|
|
 الخرطوم عاصمة للثقافة 2005م ..استطلاع نادية عثمان مختار
|
استطلاع حول الخرطوم عاصمة للثقافة العربية2005م
المستشار الثقافي لسفارة السودان بالقاهرة : يجب أن نستفيد من التنوع الثقافي الذي يمتاز به السودان لإثراء وإنجاح الخرطوم عاصمة للثقافة
نائب رئيس تحرير مجلة المصور المصرية : الثقافة العربية ليست ثقافة إقصاء ونفى للأخر وهذا المشروع فرصة سانحة أمام أرباب الثقافتين العربية والأفريقية لإثبات عروبة السودان بما لا يتقاطع مع الوجه الافريقى
فنان تشكيلي سودانيٍ : الخرطوم ليست مؤهلة لاستضافة هذا الحدث وهل نحن عرب لنحتفل به ؟
الطبيب الشاعر معز عمر بخيت : المهرجان تنظمه جامعة الدول العربية وليس له علاقة بالسودان كدولة متعددة الثقافات مما يستدعى عدم اخذ الأمر بحساسية
الخرطوم عاصمة للثقافة العربية بحلول العام (2005) حدث له أهمية كبيرة خاصة عند من ينتمون إلى قبيلة المثقفين والمنتمين إلى واحة الإبداع بمختلف أشكاله والوانه ونكهاته ،وقد قتل هذا المشروع بحثا ونقدا بالسالب تارة وبالموجب تارات أخرى ،وكلما اقتربت ساعة الصفر لتتويج الخرطوم عاصمة للثقافة العربية نجد إن الأصوات قد علت مابين مؤيد ورافض ومتسائل ومجيب حول هذا الحدث المرتقب ومن هنا كان لابد لي من استنطاق من هم خارج هذه العاصمة المتجادل حولها ثقافيا فاخترت بعض الشخصيات المهمومة بهذا الموضوع خارج الحدود من مختلف التوجهات والانتماءات الإنسانية والإبداعية لنقف عند رأيهم حول نظرتهم لهذا الحدث وكيف يرون الخرطوم عاصمة للثقافة واستصحبت معي هنا رأى احد المثقفين المصريين ليقول لنا كيف يرى عاصمتنا الخرطوم عروسا يحتفل بها العرب ثقافيا وكان هذا الاستطلاع :ـ
توجهت أولا للأستاذ احمد عبد الرازق المستشار الثقافي لسفارة السودان بالقاهرة الذي أكد على إن التنوع الثقافي في السودان هو أحد أهم أسباب ثرائه ثقافيا وقال انه من خلال مهرجان الخرطوم عاصمة للثقافة سنعكس تنوعه في الغرب والشرق والغرب والشمال وأوضح عبد الرازق إن تسمية الثقافة العربية كان سببها إنها مرتبطة بالجامعة العربية وليس في هذا تجاهل للثقافات الأخرى التي يزخر بها السودان وحول استعداد العاصمة من حيث الامكانات لهذا الحدث الهام قال لااتخيل ان تخذلنا الامكانات في تنفيذ هذا الحدث بشكل مشرف ومتميز الا انه لم ينكر أهمية توفر امكانات هائلة لإنجاح مثل هذه المشروعات الهامة واستدرك : أنا هنا لااقول ( على قدر لحافك مد رجليك) إلا أن العمل بصورة تتسم بالشفافية يمكنها أن تخرج هذا العمل جميلا ،وأوضح إن المهرجان سيشمل كل حاضرة ولاية ولن يكون حكرا على الخرطوم فقط وأكد- على مشاركة كل الدول العربية وكذلك عدد من الدول الافريقية ،ونبه عبد الرازق إلى استحالة انغلاق الدول على نفسها ثقافيا فى ظل انتشار المعلومات والعولمة .وقال إن السودان مقسم إلى سبعة مناطق ثقافية خلال هذه الفعاليات هي جنوب السودان ،دارفور الكبرى ،كردفان الكبرى ،شرق السودان ،الجزيرة الكبرى ،شمال السودان ،والخرطوم .واختتم عبد الرازق حديثه بأن المرتكز الاساسى الذي يقوم عليه مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة هو التواصل بين الثقافتين العربية والافريقية .
