|
|
 اليمن والسودان.. علاقات فنية ثقافية متميزة ...............
|
نقلاً عن صحيفة الثورة بمناسبة الأيبوع الثقافي اليمني
على طريق تنمية العلاقات الثقافية وتفعيلها وصولاً بها إلى المستوى الطموح والمتطور الذي يسعى إلى تحقيقه المسئولون المعينون في البلدين الشقيقين اليمن والسودان, فإن وزارة الثقافة والسياحة ستقوم بإحياء عدد من الفعاليات الفنية والثقافية المختلفة من خلال الأسبوع الثقافي اليمني الأول بالسودان المقرر إقامته خلال الثلث الأخير من شهرنا الحالي ديسمبر 2005م.
والذي يأتي تجسيداً للعلاقات المتميزة بين البلدين في جميع المجالات من ناحية ومشاركة للعاصمة السودانية الخرطوم أفراحها الثقافية والفنية باعتبارها عاصمةً للثقافة العربية للعام الحالي 2005م.
والذي يتتبع مسار العلاقات الثقافية بين البلدين عبر تاريخهما الطويل سيجد أن هناك قواسم مشتركة كثيرة كان لها الأثر الكبير الذي تركته محسوساً وملموساً في الشأن الثقافي اليمني والسوداني وإذا ما أردنا تسليط الضوء على طبيعة هذه العلاقات المتميزة فلا بد لنا من العودة بذاكرتنا إلى الوراء لتأكيد حميمية تلك العلاقات من خلال الهجرات اليمنية المتلاحقة التي استوطنت السودان وخصوصاً في العصور الإسلامية المختلفة. مما أدى إلى تمازح الثقافتين اليمنية والسودانية وتواصلهما المستمر حتى الآن وقد احتضن السودان في القرن الماضي العديد من أبناء اليمن الذين هاجروا إليه هرباً من بطش الحكم الإمامي وجبروته الطاغي حيث عاش اليمنيون في ظله بفقر مدقع جعلهم يتضورون جوعاً وكانت حياتهم بائسة في كل وقت غير أنهم وجدوا بالسودان أرضاً وشعباً يلبي ويحقق لهم حياة آمنة كغيرهم من البشر.
وقد كان من نتائج تلك الهجرات اليمنية إلى السودان التزاوج المشترك بين الأسر اليمنية والسودانية وهو ما أدى إلى تطور وتعميق العلاقات الاجتماعية والثقافية بين البلدين.
وبعد قيام الثورة اليمنية المباركة عام 1962م عاد إلى أرض الوطن أغلب المهاجرين اليمنيين ونقلوا معهم بعضاً من العادات والتقاليد التي كانوا قد اكتسبوها من أشقائهم السودانيين وهي بطبيعة الحال لا تخرج عن الإطار العام لمجمل السلوك الذي يتمثل به الشعب اليمني.
ولا ننسى هنا أن نشير إلى أنه يعيش بيننا في الوقت الحالي جالية سودانية كبيرة أحبت اليمن وقررت أن تعمل فيه وجميع أعضائها يمارسون مهن مختلفة تحظى بتقدير واحترام اليمنيين.
هذا بالإضافة إلى وجود طلاب ودارسين من البلدين يتلقون تعليمهم بمراحله المختلفة في المنشآت التعليمية اليمنية والسودانية على حد سواء وليس بخاف على أحد الزيارات المتبادلة بين الفرق الفنية اليمنية والسودانية من خلال الاحتفالات والمناسبات الوطنية لكلا البلدين.
أو من خلال المشاركات الثقافية الأخرى فمن منا لا يعرف فنان السودان الكبير الراحل سيد خليفة ومعه الفنان محمد وردي والكابلي وفرقة البلابل السودانية.
وجميعهم قد زاروا اليمن أكثر من مرة وقدموا خلالها أعمالهم الغنائية التي نالت استحسان الجمهور اليمني ولا ننسى أن نشير هنا إلى أن مجموعة من الطلاب اليمنيين الذين كانوا يتلقون الدراسة الموسيقية في المعهد العسكري وغيرهم قد استفادوا من الخبرات السودانية بالجانب الموسيقي ونذكر من هؤلاء الخبرات الأستاذ ميرغني عثمان.
كما وأن أديب السودان الكبير الطيب صالح قد زار اليمن أكثر من مرة وألقى فيها محاضرات أدبية كثيرة ومعه أدباء آخرون.
وقد كانت آخر المشاركات السودانية الكبيرة في هذا المجال هي في العام الماضي عندما كانت العاصمة صنعاء تحتضن فعاليات ثقافية كثيرة متنوعة عربية وأجنبية كونها عاصمة العرب الثقافية للعام الماضي 2004م حيث شاركت السودان بأسبوع ثقافي متكامل ترك أثره الكبير لدى كل المتتبعين لفعالياته من اليمنيين والأجانب أما عن المشاركات الثقافية والفنية اليمنية بالسودان فهي كثيرة ومتعددة وقد بدأت حسبما أذكر في عقد السبعينات من القرن الماضي.
وكانت تتم من خلال الاحتفالات الوطنية أو من خلال المشاركات بالمهرجانات الثقافية والفنية التي كانت تقوم بتنظيمها الجهات المعنية بالسودان.
وآخر مشاركة لفرقة يمنية للفنون الشعبية تمت العام الماضي 2004م وكانت ضمن وفد شبابي وكشفي كبير.. الخ.
إن إقامة أول أسبوع ثقافي يمني بالسودان تتكامل فيه مناشط ثقافية وفنية مختلفة من شعر وأدب وفكر وفنون تشكيلية ومعارض وعروض أزياء وحرف يدوية وفنون غنائية وشعبية ورقص شعبي..الخ.
سوف يتيح الفرص كاملة لكل أطياف أبناء الشعب السوداني كي يتعرفوا عن قرب على أشكال متعددة من ثقافة اليمن وفنونه بطريقة حية ومباشرة.
وأنا على ثقة أن ما سيتم تقديمه في السودان سيترك أثراً حياً لدى كل متتبعيها وسيكون مفتاحاً جديداً ومناسباً لفتح أبواب دول أفريقية كثيرة أمام الثقافة اليمنية حاضراً ومستقبلاً ولا بد من توجيه الشكر والتقدير لمعالي الأستاذ خالد عبدالله الرويشان وزير الثقافة والسياحة الذي حرص على إقامة أول أسبوع ثقافي يمني بالسودان الشقيق كما هو حرصه أيضاً أن تتوفر له كافة المتطلبات المادية والفنية لكي لا تتعرض فعالياته لأي صعوبات تذكر وأن تسير خطواته بصورة صحيحة كما رسم لها.
وفي ظل قيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الراعي الأول للثقافة والفنون تتجدد الآمال وتنهض الأعمال وتتحول الأقوال إلى أفعال.
|
|
 
|
|
|
|
othman mohmmadien
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست