|
|
 فى دارفور يقتلونهم بالرصاص ولكن يخافون عليهم من الايدز
|
بقدوم القوات الافريقية
الايــــدز.. هـل يجــد موطئـــاً في دارفـــور؟
الراى العام 24-8-04
http://www.rayaam.net/syasia/syasa3.htm
تحقيق/ سعاد عبدالله
الحروب والأوبئة دوماً يلتقيان..
السودان في تاريخه القديم والحديث تعرض للحروب وكانت الاوبئة التي فتكت بالحملات الغازية سبباً في دحر الكثير منها فقد عانى افراد حملة محمد علي باشا من الملاريا وتعرضت حملة هكس قبل ان يجهز عليه المهدي في شيكان وفي الحرب العالمية الاولى فتكت الحمى الراجعة والجروح الملوثة والطاعون بعشرات الآلاف من الجنوب الالمان والحلفاء. وهنالك امراض يمكن نقلها بالعلاقات الحميمة كالايدز والسيلان والزهري.
والآن اهل دارفور المنكوبة يخشون اصوات اقدام الجنود الذين سيطأون ارضهم عاجلاً ام اجلاً..
في ظل التلويح بالتدخل الدولي بذريعة انها منطقة كوارث ومن الطبيعي ان تكثر بها الامراض.. ولكن الدين والعقيدة و الموروث الاجتماعي يجعل انتشار مثل هذه الامراض امراً قد لا يدعو للذعر رغم انتشار مرض الايدز في معظم الدول الافريقية التي يتوقع وصول قوات منها.
انزعاج من الايدز
وقد ابدى البرنامج القومي لمكافحة مرض الايدز تخوفه من وجود القوات الرواندية باقليم دارفور أكد د. محمد احمد عبدالحفيظ مدير البرنامج القومي لمكافحة الايدز ان نسبة الاصابة بالايدز في رواندا بلغت «60%» من نسبة الحالات الموجودة على مستوى العالم، واعطى د. عبدالحفيظ الحكومة السودانية حق اجراءات الفحوصات اللازمة للقوات الرواندية وخلافها من القوات الاجنبية المذمع ابتعاثها للبلاد وفق القانون والمعاهدات الدولية الموقعة في اجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة لهذه القوات.وفي ذات السياق..
احتجاج من القوات الرواندية
رفض الجيش الرواندي الانتقادات التي وجهتها شخصيات سياسية سودانية في وسائل الاعلام ضد الجنود الرواندية المنتشرين في دارفور بانهم يحملون فيروس الايدز وانهم شاركوا في التطهير العرقي في بلادهم وقال رئيس الاركان الرواندي الجنرال جيمس كباريبي لوكالة فرانس برس «ان مثل هذه التصريحات لا اساس لها واكد ان جميع الجنود المنتشرين في دارفور خضعوا لفحوصات طبية للتحقق من انهم لا يحلمون فيروس الايدز او اي امراض معدية اخرى قبل مغادرة رواندا وتبين انهم جميعاً بصحة جيدة واضاف الجنرال قائلاً:«على اي حال لا اتوقع ان يقيم هؤلاء علاقات جنسية خلال مهمتهم في دارفور».
رأي الصحة الدولية
مصدر طبي مسؤول بالصحة الدولية اكد ان كل دولة لديها ضوابط صحية محددة لدخول الاجانب لاراضيها منها ضمان خلو الاجنبي من الامراض المعدية او تلقيهم تحصين ضد امراض معينة وفي السودان وزارة الداخلية هي الجهة المنوط بها منح التأشيرة والاقامة للاجانب ولديها منشور يشترط على اي اجنبي دخل البلاد بهدف الاقامة ان يبرز شهادة خلو طرف من مرض الايدز او اي امراض مُعدية اخرى واوضح المصدر بالصحة انه الدولية لم تصل اليهم حتى الان اي افادة من وزارة الداخلية بخصوص اجراء فحص طبي للقوات الاجنبية التي وصلت او ستصل دارفور. واضاف توجد وثائق عالمية توضح المناطق التي تستوطن بها بعض الامراض التي تشكل خطورة على المجتمع وعلى رأسها الايدز واردف ان معظم القوات الافريقية التي يتوقع وصولها دارفور تأتي من دول تقع في منطقة حزام الايدز ومعروف ان حجم الاصابة بها عالياً.. بما فيهم الجنود الذين بالطبع يحضرون دون زوجاتهم وربما يلجأون لممارسة الجنس خارج نطاق الاسرة. وقلل المصدر من خطورة تفاقم الوضع الصحي بدارفور بقوله ان المجتمعات المسلمة عموماً تقبلها للاجانب محدود رغم ان مناطق النزاعات دائماً ما تنتشر فيها امراض انفلات النسيج الاجتماعي.
ميثاق السلوك
د. ابراهيم دقش الدبلوماسي والخبير في الشئون الافريقية: قال معروف ان لكل قوات ميثاق سلوك محدد تلتزم به وربما افتراض السودان في تلك القوات الالتزام بميثاق السلوك هذا واضاف د. دقش لا اعتقد ان وجود القوات الاجنبية في دارفور يشكل خطورة بالمستوى الذي يدعو للتخوف رغم ان خطر الوبائيات بصفة عامة يزداد كلما ازداد العدد وطالب الدولة بتوفير نقاط طبية للعلاج والمراقبة والوقاية وقال لا بد من توعية المواطنين صحياً اضافة الى تقديم تنوير شامل لهؤلاء الجنود القادمين عن طبيعة البلد المسلم الذي يتمسك بالشريعة الاسلامية التي تحرم العلاقات الجنسية خارج نطاق الاسرة لان شيخ الانفلات في السلوك وارد في اي مجموعات..
الحيطة والحذر
د. سيد قطب مدير ادارة الايدز السابق بوزارة الصحة الولائية: بدأ حديثه عن الايدز كمشلة متعددة الجوانب ومتداخلة على المستوى السياسي والامني ويشكل اكبر في الدول النامية لارتباط الايدز بالجهل والفقر والمرض والانفلات الامني والحروب الاهلية حيث تصل نسبة الايدز في القارة الافريقية لاكثر من «65%» بما فيها السودان الذي يشهد معدلات زيادة خطيرة وتنذر الاحصائيات بانفجار كبير خاصة بعد تنفيذ اتفاقية السلام على ارض الواقع ودخول القوات المصابة بالايدز التابعة للحركة او الحكومة للولايات الاخرى..
د. قطب اكد ان قانون ولوائح منظمة الامم المتحدة تمنع اجراء اي فحوصات طبية اجبارية للايدز على الاجانب الذين يدخلون الدول في مهام محددة كالمنظمات الانسانية أو القوات الخ. وهذا ما ينطبق على القوات التي ستدخل دارفور، مما يؤدي الى تفاقم المشاكل الموجودة اصلا.
وحذر سيادته من الانتهاكات التي تحدث نتيجة للانفلات الاجتماعي بدارفور والتي ربما تتمثل في ممارسة النساء الجنس مقابل الحماية والغذاء ولم يستبعد ان تستخدم القوات الاجنبية سلاحها في قهر النساء واجبارهن على ممارسة البغاء. ودعا د. سيد الى ضرورة وضع خطة وقائية عاجلة لحماية المواطنات وتفعيل الدور الرسالي لرجال الدين الاسلامي والمسيحي.
الرأي العسكري:
الفريق ابراهيم الرشيد الخبير العسكري المعروف وصف خروج اي قوات عسكرية من دولة لاية جهة اخرى بانها شكل من اشكال العمليات العسكرية بغض النظر عن العمل الذي خرجت من اجله وسلوكيات هذه القوات تتوقف على مسائل محددة منها المدة التي يغيب فيها هؤلاء الجنود عن اسرهم واواطنهم، وشكل العمليات العسكرية التي يؤدونها، وطبيعة المنطقة التي تتواجد فيها هذه القوات، ونوعية شخصية الجندي نفسه وسلوكه الشخصي ومدى التزامه بالقيم والاخلاق الفاضلة، ومدى سيطرة القادة على قواتهم.
واردف الفريق نحن بالطبع لا نعرف شيئا عن مدى سيطرة القيادة العليا لهذه القوات ولا عن سلوكياتهم ولا حتى المدة التي سيمكثونها بدارفور، واضاف نحن لا نتوقع ان يتمتع افراد هؤلاء القوات باخلاق سامية والمطلوب مننا كدولة ان نكون متواجدين بالقرب من هذه القوات ومراقبتها عن كثب، ومتى ما حدث منهم اختراق للنسيج الاجتماعي ينبغي حسمها فورا.
واردف ان ممكن الخطوة في حجم واعداد هذه القوات كلما ازداد عددها كلما تعذرت مراقبتها، والسيطرة عليها وبالتالي يصعب التنبؤ بما يمكن حدوثه خاصة اذا اخذنا ما حدث في العراق انموذجا بالسلوكيات الجندي الامريكي. فالدولة ليست مسؤولة عن سلوك الفرد «حتى الشذوي الجنسي في القوات الامريكية مسموح به كشئ يخص الفرد وحده وحتى القائد ربما يكون بهذا السلوك وبالتالي مثل هذا القائد سيفضي البصر عن اي سلوك لا اخلاقي وسط جنوده ونبه الفريق الرشيد الى ضرورة ان تكون هذه القوات بعيدة عن المعسكرات ولابد من توعية المواطنين وتحذيرهم من الاختلاط بهذه القوات حفاظا على صحتهم.
وزير الصحة يشترط
اكد د. احمد بلال عثمان وزير الصحة الاتحادية ان وزارته بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ستقوم بالكشف على كل القوى الاجنبية التي تعمل بالسودان في المجالات المختلفة، واكد الوزير ان ذلك سيكون شرطا لازما لاي شخص يدخل البلاد باقامة دائمة أو مؤقتة، وزاد بان هناك توجيهات من مجلس الوزراء بهذا المعنى وقال هذه الضوابط بالنسبة لنا سيادية ونمارسها كسياسة وطنية ولا نقبل فيها اراء من اية جهة خارجية.
واوضح د. بلال ان كل القوة الرواندية الموجودة في دارفور بحوزتها اوراق صحية ثبوتية تؤكد خلوها من الايدز واضاف قائلا نعتقد ان امر الفحص عن الامراض خاصة الايدز يفترض ان يتم مسبقا في بلاد القادمين، واذا كان هذا الكشف معتمد من جهة رسمية لابأس به ولكننا نؤكد باننا سنقوم بالكشف على كل القادمين.
|
|
 
|
|
|
|
Zaki
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست