من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 08:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2003, 09:22 AM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 1128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذه مقتطفات من دراسة نقدية للفكرة الجمهورية

    الفكرة الجمهورية، الفكرة تقول:-
    1-الدعوة الجمهورية
    تؤكدان المجهود البشرى الفكرى فاق ما جاء به الاسلام
    2-الفكرة الجمهورية تضع العلوم المادية وعلم النفس فوق مستوى العقيدة
    3-الفرد هو الغاية من كل الوسائل بما فيها القران
    4-المساواة المطلقة بين البشر
    ولكن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يوضحان الامور كالآتى:-
    >>1<الرسالة المحمدية رسالة كاملة ومتكاملةولم تغفل اى تعاليم اواساسيات تكفل للناس الحياة الكريمة والمهذبةوالتى تصل بهم الى اعلى درجات الرقى والكمال
    >2>الغاية من خلق البشر هى عبادة الله بالطريقة التى ارتضاها لهم فى الرسالة المحمدية(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)
    >3<لا فرق بين البشر فى بشريتهم اى الاجناس والالوان والاشكال البشرية ولكن هنالك فرق مكتسب وهو تقوى الله كما وضح الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بما معناه:-لا فرق لعربى على عجمى ولا لاحمر على اسود الا بالتقوى
    >4<القرآن يؤكد كمال الرسالة المحمدية وارتضاء الله لها دينا للبشرية كافة(اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا)وهذا هو الدليل على بطلان الرسالات الحديثة ولو حاول المدعون الصاقهابالاسلام بالتمويه فى التسمية،كأن يطلقوا عليها اسم -الرسالة الثانية
    تحياتى للجميع

                  

01-18-2003, 07:16 AM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 1128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: مهيرة)

    الاخوة الاعزاء
    نواصل

    احدى الدعامات التى تقوم عليها الفكرة:-ان شريعة اصول القرآن-هى الرسالة الثانية،والتى سيقوم -الاستاذ -بالدعوة لها .وشريعة فروع القرآن هى الرسالة الاولى.وان سيدنا محمدكلف بالرسالة الثانية فى خاصة نفسه،اما الرسالة الاولى فقد قام عليها الاسلام فى عهوده ولكنها لا تصلح للقرن العشرين.هذه هى فكرة الرسالة الثانية فى الفكر الجمهورى.ولكن التحليل المنطقى لهذه الفكرة يؤدى الى الاستنتاجات الاتية:
    1-تكلف اوتكليف -الاستاذ- بالدعوة للرسالة الثانية ،والتى هى اصعب فهما على الناس كما يقولون،يعنى:
    ان- الاستاذ اكثر علما وفهما من سيد الخلق محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والتسليم.او على اقل تقدير مساو له فى العلم ولكن امكاناته فى الدعوة اكبرمن امكانات الرسول صلى الله عليه وسلم(-واستغفر الله من هذا القول
    2-انه حدث خطأ فى نزول الايات القرآنية فنزلت المكية اولا،وهى التى صعب على المسلمين بعد الهجرة فهمهاواستيعابهاولذلك نسخت وطبقت الآيات المدنية.
    وعلي المسلمين الان العودة الى ايات الاصول المكية لأن البشرية تطورت بما يكفى لاستيعاب آيات الاصول
    وعلينا الاختيار بين هذين التفسيرين ،اذا آمنا بالفكرة.او الرجوع للتفسير الاسلامى لاسباب نزول الآيات القرآنية،والغاية من الرسالة الاسلامية التى ختمت الرسالات السماوية،فهل يعقل ان تكون خاتمة ولكنها ناقصة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                  

01-18-2003, 12:14 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: مهيرة)


    العزيزة الدكتورة مهيرة

    اشكرك على توضيح الامور لمن تاه وسط الكثير من التبريرات والمبررات والكتب والمسألة اوضح من كل ذلك الا لمن أبى فإن كان القرآن مرجعيتنا جميعا فالنحتكم اليه وفيه من الايات الكثير فقد اوردت جزء وهنالك آخر منها: قوله تعالى (وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى) ويقول كذلك: (وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وقال: رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث متواتر «اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا»

    إذن اختى مهيرة الموضوع محسوم مسبقا فمن لا يعترف بالقرآن فلا يحق له ان يتحدث باسم الاسلام وليتحدث بمنطق آخر وليس بما نتحدث عنه فنحن هنا نجعل القرآن والسنة هى الفيصل بيننا والحكم..

    بارك الله فيك اختى وانتى تتسلحى بالعلم والايمان قبله وبذخيرتك من كلام الله جل وعلا ..

    لك تحياتى

                  

01-18-2003, 12:39 PM

singawi

تاريخ التسجيل: 02-18-2002
مجموع المشاركات: 2226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: مهيرة)


    أختي الكريمة مهيرة

    واصلي أثابك الله
    أسأل الله لك التوفيق والسداد
    وأسأله عز وجل أن ينير بصيرتك
    ويشرح صدرك وييسر أمرك
    ويحلل عقدة من لسانك
    كما أسأله لنا جميعاً أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه
    والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
    آميييييييييييييييييييييييين

    تحياتي
                  

01-18-2003, 03:08 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 1128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: singawi)

    الاخوان قرشو وسنجاوى
    تحياتى
    وربنا يستجيب دعواتكم
                  

01-19-2003, 08:17 AM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 1128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: singawi)

    الاخوة الاعزاء
    نواصل
    من اهداف الفكرة ايجاد الفردالبشرى الحر:-الذى يفكر كما يريد،ويقول كما يفكر ،ويفعل كما يريد

    اذأ
    الزنى مباح
    اللواط مباح
    السحاق مباح
    على شرط:-ان يكون برضاء الطرفين،وليس اغتصابا

    ملحوظة:- السرقة غير مباحة لأنها اعتداء على حقوق الغير

    تحياتى
                  

01-22-2003, 03:02 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: مهيرة)

    ارجو منك يامهيره وانت فتاه سودانيه ان صح التعبير ان تراعي مشاعر الناس في هذا البورد وتتحدثين بالادب الذي عرفن به بناتنا
                  

01-18-2003, 12:54 PM

sentimental


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: مهيرة)

    سنجاوى بنفتش عليك بالفتاشة عشان تجى دوبيت ومسادير
                  

01-21-2003, 12:13 PM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: sentimental)

    عزيزتى الدكتورة مهيرة

    هذا المقال يناسب هذا المقام فاسمحى لى بنقله هنا.. رغم طوله


    هيا بنا يا مايكل، هيا بنا يا جون، سوف تفوتكم الحفلة المنقولة على التلفزيون، قالوا: لبيك يا شوشو، ها نحن قادمون، وتحلَّقت البنات واختلطن بالبنين، واجتمعوا يتابعون الحفل معجَبين، فهل تشوقت أخي لمعرفة الحكاية، هلمَّ معي إذاً وكن على دراية، فالقصة أليمة لكنها الحقيقة، فلا تفتك منها ثانية ولا دقيقة، وحتى تكون الجلسة إسلامية، أوصيك بالصلاة على خير البرية، وخذ العبرة من القصة وكن على حذر، فأمة الإسلام اليوم على خطر ...

    بدأت مراسم الاحتفال بالحدث العظيم، واجتمع وجهاء القوم من المسلمين، ويالها من لحظةٍ تاريخية مشهودة، القلوب لها متلهفة والألوية معقودة، ولكَم طال أخي انتظار هذه اللحظات، فاليوم ننزع الغطاء عن آخر المحجبَّات، فلن تبقى بعد هذا اليوم فتاة متخلِّفة، وستغدو قلوب الجنسين بعد اليوم متألِّفة، قد طرحنا النقاب منذ بضع سنين، وبقي غطاء الرأس معاندٌ لعين، ولكننا اليوم أيها الأحباب، قضينا على التخلف قضينا على الحجاب، وصدرت جريئةً فتوى تحريم الجلباب، فقولوا وداعاً للكبت والإرهاب، قولوا وداعاً لتلك العذراء المتسترة، واستقبلوا بصدوركم تلك الفتاة المتحررة، لا خمار لا حجاب لا غطاء، لا عفة لا شرف لا حياء، نعم هكذا سترتقي أمة الإسلام، هكذا ستجاري باقي الأنام، فهلمَّ أخي نشارك في الاحتفال، ولا تلتفت لمخذِّل ولا قيل وقال، قد مضت أيام التذمت والتشدد، وصححنا نصاب المواريث وألغينا التعدد، فلنكسر معاً صنم التعبد الأعمى، فتحرير العقول من وثنية النصوص أولى، هيا بنا بلا تردد بلا تفكير، وحذار من التلكؤ حذار من التأخير...

    وهكذا بدأت مراسم التتويج، واحتار الفقهاء في كيفية التخريج، فكلمة الافتتاح تحتاج خطبةً فصيحة، ولا بد من تزيينها بآياتٍ وأحاديث صحيحة، فكيف العمل أيها الفقهاء، أين علمكم أيها العلماء، أين الحيل الشرعية أين النباهة والدهاء، فإما أن تخرِّجوا لنا الأمر فوراً وإما أن نستبدل مجلس الافتاء؛ وهنالك أسعفت رئيس المشيخة فكرة، وهي الاستدلال بآية قرآنية عطرة، فبعد البسملة والحمد قال، إني لن أطيل عليكم المقال، فقد جاء في القرآن واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، وقد تيقنَّا أن التخلف رديف التمسك بالدين، فبات من باب فقه المصالح المرسلة، أن نتخلص من أغطية الرأس المسدلة، ولن تكون بناتنا كاسياتٍ عاريات، فلعمري ذلك من المحرمات، وإنما تمسكاً بظاهر السنة والروايات، سنحرص على كون بناتنا عاريات عاريات، وقد آن أوان طرح الركام البالي، فأطيعوا الأمر فقد جاء من الوالي، واشتدت أيدي هيئة الإفتاء بالتصفيق، فياله من تخريج موفَّق وتلفيق، حقاً إنه جدير بمنصب رئيس الإفتاء، فقد خرق القرآن والسنة بلا حياء، وخرَّج الفتوى بلا تردد بلا تفكير، وخرق إجماع العصور بلا تلكؤ، خرقه بلا تأخير...

    سُرَّ مايكل وجون وتهللت منهما الأسارير، وقالوا لشوشو: يا له من عالمٍ قدير، قالت نعم وقد حضرت له بعض الدروس، وإن له سحراً مؤثرأ في النفوس، أتدرون أنه أول من قال بحرمة فصل النساء عن الرجال، وأثبت أنه لم يصح في جوازه أي مقال، وأن الحاجة تدعو الجنسين للاختلاط، كما أنه أباح – عند خشية الزنا – اللواط، على كل حال دعونا من الأحاديث الجانبية، ولنتابع الحفل بانتباه وروية، انظر لقد خرجت تلك الفتاة المحظوظة، فبعد اليوم لن تكون متقوقعة ولا منبوذة، وها هي على المسرح حيث ينزع عنها الحجاب، انظروا كيف خرجت بلا لومٍ أو عتاب، الحمد لله أن عشنا إلى هذا اليوم العظيم، يوم تخلصت الفتاة من ذلك الحجر الأثيم، وسألت شوشو: ما هذا على المسرح يا مايكل؟ قال : إنه صليبٌ ومجسمٌ للهيكل. قالت: صليب النصارى وهيكل اليهود؟ قال مايكل : نعم ، أليس هذا هو المعهود؟ ألم تعلمي قرار ولي أمر المسلمين، بأن التسامح أمرٌ أصيلٌ من الدين، فلا يجوز أن نقتصر على المظاهر الإسلامية، بل لا بد من دمج الديانات الإبراهيمية، وإلا فلماذا غيرت اسمي إلى مايكل من محمد، وكيف تخلصنا من ركام الفقه المجمَّد، وتخلصنا من مصطلح أهل الذمة المشين، فأضحى الكتابي بيننا كأي فرد من المسلمين، هذه يا شوشو سماحة هذا الدين، فأومأت برأسها بلا تردد بلا تفكير، وأقرت قوله بلا تلكؤ ولا تأخير...

    وحانت تلك اللحظة الحاسمة، وتهللت أسارير الوجوه الباسمة، لحظة نزع الستار عن عورة المسلمة، واقترب ثلاثة نفر منها والأمَّة مستسلمة، قالوا هم ثلاثة مندوبين، عن اليهود والنصارى والمسلمين، ومد الثلاثة أيديهم مجتمعين، وأمسكوا بغطاء الرأس المكين، سُلِّطت أضواء المسرح وتعلقت بها أعين الجماهير، وعزفت الموسيقى لتمام هذا الأمر الخطير، وانتهى العد إلى ساعة الصفر، وانتزعوا الغطاء والرأس انحسر...وصدعت في أرجاء الحفل الصيحات والتصفير، وهللت الألوف من الجماهير، نُزع الحجاب نُزع الغطاء، تحررت الفتاة وانخرق الحياء، انظروا كم هي جميلة آسرة، انظروا إليها سافرةً حاسرة، وتأمل كيف جمع هذا الأمر العظيم، بين إخوة ثلاثة أشقاء في الدين، يد الراهب وتخطيط الحبر ومندوب المسلمين، تأمل كيف تعاونوا وقضوا على هذا الإرث العقيم، وانكبَّت على الفتاة جموع المهنئين : هنيئاً لك التحرر هنيئاً لك الحضارة، فتساءلت مدهوشة: ما بالي أشعر بالحقارة؟ فأجابوها وهي في ذهول، إنه شعور عابر لا يلبث أن يزول، فطأطأت رأسها بلا تردد بلا تفكير، وكبتت شعور الذل بلا تلكؤ، كبتته بلا تأخير ...

    أقيمت الأفراح ليال ثلاث، احتفالاً بروعة هذه الأحداث، وأضحت الفتاة محط الأنظار والإعجاب، فلكم هي فاتنة بعد نزع الحجاب، وكلما رأتها عين حقير، امتدت إليها يده بلا تأخير، فلما ملَّت كفَّ أيدي الناس، وسئمت من تكرار قول : لا مساس، استسلمت للأمر وتبلد الإحساس، ورسمت على وجهها ابتسامةً بلهاء، وقهقهت بالضحك بلا خجل بلا عناء، وجاء راعي الحفل يسأل فتاتنا العذراء، هل تحبين المشاركة بمسابقة عروض الأزياء؟ فأجابت بلا تردد بلا تفكير، يشرفني ذلك وسأباشر التحضير، وتقدمت بلا تلكؤ، وتقدمت بلا تأخير...

    وانتهت مراسم الحفل الصاخب، وأضحى لفتاتنا مائة صاحب وصاحب، وعاد مايكل وشوشو وجون، بعدما انفض مجلس التلفزيون، ولكن لم تنته الحكاية أخي الحبيب، فقد عادوا للتلفزيون بعد وقت قريب، فقد جاء للتو نبأ عاجل، علمت به شوشو وعلمه مايكل، جهشت شوشو بالبكاء وذهل مايكل وجون، وشخصت أبصارهم لهول ما يشاهدون، كيف؟ كيف يعتدى على نجمة الحفل بالاغتصاب، كيف ونحن متسامحون مع أهل الكتاب، كيف اعتدى الراهب على عرض أختنا المسلمة، وكيف غدرنا حبر اليهود بهذه الحادثة المؤلمة، ألم يكونوا على المسرح يبتسمون ويضحكون، وكانوا لمندوب المسلمين يعانقون، ألم يساهموا في تحرير أختنا، ألم نسمح لهم برفع شعاراتهم على أرضنا؟ قد كان عبثاً إذاً ذاك التسامح ذاك الإخاء الكاذب، وما هو إلا غدر الذئاب ومكر الثعالب، قومي يا شوشو .. أقصد يا عائشة، عذراً أختاه على تلك الغلطة الطائشة، قالت: لا عليك يا أخي عبد الرحمن، قم أنت وأخي محمد الآن، قوموا واصرخوا واإسلاماه، ولسوف أوافيكم عند منزل أختاه، وسرعان ما انتشر الأمر وشاع الخبر، وتوالت صيحات التكبير غيثٌ منهمر، توافدت حشود المسلمين الغاضبة، وعادت إلى مكان الحفلة الصاخبة، رباه ما الذي جمع هذه العباد، وكيف التقوا دون سابق ميعاد، ألوفٌ مؤلفة من جند الإيمان، هبوا لنصرة أختهم من كل مكان، جاؤوا بلا تردد جاؤوا بلا تأخير، الأمر أمر عرضٍ إذاً وليس للمرأة تحرير.

    الآن حصحص الحق وظهر، وأخذنا من خطئنا العظات والعبر، و سلامة العرض بسلامة الإيمان، لا لن ننتظر المهدي لن ننتظر المسيح، سنريق الخمر نطمس معالم الكفر الصريح، لن تري أمتي بعد اليوم خزيا، سيعلو أمر الدين، ستعود بناتنا للدين للحجاب، لا لن يكنّ فريسةً للكلاب، سنعود لنركع لنسجد نصلي في المحراب، نتوب إلى الله نغسل آثار الذنوب، نعيد الحق حقاً ومن رجس الباطل نتوب، ولن يهدأ لنا بعد اليوم بال، حتى تعود الأمة إلى أحسن الأحوال، فقوموا جميعاً بلا تردد قوموا جميعاً بلا تأخير.

                  

01-21-2003, 05:22 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-02-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: مهيرة)


    الاخت الكربمة مهيرة
    لقد بدأ الاخ طه الحوار معك في موقع آخر من هذا البورد فاجاب على بعض المسائل التى اثرتيها وطرح عليك اسئلة حتى يبنى على موقفك بقية رده لكي يصل الحوار الى غاياته المرجوة من الاتفاق او الاختلاف على بينة اذا كنت فعلا تبغين الحق ولكن يبدو ان همك الاول وهم بعض المطبلين لك هو اثارة الزوبعة والتشويش على طرح الفكرة الجمهورية لا غير

    وخير دليل على ذلك هو هذا الموضوع الجديد الذى طرحتيه الآن ولكن ساحاول تفويت الفرصةعلبك عسى بنتفع غيرك وسأرد باختصار بسبب عدم توفرى على لوحة مفاتيح عربية في هذه الحظة فالكتابة بالماوس تاخذ وقتا وجهدا كبيربن ، هذا وساعود للتفصيل ان استدعى الامر في ظرف انسب
    فالى تقريراتك: ـ
    Quote: الفكرة الجمهورية، الفكرة تقول:-
    1-الدعوة الجمهورية
    تؤكدان المجهود البشرى الفكرى فاق ما جاء به الاسلام


    هذامحض افتراء وكذب صراح واذا كان لديك عليه دليل من كتب الفكرة الجمهورية فاتي به واحب هنا ان اذكرك بقولك فى موقع آخر انك تستقين معلوماتك من الكتب المعروضة على موقع الفكرة واحب ايضا ان اذكرك بالحديث النبوى الذى جاء فيه "لا يكذب المؤمن"
    Quote: 2-الفكرة الجمهورية تضع العلوم المادية وعلم النفس فوق مستوى العقيدة

    هذه معلومة اخرى مغلوطة واطالبك مرة اخرى باقامة الدليل عليها

    Quote: 3-الفرد هو الغاية من كل الوسائل بما فيها القران


    نعم ذكر الاستاذ محمود ذلك فى اكثر من موقع وساثبت طرفا مماجاء فى كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام" واحب بعده ان اسمع منك وجه الاختلاف عليه:ـ

    ((الفرد والجماعة في الإسلام

    أول ما تجب الإشارة إليه هو أن الفرد في الإسلام هو الغاية وكل ما عداه وسيلة إليه، بما في ذلك وسيلة القرآن، والإسلام، تستوي في ذلك المرأة مع الرجل مساواة تامة، وهذا يعني أن الفرد البشري - امرأة كان أو رجلا، عاقلا كان أو مختل العقل - يجب ألا يتخذ وسيلة إلى غاية وراءه، وإنما هو الغاية التي تؤدي إليها جميع الوسائل.

    وهذه الفردية هي جوهر الأمر كله، إذ عليها مدار التكليف، ومدار التشريف، وإذ لا تنصب موازين الحساب، يوم تنصب، إلا للأفراد - يتساوى في ذلك الرجال والنساء وهذه النقطة نحب لها أن تكون مركزة في الأذهان - فالله تعالى يقول (( ولا تزر وازرة وزر أخرى)) ويقول (( ونرثه ما يقول ويأتينا فردا)) ويقول (( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا)) ويقول (( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة)) وهذه المساواة بين الرجل والمرأة، هي أصل الإسلام وإنما ميزت بينها الشريعة لعوامل تلتمس في تطور المجتمع عبر التاريخ.

    ومما لا ريب فيه أن الفرد الذي يقام له وزن في الإسلام إنما هو الفرد العارف بالله، وإنما جعل الإسلام كل فرد غاية في ذاته، وإن كان أبله، لأنه جرثومة العارف بالله، وستحصل منه المعرفة، عاجلا أو آجلا، (( كان على ربك حتما مقضيا)) ولقد زعمنا في مستهل هذا السفر أن الإسلام قد استطاع أن يفض التعارض البادي بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة، وأن ينسق هاتين الحاجتين في سمط واحد، تكون فيه حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، امتدادا لحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة. وبعبارة أخرى، استطاع أن يجعل تنظيم الجماعة وسيلة إلى الحرية، وهو بعد إنما استطاع هذا التنسيق بفضل التوحيد، الذي جعل شريعته تقع على مستويين.. مستوى الجماعة، ومستوى الفرد: فأما تشريعه في مستوى الجماعة فيعرف بتشريع المعاملات، وأما تشريعه في مستوى الفرد فيعرف بتشريع العبادات. والسمة الغالبة على تشريع المعاملات أنه تشريع ينسق العلاقة بين الفرد والفرد في المجتمع، والسمة الغالبة على تشريع العبادات أنه تشريع ينسق العلاقة بين الفرد والرب، وليس معنى هذا أن كلا من هذين التشريعين يقوم بمعزل عن الآخر، وإنما معناه أنهما شطرا شريعة واحدة، لا تقوم إلا بهما معا، وبينهما اختلاف مقدار، لا اختلاف نوع. فتشريع المعاملات تشريع عبادات في مستوى غليظ، وتشريع العبادات تشريع معاملات في مستوى رفيع، وذلك لأن سمة الفردية في العبادات أظهر منها في المعاملات.. والمقرر أنه ليس للعبادة قيمة إن لم تنعكس في معاملتك الجماعة معاملة هي في حد ذاتها عبادة. ولقد جعل المعصوم الدين كله في هذا المجال فقال: (( الدين المعاملة)) فكأن العبادة في الخلوة مدرسة تعد الفرد الاعداد النظري، ثم هو لا يجد فرصة التطبيق العملي إلا في سلوكه في الجماعة، وتمرسه بمعاملة أفرادها.

    فالتوحيد يقرر أن الوجود كله مصدره واحد، وطريقه واحد، ومصيره واحد.. من الله صدر، وإلى الله يعود، وإنما يعود فرادى (( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة)). وليست العودة إلى الله بقطع المسافات، وإنما هي بتقريب الصفات من الصفات. بتقريب صفات المحدود، من صفات المطلق. وإنما تكون عودة الفرد إلى الله بوسائل العودة إليه، ومنها وسيلة الإسلام، ووسيلة القرآن، ووسيلة الجماعة.. والجماعة لها حرية، وهي بمثابة قاعدة الهرم حين تكون حرية الفرد هي قمته. أو قل أن حرية الجماعة هي الشجرة وحرية الفرد هي الثمرة، ومن ثم، ومن هذه النظرة الشاملة، لا يجد الإسلام تعارضا، ولا تناقضا، بين الفرد والجماعة.

    وحين وصل الإسلام بفضل التوحيد، إلى هذا التحقيق الدقيق، بين الفرد والجماعة، شرع كل تشريعاته بصورة تحقق في سياق واحد، حاجة الفرد وحاجة الجماعة.. فلم يضح بالفرد في سبيل الجماعة، فيهزم الغاية بالوسيلة، ولم يضح بالجماعة، في سبيل الفرد، فيفرط في أهم وسائل تحقيق الفردية، وإنما جاء تشريعه، في جميع صوره، نسقا عاليا من المقدرة على التوفيق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة.)) ـ

    Quote: 4-المساواة المطلقة بين البشر

    لقد نادى الاستاذ محمود بالمساواة بين الرجال والنساء وبين المسلمين وغير المسلمين "أمام القانون" اما تفاوت الناس في ميزان التقوى "ان اكرمكم عند الله اتقاكم" فهو مثبت باستفاضة فى كتب الفكرة الجمهورية .. على كل المساواة حسب طرح الأستاذ محمود تتأتى بتطوير التشريع الإسلامي والانتقال من آيات عدم المساواة لآيات المساواة وقد وجه لك الاخ طه سؤالا عن رأيك فى أمر مساواة المراة بالرجل ولا اعتقد انك واجهتي هذا السائل بل فضلت أن تفتحي موضوعا جديدا كما قد ذكرت لك في البداية

    هذا وتقبلي وافر احترامي
    عمر


    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 01-21-2003, 10:55 PM)

                  

01-22-2003, 04:42 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: Omer Abdalla)


    Quote: من اهداف الفكرة ايجاد الفردالبشرى الحر:-الذى يفكر كما يريد،ويقول كما يفكر ،ويفعل كما يريد

    اذأ
    الزنى مباح
    اللواط مباح
    السحاق مباح
    على شرط:-ان يكون برضاء الطرفين،وليس اغتصابا


    مهيرة .. هل لي أن أسألك .. لماذا كل هذا الإفتراء ؟!! .. لماذا الفجور في الإدعاء و أنت تدعين أنك ناقدة؟ .. هل يعقل هذا ؟ .. ألا يحاسبك ضميرك على ما تقولين ؟؟

    و هل من المعقول أن يسمع الآخرين هذا الكلام و يصفقوا لك و يقولون لك جزاك الله خيرا؟؟ .. هل وصل الفجور في المخاصمة و الرفض إلى هذا الحد؟؟ لقد كنت حتى فترة وجيزة أعتقد أنك تحاولين النقاش الهادف .. و لكن .. أرى أنني مضطر إضطرارا إلى مراجعة ظنوني

    فقط أسألك الأمانة بالرد أمام الجميع هنا .. هل هذا الذي كتبتيه كان في الكتب التي قلتي أنك قرأتيها؟ .. أم أنك أخذت الفقرة و أخذتك تخيلايتك فيها إلى هذا المدى الغريب ، ثم أتيت و إدعيتي أنها تقرير الفكرة ؟

    رد عليك طه أبو قرجة .. و رد عليك عمر هنا .. و كذا ورد عليك ياسر ..و رددت عليك أنا حين أرشدتك إلى بوست قديم مضى عليه اكثر من شهر .. فهل نجد منك ردا بنفس المستوى .. أم انك تنوين المواصلة في هذه المهمة المقدسة .. و أي قداسة ؟؟!!

                  

01-22-2003, 09:01 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: مهيرة)

    أرجو أن أساهم بفقرات كتاب، أسئلة وأجوبة الجزء الأول للأستاذ محمود محمد طه. وقد كان إهداء الكتاب هكذا
    "إلى كل كريم مؤمن بكرامة الفكر"



    بسـم الله الرحمن الرحيم
    (يأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لم فرقاناًً، و يكفر عنكم سيئاتكم ، و يغفر لكم ، و الله ذو الفضل العظيم )
    صدق الله العظيم


    مقـــدمة:
    ليس هذا الكتاب كأحد الكتب التي ألفها الناس عنا ، من حيث وحدة الموضوع . . ذلك بأنه يتألف من أجوبة على أسئلة ، جاءت أشتاتاً ، من فضلاء يتفتحون على العرفان، و يهتمون بقضايا الفكر المعاصر . . ولقد إحتفلت بأسئلتهم هذه ، و كان ذلك مني حرصاً على كرامة الفكر ، في بلد لم يظفر الفكر فيه ، إلى الآن ، بكبير كرامة . . و مع ذلك ، فإن حرصي على تكريم الفكر إنما يستمد أسبابه من إقتناع تام، بأن ليل الجهل قد أخذ ينجاب ، و أن نور الفكر قد أخذ ينشر أجنحته المشرقة على هذه الأرض الحزينة ، و من ورائها ، على هذا الكوكب الحائر . .
     سـر الحياة . .
    قديماً هام الناس بسر الحياة الأعظم . . هاموا بسر القدرة ، و بسر الخلود . . فجد الفلاسفة وراء ما أسموه بحجر الفلاسفة ، و بحث الكيماويون عما أسموه إكسير الحياة . . و حلم القصاصون بخاتم المنى، و بالفانوس السحري. . و لم يظفر أي من هؤلاء بشئ مما كانوا يبتغون.
    قل لهؤلاء جميعاً ، و لغير هؤلاء ، من سائر الناس، إن سر الحياة الأعظم ـ إن إكسير الحياة ـ هو الفكر . . الفكر الحر . . الفكر القوي، الدقيق ، الذي يملك القدرة على أن يفلق الشعرة ، و يملك القدرة على أن يميز بين فلقتيها. . و هذا الفكر إنما هو ثمرة العقل المسدد ، المروض، المؤدب بأدب الحق ، و أدب الحقيقة . . .

     الإسلام و القرآن وسيلة . .
    و إنما ، من أجل رياضة العقول على أدب الحق، و أدب الحقيقة ، حتى تقوى على دقة التفكير ، جاء الإسلام ، وأنزل القرآن ، و شرعت الشريعة . . فأنت ، إذا سئلت عن الإسلام ، فقل لهم: أنه منهاج حياة، وفقه تراض العقول لتقوى على دقة التفكير . . والله تبارك و تعالى، يقول في ذلك : (و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ، و لعلهم يتفكرون) . . قوله ، تعالى : (و أنزلنا إليك الذكر ) يعني القرآن، المحتوي على الحقيقة ، كلها، و علىالشريعة، كلها ـ الحقيقة التي هي أعلى من مستواك، و الحقيقة التي في مستواك ، و الحقيقة التي في مستوى أمتك . . و على الشريعة التي هي في مستواك، و الشريعة التي في مستوى أمتك ـ قوله ، تعالى : "لتبين للناس ما نزل إليهم" يعني لتفصل لهم الشريعة التي يحتاجون، و طرفاً من الحقيقة التي يطيقونها، مما يزيد في فهمهم، و إحترامهم للشريعة . . قوله، تعالى : "و" من قوله تعالى "و لعلهم يتفكرون" يعني مرهم أن يعملوا بالشريعة ، بعقول مفتوحة ، و قلوب حاضرة . . قوله تعالى "لعلهم يتفكرون" هو المعلول، وراء كل العلل، والمطلوب، وراء كل المطالب ، و المقصود، وراء كل المقاصد . . يتفكرون في ماذا ؟ في السموات و الأرض؟ لا ! ! ليس فحسب ! ! فإنما هذا تفكيرمقصود لغيره . . مقصود بالحوالة ! ! و أما التفكير المقصود بالأصالة فهو تفكيرهم في أنفسهم . . قال تعالى: "و في الأرض آيات للموقنين * و في أنفسكم ! ! أفلا تبصرون؟".

     رياضة العقول . .
    و الآية التي صدرنا بها هذه المقدمة إنما جاءت بسبيل من رياضة العقول، حتى تقوى على دقة الفكر ،و حريته . . "يايها الذين آمنوا" الذين إستقبلوا الدين بالعقيدة، ولم يستيقنوه بالفكر ، فيصبحوا "مسلمين" . . "إن تتقوا الله" يعني أن تعملوا بالشريعة ، فتأتمروا بالأمر،و تنتهوا عند النهي . . "يجعل لكم فرقاناً" ، يعني نوراً في عقولكم، به تفرقون بين الحق و الباطل . . يعني يجعل لكم مقدرة في عقولكم ،و بفضل التقوى ، بها تقوون على التفكير الدقيق، و التمييز السليم، بين ما يليق وما لا يليق. . بين الحلال و الحرام . . "الحرام ما حاك في نفسك ، و خشيت أن يطلع عليه الناس" . . و التقوى "شجرة" و الفرقان "ثمرة" ، وبقدر ما تدق التقوى يدق الفرقان، و يقوى . . فالتقوى تبدأ من صورتها الغليظة ،ثم تسير نحو الدقة . . وكذلك الفرقان، يبدأ من بداية بسيطة ، و ضعيفة ، ثم يسير نحو الدقة ، و القوة ، تبعاً لسيرالتقوى . . وصورة التقوى ، والفرقان ، و مسيرتهما نحو الدقة، من الغلظة، يحكيها، أحسن حكاية، الحديث الشريف: "الحلال بين ، و الحرام بين، وبينهما أمورمشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن إتقى الشبهات ، فقد إستبرأ لدينه ، و لعرضه . . " . . فكأن التقوى ، في بدايتها، لا تحتاج إلى شدة دقة .. ثم يبدأ السير، من الطرفين الغليظين ،نحو الوسط ـ نحو منطقة الأمور المشتبهات ـ وهي منطقة فيها تبدأ الحاجة إلى قوة فكرية ، زائدة ، بها يقع التمييز بين الحلال و الحرام . . و فيها أيضاً تبدأ الحاجة إلى قوة في الإرادة ، زائدة ، بها تقوم القدرة على فعل ما هو به مأمور ، وترك ما هو عنه منهي . . و تصبح التقوى ، ههنا ، علماً و عملاً بمقتضى العلم . . أو قل ، تصبح قوة على التمييز ، و مقدرة على التنفيذ، حسب ما يمليه التمييز . .

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 01-22-2003, 09:02 AM)

                  

01-22-2003, 11:52 AM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 1128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: Yasir Elsharif)

    Omar Abdalla@Yahoo Zatoo الافاضل
    تحياتى
    هذا هو المصدر الذى اخذت استندت اليه من اقوال الاستاذ

    14 يناير 1979م - مدينة الثورة - الحارة الأولي - منزل الأستاذ محمود محمد طه



    كمدخل لهذا اللقاء أرجو أن يحدثنا الأستاذ عن أبعاد فلسفة الجمهوريين "دينيا و إجتماعيا".

    الأستاذ : هي بعث الإسلام من جديد ، في مستواه العلمي ، الذي أشير إليه بالفطرة "فطرة الله التي فطر الناس عليها" .. الحديث: "الإسلام دين الفطرة" .. وفي الفطرة تلتقي البشرية من حيث هي بصرف النظر عن ألوانها و ألسنتها و معتقداتها .. الدعوة الجمهورية "الدعوة الإسلامية الجديدة" دعوة لبعث الدين في المستوى العلمي .. علم النفس وهذا المستوى يتسامى فوق العقيدة و هو مضمن في أصول القرآن - القرآن المكي- هذا المستوى من الإسلام ليس دينا بالمعنى المألوف عن الأديان ، و إنما هو خلاصة وتتويج للمجهود البشري في جميع الحقول و بخاصة في حقل الدين - في هذا المستوى التركيز علي الحرية الفردية في مكان الغاية ، والحرية الجماعية في مكان الوسيلة - بمعنى آخر الفرد هو وحده الغاية من وراء كل الوسائل بما في ذلك وسيلة الإسلام ، و القرآن ، والمجتمع. ففي هذا المستوى من الإسلام المجتمع ينظم بطريقة تجعله الوالد الشرعي للإنسان الحر الكامل

    انتهى
    واضيف ان هذا الكلام يناقض بعضه،فكيف يكون المستوى الذى يتحدث عنه الاستاذ(يتسامى فوق العقيدة)،وفىنفس الوقت يكون مضمنا فى اصول القرآن؟؟والقرآن يحوى العقيدة والسنة؟
    الاحتمال الثانى :-ان يكون القرآن يناقض بعضه؟؟
    د.ياسر
    تحياتى
    الخطاب فى الاية:-(وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم،ولعلهم يتفكرون)الخطاب موجه لسيدنا محمد عليه الصلاة والتسليم، وليس لأى بشر اخر حتى يدعى :-انه جاء ليبين للناس المستوى الذى هو فوق مستوى الامة
    بل انه يذهب ابعدمن ذلك ويقول تصريحا وليس تلميحا(الحقيقة التى هى اعلى من مستواك)وهذا يدل ضمنيا على ان الاستاذ يعرف ان الخطاب فى الاية موجه للرسول عليه الصلاة والسلام ورغم ذلك يقول -ان الخقيقة التى يود ان يوضحها الاستاذ اعلى من مستوى الرسول نفسه
    يقول الاستاذ:-(اما التفكير المقصود بالاصالةفهو تفكيرهم فى انفسهم)ويستدل بالآية(فى الارض ايات للموقنين،وفىانفسكم افلاتبصرون)وهى تعنى :- ان الايات الدالة على وجود الله موجودة فى الارض وفى انفسكم ان كنتم تبصرون اى تعقلون ما تبصرونه.وخاطب بالاية الموقنين اى الذين تيقنوا من وجود الله حتى يجتهد الناس فى العلم المادى بعقولهم البشرية والتى ستوصلهم الى حقيقة وجود الله-بأذنه
    الاية الكريمة(يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا،ويكفر عنكم سيئاتكم،ويغفر لكم،والله ذو الفضل العظيم(الخطاب فيها موجه للمؤمنين،وليس للذين ما زال فى قلوبهم شك حتى تكون دعوة الى رياضة العقول،من اجل الوصول الى الحقيقة،فالامر هنا محسوم،بدليل ايمان المخاطبين،والايمان هو:-ما وقر فى القلب وصدقه العمل،والله سبحانه وتعالى يوضح للمؤمنين جزاء تقوى الله،1-وهو هدايتهم الىالتفريق بين الحق والباطل
    2-وتكفير السيئات
    3- والمغفرة من الله عز وجل
    وهذا كله من فضل الله عليهم
    ولا يمكن بحال من الاحوال،ان يكون مقصد الاية،التشكيك فى ايمان المؤمنين،وحثهم على رياضة عقولهم وفكرهم،ليستيقنوا الايمان
    اود ان اوضح معانى بعض الكلمات
    1-الايمان:هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل
    2-التقوى:-ان تجعل بينك وبين غضب الله وقاية،بأن تتبع اوامره وتجتنب نواهيه
    الايمان هو مرتبة اعلى من الاسلام،وليس كما يقول الفكر الجمهورى عكس ذلك ودرجات التصديق مرتبة كالاتى
    1- الاسلام
    2- الايمان
    3- الاحسان
    اما قول (ان الحرام ما حاك فى نفسك وخشيت ان يطلع عليه الناس)فهذا ليس تفريقا بين الحلال والحرام،بالنسبة للشخص نفسه،لانه فى هذه الحالة قد يكون مقتنعا بصحة ما -حاك فى نفسه-ولكنه يخجل من فعله من الناس .ولهذا الله عز وجل لا يحاسب الناس بما -حاك فى نفوسهم- ولكن بما ارتكبوه من آثام ،وما قالوه من كفر.
    المشكلة يا د.ياسر ان الفكر الجمهورى يفسر الايات القرآنية والاحاديث النبوية على هواه،وليس له مرجعية فى التفسير،بل انه لا يعترف بكل المرجعيات وكتب التفسير المعروفة،ولا يعتمد الا تفسيره هو،وهذا يخالف ابسط قواعد البحث العلمى التى تتطلب الرجوع الى اكثر من مرجع لاقامة البرهان على صحة وقيمة البحث
    الاخ ياهو زاتو:-هذا القول(فكر كما تريد وقول ما تفكر وافعل ما تقول عندما نحلله لعوامله الاولية يكون=افعل ما تريد
    وافعل ماتريد تعنى افعل ما تريده وما تفكر فيه ،على الا تتعد على حرية الاخرين
    وهذا يعنى:ان كنت تريد ان تزنى مع من ترضى ،او من يرضى،فافعل ،لأنك حر تفعل ما تريد-بدون تعدى على حرية الاخرين
    هذا هو المعنى الواضح
    ولكم تحياتى
                  

01-22-2003, 10:14 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: مهيرة)

    هدية إلى كل قراء البوست وبصورة خاصة أهديه إلى مهيرة وسنجاوي وقرشو وياهو ذاتو
    مقتطفات من مقدمة كتاب الإسلام للأستاذ محمود وقد صدرت طبعته الأولى في عام 1960


    بسم الله الرحمن الرحيم



    ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا))




    صدق الله العظيم



    مقدمة
    تعالوا إلى كلمة سواء



    إن الاضطراب الذي نشاهده في عالم اليوم يرجع إلى أسباب كثيرة ، ترجع جميعها إلى سبب أساسي واحد ، هو مدى التخلف بين تقدم العلم التجريبي ، وتخلف الأخلاق البشرية.
    إن العلم التجريبي الحديث قد رد مظاهر المادة المختلفة ، التي تزخر بها العوالم جميعها ، إلى أصل واحد ، فإذا لم ترتفع قواعد الأخلاق البشرية إلى هذا المستوى فترد جميعها إلى أصل واحد ، فإن التواؤم بين البيئة الطبيعية ، وبين الحياة البشرية ، سيظل ناقصا ، وسيبقى الاضطراب الحاضر مهددا الحياة الإنسانية على هذا الكوكب بالعجز ، والقصور ، في أول الأمر ، ثم بالفناء والدثور ، في آخر الأمر..


    العلم المادي التجريبي



    أما عن العلم التجريبي فاستمع إلى العالم العربي الكبير الدكتور أحمد زكي يحدثك في كتابه : مع الله في السماء تحت عنوان (( لو انفرط هذا الكون)) فيقول:-
    ( ثم نعود إلى الكون ، إن هذه عناصر الأرض ، وهذه مركباتها ، وهى كل شئ فيها ، وقد بناها بانيها من لبنات ثلاث: إلكترونات فبروتونات فنيترونات.
    وتحدثنا عن الكواكب السيارة ، فقلنا أن عناصرها من عناصر الأرض..
    وتحدثنا عن النجوم ، فقلنا أن عناصرها من عناصر الأرض ، تستوي في ذلك نجوم في مجرتنا هذه ، دنيانا ، سكة التبانة ، ونجوم في مجرات نركب إليها الضوء فلا نبلغها إلا بعد مئات الملايين من السنين..
    الكون أجمع إذن يتألف من عناصر هي بعض هذه التسعين.
    الكون أجمع إذن يتألف من تلك اللبنات الثلاث..
    فلو أننا أمرنا الأرض أن ينفرط عقدها : أمرنا أجسام الإنسان أن تنفرط ، وأجسام الحيوان ، وأجسام النبات ، وأجسام الصخر بهذه الأرض ، والصخور بهذه الكواكب ، وأمرنا كل غاز الشمس أن ينفرط ، وأن تنفرط غازات النجوم جميعها ، ما قرب منها وما بعد ، واختصارا أن ينفرط كل شئ في الوجود ، لنتج عن انفراطه كومات هائلة ثلاث من : إلكترونات- وبروتونات- ونيوترونات ، فهل في معاني الوحدة أبلغ من هذا المعنى؟ ونقول ثلاث لبنات ، وهل هي حقا ثلاث ؟ وفي الوقت الذي ترد فيه المادة إلى ثلاث لبنات ، يرد العلماء (( القوى)) إلى أصل واحد: الضوء ، الحرارة ، الأشعة السينية ، الأشعة اللاسلكية ، الأشعة الجيمية ، وكل إشعاع في الدنيا ، كلها صور متعددة لقوة واحدة ، تلك القوة المغناطيسية الكهربائية ، إنها جميعا تسير بسرعة واحدة ، وما اختلافها إلا اختلاف موجة.
    المادة ثلاث لبنات ، والقوى موجات متآصلات ..
    ويأتي أينشتين ، وفي نظريته النسبية الخاصة ، يكافئ بين المادة والقوى..
    ويقول: أن المادة ، والقوى ، شئ سواء ، وتخرج التجارب تصدق دعواه ، وخرجت تجربة أخيرة صدقت دعواه بأعلى صوت سمعته الدنيا: ذلك انفلاق الذرة في القنبلة اليورنيومية..
    المادة والقوى ، إذن ، شئ سواء.
    فماذا بقي من أشياء هذا الكون ؟
    بقيت الجاذبية ، ذلك الرباط الذي يربط الكون أجمع ، وبقي المكان SPACE ، وبقي الزمان ، ويحاول أينشتين أن يوحد بينها ، أن يربط بينها ،
    وهو في نظريته ، نظرية النسبية العامة ، يربط بين الزمان والمكان ، فيجعل منهما شيئاً متواصلاً ، غير متفاصل وفي نظريته الجديدة ، نظرية الحقل الواحد UNITED FIELD THEORY يهدف أينشتين إلى أن يثبت أن القوى المغناطيسية الكهربائية ، تلك التي تتمثل في الضوء والحرارة وصور الإشعاع عامة ، هي وقوى الجاذبية شئ سواء.
    وأقول السواء وما أعني به السوية. ولكني أعني أنهما في الأصول في أعماق الحقيقة الطبيعية ، متواصلان ، قال أينشتين: (( إن روح العالم النظري لا تحتمل أن يكون في الوجود الواحد شكلان للقوى لا يلتقيان ، شكل للجاذبية القياسية ، وشكل للمغناطيسية الكهربائية)).
    وهكذا يتحلل المركب ، ويتبسط المعقد ، وتتشاكل الحقائق التي تتستر وراء الظواهر المختلفة ، وتتشابه ، وتجتمع كلها لتصب في مجرى واحد ، تلك الوحدة العظمى التي تجري في الكون أجمع ، ولكن ، هل قضى الإنسان من ذلك وطرا ؟
    إن الإنسان ما زال يتساءل : وما وراء كل هذا ؟
    إن الإنسان إن كان وجد جوابا لبعض (( كيف)) تساءل عنه ، فهو ما زال يتساءل (( لماذا)) وهو يسأل في شئ من الهلع الفكري ، والتقديس الديني ، قال أينشتين: (( إن أعظم جائشة من جائشات النفس وأجملها تلك التي تستشعرها النفس عند الوقوف في روعة أمام هذا الخفاء الكوني ، والإظلام ، إن الذي لا تجيش نفسه لهذا ولا تتحرك عاطفته ، حي كميت ، إنه خفاء لا نستطيع أن نشق حجبه ، وإظلام لا نستطيع أن نطلع فجره ، ومع هذا نحن ندرك أن وراءه شيئا هو الحكمة ، أحكم ما تكون ، ونحس أن وراءه شيئا هو الجمال ، أجمل ما يكون ، وهي حكمة ، وهو جمال ، لا تستطيع أن تدركهما عقولنا القاصرة ، إلا في صور لهما بدائية أولية ، وهذا الإدراك للحكمة ، وهذا الإحساس بالجمال ، في روعة ، هو جوهر التعبد عند الخلائق)). ويقول أينشتين ، وهو أعلم علماء الأرض في الكون وظواهره ، وأحقهم بالكفر ، إن كان علم يدعو إلى كفر ، وأولاهم باتباع ما اعتاد بعض علماء الغرب ومقلدوهم من أهل الشرق ، من إغفالهم ذكر الله ، يقول أينشتين: (( إن الشعور الديني الذي يستشعره الباحث في الكون ، هو أقوى حافز على البحث العلمي ، وأنبل حافز)) وهو يقول: (( إن ديني هو إعجابي ، في تواضع ، بتلك الروح السامية التي لا حد لها ، تلك التي تتراءى في التفاصيل الصغيرة القليلة التي تستطيع إدراكها عقولنا الضعيفة العاجزة ، وهو إيماني العاطفي العميق بوجود قدرة عاقلة ، مهيمنة ، تتراءى حيثما نظرنا في هذا الكون المعجز للأفهام ، إن هذا الإيمان يؤلف عندي معنى الله )) !!) انتهى حديث الدكتور العالم أحمد زكي.


    الفيزيقيا وسيلة إلى الميتافيزيقيا



    فأنتم ترون ، من هذا الحديث ، كيف رد العلم التجريبي الظواهر المختلفة إلى أصل واحد ، وكيف حمل هذا العلم أكبر علمائنا المعاصرين - أينشتين - ليقول هذه الكلمة الخالدة ، التي أوردناها في آخر ما اقتبسناه من كتاب الدكتور أحمد زكي ، فكأن العلم التجريبي لا يريد أن يكتفي بأن يظهر لنا وحدة العالم المحسوس ، وإنما يذهب إلى أبعد من ذلك ، فيرينا كيف أن العالم المحسوس ، إذا أحسن استقصاؤه ، يسوقنا إلى عتبة عالم وراءه ، غير محسوس ، ويتركنا هناك وقوفا ، في خشوع ، وإجلال ، نلتمس وسائل ، غير وسائل العلم التجريبي المادي ، بها نهتدي في مجاهيل الوادي المقدس ، الذي يقع وراء عالم المادة. أقرأوا ، مرة ثانية ، الكلمة الخالدة التي حمل العلم التجريبي المادي الحديث أكبر علمائنا المعاصرين على قولها!! وأقرأوا ، بشكل خاص ، قوله فيها (( وهو إيماني العاطفي ، العميق ، بوجود قدرة عاقلة ، مهيمنة ، تتراءى حيثما نظرنا ، في هذا الكون المعجز للأفهام))!!
    إن العالم المادي إنما هو بمثابة الظلال للعالم الروحي ، أو قل بتعبير أدق ، أن المادة روح ، في حالة من الاهتزاز تتأثر بها حواسنا ، وأن الروح مادة ، في حالة من الاهتزاز لا تتأثر بها حواسنا ، فالاختلاف ، على ذلك ، بين عالم المادة ، وعالم الروح هو اختلاف مقدار وليس اختلاف نوع ، وهذا يفتح الباب على الوحدة.. وحدة جميع العوالم.
    وحين ينتهي بنا العلم التجريبي المادي إلى رد جميع ظواهر الكون المادي إلى وحدة هي (( الطاقة)) ، يبرز لنا من جديد ، وبصورة خلابة ، العلم التجريبي الروحي ، ليتولى قيادنا في شعاب الوادي المقدس ، الذي يقع وراء المادة ، ونستطيع ، بمواصلة البحث والاستقصاء ، في العلم التجريبي الروحي ، أن نرى هل يمكن أن ترد ظواهر الأخلاق البشرية إلى أصل واحد ، كما ردت ظواهر الكون المادي إلى أصل واحد ، ويتم بذلك الاتساق ، والتلاؤم ، بين سلوك البشر ، وبين البيئة المادية التي يعيشون فيها ، فينتهي بذلك القلق الحاضر ، ويعم الأرض السلام؟؟



    الدين والعلم توأمان


    والعلم التجريبي الروحي ليس جديدا ، وإنما هو قديم قدم العلم المادي ، وبحق ، إنهما توأمان ، ولدا في وقت واحد ، ودرجا معا ، وظلا يتعاونان في مدارج النمو ، فإن الإنسان الأول عندما وقف على رجليه ، لأول مرة ، أمام قوى الكون المادي الهائلة امتلأ قلبه بالخوف ، والتقديس ، فأما القوى التي أخافته هونا ما ، واستطاع مناجزتها فقد هدته إلى العلم التجريبي المادي ، وأما القوى التي استرهبته ، واستغرقته خشيتها ، فقد تزلف إليها ، وتملقها ، وهدته بذلك إلى العلم التجريبي الروحي. ونحن نسمي هذين التوأمين اليوم ، العلم ، والدين ، وقد قفز العلم قفزة واسعة جدا في العصر الحديث ، وتخلف الدين ، وبذلك حدث الاختلال في التوازن ، وظهر الاضطراب ، والقلق الذي أشرنا إليه ، في صدر هذه الكلمة ، وليس إلى إعادة التوازن من سبيل ، إلا إذا قفز الدين هذه القفزة الجريئة نفسها ، فرد قواعد الأخلاق البشرية إلى أصلها الأصيل ، على نفس النحو ، وبنفس القدر ، الذي به ردت مظاهر الكون المادي إلى أصلها الأصيل ..


    الفهم الذري للدين يجعله يناسب عصر الذرة


    ..

    نعم فالعلم التجريبي الروحي - الدين - ليس جديدا ولكنه سيعود جديدا ، لأن عصر الذرة يتطلب فهما ذريا للدين - أعني فهماً دقيقاً ، يصل إلى نواة الدين ، ويفجر تلك النواة تفجيراً يسمع له دوي أعتى من دوي تفجير النواة المادية ، ولقد ساير الدين طفولة البشرية في سحيق الآماد ، وأحسن مسايرتها ، وكان بها رفيقا ، شفيقا ، يمد لها في الأوهام ، والأباطيل ، التي كانت تكتنف تفكيرها ، ريثما ينقلها ، على مكث ، وفي أناة ، من وهم غليظ ، إلى وهم أدق ، ومن باطل غليظ إلى باطل أدق ، وهكذا ، دواليك ، حتى قطعت الإنسانية عهد الطفولة ، ووقفت اليوم ، في طور المراهقة ، تستشرف إلى عهد الرجولة ، والاكتمال. وأصبح على الدين دور جديد ، هو أن يقفز بالإنسانية عبر هذا الطور القلق الحائر المضطرب - طور المراهقة - ليدخل بها عهد الرجولة ، والاكتمال. ولما كان الفرق بين الطفل والرجل كبيرا شاسعا ، فالرجل يتحمل مسئولية عمله ، بينما الطفل يطلب الحماية من تلك المسئولية ، فقد أصبح على الدين ، منذ اليوم ، ألا ينبني على الغموض ، وألا يفرض الإذعان ، على نحو ما كان يفعل في عهود طفولة العقل البشري.. وإنما يجب عليه أن يقدم منهاجا متكاملا للحياة ، يخاطب العقل ، ويحترمه ، ويحاول إقناعه بجدوى ممارسة ذلك المنهاج في الحياة اليومية ، في كل مضطربها .

                  

01-22-2003, 10:34 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: مهيرة)

    هدية إلى الأخت المحترمة مهيرة وأرجو لها التوفيق..




