|
|
 هل قطع مجلس الشورى الطريق أمام المؤتمر العام للمؤتمر الوطنى؟
|
اعتماد البشير مرشحاً لرئاسة الحزب والحكومة القادمة
الصحافة
العدد رقم: 4477
2005-11-23
هل قطع مجلس الشورى الطريق أمام المؤتمر العام للمؤتمر الوطنى؟
إعداد:رحاب طه
كثيرون وانا منهم فوجئوا بانتهاء جلسات مجلس شورى المؤتمر الوطنى مساء الاثنين الماضى بدلا من ان تنتهى امس الثلاثاء حسبما هو معلن، ولكن بقدر ما كانت المفاجأة فى إنهاء جلسات مجلس الشورى قبل موعدها إلا ان مراقباً حصيفاً لم يكن يتوقع ان تخرج معظم صحف الأمس وهى تحمل مانشيتا يقول ان الرئيس اعلن زهده فى الترشيح للرئاسة مرة أخرى وان مجلس الشورى قد انتخبه بالاجماع. ومصدر الدهشة لم يكن هو زهد الرئيس فى المنصب الفخيم، اذ انه - أى الرئيس - قد عبر عن زهده هذا غير مرة أبرزها عندما ترك منزله الرئاسى فى القيادة العامة وذهب للاقامة بمنزله الخاص بالجريف شرق فكان ذلك على أيام اشتداد الخلاف عقب مذكرة العشرة الشهيرة ولكن مصدر الدهشة هنا هو اصرار مجلس الشورى على إنتخاب الرئيس مرشحا للمرحلة القادمة مع ان مجلس الشورى الذى انتخب الرئيس امس الاول تنتهى فترته بيد ان المؤتمرالعام الذى سيلتئم اليوم الاربعاء ومن بين أهم اجندته انتخاب مجلس شورى جديد يكون هو المسؤول فى المرحلة القادمة عن كل شئ فى حالة غياب المؤتمر العام أى ان مجلس الشورى هو الذى سيحل محل المؤتمرالعام الامر الذى يطرح سؤالا مهما عن ضرورة الخطوة الاستباقية التى اتخذها مجلس الشورى بتحديد مرشح الحزب للرئاسة منذ الآن. كما يطرح سؤالا مهما آخر عن احقيةإصدار مثل هذا القرار هل هى لمجلس الشورى الحالى الذى انتهت دورته أم انها لمجلس الشورى القادم المنتظر تشكيله ام ان ذلك هو حق المؤتمر العام والذى إعتاد على عقد دورة تنظيمية كل عامين. وبالطبع فإن موعد الدورة التنظيمية القادمة سيحل قبل انتخابات الرئاسة والتى حدد لها حسب اتفاقية السلام ان تجرى بنهاية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية، عموما فإن الأمر قد بدا وكأن مجلس الشورى يريد ان يقطع الطريق امام المؤتمر العام وان جهة ما عملت على ذلك ولكن خروج د. غازى صلاح الدين للصحفيين وحديثه عن زهد الرئيس فى المنصب هو الذى - يجعل الأمر بعيدا عن الطبخات النيئة كما ان إشارات الاستاذ مهدى ابراهيم وحديثه عن ان حب السلطة هو آخر ما يخرج من قلوب الصالحين جعل من إصرار مجلس الشورى على قراره امرا مقبولا.
وكانت الصحف قد نقلت صباح امس نبأ انتخاب الرئيس مرشحا للرئاسة للمرحلة القادمة على لسان الدكتور غازى صلاح الدين الذى أبلغ الصحفيين عقب اجتماع مجلس الشورى ان البشير أكد زهده فى تجديد الرئاسة للحزب والدولة مبينا انه وبحلول الانتخابات القادمة سيكون مدة رئاسته للجمهورية 19 سنه ودعا البشير المجلس لاختيار وجوهاً جديدة وتأسيس ممارسة سياسية جديدة معتبرا اصل الداء فى التنظيمات السياسية بالعالم الثالث هو التكريس لزعامات وافراد لكن مجلس الشورى بحسب صلاح الدين وبعد مداولات واسعة اعتبر ان حديث الرئيس يشكل اساسا ممتازا لإرساء قيم وتقاليد جديدة وأجمع اعضاء المجلس على اتمام مسيرة السلام التى بدأت وإكمال الأهداف التى من أجلها كونت الحكومة الحاليةوالتى تقتضى ان يبقى الرئيس فى رئاسة الحزب ورئاسة الجمهورية فى المرحلة القادمة. وعندما سألت الاستاذ قرشى عوض الامين العام لحركة حق عن رأيه فى قرارات مجلس الشورى قال إن مجلس الشورى بتعديه على صلاحيات المؤتمر العام يعيدالى الأذهان فكرة (الفراكشن) فى الحزب الشيوعى والفراكشن هو مجموعة الشيوعيين داخل المنظمات التى يسمونها هم بالمنظمات الديمقراطية والتى هى بحسب زعمهم تتكون من تحالف الشيوعيين والديمقراطيين والديمقراطيون هم الذين يعتقدون ببرنامج الحزب دون ان يقتنعوا بالماركسيه او ينضموا للحزب نتيجة هذه النزعة ظهرت واجهات العمل الجماهيرى هى بكل المقاييس منابر للحزب الشيوعى مثل الجبهة الديمقراطية للطلاب والاتحاد النسائي وما أكثر اسماء الهر.