ومن المثقفين المصريين جلست إلى الأستاذ الصحافي حمدي رزق المهتم بالشئون السودانية ونائب رئيس تحرير مجلة المصور المصريةالذى تحدث الينا قائلا : لعل اختيار الخرطوم عاصمة للثقافة العربية التفاتة زكية من مسئولي هذا المشروع الثقافى العالمي ،خاصة وان الخرطوم غابت طويلا عن وجه الثقافة العربية ،وتاهت ملامحها فى ظل الدعوات التي تنزع هذا الوجه العربي ،وتطبع الخرطوم رغم أنف أهله بثقافات أفريقية ،رغم إن هذه الثقافات امتزجت وتمازجت مع الثقافة العربية ،وتشكلت ثقافة سودانية خاصة لها وجه ثقافى عربي و إطلالة افريقية ،لا الأولى طغت على الأخرى ولا الأخرى عكست مزاجها الافريقى على الوجه العربي وواصل الأستاذ حمدي قائلا : لعلها فرصة سانحة أمام أرباب الثقافتين العربية والافريقية لإثبات عروبة السودان التي لا تصدم ولا تتقاطع مع الوجه الافريقى له ،بل هما معا منظومة ثقافية تأخذ من المنبع العربي ،والنبع الافريقى كما يتمازج النيلان الأبيض والأزرق ليخرج منهما نيلا سودانيا رقراقا لا احد يسأل عن كنه عروبته أو افريقيته فهو النيل وكفى ،كما هو السودان وكفى . ويواصل: اعتبرها فرصة لتظهر الثقافة العربية سماحتها مع مختلف الثقافات ،وأنها تتسع كما يتسع الوطن السوداني الكبير لكل الثقافات لكل مكان محفوظ في القلوب والعقول والوجدان ،لان الثقافة العربية ليست ثقافة إقصاء أو نفى للأخر ،بل طوال تاريخها تمارس امتزاج وتفاعل كاملين .وقال انه باختيار الخرطوم عاصمة للثقافة العربية فعليها أن تعي دورها كجسر عبور لبقية ثقافات السودان إلى العرب ،ومرور الثقافة العربية إلى الجنوب والشرق والغرب وأكد إن الثقافة العربية هي إحدى مجندات الوحدة وليس هناك خصام معها نبل إن نسبة لا يستهان بها من أهل الجنوب ينطقونها بعربية جوبا . ونبه حمدي رزق إلى أهمية التعريف بأدباء الافريقية ورموزها وأفكارها وأشعارها وفعالياتها في مختلف الأنحاء عبر مشروع كامل متكامل يبدا من الموسيقى مرورا بالاغانى نهاية بالأهازيج والمسموع والشفاهى مرورا بالحكى الاسطورى في غابات الجنوب .واختتم نائب رئيس تحرير المصور المصرية حمدي رزق حديثه قائلا إن مهمة الجسر هي الابقى للخرطوم وهى روشتة النجاح في تلك المهمة الثقافية .
وكان هناك فى هذا الاستطلاع فنان تشكيلي سوداني من ابناء منطقة النوبة بحلفاوهو فنان معروف مقيم في القاهرة منذ مدة تجاوزت العقد من الزمان وهو الفنان حسان على احمد وقد جاء رأيه مغايرا ومتسائلا عن معنى أن تكون الخرطوم عاصمة للثقافة حيث قال متعجبا : في تقديري (المتواضع) هي فكرة غريبة وملتبسة بعض الشئ وتساءل قائلا : ماذا يعنى إن تكون عاصمة البلاد عاصمة للثقافة العربية ولايمكن أن يحتفي بهذا الحدث في نمولى أو وأدى حلفا أو جبال النوبة أو شرق السودان ؟؟ وماذا يعنى أن يحتفي بمفهوم الثقافة الواسع ويحصر في زمان ومكان ؟؟ ويواصل حسان استغرابه قائلا : أتفهم بان يكون هنالك مهرجان للتشكيل أو الشعر أو المسرح وغيره من أوجه الفنون الإبداعية .أما الثقافة فهي الحياة بكاملها وتراكم ابداعى ومعرفي من فنون وعادات وتقاليد واديان إلى أخره وحصر ذلك في حدث معين يخل بهذا المفهوم!! ويواصل أما إذا أمنا جدلا بهذه الفكرة (أتحدث هنا كتشكيلي) فان الخرطوم ليست مؤهلة لاستضافة هذا الحدث وأعاد تساؤلاته أين صالات العرض الخاصة والعامة المجهزة لاستقبال المعارض ؟ وهل تمت دعوة الفنانين الشكليين السودانيين المنتشرين في كل أنحاء العالم؟ أم هو حدث للذين بالداخل فقط؟ ويواصل سيل أسئلته الهادرة قائلا : هل هو عمل انتقايئ كما تم في معرض فرانكفورت للكتاب؟ أم هو احتفال يشارك فيه البعض ويسقط عن الآخرين ؟ أين سياسات وزارة الثقافة فيما يختص بالثقافة والاهتمام بالإبداع والمبدعين ؟ واختتم فيضانه بسؤال هو الأكثر تهكما قائلا : أخيرا هل نحن عرب لنحتفل بهذا الحدث ؟
ومن مقر عمله بالبحرين شارك معنا الطبيب الشاعر معز عمر بخيت في هذا الاستطلاع عبر الهاتف ابتدر حديثه قائلا: في البدء أنتهز هذه السانحة لأذكر أنني عند زيارتي للسودان إلتقيت بالإخوة في الأمانة العامة للخرطوم عاصمة للثقافة العربية وهم المهندس السعيد عثمان محجوب، الأستاذ أمير التلب، د. عثمان جلال الدين، الأستاذ عبد الحميد الفضل، الأستاذ مكي سنادة، الأستاذ الفنان صلاح مصطفى، الأستاذ معتصم فضل، اللواء الخير المشرف، الفنان الدكتور عبدو عثمان، البروفيسور عون الشريف، الدكتور عبد الله حمدنا الله، الأستاذ الشاعر كامل عبد الماجد، الأستاذ علي مهدي والأستاذ شول دينق. ولقد لمست منهم جهداً مكثفاً أرجو أن ينجح في إبراز الوجه المشرق الحقيقي لعطائنا الثقافي والإنساني. وحيث أن الأمر أصبح واقعاً أتمنى أن يتكاتف كل المبدعين في عكس صورة جيدة للسودان.
وبالرجوع لسؤالك فإن الخرطوم عاصمة للثقافة العربية للعام 2005م هو مهرجان عربي تنظمه جامعة الدول العربية لذلك يأتي بالتناوب بين الدول المنضوية تحت الجامعة العربية وحالياً اليمن هي العاصمة. فبالتالي يمكن إقامة عواصم لكل أنواع الثقافات أفريقية أو غيرها في السودان حسب الجهة التي تنظم المهرجان، لكن هذا بالتحديد خاص بالثقافة العربية وليس له علاقة بالسودان كدولة متعددة الثقافات وليس في الأمر إذن حساسية كما يرى من تركيبة الأمانة العامة.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
نصار
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست