سلوك الإنقاذ السياسى : «خلا لك الجو فبيضي واصفرى»!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 12:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-14-2005, 01:36 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سلوك الإنقاذ السياسى : «خلا لك الجو فبيضي واصفرى»!

    مسارب الضي
    إحباط خلاّق، فوضى، أم إصلاح مخطط؟!

    الحاج وراق




    * «خلا لك الجو فبيضي واصفرى»! هذا هو الافتراض غير المعلن لسلوك الإنقاذ السياسى أخيرا! وهو افتراض خاطئ، ويشكل احد معيقات الاصلاح لدى الإنقاذ، صحيح ان الانقاذ تواجه معارضة مرهقة وضعيفة ومبعثرة، وتواجه مجتمعا مدنيا مفقرا، يعانى نشطاؤه من الاحباط والعزلة! ولأول مرة فى تاريخها، وبعد اتفاق السلام، لم تعد الانقاذ تواجه الحركة الشعبية - اكثر الحركات السياسية فى البلاد - منعة واقتدارا! إضافة إلى ذلك، فإنها وبعد أن أدمت أنفها فى المغامرات الامبراطورية، عادت وقنعت بحدود السودان، وبدأت (تتعاون) مع من كانوا فى السابق يُمنون بدنو العذاب، فاستطاعت ان تفك عزلتها الأقليمية والدولية، بل ودخلت (نادى ) الدول (المتعاونة) فى مكافحة الإرهاب!
    ثم فوق هذا وذاك، للإنقاذ موارد النفط، وهى موارد يمكن استخدامها فى التنمية، كما يمكن استخدامها في «تنمية» سوق النخاسة السياسية!
    فهل خلا الجو بذلك للإنقاذ كى تواصل كبتها أنفاس البلاد؟! قطعا لا!
    * من أهم دروس الثورات والأنتفاضات الشعبية،أنها تندلع حىن تُيقن الجماهير الواسعة بأن لا منقذ لها سوى حركتها الذاتية، أى حين ينفد صبرها من انتظار الاصلاح من (أعلى)، وحتى تنقشع عنها أوهام انتظار المخلص من خارج حركتها!
    والآن، إذا اختارت الانقاذ ان تنقلب على اتفاقية السلام ومضامينها الديمقراطية، فإنها تزيح آخر (سقالة) لعبور آمن وسلمى نحو الديمقراطية، وفى ذات الوقت، تزيح آخر (أمل) لإمكان الإصلاح مع بقاء الإنقاذ، بما يعنى أنها ستفتح عمليا ابواب الثورة عليها!
    * وعلى عكس ما يردد الانقاذيون، فإن الشعب السودانى لم يصبر على الإنقاذ، لقد ظل مكرها، فقد واجهت قواه السياسية والنقابية ومنظماته المدنية اسوأ تجريدة إرهاب، عرفها تاريخه السياسى الحديث، ومع ذلك، فلأن الشعوب لا تموت، وفى ظل تركز القمع على الأحزاب والمنظمات المدنية، فقد اتخذت المطالب الشعبية شكل التمردات الجهوية.
    اما فى مركز السلطة بالخرطوم، فقد تأخر الانفجار لثلاثة أسباب رئيسية: اولها تشديد القبضة الأمنية فى الخرطوم مقارنة بالأقاليم، وثانيها الانتظارية التى أشاعها التجمع الوطنى الديمقراطى، فقد اعتمد العمل المسلح الخارجى كألية وحيدة لمنازلة الإنقاذ، واذ تتفق هذه الألية مع استعدادات وخبرات القوميات المهمشة، إلا أنها غير ملائمة لجماهير الخرطوم المعتادة والمستعدة للمظاهرات والاضرابات، وغيرها من اشكال الاحتجاج الجماهيرية.. ولكن التجمع، وغض النظر عن اسهامه الايجابى فى نواحٍ اخرى، الا انه اضعف العمل السياسى الجماهيرى فى الداخل، بحثه غالبية الكوادر والنشطاء على الهجرة، وباعطائه انطباعا - ربما لا يكون متعمدا - بأنه يمكن اسقاط السلطة فى الخرطوم عبر مناوشات عسكرية، تنطلق من الشرق كعمليات قرورة ومنزا وغيرها!
    واما السبب الثالث، فحدث نتيجة للضغوط الاقليمية والدولية، وضغوط المعارضة المسلحة، والعزلة المعنوية التي ضربها اهل السودان على الانقاذ، وبسبب الصراعات التي عصفت بوحدة الحزب الحاكم، حيث بدأ النظام، ومنذ عام 1998 ، يتحرك باجراء بعض الاصلاحات، كاجازة الدستور والسماح بهامش للحريات الصحفية، وارخاء القبضة الأمنية .. الخ.
    * والان، فإن الاصلاحات المحدودة والقابلة للإرتداد على طريقة (اشعب) الأكول - والذي كان يدعو ضيوفه الى مائدته ولكنه يربط قطع اللحم بحيث لا يستطيع احد تناولها (!) - مثل هذه الاصلاحات، قد وصلت الى (ميسها)!
    ثم ان أوهام تغيير السلطة من (قرورة)، قد وصلت هى الاخرى الى نهايتها، وكان وصول العميد عبدالعزيز خالد مخفورا من الامارات الى البلاد، ايذانا تراجيديا بانغلاق هذا الطريق!
    واضافة الى ذلك، فقد تكشفت طبيعة ومحدودية الضغوط الدولية - إنها تؤثر قطعا ولكنها لا تغنى عن التفاعلات المحلية!
    وهكذا، فلأول مرة فى تاريخ الإنقاذ، تحبط الجماهير الشعبية من كل الفاعلين السياسيين خارج حركتها الذاتية، ومثل هذا الاحباط انما هو الاحباط (الخلاق)، لانه يرفد الجماهير بالباعث الاساسى للتحرك، باعث ماحك جلدك مثل ظفرك)!
    * ويؤكد تاريخ السودان الحديث هذه الخلاصة النظرية - حيث لم تبدأ التحركات الجماهيرية ضد نظام نميري إلا بعد تصفية معسكرات العمل الخارجي.
    ويجدر بالانقاذ المزهوة بعتوها على القوى السياسية والمدنية ان تتذكر بأن نظامى عبود ونميرى، قد سقطا بدون جبهة معارضة موحدة! وسقطا وكانا يحوزان على رضا الدول الاقليمية المؤثرة - مصر، السعودية، - ورضا الدول الغربية - أوروبا والولايات المتحدة الامريكية!!
    * فإذا تحركت الجماهير ضد نظامى عبود ونميرى، عقب انقشاع أوهام انتظارالمخلص، فإن الأوضاع الحالية فى البلاد ، لأشد تأزما من السابق، حيث ازدادت معدلات الفقر والبطالة والفوارق الاجتماعية، وكذلك ارتفعت حدة الشعور بالاحباط، حيث ارتفعت التوقعات من ناحية، بفعل التحديث وعولمة وسائل الاتصال، وبعد تصدير النفط وتحقيق السلام، فتوقعت الجماهير تحسنا ملموسا فى مستوى معيشتها، ومن الناحية الأخرى، وقياسا بجميع الانظمة السابقة، فقد تفاقمت وحشية السياسة الاقتصادية حاليا، ووصلت الى درجة بعيدة فى انكارها لأى بعد اجتماعي، وفى ازدرائها لاحتياجات ومطالب الجماهير، وبالنتيجة، اتسعت الهوة بين التوقعات وبين الواقع المعاش لحياة الغالبية من السودانيين. وهذه الهوة الواسعة، خلاف أثرها المحبط، فإنها - كما تؤكد العلوم الاجتماعية، وخبرات الشعوب، بما فيها خبرة السودانيين، تشكل الحافز الرئيسى للثورات والانتفاضات.
    وهكذا، فمن المتوقع، بل ومن المحتوم، ان تنفجر الخرطوم، كما سبق وانفجرت دارفور وولايات الشرق!
    خصوصا، وان القضايا الاجتماعية المتفجرة، فى ظل انعدام مشروع للبناء الوطنى، وانعدام الاجماع السياسى، قطعا ستجد الكوادر السياسية التى تشعل فتيلها!
    * وعليه، وفى غياب الإصلاح السياسى والاجتماعى، فليس فى وضعية البلاد الحالية ما يجعل الإنقاذ تصخب فى بطر بأن خلا لها الجو! صحيح، ان الانقاذ وبتوازن القوى الحالى، قادرة على التهرب من استحقاقات الاصلاح،ولكنها غير قادرة على الافلات من العواقب! فالاصلاح المؤجل سيتحول حتما الى انفجار!!!
    * ولكن، وللمأساة، وبطبيعة الاوضاع الاجتماعية الحالية فى العاصمة القومية، حيث يتراكب الفقر مع خريطة عرقية وثقافية محددة، وحيث القوى السياسية والمدنية لا تزال عاجزة عن توفير القنوات المدنية الملائمة للاحتجاجات الشعبية، فمن الممكن ان تتحول الإنفجارات العفوية الواسعة الى أعمال فوضى والى اقتتال عرقى يرتب نتائج كارثية على مجمل البلاد!
    * وهكذا، فإن وضعية الأزمة الشاملة القائمة حاليا فى البلاد، لا تدعو المعارضة كذلك للابتهاج، بل تلقى عليها بمسؤوليات اضافية، فى اتجاه استنهاض الجماهير من جانب، ومن الجانب الآخر، تهيئة المواعين الملائمة واختيار التاكتيكات الكفيلة بتفادى انزلاق البلاد الى الفوضى، وهذه تحديات تستوجب وضوحا فى الفكر، ومسؤولية عالية تجاه مصائر الوطن، وذلك ما سأناقشه لاحقا فى الايام القادمة، ولكن الاهم، أن الأزمة الشاملة كذلك، تحرم الانقاذ من أى سبب وجيه لما تظهره حاليا من غطرسة وزهو وخيلاء!
    وأواصل بأذنه تعالى

    www.alsahafa.info[/B]
                  

10-14-2005, 06:07 PM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سلوك الإنقاذ السياسى : «خلا لك الجو فبيضي واصفرى»! (Re: مكي النور)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de