موسم الهجرة إلى السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 11:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-11-2005, 11:00 PM

saadeldin abdelrahman
<asaadeldin abdelrahman
تاريخ التسجيل: 09-03-2004
مجموع المشاركات: 8857

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
موسم الهجرة إلى السودان


    وفودٌ من مؤسساتٍ دوليةٍ تحاورُ وتناورُ, عقولٌ مهاجرة فردتْ أجنحتَها للعودةِ, باعةٌ من ولاياتِ الشمال, وطالباتُ علم من مناطق الجنوب, خليط من كل ركن بالأسواق الشعبية, حجاجٌ متصوفون, سياحٌ متجولون, عمالٌ موسميون, منقبون عن البترول, مفتشون عن الآثار, باحثون عن فرص الاستثمار, جنودٌ من جنسِيَّاتٍ مختلفةٍ مشاركون في مهماتِ حفظِ السلام على جبهة دارفور, علماءٌ حاضِرون من كل حدْب وصوب يحاضرون في مؤتمر دولي أول للتعليم الطبي, فرقٌ فنية عارضة من دول عربيةٍ شقيقةٍ وإفريقيةٍ صديقةٍ جاءتْ لتحتفلَ بالخرطوم عاصمة للثقافة العربية والإفريقية. في السودان الجديد, الكل آتٍ إلى هنا; عابرين ومقيمين, عربًا وأفارقة, أوربيين وآسيويين, فنادق متخمة بقاطنيها, وشوارع أكثر ازدحاما بالمشاة والسيارات, فلا تكاد تجد عنوانا لذلك كله سوى أن تقول: لعله موسم الهجرة إلى السودان!

    هواءُ الصبَّاح باردٌ وخادِع, يبشِّرُك بنهار ربيعي, أنت العابر في قلب العاصمة السودانية, الخرطوم. ما أن تنتهي من طريق طويل لتدخل شارعا آخر, حتى تتبخر أحلامُكِ مع صهدِ شمس ساطعة, وظل ساخن, وعيون دامعةٍ. ملامِحُ العَصْرَنةِ الاستهلاكيةِ المزيفة تُفصِحُ عن وجهها حولك في كل ناحيةٍ, من شارع القصر إلى شارع المطار, وبكل ركن, من شركات السياحة إلى المطاعم: تجارٌ للعملةِ, مروِّجُون للمكالماتِ المخفَّضةِ عبْر الإنترنت, مراكز بيع بطاقات الهاتف السيار, الأكثر شيوعا من أي شيء سواه. الكل هنا يتحدث, ويتحدث, ويتحدث.

    شارع الذكريات

    تحاول أن تتأمل ملامح شارع (الجمهورية) خلف نظارات الصبر. في هذا الشارع مر جمال عبد الناصر (لاتزال الحديقة به تحمل اسم الزعيم تحيي ذكراه, بالرغم من تقليص مساحتها بعد أن تناقصت المساحة التاريخية لناصر نفسه). في (الجمهورية) أيضا, مر الملك فيصل بن عبد العزيز, مثلما مرت إليزابيث ملكة بريطانيا. يحكي السودانيون عن ذلك كأن ما حدث كان بالأمس: هنا سكن الرئيس فلان, وهناك مشى القائد علان, ولم لا, والحس التاريخي لأهل البلاد هو الذي يؤجج حواسهم, ويحرِّكُ مزاجهم?!

    إذا كنت تبحث عن بعض من الخصائص المعمارية لتلك المدينة الجديدة, فمسجدُ (فاروق) سيعينك بما فيه من الرقش والنقش, وما يأتيك به من حديث المشربيات والمقرنصات, كما ستناولك قبابه ومآذنه مادة للحديث. المسجد المشيَّد في القرن الثالث عشر الميلادي, أعاد الملك فاروق ـ آخر ملوك مصر ـ بناءه, على نمط مزج بين العمارة المملوكية في القاهرة, والإسلامية في إفريقيا. وبالرغم من أن هيئة الأوقافِ, أعادت للمسجد اسمه القديم; (أرباب العقائد), فإن اسمه الشائع لا يزال (مسجد فاروق). الخطاب هنا واضح, فلتطلق السلطة الأسماء, وليختر الشعب بينها. الأمر يكرر نفسه عندما غيرت الحكومة الساعة (التوقيت), لأنك حين تسأل عن (الزمن) يقولون لك: قديم أم جديد? وحدث ولا حرج عن العملة الجديدة: الدينار, فلا ذكر له إلا على الورق, العملة يتم تداولها باسم الجنيه الذي يساوي وحدة عُشرية من الدينار. ودائما هناك خطابان, خطاب الحكومة وخطاب الأهالي. بمناسبة اختلاف خطاب الحكومة عن خطاب الأهالي, حكت لي فتاة جنوبية كيف استطاع شبابٌ من الدنكا, أن يتغلبوا على الخطاب الرسمي الذي أعد لقاءاتٍ أبطالُها الموالون للحكومةِ من الدنكا (إحدى قبائل الجنوب). فقدْ سأل الوفد الأسئلة المطلوبة, وأجاب الموالون بإجاباتٍ مرسومة سلفا, وإذا بالدنكاوية ـ الذين لهم رأي آخر ـ يؤلفون أغنية في دقيقة, لا يسع الوفد الأوربي حين يترجمها إلا أن يعرف نواياهم السياسية الحقيقية.

    العمارة في الخرطوم بدأت تعاني مأزق التغريب, صحيح أن هناك بيوتا جديدة لا تزال تحافظ على خلطة من عمارة البيت السوداني بصحنه وفنائه وسوره وتقسيمه وبنائه, مع عمارة البيت النوبي حينا, والإفريقي حينا آخر, إلا أن الواجهات الزجاجية - غير المناسبة إطلاقا لبيئة الخرطوم - والهياكل الخرسانية الماردة بدأت تشق سماء المدينة التي لم يزرها الغيم مرة واحدة في زيارتنا, بينما سعى إليها الغبار مرات.

    ملامح العصرنة في الشارع كثيرة; بنوك ومصارف, ووكالات سفر وسياحة ـ لا شك أنها هذه الأيام في أوج نشاطها ـ وسوق إفرنجية. أما (ستوديو جوردون) فهو أول مكان انطلق منه التصوير العصري قبل أربعة عقود. شارع (الجمهورية) ـ مثله مثل الخرطوم 2 ـ بالنسبة للسوداني; ابن العاصمة, هو ذكرى الزمن الجميل, الذي ولى أو كاد: يتذكَّر فطائر وحلوى سويت روزانا, وترزية الميني جوب (الذي أسماه السودانيون بلطف لغتهم: جكسا في خط ستة! إشارة لخطورة اللاعب الهداف أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات نصر الدين عثمان ـ وشهرته جكسا إذا ما دخل منطقة الياردات الستة ـ القصيرة ـ للمرمى), ومقاهي المبدعين, وأقرانهم, بما لها من أسماء كوزموبوليتانية مميزة: اللورد بايرون, وسان جيمس, وشيش كباب, وكايرو جلابية, وكوبا كوبانا, وفلفلة, وروضة المدينة, وآتينيه, والمحلات الأوربية: كونت مخلص, ميرزا, جيمبرت, البون مارشيه, الفرد دوبسيه, (وغيرها مما عددها لنا الكاتب محمد الأسباط). أما اليوم فالأسماء تحيلك إلى رموز مغايرة: فمن جهة ستقرأ (بقالة الصحاف), و(إنترنت بن لادن), و(اتصالات الظواهري), ومن جهة أخرى ستعاين (عصير ساندي), و(سوبر ماركت ساندرا) و(كوافير البرنسيسة) (وغيرها), فضلا عن وجود مترادفة الإسلامية وصفا لكل شيء, والعالمية صفة لأي محل. ولكن لم يعد هناك مجال لجكسا خط ستة, ولا لفستان (الخرطوم بالليل) (اسم رداء نسوي آخر اشتهر في الماضي وكان يلمع ليلا بما يحتوي من حلي وتطريز).

    تكاد تشك في أن يصبح شارع (الجمهورية) اليوم ـ وأخوانه من الشوارع القديمة الجديدة ـ رمزا لعودة الروح إلى العاصمة, قد يحدث ذلك عبر بوابات الاستهلاك الرقمي; يكفي أن تعد المحلات التي افتتحت للاتصالات الدولية, والسباحة بالإنترنت, فلا ينافسها عددا في العاصمة وشوارعها سوى الهواتف السيارة (وإعلانات تجاهر بفك الشفرات!!), ومحلات الأطعمة بنكهاتها العربية (ولو في الاسم فقط), ومقاهي الرصيف, والغزوات الصينية للبضائع البلاستيكية التي زاحمت كل شيء, حتى أن حضورها كان طاغيا في السوق الشعبية لأم درمان. (في هذه السوق لا تزال تجارة العاج والحيوانات المحنطة مباحة. ستأتي يوما جمعيات الرفق بالحيوان لتحرم ذلك, فهل تأتي معها أو بعدها جمعياتٌ أخرى?)....goes on


    from:

    http://www.alarabimag.com/arabi/Data/2005/6/1/Art_69571.XML
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de