|
|
 يا وزير الخارجية .. المطلوب تركيب مكنة (شيخ علي)/ سعدالدين ابراهيم
|
الصحافة اليوم
النشوف اخرتا
المطلوب: تركيب مكنة «شيخ علي»
سعد الدين ابراهيم
* بهدوء قد يكون عجيباً.. أتابع ردود أفعال (الكيانات) في مواجهة مشكلة او قضية او مأساة دارفور.. الحكومة (الكيان) الأعظم تنقسم ردود أفعالها فوزير الاعلام كعادته يهتف ويصرخ على طريقة (ابو القاسم زمن نميري) ولا ادري هل تسمح له لياقته بتحمل اعباء هذه المرحلة التي تحتاج إلى مناورة، وطالما ان للحكومة خندقها بحكم حساباتها فينبغي ان يكون الرجل من اهل الخندق والذين يدرسون دفتر الحسابات جيداً.. وقد استعمت إليه مداخلاً في اذاعة الـ «بي بي سي» العربية مع دكتور ميلاد حنا وآخر. فأفتى بأن الأمر خاص بالسودان وعلى الآخرين ان يتركوه في شأنه فلأهله المقدرة على حل مشاكلهم.. وكأنه يوجه رسالة بأننا لن نقبل التدخل في شؤوننا وأن غيرنا ليس لديهم دخل بنا.. كلام صارم.. مما جعل د. ميلاد يرد عليه بسخرية مبطنة ويتجاوز حدة مداخلته غير المبررة.. ووزير الخارجية الذي استنفد طاقاته في مباراة طويلة الاشواط مرهقة يميل الى المقارنة بين سناريو العراق وسيناريو دارفور وشتان ما بينهما.. هذه المقارنة مقبولة في الاعلام (الصحَّافي) نسبة الى الصحَّاف.. ولكنها صعبة حين تجئ من الوزير.. ثم ان التصريح اللاهث.. والكثير.. وسعة صدر الوزير للتحاور وشهيته لعدم تفويت اية فرصة اعلامية ليدلو بدلوه وهذا يجره شاء أم أبى لكلام قد لا يتسق مع أدبيات الدبلوماسية.. فحديثه كله تصريح.. وتتلقفه الفضائيات الشرهة ويصبح وثيقة.. وفئة حكومية وجدتها فرصة لرفع الشعارات القديمة فيما بدا تغريداً خارج السرب وعنتريات لا تقتل قطة.. والبعض لجأ للحكمة والرصانة المستقاة من ملامح النائب الاول فليتهم استقوا منه.. الحرص.. التأني.. وعدم التعليق إلا بالمختصر المفيد.. وإن لم يكن مفيداً فهذا ما يتطلبه الامر.. ان نموذج «علي عثمان» اتفقنا ام اختلفنا معه هو نموذج المرحلة.. الروية والأناة.. عدم التعجل في اتخاذ القرار.. هذا هو المطلوب.. وكم افتقدنا «شفافية الغتاتة» التي كان يمارسها د. غازي صلاح الدين.. ولو أنه كان غالباً ما ينفي ويصحح لكنه على كل حال إكتسب خبرة.
اما الكيانات الاخرى
أما الكيانات الاخرى، فاليمين المعارض وجدها فرصة ذهبية لتعكير المياه ومن ثم الصيد فيها.. حزب الامة استعد بصفته البديل الاوفر حظاً.. وقدم الامام مانفيستو يغازل العولمة ولا نقل العلمانية.. الاتحادي المعارض.. يريد نصيباً مقدراً من الكيكة.. الشيوعي حاول التحالف الخجول مع الشعبي.. والشعبي قرر الاستعانة بالخوارج «من الخارج» في معركة يرى أنه استضعف فيها.. والاحزاب الصغيرة ما فتئت تصطاد منابرها وتروِّج اكثر للتنوير ولدفع الديمقراطية التي بدون مناخها لا يستطيعون التنفس.
المطلوب إذن في رأينا المتواضع.. إعلام ذكي لا نعتمد فيه على المتمرسين بل على علماء الاجتماع.. إلى متى ندخر علماء الاجتماع؟ الدور الآن دورهم لو صعدتم بهم الى المنابر الاعلامية لاستطاعوا تحليل الواقع بالمنطق الاجتماعي العلمي لاهدونا الحلول.. لا نريد منهم حل المشاكل لكن نريدهم ان يضيئوا لنا الطريق حتى نتجاوز البلبلة الفكرية التي تزداد كل يوم أمام عدم فهم عميق واصيل لتداعيات «دارفور».
|
|
 
|
|
|
|
ahmed haneen
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست