دخل محرابه ، و جلس يتأمل و يحصي نعم الله عليه الكثيرة بقلب المؤمن الشاكر ، و لكن جاءه ملك الموت و أخذ عارية الله و وديعته ،، وافته المنية و هو في قمة التعبد و التقرب إلى الله.
    ظل سيدنا سليمان هناك أياما عديدة و هو ميت ، متكيء على عصاه ، و الناس حوله و الجن و العفاريت و الحيوانات يحسبونه مستغرقا في الصلاة ، تركوه في خلوته يتعبد.
    فتجرأتْ دودة الأرض و بدأت تأكل من عصاه ، أكلتها من قاعدتها ، و صار جسد سليمان رويدا رويدا ينحني مع عصاه المهترءة المتآكلة بفعل تلكم الحشرة الصغيرة المتناهية الصغر. و عندما تهاوى جسد سليمان ، عرفت الرعية أن نبيها الملك قد مات.
    هذا يعني أن الجن و العفاريت و قبيلة إبليس و الشيطان لا تعرف الغيب. و لكنها تمتلك مفاتيح القلوب لتوسوس في الصدور و تعيث فسادا بين مخلوقات الله.
    أما الرعايا اليوم ، فبعد أن يتم قلع أظافر و عيون أفرادها، تنطلق حكاوي من نسج خيالهم المرتعب تصل لدرجة القناعة ،،،،،، حكاوي مفادها :
    أن هؤلاء ( النفر ) يسمعون دبيب النمل في باطن الأرض ، و أن السلطان و عسكره يعرفون موعد تزاوج البعوض و يعرفون ( الأنوفليس ) العاقر و الولود ، و يفهمون في غناء الدلافين و يمكنهم كتابته في نوتة موسيقية و يستطيعون ختان الذباب و لهم باع طويل في توليد الخفافيش قيصريا.
    و يصبح الدعاء اليومي : اللهم أكفنا شرورهم و أجعل كيدهم في نحورهم.
    و يتمادى الخلق في التضخيم فيحيكون قصة من خيالهم المرتجف خوفا :
    أن رئيس المخابرات في بلدهم ، مستعملا أذنيه التي لهما خاصية ( طبق الإستقبال .. الدش ) سمع نملة في مطبخ منزله تقول لصويحباتها المتجمعات على علبة السكر : يا أيها النمل ، أدخلوا مساكنكم بدواليب المطبخ ، ليحطمنكم ( هذا المجنزر ) و زبانيته و أنتم لا تشعرون.
    فتبسم الرجل من قولها ضاحكا ،، و في نيته المضي قدما في تحطيم النمل بأنواعه ، و لم يشكر الله على نعمة فهمه للغة ( النملية ).
    أتى إخوة يوسف عليه السلام بقميصه و عليه دم كذب ، و أتهموا ( الذئب المسكين ) بأنه هو الذي أكل يوسف ، و الذئب (بريء من دمه) ، و أظنه كان وقتها( يتضور جوعا) في الصحراء يبحث عن ( جرادة ) تسد الرمق.
    بلا شك أن الذئب يعتبرها تهمة لا ينفيها و شرفا لا يدعيه.
    القاعدة القانونية تقول : أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.
    و لكن الذئب المتهم يظل متهما حتى لو أثبت براءته ، لأن تاريخه حافل ( بالقتل من أجل أن يعيش ) ، رغم أن قاعدته الدموية تقول (القتل ليس من أجل القتل ،، و إنما غايته تبرر وسيلته).
    قميص آخر لسيدنا يوسف.
    فقد أعطى يوسف قميصه لإخوته و قال لهم : إذهبوا به و أرموه على وجه أبيكم ، فسيرتد إليه بصره الذي فقده من ( طول البكاء على فقدي و حزنا على فراقي ).
    فلما إقتربوا من ديارهم ، قال يعقوب لأهله : إني لأجد ريح يوسف.
    فقال أبناؤه الذين سمعوه و هم يقتربون منه : تالله لا زلت في ضلالك القديم.
    فلما رموا عليه القميص ، إرتد بصيرا ، و ذهب إلى مصر و قرتْ عينه برؤية إبنه الحبيب.
    فيا أيها المبعثرون من أبناء بلدي الحبيب في أركان الدنيا : الوطن يتطلع مشرئبا بقامته المديدة عله يتنسَم ( عبقكم ) ، و في إنتظار ( قميصكم ) المضمخ بعرق ترحالكم الطويل و المعطون بحبكم السرمدي ،، فليكن رد الجميل له و الإعتراف بأفضاله عليكم ( قميصا فضفاضا ) مفصَلا من قماشٍ مغزول بإخلاصكم و مطرزا بوفاءكم و لتذهبوا به ( إليه ) و ترموه على حدقاته المتقرحة من كثرة البكاء على حاله و حالكم حتى فقد البصر ، لعله يعود ( مبصرا ) من جديد.
    أكثير عليه هذا ؟؟

    عجبي
                  

09-01-2004, 06:13 AM

walid taha
<awalid taha
تاريخ التسجيل: 01-28-2004
مجموع المشاركات: 4198

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قميص سيدنا يوسف من الدمورية .. و عصا موسى و سليمان من الحراز (Re: ابو جهينة)


    سيدى الكريم ابوجهينة..
    تحية الى قامتك العالية ..

    لقد قلت قبل الآن ان فن تطويع الكلمة بهذا النهج لهو نعمة من نعم الله اختص بها نفر قليل من عباده ..
    هذه الذخيرة الثقافية التى تبدو جليةًً حين الاستماع الى تناسق حروفك والغرق فى نشوة التمتع بهذا السرد لهو اصدق دليل على ان مازال بيننا من هم اهلٌ لتحمل مسؤلية اثبات اننا أمةٌ لا زالت تقرأ ..


    Quote: أكثير عليه هذا ؟؟

    فلتحن منا التفاتة...

    لله درك سيدى..
    سلمت،،

    لك ودى ومن الشكر اجزله،،
                  

09-01-2004, 10:36 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قميص سيدنا يوسف من الدمورية .. و عصا موسى و سليمان من الحراز (Re: walid taha)

    عزيزي وليد ( المتمرد لوعة و المستكين عشقا )

    تحية و سلام

    (فلتحن منا التفاتة...) و هذا أضعف الإيمان
    سعدت بالمشاركة الراقية ..
    تسلم و شكرا على الطلة .. أرقد عافية
                  

09-01-2004, 11:47 PM

بدرالدين شنا
<aبدرالدين شنا
تاريخ التسجيل: 07-30-2002
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قميص سيدنا يوسف من الدمورية .. و عصا موسى و سليمان من الحراز (Re: ابو جهينة)

    Quote: قميص سيدنا يوسف من الدمورية .. و عصا موسى و سليمان من الحراز
    وحرف أبوجهينة من نور
    والله ويشهد الله أنني تعلمت واستفدت ونهلت من فيضك المدرار
    فأنت أستاذي
                  

09-02-2004, 00:05 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قميص سيدنا يوسف من الدمورية .. و عصا موسى و سليمان من الحراز (Re: بدرالدين شنا)

    شقيقي الحاج أبو البدور
    تحية و سلام عليك إلى يوم يبعثون ..
    تشكر على المداخلة التي أخجلتم بها تواضعي المتواضع أصلا ..

    لم أقرأ بعد مذكراتك عن إجازتك بالسودان ..
    أرقد عافية

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de