دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
المقذوفة (الكرنقيّة) وخيبة المثل السّوداني!>>> للأديب المؤدب الطيب برير
|
Quote:
لم يزد المشهد (الكروي الممتاز) أن كرّر نفسه للمرّة الخامسة في توالٍ يحسب في عداد (التّفرّد) بماركة هلاليّة غير مزاحم عليها، وغير منظورة إلا في مستقبل يمتدّ لسنوات خمس مقبلات لمن يملك ويأنس في نفسه جرأة تحمله طوعًا إلى السّجل المُذهّب في صفحة السّبق الهلالي النّفحة والشّذى والمزاج، على أن ذلك – إن حصل بتواليه – سيُبقي (فاعله) في خانة المُقلّد، إلا إذا أضاف إليها سادسًا وغاب (الهلال) عن سماه.. فهل من (مغامر) جرئ؟! ورغم تكرار (المشهد) في سنواته الأربع السّابقات؛ إلا أنّ الصّورة الخامسة حملت بُعدًا درامتيكيًّا عصيًّا على التّجاوز والنّظر العابر، فالفريقان (الهلال والمريخ) جاءا إلى ليلة الخميس وقد أبليا حسنًا في المسابقتين الإفريقيتين.. بما لا يتّسع معه المقام هنا للاستفاضة فيه، لكنّهما أعادا رونقًا غاب وبريقًا خبا.. وكانت ليلة الخميس، والكفّة في مرجحتها مائلة باتّجاه (الهلال) غير أنّها لم تُخفِ حسابًا حرّك (المريخ) نحو حلمٍ مسرحه ليلة (سبت) مقترحة، نزعت (ثلاثيّة) الهلال ورقتها من تقويم (الاحتمالات).. بلغ التحفّز والتّوتر ذروته والسّاعة تشير إلى تمام الثّامنة، ليحرّر (الحكم) هواء خصّصه في رئتيه لـ(صافرة) البداية.. بدت على ملامح (النّجمة) قسمات إصرار نحو بلوغ (الهدف) والغاية، وعيون الرّصد الهلالي تطارد الشاردة هنا والواردة هناك، فإذا ما أوشك الشّوط الأوّل على طيّ صفحته تصاعدت الدّراما.. كرة عبرت من الجنوب إلى الشّمال دون أن يكون لها أيّ مظهر من مظاهر الخطر المُحدق، لكنّ (داريوكان) أراد لها أن تكون غير ذلك، صعد كما يجب أن يكون الصّعود، لكن رأسه لم يسعفه لتحويل الكرة باتّجاه الاطمئنان، فهبط لا كما يجب الهبوط، عندها كان لـ(طمبل) رأي في حسن (الاستغلال)، فمضى متجاوزًا وأرسلها بين اثنين ثالثهما (المعز) الذي حاولها فغالبته، واشتبكا في (الشّباك).. ليتها أتت من غير (طمبل)، لكن ليكن العزاء في قول القائل (إحدى يديّ أصابتني ولم تُردِ).. ولم يطل أمد الأسى والحزن (الطّمبلي) كثيرًا.. (كرنقو) جاء (شوكة) في مقيات (التبرّج) المريخي، دحرجها له ابن المصطفى (الهيثم)، فمضت نحوه وفي ذاكرتها (مأساة الحضري) فجعلت تستغيثه وتنادي (طلبتك بالنّبي برّااااحة)، لكنّها لم تلق غير قدم حافظة لدرس (المقذوفات) من كتاب (الميكانيكا)؛ فأرسلها كـ(فشّة مغبون)، و(هيجان ثائر)، قاطعة (الياردات) في سرعة أحرجت الكاميرات وهي عبثًا تستمهلها (ببطء) من صنع التّكنولوجيا، لكنّه لم يفلح في تهدئتها، فما هي إلا مسرعة عجلة.. طار لها الـ(بهاء) واستقرّ دونها، فقد حفظتها ذاكرة (شباكٍ) يُحمد لها أنّها احتملت ما أصابها، ولا لوم عليها في (القنتة) فإنّ ذلك ممّا لا يقدح في (متانتها)، عندها استدار الفرح شمالاً واشتعل، وعليه انقضى نصف الفرح الأول.. وخبئ مطلع الشوط الثّاني فرحًا مريخيًّا (عجلاً) كسابقه، فجاء (العجب) بهدف في سقف المرمى (المسكين) فاستطال الحلم إلى غاية الدّحر، وخطّ دفاع الهلال به ما به من (ارتباك) أتاح فرصتين كانتا كفيلتين بطوفان (أحمر القسمات)، لكنّ هذا لم يكن، لينقلب الحال باتّجاه الشّمال، لحظتها تجاوز (السّيف) وخطا داخل المربّع المحظور فلحقته قدمٌ رأت (الرِّجْل) ولم ترَ (المستديرة)، فكان الذي أثار صاحبًا بجواري وحمله لقول: (أُمّك كسرو)، وكان العقاب، ضربة من نقطة الجزاء، فأُبعد الجميع إلى خارج المُربّع المحظور إلا أسمر اسمه (كلتشي) ومتوثّب اسمه (بهاء)، قلّب الـ(كلتشي) نفسه ذات اليمين وأعاد وضعه ذات اليسار ثم عاد إلى اليمين كرّة أخرى فإذا ما استقرّ رأيه أرسلها في يمين الـ(بهاء) الذي طار شمالاً ليقبض بعضًا من الحشائش الخضرة النّضرة من جودة الرّواء، ومعها كثير من هواء مُعبّأ بالحسرة والأسف.. ليتها لم تأتِ من (كلتشي)، هكذا كان لسان الحسرة في (الجنوب) فقد تجاوز بهذا محطّة الـ(19) إلى رقم (القياس) في الأهداف.. وتلك (حسرة) تضاف إلى قائمة (الزّفرات) الحرّى و(الأسف) الطّويل، بطول أغنية (خمسة سنين)! كلّ هذا و(قودوين) يعمل جهده في الوصول، فسجّل حضوره – ضمن ما سجّل – في أعلى العارضة الجنوبيّة أولاً، ثم عاد بمقذوفة يساريّة صافحت القائم الشّمالي لكنها آثرت العودة إلى الميدان هذه المرّة، بعدما لمحت (غزالاً) برّيًا ينتظرها في (موقع الجمال) فأكرمها كما يجب أن يكون كرم الـ(مهند) وأسلمها حضن الشّباك.. وانصرف عنها إلى ما عُهد عنه من رشاقة تتّخذ الهواء مسرحًا لـ(شقلبة) معكوسة، ثمّ استقرّ باسمًا، انتظارًا للرّاكضين نحوه في معرض العناق و(الشّعلقة)، عندها قال لي مؤانسي صاحب (أُمّك كسرو): (الشّي شنو.. الكيشه قدّمو والحقو؟!)، لحظتها انصرفت إليه نافيًا عن المريخ (الكيشنة)، مشيرًا إلى خلل في (المثل) فقط، كنوع من المواساة منّي له في (حزنه الأحمر)!! ما بقي من أحداث المباراة مسجّل بـ(الصّورة) في طيّات التّاريخ، وإن كان أبرزها (مغامرة) ذلك الذي (يخشى ركوب الطّائرات) فلو أن (حلمه) تدحرج يسارًا ولم يحتكّ بالقائم لتجدّد على (أهل الشّمال) الجرح (الطّمبلي)!! آخر (أكسجين) نقيّ زفره (الحكم) في صافرته، إعلانًا لنهاية اللّقاء.. عندها تجاور (الحزن) و(الفرح) في (الرّد كاسل) الجميل، (الحزن) كان نبيلاً وهو يرسم (بسمة عزاء) تغنّي (ورا البسمات كتمت دموع، بكيت من غير تحس بيّ)، أمّا الفرح فتبرّج كطلعة الهلال، تعلّق في (العارضة) الشّمالية وزرع (بيرقه) هناك، كنوع من (الاحتلال) البريء، وهبط إلى الأرض عناقًا أزرقاً في ابيضاض، وأبيضًا في ازرقاق.. وصعد من ثَمّ إلى حيث (الذّهب) في الانتظار عند المنصّة، كأسًا حفظ (بصمة) صدق من (الهيثم) ودفء احتضان في محبّته.. أمّا بقيّة الكؤوس (الفارهات) فلم تُرد الانقطاع فذهبت تابعة (لزعيمها) الكبير من صدارة هدّافين عند (كلتشيها) وجودة حراسة لدى (معزّها) وحسن سلوك عند (سيّدها)، غير أنّ واحدًا منها فعل (العجب) وآثر انتظار (العجب) تتويجًا لحسن الأداء في ليلة الخميس.. فلم يصعد له! هكذا انطوت الصّفحة في (اعتياد خماسي)، ليدّخر العام المقبل احتمالات (توالٍ) سادس، أو عودة لأحمر غاب! الطيب برير يوسف جريدة المدينة [email protected]
|
الشاعر البار برني بها وبمعجبيه الكثر فلم يبخل عليهم وأتاحها في المشاهد أنقلها لكم لتشاركوني المتعة ولتزجوا التحايا والحب للطيب برير
|
|
|
|
|
|
|
|
|