التجمع المعارض و لجنة الدستور المزيف: هل آن أوان الثورة الفكرية-الثقافية؟

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 04:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.حيدر بدوي صادق( Haydar Badawi Sadig)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-02-2005, 02:27 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8271

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التجمع المعارض و لجنة الدستور المزيف: هل آن أوان الثورة الفكرية-الثقافية؟

    التجمع المعارض و لجنة الدستور المزيف: هل آن أوان الثورة الفكرية-الثقافية؟ (1)

    حملت صحيفة "سودانايل" الإلكترونية الغراء، خبراً -صباح الأحد 29 مايو الجاري- مفاده أن التجمع المعارض يرفض المشاركة في لجنة الدستور المكونة، في أغلبها، من الحركة الشعبية لتحرير السودان والمؤتمر الوطني الحاكم. وقد ورد في الخبر عن لسان مساعد رئيس التجمع الأستاذ فاروق أبو عيسى أن التجمع يؤكد رفضه القاطع للمشاركة في لجنة صياغة الدستور. وً أن القوى السياسية الحية، ممثلة في التجمع، ومؤسسات المجتمع المدني الوطني-الديمقراطي، ترى بأن أي دستور يصدر عن هذه اللجنة ناقص وسينتهي ميتاُ، وإن لم يمت فسيمشى أعرجاً. و هذه هي عين الحقيقة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ السودان السياسي. مسألة الدستور الانتقالي، الأعرج، المزيف، الواهن، لن تمر، ولا ينبغي لها، دون أن تضع الشريكين في "السلطة والثروة!" في محك طاحن مع كل القوى الفكرية والسياسية الأخرى في السودان.

    لعمري، فإني لم أطلع على تصريح عن التجمع صدر بهذه القوة والصمامة وحسن التعبير منذ إنشائه. وقد بدأت أحس، بفعل من هذا التصريح، بأن التجمع المعارض ربما يخرج من مواته المعهود إلى حيز يسمح له بالحياة الخصبة الفاعلة. والدور المأمول للتجمع كان دوماً هو الفعل النافذ في الواقع السياسي السوداني تجاه تفكيك دولة الهوس الديني التي يبدو أنها، بزيها المخادع، قد بدأت تلف الحركة الشعبية الباسلة في لفافتها المنتنة. أرجو ألا أكون مفرطاً في التفاؤل –عن دور التجمع- فقد كنت من قبل كذلك، وقد خذلني التجمع أيما خذلان، كما خذل أولى قربته في الحركة الشعبية لتحرير السودان -بمثلما خذل كل القوى الحيةالحقيقية، خارج إطار هيكله المتكلس، والواهن في آن معاً. ربما تبعث كلمات الأستاذ فاروق أبوعيسي فينا دواعي استنهاض قوانا الحية، كأفراد، وكمجتمع -وكمؤسسات تمثل المجتمع السوداني النبيل- داخل وخارج التجمع. لأول مرة في التاريخ غير المشرف للتجمع الوطني أشعر - مثل غيري من الكثير من المثقفين السودانيين المخذولين- بأنه يمكنني أن أدعم التجمع الوطني المعارض، إن هو صحح مساره المعوج.

    أقول "ربما" يكون ذلك. نعم، ربما، فقد خذل التجمع الوطني المعارض الشعب السوداني أيما خذلان، ولا يزال يمارس الخذلان، لولا بصيص من نور يبدو من ثنايا تصريحات الأستاذ فاروق أبوعيسى. فقد ظل التجمع، منذ تكوينه، يمارس العادة الرذيلة، عادة تقاعس القوى الشمالية الإسلامو-عربية عن الواجب الوطني . فقد ظلت حليمة تمارس قديمها، كما يفصح المثل السوداني البليغ. ولم يحفظ للتجمع بعض حيويةٍ غير وجود الحركة الشعبية المؤثر في ركابها المتعثر. أما وقد استقلت الحركة الشعبية عن هذا الركاب، واختارت طريقها الشائك -باتفاقها مع قوى الهوس الديني- فقد بدا لي بأن التجمع، بعد ذلك، منزوع الروح، وهامداً، وهو لم يكن بأفضل كثيراً من هذا الواقع علي كل حال. حتى قبل استقلال الحركة الشعبية بموقفها الشجاع تجاه وقف نزيف الحرب لم يكن موقف التجمع يشرف الأحرار. أما الحركة الشعبية فقد اختارت في سبيل حقن دماء السودانيين مهادنة عدو العشب السوداني الحقيقي: الهوس الديني وقواه بكافة ألوان طيفها.

    قول الأستاذ فاروق، إن صح كما أوردته الصحيفة، يبعث على الأمل في الحياة عن الموات المحقق الذي ينتظر نتائج أعمال لجنة الدستور. أجد نفسي، بسبب من هذا الانبعاث، مستعداً للبدء في إعادة تقويمي لقدرة التجمع في التصدي لقضايانا الكبرى. هذا إن هو قام بالتصدي لهذه القضايا أصلاً. هناك قضايا كبرى تحتل –عند من ينتمون للقوى الحية المعارضة ،خارج التجمع- مكان الصدارة في لائحة العمل الفكري-السياسي عند حملة مشاعل التنوير -المكتوين بنيران تلك القضايا الكبرى.

    قبل أن أنفذ إلى جوهر ما أريد إيصاله للقارئ الكريم عن أسباب هذا التحول عندي، أحب أن أوكد أمراً ظللت أؤكده في إسهامي المتواضع في الشان السوداني المعارض - من خلال مشاركاتي في منبر "سودانيل" وجريدة "الوطن" القطرية الغراء، ومنابر فكرية وسياسية واجتماعية أخرى. ما أحب تأكيده هو أن الحركة الشعبية لتحرير السودان، في تقديري، هي أهم فاعل سياسي اليوم في السودان. وأينما ذهبت تذهب معها روح المعارضة الحقيقية لمشروع السودان القديم. الحركة الشعبية، بحق، هي عصب الشأن السياسي السوداني الراهن. وهي لم تصل إلى موقفها القوي الراهن إلا بالبسالة الشاخصة، وبإسالة كثير من الدماء، وتحمل تبعات شهدائها الأبرار، في فترة لم ترزأ فيها كافة القوى السياسية بمثلما رزئت به هذه الحركة الباسلة.

    وقد تم ذلك للحركة الشعبية أولاً لعدالة قضيتهاً. ثانياً، لنصاعة حجتها الأخلاقية لبناء سودان جديد. ثالثاً، لقوة شكيمتها العسكرية، التي تبدت فيها بسالة منقطعة النظير لمقاتليتها – و كثيراً بغير أجر مادي. هذا في حين كرست فيه الحكومة قواتها المتهوسة - دفاع شعبي كانت أو قوات مسلحة- وكل إمكانات الدولة، ودافع الضرائب السوداني الجائع المقهور، في سبيل "السلطة والثروة!!" ولو كان ذلك بتقتيل أهل السودان الجوعي وإذلالهم حتى يقبلوا مشروع الهيمنة و التسلط والثراء الحرام، مشروع الهوس الأساس، عن صغار. ولم تنل قوى الهوس ما أرادت!!! فقد صمدت الحركة في ظل ظروف محلية وإقليمية بالغة التعقيد. وقد مات من جراء تكريس ضرائب الشعب الجائع لصالح آلة الموت. أهدرت ضغمة الحكم الفاسدة في السودان دماءً عزيزة. أهدرت دماء البواسل من طرفي الحرب: شباب حركة الهوس الديني الذين غرر بهم الترابي وعلى عثمان ومن لف لفهم من العبدة المخلصين للسلطة والثروة، وجنود الحركة البواسل. كان هناك شهداء من الطرفين. أهرقت الدماء في حرب، أهدرت فيها أموال كانت تجبى قسراً من شعبنا الجائع المقهور.

    الضرائب في حياة الشعوب الحرة يبعث بها الموات وتحفظ بها الأرواح. غير أن قوى الهوس الديني كرستها لقتل الناس وإذلال الأحرار، والحط من كرامة الإنسان وتجويعه وتعذيبه في كافة أرجاء القطر السوداني الحبيب - من أقاصيه إلى أقاصيه. أذلت طقمة متهوسة، محدودة، تتمثل في قوى نظمت نفسها أشد التنظيم. ولم يحصد السودان والسودانيين من تنظيمها، وإمكاناتها المالية، وفسادها الأخلاقي والإداري، غير الدمار والبوار. فكان ذلك تجلياً من تجليات الانسياب الجارف لطوفان الهوس الديني الذي أنذرنا به الأستاذ محمود محمد طه، فلم نستمع ل!!

    الآن أنفذ إلى جوهر مقالتي هذه: "هذا، أو الطوفان!!!!!!!" أتذكرون هذه المقولة؟ أيذكر الأستاذ فاروق أبو عييسى قائلهاا؟ القائل بها هو صانع نهضو السودان الحقيقي: الأستاذ محمود مخمد طه. وقد يبدو هذا القول مستغرباً، والأستاذ محمود محمد طه قد مضى لانفاذ شأنه الجليل، شأن شهداء الحق، شهداء الحرية، شهداء السودان الأصلاء، وهو سيدهم قاطبة. ولكن التجمع نفسه ماكان ليكون لولا موقف الأستاذ محمود محمد طه الصميم الباسل في الثامن عشر من يناير في العام 1985. ربما لا يعرف كثيرون بأن نواة التجمع في بذرتها الأولى تكونت في ذلك اليوم المشهود.

    إذا كان التجمع يعني ما يقول به وأنه سيقاطع لجنة الدستور، وإذا لم يخذلنا مجدداً هذه المرة، كما خذلنا مئات المرات -شأنه في ذلك شأن القوى الشمالية الصفوية التي ظلت تخادعنا فتخذلنا- فإننا سنضع الحركة الوطنية الحرة في مسارها الصحيح: مسار تفكيك دولة الهوس الديني!!! لقد ظلت القوى القديمة المتكلسة داخل التجمع –بما فيها الجزب الشيوعي-تخون، دون هوادة، عهودها التي تقطعها منذ مطلع تشكيلها. وسيفعل التجمع خيراً إن هو وضع نفسه في الموضع المشرف، الصحيح، وانبرى بحسم وصرامة وبسالة وفحولة في تنفيذ مشروع تفكيك نظام الهوس الديني المتهالك. ولكن شرط أن يسرى هذا الموقف الصحيح روحاً، تبعث الحياة في التجمع وفينا كلنا، هو أن تجعل القوى الحية –داخل وخارج التجمع- أمر مواجهة الهوس الديني أولوية تضمخ بها كل رسالتها الإعلامية وكافة أوجه نشاطها الفكري والسياسي. على التجمع المعارض أن يبني علي هذه الأولوية كأفة استراتيجاته للعمل السياسي المعارض، النزيه الشريف، في هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ صراعنا مع قوى الجهل من أجل كرامة وحرية إنسان السودان الطيب الصابر المقهور.

    إذا فعل التجمع ذلك، فإنه سيضرب بيد من حديد على تسلط قوى الهوس التي تحاول تمرير مشروعها المتهوس في ثوب جديد، بمخادعة رذيلة، مكشوفة لذوي البصائر - خارج وداخل التجمع. إن فعلت قوى التجمع ذلك، ومعها القوى الحية خارجه ستصبح له قضية عادلة، لأول مرة في تاريخه. وسيصحح التجمع مساره بقوة وعدالة رسالته عالية الأخلاقية، فيكسب بذلك زخماً لم تعرفه الساحة السياسية السودانية من قبل. التجمع المعارض الآن بلا قضية غير قضايا "السلطة والثروة!!" مثله مثل أهل الهوس!!! مثله مثل المؤتمر الوطني الوطني الحاكم باسم الدين، وهو "الجشع" الفاسد اللاعق للدنيا والبائع للدين!

    إن تبنى التمع ما نقترحه له من تصميم رسالة مواجهة شاملة ضد مشروع الهوس، فإن المتهوسين لن يستطيعوا أن يزايدوا على قوى التجمع. بل سيضطرون لتغيير جلدهم ليواكبوا هبة السودان الكبرى نحو آفاق الكرامة والحرية والعدالة. وسيدعم أهل السودان قاطبة رسالة التجمع، إن أصبحت لديه قضية، خاصة وأنها محمية بحمى سليل السيد الحسن الميرغني "أب-جلابية." من سيستطيع مقاومة رسالة الصوفي الباذخ السيد الحسن الميرغني، الذي رسخ للدين الإسلامي في السودان، كما لم يفعل أحد في زمانه؟ من سيستطيع أن يزايد في دين السيد محمد عثمان الميرغني، حفيد ذلك الرجل الشامخ؟ يقال أن السيد الحسن الميرغني عاش لله في الله وبالله داخل "جلابية" واحدة، كان يغسلها بنفسه، بعيداً عن أعين الناس لأنه لم يكن يملك سواها!! أين ذلك من سفهاء أهل الهوس، الدين يأكلون الدنيا بالدين، ويشترون سمهم الزعاف من مال حرام وتقتيل بظلم؟

    وندعو من هذا المنبر لانصمام السيد الصادق المهدي - رجل الدولة الماكر، البارع، في فنون الحديث، والحراك السياسي والفكري الجم- بعد طول إلتواء و تخاذل وتخذيل، إلى تفعيل الرسالة المنشودة في مواجهة قوى الهوس الديني. فإن فعل ذلك، فإن قوة عريضة، ذات رسالة ضاربة، سترى النور وستشعل النور. من يستطيع أن يزايد على سليل الإمام محمد أحمد المهدي؟ من سيستطيع أن يقاوم قوى ضاربة الجذور - حد التجذر في السيدين الحسن "أب-جلابية" والإمام محمد أحمد المهدي؟ إن قدر لهذا التآلف أنه يكون فإن القوة التي ستتكون في رسالة إعلامية، أخلاقية، جامعة مانعة،ستهزم مشروع الهوس الديني لا محالة. وسيشكل ذلك تهديداً واضحاً للسودان القديم الذي يمثله تنظيما "المؤتمر الوطني" والمؤتمر الشعبي." ذلك لأن القوى الطائفية قد بدأت تستجيب، رويداً، رويداً، رويداً، للحراك الفكري والسياسي في البلاد. وسيكون لهذا الحراك نتائجه النافذة، بإذن الله، لأن قواعدها الطيبة لم تتلوث بلوثات "السلطة والثروة!" بمثل ما فعل قادتهم، ولابدماء الأبرياء بمثلما تلوثت قيادات وقواعد الحركة الإسلاموية المتهوسة، المنقسمة على نفهسا، والآيلة للزوال، بحول الله.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de