دراسة نفسية لاحداث الاثنين بالخرطوم-جريدة الصحافة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 03:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-13-2005, 04:26 AM

امير عبد الماجد
<aامير عبد الماجد
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 318

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دراسة نفسية لاحداث الاثنين بالخرطوم-جريدة الصحافة

    * هل هو شيطان التفاصيل.. ام انه الشيطان فحسب، ما هي حيثيات ما حدث يوم الاثنين الدامي.. هل تفجر بركان الغضب بسبب خبر الوفاة المفاجئ لنائب الرئيس د. جون قرنق.. ام لأسباب يصعب فهمها دون التجول بين الوقائع واعادة قراءة المشهد.
    * حالة من الاحتقان كانت واضحة في الشارع العام قبل الاحداث . شئ ما تسبب في تفلتات امنية هنا وهناك.. وهي تفلتات خلفت ضحايا هنا وهناك.. وكانت حاضرة سواء تعاطينا معها بجدية او عدم اكتراث.
    تحقيق: أمير عبد الماجد
    * من تحت المنضدة الانيقة التي وضعت عليها اوراق اتفاق السلام واحلام التعايش السلمي، تفجر البركان بالعاصمة الخرطوم عشية اعلان نبأ رحيل د. جون قرنق.. بركان ادهش الجميع بقسوته ووضع قضايا كالتعايش السلمي والوحدة على المحك.
    * بعد الرحيل المفاجئ.. احترق الشارع العام.. مجموعات منظمة او عفوية.. دعونا لا نقطع بشئ الان.. لنتعاطي مع ما حدث .. شباب نزلوا الشوارع انضمت لهم مجموعات من الشماسة والمشردين وبدأ التخريب.
    * يقول عبد المنعم حميده «35» سنة تاجر بالسوق العربي حضر الاحداث، ان ما شاهده امامه كان مروعا.. تحطيم وتهشيم بصورة هستيرية لدى البعض. ونهب من قبل اناس يحملون اكياسا كبيرة ومجموعة تفرغت للحرق. .. والاعتداء على الناس..
    * كثيرون توقفوا عند طريقة الاعتداء وتعاطيها العنيف.. فالنهب لم يكن نهبا فحسب.. ولا القتل كان قتلا فحسب.. نهبت المحال واحرقت بعد ان دمرت الممتلكات تماما..
    القتل تراوح بين الذبح بالسكين واغلاق بعض المحال وحرقها بمن فيها والطعن، مع اصابات بالساطور والحجارة وغيرها.
    * مستشفى ابراهيم مالك على سبيل المثال استقبل «218» حالة يوم الاثنين ابتداءً من العاشرة صباحا.. بينها اربع حالات وفاة، معظم هذه الحالات مصابة بالاسلحة البيضاء والطلق الناري ومن بينها حالات اغتصاب.
    * مركز الخرطوم فقط شهد احراق «42» متجرا بعد النهب ودُمر سوق الخيمة التابع للاوقاف تماما بعد ان سرق واحرقت حوالي «36» سيارة وثلاث صيدليات ومعرض سكودا.
    * ما الرابط بين معرض سيارات سكودا والرحيل المفاجئ لدكتور جون قرنق.. ؟ لماذا القتل بهذه الفظاعة؟ اسئلة كثيرة الاجابة عليها تحتاج لمن يعرف شيئا عن كيمياء الانسان.
    * رئيس شعبة علم النفس بجامعة النيلين د. اسامه الجيلي وصف هذه الكيمياء الانسانية بالتعقيد. وقال ان الشخصية المصاحبة اكثر تعقيدا (لنصطحب هذا المكون معنا) ونبدأ..
    * نبدأ بالسؤال المفتاحي حول ما اذا كان الرحيل المفاجئ لدكتور جون قرنق قد يسبب علميا - ردة الفعل العنيفة التي شهدناها قتلا ونهبا واغتصابا.. هل كان نوعا من انواع التعبير النفسي عن الحزن مثلا؟
    رؤية د. اسامة كالآتي: خبر الرحيل المفاجئ للنائب الاول د. جون قرنق صادم واحتماله يعتمد على نوع الشخصية المستقبلة للخبر استنادا لتجذر شخصية الراحل في نفوس الجنوبيين والشماليين (نوعا ما) لكن التعبير عن فقده لا يتناسب مع الحدث، فالانسان عندما يفقد شخصا يمثل املا كبيرا لديه، غالبا ما يصاب بحالة حزن، وهو حزن لا يصل لازهاق ارواح الآخرين والاعتداء عليهم.
    هذه الرؤية اتفق معها تماما د. الأشرف الذي يعمل معالجا نفسيا، فالحالات المماثلة التي مرت عليه نادرا ما تلجأ للأفعال العدائية، فالحزن لا يتحول الى عمل عدائي الا في حال وجود ترسبات سالبة.
    د. محمد محجوب هارون استاذ علم النفس بجامعة الخرطوم قال: لا يمكن القول بتحليل سيسيولوجي وسايكلولوجي عميق شئ ما، بأن هذه التعبيرات وليدة لحظتها، لان المؤكد ان ما حدث كان تعبيرا عن بعض الترسبات الفكرية والثقافية والنفسية داخل المجتمع، غذتها احداث تاريخية ذات دلالات سلبية.
    هذه الدلالات السلبية صدرت عن احداث وقعت بالخرطوم في مناسبات سابقة بين شماليين وجنوبيين، وصدرت عن التمرد الاول. وهي دلالات سلبية تبقى في الذاكرة الجمعية للمجتمع، وتخرج عندما يحدث شئ ما يستفزها كتعبير عن ازمة وهو ما حدث صباح الاثنين حسب د. محمد محجوب هارون.