لكن حقيقة ان الذى يدير هذه المنظمات هى فراكشن الشيوعيين ويبدو ان الحركة الاسلامية قد استفادت من تجارب الشيوعيين فى هذا المضمار وظلت تباهى بأنها استفادت من إرث الشيوعيين كما أوضح الدكتور الترابى فى كتابه الحركة الاسلامية المنهج، الكسب والتطور لكن عموما فكرة الجسم الصغير مثل مجلس الشورى الذى يتغول على صلاحيات الجسم الكبير وهو المؤتمر العام هى ديمقراطية بالانابة تعتبر تبنيا لشكل الديمقراطية خصما على جوهرها واذا كانت القرارات المهمة المنتظر ان يتخذها المؤتمر العام قد اتخذت سلفا فما الداعى اذا لعقد المؤتمروعليه اذا كانت الحكومة عاجزة عن اقامة الديمقراطية داخل منزلها فكيف تستطيع ممارسة على مستوى الوطن واذا كانوا يمارسون الالتفاف على بعضهم البعض وبينهم مابينهم من اخوة الدين التى ترتفع عندهم وتسمو فوق كل أخوة فكيف سيكون حالهم مع الشركاء فى الوطنية التى لا يحفل بها الاسلاميون اصلا لان وطن المسلم عقيدته فان اجتماع مجلس الشورى الذى قطع الطريق امام المؤتمر العام يصلح كبروجكتر لما سيكون عليه حال الشراكة القائمة بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية ويوضح المستقبل الذى ينتظرحكومة الوحدة الوطنية وبالتالى فإن الحركة الاسلامية ينطبق عليها قول الشاعر النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله وهم بعد ان ضحكوا على ذقون الجميع عادوا يضحكون على بعضهم البعض ان حقيقة المشهد السياسى فى السودان يفوق الخيال فيا ترى ماذا ترك السياسيون لكتاب الدراما والكوميديا السوداء او البيضاء كان ذلك هو تعليق سياسى شاب من خارج تنظيمات الاسلاميين فماهو رأى اهل الحوض؟
حملت اوراقى ودخلت على الاستاذه سناء حمد عضوة مجلس الشورى وسألتها هل كان انتخاب الرئيس لانتخابات الرئاسة القادمة ضرورة أم أن الأمر فرضته ظروف؟ قالت سناء: إن ترشيح الرئيس من قبل مجلس الشورى كان أحد بنود جدول الاعمال التى كان من المفترض ان يناقشها المؤتمر وهى فى الأساس ضرورة تنظيمية نصت عليها اللائحة ليكون الأمر متسقا مع اتفاقية السلام والتي حينما يحين موعد الانتخابات القادمة بحسب ما نصت عليه فلن تكون هناك دورة انعقاد جديدة للمؤتمر الوطنى قبل موعد الانتخابات ومضت سناء تقول ان الشورى هى الجهاز المعنى بتقديم المرشحين لرئاسة المؤتمر الوطنى ومن المعلوم ان رئيس المؤتمر هو مرشحه لرئاسة الجمهورية ولكن لماذا لم تواصل هيئة الشورى انعقادها ليومين حسب ماهو كان مخططاً له قالت سناء ان الهيئة رأت انه تم مناقشة اداء الجهاز التنفيذى والمؤتمر الوطنى ومجلس الشورى فى دورات انعقادها المختلفة كما ان مجمل الأوراق والتقارير ملكت للعضوية واطلعت عليها وقد قدم اقتراح لرئاسة المجلس باعتماد التقارير الثلاثة كما هى مع ابداء بعض الملاحظات الطفيفة وهذا هو الذى جعل برنامج المجلس يتحرك فى مجال السياسات والنقاش حولها وتمت الاستفادة من هذه الفترة الزمنية التى كانت مخصصة لمناقشة التقارير ولذلك تم تقديم كل برنامج اليوم الثاني لليوم الاول.
|
|
 
|
|
|
|
Nazar Yousif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست