ثرثرة .... علي النـيـل (1 - 4 )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-13-2005, 01:39 PM

Abulbasha
<aAbulbasha
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ثرثرة .... علي النـيـل (1 - 4 )

    أطل السلام بعد ولادة متعسرة ... ولكن ظل الإعلام الرسمي مضطرباً
    بقلم صلاح الباشا - الخرطوم
    [email protected]
    يأتي حديثنا ( ثرثرة علي النيل ) كمحاولة لطرح يساهم مع المساهمين في أمر الوطن ( وهو هاجسنا الأساسي) برؤية مراقب مشفق ظل يرصد الأحداث والحراك الإجتماعي مقروناً بالبعد الإقتصادي رصداً متجرداً لعله يفتح كوة صغيرة متواضعة ربما يتسلل من خلالها بصيص ضوء يساعد في شحذ همم النخب السودانية للمشاركة الفكرية في عملية التأهيل السياسي للمرحلة القادمة من عمر البلاد ، والتي – بلا شك- تعتبر مرحلة مخاض نظراً للضبابية التي مازالت تطغي علي الأداء في الشأن الوطني بشقيه (الحكومي والمعارض ) وربما تعقبه ولادة متعسرة تحتاج حزمة من الجراحين المهرة حتي تتم الولادة بالشكل الذي يتناسب مع إحتياجات الوطن و طموحات المواطن السوداني المستنير ، أكثر مما يحتاجه أهل السلطة الحالية أو المتطلعين إليها مستقبلاً 0
    وكان إختيارنا لهذه السلسلة عنوان ( ثرثرة علي النيل ) كمدخل ، لأنها ربما تكون فعلاً ثرثرة متقطعة المضامين ومختلفة الأحداث ، وأيضاً ربما تأتي أنفاسها متقطعة ويشوبها الخوف من المجهول ، لأننا فعلاً لم نقدر علي مواكبة وإستيعاب وتحليل المستجدات التي تحدث في ساحة السياسة بالبلاد كل يوم ، بل كل لحظة ، فتخفق قلوبنا بعد أن تكاد تستقر حالتها ، حيث ظللنا نتوه في متاهات الأحداث المتلاحقة بالخرطوم وببعض العواصم العربية الشقيقة وتأتي القاهرة في مقدمتها ، وحتي داخل أروقة مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكي ( الكونغرس) ، بعد أن أصبحت أخبار بلادنا مثاراً للسخرية أحياناً ، ومفخرة لنا أحايين أخري ، وذلك في معظم تحليلات الأقسام العربية في الإذاعات الإقليمية منها و الدولية مثل بي بي سي وصوت أمريكا ومونتي كارلو ، وفضائيات الجزيرة والعربية وأم بي سي وحتي السي إن إن ، وغيرها كثرُ ، مما أدي إلي تزايد الثرثرة اليومية الناتجة بسبب اللهاث والجري والمتابعة والشد أمام شاشات الفضائيات ونشرات لندن في رأس كل ساعة حتي من داخل راديو السيارة ، بمثلما تستمر المتابعة فيما تكتبه صحف الخليج ولندن العربيتين 0 وربما يكون هنالك آخرون قد بلغ بهم الضيق واليأس من مسلسل فشل الحل الوطني المتجرد فأداروا ظهورهم نهائياً لأحداث السودان إلي غير رجعة ، فنراهم قد قلبوا له ظهر المجن وإستراحوا (من وجع الدماغ) ، وأصبحوا يبحثون عن إهتمامات أخري تزيل عنهم الكرب الذي عبث بنفسياتهم حيناً من الدهر، خاصة ونحن نري الآن تطورات التشكيل الوزاري والولائي قد أخذت تدخل في مسارات جديدة تقترب من الهدف ثم تبتعد مرات أخري عن الأسس التي قامت عليها ، حيث يعتقدها البعض بأنه سيتلاشي تأثيرها ، كما يعتقد البعض الآخر بأن الإتفاقية - نيفاشا- نفسها ليست هي إلا شيئاً هلامياً تمت تسميته بالحل الشامل لتأطير فترة إنتقال لم تعرف تفاصيل مهامها ومسؤولياتها بعد بوضوح .. وهل سيتفق القوم في شأن إحداثياتها أم يختلفوا ؟ فأحداث السودان وتقلب وتباين وتلون التصريحات الرسمية والشعبية ، والنفي ، والنفي المضاد ، والتأكيد ، ثم التأكيد المضاد لتلك التصريحات .. كل ذلك يزيد من تواصل مسلسل أنفاس الثرثرة تلك . كما أن اخواننا المحررين والصحفيين والمحللين المتابعين في صحف الخرطوم المقروءة علي الورق أو صحف (الويب) المبثوثة عبر الإنترنت في الفضاء الواسع قد تقطعت أنفاسهم أكثر منا نحن معشر الكتـّاب غير المنتظمين في الكتابة السياسية والتي كثيراً ما نهرب منها إلي الكتابة الإبداعية والأدبية التي نجد فيها إرتياحاً – حتي لو كان مؤقتاً- بمثلما يجد فيها القراء أيضاً نقلة نوعية من أحاديث السياسة الدراماتيكية التي تجد أخبارها في كل لحظة وفي كل موقع بث معلوماتي ، وإنها فعلاً التقنية الحديثة وعصر تدفق المعلومات ووسائل الإتصال .. إنها بالضبط ( العولمة ) بكل حذافيرها ومحاذيرها .. وقد ظهر ذلك جلياً في كثافة رسائل البريد الإلكتروني المنهمرة تجاه الصحف المقروءة وتجاه صحف ومنتديات الإنترنت بمنابرها الحرة التي تفرد أبواباً ثابتة لثرثرة القراء السودانيين من كل العالم .
    أما إذا تحدثنا عن أصحاب الأنفاس الإنسيابية المستريحة ، فهم ناس الميري الإعلامي الرسمي ، فعندما نرصد أداءهم المهني نجد أن الأداء يشوبه التواضع ، بل الفقر البائن في خلق الخبر وتحليله وإقناع المتلقي به ، لأنهم مجبرين علي هذا الأداء الموجه والعمل بحذر منذ عشرات السنين وليس في عهد الإنقاذ فحسب ، رغم أنه في عهد الإنقاذ كان التطبيق الأحادي هو السائد في الأداء الإعلامي، ولن يتغير الأداء بسهولة حتي لو وضعنا قادة الأجهزة الإعلامية في أماكن بعضهم البعض مثل ماحدث الآن .. ( إذ لافرق هنا بين أحمد وحاج أحمد ) ، الشيء الذي يبعث في نفوس الإعلاميين الرسميين الجادين التردد ويقتل فيهم روح الإبتكار المهني فتتضاءل كفاءاتهم ويضمحل أداؤهم ( وكان الله في عونهم) . لذلك فإنهم من ناحية الشد تراهم مرتاحين ( وأنفاسهم هادئة) ولا أقول باردة .. لذلك نراهم جاهزين في أية لحظة لنقل الخبر الرسمي دون إجتهاد في التحليل أو إبداء الرأي الإعلامي المستقل في شتي الأمور ، فذلك ( دونهم خرت القتات) ، حتي عندما يتم إستعراض ما تكتبه الصحف اليومية بالخرطوم علي شاشة التلفزيون صباحاً وعصراً فإن المذيع – حسب ترمومترالتوجيهات- لا يستطيع أن يستعرض المقالات الصحفية التي لا تعبر عن رأي السلطة بأي حال من الأحوال ، أو التي تنتقد الأداء الرسمي بالدولة ، مما حدا بأهل السودان داخل وخارج البلاد يتابعون أخبار السلطة وأخبار المعارضة من خلال الفضائيات العربية والعالمية التي تنقل الحدث مصوراً من شارع القصر ومن أبو جنزير أو من سوق أم درمان ، فضلاً علي مجاهدات الصحف السودانية شبه المستقلة والجادة في طرحها حيث تكتسب بذلك ثقة القاريء في كل مكان ، وقد أصبح تلفزيون أم درمان هو فقط للإتكاءة عند الحاجة للبرامج الإرشادية والترفيهية والسهرات الإبداعية والأناشيد الجماعية ومباريات الكرة ( المتدهورة) فضلاً علي أغاني الفيديو كليب المكررة اللقطات في مقرن النيلين . فبعد أن تقدم التلفزيون خطوات جريئة إلي الأمام في الماضي القريب قبل عدة سنوات في برامج الحوارات كالتي كان يديرها الإعلامي المتميز ( بابكر حنين) قبل سبعه سنوات ( بصراحة .. بصراحة) ، إلا أن أعداء النجاح والخائفين من النوافذ المشرعة التي تسمح بدخول الأكسجين النقي ، قد قاموا بخنق ثم وأد البرنامج وكبت أنفاسه نهائياً ، وتغييب رجاحة وجرأة ووطنية تفكير الرجل – حنين- في مهدها ، فلم يجدوا له موقعاً غير حصره في إدارة ( المصنفات الفنية) ثم في النيل الأزرق التي تم تشفيرها أخيرا داخل الوطن ( فتخيل !!) .. وكفي الله الإسلامويين القتال .
    ولكن في النهاية … يكون عزاؤنا هنا أن هذا الأداء الإعلامي الرسمي المتلفز هو تراث وطريقة العديد من أجهزة الإعلام الرسمية في المنطقة العربية والأفريقية.. فنحن جزء من هذا التراث الأفرو-عربي.. ( ومافيش حد أحسن من حد) ، بالرغم من تفوقنا سابقاً في التفكير الليبرالي وفي التعدد الثقافي عن غيرنا ولسنوات طويلة0 لذا تتخوف المنطقة الأفروعربية في معظمها من العولمة القادمة ، لكنه- لا فكاك- هي قادمة .. قادمة..تلك العولمة0ولقد قلنا من قبل وسنظل نردد القول والتذكير طالما كانت أنفاسنا تعلو وتهبط ، بأن أمر بلادنا إن لم ينتبه له أهل السياسة والحل والعقد (الفوقي) جيداً فإن الأمر سيخرج من بين أيدينا إلي غير رجعة، ذلك.. لأن الأجندة البديلة جاهزة ومعدة سلفاً بالخارج وهي تغلي ولكن علي نار أكثر هدوءاً ، وبالتالي يجب ألا ننغمس في أنشطة الحشد والتحشيد والخطب وتنشيط مؤتمرات قطاعات الحزب الحاكم ومؤتمرات الأحزاب المعارضة من أجل الكسب النيابي فقط للمرحلة بعد القادمة ، لأن كل ذلك لا يهم شعب السودان ولا إعتبار له ولا يؤدي إلي حلحلة القضية المعقدة .
    كما نشير هنا كنوع من النقد المتجرد من الهوي حول الأداء السياسي للحركة الشعبية في جنوب البلاد وهي- بالفعل- بمثابة عمود الإرتكاز في معضلة السودان هذه ، فنقول وبكل الجرأة إن لم تدرك تلك الحركة لمسؤولياتها الوطنية البعيدة جيداً ، وإن لم تتوقف عن المزايدة الزائدة بالقضية – قضية شعب الجنوب- وتتجه فعلا نحو التوازن والتصالح الجنوبي جنوبي ، فإن أجندة التيار الأجنبي أيضاً ستتخطاها لأن الحركة الشعبية حسب رؤية الغرب ليست هي البديل المتاح والموضوعي لحكم جنوب البلاد ( دعك عن كل السودان) ، فهي فقط قد أعطيت الفرصة بسبب الغلبة العسكرية عن الفصائل الجنوبية الأخري طوال سنوات الحرب الأهلية الماضية ، بل إن الأجندة الأجنبية ستجرف طاقم الحركة الحالي وبكل سهولة ، لأن ذلك الأجنبي- كما تعلم الحركة جيداً- هو أصلاً الذي قام ببنائها وتشييدها طوبة طوبة، ويستطيع هدمها في أيام قليلة وبضربة ( بلدوزر ) واحدة لا أكثر ، فالمصالح الدولية هي الباقية أكثر من رموز الحركة ذاتها ، وعلي قادة الحركة الإنتباه جيداً لهذه المسألة ، فلا مجال إذن لعواطف النضال الجنوبي إن لم يكن هدفه واضحاً ومحدداً وطرحه مقنعاً للمواطن العادي ، بل إن لم تكن خطط مابعد السلام أيضاً واضحة علي الورق والمتمثلة في مشاريع التنمية التي تستند إلي تشييد البنيات الأساسية بأقليم الجنوب كلها وذلك بتوظيف عائدات البترول المقننة في إتفاقية نيفاشا ، فضلا علي مضخات العون الأجنبي المقرر في أوسلو . حتي إن تم فصل الدين عن ممارسة السلطة المدنية - ولا أقول فصلها عن الدولة لأن التدين مهما كانت نوعية عقيدته هو الذي ترعاه السلطة - أي سلطة- ونلاحظ ذلك في إهتمامات الدول الكبيرة بتهيئة أحسن الأجواء لكل الديانات كي تمارس عباداتها وطقوسها في معابدها ، وتوفر لها السلطات المحلية كل المساعدات المادية والخدمية والأمنية كي يدعو أصحاب الرسالات بما يشاؤون بسلام تام طالما كان ذلك يحدث دون عنف أو تعدي علي حقوق الآخرين ، فلم يكن أمر الدين هو المشكلة في أي يوم من الأيام في تاريخ السودان عبر القرون الماضية وحتي عام 1964م 0 و قد صحونا من سباتنا العميق لنجد شيئاً ماثلاً أمامنا إسمه الإسلام السياسي الذي ظل يطغي علي تفكير أهل السياسة المحدثين بعد أن حل محل التفكير السوداني القديم الذي يعترف بالآخر ويتسامح معه بمثل إهتمامه بقضايا التنمية والتعمير ونشر التعليم وتوسيع مظلة الخدمات الإجتماعية للجماهير برفع المعاناة وإقامة مشاريع وخطط مكافحة الأمراض المستوطنة ، هذه الأمراض التي أصبحت حالياً تطحن الجماهير طحناً عجيباً حتي أصابتهم الدهشة من كثرة تعدد أشكال تلك الأمراض وعدم مقاومة الأجساد الهزيلة لها 0 ولكن… عندما ترتفع معدلات هذا الإندهاش إلي درجة الغليان فإنها ستجعل تصرف هذا المواطن الهزيل في لحظة معينة تصرفاً أكثر حدة وقوة من الذي حدث منه في 21 أكتوبر 1964 أو في السادس من أبريل 1985م ، وربما يتحول التصرف إلي فوضي يعتبرها ذات المواطن إسترجاع منطقي لكل أشيائه الجميلة التي إفتقدها رويداً رويداً علي مدار السنوات الماضية00إذ لا يمكن للأغنياء الذين شغلتهم السياسة والسوق معاً (كنوع من تكملة الزينة النفسية والإجتماعية) لا يمكن لهذا القطاع السائد حالياً لوحده في دولة كالسودان أن يتمكن من ملامسة مصاعب الناس وقضاياهم الملحة المزمنة ، ولن يتمكنوا من إجراء التطبيق المتجرد النزيه لأحكام الشرع المبرأ من الغرض ، لذلك نجد أن الدين دائماً عبر التاريخ يقوم بنشر أحكامه وتعاليمه وتطبيقاته السمحاء عنصر الفقراء المستنيرين من الشعوب ، أي الطبقة الوسطي بالتعبير الحديث، ولعل ذلك قد حدث في كل الرسالات السماوية ، حتي الأغنياء منهم في عهد نزول الرسالات السماوية قد تركوا كل النعيم وضحوا بكل الملزات في سبيل نشر محتوي الرسالات الربانية ، وفي ذلك حكمة نتركها لفطنة القاريء ، وراجعوا تاريخ نشأة الديانات وتمددها تاريخياً . ولعلنا نلاحظ تمدد الدين الإسلامي عبر القرون الماضية بإنسيابية هادئة من خلال حركة أسفارالعمال (المراكبية ) في رحلات التبادل التجاري عبر البحار والمحيطات قديماً منطلقين من جنوب شرق جزيرة العرب ، حتي وصلت الرسالة الإسلامية الخالدة إلي أقاصي جنوب شرق آسيا وإلي أقاصي الشرق والغرب الأفريقي دون أن يريقوا نقطة دم واحدة في تلك الجهود، نعم إنتشر الإسلام دون هتاف ولم ترافقه ضوضاء0
    وفي بلادنا.. فقد تأكد لنا تماماً أن توظيف الدين في مفاصل صراعات السياسة بمثل هذه الحدة والعنف والصراخ الذي ساد الساحة قبل سنوات قليلة ماضية ، قد كان السبب في معظم تعاستنا السياسية والإقتصادية التي نعيشها منذ عقدين من الزمان ، بمثلما كان التبجح من أهل مايو في بداياتهم الأولي بتنفيذ التطبيق الإشتراكي علي شعب إشتراكي العادات والتقاليد بطبعه كشعب السودان ، وعلي إقتصاد لم يكن يحتوي علي تأزم رأسمالي طبقي مخيف قبل ثلاثة عقود مثلاً ، قد أدي إلي العديد من التعقيدات في الحياة السياسية السودانية ، خاصة في عام 1970م عند صدور قرارات المصادرة والتأميم التي عارضها المرحوم (عبدالخالق محجوب) في منشوراته الشهيرة ، بعكس ما كانت تتوقعه الجماهير وقد كان هو الداعية الإشتراكي الأول حينذاك ، حيث سحب المايويون وقتها بعض الشعارات من أهل اليسار والتي لاتنطبق علي واقع السودان الطبقي ، معتبرين أن في ذلك مكايدة للشيوعيين وإنتهاءً لدورهم الإجتماعي والسياسي ، خصوصاً بعد ظهور بوادر الإنقسام الشهير في الحزب الشيوعي السوداني آنذاك والذي أدي فيما بعد إلي تعطيل ديناميكية كل تيارات اليسار لفترة طويلة من الزمان ( وذلك موضوع طويل آخر) ، فقد طبقت سلطة مايو التأميم والمصادرات إكراماً للكتلة الإشتراكية الشرقية من جهة ، وتقرباً من قوي القومية العربية التي كانت شعاراتها هي السائدة وقتذاك من جهة أخري ، فطبقت سلطة 25 مايو في عام1970م ذات القرارات الإشتراكية التي أعلنتها الجمهورية العربية المتحدة ( مصر) في عام 1961م دون إعتبار من سلطة مايو لخصوصية الوضع الطبقي والإقطاعي والإقتصاد الأجنبي الذي كان سائداً فعلاً في مصر في ذلك الزمان0 0( وهنا تختلف ظروف البلدين) ، فحدث النجاح الواضح في مصر وحدث الإخفاق الواضح في السودان 00 وفيما بعد قامت الإنقاذ في سنواتها الأولي بتطبيق ذات الشعارات والمباديء الإشتراكية التي ظلوا يناهضونها طوال فترات عملهم السياسي بالبلاد ، فطبقوا أدبيات الماركسية بحذافيرها تماماً ، من تغييب للحريات إلا لأعضاء التنظيم الحاكم ، والمصادرة لممتلكات معارضيها ، والإبعاد بالجملة للنخب الفنية والإدارية من الخدمة المدنية والعسكرية ، بالرغم من عدم إنسجام تلك التصرفات مع مباديء الإنقاذ المعلنة علي الأقل ، وهي تطبيق شرع الله ، فتلك كانت تعتبر مراهقة سياسية من المرجعيات التي كانت قابضة علي الأمور بالسودان وقد أضرت بحركة الإنقاذ ضرراً بالغاً ظلت تدفع ثمنه حتي اللحظة ، لأنها تتنافي مع طرحها النظري الذي طرحته علي العالم وقتها.. حيث عاد الحق المتمثل في الممتلكات المصادرة إلي أصحابه مرة أخري …وبدأ ديوان المظالم في تقبل مظالم المفصولين للصالح العام .... ونواصل في الإسبوع القادم،،،،
    ****
    نقلاً عن الزميلة الرأي العام .. ملف السبت السياسي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de