    كان الجمهوريون قد أصدروا البيان التالي:-
    الثلاثاء 25 ذو الحجة 1384 الموافق 27/4/1965
    بسم الله الرحمن الرحيم
    من الحزب الجمهوري
    إلى الراغبين في الله، السالكين إليه، من جميع الطرق ومن جميع الملل.
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد فإن الزمان قد استدار كهيئته يوم بعث الله محمدا داعيا إليه ومرشدا ومسلكا في طريقه. وقد انغلقت اليوم بتلك الاستدارة الزمانية جميع الطرق التي كانت فيما مضى واسلة إلى الله، وموصلة إليه، إلا طريق محمد.. فلم تعد الطرق الطرق ولا الملل الملل منذ اليوم.
    ونحن نسوق الحديث هنا إلى الناس بوجه عام، وإلى المسلمين بوجه خاص، وإلى أصحاب الطرق والمتطرقين من المسلمين بوجه أخص.
    إن أفضل العبادة على الإطلاق قراءة القرآن، وأفضله ما كان منه في الصلاة، وطريق محمد الصلاة بالقرآن في المكتوبة وفي الثلث الأخير من الليل.. كان يصلي ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو تسعا أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة لا يزيد عليها.. وكان يطيل القيام بقراءة طوال السور، أو بتكرار قصارها، أو بتكرار الآية الواحدة حتى تورمت قدماه.
    إن محمدا هو الوسيلة إلى الله وليس غيره وسيلة منذ اليوم - فمن كان يبتغي الوسيلة التي توسله وتوصله إليه، ولا تحجبه عنه أو تنقطع به دونه، فليترك كل عبادة هو عليها اليوم وليقلد محمدا، في أسلوب عبادته وفيما يطيق من أسلوب عادته، تقليدا واعيا، وليطمئن حين يفعل ذلك، أنه أسلم نفسه لقيادة نفس هادية ومهتدية..
    إن على مشايخ الطرق منذ اليوم، أن يخرجوا أنفسهم من بين الناس ومحمد، وأن يكون عملهم إرشاد الناس إلى حياة محمد بالعمل وبالقول. فإن حياة محمد هي مفتاح الدين.. هي مفتاح القرآن، وهي مفتاح (( لا إله إلا الله)) التي هي غاية القرآن، وهذا هو السر في القرن في الشهادة بين الله ومحمد (( لا إله إلا الله محمد رسول الله))..
    وحياة محمد مرصودة في كتب الأحاديث وخصوصا صحيح البخاري، وسيخرج الحزب الجمهوري نشرة بها إن شاء الله.
    هذا ما أذاعه الجمهوريون في ذلك التاريخ . والآن وفاء بما قطعنا على أنفسنا من عهد، ها نحن نخرج النشرة التي وعدنا بها.

                  

01-22-2003, 11:50 AM

مهاجر
<aمهاجر
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 2997

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: Yasir Elsharif)
                  

01-22-2003, 01:15 PM

alimo


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: مهيرة)

    الأمـانـة تقضـى أن تـوردى النص كاملاً ثم بعـد ذلك لك الحق
    فى تأييـده أو معـارضتـه.. والنص يقـول:

    الفـرد الحـر الذى يفكـر كمـا يريـد ويقـول كما يفكـر ويعمـل
    كما يقـول ، ثم لا تكـون عاقبـة فـكره وقـولـه وعملـه إلا خيـراً
    وبـراً بالأحيـاء والأشيـاء
    .. الخيـر والبـر ليس بالناس فقـط ولكن
    بجميـع الأحيـاء وحتى الأشيـاء.

    أفبعـد هـذا تخفين الحق وتـوردين نصـف النـص وأنت تعلمين ذلك
    حتى يتسـنى لك نشــر أمراضـك الفكـريـة على الهـواء من لـواط وسحـاق الخ

    إذا لم تحتـرمى أهل البـورد وعقـولهـم ، وهـذا واضـح ، فلتحتـرمى
    نفسـك قليلاً .. أمـا الجمهـوريـون فقـد واجهـوا مثل هـذا العهـر الفكـرى
    من قبل و ســوف يـواجهـونـه دائمـا،
                  

01-22-2003, 09:25 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 1128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: alimo)

    alimo الاستاذ

    انا لم اقصد اخفاء النص اخفاءا للحق،ولكن لاننى كنت اقصدبكلامى الانسان العادى الذى ما زال فى طور البشرية،وهو معرض للخطأ والصواب ،ولم اقصد الانسان الكامل الذى يقول عنه الاستاذ،فى كتابه-ادب السالك-ص8:-(فالله تعالى انما يعرف بخلقه،وخلقه ليسوا غيره وانما هم هو فى تنزل.هم فعله ليس غيره وقمة الخلق واكملهم فى الولاية هو الله وهو الانسان الكامل،وهو صاحب مقام الاسم الاعظم(الله).فالله اسم علم على الانسان الكامل)
                  

01-22-2003, 01:47 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: مهيرة)

    هذا هو اللقاء الذي نقلت مهيرة جزءا منه وقالت أن موضوع البوست قد جاء منه. وأرجو أن تلاحظوا الفرق بين ما أوردته مهيرة في أول وثاني إرسال في هذا البوست مع ما جاء في هذا اللقاء.



                  

01-23-2003, 03:02 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من حوش--------- الفكرة(دراسة نقدية )تحت الطبع-1 (Re: مهيرة)



    العبارة التي أعتقد أن مهيرة أساءت فهمها وردت في كتب الفكرة الجمهورية كثيرا.

    وتقول أن هناك الحرية النسبية وفيها الحر هو:

    الذي يفكر كما يريد ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول بشرط أن يتحمل مسئولية فكره وقوله وعمله وفق قانون دستوري. والقانون الدستوري هو القانون الذي يوفق بين حاجة الفرد للحرية الفردية المطلقة وحاجة الجماعة إلى العدالة الإجتماعية الشاملة.

    والحرية الفردية المطلقة يكون فيها الحر هو:

    الذي يفكر كما يريد ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول ثم لا تكون عاقبة ممارسته لكل أولئك إلا الخير والبر بالناس وبالأحياء والأشياء..


    أما الآخلاق فيعرّفها الأستاذ محمود بأنها حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة
    اقرأوا معي هذا النص الذي جاء في كتاب الرسالة الثانية من الإسلام:





    هل المدنية هي الأخلاق؟؟
    هي كذلك، من غير أدنى ريب!! وما هي الأخلاق؟؟ للأخلاق تعاريف كثيرة، ولكن أعلاها، وأشملها، وأكملها هي أن نقول أن الأخلاق هي حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة. ولقد قال المعصوم (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.)) فكأنه قال ما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق، ومن أجل ذلك قلنا أن محمدا عاش في أوج المدنية التي جاء بها الله عن طريقه، ووصفه تعالى فيها بقوله (( وإنك لعلى خلق عظيم)).
    وحين سئلت عائشة عن أخلاق النبي قالت (( كانت أخلاقه القرآن)) ومعلوم أن القرآن أخلاق الله، وأخلاق الله إنما هي في الإطلاق، ومن ههنا جاء التعريف بأن الأخلاق هي حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة.
    ولقد كان محمد أقدر الناس على حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة، وذلك لشدة مراقبته لربه، ولدقة محاسبته لنفسه، على كل ما يأتي، وما يدع، في جانب الله، وفي جانب الناس. أليس هو القائل (( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا))؟
    بل إن حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة إنما هو سنة النبي، التي طالما تحدث عنها الناس، من غير أن يدركوا حقيقتها. وهذه السنة هي التي أشار إليها في حديثه المشهور عن عودة الإسلام، وذلك حيث يقول (( بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء! قالوا من الغرباء يا رسول الله؟ قال الذين يحيون سنتي بعد اندثارها.))
    فسنته هي مقدرته، في متقلبه ومثواه، وفي منشطه ومكرهه، على حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة، وتلك هي قمة الأخلاق، وهي أيضا قمة المدنية.
    وأما الحضارة فهي ارتفاق الحي بالوسائل التي تزيد من طلاوة الحياة، ومن طراوتها.. فكأن الحضارة هي التقدم المادي، فإذا كان الرجل يملك عربة فارهة، ومنزلا جميلا، وأثاثا أنيقا، فهو رجل متحضر، فإذا كان قد حصل على هذه الوسائل بتفريط في حريته فهو ليس متمدنا، وان كان متحضرا، وانه لمن دقائق التمييز أن نتفطن إلى أن الرجل قد يكون متحضرا، وهو ليس متمدنا، وهذا كثير، وأنه قد يكون متمدنا، وهو ليس بمتحضر، وهذا قليل، والكمال في أن يكون الرجل متحضرا متمدنا في آن. وهو ما نتطلع إليه منذ اليوم.




    ومن هنا فأنا أطالب الأخت الكريمة مهيرة أن تسحب تلك العبارات التي تدل على سوء الفهم حتى لا يتهمها أحد بسوء القصد..

    ولها مني الاحترام والتقدير

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 01-23-2003, 03:10 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de