دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الجمهوريون والطائفية
|
سؤال للجمهوريين ـ
لست بصدد مناقشة الفكرة الجمهورية هنا ـ ولكن لي سؤال محيرني وأنا أري الجمهوريين يعادون ما يسمونه الطائفية بصورة تجعلهم مع الشيوعيين والكيزان في نفس السرج ـ أنا أعتقد أن الشيوعيين والكيزان و باقي مدعي الاستنارة أراهم كجيل عاق انتفض علي الموروث من الآباء والاجداد بدعوي الانتفاض ضد الاقطاع بفهم الشيوعيين ، وتقديس الاسياد بفهم الكيزان وباقي السلفيين ـ وهاتين فرقتين اري أن اساس عضويتهما هم أبناء الختمية والانصار اللتان شبع هؤلاء الابناء العواق من تشويه سيرتهما بوصف اتباعهما بالتخلف والجهل ــ وسبب عدائهم الرئيسي هو رفضهم لزعامات ربما رأوها تحجب عنهم قياد وتزعم أهلهم الذي يرون أنهم مؤهلون له بحكم تأهيلهم العلمي و ما الي ذلك ـ حتي أصبحت كلمة طائفي كل منفرة يتحاشي المتعلمين أن يوصفوا بها ــ طيب،، اذا فرغنا من اليساريين الذين يرفضون الزعامة الدينية، و عرفنا سبب السلفيين الذين يرفضون تبجيل الشيوخ ورجال الدين بحجة التقديس لغير اللـه، فالسؤال يظهر في حالة الجمهوريين ـ والذين يرتكز منطقهم الديني العقلي والسلوكي علي الاقتباس من الفلسفة الصوفية ـ يعني نجد أن جل نقاشهم كان مبنيآ علي الحكم المأثورة عن الاولياء وأحوالهم ـ و هم يعرفون أن كل الطرق الصوفية وساداتها بالسودان يقدمون الطريقة الختمية ويبجلون السادة المراغنة من منطلق ورع بحت ـ فلماذا نجد الجمهوريين متخندقين مع اليسار واليمين ضد الختمية باعتبار انها طائفية بغيضة حسب زعم الزاعمين !!! ـ ثم لماذا يؤمنون ببعض الطائفة ويكفرون ببعضها ـ فنراهم مثلآ يزاحمون المريدين في زيارة ضريح السيد علي و يكثرون من مديح شئ لله يا حسن ، وفي نفس الوقت يسفهون الطائفية التي تعتبر الختمية أحدي شقيها ؟؟ ــ أذا افترضنا أنهم ضد الزعامة الدينية،بفهم اليساريين، أوليست الفكرة الحمهورية دينية بالاساس؟؟ـ واذا قلنا انهم ضد تقديس الشيوخ،بفهم السلفيين، ماذا اذن يسمون تمسحهم بأثر زعيمهم بلا همسة انتقاد واحدة ؟؟ هل الفرق هو لقب (الاستاذ) الذي حل محل (الشيخ)؟؟ ــ ألا ينطبق عليهم في كلا الحالتين اسم الطائفة الجمهورية؟؟ـــ هناك نقطة أخيرة ـ هي أني لاحظت تبرك الجمهوريين وتقديرهم للسيد علي الميرغني ـ و قد عرفت بأن السبب أن السيد علي ربما لم ينتقد محمود محمدطه في فكره ، ولكن يقال أنه في مقابلة له سأله السيد علي أن كان أذن له في ما كان يدعو له، فرد محمود بالنفي، ،، فما رأيهم في رده أذا صحت الرواية؟؟؟ـــ
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون والطائفية (Re: Yasir Elsharif)
|
الأخ العزيز ياسر ـ أشكرك كثيرآ علي اهتمامك و اجابتك الوافيــة ــ كما قلت لك ربما لست مؤهلآ للخوض في التصور الجمهوري للدين، لأني أعرف انه فلسفي عميق يتداخل فيه الظاهر والباطن ـ وانا لا املك ادوات مثل هذا الحوار من فهم متكامل للفكرة ـ لي بعض التعليقات علي ردك بخصوص دعوة الاستاذ لمشائخ الصوفية ((إن على مشايخ الطرق، منذ اليوم أن يخرجوا أنفسهم من بين الناس ومحمد)) !! وهنا استغرب: وهل يقود مشائخ الطرق مريديهم الي غير محمد (ص) ؟؟ ـ الذي يفعله المشائخ هو بالضبط هداية الناس الي درب الرسول (ص) ـ يسلمون اتباعهم مفاتيح الطريق وزاده (من اوراد وقيام ليل و..و.. ) ، ويبقي علي كل مريد اجتهاده للوصول وهنا يتسابق المتسابقون كل علي حسب صفاءه وطبعآ هنا قد يسبق الحوار حتي شيخه ـ أذن محصلة القول هي أن مشائخ الطرق هم وسائل تؤدي الي نفس الطريق ـ وكلهم من رسول الله ملتمس، غرفآ من البحر او رشفآ من الديم ــ اذا رجعنا الي موضوع الطريقة الختمية بالذات فهي طريقة صوفية كغيرها من الطرق، ولكنها ارتبطت بالسياسة لاسباب تاريخية، وهذا لا يعني ان زعامتها تستغل الدين لاسباب سياسية ـ وانا عمومآ لا اعرف كيف تستطيع أن تفصل الدين عن الشأن الحياتي العام ، سواء اصطلح علي تسميته سياسة أو اجتماع أو اي مسمي آخر !! ـ ولذلك نري بأنه بالرغم من أن الجمهورية فكرة دينية ألا انها تخوض في السياسة حتي النخاع ـ حتي لو كانت الفكرة في هذا المنحي تدعو الي عدم خلط الدين بالسياسة، فهذه الدعوة في حد ذاتها دينية و من منطلق ديني ـ هنا ربما ادخل في جدلية أن حتي اللادين هو دين !! طالما كان يمثل منهج حياة للفرد والمجتمع ــ اذا افترضنا ان الجمهورية في الاساس فكرة تستند علي الفلسفة الصوفية ، اذن يمكن القول ان محمود محمد طه هو شيخ طريقة حديثة بلقب استاذ يري ان طريقته تنسخ ما قبلها؟؟ ــ أليس هذا ما انزلق فيه الامام محمداحمد المهدي حين اراد ان يلغي الطرق الصوفية؟؟ ـ والنتيجة لنسخ المهدية و من بعدها الجمهورية للطرق الصوفية هو ما نراه اليوم من أنغلاق الانصار والجمهوريين عن ما سوي المهدي ومحمود محمدطه!! ــ في حين بقيت الطرق الصوفية منفتحة علي نفسها و علي بعضها وعلي كل ابواب المدد في اركان الكون ــ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون والطائفية (Re: Yaho_Zato)
|
يبدو أنك مستاء من كل ما هو لا طائفي..كنت أتمنى أن يدور نقاشكم أنت و ياسر الشريف حول تحول الفكرة الجمهورية الى حزب سياسي و طائفة دينية" بالمفهوم السوداني " اقتراب المرحوم محمود محمد طه من التقديس أحيانا و ك التكورات التي المت بالفكرة بعد أغتياله. بل و لماذا سميت بالجمهريو اساسا ...كان هذا جدا أثرى النقاش.
و أزيدك من الشعر بيت ... الديانة المنظمه " الطائفية بالمفهوم السوداني " مربوطة بالقطاع من الازل. حتى من سميتهم السلفيين لعبو على حبل البزنس جيدا. لا أدري كيف تستنكر واقعا ملموسا و معاش .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون والطائفية (Re: Mandela)
|
الأخ الكريم منير، كنت، وما زلت، أرغب في المساهمة الموسعة في هذا الخيط الذي تفضلت بافتراعه مشكوراً. إلى أن يتيسر لي ذلك، فإني أرجو أن أقرأ رأيك حول إشاراتي الواضحة والمستترة للوثة الطائفية التي اصابت "بعض الجيوب" غير الفاعلة في مجتمعنا الجمهوري في المساهمة التالية، التي افتتحت بها خيطاً تحت مسمي "الجمهوريون: الفكرة والمجتمع." ثم إني أرجو أن تتيسر لك فرصة المتابعة لهذا الخيط الهام، الذي فجر نقاشاً حياً داخل مجتمعنا الجمهوري ما زالت تداعياته مستمرة.
****************** يعرف أهل السودان بأننا، نحن الجمهوريين، أصحاب فكر عميق. قد يختلف الكثيرون معنا فيما نحمل من فكر، ولكن لا يختلف أحد على أن الجمهوريين يعيشون فكرتهم النبيلة بصورة معجزة، وفق نهج النبي العربي الأمي، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، الذي بعث في العرب الأميين نبياً منهم ورسولاً إليهم. ولايختلف أحد على كوننا أصحاب فكرة تليدة عتيدة تتبدى أكثر ما تتبدى في سلوكنا، ثم في فكرنا، ثم في قولنا. ولكن الوضع لم يعد كما كان. فمنذ 18يناير 1985، أي بعد أستشهاد أعظم شهيد عرفه تاريخ الفكر في العالم، في السودان، بين يدي من كانوا يمثلون الطقمة المهووسة الحاكمة اليوم في ذلك العام، لم تعد قيادات الجمهوريين في مستوى فكرتهم. فقد أنكسر عبد اللطيف عمر حسب الله، وثلاثة من إخواننا لا ستتابة مخزية مزرية حطت من قدر المستتيبين والمستتابين من السودانيين في ذلك اليوم على حدٍ سواء. كما حطت من قدر السودان برمته بصورة محزنة بين الأمم، إذ أننا كنا القطرالوحيد الذي قام بمثل تلك المحاكمة المهزلة وبتصفية الخصوم الفكريين والسياسيين المسالمين الأحرار في أخريات القرن العشرين. وقد أوردنا الهوس الديني موارد الهلاك في ذلك اليوم كما لم يحدث من قبل. الخطيئة السودانية الكبرى تمثلت في أكبر مهزلة قانونية عرفها تاريخ القضاء في العالم، وفي تاريخ الإسلام وتاريح السودان، منذ عرفنا كبشر الأنظمة العدلية. فإن سيرة الأستاذ محمود كرجل مسالم، مفكر، متحضر، في أعلى الأنساق السلمية والفكرية والحضارية، لم تكن تتطلب مواجهته ذلك العنف العنيف من هوس المتهوسين. لقد حط الهوس من أقدارنا جميعاً كبشر في ذلك اليوم، كما حط من قدر ديننا الحنيف الإسلام، في الصدور: كافة الصدور، وبالأخص صدور الأذكياء، والأزكياء"صافي السيرة والسريرة،" فحدث الطوفان الذي أنذرنا منه أبينا الشهيد، سيد أهل السودان، وسيد الناس، يوم قال: "هذا أو الطوفان،" في المنشور الشهير الذي تجدون نصه، مع كتبه القمية، في موقع الفكرة: www.alfikra.org أكتب للشعب السوداني اليوم كي أنقل له ما يدور من حوارات وسط الجمهوريين حول فهمهم لما حدث في 18يناير 1985. فقد اختلف الجمهوريون حول فهم الحدث، وحول سبب انحطاط مجتمعهم عن القمة السامقة التي مثلها أبيهم الشهيد الفريد، الفارس السوداني، المجيد! ظل الجمهوريون يتحاورون في أدب جم مع بعضهم البعض حول تداعيات الإستشهاد ومعناه بالنسبة للتنظيم والحركة والمجتمع والأفراد في المجتمع الجمهوري وخارجه. وظللت بفضل الله علي واحداً من قادة الرأي داخل مجتمعنا الحبيب. وقد خصني الله بأن كنت صاحب مبادرات عديدة في الثورة على القديم داخل هذا المجتمع الفاضل. فإنه رغم محبتي الشديدة لقياداتنا قاطبة، بدون فرز، إلا أنني عملت بقاعدة أساسية كان الأستاذ محمود قد أرساهابيننا، قبل أمد من استشهاده الباسل في ذلك اليوم المشهود. هذه القاعدة، قاعدة ديمقراطية من الطراز الأول. وهي بسيطة في عبارتها، ولكنه عميقة الدلالات في معناها. وهي ببساطة شديدة تقول بأن على الجمهوري أن "يطيع القيادييين بفكر أو أن يعصاهم بفكر." معنى هذه العبارة هو أن القيادة في المجتمع الجمهوري هي "قيادة لحظية،" وهذه عبارة أخرى كانت ترد للأستاذ محمود في هذا السياق. ومعنى ذلك هو أن لا كبير على الحق. فإننا إن صدر أمر من القيادة لا نطيعه لمجرد أنه صادر من القيادة، ولكنا نطيعه أو لا نطيعه، بل نعصاه باتخاذ موقف معاكس ومعارض، وفق تفكر وتدبر وتمحيص لوجه الحق فيه. هذا هو معنى أننا نطيع بفكر أو نعصى بفكر. فالحق أولى بالاتباع من اتباع الرجال. فإنه كما هو منقول عن علي الكرار، رض الله عنه وأرضاه، فإننا نعرف الرجال بالحق، ولا يجب أن نعرف الحق بالرجال. ظللت، بفضل الله علي، أعمل وفق هذه القاعدة. وعلى ضوءها أقوم الأحداث والمواقف من القيادين وغير القياديين في تنظيمنا المحلول وأخذ مواقفي الخاصة التي أراها تتماشى مع موقف أبينا الشهيد، في ذلك اليوم المشهود. وعليه فقد هزني موقف تراجع عبد اللطيف عمر حسب الله وتكفيره للأستاذ محمود محمد طه مع المكفرين. بتكفيره للأستاذ، عبر الاستتابة، مع المكفرين والمهوسيين، فقد أخرج عبد اللطيف نفسه من إطار المفكرين، وقد هبط بتنظيم الجمهوريين كله إلى مستنقع آسن. فقد قرر أستاذ سعيد الطيب شايب، عليه الرضوان وشابيب الرحمة، وهو قد كان كبير الجمهوريين وقتها أن يحل النتنظيم بعد مشاورات مع القياديين، ومنهم عبد اللطيف عمر وآخرين بسبب أن قيادينا، وهو منهم، لم يكونوا في المستوى المطلوب. وقد كان السبب في حل التنظيم من وجهة نظر أستاذ سعيد وبعض من رأوا رأيه فيما بعد هو أنه يشعر بأنه "غير كفء" لقيادة تنظيم قاده الأستاذ محمود بنفسه. وقد قال في هذا الصدد الكثير من العبارات المشرفة التي تدل على سموق قدره واستحقاقه للمكانة العظيمة التي تبوأها في التنظيم بسبب العطاء الظاهر والصدق والشهامة والفروسية في معيشة قيم الإسلام العليا في اللحم والدم. من هذه العبارات التي قالها مثلاً عندما سئل هل هو "خليفة" للأستاذ محمود فقد قال "الأستاذ محمود ليس له خليف!" وعندما سئل هل هو الرجل الثاني بعد الأستاذ محمود، قال "الأستاذ ما عندو ثان!" هذا المستوى الرفيع في الإدراك لقد الأستاذ محمود لم يكن موجوداً في نفس الأخ عبد الليطف عمر حسب الله. فباء بخسران مبين يوم كفر أبيه مع المكفرين المهوسين، استكانة لهؤلاء الفاسقين الفاجرين، تالفي الرأي والعقيدة والفهم للإسلام نفسه، الذي يدعون الانتساب إليه. وقد دل موقف الاستتابة، وخيانة عبد اللطيف للعهد الذي قطعه مع أبيه حين ساله في السجن في آخر الأيام قبل تنفيذ الحكم عليه، على صدق قول أستاذ سعيد. فإن تكفير عبد اللطيف للأستاذ، وهو ثالث أكبر القياديين، الجمهوريين، دل على أن قيادات الجمهوريين قيادات قزمية بالمقارنة لما هو مرجو منها وفق منطوق فكرتهم الإسلامية والإنسانية العظيمة، ووفق تحقيق أبيهم العظيم، الكريم، الرحيم، لها. وقد ساق ذلك للأستتناج وسط القياديين، ومنهم الأستاذ سعيد، عليه الرحمة وله ومنه الرضوان، وغيره ممن حضروا الاجتماع المصغر الذي عقد في حي الدروشاب، بأن استمرار التنظيم بشكله القديم غير ممكن، وبالتالي ليست هناك إمكانية للحركة التنويرية التي كانوا يقودونها إلا بعد تمحيص الفكر والرأي حول حدث الاستشهاد في اليوم المشهود في يناير من العام 1985 ودلالاته. وقد تم إقرار هذا القرار في اجتماع موسع حضره أغلبية الجمهوريين في أم درمان تقرر وفقه حل التنظيم في تجليه السياسي، مع الحفاظ عليه في تجليه الاجتماعي التراحمي والتفاكري. كنت، بفض الله علي، من القيادات الطلابية لتنظيم الجمهوريين في جامعة الخرطوم وقتها. وقد شاركت بهذه الصفة في جميع الأنشطة الداخلية والخارجية للتنظيم، كما شاركت في تطوير وترسيخ المنابر الحرة في جامعة الخرطوم بأكثر من وسيلة وأكثر من أسلوب لترسيخ تلك الوسائل. مثلاً فقد كنت منشداً من كبار منشدي الجمهوريين، ومنشدهم الأول في جامعة الخرطوم، حيث كانت تفتتح أركان الجمهوريين وتختم بإنشاد بصوتي من الشعر النبوي والعرفاني، عميق الدلالات ومبهج التنغيم والتطريب. وقد ساهمت مع إخواني المنشدين وإخواتي المنشدات في تطوير هذه الأداة الهامة من أدوات السلوك الفردي، ثم الدعوة، للفكرة الجمهورية. كما أسهمت في تطوير جلسات الجمهوريين السلوكية والفكرية داخل الجامعة وخارجها. فقد كنا نقيم جلسات يومية بعد صلاة الفجر نناقش فيها أعقد قضايانا السلوكية والفكرية، الفردية،المجتمعية، القطرية، الإقليمة، والدولية. وقد أهلني لهذا الدور القيادي الهام، بفضل الله ثم بفضل مثابرتي على القيام بكافة أساليب ووسائل الحركة الجمهورية، وسط الطلبة الجمهوريين، أنني التزمت الفكرة الجمهورية قبل دخولي للجامعة بثلاث سنوات. فقد إلتزمت بالفكر الجمهوري في العام 1977، في شهر رمضان المبارك. وقد تهيأت لي في صيف نفس العام فرصة حضور أول مؤتمر عام للجمهورين تيسر لي حضوره. وقد كان عنوان المؤتمر هو "مؤتمر ترسيخ المنابر الحرة." ولأن دلالات العنوان كانت عميقة في نفسي -لكوني عاشق للحرية متطلع لها في وطن ظلت الحرية فيه تشنق كل عام ألآف المرات فإن أثر المؤتمر، وتداولاته، وأثر الأستاذ محمود في تماسك الجمهوريين الفكري والعاطفي، في المستوي الفردي والجماعي- فقد ترسخت الفكرة عندي في داخلي بصورة عميقة. وظلت دلالات الحرية والترسيخ لمنابرها تشغلني طوال التزامي داخل المجتمع الجمهوري وخارجه بالفكرة الجمهورية. وحين شعرت بِأن الحرية قد خدشت أكبر خدش عرفه التاريخ البشري -يوم قتل أبي الحي الذي لايموت، إذ لاتموت الأفكار العظيمة، و ويوم خدشت بتكفير المهووسيين له، ثم بتكفير قيادة من قيادة الجمهوريين له انكساراً للهوس ولآلته الطاحنة- شعرت بأننا أمام تفكك محقق. ولكن لطف الله وعنايته هيأت للجمهوريين أن كان من بينهم، وفي قمتهم، أستاذنا الحبيب سعيد الطيب شايب، وهو قد كان أميز إخواننا وأخواتنا قاطبة، ولم يكن تميزه علينا جميعا محل جدل على الإطلاق. لم ينقسم تنظيم الجمهوريين بفضل هذا الرجل الشامخ كالطود، سعيد الطيب شايب، حتى بعد مماته الميمون. لم نتفكك اجتماعياً، مثلما تفرفنا فكرياً وسياسياً. في المستوى الاجتماعي ظل سعيد يركز على أهمية الحفاظ على المجتمع قبل كل شئ. ولذلك، فهو، على الرغم من أنه لم يكن من ضمن المنكسرين، بنفس مستوى انسكار عبد اللطيف، إلا أنه شعر بأن تنظيم ينكسر قيادي من قياديه -يجاوره في المستوى- بهذا القدر من الانكسار، لابد من أنه يحتاج لفترة تمرس وتفكر وتمحيص لمعني الحدث المشهود في 18يناير 1985. وقد ظل الأستاذ سعيد يرعي المجتمع الجمهوري إلى أن التحق بالرفيق الأعلى، وبرفيقه الأعلى، أبيه الأستاذ محمود في شهر فبراير من العام الماضي 2002. وتسلم دفة القيادة بعده الأستاذ جلال الدين الهادي حيث استمر في رعاية المجتمع، إلى أن إلتحق هو الآخر بالأستاذ محمود وبأخيه سعيد في شهر يونيو من نفس العام، بعد أن نوضع بصمة قوية أكد فيها على ضرورة ترسيخ أساليب الحوار الحر داخل المجتمع الجمهوري. وبانتقال الأستاذ جلال الدين الهادي إلى الرفيق الأعلى، تحولت دفة القيادة للأستاذ عبد اللطيف عمر حسب الله، الذي مازال يدير شؤون الجمهوريين الاجتماعية على نحو كريم وجيد للغاية. ولكنه يعاني من انحطاط فكري وأخلاقي وسياسي مريع بسبب موقفه المشؤوم في يومه ذاك المشؤوم حين ظهر على رؤوس الأشهاد في تلفزيون جمهورية السودان وهو يتلو تكفير المكفرين لأبيه بدل أن يصمد صمود الأخرار الذي تعهد به لأبيه. لقد خان عبد اللطيف العهد، فخانه الله فأصيح ذليلاً حقيراً حين وقف الرجال، ممن لم يتشرفوا بشرف الانتساب لفكر الأستاذ محمود، بالصمود أمام الباطل بِأكثر مما يفعل عبد اللطيف. فإن الأستاذ غازي سليمان، على تواضع قدراته الفكرية وتأهيله الفكري والأخلاقي، فقد صمد أمام الهوس والمهوسيين في سنوات حكم الهوس الديني، بأكثر مما صمد عبد اللطيف، المهان، الضعيف! في الفتر من اليوم المشهود إلى اليوم -أي منذ إستشهاد أبينا الهمام، إبن الشعب السوداني الهمام -الذي غنى له محمود شريف، ثم وردي "يا شعباً تسامى يا هذا الهمام،" مستلهما اللحن من وقفة الأستاذ محمود مبتسماً أمام الشناق والمشنقة والحبل ورعاع الناس من هتيفة الهوس وصانعيه- نما المجتمع الجمهوري بصورة كبيرة في الكم وفي الكيف. فقد تجلى لنا بأن مجتمعنا، على قصوره في تحقيق القمة السامقة التي سما إليها أبينا الشهيد في الصمود في وجه الباطل، إلا أنه أفضل مجتمعات الأرض قاطبة من حيث التوادد والتراحم والتواصل والبر الخلاق. ثم أنه مجتمع يضم خيرة من أنجبتهم أرض السودان ليس في العلم والخلق فحسب، ولكن في التأهيل المهني والإنساني الحضاري الراقي كذلك. هذا الوضع جعل المجتمع الجمهوري متميزاً على غيره من كافة المجتمعات والتنظيمات السياسية في السودان، وفي غير السودان، بل في العالم. وأقول ذلك بعد تقلب في العالم. فنحن لم نتكالب على السلطة، لا في زومان التنظيم، ولا بعد أن حللنا التنظيم في جانبه السياسي. وهنا نقطة هامة. فإن حل التنظيم كتنظيم سياسي لم يعني بأننا اعتزلنا الفكر السياسي ولا يعني، كما أشرت سابقا، بأن تنظيمنا تفكك كمجتمع. بالعكس فإن التماسك الاجتماعي ظل يطرد بصورة مشرفة للغاية بحيث نكفل بعضنا بعضاً، ومن نسطيع كفله من حولنا من غير الجمهوريين. وظلت جلسات الإنشاد العرفاني والحوار الفكري -في الجلسات الكبرى، أو الجلسات الصغيرة في المناطق المختلفة التي يعيش فيها الجمهوريون اليوم في كافة أنحاء العالم، وفي السودان- مستمرة دون التقيد باطار مرجعي نهائي، ودون التقيد بتنظيم متحجر متكلس من الناحية السياسية. ولذلك فقد وجد بعض الجمهوريين، وأنا منهم، بأنهم يمكنهم أن يظلوا جمهوريين حادبين على تطوير أداتهم الفكرية والسلوكية داخل مجمتعهم الحبيب، مع إمكانية المساهمة في العمل السياسي العام. ومعلوم لدي كل السودانيين الذين تابعوا نشاطنا السياسي منذ الأربعينيات بأننا ظللنا نقدم شأنين أساسيين على كل الشؤون الأخرى. هذا الشانان هما الإسلام والسودان. أما في شأن الإسلام فقد جئنا بفكر لم يسبقنا عليه سابق في تاريخ الإسلام. وأما بشأن السودان فقد بذلنا لأجله كل غالٍ وكل نفيس، بعد أن بذلنا له أنفس النفساء، الشهيد النفيس: الأستاذ محمود محمد طه. الأستاذ محمود محمد طه يوم قدم حياته لأجل الإسلام ولأجل السودان، أسس لذلك بأساس فكري متين، وبموقف أصلب من صلابة الحديد، وذلك ما يليق بأبي الشهيد حيث قهر كل جبار عنيد، بموقفه الطارف التليد. وقد اوضحنا ذلك في منشورنا الذي أشرت إليه بعنوان "هذا، أو الطوفان." أرجو من قرائي هنا الاطلاع عليه في موقعنا: www.alfikra.org الذي دائما ما أحيل قرائي إليه ما وسعتني الذاكرة، وما وسعتني الطاقة للكتابة. سيجد قرائي تفصيلاً طيباً ومفيداً لمجريات المحاكمة والأحداث في تلك الفترة الهامة من تاريخنا، كما سيجدون كتب الفكرة في هذا الموقع الإسلامي-السوداني، الذي إعده أهم المواقع على الشبكة الدولية الإلكترونية قاطبة. أرجو من قرائي أن يزوروه بانتظام للاطلاع على أنقى سيرة للذات السودانية المديدة المجيدة العتيدة، من أزمان طارفة وأزمان تليدة، ممثلة في أبهى صورها في سيدي، سيد شهداء السودان: الأستاذ محمود محمد طه، وفي فكره العظيم. صمود الأستاذ محمود وتوحده في الصمامة لأجل الإسلام ولأجل شعب السودان لم يأتيا من فراغ.
لقد أتيا تتويجاً لسيرة ناصعة مشعة الضياء منذ أن عرفت الساحة الفكرية والسياسية أستاذنا وأبينا الشهيد في الأربعينيات. حيث كان أول وأقوى وأصلب من قاوم الاستعمار حين كان غيره من المثقفين ورجال الدين يلعقون جزم الانجليز. وكان، بلا جدال، أول سجين سياسي في عهد الحكم الاستعماري الثنائي البريطاني-المصري للسودان. لم يتبعه إسماعيل الأزهري في دخول السجن إلا بعد عامين طويلين، ظل فيها الجمهوريون أساس القوى الجديدة التي تنادي بمقاومة الاستعمار، وبمقاومة الطائفية في آن معاً. وكان الأستاذ محمود يقول في ذلك بأننا قد نجلو الإستعمار ثم لا نجد أنفسنا أحراراً ولا مستقلين. وذلك لأن الطائفية كانت تهئ نفسها للانقضاض على الحكم بعد جلاء المستعر. فقال الأستاذ في ذلك بأننا قد نجد أنفسنا مستعمرين بعد جلاء الاستعمار بأناس يستعمروننا وهم من شاكلتنا، من بني جلدتنا. أي بأننا قد نجد أنفسنا مستعمرين-بفتح الميم- من قبل مستعمرين-بكسر الميم- في أسلاخ سودانية. وذلك لأن الاستعمار ثقافة إستغلال لا نجلوها فقط بإجلاء مؤسسيها، وإنما بجلاء أدواتها التي ظلت تخدمها من طائفية وطائفيين، ومن رجال دين خضعوا لسلطان المستعمر بدون أي شرط ولا قيد. فقد كان السيدان عبد الرحمن المهدي وعلى الميرغني، على نبلهما، وطائفتيهما على كبرهما، من أدوات ذلك الاستعمار البغيض. فقد أعطي الاستعمار سدنة الاستعمار من الطائفيين العطايا والأراضي والأموال من قبل الاستعمار لشراء ولائهم وسكوتهم عن مقاومة الاستعمار. فقد وقعت قيادة طائفة الانصار بذلك تحت رحمة الانجليز وعطاياهم. ووقعت قيادة طائفة الختمية تحت رحمة المصريين وعطاياهم. وقد انعكس ذلك على الوضع السياسي السوداني برمته بعد الاستقلال ورفع العلم. فقد نشأ الحزبان الكبيران، بتشققاتهما المختلفة فيما بعد، تحت نير الطائفية والهوس الديني، وهاتان-أي الطائفية والهوس السلفي ممثلاً في رجال الدين والقضاء الشرعي- كانتا من أهم أدوات الاستعمار في استئناس الشعب السوداني والسيطرة على مقدراته، وعلى حريات مواطنيه وحقوقهم الأساسية. فنتج عن هذا الوضع الشائه الشائن كل ما تبع ذلك من تقلبات في تناويع من الهوس مختلفة أدت لاجهاض الحكم النيابي عدة مرات، وإلى طرد نواب منتخبين من البرلمان، ومباركة الصادق المهدي، رئيس الوزراء "المنتخب!!!" لطردهم، بعد أن ساهم في التآمر عليهم قبل أن يدخل البرلمان، مع نسيبه وحسيبه الدكتور حسن الترابي، مروراً بمحكمة الردة على الاستاذ محمود، وبقوانين سبتمر، ثم بالمحاكمة المهزلة التي أدت لاستشهاده. ولا نشك، ولا لحظة، بأن الطائفيين من حزب الأمة، والمهوسين من حزب الجبهة الإسلامية، بمن فيهم الترابي والصادق المهدي، كانوا ضالعين في الجريمة الكبرى التي أدت لاستشهاد الأستاذ محمود، وستثبت التحقيقات ذلك حين نقدمهم للمحاكمات في عهد ثورة الحرية القادمة: الثورة الفكرية والثقافية، التي نفترعها اليوم، ونرجو من كافة قطاعات شعبنا الالتفاف حولها بغض الطرف عن أنهم يوافقوننا فكرياأم لا. فإن قضايا الحقوق الأساسية، لهي قضايا إنسانية في المقام الأول، وهي بذلك لا تعرف التمييز باللون، بالعنصر، بالدين، بالنوع، بالثقافة، أو بأي من اشكال التمييز. هذه دعوة للثورة. دعوة للثورة على القديم وتفكيكه. وهي دعوة للثورة على الطائفيين، وعل المهوسسين، وعلى اقتلاع الفكرة الجمهورية من بين يدي بعض الجمهوريين الذي ارتضوا أن يكفروا أباهم بين يدي الطائفيين والمهوسين. وهي ببساطة شديدة دعوة للاستنارة والتنوير. هبوا يا شباب السودان، يا نساءه يارجاله، ياأطفاله،يا شيوخه، ياكهوله، لتقتلعوا فكرتكم الجمهورية، النابعة من ذاتكم السودانية السامية، التي تجلت في أعظم مشهد في اليوم المشهود بابتسامة مشرفة مشرقة تشبهكم، أمام الشناق والمشنقة والحبل، وما كان الحبل ولا الشناق ولا المشنقة في ذلك اليوم المجيد إلا أدوات للخلاق المجيد ليريكم أنكم أعظم شعب على ظهر هذه البسيطة، يقودكم أعظم رجل وطئت أقدامه السودان منذ فجر التاريخ. ذاك هو الرجل، كان هو الرجل، واليوم هو الرجل. هبوا فاقتلعوا فكرتكم من الجمهوريين، وذلك لأن "بعض" الجمهوريين قد بدأوا يحيلون فكرتكم الجمهورية إلى أيادٍ عابثة كفرت صاحبها، سيد شهادئكم أجمعين. هبوا لتقتلعوا فكرتم من عبد اللطيف عمر حسب الله، وخالد الحاج عبد المحمود، وأشياعهم من متهوسين وطائفيين جمهوريين، وغير جمهوريين. وستجدوننا نقف معكم جنباً إلى جنب في محاربتهم لاقتلاغ فكرتنا الإسلامية السودانية الأصيلة منهم. وسنوافيكم بتفاصل حواراتنا الفكرية ومواقفنا منذ يناير 1985 لاقتلاع سوء تكفير الأستاذ، والخبث الذي أدى إليه داخل كياننا الصحي المعافي، في الوقت المناسب. ثوروا فكرياً، وثوروا ثقافيا، كما ثرتم عسكرياً وسياسياً، على كل أشكات القديم وستجدوننا نتقدمكم لافتداء الإسلام والسودان بمهجنا وأرواحنا. فككوا القديم، لا لتكسروه، ولكن لتعيدوا تركيب الجديد المهيب الجميل الخلاق من القديم نفسه، فإنه فعل القديم الوهاب، ولا قديم ولا جديد، وإنما هي السيرورة السرمدية لتنزيل إسم الله وصفاته وفعاله في اللحم والدم على نسق منطوق الأية الكريمة "كونوا ربانيين بما كنت تعلمون الكتاب وبما كنت تدرسون." تدارسوا كتاب الأستاذ محمود ونموذجه في اللحم والدم. تدارسوا سيرته. تدارسوه. فستجدونه منكم وفيكم يقيم. يومها ستشرق الأرض بنور ربها، وبنور ثورة السودان من أجل الإسلام ومن أجل الإنسانية!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون والطائفية (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
سلامات اخوتي الاعزاء ـ
اخي الكريم ياسر أشكرك مجددآ علي متابعة ردودي ـ اراني أخلص من ردودك الي نقطة محددة لا اريد ان اتجاوزها حتي لا اتوه في تشعبات الموضوع ـ تلك النقطة هي دعوة الاستاذ محمود للمشائخ ترك الاتباع ليسلكوا درب محمد (ص) بأنفسهم بدون توسط ـ وأنا لا اري مبرر لهذه الدعوة ولا اري المشائخ عائق في طريق السالكين، بل هم فقط مرشدين ـ ثم ان تلك الاوراد التي تراها كتكليف ومشقة زائدة ما هي الا تجميع لاذكار مأثورة حتي تسهل علي العوام الالتزام السلوكي، كما تعرف، خاصة اننا نعرف ان معظم الاتباع غالبآ ما يكونوا اميين ، و دائمآ ما تكون تلك الاوراد بأذن نبوي لشيخ الطريقة ــ ثم يجب ان لا ننسي ان الشيخ وطريقته واتباعه دائمآ ما يمثلون مجتمعآ شبه مثالي متكامل في الارياف بالذات ـ أذن لماذا يجب تفكيك تلك المنظومة الراقية المحكمة وذر تلك الرابطة القوية في الهواء ؟؟ أو قل لم يجري المريد للشرب من البحر وهو يجد في متناول يده الماء زلالآ صافيآ في حنفيته؟؟ ــ باختصار اخي ياسر اريد أن أقول انه اذا كانت هناك خلية اجتماعية مثالية لتكوين مجتمع مثالي يرتبط بقيم اخلاقية راقية فهذه الخلية هي الطريقة الصوفية ـ والدعوة لتفكيك هذه الخلايا بحجتة ترك الناس ليسلكوا طريقهم بغير مرشد كالدعوة لتفكيك الاسرة ، وترك الابناء لكسب عيشهم بدون وليهم ــ
الاخ ياهو زاتو ـ وفقنا الله واياك لسبيل الرشاد ـ
أخي مانديلا ـ لا أظنك يمكن ان تنظر لزريبة الشيخ البرعي كأقطاعية !! ـ ــ لكين برضك اثرت تساؤل ما خطر ببالي، أو أني حقيقة لم اهتم، وهو فعلآ لماذا اسم (الجمهوريين) ــ!ـ؟؟ ــ
الاخ الكريم حيدر ـ اشكرك علي المساهمة الوافية في هذا البوست واتمني ان اطلع علي بوستك و ادلي برأي اذا رأيت اني يمكن ان اضيف شيئآ ــ اما بخصوص مداخلتك هنا فأني أجدها ثرية جدآ بتسليطها الضوء علي ما جري داخل الحوش الجمهوري منذ وقبل اعدام الاستاذ محمودمحمدطه ـ وبالتأكيد أن الاستتابة كانت مقطعآ حادآ في مسيرة الحركة الجمهورية اصابت مصداقيتها في مقتل ـ ولكن صمود مؤسسها الخرافي انقذها من السقوط واستمر السند الاساسي لما تبقي منها ــ أما من اعلنوا توبتهم، فربما لهم العذر ـ وأغلب الظن أن أي انسان في ذلك الموقف ممن لم يكن في درجة اقتناع صاحب الفكرة لأتخذ موقف التوبة، حتي ولو باللسان !! ـ ولنا في سيرة آل ياسر مثلآ ـ حيث انهم تفوهوا بكلمات كفر تحت التعذيب ، فأخبروا الرسول (ص) فيما بعد ـ فلم يؤاخذهم ـ حتي انه زلت فيهم آية قرآنية ـ
الاخ حيدر بصراحة لقد نشرت هذا البوست بناء علي ملاحظتي بتحاملك وتكرارك للفظة طائفية وبذا كان تساؤلي الذي تفضل الاخ د.ياسر بالتوضيح فيه ــ و يمكن انا في ردي للاخ ياسر ركزت علي نقطة واجدة كي لا اتشتت، وهي دعوة الاستاذ محمود لمشائخ الطرق الصوفية لترك مريديهم وحدهم في طريق محمد (ص) ـ أي بمعني آخر الغاء الطرق الصوفية، وهي دعوة سبقه عليها الامام المهدي ومن قبله بالطبع محمدبن عبدالوهاب في الجزبرة العربية ــ هنالك عبارة لفتت انتباهي في معرض ردك وهي ان الجمهوري "يطيع القيادييين بفكر أو أن يعصاهم بفكر." ـ وهذه طبعآ مصداقآ لقول الامام علي كرم الله وجهه ـ أعرف الحق تعرف اهله ــ ولكن هذه العبارة دائمآ ما يتنطع بها كثير من جهلاء الوهابية ومن شابههم ـ وهو انهم اذا ناقشتهم في نقطة معينة يتحججون اليك مثلآ بذكر آيات قرآنية تشير للموضوع محل الخلاف، فاذا قلت لهم قال الامام مالك او قال الشافعي ـ رد عليك بأن تأخذ ققط من القرآن والسنة، ويقول لك ان الامام مالك نفسه ذكر انه ( اذا وجدتم قولي مخالفآ للكتاب والسنة فاضربوا بقولي عرض الحائط) !! ـ ومباشرة يضرب بقول الامام مالك بعرض الحائط بحجة اعرف الحق تعرف اهله المرادفة لـ "يطيع القيادييين بفكر أو أن يعصاهم بفكر." !!! ـ ـ معليش، دي بس كسرة من الموضوع ، ولكنها في صميمه أيضآ، ،،، ما هو فعلآ مقياس الطاعة والعصيان ؟؟ هل حقيقة تطيع من تطيع وتعصي من تعصي حسب ما يليه عليك عقلك ؟؟ واللا .......... قلبــــــكــ؟؟!!!ــــ يعني بعبارة أخري افترض انه في مسألة من المسائل وجدت الحل في آية من القرآن و عندما رجعت للاحاديث الشريفة وجدت حديثآ في نفس المسألة و لكنك وجدته متناغضآ مع الآية، فبأيهما تعمل؟؟ بالحديث أم بالآية ؟؟؟؟؟؟ ـــ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون والطائفية (Re: Munir)
|
أخي الكريم منير
تحية وسلاما
قولك:
Quote: اراني أخلص من ردودك الي نقطة محددة لا اريد ان اتجاوزها حتي لا اتوه في تشعبات الموضوع ـ تلك النقطة هي دعوة الاستاذ محمود للمشائخ ترك الاتباع ليسلكوا درب محمد (ص) بأنفسهم بدون توسط ـ وأنا لا اري مبرر لهذه الدعوة ولا اري المشائخ عائق في طريق السالكين، بل هم فقط مرشدين |
لقد خلصت إلى نتيجة غير دقيقة.. فالأستاذ كانت عبارته التي نقلتها لك في تلك الكتابة كما يلي:
Quote: إن أفضل العبادة على الإطلاق قراءة القرآن، وأفضله ما كان منه في الصلاة، وطريق محمد الصلاة بالقرآن في المكتوبة وفي الثلث الأخير من الليل.. كان يصلي ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو تسعا أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة لا يزيد عليها.. وكان يطيل القيام بقراءة طوال السور، أو بتكرار قصارها، أو بتكرار الآية الواحدة حتى تورمت قدماه.
إن محمدا هو الوسيلة إلى الله وليس غيره وسيلة منذ اليوم - فمن كان يبتغي الوسيلة التي توسله وتوصله إليه، ولا تحجبه عنه أو تنقطع به دونه، فليترك كل عبادة هو عليها اليوم وليقلد محمدا، في أسلوب عبادته وفيما يطيق من أسلوب عادته، تقليدا واعيا، وليطمئن حين يفعل ذلك، أنه أسلم نفسه لقيادة نفس هادية ومهتدية..
إن على مشايخ الطرق منذ اليوم، أن يخرجوا أنفسهم من بين الناس ومحمد، وأن يكون عملهم إرشاد الناس إلى حياة محمد بالعمل وبالقول. فإن حياة محمد هي مفتاح الدين.. هي مفتاح القرآن، وهي مفتاح ((لا إله إلا الله)) التي هي غاية القرآن، وهذا هو السر في القرن في الشهادة بين الله ومحمد ((لا إله إلا الله محمد رسول الله)).. |
أليس قوله "وأن يكون عملهم إرشاد الناس إلى حياة محمد بالعمل وبالقول."
مغايرا لما فهمته أنت بعبارتك:
Quote: هي دعوة الاستاذ محمود للمشائخ ترك الاتباع ليسلكوا درب محمد (ص) بأنفسهم بدون توسط |
وبالرغم من كل هذا الذي قلته لك فالجمهوريون لا يزالون يقولون أن الطرق الصوفية، على ما هي عليه اليوم، خير من كثير من الدعوات الأخرى كالوهابية ودعوة الأخوان المسلمين.. لا مجال للمقارنة بينهم أبدا.. وأهل الطرق، شيوخ وميريدين، سيستجيبون لدعوة الأستاذ محمود، طال الزمن أم قصر، لأن الإنسان خارج من الأمية إلى التعليم ومن البساطة إلى التعقيد..
والسلام عليك أيها النبي ورحمة الله تعالى وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
ولك شكري والسلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون والطائفية (Re: Yasir Elsharif)
|
أخي الكريم منير، سأعود لمناقشة نقطتك الهامة التي أثرتها عن الطاعة بفكر والمعصية بفكر. ثم سآتي على مناقشة بعض ما ناقشته أنت وياسر الشريف لأضيف له، لا لأناقضه. أعذرني عن عدم تمكني من فعل ذلك اليوم! وسأفعل قريباً، بإذن الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون والطائفية (Re: Haydar Badawi Sadig)
|
الاخ منير... أقحمت البرعي في الموضوع و هو رجل كبير السن طاعنه..لا يهمني أمره كثيرا هنا.... فهو راى الباطل بام عينه و سكت....و أقطاعيته تكمن في استغلاله...فبنما هو يربط المرضى بالجنازير الى الارض في ظروف مزرية ...يطير ليتعالج في أفضل مستشفيات القاهرة...و يبارك الباصات السياحيةفي التلفزيون....و في النهاية لا يرقى لمستوى من ماتو في سبيل أفكارهم...
لك الود.. أتمنى أن يجيب الاخوة الجمهريون عن سؤالي و سؤالك في سر التسمية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون والطائفية (Re: Mandela)
|
أخي مانديلا، أرجو أن أتمكن قريباً من مناقشة سؤالك. كما أرجو أن يناقشه أي عضو جمهوري في هذا المنبر. آسف لكوني لا أستطيع أن أفعل ذلك الآن. ولكني آمل، صادقاً، أن أعود إليه. معذرة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجمهوريون والطائفية (Re: Mandela)
|
عزيزي مانديلا
لك التحايا والسلام
قولك:
Quote: كنت أتمنى أن يدور نقاشكم أنت و ياسر الشريف حول تحول الفكرة الجمهورية الى حزب سياسي و طائفة دينية" بالمفهوم السوداني " اقتراب المرحوم محمود محمد طه من التقديس أحيانا و ك التكورات التي المت بالفكرة بعد أغتياله. |
لقد كتبت في هذا البوست عن المسألة التي سألت عنها، أرجو مراجعة الوصلات، وكذلك في بوست الأخ الكريم حيدر بدوي هنا..
الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟!
وقد أجبت فيه على أسئلة مشابهة من الأخ الكريم بكري الجاك..
قولك:
Quote: بل و لماذا سميت بالجمهريو اساسا .. |
--- أما تسمية الجمهوريين بهذا الإسم فقد جاءت في الأساس من أن الحزب كان إسمه الحزب الجمهوري منذ عام 1945، وهو أول حزب سوداني يدعو إلى قيام جمهورية سودانية في الوقت الذي كانت فيه الأحزاب الأخرى تدعو إلى الملكية تحت التاج المصري أو التاج البريطاني.. وقد لازم الإسم الحركة حتى بعد أن تحولت إلى فكرة دينية تجديدية، إسمها "الدعوة الإسلامية الجديدة".. أرجو أن يكون في هذا ردا على سؤالك وسؤال الأخ منير..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
|