حياة وموت زكريا *

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 11:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد الرحمن بركات(أبو ساندرا)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-19-2004, 02:07 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حياة وموت زكريا *

    1- رؤية خارجية

    أزرق اللون كتمثال من القهوة ، أبنوسي السمات والملامح ، طويلآ كشجرة سنديان ونحيفآ كراهب .. خفيفى كجنحي طائر نشط ، أنفه دقيق وحاد ، شعر رأسه كثيفآ وطويلآ ومتماسكآ ، شاربه بارز يكاد يطفر من فوق فمه الدقيق، عيناه عميقتان ، داكنتان وغامضتان ، فيهما لمعة لا تغادر ، جبهته نافرة له يدان رائعتان جدآ ، أصابع يديه نحيفة ومعروقة ، طويلة قليلآ ولكنها صلبة ومشرعة أبدآ للمشاكسة ، كانت هي سلاحه الذي يلازمه دائمآ في الكتابة ،في الرسم في القتال ، مرة قال لي : { انها أقلامي أحيانآ ، ولكنها أحيانى كثيرة هي رماحي وسيوفي} !
    كان يهوي السير مسافات طويلة ، كل الشوارع المسفلتة وتلك الترابية كانت تعرف وقع خطاه الواثقة ، مرة دخل بعد مغيب الشمس إلى أم درمان راجلآ ، وتوارى خلف الليل بضع ساعات ، وعند العاشرة كان يطرق باب أحد أصدقاءه في البراري ليقضتي الليل عنده ، ويغادر قبل ان تكمل الشمس إستدارتها.
    نعته إحدى الصحف اليومية قائلة : { كان دمث الأخلاق ومحبوبآ لدى رؤسائه ومرؤسيه ، مجدآ ومخلصآ في عمله ، نشيط ومواظب ....} في جنازته كان هناك بضعة أصدقاء وأقارب ، فالنبأ لم يتسع مداه ليبلغ أطراف مدينته الي أحب بعد ، عاش عمره القصير كومضة ، ومات فجأة ، ولكنه عاش بقية عمره الحي في ذاكرة أصدقئه ومعارفه الكثر.
    سكن أخيرآ في الشوارع ، وإختلط دمه بتراب مدينته قرب المطار ، بعض منه بقى لدى صديقه الرسام ، رسم ملابسه وأكثر من رسم لوجهه ويديه ، أحتفظ بالرسومات في غرفته الضيقة ، كان يعرض اللوحات دامعآ ، على أصدقائه قائلا :{ انها مخلفات رائعة لصديقي الذي باغتني برحيله الفاجع ، هي رموز ذات معنى ودلالة لأحد أجمل شبان بلادي ، ياليتني لو عرفتكم به قبل الرحيل الفجائي } وتختلط الألوان وتنساب اللوحات رموزآ ومعاني وحكايات عشق ونضال على أفئدة الأصدقاء والتلاميذ ... وتسكن كل التفاصيل المدهشة تلك الغرفة.
    تتسع الرؤيا وينكشف المستور ، يسود التشكيل ، وممضي الليل ويوغل في الرحيل ، وسيجيء صباح جديد وزكريا في حضرة الأصدقاء والتلاميذ في إتحاد الشباب ، في ذاكرة البلد ، مكنونآ في حرزها الدفيء كالجوهرة.

    2- رؤية داخلية
                  

07-19-2004, 02:38 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    Quote: انها مخلفات رائعة لصديقي الذي باغتني برحيله الفاجع ، هي رموز ذات معنى ودلالة لأحد أجمل شبان بلادي ، ياليتني لو عرفتكم به قبل الرحيل الفجائي }



    ابو ساندرا لك الحب وشكرايانبيل
    يقول صديقي وهيب بكري في رثاء الزميل نجيب

    الرائعون يسافرون بلا زمن
    هم يرحلون نوارسا
    باتجاه الشمس كي يلقو
    وطن
    لكنهم يالهفتي ياتون دوما في كفن
                  

07-19-2004, 07:27 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    2- رؤية داخلية

    كان وديعآ وحانيآ كسحابة ، شرسآ كاعصار ، سريع الإشتعال كعود ثقاب ، في قلبه ساحات باكملها يحتلها الأطفال والفقراء والكادحين ، كان يعشق الأطفال والندى ويصادق الليل ، يضحك بعفوية واضحة ويقول:{لقد إقتسمنا اليوم بعدالة ..لهم النهار ولي الليل .. شكرآ لهم لقد ربطوا خطواتي بالليل!} اما حبه الذي لا ينتهي فقد كان الكتابة ، عمل موظفآ حكوميآ قرابة سبع سنوات ، ولم نجد في منزله عند رحيله سوى الكتب والدفاتر والأقلام ، كانت كل أحلامه تسكن تلك الأوراق المبعثرة على أرضية غرفته وتحت وسادته وفراشه ، ومع ذلك لم تنشر له الصحف اليومية سوى خمس قصص قصيرة وقصيدتان! كان جوالآ لا يتعب ، وكخيوط العنكبوت كان ينطرح على ساحات المدينة ذات الإبداع ، في الندوات السياسية في الليالي الشعرية في الإجتماعات الشعبية ، في المناسبات الإجتماعية ، في السينما في العروض المسرحية في نادي السينما والعروض الخاصة ، حتى مدرجات الجامعة كان يدخلها بهدوء ويغادرها كبركان لا يهدأ ، أحب الرقص جدآ ، كان يرقص لساعات دون توقف حتى يدركه التعب فيتداعى على أقرب المقاعد ، قطع ذات مرةحوالي خمس كيلومترات وهو يركض مخترقآ شوارع المدينة المظلمة حتى يلحق بحفل عرس يخص أحد أصدقائه ، وهو عائد لمنزله في الساعات الأولى من الصباح -حينما كانت المدينة تسهر والليل يتوقف عند الطفولة- أوقفته دورية أمن! أخرج بطاقة هويته لهم قائلآ:{أهوى شوارع مدينتي جدآ فلا أطيق بعدآ عنها ويعز على تركها وحيدة في الليل ، أحب الكتابة وتسكنني الحروف والكلمات ، أعمل موظفآ بسيطآ ، وعمري قصير ، قصير للغاية فلا تنزعجوا بشأني} وتركوه يمضي وتوارى في الليل.

    3- حياته:
                  

07-20-2004, 07:58 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    سلامات يا ابو ساندرا...
    تعجبنى جداً لمسات الوفاء هذه...
    له الرحمة...
    ولكم الصبر وحسن العزاء.....
    أنور
                  

07-20-2004, 09:34 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    أحب أمرأة واحدة ، أحبها حتى نهاية الفرح ، لم يرتوي قط منها، حكى لي عن عيونها التي أدمن الزظر اليها:{ في احدى زوايا المدينة الهادئة اجلس قبالتها، عاقدآ كل حبي جديلة عطرة حول وجهها وأنظر إلى عيونها ، صدقني ، تمر علي لحظات أبصر فيها المحار واللآلي والأصداف وأعشاب البحر الندية في الحدقات ، ما أحلى السفر في عيونها التي هي بلون البحر زرقة وعمقآ ، عيناها حصني عند العاصفة وراحتي عند التعب}
    ولأنه كان يحس إحساسآ غامضآ بدنو أجله ، قلقآ ومنتظرآ مصيره الحتمي ، فقد كان يقول لها دائمآ وعلى مرأى ومسمع الأصدقاء:{غاليتي ،أحبك كثيرآ ، وأعز عيناك كثيرآ جدآ ومن أجل خاطرهما لا أنكسر ، فدعيني! دعيني لشأني ولا تحبيني!} ولم يقو على نسيانها لحظة واحدة ، ولا أستطاع يومآ ان يكون بعيدآ عنها!
    مرة قال له أحد أصدقائه:{ ما أسعدك لأنك تعيش حبآ كهذا ، كبيرآ وعميقآ!} رمقه بنظرة محتشدة بألأسى والحزن الممزوج بالدهشة والقلق وقال:ر هذا الحب يضنيني ويعذب قلبي ،يتماهى مع حبي للوطن العزيز ، وسط أهله الطيبين وجدت عيني حبيبتي هذه ، ولن أكذب وأقول إنني سوف أنساها ، فالوطن محفور في ذاكرتي بأزميل النار المقدسة}
    مرة أخرى كان يمسك بورقة وقلم رصاص ويرسم خارطة كروكية للوطن ، ويضع راحة يده عليها ، كانت الخارطة في حجم راحة يده ، ثم يقول:{ أنظر الى المساحات هذه ، إنها تماثل عيني حبيبتي ، ولقد سكنت هي هذا الوطن الذي أصبحت لحمته وسداه} ثم تمتد أصابعه الصلبة تكور الورقة الرهيفة ويصعها بين أسنانه كأنما يريد إبتلاعها
    جالسته ذات مساء والفرح المعبأ ثالث إثنين إذ هما في نشوة ، طفق يتحدث بلغة شاعرية ساحرة أخاذه ، وكان قاموسه اللغوي من الإتساع والعمق بحيث يجعلك مشدودآ الى كلماته، عيناه وأصابعه ، أصابعه كانت تشاركه الحديث والإفصاح ، وأخذنا الحديث اليها أخيرى ، فإعتدل في جلسته وأشعل سيجارة أخذ منها نفسآ عميقآ أبان لمعان عيناه وقال:{أتعرف انها امرأة رائعة ، رائعة تمامآ ، ولكن ليس هذا وقتها ، هذا بالقطع ليس زمنها} وتعلقت عيناه بنجم بعيد .
                  

07-20-2004, 10:55 AM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    الاخ ابوساندرا
    هذه كتابة دافئة وحميمة
    اكاد اعرف زكريا
    هي تلك الدموع التي تكتب نفسها منفلتة من نواياالمراثي السائدة
    شكرا يا بركات مع كثيف ودي و تقديري
                  

07-20-2004, 11:58 AM

أسامة معاوية الطيب
<aأسامة معاوية الطيب
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: Yahya Fadlalla)

    الموت طيب يا صديقي ولكن الذاكرة قاتلة ... الموت صادق يأخذ ويذهب ... والذاكرة ماكرة تأخذ وتبقى ... تحمّل ...


    أي سماد أغرق هذا القلب ... الأشواق تزهر فيه طوال مواسم الدمع ... والدمع لا يتوقف ... هل نحن ضعفاء لأننا نحب أم أقوياء لأننا نحتمله ؟
                  

07-20-2004, 05:50 PM

Jaja Jr


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أسامة معاوية الطيب)

    أبوساندرا

    للحزن مذاقان....الطعم المر وطول البقاء وهاأنت تكتب عن زكريا بمداد الوفاء ... أبيا جميلا فى وصفك وحزنك ملىء بالشموخ وأنت ترسم لنا صورة زكريا كأنه ماثل حى أمامنا... وديعا , حانيا كسحابة, ازرق اللون كتمثال من القهوة.. بقلب مثقل بالشجن ننعى معك زكريا , له الرحمة ولك حميم المودة ودمت صادقا عفيفا.
                  

07-20-2004, 08:22 PM

إيمان أحمد
<aإيمان أحمد
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 3468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    *
                  

07-21-2004, 02:08 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    الأعزاء :
    خضر حسين خليل
    AnwarKing
    Jaja Jr
    يحيي فضل الله
    أسامة معاوية الطيب
    أيمان أحمد

    شكرآ على المداخلات المتعاطفة ، فقط أود توضيح التالي :
    1- النص مكتوب بنفس العنوان في الإصدارة الثقافية الدورية { أوراق } التي تصدرها هيئة المبدعين الشيوعيين بمنطقة الجزيرة والمناقل ، العدد الثاني ديسمبر 2003 ، بقلم جدو ، ولعلكم لاحظتم النجمة المعلقة فوق العنوان بما يوضح ان هناك ملاحظة قادمة في الحاشية كنت أنوي أن أشير فيها انني نقلته من هناك { بتصرف} و تعديل طفيف من جانبي لم يخل بالمعنى إقتضته ضرورات ، علمآ كنت بصدد الكتابة عن الراحل العزيز زكريا من فترة طويلة.
    2- الكتابة التي كنت أنويها كانت في نفس سياق كتابة جدو ، مع إضافات مهمة تتعلق بالتالي:
    أ_ ملمح عن أجواء الديوم الشرقية ، والوضع السياسي في تلك الأيام حتى تضيء النص وتشكل خلفية ضرورية لفهمه ، والدخول في أجوائه.
    ب_ الظروف والملابسات الفاجعة والغريبة التي أحاطت بكل المعتقلين من أصدقاء الفقيد اللذين كانوا معه في تلك الليلة المشئومة ، ومصائرهم الفاجعة بحق والتي عبرت عنها باللعنة قتل زكريا ، أو العين التي أصابتهم بما فيهم زكريا نفسه.
    3- وصلتني رسائل بالبريد الالكتروني من بعض أصدقاء ومعاصري الفقيد زكرياومنها رسالة من الصديق بدرالدين عبدالتام في أيوا بأمريكا والذي ذكر لي ان زكريا طلب منه مرافقته تلك الليلة إلى بري لتلبية دعوة أصدقاء مشتركين ، أظنها كانت إحتفاء بإنتقال أسرة محمود محمد مدني إلى بيتهم في بري أو إمتداد ناصر راحلين من الديم ، وذكر لي البدر انه لم يستطع الذهاب مع زكريا لإرتباطه بموعد هام لا يمكن التخلف عنه ، ووعد بدرالدين بتزويدي بمعلومات إضافية.
    وتبادلت رسائل أخرى مع الزميل حسن الجزولي حول الموضوع وأتوقعت مساهمته هنا وهو لديه ما يقوله خاصة ان تلك المجموعة تضم معظم اصدقائه من شباب الديم.

    بقى أن أقول ، لست من أصدقاء زكريا ولكني من تلاميذه ، كنت وأقراني ننظر له كبطل أسطوري ، الهمنا الكثير والكثير ، وكنت محظوظآ إذ ربطتني علاقة وطيدة بآل نوبه ، أولاد عمنا المرحوم علي إسحق ، عوض وسيف وكان يقيم الراحل زكريا معهم في نفس البيت ، وأستطيع { الإدعاء} ان لزكريا بعض الفضل إلى جانب كثر في النفوذ الشيوعي في الديم ، لقد بنوا للحزب قاعدة قوية هناك ، بفضلها كاد الشفيع أحمد الشيخ أن يفوز بالدائرة في الستينات وففي الحقيقة هو فاز بأغلبية الأصوات في الديم لكن عشش الفلاتة التي كانت تتبع لدائرة الديم رجحت مرشح الوطني الإتحادي إبراهيم المفتي ، وبفضلها فاز السكرتير العام نقد في هذه الدائرة التي ضمت هذه المرة العمارات في آخر إنتخابات أعقبت إنتفاضةماريل ، والمفارقة ان أصوات العشش هذه المرة والتاريخ يعيد نفسه رجحت علي عثمان طه على الشفيع خضر في دائرة الأمتداد والعشش ، فقد كانت أصوات العشش مطروحة على المزاد في سوق نخاسة مقيت ومبغوض ، أقول لزكريا ولرفاق سبقوه وأخرين أعقبوه ومجموعة جايلته القدح المعلى في نفوذ مازال قائمآ.
    أتمنى أن يطلع على هذا البوست ، من بقى من أصدقاء زكريا وأخص هنا الصديق العزيز يحيي شمت ، وعوض نوبه ، وبدرالدين عبدالتام أن يزودوني عبر الإيميل بما خفي عني .
                  

07-21-2004, 11:02 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    أبو ساندرا
    أنا أيضا كيحيي فضل الله ، كأنني أعرف زكريا هذا ،، هذا الذي كان يذرع طرقات المدينة ويعشق ترابها ، تعرفه ويعرفها ، من المؤكد أنني التقيته ، أو سرت إلى جانبه ، فقد تعلمت من زكريا ورفاق زكرياأن المشي في شوارع المدينة بمثابة القبلة للتراب الذي نحب ونعشق ،،
    حياة زكريا ورفاقه فصل من كتاب الوطن ، لكن كتاب الوطن لم يكتب بعد ، هذا الذي بين يدينا هو كتاب مزور ، كتاب زيف ونفاق ، المدينة لا تعرف الغرباء ، لا تعرف الذين ينحشرون داخل بيوتهم ، داخل أفكارهم ، داخل أنانيتهم ،، الذين لم يبلل عرقهم تراب المدينة ، والذين لا تعرفهم الجزيرة والمناقل ، والذين لا يعرفون أن للوطن أجنحة شرقية وغربية وشمالية وجنوبية ، هؤلاء غرباء ، ولا يمكن أن يكونوا جزءا من كتاب الوطن ، وحده زكريا وزفاق زكريا ومن كان من فصيلتهم هم الذين يشكلون كل فصول الرواية ،، هذه الرواية ستجد من يكتبها يوما ، وستجد من يوزعها مجانا على السائرين في شوارع المدينة يحيلون غبارها إلى غيوم ويحيلون ليلها فجرا ويحيلون فقراءها إلى أعزّة ،،
    يعيش زكريا ليقدم النموذج لأبناء الوطن البررة ،، يبرون التراب ، ويبرون الإنسان ، ويبرون الطرقات ، ويبرون الأدب والسياسة والسينما والجمال ،، تجدهم أينما يكونون لا يقدمون إلا الجمال ، لا يعاقرون إلا الجمال ، لا يضاجعون إلا الجمال ،، تظل ذكراهم مسجلة بين ذرات التراب ، وفي وجدان الشعب ، وفوق جدران الوطن ،، يحاول العابثون محو هذه الذكريات ، لكنهم لا يعرفون أنها ذكريات لا يمكن محوها ، فهي مختلطة بدم ، وتراب ، وضمير الوطن ..
    يموت زكريا فتبكيه الطرقات ويبكيه الرفاق ، تبكيه المكتبات ودور الجمال ،، والرسميون لا يقيمون لزكريا سرادق عزاء ، ولا يقيمون له عرس شهيد ،، لكن الوطن يقيم عزاء مفتوحا لزكريا ، ويمنح زكريا إجازة موقعة من كل أبناء الوطن بأنك شهيد يا زكريا ،، وعريضة يوقع عليها النيل قطرة قطرة ، وذرات غبار الطرقات التي ذرعها زكريا جيئة وذهابا تشهد له بالشهادة ، ويشهد العمال والفلاحون ومظاليم الهوى والمال ، كل الذين صودرت فصولهم من كتاب الوطن يرون زكريا في كل أحلامهم وآمالهم ، يرونه رمزا للبر بالوطن ،،
                  

07-21-2004, 11:28 PM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    يا الله من مغادرة الاصدقاء هكذا جد على عجل

    نحزن كثيراً لكن يبقى حنق ما عالق بحلوقنا
    كانه خيانة الحبيب وهجره

    شكراً ابو ساندرا لنقل هذه الكتابة عن زكريا لكم / ن الصبر وله الرحمه
                  

07-26-2004, 09:54 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    الجندرية
    لا أراك الله مكروهآ في عزيز لديك ، وشكرآ يا اخية على الزيارة ونأمل أن تبقي معنا لنهاية البوست.


