يا نفسى كونينى ...فاننى احتاجنى كما انا

فى مثل هذا اليوم منذ اعوام خلت ...خرجت الى العالم وانا اصرخ ..لا ادرى هل كان ذلك اثبات لوجودى ام احتجاجا على خروجى ...غير انى ادرى بانى الان هنا.
دعينى اخلو اليك يا نفسى واسمعك صوتى ..صوت همس حينا وصراخ حينا ..غضب وعتاب وايضا حنان ورفق ..لن تتحدد لك حروفى ولا كلماتى فقط دعينى اقولها ...وبدء عاهدينى بان لا تكونى الا انا
احبى فينى هذا العناد والجموح الى التعقل ..وايضا لحظات ضعفى وجنونى ... ابتسمى دوما لنزوعى لرومانسيتى التى لن استبدلها بسواها أبدا ...أحبى لى ذات العطر وذات اللون والفاكهة ..وهذا العشق للشعر والموسيقى ..لا تخلفى لى عادة القراءة قبل النوم ..وحب النوم فى الهدوء والظلام ..وعند الفجر أيقظينى للصلاة وأفرحى معى بقبلات أبى ودعواته الصباحية ..ذكرينى بدعاء الرحمة لسكان القبور ..أتلى معى الكهف كل جمعة ..لا تنزعى عنى حبى للناس ..وساعدينى ليحبونى ...طوقينى بابائك وأحمينى منى وتعبى .. فليس من يفعل لى ذلك سواك ...أجتهدى معى كى لا الفظ احتياجى الا لك ..أستسمحى لى الكبرياء ان كممت فمه يوما وجلدته بسياط ثقة عدمية ..ضمدى فينى جراح التطرف صدقا ..توسلى معى الدموع ان تجيبنى كلما دعوتها ولا تقسو بعصيانها ..سدى عنى آذانك ان همست لك بفكرة ارتداء ثوب القسوة ...أنسجى لى من عزتك سياجا يحرس نقاء قلبى فلا تشوبه شائبة ..أشهرى سلاحك فى وجه كل من يتطاول على كنز صدقك اللامنتهى ...أكبحى جماح تحنانى ولا تغرفيه للمتخمين لا مبالاة ... لا تبسطى اهتمامك معبرا لكل المارين ..وأنتقى فقط من لخطواتهم وقع الاحترام ...أفرغى لى سلالك لالقى لك بكل البوح فى الألم والفرح ..ألمينى ان نسيتك ..وأنسينى ان ألمتك ..تألمى معى من الاخرون ولهم ...ابتهلى معى الى الله ليمنحنا نعمة البصيرة ويقوى فينا البصر لنرى تلك المسافات ونحافظ عليها ونخافها ...لا تملينى ان اطلت تأملى فيك ..وتأملينى فى صمتى أمام الاقدار والايام ..أوسعينى غضبا كلما رأيتينى أنسحب خارجة عنك وأعيدينى اليك ..
كونينى ..ولنكون معا كما نريد
ختاما أمنحك قبلة على الجبين حبا واحتراما ...كوب شاى واغنية لفيروز ..فامنحينى رضاك عنى

Dreams
29/1/2003
الواحدة صباحا بتوقيت الخرطوم