( كلب السجَّان ) للأديب مُحسِن خالد

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 04:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الاديب محسن خالد(محسن خالد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-18-2005, 08:20 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
( كلب السجَّان ) للأديب مُحسِن خالد


    ( كلب السجّان ) للأديب مُحسن خالد


    (1)

    في مساء اليوم الذي جلس فيه الأديب مُحسن خالد قُبالتي وأنا أتصفح المجموعة القصصية ( كلب السجان ) ، ومعها روايته الأخرى ( الحياة السريّة للأشياء ) ، كان قد تركها على الطاولة يُسراه ، ونحن ننتظر دفء كؤوس الشاي أن تأتينا من نادلة أخرى في مطعم لا يُتقن أهله كيف يقدمون البضاعة .. قلت له:

    ـ أنا لم أعرف ولم يُسعفني الوقت لأقرأ لك ْ . السماوات التي أراها مُتحركة في (سودانيز أونلاين ) لا تترك مجالاً لتتبُع خُطاك وأنت بأصابعك من ( الكي بورد ) وإلى السماء السيبيري مباشرة . ليس لدي الوقت لأتابع إنجاز قصّك المُتحرك . كيف أقتني كُتبك سيدي ؟ .
    قال :

    ـ هذان الكتابان هدية لكْ .

    تراجعت مضطرباً ، لأسد منافذ التسول باللُغة المتطورة ، فقلت :

    ـ ما قصدت ..، أريد أن أقتني كتبك . كيف للشاري أن يعثر عليها والكون بضاعة مُتخمة لا تعرف أنت كيف تبدأ ، وأين تقف شارياً ؟ . أمن السماء تشتري أم من المكتبات أو تتسول الأصدقاء أم تقرأ القص السيبيري ؟ . أنا أتتلمذ على( النت ) و وسائطه ، مُريد لا يعرف أي شيخ يتّبِع . شيوخ الطريقة الفارهة ، يطلبون المال لأتعلم ، والزمان لأترحّل ، والقلب الرشيق لأبدأ هوى جديداً يقلب حياتي الراكدة من بعد غياب الأسرة.

    قال :

    ـ هُما لكْ ..هدية .

    قلت في نفسي ، أظنه قد ثبت الأجر وابتلَّت العروق . أيها الإنسان كم أنت قليل الأصل . قرار الكرام وقع عليكِ يا نفس وقوع الصاعقة . شكرته وأنا في رونق المساء والأضواء الخافتة حولنا . أضاءت نفسي من الفرح . سكنت موسيقى التلفاز ، وبدأ حديثاً منه وتقلبت الصور . قلت آخر ما عندي من حبائل التسول :

    ـ عزيزي ربما لا تملك غيرهما ؟.

    قال الأديب مُحسن خالد :

    ـ ربما.. ولكن في دارنا مجموعة وسوف ألقاهما مرة أخرى . لو زرتني يا عبد الله ستكتنـز مجموعة كُتب بالمجان ، وتقرأ متى شاء لك الزمان أن تقرأ . لتسرع الخطى إلينا فأنا صادق الوعد .

    (2)

    على المنضدة قرب مرقدي جلس الكتابان فوق بعضهما ينتظران . أنا أتقلب في النوم أو على بوابات الصحو أو يتعلق ناظريّ ببعض ما يعرضه التلفاز من الأخبار المُتحركة والوسائط الهُلامية التي تطهوكَ على الخبر ومُشتقاته وتقنية الرسائل المُشفرة للعقل الباطن وهموم العمل المُحبِط أثقل من حجارة الجبال تتساقط كيفما اتفق .لم أقرأ ولم أجد ما يكفي من الوقت . الصفحة الأولى من المجموعة القصصية ( كلب السجان ) قالت لي :

    ـ قُم يا رجل ، أين خُبز العقل ، وادعاء الفتوة الثقافية ؟ .أنتم أيها السودانيين تنتقي قراءتكم الصدفة . تعبون عب الجياع ، ومن بعد .. تدوسون النِعمة بأرجلكم !