                  

07-26-2004, 10:25 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    قال يحدثني:
    { أتعرف أنها امرأة رائعة ، رائعة تمامآ ..ز، أريد أن أتعلم نسيانها ، أريد أن أبتعد عنها.
    -ولكنك لن تستطع نسيانها مهما إبتعدت عنها!
    - ربما تنساني هي ، وهذا ما أتمناه
    -إنك تدمر قلبك وحياتك وتعذب نفسك كثيرآ
    _ أعرف....ولكني أفعل هذا كي لا أجلب لها التعاسة والعذاب، صدقني هي لا تستطيع إحتمال هذا اللم ،هل رأيت وردة تصمد لإعصار؟
    - لماذا لا تتجوزها؟
    -أعرف تمامآ ا، هذا لن يحدث ..، لن يحدث البتة!
    -إذن ماذا ستفعل؟
    -حا أطلب إجازتي السنوية وأسافر الجنوب
    -ولماذا الجنوب بالتحديد؟
    -حلم قديمبأن أقضي بعض الوقت هناك ، أتعلم بأن أحد أجدادي من الإستوائية؟!
    وغاب عن العاصمة أسبوعين ، ثم عاد اليهما ، المدينة والحبيبة.

    عاد في احدى الليالي حالكة الظلام إلى مسكنه، أشعل قنديل زيتي صغي ،يستعين به على ظلام تلك الأيام وظلمتها، كانت الكهرباء مقطوعة عن الحي بأكمله تلك الليلة. وضع اوراقه فوق منضدة صغيرة أمامه وشرع يكتب لأطفال السودان ، قصيدة حلوة عن البهجة التي لا تموت في عيون الصغار ، برغم شظف العيش وقسوة الحياة التي يواجهها الآباء ز عند الفراغ من كتابتها ترك كل شيء على حاله وخرج للشوارع والليل ، كان الأطفال في خاطره عندما توقف عند منزل جدرانه بيضاء ،ملساء ونظيفة ،مما اغراءه بالكتابة فلم يتوانى في غخراج قلم زيتي أحمر وراح يخط بالبنط العريض{ يا أطفال السودان إتحدوا} فجأة لمعت عند مدخل الشارع من جهة اليمين أنوار سيارة قادمة نحوه بسرعة ، هرول عبر الشارع الخلفي وإستتر بالليل وضيق الشارع ، حتى وصل بيته ، في تلك الليلة ذاتها كتب { الطفل الجميل والغول القبيح} حكاية رائعة للأطفال ، بعد خمسة أيام وعند العاشرة مساءآ وكان قد حضر لتوه من السينما بعد مشاهدته لأسبوع الفيلم التشيكي ، خلع قميصه وشرع في تدوين ملاحظاته عن الفيلم واليوم برمته كما يفعل عادة ، فجأة سمع خبطات قوية متتالية على باب منزله ، دقات كما الطلقات ، وخشيى ان توقظ الطرقات العنيفة أطفال أخته ،فهرع ناحية الباب ، فتحه ، وجد أمامه خمسة أشخاص بملابس عادية وعلى مسافة غير بعيدة وقفت عربة بداخلها رجل يجلس خلف مقودها ، بغلظة إستبانها رغم الظلام أخرجوا بطاقات هويتهم وأشهروا السلاح ، أحاطوا به ثم دفعوه داخل العربة ،لم يمهلوه ليخبر أهله ، فإنطلقت العربة إلى جهة مجهولة بالنسبة له ، وظل الباب الخارجي للمنزل مفتوحآ حتى الصباح

    4- وفاته ، مقتله
                  

07-28-2004, 10:04 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    ابو ساندرا

    انتظرك وزكريا بشغف
                  

07-29-2004, 01:36 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    العزيز خضر
    وأنا متلهف مثلك لإكمال الجزء الأول والبدء في مساهمتي في الجزءالثاني بعنوان ، عين صابتهم ، أم لعنة؟
                  

07-29-2004, 03:06 AM

degna
<adegna
تاريخ التسجيل: 06-04-2002
مجموع المشاركات: 2981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    الحبيب ابو ساندرا سلام وتحايا عطرة

    الابداع الحزين الدافئ ينسكب من الحروف متالقا يتلئلا حزنا نبيل
    وكلمات حانية تهفوا لكي تعانق من افتقدناهم زمنا وعندما عادوا الينا اتو وليتهم مااتو في كفن كما قال بعض الاحباء

    لك كثيف الود والعزاء الحار في فقدك وفقدنا العزيز

    علي احمد
                  

08-01-2004, 07:58 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    أواخر العام 1976 خرج من المعتقل ،بعد ثلاثة أيام لا أكثر ذهب إلى مقر عمله بإدارة المحاكم مطالبآ بارجاعه للعمل ، كان سعيدآ ، فرحآ وممتليء تفاؤل ، كان يبدو كمن يريد إحتواء الدنيا كلها بين ساعديه-رغم انه تلقى في ذات الصباح خطابآ يخطرونه فيه بفصله من الخدمة- لم يندهش كثيرا ولم يغضب..لكنه ظل متماسكآ ومدركآ لكل ابعاد قضيته. قدم إحتجاجآ كتابيآ على فصله التعسفي بلا مجلس محاسبة ، وقدم إحتجاجآ مماثلآ على إعتقاله سنوات بلا تهمة واضحة ودون أن يمثل أمام محكمة!
    بعد يومين من ذلك ، أي في اليوم الخامس لخروجه من المعتقل ، قصد منزل حبيبته، التي كانت تزوره طوال فترة الإعتقال بإنتظام ، جلس مع أسرتها قرابة الساعة ثم إنتحى بها ركنآ قصيا-حاولت ان تساعده بحمل كرسيها لكنه أبى إلا ان يحملهما معآ-جلس قبالتها وباغتها بالسؤال:
    هل تتزوجيني؟
    صمتت لبرهة وأخذت حدقاتها في الإتساع: أتعني حقآ ما تقول؟
    أجابها بسرعة لاحظتها:ولما لا؟
    ردت: أجلانني موافقة ،موافقة تمامآ ، ولكن!؟
    ولكن ماذا؟
    موافقة ومستعدة جدآ بشرط ان تنفذ انت شخصيآ هذه الموافقة
    أطرق طويلآ وكانت أصابعه النحيلة القوية تداعب شعر رأسه ، بدأ لها أنه قد تورط بهذا الطلب ، لكنه أجاب وهو مركزآ نظراته على وجهها الجميل : أنا أيضآ موافق ، موافق كليآ ومستعد أيضآ..ولكن!.. سكت ،ثم قبل يديها ، وإفترقا.

    في اليوم التالي وجد زكريا مقتولآ! ملقيآ في الفضاءالمؤدي للجريف غرب في الساحة التي تلي مطار الخرطوم من ناحية الجنوب الشرقي ،قدمه اليسرى حافية والأخرى في حذائها ، أصابع يديه مكسورة ومهشمةتمامآ ،ملابسه وشكله يدلان على انه تعارك مع عدة أشخاصكثر ، ونقوده القليلةلم تمس فيما يبدو! ساعته العتيقة مربوطة على معصم يده اليمنى وتعمل برتابة ، ظلت أنفاسهتتابع ببطء ولكنه ظل في غيبوبة كاملة ويبدو كالجثة!
    وجده في الصباح الباكر بائع خضروات كان ينقل الخضروات على حمار إلى سوق البراري ، عند السابعة كان في غرفة الإنعاش في مستشفى الخرطوم ،بذل الأطبا-ومن بينهم أصدقاء له- محاولات جادة عند الثالثة بعد الظهر أسلم الروح مفارقآ حياة عاشها-كما يجب- بشرف وحب عميق للوطن والناس.

    دفن الراحل العزيز زكريا عبدالرحمن عيسى في مقابر فاروق ، فيما بعد وجد أصدقائه ومعارفه مشقة كبيرة في التعرف على موقع القبر.
    بعد أسبوع من الوفاة تقدم محامي مشهور ببلاغ للسلطات القضائية متهمآ بعض عناصر الأمن بتخطيط وتنفيذ الجريمة بالكامل.


    ونواصل
                  

08-03-2004, 11:08 PM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    لمحة عن الديوم الشرقية

    رحلت منطقة الديم في بداية الخمسينات من المنطقة الواقعة بعد قضيب السكة الحديد وموقع حديقة القرشي الآن حيث كانت حي شبه عشوائي ، إلى موقعها الحالي ،يحده شمالآ قبل محطة الغالي الشارع المؤدي إلى شارع 15 في العمارات خلف مقابر فاروق ، وجنوبآ الجناح الجنوبي لجامعة السودان /كلية الهندسة ، الكلية المهنية سابقآ أي إمتداد شارع 61 في العمارات المؤدي للسوق الشعبي غربآ ، ومن ناحية الغرب ميدان سباق الخيل وسارع الحرية وحي السجانة المجاور وما بعدها ،الديوم الغربية ومن ناحية الشرق شارع محمد نجيب الفاصل بين الديوم والعمارات.
    تضم الديوم الشرقية أكثر من 18 حي أهمها من ناحية المساحة ، ديم القنا ، الديم وسط ، حي الزهور ، ديم تقلي ، ديم الزبيرية ، حي السباق ، ديم التعايشة ،ديم الجوامعة ، حي السجانة الجديدة ،حي تعويضات المقرن ، ديم بنده
    تقطنها كل القبائل السودانية وتمظهر ذلك في تسمية بعض الأحياء { ديم التعايشة ن تقلي ، الزبيرية ،...الخ ، وفي تسمية بعض الفرقان الصغيرة ، الجعليين والشايقية والنوبة هم الغالبية ، وكذلك بعض الأقباط اللذين إندمجوا تمامآ في النسيج الإجتماعي للديم
    التقسيم الطبقي ، معظمهم عمال في السكة الحديد والنقل الميكانيكي ومعلمين في البدء ثم كل الوظائف لاحقا اطباء ومهندسين ن العمال احسنوا تعليم ابنائهم فتاهلوا لكل المهن
                  

08-08-2004, 02:25 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    البيوت الضيقة ،200متر مربعوفرت جوار حميم لا يعرف الأسرار بفضله صار الجيران أكثر من أهل ،وكان سببآ لتواجد الشباب معظم الوقت على أركان ونواصي الشوارع مما زاد من حيوية الحي وجلسات السمر والحوار والمناقشات ، كل هذا مقروءآ مع تعدد في كل شيء أفرز مناخآ مواتيآ للفعل الإجتماعي ، حيث ضم الحي عدد كبير من الاندية والروابط والجمعيات الأقليمية ، والرياضي حيث نشأت مجموعة من الفرق الرياضية في كل الأحياء بلغت ال18 فريق تلعب في منافسات حامية في أول ساحة شعبية رياضية في السودان وفد برزت في الحي مواهب فذة في كرة القدم خاصة في اندية المقدمة وفي المنتخب الوطني أذكر منهم مزمل دفع الله واللواء عبدالمحمود إبراهيم وكتم وأحمد سالم وطارق أحمد آدم ومنقستو وغيرهم من الأفذاذ،والثقافي الذي عبرت عنه مجموعة من الجمعيات الثقافية التي عملت من خلال الأندية وأهمها نادي الصداقة والربيع والقولد وغيرها ، والسياسي حيث عرف الحي نشاط سياسي واسع لكل الأحزاب خاصة للحزب الإتحادي الديمقراطي ُم الحزب الشيوعي السوداني الذي كون قاعدة ونفوذ قوي في الديوم الشرقية منذ مطلع الستينات .
    في هذا الحي عاش زكريا ورهط من أصدقائه ومجايليه ومعظمهم تأثر بحركة الرفض العالمية ، وإنتموا لليسار ، ولشعارات التحرر الوطني وحركاته والهييبز والخنافس ، وإهتموا بالموسيقى وخاصة فرق الجاز التي عج بها الحي مثل فرقة جاز الديوم بقيادة الماهر الراحل عمر عبدو {حجة كولن كولن} وجاز النسر بقيادة العم قسم الله ، واسوندرز ، ووليم أندرية وشرحبيل أحمد وعدد من أعضاء فرقة جاز المدرعات وكمال كيلا
                  

08-10-2004, 07:41 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    لعنة أم عين

    لعنة أم عين تلك التي تناولتهم واحدآ إثر الأخر ، طالتهم جميعآ ولم تستثن منهم أحد !

    هذا السؤال يقود لذلك الصباح الفاجع الذ عرفنا فيه بمقتل زكريا ، ران الوجوم والحزن العميق على كل الأحياء ،ومع الحزن أخذت الناس الصدمة والدهشة في آن معآ ، فلم يكن لزكريا أعداء قط سوى الجهل والمرض والكذب والدكتاتورية القابضة ، لم تك له ثارات ولا أحقاد ولا خصومات كل أفكاره وآماله كانت من أجل الناس والحزب والتقدم ، لذلك أتجهت الأنظار إلى جهاز الأمن خاصة ان عملية ألإغتيال لم تنطوي على سرقة بدليل وجود الساعة وحفنة ملاليم ،كما ان الحالة التي وجد عليها تؤكد أن المعتدي أكثر من شخص .

    عفوآ ، أعتذر عن المواصلة اليوم لظرف طاريء ، ولنا عودة
                  

09-02-2004, 02:25 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    بعد أسبوع من حدوث الوفاة تقدم محامي مشهور ببلاغ للقضاء يتهم بعض عناصر الأمن بتخطيط وتنفيذ الجريمة ، ولكن فجأة ولأسباب باتت معروفة توقف سير التحقيق وإختفت المتعلقات الخاصة بالمغدور .

    المفاجأة الثانية كانت إعتقال عدد من أصدقاء الفقيد اللذين كانوا معه في تلك الليلة المشئومة ، وظلوا في الحبس لأكثر من عام ، كان الحي خلالها نهبآ للتحليلات والإحتمالات والشائعات ، وظلل القلق أرجاء الديم ، وفقدت لياليه العامرة مذاقها وأقفهرت الحفلات فقد كان اللذين يصنعون الفرح ويأججون الحفلات وراء القضبان.

    أطلق سراحهم ماعدا واحدآ بعد سنة تقريبآ و، وكعادتهم في صناعة الفرح ، أقاموا حفلآ ضخمآ بهيج ، كان حفل محضور عدد كبير من الشباب ومن الحسان وزحمت الشارلستونات المكان ، والشعر الكث تحكر في رأس الخنافس الحاضرين ، وولع الجاز يهج حياله نهدآ وجيد ، وسال الخمر ومشاعر الناس جداول.
    بعض الشباب إستهجنوا إقامة الحفل فقاطعوه ، أما أنا فقد إتخذت موقفآ وسط ، لم أشارك وكذلك لم أحضر ، ولم أكن غائبآ ، حرصت على التواجد خلف صيوان الحفل وعلى مقربة أتاحت لي الرؤية ومكنتني من مناقشة بعض الحاضرين ، الغائبين الذين إتخذوا ذات الموقف ، كان الإستهجان منصبآ على أنهم لم يخرجوا من معتقل سياسي ، ولكنهم كانوا متهمين في جريمة قتل ، والقتيل حبيهم وصاحبهم ، كان مفروض يقيموا سرداق عزاء ويقفوا فيه يتلقوا التعازي !

    في مدى سنوات قليلة تعرضت تلك الكوكبة لمآسي ، سوف نتناول بعضها متى ما سنحت فرصة.
                  

09-04-2004, 10:54 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    ح . ع . أ

    كان قبلة الأنظار ، ونجم حفلات الديم ، وميادينها ، وسيم الطلعة ، وصاحب مواهب متعددة ، يكتب ، يرسم ، يعزف بإجادة على الجيتار ، ومتحدث لبق وبه جاذبية رهيبة للبنات ، يلتفن حوله تمامآ كالفراش والنور .
    بعد خروجه من المعتقل لم يلبث إلا قليلا وسافر إلى الخليج مخلفآ فراغآ ضخمآ في ليالي الديم ، ومخلفآ أيضآ لوعة وأسى في قلوب عاشقة وآملة.
    وكعادته ، صار هناك نجمآ وكان في دائرة الضؤ دائمآ ، وعرفت الأمارات عشقه المجنون للفن والجمال.
    العين التي أخرجته من الوطن ، أصابته هناك ، فتعرض لحادث مأساوي حيث أنقلبت به سيارة العمل وأحدث ذلك كسور وشلل نصفي أقعده على كرسي متحرك وهو ممشوق القوام ، جميل المحيا ، ولم تفلح كل المحاولات بما فيها التي جرت في المانيا لعلاجه.
    حالته أبكت كل من عرفه ، ولكنه وبإرادة قوية تجاوز حالة الإحباط وبعون عدد كبير من الأصدقاء والصديقات اللذين عجت بهم داره طوال سنوات ، وسرعان ما إستعاد قدراته وروحه الوثلبة وشهدناه مرة أخرى في الحفلات وكان يستقطب الأنظار ويمتعض للشفقة البادية في عيون كم أحبها!
    وصلني كتابه الذي رصد فيه تجربته مع الإعاقة ،وكانت تجربة تستحق الإشادة ، حكى في الكتابة عن ذكريات ونقل أجواء الديم في تلك الأيام وتحدث عن حالة عشق مدهشة وبلغة رفيعة وآسرة.
    قابلته في العام2000 -إن لم تخني الذاكرة- في منتدى الخرطوم التقافي الذي كان ينعقد كل أثنين في مجمع طلعت فريد لألهاب القوى قبالة كبري المسلمية بجوار مبنى المطافيء القديم ، قابلته هناك في ندوة قدمها الدكتور مرتضى الغالي والأستاذ فيصل الباقر عن الشفافية ولقد قدم مداخلة رصينة وواعية نالت إعجاب كل الحاضرين.
    أبلغتني رشيدة بأنه يعيش حالة مرضية صعبة وذهبت لزيارته وكانت بادية القلق عليه ، أيام ونقلت لي نعيه، الذي شق على عدد كبير من الأصدقاء والمعجبين وكل من ربطته به معرفة أو علاقة ما.
    نسأل الله ان يرحمه رحمة واسعة وأن يعوضه عن شبابه ومعاناته وصبره الجميل عليها ، الجنة .
                  

09-06-2004, 09:53 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حياة وموت زكريا * (Re: أبو ساندرا)

    يا صحاب ،، وخاصة حسن الجزولي الذي عايش تلك الحقبة الرائعة وزامل تلك الكوكبة من جيل الرفض ، تركتوني أحمل هذا البوست وحيدآ ووقفتو فراجة ، كتفي إنهدل ..
    وكيف العمل ..!
    بعدين الأخوة الزوار اللذين على علاقة بتلك الأيام ، أرجو المشاركة ، أكتبوا وأرسلوا عبر بريدي الموضح في البروفايل وسوف أتولى نقله هنا ، والكلام ليك يا بدرالدين عبدالتام ، ويحيي شمت و عوض نوبه ، وعثمان محمد السعيد ، والناس القابلو الراحل العزيز حسن عثمان الحسن في الإمارات وفي الحياة .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de