(شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين)

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 02:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   

    مكتبة الاستاذ محمود محمد طه
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2004, 02:45 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين)



    الشهادة والشهداء في القرآن الكريم



    بسم الله الرحمن الرحيم

    {ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون} البقرة:154.

    {ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين} آل عمران:169ــ171.

    {...والذين قُتلوا في سبيل الله فلم يضلّ أعمالهم * سيهديهم ويُصلح بالهم * ويُدخلهم الجنة عرّفها لهم} محمد:4ــ6.

    {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هُمُ الصدّيقون والشهداء عند ربّهم لهم أجرهم ونورهم} الحديد:19.

    {إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القومَ قرحٌ مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء والله لا يحبّ الظالمين} آل عمران:140.

    {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً} النساء:69.

    {فليُقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يُقاتل في سبيل الله فيُقتل أو يَغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيماً} النساء:74.

    {قل هل تربّصون بنا إلاّ إحدى الحسنيين ونحن نتربّص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربّصوا إنّا معكم متربّصون} التوبة:52.

    {والذين هاجروا في سبيل الله ثم قُتلوا أو ماتوا ليرزقنّهم الله رزقاً حسناً وإن الله لهو خير الرازقين * ليُدخلنّهم مُدخلاً يرضونه وإن الله لعليم حليم} الحج:58ــ59.

    {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً} الأحزاب:23.

    {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يُقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} التوبة:111.

    {...فالذين هاجروا وأُخرجوا من ديارهم وأُوذوا في سبيلي وقاتلوا وقُتلوا لأكفّرنّ عنهم سيّئاتهم ولأدخلنّهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله والله عنده حسن الثواب} آل عمران:195.

    {ولئن قُتلتم في سبيل الله أو مُتّم لمغفرة من الله ورحمة خير ممّا يجمعون * ولئن مُتّم أو قُتلتم لإلى الله تُحشرون} آل عمران:157ــ 158.

    {...يقولون لو كان لنا من الأمر شيءٌ ما قُتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كُتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحّص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور} آل عمران:154.

    {يا أيّها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غُزّىً لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قُتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير} آل عمران:15
                  

01-14-2004, 02:47 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: HOPEFUL)



    الشهادة والشهداء في الأحاديث المأثورة



    1ــ قال رسول الله(ص):

    "للشهيد سبع خصال من الله: أول قطرة من دمه مغفور له كل ذنب، يقع رأسه في حجر زوجته من الحور العين، وتمسح الغبار عن وجهه وتقول: مرحباً بك، ويقول هو مثل ذلك لها، ويُكسى من كسوة الجنة، تبتدره خزنة الجنة بكل ريح طيبة، أيهم يأخذه معه، أن يرى منزلته (في الجنة)، يقال لروحه اسرح في الجنة حيث شئت، أن ينظر في وجه الله تعالى، وأنها لراحة لكل نبيّ وشهيد".

    (تهذيب الأحكام، ج6، ص122)



    2ــ قال رسول الله(ص):

    "ما من نفس تموت لها عند الله خيرٌ يسرّها أن ترجع إلى الدنيا، وان لها الدنيا وما فيها، إلاّ الشهيد، فإنه يتمنّى أن يرجع، فيُقتل في الدنيا لما يرى من فضل الشهادة".

    (صحيح مسلم، ج3، ص149



    3ــ سُئل النبي(ص) عن قوله تعالى: {ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء ...}، فقال (ص):

    "أرواحهم كطير خضر، تسرح في الجنة، في أيها شاءت. ثم تأوي إلى قناديل معلّقة بالعرش. فبينما هم كذلك، إذ أطلع عليهم ربك اطلاعة، فيقول: سلوني ما شئتم. قالوا: ربنا وماذا نسألك، ونحن نسرح في الجنة أيها شئنا؟ فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يسألوا، قالوا: نسألك أن ترد أرواحنا في أجسادنا إلى الدنيا حتى نقتل في سبيلك، فلما رأى أنهم لا يسألون إلاّ ذلك، تُركوا!".

    (سنن ابن ماجة، ج2، ص936)



    4ــ قال رسول الله(ص):

    "ما من أهل الجنة أحد يسرّه أن يرجع إلى الدنيا، وله عشرة أمثالها، إلاّ الشهيد، فإنه يود أنه يردّ إلى الدنيا عشر مرات فيستشهد، لما يرى من فضل الشهيد".

    (الدر المنثور، ج2، ص379)



    5ــ قال رسول الله(ص):

    "والذي نفسي بيده، لولا أن رجالاً من المؤمنين، لا تطيب أنفسهم أن يتخلّفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلّفت عن سريّة تغزو في سبيل الله! والذي نفسي بيده، لوددت أن أُقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أُقتل ثم أحيا، ثم أُقتل ثم أحيا، ثم أُقتل".

    (صحيح البخاري، ج3، ص1030)



    6ــ قال أمير المؤمنين(ع) في التحريض على القتال:

    "أيّها الناس، إن الموت لا يفوته المقيم، ولا يعجزه الهارب، وليس عن الموت محيد ولا محيص، من لم يُقتل مات، إن أفضل الموت القتل، والذي نفسُ علي بيده، لألف ضربة بالسيف أهون من موتة واحدة على الفراش".

    (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج1، ص306)



    7ــ قال الإمام الصادق(ع):

    "شعار أصحاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه): ... وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة! ويتمنّون أن يُقتلوا في سبيل الله تعالى، شعارهم: يا لثارات الحسين".

    (مستدرك الوسائل، ج2، ص265)



    8ــ قال الإمام الصادق(ع):

    "من قُتل في سبيل الله، لم يُعرّفه الله شيئاً من سيئاته".

    (فروع الكافي، ج5، ص54)



    9ــ قال رسول الله(ص):

    "أكرم الله تعالى الشهداء، بخمس كرامات، لم يُكرم بها أحداً من الأنبياء، ولا أنا:

    أحدها: أن جميع الأنبياء قبض أرواحهم ملكُ الموت، وهو الذي سيقبض روحي، وأما الشهداء، فالله هو الذي يقبض أرواحهم بقدرته، كيف يشاء، ولا يُسلّط على أرواحهم ملك الموت.

    الثاني: أن جميع الأنبياء قد غُسّلوا بعد الموت، وأنا أغسّل بعد الموت، والشهداء لا يُغسّلون، ولا حاجة لهم إلى ماء الدنيا.

    الثالث: أن جميع الأنبياء قد كُفّنوا، وأنا أُكفّن، والشهداء لا يكفّنون، بل يُدفنون في ثيابهم.

    الرابع: أن الأنبياء لما ماتوا سُمّوا أمواتاً، وإذا متُّ يقال: قد مات، والشهداء لا يُسمّون موتى.

    الخامس: أن الأنبياء تعطى لهم الشفاعة يوم القيامة، وشفاعتي أيضاً يوم القيامة، وأما الشهداء، فإنهم يشفعون في كل يوم، فيمن يشفعون".

    (الجامع لأحكام القرآن، ج4، ص276)



    16ــ إن أمير المؤمنين(ع) إذا أراد القتال، قال هذه الدعوات:

    "اللهم إنك أعلمت سبيلاً من سبلك، جعلت فيه رضاك، وندبت إليه أولياءك، وجعلته أفضل سبلك عندك ثواباً، وأكرمها لديك مآباً، وأحبها إليك مسلكاً. ثم اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيل الله، فيقتلون ويُقتلون، وعداً عليك حقاً، فاجعلني ممن يشتري فيه منك نفسه، ثم وفى لك ببيعه الذي بايعك عليه، غير ناكث، ولا ناقض عهداً، ولا مبدّل تبديلاً، استيجاباً لمحبتك، وتقرباً به إليك، فاجعله خاتمة عملي، وصيّر فيه فناء عمري، وارزقني فيه لك مشهداً توجب لي به فيك الرضا، وتحط به عني الخطايا، وتجعلني في الأحياء المرزوقين، بأيدي العداة والعصاة تحت لواء الحق، وراية الهدى، ماضياً على نصرتهم قدماً، غير مُولٍّ دبراً، ولا محدث شكاً.

    اللهم وأعوذ بك عند ذلك من الجبن عند موارد الأهوال، ومن الضعف عند مساورة الأبطال، ومن الذنب المحبط للأعمال، فاحجم من شك أن أمضي بغير يقين، فيكون سعيي في تباب، وعملي غير مقبول".

    (وسائل الشيعة، ج11، ص105)



    17ــ عن الإمام زين العابدين(ع):

    "ما من قطرة أحبّ إلى الله عز وجل من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمعة في سواد الليل، لا يريد بها عبد إلاّ الله عز وجل".

    (بحار الأنوار، ج69، ص37



    18ــ عن الإمام الحسين بن علي(ع) قال:

    "بينما أمير المؤمنين(ع) يخطب الناس، ويحثهم على الجهاد، إذ قام إليه شاب، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن فضل الغزاة في سبيل الله. فقال: كنت رديف رسول الله(ص) على ناقته العضباء، ونحن منقلبون من غزوة ذات السلاسل، فسألته عما سألتني عنه، فقال:

    الغزاة إذا همّوا بالغزو، كتب الله لهم براءة من النار، فإذا تجهّزوا لغزوهم، باهى الله بهم الملائكة، فإذا ودّعهم أهلوهم، بكت عليهم الحيطان والبيوت، ويخرجون من الذنوب كما تخرج الحيّة من سلخها، ويوكل الله بكل رجل أربعين ملكاً، يحفظونه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، ولا يعمل حسنة إلاّ ضعّف له، ويكتب له كل يوم عبادة ألف رجل، يعبدون ألف سنة، كل سنة ثلاثمائة وستون يوماً، واليوم مثل عمر الدنيا. وإذا صاروا بحضرة عدوهم، انقطع علم أهل الدنيا عن ثواب الله إياهم، فإذا برزوا لعدوهم، وأشرعت الأسنّة، وفوّقت السهام، وتقدّم الرجل، حفتهم الملائكة بأجنحتها، يدعون الله بالنصرة والتثبيت. فينادي منادٍ: الجنة تحت ظلال السيوف، فتكون الطعنة والضربة على الشهيد، أهون من شرب الماء البارد في اليوم الصائف، وإذا زال الشهيد من فرسه، بطعنة أو ضربة، لم يصل إلى الأرض حتى يبعث الله إليه زوجته من الحور العين، فتبشره بما أعدّ الله له من الكرامة، فإذا وصل إلى الأرض، تقول له الأرض: مرحباً بالروح الطيب، الذي أخرج من البدن الطيب، أبشر! فإن لك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. ويقول الله عز وجل: أنا خليفته في أهله، من أرضاهم فقد أرضاني، ومن أسخطهم فقد أسخطني، ويجعل الله روحه في حواصل طير خضر، تسرح في الجنة حيث تشاء، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرض، ويعطى الرجل منهم سبعين غرفة من غرف الفردوس (إلى أن قال): فإذا كان يوم القيامة، فوالذي نفسي بيده، لو كان الأنبياء على طريقهم، لترجّلوا لهم، لما يرون من بهائهم، حتى يأتوا إلى موائد من الجوهر، فيقعدون عليها، ويشفع الرجل في سبعين ألفاً من أهل بيته وجيرانه، حتى إن الجارين يتخاصمان أيهما أقرب جواراً، فيقعدون معي ومع ابراهيم، على مائدة الخلد، فينظرون إلى الله عز وجل في كل يوم بكرة وعشياً".

    (مجمع البيان، ج2، ص266)



    19ــ قال رسول الله(ص):

    "فوق كل برّ برّ، حتى يُقتل الرجل في سبيل الله، فإذا قُتل في سبيل الله عز وجل، فليس فوقه برّ"

    (فروع الكافي، ج5، ص53)



    20ــ عن الإمام زين العابدين(ع) وهو يخاطب الطاغية ابن زياد، بعد أن هدّده بالقتل، قال:

    "أتهدّدني، يا بن زياد؟! أما علمت أن القتل لنا عادة، وكرامتنا من الله الشهادة"؟!

    (في رحاب أئمة أهل البيت(ع)، ج3، ص146)



    21ــ عن رسول الله(ص):

    "ما من نبي ولا وصي إلاّ شهيد، وإنهم شهداء على الخلق".

    (سفينة البحار، ج1، ص720)



    22ــ قال رسول الله(ص):

    "أشرف الموت قتل الشهادة".

    (بحار الأنوار، ج100، ص



    23ــ عن الإمام الحسن بن علي(ع):

    "ما منّا إلاّ مسموم أو مقتول".

    (بحار الأنوار، ج27، ص209)
                  

01-14-2004, 02:52 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: HOPEFUL)



    الشهادة في القرآن

    الشيخ محمد المقدَاد

    المقدمة

    عندما يعتنق الإنسان مذهباً معيناً ليكون الأساس الفكري والعقائدي الذي ينطلق منه على مستوى الحركة في الحياة من شتى نواحيها، فإنه يطمح كذلك لأن يصل إلى أعلى ما يستطيع أن يحققه في سلّم الشرف أو الرتبة حسب ما هو مقرر بمقتضى ذلك المذهب الاعتقادي الذي آمن به الإنسان وذاك الطموح الذي يشكل حقيقة واقعية عند كل فرد من البشر على اختلاف انتماءاتهم الفكرية، الإلهية منها أو الوضعية، فهو الذي يدفع بالفرد الذي يملك المؤهلات للوصول إلى تلك المراتب العالية أو يدفع به لأن يحصل على القابليات التي تؤهله للوصول إلى تلك المراتب.

    إلاّ أنّ اختلاف مصادر الاعتقاد والأهداف المحددة لها هو الذي يحدد الفوارق والفواصل بين المؤهلات التي توصل إلى الأهداف المنشودة من كل عقيدة. فالعقائد الوضعية مثلا التي لا تتجاوز أهدافها حدود هذا العالم المادي، فلا شك أن هدف المؤمنين بمثل هذه المذاهب الفكرية سوف يختلف عن هدف الإسلام مثلا الذي يتناقض مع تلك المذاهب مصدراً وهدفاً، لأن الإسلام مذهب إلهي المصدر وأهدافه تتعدى الدنيا لتشمل حياة ما بعد الموت أي "الآخرة". ومن هنا فإنَّ سلوك كل من هذين الفريقين يكون مختلفاً بمقدار ما يكون كل منهما ملتزماً بالمذهب الذي يعتنقه ويعمل من خلال قوانينه وأحكامه.

    انطلاقاً من هنا علينا أن ننظر إلى مسألة الشهادة بمعنى "القتل في سبيل الله سبحانه وتعالى" التي تعتبر كأرفع وأسمى ما يسعى الإنسان المؤمن بالإسلام لتحقيقه من خلال وجوده في هذه الحياة، ولهذا كانت الشهادة هدفاً للأنبياء (ع) والأولياء والصالحين على مرّ العصور، لأنها تمثل قمة العطاء الإنساني للرساليين الذين وعوا معنى الحياة وتعاملوا معها على أنها هبة إلهية المصدر والمرتجع وعليهم أن يتعاملوا معها على هذا الأساس، فكان وجودهم كله خيراً وعطاء للإنسانية كلها بدون استثناء ونقيضاً لكل ما يعيق حركة الإنسان للإرتباط بالحق المطلق الذي وهبنا الحياة لنحياها خيراً وبركة وعطاءً دائماً متجدداً.

    من هنا كانت الشهادة في سبيل الله على الدوام هدفاً رئيساً لكل السائرين على طريق الأنبياء (ع) والأوصياء (ع) لأنها الطريق التي تحقق للحياة معناها من خلال التعب والألم والمعاناة التي يتكبدها أولئك في سبيل تحقيق هدف الله على أرضه، ولأنها هي السبيل لصقل النفس وتدريبها على عصيان الهوى وملذات الحياة.

    القرآن والشهادة

    إن مسيرة القرآن في حديثه عن الشهادة تبدأ من خلال تذكر الله للإنسان بنعمة الخلق والايجاد وانتهاء بيان أجر الشهيد ومقام الشهداء في تسلسل مترابط الحلقات، ولهذا يبدأ الله عزّ وجلّ بتذكير الإنسان بالنعم التي أنعمها عليه من خلال قوله تعالى {اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم}، أو من خلال الآيات التي تنفي العبثية واللغوية من وراء خلق الإنسان كقوله تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم الينا لا ترجعون}.

    ففي الآيات الأولى يوضح الله أعظم نعمة قد منحها هي "نعمة الخلق والتكوين" وأنه لولا تلك الهبة الإلهية لما تحقق للإنسان أن يوجد أصلاً لعدم قدرة غير المصدر الرباني على إعطاء تلك المنحة العظيمة والنعمة الكبرى، ثم يعقب ذلك بيان النعمة الثانية في سلسلة النعم وهي نعمة العلم والمعرفة التي بواسطتها يستطيع الإنسان أن يدرك مصدر الوجود ومفيضه وأن يستوعب وجوده في الدنيا ليتعامل مع ذلك الوجود على أساس أهداف الله في الحياة. وبعد الحياة فعلى الإنسان إذن أن يدرك تماماً أن وجوده هنا إنما هو منحة أفاضها عليه مفيض الوجود الذي لا يبخل بمدنا بذلك الفيض الرباني المتواصل حتى اللحظة الأخيرة لوجودنا الذي قدره في علمه وحكمته لكي ننتقل بعدها إلى النوع الثاني للحياة وهي حياة الآخرة التي فيها البقاء والخلود إما في النعيم الدائم أو الشقاء الدائم.

    ثم يشرع القرآن الكريم بذكر الأهداف التي وهب الله الإنسان الحياة من أجلها وهي تبدأ من الإيمان بالله والالتزام بشريعته لتحقيق الأهداف السماوية المطلوب إيجادها في أرض الله: وهي أن تكون شريعة الله هي التي تحكم الحياة وحركة الإنسان وذلك من خلال قوله تعلى {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} وبقوله تعالى {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عمَّا جاءك من الحق}.

    هذه الأهداف التي من أجلها وهب الله الحياة للبشر ليستغلوا وجودهم كما أراد عزّ وجلّ ، ومن أجل هذه الأهداف أرسل الله أنبياءه عبر العصور والأجيال ليذكروا الناس على الدوام ليكون التبليغ والانذار حجة على الخلق يوم يقوم الناس لرب العالمين ليحاسبوا على ما فعلوه في الحياة الدنيا، لأن البشر من دون ذلك التبليغ الدائم قد يتيهون عن الأهداف التي من أجلها خلقوا وينحرفون عن الصراط وجادة الحق. ثم بعد بيان الأهداف يشرع الله ببيان الوسائل التي تمهد للوصول اليها وهي الدعوة للبشر إلى اتباع سبيل الله في الحياة ليفوزوا الفوز المبين في الدنيا والآخرة، إلا أن تلك الدعوة إلى الخير التي حملها الأنبياء (ع) عبر التاريخ كانت تصدم على الدوام بالقوى المسيطرة التي تتحكم بحركة المجتمع وتمسك بزمام الأمور فيه، تلك القوى التي غالباً ما تكون بعيدة عن التعامل العقلاني الواقعي لأن أطماعها ومصالحها هذه ببقاء النمط الجاهلي وعدم الرضوخ لإرادة التغيير التي حملها الأنبياء والمصلحون والأولياء، ولهذا نرى القرآن يصرح أن أمثال هؤلاء كانوا يقفون دائما كالسد المنيع في وجه الاصلاح على مستوى الفرد أو المجتمع كما في الآية الشريفة {وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنّكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكنّ الظالمين}.

    والوسائل التي بيّنها الله لنا للوصول إلى الأهداف المرجوة تبدأ من الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة بادئ الأمر لأن الحجة والاقناع هما السبيلان الطبيعيان لايصال الفكرة إلى الآخرين وكما قال الله عزّ وجلّ {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} أو قوله تعالى {وجادلهم بالتي هي أحسن}.

    إلا أن هذه الوسيلة لم تكن تجد الآذان الصاغية عند الفئات المستكبرة التي تملك زمام الأمور في مجتمعاتها، ولهذا أمر الله سبحانه بوسيلة أخرى وهي الجهاد والقتال ضد أولئك الذي يقفون في طريق هداية الناس وارشادهم لكسر حواجز الخوف والقلق التي تسيطر على المستضعفين من عباد الله الرازحين تحت سلطة القوى الظالمة المستكبرة. هذه القضية "الجهاد في سبيل الله" قد خصها الله تعالى بحيز كبير في كتابه الكريم لما فيها من مظاهر القوة لخطه تعالى في الحياة، وما تحققه من ابراز لهيبة المؤمنين لالقاء الرعب في قلوب الذين كفروا والمنافقين الذين لا يستسلمون لارادة المؤمنين المرتبطين بالله عزّ وجلّ طوعاً.

    وآيات القرآن الكريم تتعرض لقضية الجهاد مبثوثة في سوره بكثرة والتي تبدأ بالحث عليها بكل الوسائل الممكنة وصولاً إلى تحريم تركها والعقوبة على عدم العمل بها عندما تكون ظروف العمل الرسالي متوقفة عليها. ومن نماذج آيات الجهاد قوله عزّ وجلّ {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم}، وقوله تعالى {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين}، وقوله تعالى {وقاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون}.

    ثم يبدأ الله سبحانه بالتحذير من ترك الجهاد الذي يعني الخوف من الموت والركون إلى الدنيا الفانية والالتصاق بها، حتى يصل التحذير إلى حدَّ إبادة أولئك الذين يتمنعون عنه واستبدالهم بقوم آخرين يعشقون الجهاد والموت في سبيل الله عزّ وجلّ كما في قوله تعالى {إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير}، وقوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}.

    وقد ورد في الروايات عن النبي (ص) وأهل بيته (ع) ما يوضح دلالة هذه الآيات أكثر من خلال شرح مضامين هذه الآيات المباركة بالحديث الشريف، كما قوله النبي (ص): "إن فوق كل بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله فاذا قتل في سبيل الله فلا برّ فوقه"، وقول أمير المؤمنين (ع): "أما بعد، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو درع الله الحصينة وجنته الوثيقة"، أو كما ورد عن النبي (ص): "من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق". وكذلك ورد في الروايات ما يكشف عن مساوئ ترك الجهاد وأثر ذلك على الأمة كلها من قبيل ما ورد عن رسول الله (ص): "فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلاً وفقراً في معيشته ومحقاً في دينه، إن الله أعز أمتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها"، وما ورد عن الإمام الصادق (ع) بقوله "فإن مجاهدة العدو فرض على جميع الأمة ولو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب وهذا هو من عذاب الأمة".

    ولهذا نرى أن الله عزّ وجلّ لم يجعل المجاهدين في نفس المنزلة مع غيرهم بل جعل المجاهدين يمتازون عن غيرهم في المرتبة والمكانة عنده وعند الناس، لأنهم هم الذين انبروا ليدافعوا عن شرف الأمة وقد صمدوا أمام أعدائها وأخذوا على عاتقهم رد كيد المعتدين والظالمين الذين يريدون اذلال العباد واستعمار البلاد، ولهذا نطق القرآن الكريم بفضلهم على غيرهم كما في الآية الكريمة {فضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيما}، و{فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة}.

    إلى هنا ندرك إذن أهمية الجهاد والقتال في سبيل الله سبحانه وتعالى، وهو أنه من أهم وأعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو السبيل الذي يقطع دابر الفتنة والفساد من العالم، وندرك أيضاً من خلال ذوق الشريعة في التعامل مع قضية الجهاد على أن تركه محرم لما فيه من تسليط لأعداء الله والإنسانية على البشر ليضطهدوهم ويذلوهم ويستغلوا خيرات بلاد الله، مضافاً لما في تركه من الذل العار فيفقد الإنسان بذلك حريته وكرامته وفوق كل ذلك عزّته التي يأبى الله للمؤمن المسلم أن يفرط فيها، ولما في ترك الجهاد من موات للدين وللشرائع، وإحياء للبدع الضالة وتقوية للشيطان وحزبه.

    ثم ينتقل الله سبحانه وتعالى ليعبر عن الجهاد بأنه تجارة مربحة مع الله سبحانه وتعالى بقوله عز وجل {هل أدلّكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم}، أو كما في الآية الأخرى التي يعبر فيها عن الجهاد بأن الله يشتري من المؤمنين حياتهم بدفع الجنان لهم في الآخرة كما قال سبحانه {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون}.

    وتكريم الله لفريضة الجهاد والحثّ عليها بهذا المقدار يرجع إلى أن الشهادة أي القتل في سبيل الله، هي ثمرة من ثمرات هذا الجهاد وأثر ومن آثاره، ولهذا نرى أن الله سبحانه وتعالى قد رفع من قيمة الشهادة والشهداء إلى الحدّ الذي يجعل فيه الشهيد هو قمة الأفراد من بين البشر باعتبار أن حياته قد أعطاها لربه من خلال قيامه بخدمة نفسه وأمته بعمله وجهاده وسعيه من أجل خير الآخرين. ومن هنا نرى أن القرآن الكريم يعبر عن الشهداء بأنهم لا يموتون بل هم الأحياء حقاً وصدقاً كما قال سبحانه {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عن ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين}. أو من خلال قوله تعالى {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون}. ولها نرى أن الروايات الكثيرة التي تعرضت لقضية الشهادة قد بيّنت أن أفضل الموت هو القتل في سبيل الله عزّ وجلّ مثل الحديث التالي "أشرف الموت قتل الشهادة"، و "ما من قطرة أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها عبد إلاّ الله عزّ وجلّ"، وقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) عندما كان يتهيأ إلى صفين قال (ع): "اللهم ربّ السقف المرفوع، إن أظهرتنا على عدونا فجنبنا البغي وسددنا للحق، وإن أظهرتهم علينا فارزقنا الشهادة واعصمنا من الفتنة".

    أما حبّ الشهداء للشهادة فهو فوق كل حدّ ووصف لما ادّخر الله للشهداء من المكانة العظيمة والمرموقة مع النبيين والأولياء والصالحين من عباد الله عزّ وجلّ، وهذا أيضاً ما أشارت اليه الأحاديث مثل "والذي نفسي بيده لوددت أني أُقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أُقتل ثم أحيا ثم أُقتل"، أو كما قال أمير المؤمنين (ع): "فو الله لولا طمعي عند لقاء عدوي في الشهادة وتوطيني نفسي عند ذلك لأحببت ألاّ أبقى مع هؤلاء يوماً واحداً".

    ولهذا العشق من الشهداء للحصول على مرتبة الشهادة مزايا وعطايا إلهية كثيرة قد منحها الله لهم لأنهم قد استطاعوا أن يصلوا من خلال إيمانهم بالله وتقوية ارتباطهم به إلى أن يعيشوا الحياة بالشكل الذي يريده الله سبحانه وتعالى، فهم عندما يتحركون ويعملون أو يقولون ويتكلمون لا يكون هدفهم من ذلك إلا أن يرضى الله عن قولهم وفعلهم، ولهذا فليس من الكثير على الشهداء أن يحصلوا على كل تلك النعم والعطايا الإلهية العظيمة التي تبدأ من أول اللحظات التي يدخلون فيها جنان الخلد، وقد بيّنت الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) تلك العطايا السخية وهي:

    أولاً: غفران الذنوب كلها: أــ "الشهادة تكفر كل شيء إلا الدين" ــ ب ــ "أول ما يهرق من دم الشهيد يغفر له ذنبه كله إلا الدين" ــ ج: "يغفر للشهيد كل ذنب الا الدين".

    ثانيا: عدم الفتنة في القبر: أــ "من لقي العدو فصبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في قبره" ــ ب: "سئل النبي (ص) ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ فقال: كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة".

    ثالثاً: تمنى الرجوع إلى الدنيا: أــ "ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها أن ترجع إلى الدنيا ولا ان لها الدنيا وما فيها إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل في الدنيا لما يرى من فضل الشهادة" ــ ب: "ما من أحد يدخل الجنة يجب أن يرجع إلى الدنيا وان له ما على الأرض من شيء غير الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرّات لما يرى من الكرامة".

    رابعاً: عدم انحلال أجسادهم، وهذه الحقيقة تؤكدها المشاهدات العينية لأجساد الكثير من الشهداء الذين سقطوا في سبيل الله عزّ وجلّ ، فكرامة لهم من الله أن تبقى أجسادهم كما هي من دون أن يصيبها الانحلال والفناء، وقد روى لنا خادم مقام الشهيد حجر بن عدي أنه عندما أعيد ترميم القبر الشريف وصلوا إلى أساس الضريح، فخرجت إليهم يد الشهيد وكأنه قد مات الآن.

    وكذلك من كراماتهم بقاء أجسادهم طرية نضرة كأن الموت لم يصبها ولم يقع عليها، هذا ما رأينا بأم أعيننا وما رواه لنا أخوتنا الذين كانوا ينقلون جثمان الشهداء من أماكن استشهادهم بعد أيام أو أسابيع، ومن أمثلة هؤلاء الشهداء: الشهيد معين الدار الذي أحضروا جثمانه بعد استشهاده بثلاثة أسابيع وكان مازال طرياً كأنه مات في ساعته، والشهيد حسن كسرواني الذي أحضرت جثته بعد تسعة أيام، وكذلك الشهيد الشيخ ياسر كوراني الذي أحضر جسده الشريف بعد خمسة أيام. هذه النماذج إن دلت على شيء فإنما تدل على أن لشهيد حيّ عند الله لا يموت ويفتخر على كل العالمين بأنه القدوة لهم والحجة البالغة لله عليهم أيضاً.

    خامساً: إن الشهداء يدخلون الجنة بدون حساب أو تأخير، وذلك لأن الذي يحاسب هو الإنسان الذي يكون له وعليه فيحتاج إلى عملية المحاسبة ليوازن بين ما له وما عليه، بينما الشهيد الذي استغل كل وجوده في سبيل الله وأعطى كل ما وهبه الله له وحرم نفسه من استغلال نعم الله عزّ وجلّ لنفسه، مثل هذا الإنسان ليس بحاجة للحساب، ولهذا فهو يرتع في جنان الخلد كما وعده الله سبحانه وتعالى آمناً مطمئناً إلى وعد الله ورحمته كما ورد في الحديث عن النبي (ص) ان للشهيد سبعة أشياء أولها غفران الذنوب عند أول قطرة تسقط من دمه، وسابعها أن ينظر إلى وجه الله أي إلى عظمة الله ورحمته ليتجاوز كل بلاءات ما بعد الموت وحتى دخوله الجنة ليسرح فيها ويمرح آمناً مطمئناً فرحاً بما أنعم الله عليه من العطاء السخي الذي لا يتبدل ولا يتحول.

    وأما مواصفات الشهيد في الدنيا فلابدّ أن تكون متناسبة مع ما يسعون إليه، لأن الشهادة وسام إلهي لا يعطى لأي إنسان كان، بل تحتاج إلى قابليات خاصة ومؤهلات من نوع معين حتى يصبح الإنسان مشروع شهيد في هذه الحياة الدنيا. ومواصفات الشهداء تبدأ من الإيمان بالله إيماناً قوياً راسخاً لا يتزلزل ولا يهتز أمام المغريات والمصاعب بل يزداد إيمانهم كلما ازدادت عليهم المصاعب والعقبات التي تحول بينهم وبين ما يمنعهم من ما يقربهم إلى الله سبحانه وتعالى.

    ومن مواصفاتهم عدم الارتباط بالدنيا إلى الحدود التي تمنعهم من الارتباط بالحق المطلق سبحانه، فهم يدركون أن علاقتهم بالدنيا لن تكون إلا على حساب علاقتهم بالله والعمل في سبيله، فهم مراقبون لأنفسهم دائماً من أن يقعوا في أسر حبّ الدنيا وحبّ شهواتها وملذاتها بل يسعون من خلال قولهم وفعلهم إلى التحرر من عبودية الدنيا وشهواتها ليكونوا عبيداً لله عزّ وجلّ فقط، ولهذا فهم لا ينظرون إلى الحياة الدنيا على أنها ذات قيمة إلا من حيث كونها طريقاً إلى الله سبحانه، ولهذا فهم لا يأخذون منها إلا النذر اليسير ليعينهم على أن يبقوا مع الله في سلوكهم وتوجهاتهم.

    ولهذا لا يكون كل من حمل السلاح مثلاً شهيداً أو مشروع شهيد بل هي قبل كل ذلك عملية تربية للنفس، وتصحيح لتوجهاتها وتهذيب لشهواتها ونزواتها لأن التعلق بهذه الأمور يمنع الإنسان من أن يصل إلى مرتبة الشهادة التي يتمناها، فبمجرد التمني لا يحقق واقع الشهادة لأن الفارق بين الأمنية والواقع قد يكون عميقاً جداً، لأن الشهيد لا يدخل الجنة طالما هو متعلق بحب الدنيا بل لا يمكن أن يختار الله إنساناً ما للشهادة طالما أن ذلك الإنسان ما زال ينظر إلى الدنيا نظرة ذات قيمة وثمن لأن الشهيد عندما يصل إلى درجة الشهادة فهذا يعني أن نفسه صارت نظيفة من كل أدران الدنيا وأوساخها وأن الشهيد لا يمكن أن يدخل الجنة طالما ما زال في قلبه بعض من حبّ الدنيا ونحو ارتباط وتعلق بها لأن الجنة بما، تمثله من صفاء ونقاء وقدسية وطهارة لا يمكن أن تقبل بوجود النفوس المتسخة المتلطخة بأوساخ الدنيا.

    ختام المحاضرة

    إن حبّ الشهادة عندما يملأ قلب إنسان ما وفكره سوف لن يرى من الدنيا إلا جانب الوسيلة فيها لا الهدف، وسوف ينظر إلى الدنيا على أنها ممر إلى حياة الخلود والبقاء والنعيم الدائم في ظلال رحمة الله ورضوانه، ومن هذا المنظار سوف لن يندم أو يتألم أو يتحسر على ما يفوته من نعمها وزخرفها لأنه قصر نظره على ما عند الله من العطايا السخية والمكانة المحسودة عند الله للشهداء الذين أعطوا الله كل ما عندهم فلم يبخل الله عليهم بأعظم ما عنده، ولهذا ورد في الأحاديث عن المعصومين (ع): بأنه ما من ميت يتمنى الرجوع إلى الحياة الدنيا سوى الشهداء لعظمة ما يرونه من التكريم لهم في دار الآخرة، وسبب تمنيهم للرجوع إنما هو لكي يعيدوا سيرة ما كانوا يعملون، ليذوقوا نعمة الشهادة مرة ثانية وثالثة ورابعة، بل وأكثر من ذلك. وبهذا يمكننا أن نفسر سر الانتصارات العظيمة للمسلمين في الماضي والحاضر وأنه لولا حبّ الشهادة لما قام لهذا الدين قائمة ولما اخضر له عود، بل إن حبّ الشهادة وعشقها هو الذي حقق كل ذلك لأن ذلك الحبّ يعطي للإنسان قوة معنوية هائلة تفوق حدود المعقول حسب مقاييس الأرض وموازينها، لأن محبي الشهادة يقاتلون بقوة الله ويتحركون بارادة الله وينظرون بعين الله عزّ وجلّ، ولهذا لا يبالي من يصبح شهيداً بالمعادلات التي تحكم حركة الآخرين وتجعلهم أسرى مقاييس معينة لا يستطيعون تجاوزها، لأن المبادئ التي ينطلقون منها لتحديد النصر أو الهزيمة تختلف عن موازين الشهداء الذين ينظرون إلى ان النصر يتحقق إما بقتل الأعداء والفوز عليهم وهذا هو النصر الدنيوي، وإما بالقتل على يد الأعداء وهذا هو النصر الأكبر، وبهذا يتحقق لهم الوصول إلى الشهادة الحقة في سبيل الله عزّ وجلّ. فسيرة الشهداء إذن تقوم على أساس الإيمان بالله والثقة المطلقة به من خلال الارتباط بالغيب والمدد الإلهي، وهذا النحو من الإيمان هو الذي يجعل من الذين لا يؤمنون بمنطق الشهادة والشهداء أن يقفوا حائرين مندهشين لا يقدرون على تفسير حركة الشهداء خاصة عندما تكون حركة الواقع ومجريات الأمور كلها بيد الفريق الذي يناقض منطقه منطق الشهداء ولا يتوافق معهم في الرؤية والهدف وأسلوب العمل
                  

01-14-2004, 02:58 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: HOPEFUL)

    الشهاده في سبيل الله

    على الرغم من تكرار لفظ الشهادة في القرآن الكريم كما نوهنا اليه سابقا لم يرد شئ منها بمعنى القتل في سبيل الله سوى في ثلاث آيات قد تتحمل هذا المعنى حسب تصريح المفسرين وهي هذه:

    1ـ {وَمَن يُطِع الله والرسولَ فاولئكَ مَعَ الذينَ أنعم اللهُ عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا[1]}.

    2ـ {والذين آمنوا بالله ورسله اولئك هُم الصديقونَ والشهداء عند ربهم لهم أجرُهم ونورُهم والذين كفروا وكذَّبوا بآياتنا اولئكَ أصحابُ الجحيم[2]}.

    3- {إن يمسكم قرحٌ فقد مَسَّ القومَ قرحٌ مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليَعلَم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليُمَحِّصَّ الله الذين آمنوا ويَمحقَ الكافرين}.[3]

    إلا أن سبيل هذه الآيات الثلاث سبيل غيرها من الايات حيث لم تتفق كلمة المفسرين في تفسير كلمة "الشهداء" على رأى واحد ومعنى فارد فعلينا اذاً أن لا نصدر حكما لهم او عليهم قبل التثبت من مغزاهم وقبل ان نستعرض الاقوال ونمر على ما هو المهم من آرائهم للوصول الى ما هو اقرب للواقع وأوفق بالسياق. فإليك البيان حسب ترتيب الايات.



    الآية الأولى:

    قال الطبري: الشهداء جمع شهيد وهو المقتول في سبيل الله، سمى بذلك لقيامه بشهادة الحق في جنب الله حتى قتل [4]. وقال الطبرسي: وهو المقتول في سبيل الله، وليست الشهادة في القتل الذي هو معصيته، لكنها حال المقتول في اخلاص القيام بالحق لله مقرا وداعيا اليه ـ الى ان قال ـ وقيل الشهادة هي الصبر على ما امر الله به من قتال عدوه، وانما سمي الشهيد شهيداً لقيامه بشهادة الحق على جهة الاخلاص، واقراره به ودعائه اليه حتى قتل. وقيل: انما سمي شهيدا لأنه من شهداء الآخرة على الناس، وانما يستشهدهم الله بفضلهم وشرفهم، فهم عدول الاخرة عن الجبائي...[5].

    وقال القرطبي ما معناه: هم الذين شهدوا بالحق وسبقوا الى الايمان بالنبي، او الذين قتلوا في سبيل الله [6]. وفي تفسير الجلالن: هم القتلى في سبيل الله[7].

    وقال البيضاوي: قسمهم ـ يعني الذين انعم الله عليهم ـ اربعة اقسام بحسب منازلهم في العلم والعمل وحّث كافة الناس على ان لا يتأخروا منهم، وهم الأنبياء الفائزون بكمال العلم والعمل، المتجاوزون حد الكمال الى درجة التكميل، ثم الصديقون الذين صعدت نفوسهم تارة بمراقى النظر في الحجج والآيات، واخرى بمعارج التصفية والرياضات إلى أوج العرفان حتى اطلعوا على الأشياء، واخبروا عنها على ماهي عليها، ثم الشهداء الذي أدّى بهم الحرص على الطاعة والجد في إظهار الحق، حتى بذلوا مهجهم في اعلاء كلمة الله، ثم الصالحون الذين صرفوا اعمارهم في طاعته واموالهم في مرضاته.

    ولك ان تقول: المنعم عليهم هم العارفون بالله، وهؤلاء اما ان يكونوا بالغين درجة العيان، او واقفين في مقام الاستدلال و البرهان، والأولون إما ان ينالوا مع العيان القرب بحيث يكونون كمن يرى الشيء قريبا، وهم الانبياء عليهم الصلاة والسلام، اولا فيكونون كمن يرى الشيء من بعيد، وهم الصديقون، والآخرون إما ان يكون عرفانهم بالبراهين القاطعة، وهم العلماء الراسخون الذين هم شهداء الله في ارضه، واما ان يكون بامارات اقناعات تطمئن اليها نفوسهم، وهم الصالحون[8].

    وقد اتينا بكلام البيضاوي على طوله لان فيه بيانا لسياق الآية وللمناسبة بين الشهداء والذين اردفهم الله اياهم من الانبياء و الصديقين والصالحين، فان ذلك ربما يُلقى ضوء اكثر على ما هو المعنى بالشهداء، فرأينا البيضاوي يفسر الشهداء تارة، بالذين ادى بهم الحرص على الطاعة والجد في اظهار الحق، حتى بذلوا مهجهم في اعلاء كلمة الله، واخرى بالعلماء الراسخين الذين هم شهداء الله في ارضه.

    واما الفخر الرازي فبعد ان نفى أي فضل في من قتله الكفار قال: الشهيد فعيل بمعنى الفاعل، وهو الذي يشهد بصحة دين الله تارة بالحجه والبيان، واخرى بالسيف والسنان، فالشهداء هم القائمون بالقسط، وهم الذين ذكرهم في قوله: (شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط) ويقال للمقتول في سبيل الله شهيد من حيث انه بذل نفسه في نصرة دين الله، وشهادته له بأنه الحق، وما سواه هو الباطل، وإذا كان شهداء الله بهذا المعنى كان من شهداء الله في الاخرة كما قال {وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس[9]. فالرازي هنا لا يرى صلة بين الشهداء هنا وبين القتلى في سبيل الله إلاّ من حيث انهم يشهدون بصحة دين الله وانهم القائمون بالقسط، والشهداء على الناس فسياق هذه الآية عنده سياق ساير الايات التي تقدم الكلام عنها.

    وقال صاحب المنار: قال الاستاذ الامام الشيخ محمد عبده ـ: الشهداء هم الذين أمرنا الله ان نكون منهم: {لتكونوا شهداء على الناس}. وهم أهل العدل والانصاف الذين يؤيدون الحق بالشهادة لأهله بأنهم محقون، ويشهدون على اهل الباطل بانهم مبطلون، ودرجتهم تلى درجة الصديقين، والصديقون شهداء وزيادة. ثم قال صاحب المنار ان الشهادة التي تقوم بها حجة اهل الحق على اهل الباطل تكون بالقول والعمل والأخلاق والأحوال، والشهداء هم حجة الله على المبطلين في الدنيا والآخرة بحسن سيرتهم ـ الى أن قال ـ: فمنهم العالم المستقل بالدليل وان سخط المقلّدون، والحاكم المقيم للعدل وان كثر حوله الجائرون، والمصلح لما فسد من الأخلاق والآداب وان غلب المفسدون، والباذل روحه حتى يقتل في سبيل الحق وان احجم الجبناء والمراؤن[10].

    وقال الفيض الكاشاني: (من النبيين) الذين هم في اعلا عليين و(الصديقين) الذين صدقوا في اقوالهم وافعالهم (والشهداء) المقتول انفسهم وابدانهم بالجهاد الاكبر والاصغر (والصالحين) الذين صلحت حالهم واستقامت طريقهم... ثم روى احاديث ليس فيها ما يدل على ان المراد بالشهداء القتلى في سبيل الله، وفي بعضها عن ابي عبدالله عليه السلام: فرسول الله في الآية النبيون، ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء وانتم الصالحون، فاتسمو بالصلاح كما سميكم الله[11] .

    وقال المراغي: الشهيد هو الذي يشهد بصحة الدين تارة بالحجة والبرهان، واخرى بالسيف والسنان[12].

    وقال استاذنا صاحب الميزان: المراد بالشهداء شهداء الأعمال فيما يطلق من لفظ الشهيد في القرآن، دون المستشهد في القتال[13]

    هذه جملة من آراء المفسرين الكبار الذين حضرنا كتبهم بين القديم والجديد ومن الفريقين وهم بين من حمل (الشهداء) على القتلى في سبيل الله، او على شهود الحق، او الشهود على الناس قولا واحدا، وبين من حملهم على وجهين او اكثر منها بالترديد من دون ترجيح بينها، ثم ان ما ذكره بعضهم في وجه تسمية القتلى بالشهداء بشعر بان الشهيد عنده دائما بمعنى الشاهد الذي يشهد بصحة الدين، تارة بالحجة، والبيان وأخرى بالسيف والسنان، ومعنى هذا ان القتلى عندهم من مصاديق الشهداء بالحق من دون ان يكون هذا اللفظ مستعملا بمعنى القتلى في سبيل الله.

    ثم ان المتأمل في سياق هذه الآية التي جعلت المطيع لله وللرسول مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين، يطمئن بان الشهداء هنا هم تلك العصبه المختارة، والفريق الكامل من المؤمنين الذين بلغوا اوج القيام بالحق والشهادة بالقسط واتصفوا بما اتصف به الانبياء والمؤمنون في آيات تحدثنا عنها في القسم الاول من المقال، وانهم إنما نالوا هذا المبلغ من الكمال باطاعتهم واتباعهم لله والرسول. وعليه فكون الشهداء هنا بمعنى القتلى غير ثابت، اللهم الا بادراجهم في زمرة الشهداء بالحق والقائمين بالقسط، ولا ريب ان الذين بذلوا مهجهم في سبيل دينهم، قد أعلنوا الحق ‘علانا وشهدو به، فكتبوا شهادتهم بدمائهم، وأثبتوها إثباتا.



    الآية الثانية:

    وهي قوله تعالى: {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم...} فذكر الطبري كعادته اختلاف أهل التأويل، هل قوله (والشهداء عند ربهم ولهم أجرهم ونورهم) متصل بما قبله، فيكون المعنى ان المؤمنين بالله والرسول هم الصديقون والشهداء، فكل مؤمن صديق وشهيد عند الله، عن ابن مسعود ومجاهد، وقد قال النبي (ص): مؤمنوا امتي شهداء، ثم تلا هذه الآية، او هو مفصول عنه فيكون المعنى ان المؤمنين هم الصديقون، وان الشهداء عند ربهم ثبت لهم أجرهم ونورهم، عن ابن عباس ومسروق وابي الضحى، ثم ذكر وجها ثالثا عن آخرين، وهو ان الشهداء عند ربهم في هذا الموضع، النبيون الذين يشهدون على اممهم كما قال تعالى: {وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}.

    واخيرا يرجح الطبري الوجه الثاني، ويجعل المعنى الذين قتلوا في سبيل الله وهلكوا في سبيله لهم ثواب الله اياهم في الآخرة ونورهم، معللا بان ذلك هو الاغلب من معانيه في الظاهر وان الايمان غير موجب في المتعارف للمؤمن اسم الشهيد:[14] مخلصاً

    وعندنا ان اطلاق الشهيد في القرآن على المقتول في سبيل الله غير ثابت او غير ظاهر الا في موضع واحد حسب ما يأتي، واطلاقه على طائفة من المؤمنين ثابت كما علمت، ويؤيده قوله (عند ربهم) اذا كان معناه كما هو الظاهر، الذين يشهدون عند ربهم، دون ما اذا كان معناه الذين يكونون عند ربهم، على المبتدأ والخبر فان هذا السياق اشبه بقوله تعالى (احياء عند ربهم يرزقون).

    هذا مضافا الى وحدة السياق في هاتين الآيتين جميعا حيث جاء (الشهداء) فيها عقيب الصديقين، وان كلا منهما يكمل معنى الأخرى فتعطيان جميعا ان كمال ايمان المرء، وكونه مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين، مشروط بالايمان بالله ورسوله واطاعتهما معا، وانه لا يجدي الايمان بدون الطاعة والعمل ولا العمل والطاعة بدون الايمان.

    على ان سياق هذه الآية التي نبحث عنها ناطق بوضوح بأنها بصدد التعريف بالمؤمنين والكافرين وبيان ما للفريقين من الثواب والعقاب، وأن المؤمنين بالله والرسول هم المصدقون و الشهداء بالحق فلهم اجرهم ونورهم، وان الكفار هم المكذبون بآيات الله فهم اصحاب الجحيم وهذا يقضتى اتصال {والشهداء عند ربهم} بما قبله، وفصله عنه يخل بهذا النظم المستساق، والاسلوب الهنئ.

    واما ساير المفسرين سوى الطبري فقال البيضاوي: اولئك عند الله بمنزلة الصديقين والشهداء او هم المبالغون في الصدق فانهم آمنوا وصدقوا جميع اخبار الله ورسله، والقائمون بالشهادة لله ولهم او على الأمم يوم القيامة، وقيل والشهداء عند ربهم مبتدء وخبر، والمراد به الأنبياء من قوله (فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد)، او الذين استشهدوا في سبيل الله[15].

    وقال الطبرسي: قال مجاهد: كل من آمن بالله ورسله فهو صديق شهيد، وقرء بهذه الآية ثم ذكر حديثا بمعناه عن المنهال القصاب قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: أدعُ الله ان يرزقني الشهادة، فقال ان المؤمن شهيد وقرء هذه الآية، وفي حديث آخر عن ابي جعفر عليه السلام قال: وفيكم آية من كتاب الله وقرء هذه الاية، ثم احتمل الطبرسي ان يكون المراد بهم الانبياء او من استشهد في سبيل الله[16].

    والقرطبي ارجع هذه الاية الى الآية الاولى وذكر الوجوه المتقدمة عن الطبري ومن بعده بلا ترجيح بينها[17].

    واما الفيض الكاشاني فاكتفى في تفسير الآية كعادته فيك ثير من الآيات بايراد جملة من الاحاديث عن اهل البيت عليهم السلام تأول الاية الى شيعتهم، وانهم بتصديقهم هذا الامر وحبهم لآل البيت النبوي وتسلميهم لهم يعدون شهداء وان ماتوا على فراشهم استناداً الى هذه الآية، منها ما في المحاسن عن الصادق، عليه السلام قال ان الميت منكم على هذا الامر شهيد، قيل وان مات على فراشه، قال: أي والله وان مات على فراشه، حي عند ربه يرزق[18]

    وقال المراغي: {الشهداء عند ربهم} أي والذين استشهدوا في سبيل الله لهم اجر جزيل ونور عظيم يسعى بين ايديهم وهم يتفاوتون في ذلك بحسب ما كانوا في الدار الدنيا من الاعمال[19].

    هذا نموذج من الآراء قديما وحديثا وانها وان كانت الى حمل (الشهداء) في الآية على القتلى في سبيل الله اظهر واغلب إلاّ انك قد عرفت رأينا في ذلك فلا نعيد.



    الآية الثالثة:

    قال الطبري في قوله تعالى {ويتخذ منكم الشهداء} ناقلا عن جماعة من المفسرين القدامى ما حاصله ان المسلمين الذين فاتهم يوم بدر كانوا يسألون الشهادة فلقوا يوم احد، فاكرمهم الله بالشهادة واتخذ مهم شهداء، وانهم هم الذين ذكرهم الله في آية اخرى من هذه السورة {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتاً} الآية[20].

    وبمثله قال المراغي من المتأخرين[21]. اقول ما ذكره الطبري من تمنيهم الشهادة جاء في آية بعد هذه الايات وهي قوله: {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه وانتم تنظرون} وقد روى الفيض الكاشاني في ذيل هذه الاية عن الصادق عليه السلام: ان المؤمنين لما اخبرهم الله تعالى بالذي فعل بشهدائهم يوم بدر في منازلهم في الجنة رغبوا في ذلك فقالوا اللهم أرنا قتالا نستشهد فيه فأراهم الله يوم احد اياه، فلم يثبتوا الا من شاء الله منهم فذلك قوله {لقد كنتم تمنون الموت} الآية[22].

    وقد فسر الفيض الكاشاني قوله {ويتخذ منكم شهداء} بقوله ويكرم ناسا بالشهادة[23].

    وقال الطبرسي: فيه قولان: احدهما ان معناه ليكرم بالشهادة من قتل يوم احد عن الحسن وقتادة وابن اسحق "وهذا تلخيص ما في تفسير الطبري). والاخر ويتخذ منكم شهداء على الناس بما يكون منهم من العصيان لما لكم في ذلك من جلال القدر وعلو المرتبة، والشهداء يكون جمع شاهد وجمع شهيد عن ابي علي الجبائي، وانما سموا شهداء لمشاهدتهم الاعمال التي يشهدون بها، واما في جمع شهيد فلأنهم بذلوا الروح عندما شاهدوا الواقعة ولم يفروا[24].

    وقال البيضاوي: ويكرم ناسا منكم بالشهادة يريد شهداء احد او يتخذ منكم شهودا منكم شهودا معدلين بما صودف منهم من النيات والصبر على الشدائد[25].

    وفي الجلالين: يكرمهم بالشهادة[26]

    وقال القرطبي: أي يكرمكم بالشهادة، أي يقتل قوم فيكونوا شهداء على الناس بأعمالهم وقيل لهذا قيل (شهيد) ثم ذكر وجوها اخرى لهذه التسمية.

    وقال صاحب المنار ما معناه ان المراد أمّا الشهادة في سبيل الله، أو الشهادة على الناس بالمعنى الذي تقدم في قوله {لتكونوا شهداء على الناس} ثم قال: والاول هو الذي سبق الى الذهن في هذا المقام.

    ووجهه ظاهر، فان السياق في هذه الآيات وما قبلها وما بعدها في آيات كثيرة تسلية المسلمين في قتلاهم يوم احد وان الله اراد تمحيصهم واختبارهم في هذه الواقعة، الا ان هذا السياق الملائم لمعنى الشهادة في سبيل الله، لا يحدد معنى قوله {ويتخذ منكم شهداء} تحديدا كاملا في القتلى، فلا يقال: يتخذ منكم القتلى، بل هذا التعبير باتخاذ الشهود المعدلين الذين خرجوا من التمحيص والاختبار ناجحين اولى وبه ألصق، فكأنه تعالى أراد اتخاذ شهود منهم بصبرهم واستقامتهم وتفانيهم في ذات الله حتى بذلوا مهجهم. وعليه فلا يبعد ان يكون هذه الآية النازلة في قتلى أحد فاتحة اطلاق الشهيد في القرآن الكريم وفي الاسلام على القتيل في سبيل الله.


    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] - النساء: 69.

    [2] - الحديد: 19.

    [3] - آل عمران: 141.

    [4] - تفسير الطبري ط 2 ح 5 ص 162.

    [5] - مجمع البيان ط صيدا ج 2: 71 و 72.

    [6] - تفسير القرطبي ج3: 272

    [7] - (2) تفسير الجلالين ط ذيل البيضاوي ج1: 228.

    [8] تفسير البيضاوي: نفس المكان، وتفسير روح البيان ج1 ص638 الى قوله في مرضاته بنص العبارة اخذا عن البيضاوي من دون التنبيه على اخذه عنه.

    [9] - تفسير المنار ج5: 245 نقلا عن الفخر الرازي في تفسيره.

    [10] - تفسير المنار ج5: 245.

    [11] - تفسير الصافي ط القديم: 118.

    [12] - تفسير المراغي ج5: 84.

    [13] - تفسير الميزان ط1 ج434:4 .

    [14] - تفسير الطبري ط2: 23 الى 232.

    [15] - تفسير البيضاوي ج2: 455.

    [16] - مجمع البيان ج 10: 238.

    [17] - تفسير القرطبي ج17: 253.

    [18] - تفسير الصافي ط القديم: 466.

    [19] - تفسير المراغي ج 27: 175.

    [20] - تفسير الطبري ط2 ج4: 107.

    [21] - تفسير المراغي ج4: 80 .

    [22] - تفسير الصافي ط القديم، 100 .

    [23] - نفس المصدر.

    [24] - مجمع البيان ج1: 510 .

    [25] - تفسير البيضاوي ج1: 174.

    [26] - نفس المرجع.



                  

01-14-2004, 03:30 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: HOPEFUL)

    يقول الرسول الكريم " الصلاة عماد الدين فمن اقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين"
    وقول علي افضل الصلوات
    "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفــــــر"
    وكما علمنا أن لفظ شهــــيد لا تطلق جزافاً .. ولكن بالشروط التى قرأناها في أول الحديث واولها بالطبع في الشهيد "الاسلام"

    وتعالوا نقرأ لصاحب الرسالة الثانيه عن الصلاة!!!!

    الصلاة وسيلة

    الصلاة وسيلة ، وليست غاية.. ويجمل بنا هنا أن نقرر حقيقة ، كثيراً ما قررناها ، ولكن تكرار تقريرها مرجو الفائدة ، دائماً.. تلك الحقيقة هي : أن ليست هناك غاية في ذاتها إلا الإنسان.. وكل شئ ، في الوجود ، إنما هو وسيلته ، بما في ذلك القرآن ، والإسلام ، والتشريع.. وما ينبغي أن نتردد في إعتبار الصلاة وسيلة.. بل أنه ليتحتم علينا ، لكي ننتفع بها ، أن نعرفها هكذا.. ولقد فصّلنا ذلك في كتابنا : ((رسالة الصلاة)).. في صفحة 74 ، من الطبعة الخامسة.. فليراجع في موضعه..

    فالصلاة وسيلة ، إذن.. هي وسيلة إلى التخلق بالأخلاق الكاملة - أخلاق الله - ولقد قلنا أن أعلاها ((الأحدية)).. و ((الأحدية)) في حق العبد براءة ظاهره ، وباطنه ، من الأغيار.. وهذه صفة لا يتم تحقيقها.. وإنما يقع ، دائماً ، الترقي في مراقيها.. وهو ترق سرمدي.. وأقرب ، إلى العبد ، من أخلاق الله ، عن ((الأحدية)) ، ((الواحدية)).. وهي ، في حقه ، تحقيق فرديته التي ينماز بها عن سائر أفراد القطيع.. وهذا إنما يتم بتجويد الكلمة : ((لا إله إلا الله)).. وقد فصلنا القول في ((لا إله إلا الله)) في كتابنا الذي صدر باسم : ((لا إله إلا الله)).. وفي أماكن أخرى من كتبنا ، وبخاصة ((القرآن)).. فليراجع في موضعه.. والذي يهمنا هنا هو أن نقرر : أن التوحيد إنما هو صفة الموحِد (بكسر الحاء)) لا الموحَد ((بفتح الحاء)) ، وذلك لمكان إستغناء الموحَد عن توحيد الموحِدين ، ولمكان حاجة الموحِد لتوحيد بنيته المنقسمة على نفسها.. فبتوحيدنا لله إنما نبتغي توحيد بنيتنا.. وأدنى مراتب توحيدنا لله ، من وجهة النظر السلوكية ، العلمية ، تتمثل في وحدة ((الفاعل)).. وبإستيقاننا وحدة الفاعل هذه نتحرر من الخوف.. ونستعيض عنه الثقة ، والطمأنينة ، ورضا البال.. وإنما يكون إستيقاننا وحدة الفاعل هذه بفضل الله ، ثم بفضل الصلاة..

    نحن نعلم ، بما علمنا الرسل ، أنه : ((لا إله إلا الله)).. وجميعهم قد جاءوا بها.. وعلمنا في هذا المستوى إنما هو علم بالتعلم ، هو علم كسبي ، وهو ، من ثم ، علم قليل الغِناء ، إلا إذا ما ترسخ في النفس ، وبترسخه في النفس يصبح يقيناً.. ولا يقع ترسخه إلا نتيجة للممارسة العملية.. فبالممارسة العملية يجئ العلم ((الوهبي)) ، في مقابل العلم ((الكسبي)).. وهذا العلم ((الوهبي)) هو ((العلم)) ، وبه تتأثر الأخلاق في إتجاه ما قال المعصوم : ((تخلقوا بأخلاق الله.. إن ربي على سراطٍ مستقيم)) وهو هو المعنى بقوله تعالى : ((وأتقوا الله ، ويعلمكم الله)).. قوله ((وأتقوا الله)) يعني: أعملوا بالشريعة ، وهي العلم الكسبي ، ((ويعلمكم الله)) العلم ((الوهبي)) ، أو العلم ((اللدني)) لأنه من لدن ((الذات)) ، بلا واسطة.. قال تعالى عن الخضر ، في قصة ما جرى بينه وبين موسى : ((فوجدا عبداً من عبادنا ، آتيناه رحمةً من عندنا ، وعلمناه من لدنا علما)).. هذا العلم اللدني هو ((العلم)).. وهو لا يؤخذ إلا عن الله ((بلا واسطة)).. الأنبياء ، والرسل ، لا يعلمونه.. وإنما هم يعلمون الوسيلة إليه.. ولقد جاء في هذا المعنى حديثان ، عن النبي ، مأخوذان عن آية : ((وأتقوا الله ، ويعلمكم الله)).. أولهما : ((من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم)).. وثانيهما : ((إنما أنا قاسم ، والله يعطي.. ومن يرد به الله خيراً يفقهه في الدين.. ولا تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله ، لا يضرهم من خالفهم ، حتى يجئ أمر الله)).. قوله ، في الحديث الأول : ((من عمل بما علم)) يعني من عمل بالشريعة ، في العبادة ، والمعاملة.. ((أورثه الله علم ما لم يعلم)) عنى بها علمه الله العلم اللدني ، وهو علم ((أسرار الألوهية)).. وحين يوجب العلم ((بالشريعة)) تجويد ((العبادة)) يوجب العلم ((بأسرار الألوهية)) تجويد ((العبودية)) ، وهي الأدب الواجب على العبد ، نحو الرب.. والحديث الثاني أوضح في الدلالة على أن النبي ، إنما يعلمنا الوسيلة ، التي بها نتوسل إلى منازل العلم ((اللدني)).. قال : ((إنما أنا قاسم)) ، يعني ، إنما أنا معلم ((للشريعة)).. قوله : ((والله يعطي)) يعني ، والله يعطي ((الحقيقة)).. والحقيقة هي أسرار الألوهية.. قوله : ((ومن يرد به الله خيراً يفقهه في الدين)) هو لا يعني ((بالفقه)) هذا الذي يفني الناس أعمارهم في دراسته ، وتحصيله ، الآن.. وإنما يعني : معرفة أسرار الحكمة ((الباطنة)) ، في فعل الله ((الظاهر)).. وهذه هي ما عنيناها بعبارة : ((أسرار الألوهية)) التي سلفت الإشارة إليها.. وفي عجز الحديث سر عظيم ، وذلك حيث يقول : ((ولا تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله ، لا يضرهم من خالفهم ، حتى يجئ أمر الله))..

    قال تعالى عن التوحيد ، وعن الصلاة : ((من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً.. إليه يصعد الكلم الطيب ، والعمل الصالح يرفعه ، والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ، ومكر أولئك هو يبور * والله خلقكم من تراب ، ثم من نطفة ، ثم جعلكم أزواجاً.. وما تحمل من أنثى ، ولا تضع ، إلا بعلمه.. وما يعمر من معمر ، ولا ينقص من عمره ، إلا في كتاب.. إن ذلك على الله يسير)).. قوله : ((إليه يصعد الكلم الطيب)) يعني بالكلم الطيب : ((لا إله إلا الله)).. وصعود الكلم الطيب إنما هو إرتفاعها في المكانة ، تحقيقاً في قلوب الموحدين..

    فإن: ((لا إله إلا الله)) أولها عندنا ، في الأرض ، وآخرها عند الله ، في إطلاقه.. وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى : ((شهد الله أنه لا إله إلا هو ، والملائكة ، وأولو العلم ، قائماً بالقسط ، لا إله إلا هو ، العزيز الحكيم)).. هذه هي شهادة التوحيد ، في مراتب التنزل.. فقد شهد الله بذاته ، لذاته ، في إطلاقه ، ((بالوحدانية)) ، وهي ((الأحدية)) المطلقة.. ((شهد الله أنه لا إله إلا هو)).. ثم تنزلت الشهادة ، من هذا الإطلاق ، إلى مرتبة الملائكة ، فشهدوا ((بالوحدانية)) لله ، وهي درجة دون سابقتها ، بما لا يقاس.. وقد شهدت الملائكة في السموات ، وفي الأرض.. ثم تنزلت الشهادة إلى أولي العلم ، في الأرض ، فجاء قولنا : ((لا إله إلا الله)).. وهي شهادة جاء بها جميع الرسل ، يتفقون في ((اللفظ)) ، ويختلفون في ((التحقيق)).. وهي شهادة دون شهادة الملائكة ، ولكنها متطورة في ((التحقيق)) ، صاعدة نحو الله ، تبتغي أن تشهد ((بوحدانية)) الله ، كما شهد الله لذاته ، بذاته ، في إطلاقه.. وهيهات !! ومهما يكن من شئ ، فإن هذا هو تكليف العباد.. وشهادة الملائكة بوحدانية الله ليست قيمتها للملائكة ، إلا في معنى إعانتهم على أداء واجبهم في إعانة الناس على تحقيق هذا التوحيد.. تنزلت الشهادة : ((لا إله إلا الله)) لنرقى عليها ، ونصعد بها ، إلى الذاكر ، المذكور ، والشاهد ، المشهود.. فنحن في صعودنا في سلم هذا التوحيد لا نخدم غير ذواتنا وذلك بإحراز وحدة بنيتنا.. قوله : ((والعمل الصالح يرفعه)) عنى بالعمل الصالح عمل الخير ، والبر ، بالأحياء والأشياء.. وأعلى ((العمل الصالح)) الذي يرفع ((الكلم الطيب)) ، إنما هو الصلاة.. ولقد قلنا : إن رفع ((الكلم الطيب)) إنما يعني إستيقانه في صدور الذين أوتوا العلم.. ولا يقع الإستيقان إلا بممارسة العمل.. فإذا إستيقنا العلم بالله ، تحررنا من الخوف ، الذي دفعه ، إلى صدورنا ، الحرص على الحياة ، وعلى الرزق ، وجهلنا بحقيقة الأمر ، على ما هو عليه.. وقد قلنا أن أدنى منازل العلم بحقيقة : ((لا إله إلا الله)) ، لدى السالكين ، المجودين ، إنما هو شهود وحدة ((الفاعل)).. فإن نحن شهدنا ، في هذه المرتبة ، قوله : ((قل : لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.. هو مولانا.. وعلى الله فليتوكل المؤمنون)) ، شهوداً ذوقياً ، وآمنا بقوله تعالى : ((كتب عليكم القتال ، وهو كره لكم ، وعسى أن تكرهوا شيئاً ، وهو خير لكم ، وعسى أن تحبوا شيئاً ، وهو شر لكم ، والله يعلم ، وأنتم لا تعلمون)) إيماناً قوياً ، يوشك أن يذهب عنا الحزن ، وأن تطمئن قلوبنا ، وأن نتحرر من الخوف.. ومن أجل هذا التطمين ، الذي هو سبيل التحرير من الخوف ، جاء ، في صدر الآية ، التي تذكر : ((الكلم الطيب)) و ((العمل الصالح)) ، جاء بقوله : ((من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً)).. وهو ، لتوكيد وحدة الفاعل هذه ، قد ساق ، قبل هذه الآية ، آيتين تقرران أنه الفاعل ((للخير)) و ((للشر)) ، قال تعالى فيهما : ((أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً ؟؟ فإن الله يضل من يشاء ، ويهدي من يشاء ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.. إن الله عليم بما يصنعون * والله الذي أرسل الرياح ، فتثير سحاباً ، فسقناه إلى بلدٍ ميتٍ ، فأحيينا به الأرض بعد موتها ، كذلك النشور)).. هكذا قال ، قبل أن يجئ بالآية التي تذكر : ((الكلم الطيب)) ، ((والعمل الصالح)).. وهاتان الآيتان شديدتا الدلالة ، والوضوح ، أيضاً ، في تقرير وحدة الفاعل.. ثم هو يلحق ، لزيادة هذا التقرير ، بالآية التي تذكر : ((الكلم الطيب)) ، و ((العمل الصالح)) آية ، هي أيضاً شديدة الدلالة ، وشديدة الوضوح ، في أمر وحدة الفاعل ، وهي قوله ، وقد أوردناها من قبل : ((والله خلقكم من تراب ، ثم من نطفة ، ثم جعلكم أزواجاً.. وما تحمل من أنثى ، ولا تضع ، إلا بعلمه.. وما يعمر ، من معمر ، ولا ينقص من عمره ، إلا في كتاب.. إن ذلك على الله يسير))..

                  

01-14-2004, 03:36 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: HOPEFUL)

    ويواصل صاحب الرسالة الثانيه حديثه عن الصلاة في كتابه "رسالة الصلاة"
    -وهنا يجب أن ننتبه للمسميات ..

    ما هي الصلاة؟؟
    إن الحديث هنا يقتضي فهم القرآن فهما جيدا، وللإعانة على هذا الفهم لا بد من تقرير أمور أربعة:-

    أولها أن الإسلام بداية ونهاية، وهو في البداية أقل من مرتبة الإيمان، ومقتضاه قولك: لا إله إلا الله محمد رسول الله: وعملك بالجوارح فيما أمرت بالعمل فيه من عبادات، ومن معاملات، وآية الإسلام الذي هو بداية من كتاب الله: ((قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا!! ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)).

    والإسلام الذي هو نهاية، أعلى من مرتبة الإيمان، ومعناه الاستسلام والانقياد الواعي الراضي بالإرادة الإلهية، وآيته من كتاب الله: ((ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن، واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا؟)) وروح هذه الآية في عبارة ((وهو محسن)) لأن العناصر كلها مسلمة وجهها لله، ولكنها غير واعية، والمسلم هو الذي يكون في تمام استسلامه لله كالعناصر الصماء في عدم اعتراضه على الله، ثم هو واع وراض ومختار لهذا الاستسلام، ومن ههنا قيل أن العبودية أن تكون بين يدي الله كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف شاء، من غير اعتراض منه، ولقد أسلفنا الإشارة إلى ذلك.

    وثانيها أن مجتمع البعث الأول اسمه الخاص به ((المؤمنون))، عندما يوضع بازاء المجتمع اليهودي أو المجتمع النصراني، والقرآن مليء بذلك. ((إن الذين آمنوا، والذين هادوا، والنصارى، والصابئين، من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)) وأنه لم يأخذ اسم المسلمين إلا من المعنى العام.. من الإسلام الذي هو بداية.. ولقد ندب مجتمع المؤمنين ليكونوا مسلمين فلم يطيقوا، وذلك حيث قال تعالى ((يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون))، فنزل إلى مستوى ما يطيقون، وجاء الخطاب ((فاتقوا الله ما استطعتم، واسمعوا، وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)).

    وثالثها أن المجتمع المسلم حقا لم يدخل في الوجود بعد، وسيجيء في مستقبل الأيام القريبة إن شاء الله، حيث تقوم المدنية الجديدة التي تحدثنا عنها هنا، وفيها يبلغ ساير الأفراد الإسلام، وهي مرتبة لم تتحقق في المجتمعات الماضيات إلا للأنبياء، وحتى هؤلاء قصر عنها بعضهم كما يحدثنا القرآن: ((إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور، يحكم بها النبيون الذي أسلموا، للذين هادوا، والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله، وكانوا عليه شهداء)) ولسنا نريد الإطالة هنا لأننا سنصدر سفرا مستقلا في هذا المعنى، وسيكون عنوانه ((العهد الذهبي للإسلام أمامنا)) ولكننا نحب أن نقول أننا سنفهم القرآن فهما أحسن من ذي قبل إذا عرفنا أنه عندما يخاطب المؤمنين إنما يخاطب مرحلة معينة من مراحل سير الأمة الحاضرة نحو الأمة الإسلامية المستقبلة، وهو حين يقول: ((يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) إنما يطلب أن يرتقي أفراد المجتمع المؤمن، من مرحلة الإيمان، إلى مرحلة الإسلام، وهو بذلك يدعو إلى التطور المستمر في مراقي الكمال والتجدد، ولا يقر الناس على الثبات في مرتبة واحدة.

    ورابع الأمور التي لا بد من تقريرها لتعين على فهم القرآن هو أن القرآن كله مثاني.. كل آية فيه وكل كلمة بل وكل حرف.. وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى ((الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها، مثاني، تقشعر منه جلود الذي يخشون ربهم، ثم تلين جلودهم، وقلوبهم إلى ذكر الله، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد)) ومعنى مثاني أنه في معنيين اثنين معنى بعيد عند الرب، ومعنى قريب، تنزل من الرب إلى العبد، وعلى مستوى هذا الفهم للقرآن تحدثنا عن آية ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) فقلنا إلا ليكونوا لي عبيدا بوسيلة العبادة.. فكان لكلمة ((ليعبدون)) معنى بعيدا هو العبودية، ومعنى قريبا هو العبادة.

    ومن مستوى هذه الأمور الأربعة، التي قررناها سنتحدث عن الصلاة، وما يتبعها، فيما يلي من بقية هذه الرسالة.

    للصلاة معنيان
    فالصلاة لها معنى بعيد، ولها معنى قريب.. ولقد خرجت الصلاة على مستويين من مستويات شهود النبي ربه، والقرآن يقص علينا هذين المشهدين فيقول: ((علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالأفق الأعلى * ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى * ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى)).

    فأما المشهد الأول فهو مشهد أسمائي، وأما المشهد الثاني فهو مشهد ذاتي.. يقول تعالى عن نفسه ((كل يوم هو في شأن)) وشأنه إبداء ذاته لعباده، وهذا الإبداء إنما هو تنزل من بهموت الذات إلى مراتب العباد ليرقوا في معارج هذه التنزلات إلى حضرة الذات.. فالله تعالى يقول عن تنزلاته إلى عباده: ((وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا)) فالقرآن هو الذكر في مقام الجمع، والفرقان هو الذكر في مقام الفرق.. ومقام الفرق هو التنزلات إلى مرتبة الصفة ومرتبة الفعل، وإلى هذه المراتب الإشارة بقوله ((ونزلناه تنزيلا)) يعني تنزيلا من بعد تنزيل في المراتب لتكون للعارفين معارج يطوون فيها المراتب، مرتبة بعد مرتبة، حتى يقفوا على عتبة الذات.

    ((وبالحق أنزلناه، وبالحق نزل، وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيرا)) ((وبالحق أنزلناه)) يعني الذكر. وأنزلناه إلى مقام الجمع وهو القرآن. ((وبالحق نزل)) إلى مقام الفرق، وهو الفرقان.. والذكر في مقام جمع الجمع، وهو مقام الاسم مما يلي الذات، والقرآن مقام الجمع، وهو مقام الاسم مما يلي الصفات، والفرقان مقام الفرق، وهو التعدد، وأدناه الثنائية، وهو مقام الصفة ومقام الفعل.. ومقام الفعل أعلاه مقام توحيد، وأدناه مقام شرك - مقام تعدد- وذلك عند بروز الأكوان من المكون بأثر الفعل.. فمن شغلته المخلوقات عن الخالق فهو مشرك، ومن رأى من وراء فعل المخلوقات فعل الله فهو موحد، وفي الحق، أن التوحيد كله في مقام ((وحدة الفاعل))، وهو ما عنيناه بعبارة ((رآى من وراء فعل المخلوقات فعل الله))

    والرسالة تنزل إلى أدنى درجات التعدد، وخاصة في وجهها الجلالي.. وجه الإنذار.. وغرضها جمع الناس على الله من التفرق في التعدد، وإلى ذلك تشير عبارة ((وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا)).

    والتوحيد كله في مرتبة وحدة الفاعل، لأنها مرتبة الشرك الخفي.. ولن يخلص العبد من الشرك الخفي إطلاقا، لأنه يدق حتى يصبح أدق من الشعرة وأحد من السيف، ثم لا ينتهي، وهو الحجاب القايم بين الوحدة المطلقة، التي هي حظ الرب، والوحدة النسبية التي هي حظ العبد.

    ومرتبة الفعل هي مرتبة ((الواحدية))، والواحدية صفة الإله: ((وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم)) وفي الحق، أن الناس لم يجحدوا الله وإنما جحدوا الإله، وهو تنزل الله إلى مرتبة الفعل في المستويات الصغيرة التي يقع الشبه فيها ويسود اللبس.. وهذه مستويات الشرك الخفي عندما تتداعى إلى الخفاء.. اسمع القرآن يحدثنا في هذا المعنى: ((ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض، وسخر الشمس والقمر، ليقولن الله، فأنى يؤفكون * الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له، إن الله بكل شئ عليم)) كأنه يقول: أن الأعمال الكبيرة الظاهرة التي يستحيل عليهم أن يشاركوا فيها، كخلق السموات والأرض، ينسبونها لله، ولكن الأعمال الصغيرة التي لهم فيها في ظاهر الأمر مشاركة ينسبونها لأنفسهم.. أو كأنه يقول: إذا سألتهم من خلق السموات والأرض يقولون خلقهن الله، وإذا سألتهم من يرزقكم يقولون سعينا واجتهادنا - إن لم يكن قولهم هذا بلسان مقالهم، فإنه على التحقيق، قولهم بلسان حالهم.

    وكل الشرك في مسألة الرزق، ولقد قال العارفون أن الانسان يفر من أجله، ويجري وراء رزقه، وفي الحق، أن الأجل والرزق يطلبان العبد طلبا حثيثان وهو لن يعجز أجله هربا، وهو لن يعجز رزقه هربا بنفس القدر.. فإذا تم يقين العبد بالرب، يعلم أن ما قدر لماضغيه أن يمضغاه لا بد أن يمضغاه، وإن هرب منه.

    فالآية الثانية تخبرنا أن الذي خلق السموات والأرض هو نفسه الذي يبسط الرزق للعباد.. فالخالق واحد لكبير الأعمال وصغيرها.. اسمعه يقول ((أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم؟ قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار)).

    ومرتبة وحدة الفاعل أول مراتب تجليات الذات مما يلي العبد.. أو قل هي أول مراتب العروج إلى الله ذي المعارج. والمرتبة التي تلي وحدة الفاعل هي وحدة الصفة وهي مرتبة ((الأحدية)) والأحدية صفة الله ((قل هو الله أحد)) والمرتبة الثالثة وهي التي تلي مرتبة وحدة الصفة هي مرتبة الاسم، وهو ((الله)) وليس وراء هذه المرتبة إلا الذات الصرفة.

    ومعنى الواحد الفرد الذي لا ينقسم، وهو أول مراتب التفريد.

    ومعنى ((الأحد)).. الذي لم يجيء من مثله، ولا يجيء منه مثله، أو هو الذي ((ليس كمثله شئ)) وهو أوسط مراتب التفريد.

    ومعنى ((الله)).. الذي يجل، ويتعالى أن يكون له معنى، ولكنه، مما يلي الخلق، هو متعلق الصفات ومما يلي الذات إن هو إلا إشارة إلى الذات الساذج، الصرف، التي تجل عن أن تسمى، أو أن توصف.

    ومعنى أنه متعلق الصفات، أنه علم على أول تنزل من صرافة الذات، وهو أعلى مراتب التفريد. وهذه المراتب الثلاث، وعديد المراتب التي دونها، هي من جهة الذات تنزل، ومن جهة العبد معراج، فالمعراج تنزل درجات سلم الذات ليرقى عليها العبد درجة، درجة. والمعراج قطع هذه الدرجات أيضا، وقد قلنا أن النبي في المعراج شاهد ربه على مستويين، فأما الشهود الأول، فهو شهود أسمائي، وأما الشهود الثاني، فهو شهود ذاتي.. والشهود الأسمائي هو هذا الذي فصلناه في المراتب الثلاث.. فالشهود الأسمائي هو شهود تجليات الذات في الخلق فقد شاهد النبي التجليات الإلهية في جبريل. والقرآن يقص علينا في هذه الآيات من سورة ((والنجم)) وقد أوردناها آنفا: ((علمه شديد القوى)) جبريل ((ذو مرة فاستوى)) وصف جبريل بالشدة، ومعنى ((فاستوى)) في صورته التي خلقه الله عليها، وهي أعلى ما يكون جبريل مظهرا للتجلي الأسمائي، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى ((وهو بالأفق الأعلى)) مما يلي الذات ((ثم دنا فتدلى)) تنزل في التجلي الأسمائي إلى مرتبة الصفة ثم إلى مرتبة الفعل، حيث استقر ((فكان قاب قوسين أو أدنى)). وفي هذا الثالوث إشارة لطيفة إلى العقل، لا يتسع المقام لاستقرائها، ((فأوحى إلى عبده ما أوحى)): فأوحى جبريل إلى عبد الله محمد ما أوحى.

    هذا التفصيل فيما يخص المشهد الأسمائي. وأما المشهد الذاتي فقد أخفي في سياق عبارات القرآن، لأنه فوق العبارة، ولا تسعه إلا الإشارة. وقد جاءت عبارة، هي نهاية في الدقة، وفي الإيجاز، وفي القيمة السلوكية للسالكين لتشير إلى هذا الشهود الذاتي إشارة سلوكية، وتلك هي آية ((ما زاغ البصر وما طغى)) ولما كانت سدرة المنتهى هي نهاية الشهود الشفعي، أو ((الثنائي)) وبداية الشهود الوتري أو ((الفردي)) فقد أخبرنا القرآن عن ذلك فقال: ((إذ يغشى السدرة ما يغشى)) من طرف التجلي الذاتي، بلغ النبي مقام ((ما زاغ البصر وما طغى))، والبصر هنا والبصيرة شئ واحد، لأن هذا مقام التوحيد، وهو يعني الفكر و ((ما زاغ)) يعني ما رجع فانشغل بالماضي، و ((ما طغى)) يعني ما انشغل بالمستقبل، فكأن النبي، من فرط ما غشيه من الشهود الذاتي، قد استغرق، وأخذ من جميع أقطاره، حتى أصبح وحدة مكانية، في وحدة زمانية، وبهذا التوحيد، الكامل الشامل، خرج عن الزمان، والمكان وتحرر منهما، فشاهد من ليس يحويه المكان، ولا الزمان.. شاهد الله، شهوداً ذاتياً، ليس للعبارة فيه مجال. وهنا فرضت الصلاة بمعناها البعيد.. فرضت بلسان الحال، لأن لسان المقال هنا أخرس. ولم يكن جبريل حاضرا هذه، وإنما كان جبريل حاضرا فرض الصلاة بالمعنى القريب.

    والصلاة، بالمعنى القريب، هي الصلاة الشرعية، ذات الحركات المعروفة. ولقد فرضت في مقام ((قاب قوسين أو أدنى)) وهو مقام الشهود الأسمائي، والشهود الأسمائي وسيلة إلى الشهود الذاتي. فإن العبد المترقي يشاهد وحدة الفعل، ثم يترقى منها إلى شهود وحدة الصفة، ثم يترقى منها إلى شهود وحدة الاسم، وليس وراء ذلك إلا شهود الذات، وليس في شهود الذات مقام، وإنما هي إلمامة خاطفة، وجمعية مستغرقة، ينادي عندها منادي الطبيعة البشرية ((يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا)). ثم يكون تنزل العبد راجعا في درجات معراجه، فيكون مما يليه، في حالة التنزل، شهود وحدة الاسم، ثم وحدة الصفة، ثم وحدة الفعل، فكأنه شاهد، في العروج ثم في التنزل بعد العروج، كل مشهد مرتين، ولكن بصورتين مختلفتين، لأن التكرار ممتنع في تلك المقامات، فإنه ((كل يوم هو في شأن)). وكل المشاهد، في حالة التنزل، أعظم منها في حالة العروج، ولذلك فقد فرضت الصلاة خمسين في مقام ((قاب قوسين أو أدنى)) في حالة المعراج، وخففت إلى خمس في مقام ((قاب قوسين أو أدنى)) في حالة التنزل من المعراج، والسر في التخفيف، أن النبي بعد شهود الذات أصبح أعرف بالله منه قبلها، والعارف مخفف عليه دائما، على قاعدة، ((ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم، وكان الله شاكرا عليما؟)).

    في مقام الشهود الذاتي فرضت الصلاة بالمعنى البعيد، وهي الصلة مع الله بلا واسطة، في مقام ((ما زاغ البصر وما طغى))، حيث تطمس من العبد ذاته المحدثة، وتبقى ذاته القديمة في صلة مع القديم، لا يفصلها وسيط، ولا تقوم بينهما وسيلة، وهناك تسقط الوسايل والغايات، ولا يبقى إلا الواحد، ((وليس لسفن العبارة ههنا نصيب)). ولم يكن جبريل حاضرا، لأنه لا مقام له في شهود الذات، وذلك لأنه لا ذات له - لا نفس له- بها يطيق أنوار التجلي الذاتي، وهذا ما جعل ساير البشر، في مآلهم، أكمل من خاصة الملائكة.. فكما الملائكة على البشر كمال درجة، وكمال البشر كمال نشأة، وهذا معنى قول المعصوم ((إن لم تخطئوا وتستغفروا فسيأت الله بقوم يخطئون ويستغفرون فيغفر لهم)).

    وجاء تخلف جبريل لسبب آخر، هو أن وجود جبريل يجعل النبي شفعا، ولا يصلح الشفع في مشاهدة الوتر. وفي مقام الشهود الأسمائي فرضت الصلاة بالمعني القريب.. الصلاة الشرعية، وقد كان جبريل وسيطا فيها، وقد جاء بكيفيتها ومواقيتها ووضوئها إلى النبي في مكة، وعلمه كيف يصلي.. وليس معنى هذا أن النبي لم يكن على صلاة قبل المعراج، بل إنه، على التحقيق، قد كان على صلاة قبل البعث، منذ أن كان يتحنث في غار حراء، ولكن صورة صلاته القديمة صححت بعد المعراج، فجاءت الصلاة التي نعرفها اليوم، وجعلت معراجا، له بالأصالة، ولأمته بالتبعية. وهي معراج إلى المقام المحمود، الذي قامه بين يدي ربه في مشهد، ((ما زاغ البصر وما طغى)). وقد قال تعالى في حق نبيه ((ومن الليل فتهجد به نافلة لك، عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)).

    التقـليد

    ((صلوا كما رأيتموني أصلي))!! هكذا أمر النبي في تبليغه رسالة ربه. فالصلاة معراج النبي بالأصالة، ومعراج الأمة من بعده بالتبعية، والتقليد.. وكلمة ((رأيتموني أصلي)) لها معنى بعيد، ومعنى قريب.. فأما معناها البعيد، فهو أن نرى بعين البصيرة حالة قلب النبي من صدق التوجه، حين يقوم لصلاته. فهو حين يقول الله أكبر، في إحرامه، لا يكون في قلبه أكبر من الله، لأنه حرر نفسه من علائق الدنيا بتقليل حاجته منها، وبزهده فيها، وهذا ما أشرنا إليه آنفا في مقام العبودية وأما معناها القريب، فهو أن نرى بعين البصر حركات النبي الظاهرة في صلاته فنتقنها أيضا.. فنحن بدون أن نراه بعين البصيرة وبعين البصر.. وبعبارة أخرى بدون أن نعرف حالة قلبه، وحركات جسده، لا نكون قد رأيناه.. وإذا صلينا بمحاكاة حركات الجسد، بدون محاكاة صدق توجه القلب، لا نكون أطعنا عبارته ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) وآفة صلاتنا الحاضرة أننا ذهلنا عن هذه الرؤية المزدوجة، فأصبحنا نتقن حركات الصلاة، ولكن قلوبنا شاردة. فنحن، حين نقوم بأجسادنا في مساجدنا، نكون بقلوبنا في السوق، أو في الشارع أو في الأماكن العامة.. ونحن، حين نقول الله أكبر في إحرامنا يقول مناد من قبل الحق كذبتم.. لستم بها صادقين.. وإنما المال أكبر، أو الجاه أكبر، أو السلطة أكبر من الله في قلوبكم. وبذلك لا تكون صلاتنا صلاة، ويحق فينا قوله تعالى: ((فويل للمصلين، الذين هم صلاتهم ساهون * الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون)) سماهم المصلين، لأن حركاتهم حركات مصل. ثم قال فيهم أنهم عن صلاتهم ((ساهون)) يعني غافلون عن حقيقة صلاتهم، وهي التي تقوم فيها الصلة بين الله وبينهم وذلك بحضور قلوبهم فيها.. ولذلك قال ((الذين هم يراؤون)) أي يهتمون بالظاهر ويهملون الباطن ((ويمنعون الماعون)). والماعون يعني القلب.. يمنعونه من الله أن يكون فيه، ويملأونه بأصنام حب الجاه والمال والسلطة.

    وقد قال المعصوم: ((رب مصل لم يقم الصلاة))!! هو مصل، حسب ظاهر حركاته، ولم يوف الصلاة حقها بحضور القلب فيها، فكأن صلاتك في صلاتك هي حضورك مع ربك فيها، طال هذا الحضور، أثناء صلاة الحركات أم قصر، وليس ما عدا ذلك صلاة، وإن كان قيام الليل كله.

    ويحدثنا القرآن فيقول ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) فهل يظن أحد، أنه يمكن أن نحوز حب الله، إذا اتبعنا النبي في ظاهر أمره من الحركات والسكنات، ثم أهملنا الإتباع الباطني؟؟ وقول القرآن ((ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) وكذلك الفهم هنا.. فإن الرسول آتانا بالمعنى القريب، وبالمعنى البعيد.. أما بالمعنى البعيد، فقد آتانا أشياء بلسان حاله، وأما بالمعنى القريب، فقد آتانا أشياء بلسان مقاله.. فما آتانا إياه بلسان حاله، فهو سنته، وما آتانا إياه بلسان مقاله، فهو شريعته.. ولسان مقال النبي صادق، ولسان حاله صادق، ولكن لسان حاله أصدق من لسان مقاله، لأن الحقيقة فوق العبارة. قال المعصوم: ((قولي شريعة، وعملي طريقة وحالي حقيقة)) وحاله هو سنته.

    الأصـــالة

    إذا فهمنا هذا، يتضح لنا أن المعصوم، حين قال: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) كأنما قال بلسان العبارة ((قلدوني في صلاتي بإتقان، وبتجويد، حتى يفضي بكم تقليدي إلى أن تكونوا أصلاء مثلي))، أو كأنه قال: ((قلدوني بإتقان، وبتجويد وبوعي تام، حتى تبلغوا أن تقلدوني في أصالتي)).. غير أنه ليس في الأصالة تقليد.. ولكن فيها تأس ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)) ((أسوة)) قدوة في كمال حاله.

    فالنبي آتانا بلسان الشريعة - لسان المقال- أمرا بالتقليد، وآتانا بلسان الحقيقة - لسان الحال- أمرا بالأصالة.. ولا تكون الأصالة إلا بعد تجويد التقليد.. فالأصالة غاية من تقليدنا النبي، وليس التقليد غاية في ذاته.

    والمعراج الأكبر، الذي ارتفع في مراقيه المعصوم، بتوفيق الله، ثم بإعانة جبريل له، قد ظل تحقيقه هدف المعصوم في جميع حياته، بوسيلة معراجه الأصغر - الصلاة- وقد جعل الله له قرة عينه في الصلاة، لأن فيها تتحقق الجمعية بربه كل حين، وبها تقطع، عند كل ركعة، مرحلة جديدة، من مراحل القرب إلى المقام المحمود.. مقام ((ما زاغ البصر وما طغى)). وهذا المقام يجب أن يظل هدف كل مصل من هذه الأمة، لأن به تمام المعرفة، وكمال الشهود، وهو الشهود الذاتي، الذي يرقى فوق الشهود الأسمائي، كما أسلفنا القول، ولأنه مقام تحقيق الفردية، ولأنه مقام الاستمتاع بالحرية الفردية المطلقة، التي ورد ذكرها كثيرا في هذه الرسالة.

    لقد تحدثنا في آيات سورة ((والنجم)) التي أوردناها آنفا عن سدرة المنتهى، حيث تخلف جبريل عن المعصوم، وسار النبي بلا واسطة لحضرة الشهود الذاتي، لأن الشهود الذاتي لا يتم بواسطة، وقد كان تخلف جبريل عن النبي لأنه لا مقام له هناك، والنبي، الذي هو جبريلنا نحن، يرقى بنا إلى سدرة منتهى كل منا، ويقف هناك، كما وقف جبريل، بيد أنه إنما يقف لكمال تبليغه رسالته، ولكمال توسيله إلى ربه، حتى يتم اللقاء، بين العابد المجود وبين الله بلا واسطة. فيأخذ كل عابد مجود، من الأمة الإسلامية المقبلة، شريعته الفردية من الله بلا واسطة، فتكون له شهادته، وتكون له صلاته وصيامه وزكاته وحجه، ويكون، في كل أولئك، أصيلا، ويكون، في كل أولئك، متأسيا بالمعصوم في الأصالة.. وإنما يتم كل ذلك بفضل الله، ثم بفضل كمال توسيل المعصوم إلى ربه.. ذلك لمن جود التقليد. وإلى هذه الأصالة الإشارة بقوله تعالى ((لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة، ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات، إلى الله مرجعكم جميعا، فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)).

    كون السياق إخبارا عن الأمم فهو أمر واضح، ولكنه إخبار عن الأفراد أيضا، وهو في باب الفردية أدخل منه في باب الأممية ((لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)): لكل فرد منكم جعلنا ((شرعة)).. يعني شريعة، ((ومنهاجا)) يعني سنة. ((فشرعة ومنهاجا)).. يعني شريعة وحقيقة.. فشريعة العارف طرف من حقيقته، وهو فردي الحقيقة، فردي الشريعة، وشريعته الفردية فوق الشريعة العامة بما لا يقاس ((ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة)) يعني لجعلكم على شاكلة واحدة - والأمة هنا تعني الفرد.. قال تعالى ((إن إبراهيم كان أمة، قانتا لله، حنيفا، ولم يك من المشركين، شاكرا لأنعمه، اجتباه وهداه إلي سراط مستقيم)) فأمة هنا تعني إماما يقتدى به ((ولكن ليبلوكم فيما آتاكم)) ولكن ليختبر كل فرد فيما آتاه من النعم المودعة في قلبه وعقله، ماذا فعل فيها؟؟ هل زكاها؟ يعني نماها وحررها أم دساها؟ يعني أهملها وأخملها ((فاستبقوا الخيرات)) المعارف ((إلى الله مرجعكم جميعا)) وهنا دليل الفردية في الآية لأن الناس لا يرجعون إلى الله إلا فرادى ((ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة)). وكما قلنا ذلك عند الحديث عن الفردية ونزيد هنا قوله تعالى ((وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)) (( ألزمناه طائره في عنقه)) طائره يعني قلبه ((ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا)) يعني قلبه أيضا و ((اقرأ كتابك)) يقرأ ما كتبه عقله على صفحات قلبه من جهالات أو معارف و ((كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)) الفردية فيها ظاهرة.

    ((فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)) معناها يجعلكم تحققون فردياتكم التي بها يقع الاختلاف أو قل التمايز بينكم.

    الأمر فيما يخص التقليد والأصالة بإيجاز هو هكذا:-

    الله تبارك وتعالى هو الساير أمامنا جميعا، ولكن مواضع أقدامه خفية لا ترى إلا بنور قوي، لم يكن يملك هذا النور غير جبريل فسار يضع أقدامه على مواضع أقدام الله تماما وبدقة.. ومواضع أقدام جبريل خفية أيضا، لا ترى إلا بنور قوي، لم يكن يملكه غير محمد، فسار محمد يضع أقدامه على مواضع أقدام جبريل تماما، وبدقة، ويحاول جاهدا أن يوضح مواقع أقدام جبريل بضغط أقدامه هو عليها، فأصبحت واضحة لكل منا على صور متفاوتة.. وأدنى هذه الصور وضوحا، واضح بشكل كاف، ليتبعه من هذه الأمة أقلهم نورا، ولكن بعض الناس اكتفى بالسير خلف النبي، من غير أن يهتم بمواقع الأقدام، فذلك هو المقلد العادي، وبعضهم اهتم بأن يسير خلف النبي، وبأن يضع أقدامه في مواضع أقدام النبي، بضبط وإتقان، حتى لا يزيد أثر قدمه على أثر قدم النبي، ولا ينقص عنه، حيث أمكنه ذلك، فذلك المقلد المجود للتقليد.

    ثم إنه، بفضل هذا الاتباع، انعكست الأنوار المحمدية على المقلدين، كل على حسب بلائه، فأصبح نظره يقوى حتى استطاع أن يرى مواقع أقدام جبريل، التي كانت خفية عنه في أول أمره، ثم سار في إتقان تقليده، حتى رأى مواقع أقدام الله التي كانت خافية على محمد، فأخذ يوضحها له جبريل بسيره عليها، وسار محمد بسير جبريل، حتى قوي، فاستقل بالرؤية والاتباع.

    فإذا رأى المقلد، المجود لتقليد النبي، مواضع الأقدام الإلهية فإنه يستقل بالرؤية وبالاتباع. فيكون في آخر أمره، وبفضل إتقان تقليد النبي، مقلدا لله بلا واسطة النبي.

    وتعالى الله عن الأقدام الحسية، بالصورة التي نعرفها نحن وإنما مواضع أقدامه مرامي الحكمة الخفية، الباطنة، في إرادته تلك الحكمة، التي خفيت ودقت، ولطفت، حتى أصبحنا نسير أمامه تبارك وتعالى، وننتظر منه أن يتبعنا هو، لفرط جهالتنا وغفلتنا، وذلك حين نختار إرادتنا على إرادته، ونسخط، في سبيل ذلك الاختيار، على إرادته هو ((سبحانه وتعالى عما يشركون)) إن تقليدنا لله تعالى، معناه سيرنا على مواضع إرادته بتبعية، واستسلام، وتلك هي العبودية، التي تحدثنا عنها كثيراً هنا، وقلنا أنها هي التكليف الأصلي، ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)).
                  

01-14-2004, 03:50 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: HOPEFUL)


    ولمن لا يعرف شئ عن الحزب الجمهوري فاليه هذا المقال القيم للدكتور جمال البرغوثي .. لمزيد من العلم .. ولماذا حكم عليه الاستاذ بالأعدام..
    التعريف
    هو حزب سوداني أسسه محمود طه ليدعو إلى قيام حكومة فيدرالية ديمقراطية اشتراكية تحكم بالشريعة الإنسانية . ومبادئ الحزب مزيج من الأفكار الصوفية الغالية والفلسفات المختلفة مع شيء من الغموض والتعقيد المقصود بغية إخفاء كثير من الحقائق أولاً ولجذب أنظار المثقفين ثانياً


    -------

    التأسيس وأبرز الشخصيات
    · مؤسس هذا الحزب هو المهندس محمود طه الذي ولد عام 1911م وتخرج في جامعة الخرطوم أيام الإنجليز عندما كان اسمها ( كلية الخرطوم التذكارية ) عام 1936م.

    - يمتاز بالقدرة على المجادلة والملاحاة .

    - تعرض للسجن في الفترة الأخيرة من حياته ، ثم أفرج عنه بعد ذلك ، لكنه قاد نشاطاً محموماً فور خروجه من السجن معترضاً على تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان ومحرضاً الجنوبيين النصارى ضدها مما أدى إلى صدور حكم بالإعدام ضده مع أربعة من أنصاره بتهمة الزندقة ومعارضة تطبيق الشريعة الإسلامية .

    - أمهل ثلاثة أيام ليتوب خلالها ، لكنه لم يتب ، وقد أعدم شنقاً صباح يوم الجمعة 27 ربيع الثاني 1405هـ الموافق 18/1/1985م وعلى مرأى من أتباعه الأربعة وهم :

    1) تاج الدين عبد الرزاق 35 سنة ، العامل بإحدى شركات صناعة النسيج .

    2) خالد بكير حمزة 22 سنة طالب بجامعة القاهرة - فرع الخرطوم .

    3) محمد صالح بشير 36 سنة مستخدم بشركة الجزيرة للتجارة .

    4) عبد اللطيف عمر 51 سنة صحفي بجريدة الصحافة . وقد أعلنوا جميعاً توبتهم بعد يومين وأنقذوا بذلك رقابهم من حبل المشنقة .
    -------------

    الأفكار والمعتقدات· لهذه الحركة أفكار ومعتقدات شاذة تنبو عن الحس الإسلامي وقد حدد زعيمهم الأهداف التي يسعون إليها بما يلي :

    - إيجاد الفرد البشري الحر " الذي يفكر كما يريد ، ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول " .

    - إقامة ما يسمى بالمجتمع الصالح " وهو المجتمع الذي يقوم على المساواة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ".

    - المساواة الاقتصادية : وهي تبدأ بالاشتراكية وتتطور نحو الشيوعية ( عندما كان لها طنين ورنين وقبل سقوطها الأخير ) ولا ندري ماذا كان سيقول أتباعه بعد سقوط الشيوعية .

    - المساواة السياسية : وهي تبدأ بالديمقراطية النيابية المباشرة وتنتهي بالحرية الفردية المطلقة ، حيث يكون لكل فرد شريعته الفردية ( وهذا منتهى الفوضى ) .

    - المساواة الاجتماعية : حيث تمحى فوارق الطبقة واللون والعنصر والعقيدة .

    - محاربة الخوف .. " والخوف من حيث هو الأب الشرعي كل آفات الأخلاق ومعايب السلوك ( ويعنى هنا مخافة الله ) ولن تتم كمالات الرجولة للرجل وهو خائف ، ولا تتم كمالات الأنوثة للأنثى وهي خائفة في أي مستوى من الخوف وفي أي لون من ألوانه ، فالكمال والسلامة من الخوف " رسالة الصلاة ، ص62 .

    · نشأ الدين - حسب زعمهم - من الخوف حيث يقول : " ولما كان الإنسان الأول قد وجد نفسه في البيئة الطبيعية التي خلقه الله فيها محاطاً بالعداوات من جميع أقطاره فإنه قد سار في طريق الفكر والعمل من أجل الاحتفاظ بحياته ، وقد هداه الله بعقله وقلبه إلى تقسيم القوى التي تحيط به إلى أصدقاء وإلى أعداء ،ثم قسم الأعداء إلى أعداء يطيقهم وتنالهم قدرته ، وإلى أعداء يفوقون طوقه ويعجزون قدرته .. فأما الأعداء الذين يطيقهم وتنالهم قدرته مثل الحيوان المفترس والإنسان العدو فقد عمد في أمرهم إلى المنازلة والمصارعة ، وأما الأعداء الكبار والأصدقاء فقد هدته حيلته إلى التزلف إليهم بتقريب القرابين وبإظهار الخضوع وبالتملق ، فأما الأصدقاء فبدافع من الرجاء وأما الأعداء فبدافع من الخوف ، وبدأت من يومئذ مراسيم العبادة ونشأ الدين " رسالة الصلاة ص 31 .

    · وسيلتة إلى تحقيق هذه الأهداف تكون بالعمل على قيام حكومة في السودان ذات نظام جمهوري فيدرالي اشتراكي .

    · زعم أنه تلقى رسالة عن الله كفاحاً بدون واسطة .

    · زعم بأن الدين هو الصدأ والدنس ، وقد قام في ظل الأوهام والخرافات والأباطيل التي صحبت علمنا بالله وبحقائق الأشياء وبما يمليه علينا الواجب نحو أنفسنا ونحو الله ونحو الجماعة .

    · يقول بأن مستوى شريعة الأصول هو مستوى الرسالة الثانية من الإسلام وهي الرسالة التي وظف حياته للتبشير بها والدعوة إليها .

    · يزعم أن محمد صلى الله عليه وسلم هو وحده الإنسان في سائر أمته إذ كانت له شريعة خاصة قامت على أصول الإسلام وكانت شريعة أمته تقوم على الفروع .

    · يشير إلى أن الشيوعية تختلف عن الاشتراكية اختلاف مقدار ، فكأن الاشتراكية إنما هي طور مرحلي نحو الشيوعية ، ولقد عاش المعصوم يعني الرسول صلى الله عليه وسلم ، الشيوعية في قمتها ، كما يذكر ذلك في كتابه الرسالة الثانية ص 147 .

    · كان الجمهوريون يحرضون على خروج الأخوات الجمهوريات في تشييع الجنائز ، وإذا اضطروا للصلاة فإن المرأة الجمهورية هي التي تؤذن في حضور الرجال .

    · لا يولمون للزواج الجمهوري ، ولا يضحون في مناسبة عيد الأضحى ، مخالفة للسنة .

    · الشهادتان : يقول زعيمهم في كتاب الرسالة الثانية ص 164-165 :" فهو حين يدخل من مدخل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله يجاهد ليرقى باتقان هذا التقليد حتى يرقى بشهادة التوحيد إلى مرتبة يتخلى فيها عن الشهادة ،ولا يرى إلا الشاهد هو المشهود ، وعندئذ يقف على الأعتاب ويخاطب كفاحاً بغير حجاب " قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون " .

    · الصلاة : الصلاة بالمعنى القريب : هي الصلاة الشرعية ذات الحركات المعروفة ،والصلاة بالمعنى البعيد : هي الصلة مع الله بلا واسطة ، أو هي صلاة الأصالة .

    · يرون بأن التكليف في مرحلة من المراحل يسقط عن الإنسان لاكتمال صلاحه ، إذ لا داعي للعبادة حينذاك . على نحو ما يقول غلاة الصوفية .

    · يقول مؤسس الحزب :" … ويومئذ لا يكون العبد مسيراً ، إنما مخير قد أطاع الله حتى أطاعه الله معارضة لفعله ، فيكون حياً حياة الله ، وقادراً قدرة الله ، ومريداً إرادة الله ، ويكون الله " - تعالى الله عما يقولون علوا كبيراً - هذا هو مذهب الصوفية في وحدة الوجود .

    · يقول رئيسهم : إن جبريل تخلف عن النبي ، وسار المعصوم بلا واسطة لحضرة الشهود الذاتي ، لأن الشهود الذاتي لا يتم بواسطة .. والنبي الذي هو جبريلنا نحن يرقى بنا إلى سدرة منتهى كل منا ، ويقف هناك كما وقف جبريل حتى يتم اللقاء بين العابد المجرد وبين الله بلا واسطة ،فيأخذ كل عابد مجرد ، من الأمة الإسلامية المقبلة شريعتة الفردية بلا واسطة فتكون له شهادته ، وتكون له صلاة وصيامه وزكاته وحجه ويكون في كل أولئك أصيلاً .

    · هناك أشياء لا يعتبرونها أصلاً من الإسلام كالزكاة والحجاب والتعدد .

    · يرى زعيمهم " بأن اللطائف تخرج من الكثائف ، وعلى هذه القاعدة المطردة فإن الإنجيل قد خرج من التوراة كما ستخرج أمة المسلمين من المؤمنين ، كما ستخرج الرسالة الأحمدية ( أي الجمهورية ) من الرسالة المحمدية ، كما سيخرج الإخوان من الأصحاب " .

    · يقول محمود طه عن القرآن الكريم : " القرآن موسيقى علوية ،هو يعلمك كل شيء ولا يعلمك شيئاً بعينه ، هو ينبه قوى الإحساس ويشحذ أدوات الحس ثم يخلي بينك وبين عالم المادة لتدركه على أسلوبك الخاص ، هذا هو القرآن ".
    ---------

    معنى التوحيد لديهم
    - الشرك لديه : " هو الكبت الذي انقسمت به النفس الإنسانية إلى عقل واع وعقل باطن بينهما تضاد وتعارض ".

    - يبين مفهوم التوحيد من وجهة نظره بقوله : " ولا يكون الفكر مسدداً ولا مستقيماً إلا إذا أصاب نقطة التقاء الضدين العقل الواعي والباطن - هذا هو التوحيد ".

    · يقول عن الإسلام : " الإسلام في أصوله يحتوي شريعة الإنسان ، لكنه في فروعه لا يزال يحوي بعض السمات الملطفة من قانون الغابة ".

    · يعتقدون بأن الذين كانوا حول النبي هم أصحابه ، أما الأتباع الذين يتبعون الدعوة الجمهورية فهم الإخوة معتمدين في ذلك على الحديث الذي رواه ابن ماجه في كتاب الزهد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لوددنا أنا قد رأينا إخواننا . قالوا : يا رسول الله أولسنا إخوانك ؟ قال : أنتم أصحابي ،وإخواني الذين يأتون من بعدي ،وأنا فرطكم على الحوض .. " .

    · يقول : " .. وحين يكون إنجاب الذرية هو نتيجة العلاقة الجنسية بيننا - فإن انفعال العبودية للربوبية يرفع الحجب التي أنستنا النفس التي هي أصلنا - نفس الله تبارك وتعالى - وحين يتم اللقاء بين هذين الزوجين الذات الإلهية والإنسان الكامل ( الجمهوري والجمهورية ) ينبث العلم اللدني في فيض يغمر العبد الصالح من جميع أقطاره ، ومن هذا العلم اللدني يوضع رجال ونساء ".

    - ويذكر قائلاً : " فهذا الوضع بين الذات الإلهية والإنسانية الكامل - انفعال العبودية بالربوبيه - هو الذي جاء منه بين الرجال والنساء انفعال الأنوثة بالذكورة ، هو ما يسمى بالعلاقة الجنسية ".

    - يقول أيضاً : " انفعال الأنوثة بالذكورة ، وهو ما يسمى عندنا بالعلاقة الجنسية ، وتكون ثمرتها المباشرة تعميق الحياة واجتنابها ووصلها بالله بغير حجاب ، وهذه هي ذروة اللذة ".

    · ويقول في ذات الكتاب :" وليس لله تعالى صورة فيكونها ولا نهاية فييلغها ، وإنما حظه من ذلك أن يكون مستمر التكوين بتحديد حياة فكره وحياة شعوره في كل لحظة ،وإلى ذلك تهدف العبادة ".
    ---------

    الجذور الفكريه والعقائديه
    · لقد جاءت أفكار هذا الحزب مزيجاً مشوشاً مضطرباً من أديان وآراء ومذاهب كثيرة حديثة وقديمة :

    - فقد اعتمد مؤسس هذا الحزب على آراء محي الدين بن عربي في كتابه فصوص الحكم مما حمل بعض النقاد على الاعتقاد بأنهم حركة صوفية باطنية ، يضاف إلى ذلك أنهم يطلقون البخور ويرقصون في الشوارع على الأنغام الإيقاعية في حلقات الذكر الجمهوري .

    - يصدر في كثير من آرائه عن فرويد ، وداروين .

    - لعله متأثر بالنصرانية من خلال مناقشتة لفكرة الإنسان الكامل الذي سيحاسب الناس بدلاً عن الله . وقد أخذ أفكاره من كتاب الإنسان الكامل لمؤلفه عبد الكريم الجبلي .

    - اعتمد على الأفكار هم مع البهائية والقاديانية .

    - على الرغم مما سبق فإنه يصدر كتبه بالآيات القرآنية وبالأحاديث النبوية مستدلاً بهما فيما يدعو إليه ، لكن ذلك لا يضفي عليها صفة الإسلام قط بل الحقيقة أنها لون من ألوان الردة

    -------------------------------------------

    الأنتشار وأماكن النفوذ
    نشأ هذا الحزب وترعرع في السودان ، وأنصاره بلغوا بضع عشرات من الألوف ، لكن عددهم انحسر وتقلص كثيراً جداً وذلك عقب إعدام زعيمهم ،فيهم نسبة لا بأس بها من المثقفين الذين خلا فكرهم من الثقافة الإسلامية الدينية ، ومن المتوقع أن ينقرض هذا الحزب تماماً نتيجة لانتشار الصحوة الإسلامية في السودان

    أعلى الصفحه

    -----------------------------

    الخلاصه
    أن الحزب الجمهوري في السودان حزب منحرف عن الإسلام عمد مؤسسه إلى إفراغ المصطلحات الإسلامية من مدلولاتها الشرعية ووظف حياته لهدم الإسلام وتحريف أصوله وسلك طريقاً ينأى بأتباعه عن الدين الصحيح بتلبيس الحق بالباطل مستفيداً من أفكاره ومستعيناً بمصادر أخرى غير إسلامية من الفلسفات الإغريقية وتابع غلاة الصوفية في المناداة بوحدة الوجود وألبسها طابعاً علمياً لتجد سبيلها إلى نفوس الشباب وبعض المنبهرين ببريق العلم ، وانتهى أمره بأن غالى فيه أتباعه واعتقدوه المسيح المنتظر وأقرهم على ذلك ولم يعترض عليه . ولقد أراح الله المجتمع السوداني من شروره بعد أن استفحل أمره وأنقذ بإعدامه آلاف الشباب الأغرار وأنصاف المثقفين من فتنته
                  

01-14-2004, 04:05 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: HOPEFUL)

    وبعد أن اتضح لنا كيف سقط الاستاذ في الدين .. لنا أن نتساءل .. كيف منح الأستاذ شهادته !!؟؟

    وهل هناك شهاده في غير الإسلام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                  

01-16-2004, 01:13 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: HOPEFUL)

    الذكري تنفع المؤمنين
                  

01-16-2004, 11:52 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: HOPEFUL)

    أشكر الأخ جمال على إيراد النصوص من كتاب "رسالة الصلاة".. وهذه إضافة بالصوت..



    سمح الغنا في خشم سيدو..

    هذا يوم الجمعة من يناير، في مثل هذه الجمعة، وفي مثل هذا الوقت من شهر يناير، عام 1985 صلى الأستاذ محمود صلاة العبودية، والأصالة أمام الآلاف من الحاضرين، فأذهل أسماع وأعين الملا.. وهديتي لنفسي ولكم هي صوت الأستاذ محمود يشرح لسائله من الطلاب عام 1975 لماذا هو لا يصلي الصلاة الشرعية المعروفة وصلاة العيدين وما إلى ذلك..

    اضغطوا واستمعوا

    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=3316#3316

                  

01-16-2004, 05:45 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 1122

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ/الابن الكريم هوبفل
    يا اخى انت من زمن الدين بقد الشهادة!!!!
    الدين بقى عالمى وفردى
    يعنى فى امتحان الدين تكتب اى حاجة فى بالك وعلى مزاجك والاستاذ يديك 10/10 وتاخد الشهادة بامتياز.بس على شرط تنجح المواد الباقية!!!!
    تحياتى
                  

01-16-2004, 11:41 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: مهيرة)

    الاخت الفاضله د/مهيرة
    اصبح توزيع "الشهادات" عند البعض .. كما يوزع بياع الخضار الهندي "شهادات" جامعيه علي حسب الطلب لمن يرغب وبالدرجات التى يختارها..

    واغلب ظني "الشهاده" موضوع البحث هنا "اصدار خضروات الهند" وعليها ختم البصله البارز
                  

01-16-2004, 05:46 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: Yasir Elsharif)

    افلا اكون عبداًَ شكورا
    صلي الله عليك يا حبيبي يا رسول الله .. وانت الغدوة في الصلاة حتى تورمت قدميك...


    اين منك القوم؟؟؟؟؟؟
                  

01-17-2004, 00:42 AM

Ahmed Alrayah

تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 6684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: HOPEFUL)

    Dear Hopeful
    I ask Allah bless your truthful efforts to defend the beloved Islam.
    Unfortunately we came to the point that we talk about how to pray!! This is really sad…really sad, this is what I kept warning from, they opposed God’s rules trying to save the Yemeni girl, then they underestimated the importance of Hijab, what do you expect from them?
    I’m really disappointed, but will never quit protesting their strange thoughts.
    Ahmed Alrayah


                  

01-18-2004, 03:56 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: Ahmed Alrayah)

    عزيزي احمد الريح

    لن تثنينا اعاصير الباطل عن طريق الحق
    ميط ازاهم بما هو متاح

    وسر
                  

01-17-2004, 02:35 AM

مراويد

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: HOPEFUL)

    و انت قادى (وين)

    ...يا هوب....لس

    وضعفوا أخلاقيا عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستعملهم لأضاعة الحقوق، و اذلال الشعب، و اهانة الفكر و المفكرين، واذلال المعارضين السياسيين

    وضعفوا أخلاقيا عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستعملهم لأضاعة الحقوق، و اذلال الشعب، و اهانة الفكر و المفكرين، واذلال المعارضين السياسيين

    وضعفوا أخلاقيا عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستعملهم لأضاعة الحقوق، و اذلال الشعب، و اهانة الفكر و المفكرين، واذلال المعارضين السياسيين

    وضعفوا أخلاقيا عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستعملهم لأضاعة الحقوق، و اذلال الشعب، و اهانة الفكر و المفكرين، واذلال المعارضين السياسيين

    وضعفوا أخلاقيا عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستعملهم لأضاعة الحقوق، و اذلال الشعب، و اهانة الفكر و المفكرين، واذلال المعارضين السياسيين

    وضعفوا أخلاقيا عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستعملهم لأضاعة الحقوق، و اذلال الشعب، و اهانة الفكر و المفكرين، واذلال المعارضين السياسيين

    لو بتفهم ضعفوا اخلاقيآ دى...لس احتمال بسيط تتشال منك ويكون عندك هوب....احتمال...بس هى وينا عشان تضعف ذاتا



    شوال الفول...يعلف العجول

    (عدل بواسطة مراويد on 01-17-2004, 02:40 AM)

                  

01-17-2004, 03:08 AM

ASAAD IBRAHIM
<aASAAD IBRAHIM
تاريخ التسجيل: 11-26-2003
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: مراويد)

    الاخ جمال والاخ احمد الريح
    سلام
    أسئلة لو سمحت:
    لو افترضنا بردة الاستاذ محمود محمد طه هل نعتبر تنفيذ الحكم عليه قد غسله من
    ذنب الردة؟؟؟؟؟

    ما هو حكم الدين في رمي جثة الاستاذ محمود من طائرة وعدم السماح بتكفينه
    ودفنه حسب الشريعة الاسلامية وخصوصا وقد نفذ فيه حد من حدود الله؟؟؟

    مع الشكر والتقدير

    ملاحظة
    هذه الاسئلة ليس لها اي غرض سوي المعرفة ويمكن لكل من يقرأها ان يجاوب عليها.
                  

01-17-2004, 03:59 PM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: ASAAD IBRAHIM)

    الحمدالله رب العالمين اشهد ان لا إله إلا هو ولي المتقين وأشهد أن محمد رسول الله إمام المجاهدين وقائد الحر المحجلين والشفيع المشفع يوم الدين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وإلى من اتبعهم باحسان الى يوم الدين .

    يا عباد الله لقد شرع الله من الحدود ما يكفل حفظ الدين وهو حد الرده الذي يحفظ به الإسلام من الهدم يكبت فيه الباطل والمتقولون بالباطل والرافعون لرايات الكفر الذين يتفوهون به ويتشدقون ولهذا شرع حد الرده لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من بدل دينه فاقتلوه " والمقصود بالدين ولا شك هو الاسلام وإلا فمن بدل من النصرانية الى اإاسلام لا يقتل بل أنه يصبح أخاً في الإسلام

    لا يحل دم امرء مسلم يشهد ان لا إله إلا الله إلا باحدى ثلاث:

    - الثيب الزاني

    - والنفس بالنفس

    - والتارك لدينه المفارق لجماعة المسلمين الذين هم على منهاج الصحابة على دين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

    فلو لم يقتل المرتد لكان الداخل في الدين يخرج منه بكل سهوله وهذا الحد العظيم الذي عطله أكثر المسلمين في هذا الزمان بل لم يكد يعد يسمع مطلقا لأي سبب أيها الاخوة مع كثرة المرتدين وكثرة المتشدقين بالكفر الذين لا يشهد على ردتهم واحد او اثنين بل المشاهدون من الالوف والمئين الذين يشهدون على ردتهم وعلى كفرهم وعلى زندقتهم فيعرض الكفر والإلحاد الآن في قصة تطبع وتروج أو فلم ينشر في القاعات ليشاهده الناس أو في مناظرة تلفزيونية بزعمهم يسمح للمرتد بعرض دينه الكفري وعقيدته الباطلة وزندقته وانحلاله وهجومه على شريعة الله ورسوله وطعنه في هذا الاسلام ويشهد على ردته عشرات الآلاف من الناس أو اكثر إذاً حد الرده ضرب عنق المرتد بالسيف هو أمر شرعه الله لحفظ دينه.

    "اذهب يا انت ابا موسى او يا عبد الله بن قيس إلى اليمن ثم أتبعه معاذ بن جبل فلما قدم عليه القى له وسادة قال أبو موسى لمعاذ انزل فاذا رجل عنده موثق قال معاذ ما هذا قال: كان يهوديا فاسلم ثم تهود فقال ابو موسى لمعاذ اجلس قال معاذ: لا اجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله قضاء الله ورسوله رواه البخاري فضربت عنقه لماذا؟؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ارسل معاذ الى اليمن قال له : أيما رجل ارتد عن الاسلام فإن عاد وإلا فاضرب عنقه وأيما امرأة ارتدت عن الاسلام فادعوها فإن عادت وإلا فاضرب عنقها قال ابن حجر رحمه الله سنده حسن هذا حكم الله ورسوله فيمن يرتد عن الدين ويخرج منه ) وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:217)

    الذين يسبون الرب في المسلمون ، والذين يسبون الرسول صلى الله عليه وسلم , والذين يسبون الدين ، والذين ينتقدون القرآن , والذين يعيبون الحدود الشرعية , والذين يحلون ما حرم الله من الربا وغيره , والذين يقومون بالسحر والشرك والاتصال بالشياطين والتكهن كل هؤلاء ما هو حدهم ؟؟

    ضربة بالسيف تقطع رقبتهم هذا إجماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

    تاريخ المرتدين في عهود الصحابة والتابعين :
    - أبو بكر الصديق :

    منذ ان ارتد المرتدون من العرب فقام لهم الصديق رضي الله عنه قومة لله عز وجل وجرد الجيوش لقتال المرتدين الذين خرجوا عن الدين هكذا فعلوا ببني حنيفة وبمسيلمة وبغيرة من الكفار فقتلوا من قتلوا حتى رجع الى الدين صاغرا من كان قد خرج عنه .

    - علي بن ابي طالب :

    قام على ابن طالب رضي الله عنه فيمن اعتقدوا فيه إلاهية لما دخل الكوفة فسجدوا له فدعهم الى التوبة فأبوا فخد لهم الاخاديد وملأها حطبا واضرم فيها النيران فقذفهم فيها

    فاني لما رايت الأمر أمرا منكراً أدجت ناري ودعوتكم ضرا وهو مولى علي بن ابي طالب ولم يعترض ابن عباس على هذا الحكم اطلاقا وإنما كان رأيه ان لا يحرقوا وأنما يقتلوا قتلاً

    - خالد بن عبدالله القسري :

    وهكذا حصل في عهد من بعدهم من المسلمين وفي عهد التابعين قام اميرهم على المنبر في يوم الاضحى خالد بن عبدالله القسري يقول ايها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم فانه زعم ان الله لم يتخد ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما ثم نزل فذبحه في اصل المنبر شكر الضحية كل صاحب سنة.

    هكذا يرتدع كل من تسول له نفسه الخروج من الدين او التهجم على الدين وما أكثرهم في هذا الزمان هذه من الوسائل التي جاءت بها الشريعه لحفظ الدين فما احكمها وما اعدلها وما اقواها وما احزمها وما اشدها على من بغى وطغى .

    نسأل الله تعالى ان يعاملنا بلطفه وان ينقلنا الى رحمته اللهم انا نسالك ان تخرجنا من الظلمات الى النور اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين قائمين بشرعك يا رب العالمين اللهم اقم علم الجهاد واقمع اهل الزيغ والفساد والعناد وانشر رحمتك على العباد اللهم انا نسألك أن تحرر بلاد المسلمين من الكفرة المغتصبين اللهم اذرأ عن اخواننا المسلمين كيد المعتدين اللهم انزل بأسك وصفوتك باليهود والنصارى والمرتدين
                  

01-18-2004, 04:19 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: ASAAD IBRAHIM)

    الأخ أسعد
    تحياتي

    الحدود .. عقوبه وردع وتطهر من الذنب
    اما مقدار تطهره فهذا امر يعلمه الله .. إن شاء عذب وان شاء غفر

    ---
    رمي الجثه وما اليه من هذه الحاديث المماثله إن صدقت روايتها فهي خطأ لا يقره دين ولا عقل ... ولكن حتماً لا تنفي وجود خطأ يستحق العقاب عليه محمود محمد طه .. وهذا حتماً لا يعني أننا مع جميع تصرفات حكام تلك الحقيه .. ولا نقر بكل افعالهم.
                  

01-18-2004, 04:07 AM

HOPEFUL
<aHOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (شهادة) الاســــــتاذ قاده (دين) (Re: مراويد)

    الطفل مراويد

    قال الشيخ اساسي زات يوم في حديث بوردي:"أنا لا اكلم الظل فما بالك بظل الظل؟"
    وانا كذلك يا عزيزي لا اكلم الظل ولا ظل الظل ولا الإمعا الدلول
    المتمثله في شخصك غير الكريم


    امشي في ناس خاتنك لعوزه يا###### الشيل
    ولو عاوز تعرف انا قادي "وين"
    دي ما ح تعرفه الا لما تبدأ تحس ..




    جهلول دلول .. حلو السيف المسلول
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de