    اذن ما حدث لم يكن نتاج حزن على فقد د. جون قرنق، وان كان الرحيل المفاجئ بمثابة عود الثقاب الذي اشعل الحريق، هذه الرؤية اتفق حولها د. محمد محجوب هارون ود. الاشرف ود. اسامة.
    * دعونا ننتقل للترسبات السالبة.. ما هي هذه الترسبات .. ملامحها ولماذا فشلنا في محوها.. او على الاقل تجاوزها لصياغة واقع جديد على اسس التعايش والوحدة.. وقبل الخوض في الترسبات هل هناك وحدة وما هي شواهدها.. ولماذا تعثرت هذه النقطة، قال د. محمد محجوب هارون انها مهمة لان الحديث عن عدم وجود مشروع وحدوي حديث خاطئ - حسب وجهة نظره - وهناك دولة وتعبير سوداني معتمد للوحدة وتعبير قانوني وثقافي موحد ومعتمد، وان كان مشروع الوحدة السوداني حسب د. محمد لم يكتمل بعد. ويبدو ذلك واضحا في قوله (ليس بالضرورة ان يمضي مشروع الوحدة بسلامة، هناك اشكالات داخله وتعبيرات مقاومة تظهر في لحظات التأزم كما حدث يوم الاثنين).
    * الترسبات السالبة موجودة تاريخيا كما يقول د. اسامة وتحليلها يشير الى ما يسمي بـ الزرع السلبي) أو عدم قبول الآخر، ووجود اشكالات في قبول الآخر كما فهمت، وما حدث له جذوره بالتأكيد، وهي جذور تبدأ بالتنشئة، فالأسر الشمالية غالبا ما تغرس في ابنائها رؤية معينة للجنوب. والاسر الجنوبية كذلك غالبا ما تزرع مفاهيم معينة للشمالي في ذهن ابنائها. والترسبات قد تؤدى في محصلتها المتراكمة الى كراهية. ومع ان هذه الكراهية ليست مطلقة بالضرورة، لكنها في المحصلة النهائية كراهية. قال د. أسامة ان وجودها هو المحرك الرئيسى للفظاعة والقسوة التي شهدناها.
    * هل هي ترسبات متوارثة.. سألت د. محمد محجوب هارون، فامن على ذلك وقال انها ترسبات ظلت باقية جيلا بعد جيل، لكن التقديرات متفاوتة، لان المؤكد انها - أى الترسبات السالبة - كانت اكثر حدة لدى الاجيال السابقة.
    * هل من المنطقي أن تؤدى هذه الترسبات الى القتل بهذه الوحشية.. مشهد إحراق طالبات بعد ان احتمين بدكان.. اغلق عليهن واحرق.. ذبح شاب بالسكين على الاسفلت.. اغتصاب فتاة في الشارع العام بعد تمزيق ملابسها تماما.. وضع شيخ هرم داخل احدى (المراتب) التي يعمل عليها بمحله التجاري (محل تنجيد) وحرقه.. ما اسم هذا الشئ الذي حدث؟؟
    * اسامة قال قد تكون هستيريا جماعية.. والصدمة لديها جوانب هستيرية.. وشعورعدواني اسمه (التعبير السلبي عن الحدث).
    * التعريف العلمي للهستيريا الجماعية : الهستيريا الجماعية نوع من الامراض العصابية، يتصرف فيها الانسان بنوع من المبالغة في التعبير عن حاجيات حياته المختلفة، لجلب الانظار او الاهتمام او تحقيق اهداف خاصة بالفرد.
    * هل هي هستيريا جماعية.. د. الاشرف يعتقد انه احباط ادى الى حالة الهستيريا.
    * دعونا نعرّف الاحباط علميا (الاحباط هو وجود عائق يمنع الفرد او الشخص من تحقيق اهدافه وطموحاته وآماله، وهذه العوائق تعتبر من اسباب الصراعات والنزاعات الداخلية.
    * د. محمد محجوب هارون يعتقد انه استدعاء لاحداث سابقة ظلت في الذهن، بالاضافة الى عناصر اخرى كتجاهلنا للملف الاجتماعي، وهو ملف وصفه بالمهددللوحدة الوطنية، لان الحكومه او لنقل السياسات التي تتبناها خلقت اوضاع فقر وحرمان اجتماعي تطابقت مع بعض التكوينات العرقية والجهوية.
    * ترسبات واحباط وعود ثقاب وهستيريا جماعية، دعونا نتوقف عند نقطة السياسات التي تتبناها الدولة واوجدت فقرا وحرمانا اجتماعيا تطابق مع التكوينات العرقية والجهوية، هذه النقطة اثارها د. محمد محجوب وقال في سياق تفسيرها (ان هذه السياسات) قادت الى تنمية محصورة الى حد كبير في ما اسماه (المركز) او بمناطق ارتبطت به جغرافيا - وبغض النظر عن مستوى هذه التنمية ( عالية - او ضعيفة) يقول د. محمد ان هذه التنمية ارتبطت بالمركز والمناطق المرتبطة به جغرافيا وبسكان هذه المناطق، وتركت بالمقابل حزام الاطراف شمالا وجنوبا شرقا وغربا بلا تنمية كافية.
    * ثمة نقطة مهمة هنا وهي تطابق الجهة والعرق من ناحية والحرمان، وهي نقطة قد تجيب في ثناياها على مسألة تطابق العرق والجهوية، او ربما تجيب على سؤال.. لماذا استهدف الجنوبيون السكان الشماليين؟ وهو سؤال اجاب عنه د. محمد بالقول ان الجنوبيين لم يستهدفوا يومذاك الشماليين.
    * قد تبدو المسألة محيرة.. كيف وقد رأينا المشهد.. يقول (دون أن نعطي ما حدث مشروعية) وهذه نقطة اشار لها اكثر من مرة: ان الاستهداف لم يكن للشمالي كشمالي، انما كان تعبيرا تجاه المظاهر التي يعتبرها هذا المحروم مظاهر ترف. واشار الى الاصول التي استهدفت.. سيارات ومحال تجارية ذات واجهات جميلة- معارض سيارات واثاثات فاخرة.. بقالات كبيرة.. وهنا قال (واضح انهم حاولوا الاعتداء على فكرة متهمة عندهم لمظهر الترف.. وصادف ان اهل هذه البقالات والاصول من اهل شمال السودان). (تصادف فقط) ثمة سؤال هنا؟!
    * قبل ان اطرح سؤالا حول من قتلوا في الشارع العام وهم يزحفون علي ارجلهم .. دعونا نري هل استهدفت فعلا اصول كالتي تحدث عنها دكتور محمد محجوب هارون.
    * أحرق معرض لسيارات (اسكودا) ودمر مصنع مكيفات الواحة وهوجم من قبل 500 شخص، بعد أن هرب الشخص المكلف بالحراسة، وسرقت سيارات من شركة (دال) للسيارات - واحرقت السيارات الخاصة بالمواطنين بالجملة.في الشارع
    * الذين قتلوا وهم يزحفون (كداري) في شوارع الخرطوم قال د. محمد ان تفسير ما حدث تجاههم بحاجة الى (شوية اجتهاد) لكنه اشار الى ما يسمي بـ السلوك الجمعي - لدى علماء السايكولوجي، وهو سلوك يجعل الانسان وسط قطيع من الناس يمارسون سلوكا معينا، فينفعل ويمارس ما يمارسون، دون ان يفكر في ما يفعله. وفي هذه الحالة فإنه قد يستهدف المواطن الشمالي في الشارع وقد لا يستهدفه.. وقد يستهدف المنزل وقد لا يستهدفه.
    * السلوك ذاته تحدث عنه د. اسامة الجيلي ووصف عواقبه بالوخيمة، خاصة عندما يصبح مرجعية في ظل وجود ترسبات سالبة قديمة.