    أمسكت بالصفحة الأولى وبدأت .. فاغراً ألفاه وأنا أخطو ببطء . عرفت أني أطأ أرضاً بكراً بعيناي . سلاسة اللغة وانجذاب التشويق بين الدهشة وحافة الهبوط من القاع إلى العُلا ! . يااااااااه كم كُنتُ تعساً في حياتي السالفة .

    (3)

    لم أكن أصدق أن الفوضى الضاربة من حولي هي مُهلكة لحدّ الفُجور . لم تعُد خزانة الملابس وحدها التي تشكُو . عند كل زيارة لها ، أفتح بوابتها فتُقذف وجهي بما شاء لها من الأقمِشة . الكتب مع الأوراق أيضاً تنام أينما اتفق ، بل الحاسوب صار يشكو و يُحاسبني على الفوضى تثاقلاً ، من الملف إلى الآخر مرَّ السحاب لا ريث ولا عجل . الضفة اليمنى عنده أكثر ثقلاً من اليُسرى . أي سلسلة فقارية تتحمل ! . لو أن جلادو مواضي التاريخ يعرفون أن العذاب في الفوضى أكثر إيلاما ، لعلموا أن مجموعة الأديب مُحسن خالد القصصية ( كلب السجان ) من بعد أن فقدتها عشت تأنيباً للضمير أشد قسوة من كُل العذابات السالفة . عُدة أيام من الحسرة . كأن الدنيا أطبقت عليّ بحوائط حجرٍ بارد في منفى بسيبيريا أيام الدولة العُظمى التي طواها التاريخ بين أوراق أضلعه . عثرت على المجموعة القصصية مُختبئة تحت حاشية متاع . كنـزٌ في مقلب قمامة ، بعد أن فقدت الأمل . عادت الروح إلى الجسد البارد وانتفضتُ فرحاً.

    (4)

    اليوم أنا ذاهب لعمل في قلب الصحراء بسفينة سير من عصر جديد ، لا يلفحُكَ السموم ، ولا يُضنيكَ وهج نهار الصيف . السابعة صباحاً انطلقنا ، تكييف الهواء وفق ما تشتهي الأنفُس . على يُسراي سائق مُتمرِس باكستاني الجنسية ، قليل حديثٍ باللُغة الهجين بين العربية الدارجة والأوردو وبعض الإنجليزية ، تنام جميعها على طريق مُجنـزرةٍ تدحوها دحو الرقاق !. عصير مُشكّل من الود والوصال شربناه معاً .
    قُلت لنفسي أكمل قراءة المجموعة القصصية ( كلب السجّان ) فهذا هو الوقت وتلك هي الساعة لنلج عالم مُحسن خالد الخاص . المكان الذي نقصُد للعمل يبعُد أكثر من سبعين وثلاثمائة من الكيلومترات عن المدينة التي رحلنا عنها اليوم مُبكرين . في الوقت متسع . بدأت أقرأ واستراحت النفس ، وأنا أتقلب في دعة على أرجوحة مُعلقة بأقطار السماء . يلفحني نسيم بارد هو مائدة الصيف عندما يشتد الحر . بدأ العالم من حولي من خلف زجاج السيارة وهجاً شفافاً من النيران أراها وأنا في برودة المكان حولي كأنني أقرأ عن الصيف ولا أعيشه . قرأت أرتالاً من حاملات كُفوف الراحة لأشرب من حنان اللحظة الهاربة بجمالها من عذابات السودان ، قصّ من جمرٍ وذهب. تلتقط ما شاءت لك الصدفة أن يكون الراوي على شُرفات تُطل على طريق الحياة هناك . قصٌ أخذ من بنية الواقع وأحابيل التقنية المُبهرة واللغة سليمة الأصول والخيال الجامِح .

    (5)

    قلت أقرأ ماذا كُتبَ على المُغلف وأنا في غمرة الشوق للمتابعة :

    كلب السجّان
    تضم هذه المجموعـة أربع قصص ، هي :
    ( عيد المراكب ) ،
    ( الوجود والوجود الآخر ) ،
    ( كلب السجّان )
    و ( ذهب بني شنقول ) .

    أربعة نماذج فنية نحتتها تجربة أدبية مميزة ومخيّلة خلاقة لكاتب يحفر في طبقات متعددة من جسد التجربة ، في اختبار للغواية يرجّ الشكل المألوف ، وينفذ بالقص ، عبر طاقة استثنائية لعمل الحواس ، نحو عوالم تشع بالمدهش مرئياً ومتوهماً . إنها تجليات قصوى للروائح ، والألوان ، والملمس ، المشهد ، الطعوم ، فـ ( الغواية ) ؛ ومن الغواية يبدأ الاكتشاف .

    (6)

    أكملت قراءة قصة ( عيد المراكب ) ورأيت :
    كأنني أغتسل من سائل الحنين مُلوناً وأخرج عارياً . بجلد الطفولة نفسي ارتدت إلى الأفق الحاني من جديد . بدأت حياتي مع الراوي . غض الشباب أنا مُترع بفتوة وخيلاء تجعلني أتمرغ في الكون من أقصاه إلى أقصاه . تَعب الدنيا ومشاق الحياة تغسلهما بُدرة القص الصابونية . خرجت من فواجع الأيام الكئيبة السابقة وأنا سيد نفسي أهوى الانطلاق .
    أبدأ لكم من حيث انتهى الراوي وهو يخُط فرحه قبل فجيعته فيمن أحب ، وبعد الفجيعة حين أطبق عليه الحُزن لهباً أحرق العُمر النضير وسوَّد الأفق .
    أنقل النص الآن متجاوزاً الحقوق الأدبية مستأذناً من الناشر أنني أقف عند شُبهة الترويج :

    قبل الفجيعة :

    { النهر كان دهراً من لمع الشوق ، ولم يكن لحظة ماء عابرة . هناك مركب تَغبَّش بها النهر عن بعد ، وفي لوثة من ضباب ، كما العقل المرهون لهاجِس خوف وخطر مُقْلِقْ ، ثم أخيراً تفتق عن فكرة تنقذه .
    قدماي مخضرتان حيث يحزهما ماء النهر الذي وقفت فيه طويلاً ، أية خضرة هذه يا ترى ؟ أدغدغة حقل يا ربي ، لكوني رقعة لآدم من طين وبذور ؟ أم عوالق وطحالب الانتظار ، لكوني وقفت لملء عمر من السنوات ؟ ربما المراكب التي تأتي بسلمى لا ينتظرها الإنسان في نهر . فقد تَزِل قدم الشوق عفواً ، ويدفع الإنسان ثمن وقعته ، وقعة نهر كاملة وبحذافيرها . تمضي نحو مصب مياه كجهة الغروب في لوحة ، جهة لا تبلغها شمس الرسم أبداً .}

    وبعد الفجيعة :

    { الليلة يذهب بها العُمر إلى حيث قَصَّرت بك الأيام . هاك العمر كله ، أضحى مُسَوِّساً ، ومفتوحاً بالحرمان وغياب أحد كبيوت الأرامل . جاءوا بها بلا كراسات كما هي ليست طالبة الآن . لم تعُد تَهُمّ ، ككتابك الذي أخذوه إن كنت تذكر . رائحة درس لم يكتمل تكفي كذكرى من أحد . لا ، بل انتظرها عند المُشرَع ستعود ، أو هاهنا ، حيث تنام ، فقد تصحو مع نوارس البحر الأبيض ،إذ تعلَّقَ بها صِحابها من الملائكة كي تقضي معهم هذا الخميس ، فاهِم ؟ }

    عبد الله الشقليني
    31/07/2005 م
                  

08-19-2005, 07:51 AM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( كلب السجَّان ) للأديب مُحسِن خالد (Re: عبدالله الشقليني)

    تحياتي لك .
    ولمحسن الرجل التريان بالجمال
                  

10-16-2005, 08:17 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( كلب السجَّان ) للأديب مُحسِن خالد (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزنا متوكل
    تحية لك و
    شكراً للقراءة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de