الترحال من النشاطات الطبيعية لكثير من المخلوقات الارضية , ويكاد يكون سنة ,
حياتية درجت عليها هذه المخلوقات تشكل السمات والملامح الرئيسة للغالبية
العظمي من سكان كوكب الارض .
والهجرة حسب التعريف العلمي لها تعني ظاهرة التنقل من بلد الي بلد اخر , او
أبدال البيئة بأخري جديدة , وتطويع الامكانيات الايكولوجية والطبيعية , لخدمة
الانسان ان عنينا البشر في تناولنا للمشاكل , وهي عكس النزوح الذي يعني ظاهــرة
التنقل من مكان الي مكان داخل البلد نفسه , دون الحوجة الي عبور الحدود ,
والسفر الي البعيد او الدول الجارة .
واذا كنا بصدد التطرق للاسباب الحقيقة التي تدفع الناس للهجرة , نجد ان
الاسباب تتركز غالبا في سبل البحث عن لقمة العيش و تحسين المستوي الاجتماعي
, ولكن لايخفي عليكم ان هناك عدة دوافع اخري مثل الاضطهاد السياسي والعرقي
والديني , والهجرة القسرية بسبب الابعاد او النفي , اذا كان المهاجر صاحب
نشاطات سياسية معادية للنظام الحاكم في الدولة الام . اما النزوح فيختلف تماما
في عدة ابجديات اساسية , وان ظل الجانب الامني قاسم مشترك في الجانبين ,
ولكن النزوح غالبا يكون بسبب الحروبات الاهلية , والمجاعة , والتصحر , و
نضب الموارد الطبيعية اللازمة لايجاد بدائل , تمكن السكان من التعايش
السلمي مع البيئة , لتصبح طاردة غيرملائمة لحياة بشرية كريمة , ايضا يبرز
حق اللجؤ السياسي كطرف مؤثر في القضية , لان الاثر قد يمتد الي المدي البعيد
طالما ظل النظام الذي تسبب في هذا الابعاد متشبسا بمقاليد الحكم.
كل هذه العوامل مشتركة اجتمعت لتشكل ملمح جديد لخلية سكانية, اوجيل اخر فاقد
الهوية , مستلب فكريا الي المجتمع الجديد , ولا يقبل التصالح مع فكرة
الوطنية , ويرفض وجدانيا مجرد تناول الامر ووضعه في طاولة طرح موضوعي ,
وحتي المبررات تاتي واهية وضعيفة , والمسوغات لاتمت الي العقلانية بصلة.
تفرز ظاهرة الهجرة عدة سلبيات وايجابيات احاول ان أتطرّق لها في معرض
حديثي بدون مغالاة او أسهاب ,وأجملها في عدة نقاط وابدا بالناحية الايجابية
فالهجرة سبب أساسي في رفع المستوي المادي والفكري نتيجة للتفاعل الفعال
,والانصهار مع البيئات الجديدة , واكتساب الخبرات , وتطوير الاداء , مما
يكون له بالغ الأثر في دفع عجلة العملية الابداعية والتنموية في حالة
العودة الي الديار, وزرع الخاصية الابتكارية في الذهنية المتبلورة من الاحتكاك المباشر مع اناس
بعقليات فزّة وجبّارة, يكون تأثيرهم مباشر وفعال .
أما تتمثل السلبية في اصطراع الحضارات , والتهميش العمد لموروثات وقيم
وعادات وتقاليد الوطن الام , والانحلال والتفكك الاسري , واتساع الهوة بين
الابناء وارباب الاسر ,وتهديد فكرة الوطنية , ونشؤ بيئة مثالية للدوس علي
تراث الاجداد ,وركل المبادئ , وتفشي الظواهر الشاذة , والاخلاقيات المتمردة
علي سلطان الرقيب الاجتمـاعي ,وضعف الوازع الديني ,في اغلب الحالات.
السبب الرئيس الذي دفعني للكتابة في هذا الموضوع نتج عن احداث واقعية ,
وحالات مرت علي وعايشت احداثها , ومعظم حلقات السيناريو هذا , كانت من
قبل اصدقاء عزيزين تعرفت عليهم عن طريق الانترنيت , من الجنسين وكلهم
شباب في مقتبل العمر , او فيهم الذي بالكاد تخطي عتبة المراهقة , وانا
علي فكرة ,انسان حنين الي ابعد الحدود , ولست بصدد الحديث عن نفسي , ولكن
عندما كنت اسأل هؤلاء الاصدقاء , عن السودان , صدمتني أجاباتهم, ولاحقا
سأفرد مساحة لاّراءهم واقوالهم.
وايضا في تجربة مرت علي وانا في السودان , أذكر فيما أذكر , ان لي
قريبة , كانت تعيش مع زوجها وابناءها , في دولة غربية , واني أظنها
بريطانيا , ان ظلت الذاكرة كهاتيك الايام الخوالي , عندما كنت احفظ
جدول الضرب من طراز اثني عشر في اسبوع فقط , وكان انجازا بكل المقاييس ,
فأخوكم كان من النابغين في الرياضيات , لدرجة انني في مرة من المرات ,
تمكنت من حل جميع المسائل في الواجب المنزلي , وكانت لي اربع اخطاء فقط ,
من مجموع ست !!!!.
قريبتي هذي, كان لها أبن يصارع في أحلام المراهقة , ويمني نفسه , بفتاة
الاحلام , عندما أقتلعته الاقدار فجأة من عاصمة الضباب لتلقي به , بقدرة
قادر في أحد احياء الخرطوم , بدون اي سابق أنزار وجد نفسه من( تين داوننغ
استريت ), مقر الرئاسة ومنشأ قصـر (باكنجهام) حيث كانت تقيم المرأة الحديدية (مارغريت
تاتشر ) في خريف حكمها , الي التسكع في أزقة الكلاكلة الضيقة ,.. والمراهـق
هذا وجد نفسه في زمرة من امثاله يحملون نفس الداء , ولكن يفوقونه في
أمكانية الحنك السنين , والونسة الدقاقة ,... طيب (مجيب )الان تعرف علي بنت
الجيران التي هي في نفس سنه تقريا , لم يتعرف عليها بالمعني المعروف ,
ولكن أصبح يردد اسمها ,( هنان ) وضاعت ملامح حرف الحاء , وأظنه اجتهد كثيرا في سبيل ذلك, وصراحة كتيرة منو ,
باقي الشباب ما مقصرين الجكس كلو معاهم , وبمشوا قاعة الصداقة ,وحدائق
جكس ابريل
,لكن( مجيب البومة) , مافي طريقة يمشي , ولكن لماذا يا تري !!؟؟
السبب ان الاخير, لا تتوفر لديه أمكانية الاندياح العاطفي المكثف , يعني يبكي بس
!!! ومن بعيد لي بعيد , صراحة .. الشافعة مكسرة فيه , الود ما خلي ليه وجاهة
في الدنيا دي ما كباها في وشو , بس في النهاية ,( هنان) زهجت , (فاتن )عندها
حبيب ,( وندي )بتجيها جوابات ,( وميادة الشقية ), ألقي القبض عليها , وهي
تقبل وردة حمراء اتتها من فلان ود الصحافة , وتناولت الصحافة المحلية
الخبر , لكن مجيب لا حياة لمن تنادي , وخشمو ما قادر يفكو ,..اماانا بحكم تمرّسي , ادركت حقيقة الاشكالية,!!
الود ما قادر يوصل الحنان !!,تطوع العبد لله بأدخالها الي معهد حبيب نورة
للدراسات العاطفية قسم بنات الجيران , انا بوم في الانجليزي , ومجيب مشكلة
في عوجة اللسان , احتضنته ,وهو لم يكن يخاطبني الا بي !!hey nigga u fine
والحمد لله اتخرج بتقدير جيد جدا, وفاجاني عندما لمحته في الشارع وهو
يحيي الجمهور قائلا , هوي يا فرد شنو يا معلمين الليلةالطرب وين ياحلوين!!!!
أما انا فتم الاستعانة بي لتقديم النشرة الانجليزية في تلفزيون السودان!!.
.. أجريت ما يشبه أستطلاع الرأي لكي أقوي الفكرة, وأبعدها من شراك التنظير
,والجدل العقيم , وكانت أبرز نتائجه ,حقيقة أتساع الهوة , بين الشجرة
والفروع , والنهر والرافد , امّا الجزور فأكيد انا أنها اجتثّت تماما ,
ولكي أنحي قليلا عن التطويل الممل , سأتطرّق الي بعض النمازج فمثلا سألت
E M التي قالت :
Living in USA is different from living at Sudan or other place cause USA
in evrey one eyes DREAMS COME TRUE .Life is good ,nice house , nice
Car ,etc but these are all material things .Living here has changed me
so much . I honsetly have a a daily conflict with my self ,at first I would look at
Americans and say we will be a good freinds and I will always reamin the same sudanese girl,but when I slowly relaized
that I was being molded into American my self
اها يا بنت الناس ؟؟ السودان موقعوا وين جواك ؟ قالت لي :السودان دة قصتوا
كبيرة لكن سوري خليني اتكلم ليك بي الانجليزي ممكن اقدر اوصل ليك احسن:
SUDAN MY NATIVE COUNTRY I would like 2 go back and visit family members
ALSUDAN hilo be ahlo but they are out , Iwould probably not go back 2 SUDAN
هذه ابرز النقاط في حديث الاخت التي تدرس الطب في أحدي الجامعات الامريكية
وغادرت السودان في الثانية من عمرها .امّا ANGEL , التي تقيم في سويسرا
ولحظة حواري معها كانت في هولندا ,سودانية هجين من ام اريترية واب سوداني
الثائرة علي الوضع في السودان , فكان الطرح حقيقة ممتعا للغاية , وتناولت
مع مجالات عديدة , ولكنها باغتتني ,وتلاشي جواي شعورها الوطني, مهاما كان
أتجهاهها الفكري والسياسي , وجدتني امام أنثي تجدع التوب السوداني ,و
وتعتبر الطرحة مجرد قطعة قماش تنتمي للتراث , وتتّبني ثقافة البوي فريند
وتفاخر بانها لامنتمية , حتي انها صرحت بكراهيتها للشعب السوداني من باب
انه شعب تقليدي , وغير قابل للتطوير ومسايرة العصر ,وهي الان تعيش في
سويسرا ولها عدة نشاطات تجارية وسياسية كبيرة , وأيضا عرفتني
علي عشيقها ودون جوانها , وكازنوفا العصر , الذي كان سوداني من نفس العجينة ,وسمعت منه أيضا رأيه,
وسط دهشتي وزهولي , وانا رميتها بتهمة التخلي عن السودان والقيم والمبادئ
قالت لي :like what to have boy friend and have ####### with him . yes
I am an woman and I have my needs وحقيقة المرأة قلبت الطاولة في وجهي
وتركت في نفسي انطباعا متباينا , وللعلم انها من ام اثيوبية , وعندما
وجهت لها انتقادي , وقلت لها , شكلك كدة يا (انجيل )شرطتي شهادة الميلاد,
وصك الانتماء فقالت لي , وهي شبه غاضبة مني , والسخرية تتفجر ما بين عينيها,::
I am not bure sudanese my mam she is eritrian and they dont want him
because he is from south sudan not because he is bad person and I had a good relation with my familly and my mam
غادرتها والنفس أمارة بسؤ التمتع بحديثها الممتع , ولكني كان لابد لي من صنعاء الفراق
وان طاب لي المقام , وانا في طريقي لتسجيل الخروج من المسينجر ,تدخل
علي f بصوتها الجميل , وكان لي سابق موعد معها للحديث حول هذا الموضوع
, فقالت لي في فجائية وسرعة:
sudan is my home land where Iwas born ,and spend my childhood,,,I love this country called sudan ,,,and im proud to be sudanese
وعجبني الكلام شديد , ولكن ايضا لها موقف سلبي من القضية , مع توفر
المبررات , لكونها خرجت من السودان في الرابعة من عمرها , علي ما
أعتقد , وايضا امها من دولة عربية أخري جارة , وقالت لي ايضا:
I grow up in this country and I fnd my self belong to here ,,,I found the freedam I always looking for ,,so that why I found it difficult for me to go back home ,,iknow
وانا في هذا التطواف الممتع ,تشئ لي الظروف بالتعرف الي أختي الاخري
وهي اختي التي لم تلدها امي (سودانية) مدهشة هذه البنت الاصيلة , بنت
البلد , التي تربت في امريكا ولكنها ماذالت تحتفظ , بكل روعة النيل
وريحة التراب لم تفارق أنفها الذي لا يشتم الا ريحة الوطنية , وهكذا هن
بنات بلدي , رجعت سودانية للسودان لكي تكمل دراستها هناك , بكامل رغبتها
وأرادتها , وحدثتني من السودان , وحقيقة شعرت بالفخر الشديد , وكادت دموعي
ان تسيل تأثّرا ,وأذا كان بنات السودان مثلها , لفضلت النساء علي الرجال ,
وانا والله أعتزّ بأنها اختي , ومثل ما هي لاتسعها الفرحة وهي وسط أهلها,
انا نفسي اجد نفسي مشلول القلم , ولا استطيع ان أصف شعورها وهي في مطار
الخرطوم , تلامس قدماها ارض البطولات وارض التضحيات. وانا في دوامة أفكاري , تزكرت الشاعر الكبير , نزار قباني حين قال:
أنسوكم حتي التــأريخ وحتي القيم العلوية
أسفي ان تخرج أجيالا لا ترف معني الوطنـيـة
وتظل حركة البشر مستمرة , وتظل الهجرة تسطو علي فلزات اكبادنا , ونحن
بين أمل أستعادة ابنائنا , وخوف ضيـاع هوية مستقبل شعب يتطلّع للانطلاق
الي اّفـاق العلـيـاء , في صراع مرير وممتد , وفي النهاية يظل السودان
هو السودان , وان عادوا او ظلوا علي هجرانهم , يظل السودان هو الوطن
وهو المأوي الاخير , وسيرحب بهم ويمد أيهم ايادي الشوق , محتضنا , وانا
سأقف اجلالا لهذا الوطن , فهلا وقفتم معي ؟ اظن أنكم فاعــلون....
حبيب نورة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست