محاولة لفهم الظاهرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 05:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-08-2005, 02:39 AM

محمد الامين محمد
<aمحمد الامين محمد
تاريخ التسجيل: 03-07-2005
مجموع المشاركات: 10013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محاولة لفهم الظاهرة

    محاولة لفهم الظاهرة
    د. الطيب زين العابدين
    ظاهرة العنف الجماعى بين الجنوبيين والشماليين تستحق دراسة علمية موضوعية، فعلى الرغم من صحة المقولة التى تقول بأن أهل السودان جميعا قوم مسالمون، مقارنة بغيرهم من الشعوب بما فى ذلك جيرانهم الأقربين، وأن التعايش السلمى بين القوميات والأعراق والقبائل والأديان هو النمط السائد بينهم، الا أن هناك بعض حوادث وظواهر العنف الجماعى التى تستدعى الدراسة والفهم، لأنها متكررة ومتزايدة. ويمكن الإشارة هنا الى تكرار العنف القبلى فى اقليم دارفور وفى جنوب كردفان، الا أن العنف بين الجنوبيين والشماليين يظل هو الأقدم حدوثا منذ الاستقلال، والذى تكرر فى مناطق الوجود المشترك فى مدن الجنوب والشمال، بدءاً من التمرد الجنوبى الأول فى أغسطس 1955م الذى استهدف الشماليين فقط حكاماً ومدنيين ولم يستثن من ذلك النساء والأطفال، ولكن تمرد الانيانيا فى الستينيات وتمرد الحركة الشعبية فى الثمانينيات والتسعينيات، كان محصورا الى حد كبير بين قوات السلطة ومليشيات التمرد، وان اختفى الوجود الشمالى تماماً من المناطق التى سيطرت عليها الحركتان أثناء التمرد. وهناك العنف القبلى فى مناطق التماس، مثل ما حدث بين المسيرية والدينكا، بالاضافة الى التحرشات المحدودة التى وقعت فى مدن الشمال، خاصة فى الخرطوم والتى بدأت بصورة ملفتة فى عام 1965م، حين تأخرت الطائرة المقلة لوزير الداخلية الجنوبى كلمنت أمبورو، فأدت الى هياج مستقبليه من الجنوبيين واعتدائهم على المارة من الشماليين، وعلى عرباتهم ومنازلهم، وأحدث ذلك الاعتداء رد فعل شمالى متطرف، استهدف كافة الجنوبيين فى أنحاء العاصمة المختلفة، ثم تكررت حوادث الاحتكاك المحدود فى النصف الثانى من الثمانينيات حين انتصرت الحركة الشعبية على القوات المسلحة فى عدة مواقع بعضها فى شمال السودان، وخلقت تلك الاحتكاكات حالة من الخوف والترقب والاستنفار فى أوساط الشماليين فى أحياء العاصمة المختلفة.
    وأتت حوادث الاعتداء الأخيرة فى أعقاب مقتل الدكتور جون قرنق فى حادثة الطائرة اليوغندية، لتشير بوضوح الى أن اتفاقية السلام الشامل، رغم الترحيب بها من كل القوى السياسية وخاصة الجنوبية، لا تمنع وقوع مثل هذا العنف الجماعى بين الجنوبيين والشماليين. ورغم أن الفشل الأمنى الذريع تحوطاً ومعالجة من قبل الحكومة وأجهزتها المختصة، هو السبب الرئيسى فى استشراء العنف الجنوبى واستدعاء رد الفعل الشمالى، الا أن الظاهرة تحتاج الى قدر أعمق من الدراسة والتحليل، ونرجو أن تتولى احدى الجامعات السودانية القيام بدراسة ميدانية واسعة، تغطى هذه الظاهرة من جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وتخلص الى توصيات محددة فى كيفية مواجهة مثل هذه الحالة مستقبلا. ولا يمنعنا ذلك من ابداء بعض الملاحظات الأولية حول مجرى الأحداث. ويقتضى التفهم الموضوعى للظاهرة صرف النظر عن شماعة المؤامرة ضد السودان وضد السلام، وأن هناك محرضا شريرا يقف من وراء تلك الأحداث، لأن مثل هذا التفكير لا يصلح تفسيرا لظاهرة قد تكررت فى صور وأماكن مختلفة، ولها أشباهها فى كثير من أنحاء العالم، وعلى كل فالذين يتفوهون بمثل هذه الأقوال لا يقدمون دليلا ماديا واحدا على ما يقولون. ولعلهم يتهربون من كشف الأسباب الموضوعية للظاهرة ومن ثم يتفادون معالجتها. وأول الملاحظات ينبغى أن تبدأ بالاجابة على السؤال: لماذا حدث اعتداء الجنوبيين على الشماليين عقب اعلان مقتل النائب الأول لرئيس الجمهورية جون قرنق؟ لقد برهن استقبال الساحة الخضراء على أن نسبة عالية من الجنوبيين تنظر الى قرنق كزعيم قوى استطاع أن يفرض لأول مرة على حكومة الشماليين معادلة سياسية عادلة لمصلحة أهل الجنوب، من حيث اقتسام السلطة والثروة وحق تقرير المصير، وأنه تولى أكبر منصب يتسنمه جنوبى فى تاريخ السودان، واستطاع أن يقتلع ذلك المنصب من أسنان حكومة الانقاذ، وأنه حارب لعشرين عاماً من أجل قضية الجنوب دون أن يبيعها لمكاسب شخصية، وأنه استطاع بذكائه وحنكته أن يصبح أشهر شخصية سياسية سودانية على المستوى الوطنى والاقليمى والعالمى، وقد يصبح رئيس جمهورية السودان القادم. مثل هذا الزعيم يشكل خطرا على قيادة الحكومة وعلى كل الزعماء الشماليين، وليس من المستغرب أن يحاولوا القضاء عليه، لذلك تكاتفت جاذبية قرنق والتعلق به كمنقذ جنوبى، مع انجازه الضخم فى تحقيق اتفاقية السلام، بالاضافة الى الشك وعدم الثقة فى حكومة السودان، زائدا صدمة الموت المفاجئ فى وقت غير مناسب، أدت الى اثارة غضب أعداد كبيرة من الجنوبيين، ودفعهم الى البحث عن وسيلة قوية وعنيفة يعبرون بها عن غضبهم الشديد ضد الجهة التى يشكون فى أنها مظنة تدبير القتل، وليس هناك من عدو يشار اليه بالبنان سوى الشماليين والزعامة الشمالية التى ظل جون قرنق يحاربها لسنوات طويلة بسبب ظلمها لأهل الجنوب.
    استهدفت اعتداءات الجنوبيين الغاضبين الشماليين فقط فى الخرطوم ومدنى وبورتسودان وجوبا وملكال والرنك وغيرها، لم تطل تلك الاعتداءات المسلمين من الجنوبيين أو أبناء النوبة ولا الموالين للحكومة أو المشاركين فيها من الجنوبيين، حتى أولئك الذين كانوا فى السلطة بالجنوب، مما يعنى انتفاء الدين أو السلطة كسبب للاعتداء، وان ارتبط الدين الاسلامى والاستئثار بالسلطة بالشماليين فى نظر أهل الجنوب، لذلك يجئ الحديث المكرر عن «استعمار العرب» والتحرير من «ظلم العرب» واتهامهم «بالتمييز العنصرى» ضد الأفارقة!
    الملاحظة الثانية، أن مثيرى الشغب كانوا فى معظمهم من بروليتاريا المدن «قاع المجتمع» الذين يعيشون بأعداد كبيرة فى حالة فقر وغربة وحرمان فى أطراف المدينة القاسية، واستهدف الشغب مظاهر الغنى فى شكل العربات والبيوت الفاخرة والبقالات المكدسة بالبضائع، ولو اقتصر الشغب على تحطيم ونهب الممتلكات، لكان تكرارا لما حدث فى العديد من المدن الكبيرة، حين ينفلت فيها الأمن بسبب اعتداءات عرقية أو دينية أو لانقطاع الكهرباء أو غيرها من الأسباب، ولكن شغب الأيام الفائتة تجاوز ذلك الى قتل وحرق الشماليين بقسوة غير مسبوقة، مما يدل على احتقانات نفسية واجتماعية عميقة الجذور، وهى ما يحتاج الى دراسة وتحليل.
    الملاحظة الثالثة، أن رد الفعل الشمالى جاء متأخرا شيئا ما بعد أن عجزت الدولة تماما عن حفظ الأمن ووقف الاعتداء، واستهدف مناطق الكثرة الجنوبية فى الكلاكلة والحاج يوسف وأم بدة، ولم يستشر فى كل الأنحاء كما حدث فى 1965م عند تأخر طائرة الوزير كلمنت أمبورو، ولم يتسم بذات القسوة فى الاعتداء على الأرواح. ويمكن القول أن الرد الشمالى كان فى المقام الأول بقصد الحماية والردع أكثر من التشفى والانتقام.
    الملاحظة الرابعة تمثل أنبل ما فى الأمة السودانية من خير وأصالة، فقد تداعت منظمات المجتمع المدنى من أحزاب سياسية وهيئات دينية وجمعيات طوعية واتحادات جماهيرية وتكوينات أدبية وفنية واعلامية بعد يومين فقط من بدء الأحداث، لتدين بصورة اجماعية أحداث الشغب، وما استدعته من ردود فعل وتطالب بوقفه فورا. فكان الحشد السياسى الضخم الذى دعت له الحركة الشعبية فى فندق القرين فليدج، والتجمع الثقافى الواسع الذى استضافته صحيفة «الصحافة» اللذان انعقدا نهار الخميس، ووجها نداءً قوياً وواضحاً لجماهير الشعب، بالتزام الهدوء والسكينة ومطالبة الحكومة بحفظ الأمن، وتأييد قرارها بتكوين لجنة تحقيق وطنية فى ظروف سقوط الطائرة اليوغندية التى حملت الفقيد، وحصر الضرر الذى وقع على المواطنين بسبب الشغب وتعويضهم عن خسائرهم. واتفق التجمعان على التعاون بينهما فى توعية الجماهير وتهدئتها، وكانت مشاركة الهيئات الدينية اسلامية ومسيحية بارزة فى كلا التجمعين، وسارعت بمخاطبة المواطنين فى ذات اليوم. وشعرت لأول مرة منذ سنوات أن الروح القومية غالبة على غيرها، وأن لا أحد - بما فى ذلك المعارضة - يريد أن يستثمر الأحداث ليسجل نقطة ضد الآخر، وينبغى على الحكومة أن تحافظ على هذه الروح القومية، وتستفيد منها فى تطبيق اتفاقية السلام ولو بقدر ما من التضحيات
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de