    اذن هناك ما يمكن تسميته في علم النفس بالسلوك الجمعي. والثابت انه كان حاضرا يومذاك.. كان فاعلا ام لا.. كلا الاحتمالين وارد، لكن وجوده يعني انه ربما اسهم في توسعه رقعة الاحداث بالتفاعل مع (الهستيريا الجماعية التي اشار لها د. اسامة الجيلي).
    * دعونا نصطحب هذه المكونات معنا ونقرأها مع احاديث عديدة لشهود عيان قالوا ان جهات ما ربما لعبت دورا في التنسيق والقيادة. وهي جهات اسمتها الباحثة الاجتماعية حنان الجاك بـ (الايادي الخفية) وقال د. الاشرف ان المنطق يقول انها كانت موجودة وهي فرضيه لم ينفها د. محمد محجوب الذي اكتفي بالقول ان وجود جهات سياسية حاولت الاستفادة من المناخ امر وارد، لكن اثباته امريتطلب عملا من الجهات الرسمية للحصول على معلومات مؤكدة.
    * استمعت لروايات عديدة من بعض شهود العيان، كالحاج علي يسن الذي قال ان متجره دمر في الاحداث. يسن قال ان ما شاهده كان منظما في بعض نواحيه.. هناك مجموعات لديها من يقودها.بالتاكيد. ويرفض الحاج يسن فكرة ان ما حدث كان عفويا على الاطلاق، لانه يعتقد ان الاكثرية كانت تدرك ما تفعله. ويدلل على ذلك بوجود جماعات مكونة غالبا من 7 - 12 شخصا، ووجود قائد للمجموعة (هذه المعلومة سمعتها من اغلب الذين التقيتهم). و هؤلاء اشاروا الى الاسلحة المستخدمة، وهي اسلحة قالوا انها لم تكن موجودة عند الشماسة وجاءت مع بدايه الاحداث،وذكروا ان الشخص الذي كان يتولي الحرق غالبا شخص محدد يحمل مادة في (جركانة).
    * الافادات تؤكد في جزء منها ما ذهبنا اليه.. هناك من قاد بعض الشماسة بالعقل الجمعي.. اضافة الى لصوص محترفين سرقوا المحال واحرقوها.. بعد النهب.. هكذا علق د. الاشرف.
    من هم .. في بعض الجوانب يطفو على اسطح الاسطر مثل انجليزي ردده امامي دكتور اسامة، هذا المثل يقول (الشخص الجائع رجل عدواني بطبعه) هذا في جانب النهب والسرقة، اما القتل والاغتصاب وغيره، فالتنشئة ربما لعبت دورا كبيرا كما يقول لان تربية الاسر الشمالية لابنائها ترسم في مخيلتهم صورامحددة للجنوبي، وكذلك تفعل الاسر الجنوبية وهي ترسم ملامح الشمالي لابنائها.
    هل تنسف الرؤى السالبة المزروعة في اذهان هؤلاء الاطفال ما نسميه بالتعايش.. يبدو السؤال متشعبا.. الى حد ما، لكن الثابت حسب د. اسامة ان المجتمع يحيا في جزر معزولة رغم انه يعيش في موقع جغرافي واحد، لان السكن في منطقة واحدة لا يعني دائما وجود تعايش سلمي يفضي الى وحدة. ويدلل د. ا سامة على ذلك بالاحداث الاخيرة، وهي احداث قال انها كشفت وهم التعايش الذي عشناه، وهو وهم يفقد جدواه في ظل التعاطي مع الاحداث بردود الافعال والتأويلات السالبة. ولأن المسألة ممتدة الى المجتمع والسلوك المجتمعي، دعونا نستمع للواقع الحالي من الباحثة الاجتماعية حنان الجاك.
    تقول حنان: إن الاحداث الاخيرة أحدثت نوعاً من الانفصال غير المرئي في المجتمع، فاصبحنا امام هوة بين الشمال والجنوب، هذه الهوة مليئة بالحذر والترقب وعدم الرضاء وهي - أى الهوة - مدعاة لهدم التعايش السلمي.
    * عدم الرضاء.. والحرمان.. عبارات سمعتها من د. محمد محجوب هارون تحتاج الى شروحات واضحة حتي نتوصل لنتائج.. فبعض ابناء الشمال اكثر حرمانا من الجنوبيين الذين خرجوا يومذاك..
    د. محمد بدأ غير مقتنع بهذه.الفرضيه. او لنقل بجزء منهاعندما قال: لا تستطيع الجزم بأن بعض الشماليين اكثرحرمانا من الذين خرجوا يومذاك، فالمؤكد ان كتلة الحرمان لدى الجنوبيين اكبر.
    بحسابات بسيطة يمكننا التوصل الى هذه الحقائق كمايقول، فالجنوب هو اكثر اقاليم السودان تخلفا في ظل حرب استمرت هناك لاكثر من نصف قرن من الزمان، والمقاتل الذي خاض غمار الحرب هناك تستوي عنده قيم الحياة والموت.
    * لكن الحرمان موجود بكل السودان وليس في الجنوب فقط، دعونا نذهب ابعد.. يقول د. محمد محجوب: ان الحرمان موجود بصورة لا تخطئها العين، وان كان حرمانا متفاوتاً في درجاته بين اقصى الشمال والشرق والغرب.. لكنه اقل من حرمان الجنوبي، لانه محروم يعيش في محيط محروم، بينما الشمالي المحروم يعيش في محيط اقل حرمانا على الاقل.
    * لمزيد من الشرح يقول: إن الفرد في الوسط غير الجنوبي قد يجد من يساعده، لكن الجنوبي يعيش في وسط تقل فيه نسبة الافراد القادرين على المساعدة. والدولة لم تستطع لاسباب موضوعية او غير موضوعية، ان تخرج لنجدة هذا الانسان وترقية واقعه، من خلال تحريك محيطه اقتصاديا واجتماعيا، من نقطة البؤس والحرمان الى نقطة الامان الاجتماعي الاقتصادي.
    * هذا لا يبرر ما حدث.. ولا يبرر الفظاعة التي عاشتها الخرطوم يومذاك. وربما انتقلت المسألة نفسها في السياق النفسي من مرحلة التهيؤ للتعايش السلمي الى الانفصال، لان كثيرا من المواطنين الذين التقيتهم كان مزاجهم اميل للانفصال منه الى الوحدة بعد احداث يوم الاثنين.
    د. اسامة قال إن الفرد لو كان متصالحا مع الذات، فإن التعبير عن الحزن لن يقود الى احداث قتل ونهب الا بوجود ترسبات.
    * على الصعيد الاجتماعي تقول حنان الجاك: ان الفئات التي مارست القتل هي الفئات التي عاشت في ظروف الحرب، وتفاعلت مع ثقافة الهمج الرافضة لفكرة الانضباط. وتعتقد ان وسيلة التعبير لدى هؤلاء قد تصل الى القتل لتحقيق الرغبات.
    * إذن ما حدث كان بالقسوة النفسية التي قد تقود الطرف الآخر للتفاعل مع مطلب حق تقرير المصير والانفصال. وهو مطلب حاضر في الخرطوم بعد يوم الاثنين، تفسيره الموضوعي كما يقول د. محمد محجوب هارون هو ان المواطن الحضري في شمال السودان تعرض لعنف داخل منزله، وهو عنف غير مسبوق بالنسبة له وبالنسبة للمواطن في المناطق الحضرية عموما. والمواطن الحضري حسب محمد محجوب هارون صاحب تجربة بسيطة في التعاطي مع مثل هذه الاحداث، لان المدن مؤمنة دائما من خلال مؤسسات الدولة المعنية بحفظ امن المجتمع، او من خلال سلمية المجتمع نفسه. وبالتالي عندما يتعرض الى عنف بهذا المستوى غالبا ما يصاب بالصدمة التي تقوده لاخراج الترسبات القديمة.
    فهمت من د. محمد محجوب أن الرغبة التي تنامت في الانفصال، لها علاقة مباشرة بما حدث يوم الاثنين.. وسيعود هؤلاء الى التفكير العقلاني - حسب رأيه - بعودة الحياة الى طبيعتها.
    * هناك تأثيرات نفسية لدى الاطفال ولدى كثير من المواطنين، مثل عبد المنعم حميدة التاجر بالسوق العربي، الذي قال لن انسى ما حدث.. ولن انسى ان اجهزة الدولة التي ندفع لها الضرائب والرسوم تركتنا للموت عندما احتجنا لها، اوقوله «كنت مع الوحدة.. لكن يبدو انه لا بد مما ليس منه بد.. فلينفصل الجنوب الذي اخذ كل الكعكة في نيفاشا.. وأردانا جثثا في شوارع الخرطوم».
    * هل يكفي العلاج بالزمن د. محمد محجوب يراهن على ذلك. ود. اسامة يرى ان الموضوع بحاجة الى دراسة متأنية.
    السلطات تحركت والقت القبض على البعض.. اكثر من الف وثلاثمائة مواطن حوكموا والشرطة اعلنت انها اعتقلت حوالي «450» متهما.
    شكل الرئيس لجنة لدراسة ما حدث في الشق القانوني، وهو لدى د. الاشرف الشق الاقل تأثيرا، لأن تأثيرات المكون النفسي في ما حدث كانت الابرز، وهو رأي سمعته ايضا من د. اسامة.
    * انتهت احداث الاثنين بعضها في المحاكم.. ومعظمها في النفوس.. لكن ثمة سؤال هنا.. ماذا بعد؟ ما هي الحلول؟!
    * المسألة لدى د. محمد محجوب بحاجة الى مهام تخص القيادة.. والقيادة المقصودة هنا - هي التيار العريض من النخب وقيادات المجتمع المدني كما فهمت، لانها التيار الذي يحدد جدول اعمال المجتمع ويضع أجندته.
    * ما المطلوب من هذه النخب في برامجها، المطلوب حسب د. محمد طرح رؤى واضحة تشرح للرأى العام ضرورة بقاء السودان الموحد، ليس على مستوى الطرح الفكري فقط، وانما على مستوى السياسات كذلك، حتى نعبر بالحرمان القائم لنتجاوز التكوين الاثني ونفك الارتباط (هذا ما فهمته من حديث الدكتور) نفك الارتباط بين الحرمان والعرق، و المطلوب لدى د. اسامة، فعل ايجابي تتضافرلاجله جهود عديدة تشارك فيها كل قوى المجتمع بحكومتها ووسائط إعلامها ودورها الاكاديمية. والأمر ذاته سمعته من د. الأشرف.. أما حنان الجاك فقالت بوضوح (التعايش السلمي عايز شغل من الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني والمكونات السياسية)
    ثمة سؤال ظل حاضرا بعد كل ما سمعته.. خاصة في ظل اصرارنا على التعاطي في الشق الرسمي والشعبي على العموميات والميل للتفاسير السهلة..حتي الان هل لازالت الاوضاع او الظروف التي صنعت احداث يوم الاثنين الدامي موجودة؟؟
    * حسب ما ذكر .. السبب لم يكن الحزن على رحيل د. جون قرنق.. كانت ترسبات سالبة.. هذه الترسبات لازالت موجودة.. وحاضرة..ترسبات في الصف الجنوبي وأخرى في الصف الشمالي.. في انتظار عود ثقاب آخر.. قد يشعل أحداثا جديدة
                  

08-13-2005, 06:02 AM

هميمة

تاريخ التسجيل: 12-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نفسية لاحداث الاثنين بالخرطوم-جريدة الصحافة (Re: امير عبد الماجد)

    Quote: * حسب ما ذكر .. السبب لم يكن الحزن على رحيل د. جون قرنق.. كانت ترسبات سالبة.. هذه الترسبات لازالت موجودة.. وحاضرة..ترسبات في الصف الجنوبي وأخرى في الصف الشمالي.. في انتظار عود ثقاب آخر.. قد يشعل أحداثا جديدة


    لماذا لم يشرح لكم هؤلاء النفسانيين ......

    الكنايه فى( اعواد الثقاب) ....... يا صغار الصحفيين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


    فانتم بحاجة لهذه الدروس ..... اكثر من ما بنا من حوجة ..... لهذه

    الدراسه ........
                  

08-13-2005, 06:31 AM

امير عبد الماجد
<aامير عبد الماجد
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 318

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نفسية لاحداث الاثنين بالخرطوم-جريدة الصحافة (Re: امير عبد الماجد)

    الاخت الكبيرة الضخمة هميمة
    يعني الدراسة النفسية دي مافهمتي منها شيء ياكبيرنا
    ارسل ليك صورة حنين عشان تفهميها والاشنو
    حاولي تقريها تاني بتفيدك
    ياااااحاجة النبي فينا
                  

08-14-2005, 06:03 AM

هميمة

تاريخ التسجيل: 12-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نفسية لاحداث الاثنين بالخرطوم-جريدة الصحافة (Re: امير عبد الماجد)


    وايضا اسلوبك مقزز ........

    سا ترفع عنه ....... ولكن هل تعرف ما هو الفرق بين الدراسه

    والكوتشنيير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وبما انك صحفى كسلان عايز تعمل دراسه

    وما قادر تقوم تمشى على النفسانيين ؟؟؟ مش برضو محمد محجوب هارون

    دا .... شغال معاكم فى الجريده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    Quote: * مستشفى ابراهيم مالك على سبيل المثال استقبل «218» حالة يوم الاثنين ابتداءً من العاشرة صباحا.. بينها اربع حالات وفاة، معظم هذه الحالات مصابة بالاسلحة البيضاء والطلق الناري ومن بينها حالات اغتصاب.


    لما هى دراسه ومن واقع سجلات ليه ما قلت لينا هم كم حاله بالضبط ...؟؟ وهل دى كانت

    تخمينات المتواجدين ام حالات اغتصاب سجلها مستشفى ابراهيم مالك .. من واقع ارنيك

    الشرطه المعد لهذه الحالات ؟؟؟؟؟ لانو يا استاذ امير ناس المستشفى المقصود نكرو

    الكلام دا ؟؟؟؟؟ ومهما كان الاغتصاب دا جريمة من يقوم بها فهو مجرم وكذلك القتل

    والحرق والنهب ..... دى جرائم وصفها كدا ..... الجريمه ما بتخص الجنوبيين

    فى مجرمين فى كل العالم من كل الالوان ........... والاشكال والمهن !!!!!
                  

08-14-2005, 06:28 AM

امير عبد الماجد
<aامير عبد الماجد
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 318

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نفسية لاحداث الاثنين بالخرطوم-جريدة الصحافة (Re: امير عبد الماجد)

    ياهميمة ياكبيرنافي زول غالطك انو المجرمين موجودين في العالم كلو
    والعالم فيهو مجرم قاسي ومجرم حنين
    صحفي كسلان وصحفي نشيط
    ماافي مشكلة محمد محجموب يكون ولد جيرانا ده ما الموضوع المهم هو متخصص في الاتكلم فيهو والازيك كده نضافة راس وشخبطة كراس
    ياعزيزتي والااقول ليك دي بسحبه عشان ما يعلنوا فيني الجهاد
    اعصااابك ماتنفعلي كده يااختي السن برضو عندو احكامو
    يانااااس راعو عامل السن
                  

08-14-2005, 07:21 AM

Abdulla Ageed
<aAbdulla Ageed
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دراسة نفسية لاحداث الاثنين بالخرطوم-جريدة الصحافة (Re: امير عبد الماجد)

    الزميل الصحفي أمير عبد الماجد

    تشكر على هذا الجهد القيّم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de