|
فدوى طوقان تودع الأدب وتدخل ذمة الخلود
|
توفيت الشاعرة والأديبة الفلسطينية فدوى طوقان في مستشفى نابلس عن عمر ناهز 85 عاما إثر هبوط في القلب بعد أن ظلت تحت الملاحظة في وحدة العناية المركزة لمدة 20 يوما.
ونعى الرئيس ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية الراحلة التي كرست حياتها لكتابة الشعر والنثر وتناولت موضوعات تتعلق بالنضال الفلسطيني وأخرى تتحدث عن المرأة في المجتمع الفلسطيني.
ولدت طوقان التي تحمل لقب "شاعرة فلسطين" عام 1917 بمدينة نابلس لعائلة عريقة ومحافظة جدا مما ترك أثرا واضحا في كتاباتها خاصة النثرية. وتلقت تعليمها الابتدائي في نابلس, لكن لأسباب اجتماعية لم تتمكن من إكمال تعليمها الثانوي فتعهدها شقيقها الشاعر الفلسطيني المعروف إبراهيم طوقان بالرعاية والتثقيف.
وصدر لفدوى التي تحمل الجنسية الأردنية عدة دواوين منها "وحدي مع الأيام" عام 1952 و"وجدتها" عام 1957 و"أعطنا حبا" عام 1960 و"أمام الباب المغلق" عام 1967 والليل والفرسان" عام 1969 و"على قمة الدنيا وحيدا" عام 1973 و"تموز والشيء الآخر" عام 1989 و"اللحن الأخير" عام 2000.
أما أعمالها النثرية فكانت "خي إبراهيم" عام 1946 و"رحلة صعبة-رحلة جبلية" عام 1985 و"الرحلة الأصعب" وهما سيرة ذاتية كتبتها عام 1993 في العاصمة الأردنية.
وقد ترجم العديد من أعمالها إلى الإنجليزية والفرنسية واليابانية والعبرية والإيطالية والفارسية. وحازت طوقان العديد من الأوسمة والجوائز العربية والدولية لكن الأقرب لها كما وصفته هو تكريم جامعة النجاح الوطنية في نابلس التي منحتها شهادة الدكتوراة الفخرية لعام 1998.
ونعى وزير الثقافة الفلسطيني يحيى يخلف -وهو كاتب وروائي- فدوى طوقان قائلا إنها كانت أحد أبرز الرموز الثقافية للشعب الفلسطيني والعربي وقد "سخرت شعرها وقلمها للتعبير عن الجوانب الحضارية والإنسانية في كفاح الشعب الفلسطيني".
ورغم ما تعانيه مدينة نابلس من حصار وتوتر فقد خيمت مشاعر الحزن على الأهالي بعد انتشار نبأ وفاتها، وقال محافظ المدينة محمود العالول "سنعد جنازة مهيبة تليق بشاعرة عظيمة ومبدعة متألقة حملت همومها وأحلام شعبها".
وسيشيع جثمان الشاعرة الراحلة بعد صلاة العصر يوم غد الأحد بانتظار وصول عدد من أقربائها. وقال الكاتب والناقد الأدبي عادل الأسطة إن فدوى حاكت الموت في ديوانها الأخير قائلة "يا أخ الروح رجاء لا تمت أو فخذني معك".
وتعتبر فدوى طوقان من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي وصلن الشعر القديم بحركة الحداثة والتجديد، فخرجت من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة إلى الشعر الحر.
وقد حصلت على جوائز دولية وعربية وفلسطينية عديدة وحازت على تكريم العديد من المحافل الثقافية حيث نالت جائزة رابطة الكتاب الأردنيين عام 1983 وجائزة سلطان العويس عام 1987 وجائزة البابطين للإبداع الشعري عام 1994 وجائزة ساليرنو للشعر من إيطاليا ووسام فلسطين وجائزة كافاتيس الدولية للشعر.
وكتبت طوقان عن نفسها ذات مرة قائلة "أنا عين المرأة .. الشاهدة.. بؤرة العدسة .. صياح الديك عند الفجر .. لؤلؤة الكلام .. حجارة الحيطان العتيقة .. نبتة الظلال التي تعانق المساء .. أنا الصوت الحنون الذي يستحضر الأمل وقت الكلام".
المصدر : الجزيرة
|
|
|
|
|
|