مصادرة جريدة الوطن الصادرة صباح اليوم 6 أغسطس 2005

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 05:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2005, 05:18 AM

cantona_1
<acantona_1
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 6837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مصادرة جريدة الوطن الصادرة صباح اليوم 6 أغسطس 2005

    الشباب الأعزاء
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لقد صدرت صحيفة الوطن اليومية حافلة بالمواضيع ولكن لورود ما لا يعجب الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب فقد قامت جهة مجهولة بمصادرة الجريدة من باب المطبعة مما تسبب في خسارة مادية كبيرة للصحيفة وخسارة معنوية للقراء الكرام بفقدهم لمصدر معلومات مهم خلال هذه الفترة العصيبة التي يمر بها الوطن العزيز

    ولا تذهب بكم الظنون مذاهب شتى فلا علاقة لايقاف الصحيفة بالحكومة ولا بامن الدولة ولكن لأحقاد شخصية حاول البعض فش غبينة فشلهم في الوطن الصحيفة...

    فأرسلوا للوطن مؤاذرتكم وتشجيعكم لها للسير في نفس الخط وهو خط الحق وقديما قال سيدنا علي كرم الله وجهه ( ليس بالرجال تعرف الحق ..أعرف الحق تعرف أهله)
    راسلوا الوطن على الإيميل
    [email protected]

    وأدناه تجد قارئ العزيز الكلمة القوّمت الجمل على حد المثل في كردفان. أو القندول الشنقل الريكة. وعند قراءتك للموضوع ستعرف ما هو السبب ومن هو المتسبب في مصادرة الجريدة.



    صباح الـخـير الســـيد الوالـــــي..! لأننا شــركاء فــي البلــد.. فالحســاب ولـــد.. ! ليلة الأحد سهرنا نتابع طائرة الراحل العظيم .. فأين سهر غيرنا..؟! الطرف الأول هـــــو الحقد العنصــري.. وأنتو الطرف الثاني بســـــبب التقصير الرســــــمي سقطت العمارة فاستقال عبد الرحيم .. وسقطت الخرطوم لساعات في أيدي اللصوص وبقي الوالي ..! هذا الشعب العظيم من أفضل وأعظم خصاله التسامح والنسيان ورمي الماضي بخيره وشره وراء ظهره أملا في الغد . والأيام الماضية من الاثنين الدامي وما بعده كانت أيام محنة وقسوة .. وفظائع .. ورعب .. ودماء.. وهلع لايمكن أن يصفه إلا الذين عاشوه من الناس ..! ولكن وبرغم الفظائع والمواجع وهلع الناس.. ورعب الاطفال ،وفقدان الأموال والأرواح.. وبرغم الجراح الغائرة كان الناس امس وقبل امس بيوم واحد يتنفسون الصُّعداء ويلملمون جراحاتهم .. ويتبادلون العبارات العظيمة!! معليش .. سلامتك .. الجاتك في مالك سامحتك.. الله يرحم فلان أو فلانة وكلها بلاغات ضد القدر إذ لا أحد حتى الآن استطاع أن يحدد من هم القتلة السفلة..! أما الذين قبضت عليهم الشرطة فهم لصوص .. قبض عليهم بالجرم المشهود لأنهم كانوا يحملون مالذَّ وطابَ من مأكولات .. ومقتنيات .. وبعض المال ..! يارب ارحم الذين ماتوا واشف الذين جُرحوا واصيبوا، وعوض الذين فقدوا مالهم الحلال شقاء أعمارهم ورزق أولادهم ..وربما عائدات غربتهم الطويلة . فلله ما أعطى ولله ما أخذ ! وبعد ..إن العقلاء العدلاء يتحسبون للغد انطلاقا من تجارب الماضي .. وتجربة الاثنين الدامي تستوجب ليس مجرد التحسب بل الحساب ليس لمجرد العقاب ولكن تحسباً لغد قد تتكرر فيه المأساة ! ولقد فتحنا نحن في «الوطن» وعلناً باب المطالبة بالحساب أو دعونا نسمها ـ المراجعةـ والمحاسبة .. وتحميل كل مسؤول نتائج مسؤوليته.. فالرعب في عيون أطفالنا والهلع على أسارير نسائنا . وعمق المأساة على وجوه رجال الخرطوم شيباً وشباباً .. بل أرواح وجراحات الناس ليست أمراً هيّناً تحسمه بيانات .. او تصريحات أو مغالطات ..! نحن لانؤلب احداً على احد .. ولا ننكأ جراحاً.. ولكننا نضع الحقيقة في عين الحق ونقول إن الدولة في الخرطوم كانت مقصرة في ذلك اليوم البائس الحزين .. والدولة هنا ولاية والولاية والي واللواء عبد الرحيم محمد حسين حين سقطت عمارة تابعة لوزارته استقال .وولاية الخرطوم انهارت كلها أو كادت يوم الاثنين الدامي فكيف يستقيل عبدالرحيم لسقوط عمارة واحدة ولا يستقيل الوالي عندما سقطت أجزاء واسعة الخرطوم في أيدي الصعاليك والمجرمين والشماسة ولبضع ساعات .. إنه مجردسؤال نبدأ به تحية الصباح هذه ! نحن في «الوطن» لن نرضى أن يزايد أحد على وطنيتنا فنحن كسائر السودانيين الشرفاء شركاء في هذا البلد.. شركاء بالأصل والفصل والجنس واللون والانتماء العريق..! وشركاء لأننا نعيش على عرق جبيننا ولا نتاجر أو نسمسر أو نقبض عمولات أو نبحث عن عطاءات أو نجري وراء استثمارات أو نكتنز المال والعمارات بما لا يرضي الله..! وفي الأيام الماضية وقفت هذه الصحيفة وقفة جبارة تناسب اسمها وتحقق خطها وتناصر شعبها، وحين كان أحدهم يحتفل بعيد تخريجه الخامس والعشرين عشية الأحد أو يوم أن «خمَّت الخرطوم الرماد» كانت كل أسرة «الوطن» بما فيها البنات الشابات تسهر وتتابع وتسأل عن مصير طائرة الفقيد جون قرنق، حتى إذا بلغنا الخبر الحزين بعد منتصف الليل بقليل منعنا نشره إنتظاراً لبيان الدولة الذي تفضَّل وزير الإعلام الأستاذ سبدرات بإذاعته على الناس في الصباح الباكر ، وهو حزين وتنضح من وجهه المأساة دون إبتسامة لا تناسب الموقف حيث كان البيان الحزين الذي بعده تدافعت قوى الشر والدمار والسلوك الخسيس الذي لا يشبه الشياطين ناهيك عن البني آدمين..! السلب .. والنهب .. والرعب..! ولقد أعقب تلك الأحداث الدامية الحزينة التي طالت كل بيت خسارة في المال، أو رعب وسط النساء والأطفال، وزهق لأرواح بريئة وجرحاً لأجساد هدها الكد والشقى وراء اللقمة الشريفة لإعالة الأسرة، فإذا بالقتلة والسفلة والصعاليك يقضون على هذا العائل المكدود. بل وأسوأ من ذلك حدث ولا نريد ترديده أو ذكره حتى لا يتواصل تقيؤ الناس وسخطهم وغضبهم فيكون الثأر أوسع والحصيلة أبشع..! ولقد تواضع الناس وهم يبتلعون أحزانهم ويحاولون إستعادة توازنهم وجرد خسائرهم ويحملون جراحاتهم ويضمدونها. وحاولوا وبصورة شبه جماعية مباشرة أو من خلال الصحف أو حتى اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية أن يقولوا من هو المخطيء في الطرف الآخر من العملية الكارثية بعد أن حددت الأحداث وبنفسها من هو المخطيء ومن هو المجرم القاتل الفالت العنصري البغيض..! قبل الحديث عن العنصرية..! وما دمنا في نقطة العنصرية هذه وقبل الحديث عن المخطيء الثاني والمقصر الأساسي دعونا نقول إن الأحداث الدامية في الخرطوم والمتواصلة الآن في مدينة جوبا أثبتت أن الشاكين من عنصرية الشماليين هم العنصريون ،فقد بدأت المأساة اليوم ومن قبل ومنذ حوادث 1965م وحتى حوادث سوبا الأراضي والهجمات على الأسواق في العاصمة أو داخل دور السينمات اذا انطفأت الانوار بالصدفة من بعض إخوتنا الجنوبيين الذين يتحدثون عن عنصرية أهل الشمال دون أن تمتد إليهم يد شمالية واحدة بسوء كبداية..!! ولقد عشت أنا شخصياً ولسنوات في شرق إفريقيا .. كينيا .. ويوغندا.. وأثيوبيا والتقيت بلاجئين سودانيين جنوبيين مثقفين وعاديين وسياسيين متعيشين من الحديث عن عنصرية عرب الشمال أو سياسيين لهم قضايا يتحدثون عنها ومظالم ، أو تخلف في مناطقهم بالجنوب، إن كل هؤلاء الذين إلتقيتهم تحدثوا عن شمال السودان ـ الصدر الحنون على أبناء الشطر الجنوبي من الوطن ـ وتحدثوا بالمقابل عن فظاعة وقسوة وعنصرية الذين يعيشون في بلدانهم من كينيين ويوغنديين وخلافهم من الإفارقة..! إننا نتحدى أي أخ جنوبي يعيش بيننا من الجيلي إلى عبري مروراً بكل الشمال الكبير أن يقول بان شقيقاً واحداً من أشقائه الشماليين ـ رجل أو امرأة، كبير أو صغير ـ أهانه أو أساء إليه او هضم له حقاً، أو مارس معه أي تصرف عنصري إلا في حدود الخطأ الإنساني الجائز والقليل..! وعودة لأصل وفصل هذا الموضوع، ونعني: من المخطيء أو المسؤول الثاني عن هذا الذي حدث يوم الاثنين بعد أن حددنا القتلة والفعلة.؟! نقول إن الدولة جهاز كبير ومطاط والأمن فيها مسؤولية موزعة ومعلومة المواقع ومحسوبة التحركات، فإذا كان الأمر أمر تظاهرات طلابية كان تطويقها يتم بسرعة البرق ، حتى لا يختلط الحابل بالنابل وبغرض ألا يتدخل الشماسة واللصوص والصعاليك ويفسدوا قضية الطلاب ويكسبوهم غضب أهلهم في الشارع والسوق..! الأمن مضرب المثل..! أما إذا زاد الأمر عن حده وبرزت أية مخاطر أمنية فقد كانت الدولة حاضرة وجاهزة وقوية ومتصدية حتى أصبح أمن البلد مضرب المثل..! ولكن..! كانت معالم زوال هذه النعمة نعمة الأمن لا تخفى على أحد.. كان الزحف الإقليمي بسبب نزاعات وصراعات الأقاليم مظهراً من مظاهر الخوف والقلق ومكان تنبيه وانتباه من بعض المسؤولين..! وكانت البطالة.. والعطالة.. وميلاد آلاف العاطلين من الجامعات والمدارس التي اتسعت بلا حساب لمستقبل من يتخرج منها مشكلة من المشاكل وعلامة من علامات المخاطر..! وكان تدفق اللاجئين والنازحين من الدول المجاورة مظهراً من مظاهر الخطر..! وكان غياب ورحيل وهجرة الملايين من ابناء الشمال ـ خيرة أبناء الأمة ـ إلى خارج البلاد وتشتتهم في أرض الله الواسعة لظروف وعوامل وأسباب معروفة مظهراً من مظاهر الأزمة..! وكان امتلاء السجون بالمعسرين وضحايا الشيكات وقتلى المضاربات ونظام الكسر.. والجوكية ـ مظهراً من مظاهر الأزمة..! وكانت غفلة الذين أدخلوا الناس المساجد ودخلوا الأسواق واحتكروا كل شيءـ كما قيل وتردد ـ هو جزء من الأزمة بل أحد عوامل صنعها..! وكانت الثقافة الخاطئة التي تبنَّاها وتولاها بعض إخوتنا من متعلمي الجنوب مدخلاً خطيراً للكارثة التي حلت بالبلاد والممتدة الآن من الخرطوم إلى جوبا..! إن الحركة الشعبية المتصالحة والتي كان عليها أن تهتم بتثقيف كل او بعض أجزاء الجنوب حول جملة قضايا تتصل بحقوقهم وأنصبتهم في الثروة والسلطة والتهميش والظلم العربي القديم .. والسودان المملوك لهذا او تلك من الإثنيات، ولكنها قصرت إلى حد بعيد في تثقيف جماهيرها من أبناء الجنوب في كيفية رد الجميل.. بأجمل منه، لم تثقفهم في كيفية التعامل مع الشقيق والأخ والصدر الحنون الذي احتضنهم طيلة سنوات الحرب والضرب والقتل والسحل المتبادل فوق أرض العمليات وداخل الغابات حيث فقد الوطن «جزئين من كبده» في الشمال والجنوب إلى أن كان الجهد المقدر والدؤوب والصبر والمعاناة والحوار من بلد إلى بلد ومن وسيط إلى وسيط، حتى تحقق هدف الإنقاذ المفخرة وهو السلام.! ولنرى عدم أثر أية ثقافة جنوبية مسؤولة من لدن الحركة أو غيرها ومن معظم الأحزاب الجنوبية فعلينا أن ننظر لما حدث يوم عودة الراحل الكبير جون قرنق..! كان كل أهل الخرطوم على وجه التقريب يعيشون يوماً من العرس والعيد القوميين بوصول ابن السودان ـ كل السودان ـ جون قرنق إلا هم أو لنقل بعضهم كانوا في حالة الفرح والنشوة بعودة الرجل العائد جون قرنق يعبرون عن سلوك مشين وتصرف مهين حيث اعتدوا على الناس وعلى المركبات وعلى الجميع داخل وامام وحول الساحة الخضراء، بل نقلوا المعارك أو كادوا إلى منطقة الأزهري وما جاورها من مناطق حيث وقفت شرازم من الصعاليك يحصبون السيارات والمارة تعبيراً عن فرحهم بعودة قرنق المتفق قومياً على الفرحة بعودته..! إن المشهد المهين في يوم الفرح العظيم يتكرر هو نفسه في يوم الحدث الحزين..! يعود قرنق إلى الخرطوم فيفرح كل أهلها مع إخوتهم أبناء الجنوب بالعودة ،فيضرب الجنوبيون إخوتهم الشماليين في الشوارع..! ويموت جون قرنق القامة الوطنية والقومية العظيمة وتسقط به طائرة يوغندية ويقودها كباتن ومهندسون يوغنديون تابعون للرئاسة ، فيضرب الناس في الخرطوم ويقتلوا ويسلبوا وتستباح أموالهم ودماؤهم ومن نفس إخوتنا الذين ضربونا وأساءوا إلينا يوم الفرح العظيم ..فرح عودة البطل العائد على جواد السلام الأصيل الجميل الذي حمل لواءه المشير عمر البشير والذي تعامل كابن من ابناء كل السودان وهو يقود جهود السلام العظيم إلى أن أنجز. وبعد .. إن الشكوى من كل هذا الذي حدث ويحدث لا يجب أن تبعدنا عن الشق الآخر من الموضوع .. فتلك هي خطيئة أو خطايا بعض الذين يمكن أن نجد لهم العذر مع أنه لا يمكن أن يكون عذراً مطلقاً .. ولكن هناك خطيئة الذين لا أحد يتوقع منهم كل هذا الخطأ الكبير.. ونحدد ونقول إنهم المسؤولون عن أمن وسلامة الناس وإذا كان لابد لنا من تحديد قاطع ومحدد جداً فإننا وبدلاً من تشتيت وتوزيع المسؤولية ونعني مسؤولية ما حدث من تباطوء ولا نقول تواطؤـ فحاشا لله ان نفكر على هذا النحو ـ فإننا نحدد ونقول إن والي الخرطوم الدكتور عبد الحليم إسماعيل المتعافي هو المسؤول الأول وإن قال لنا هو أو غيره إن هناك مسؤولين أدنى منه فإننا لا نعرف للخرطوم حاكماً غيره ولَّته واختارته ووثقت فيه القيادة ،ليس لمجرد الجهد في طرقات وشوارع ومشاريع أعلن هو نفسه عن عدم رضائه الكلي أو الجزئي عنها ولكن أيضاً حمَّلته الدولة وقيادتها مسؤولية أمن وسلامة الناس والسهر على هذا وذاك..! لقد تردد أن الوالي كان في إجازة بأوروبا ، قبل الأحداث بأيام .. وهذا حقه .. ولكنه عاد قبل الأحداث وكان وسطها .. حتى إذا جاء الأثنين الدامي ظهر ليعلن النبأ الحزين وهو مبتسم! نحن بالطبع لا تهمنا خصوصيات الناس حتى ولو كانت خصوصياتهم هذه تتداخل مع عموميات المواطنين ومصالحهم ولكننا أردنا أن نقول للوالي وهو يحاول جاهداً نقل معركته مع الإنفلات والتردي ـ والفضيحة الأمنية الضخمة ـ لتكون معركة مع هذا أو ذاك أو مع هذه الصحيفة ولو على خلفية معركة ـ معهد ابتيك ـ أو عقاباً وحساباً لنا على دعوتنا ومطلبنا بتنحيه ، نقول له إننا أهل بلد مثلك .. وفي رحاب الحرية التي أتاحها الدستور الجديد وأقرها النظام ، سنطلب أكثر من تنحيك سنطلب ونطالب بمحاكمتك عدلياً، بل سيطلب ذلك الناس المتضررون في أرواحهم وأعراضهم وأغراضهم ونفسيات أطفالهم الذين عاشوا أجواءً من الرعب مضاعفة ،لأن بيوتهم لم تكن تحرسها شرطة أو أفراد حراسة خاصة بل كانت العناية الإلهية وحدها هي التي أنقذت بعضهم من الدمار الشامل والهلاك الكامل، حيث مضى اليوم الأليم بأقل قدر من الضحايا إذا ما قيست الأمور بحجم المتحرشين والمتعطلين والمتبطلين والمجرمين الذين استباحوا العاصمة لعدة ساعات بينما هناك مسؤول أول هو أنت.. لا زلت تقف عند محطة حديث قديم عن معهد أنت وبالتوثيق شريك فيه وهو يعمل بلا ترخيص أو تصديق من وزارة التعليم العالي صاحبة الإعلانات المشهورة..! إننا إذ نبدي الحزن والأسى على كل هذا الذي حاق بأهلنا وبيوتنا وأطفالنا ،لا نرى أن هناك إجراءً أقل من الحساب والعقاب والمساءلة، وهي إجراءات ومطالب نرفعها لمن تحمل مسؤولية قيادة هذه الأمة ونجح او كاد لولا التقصير من بعض معاونيه الذين سيضرون به مثلما أضروا بالوطن. وبعد .. إننا فقط نذكر، وللمرة الثانية ، بأن وزير الداخلية السابق عبد الرحيم محمد حسين إذا كان قد استقال لسقوط عمارة الرباط ، فإن سقوط أجزاء من الخرطوم ولبضع ساعات في أيدي القتلة والسفلة .. واللصوص أمر يحتّم إقالة أو إستقالة الوالي ..! والله المستعان..!


    بقلم الأستاذ سيد أحمد خليفة رئيس التحرير
                  

08-06-2005, 09:31 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصادرة جريدة الوطن الصادرة صباح اليوم 6 أغسطس 2005 (Re: cantona_1)

    العمدة كانتونا
    سلام
    وتحية لك على إيراد هذا المقال الهام و الممتاز للأستاذ سيدأحمد خليفة

    نتضامن مع الوطن
    ونشجب ألوان
                  

08-06-2005, 09:46 AM

Abdulla Ageed
<aAbdulla Ageed
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصادرة جريدة الوطن الصادرة صباح اليوم 6 أغسطس 2005 (Re: أبو ساندرا)

    أولا أحيي صاحب البوست
    وأشكره

    ثانيا أوجه حديثي للأستاذ أبو ساندرا

    هذا المقال يتحدث بوضوح عن عنصرية الجنوبيين وتسامح الشماليين
    وهذا المقتطف مثال:
    في مداخلاتك السابقة لم أستطع أن أتبين رأيك جيدا.. واحترت
    ولكن مداخلتك هذه زادتني حيرة...
    هل قرأت المقال؟ هل استوعبته؟ هل فهمت ما يقصده الأستاذ سيد احمد خليفة؟
    هل ركزت على الفقرة المرفقة أدناه؟

    Quote: دعونا نقول إن الأحداث الدامية في الخرطوم والمتواصلة الآن في مدينة جوبا أثبتت أن الشاكين من عنصرية الشماليين هم العنصريون ،فقد بدأت المأساة اليوم ومن قبل ومنذ حوادث 1965م وحتى حوادث سوبا الأراضي والهجمات على الأسواق في العاصمة أو داخل دور السينمات اذا انطفأت الانوار بالصدفة من بعض إخوتنا الجنوبيين الذين يتحدثون عن عنصرية أهل الشمال دون أن تمتد إليهم يد شمالية واحدة بسوء كبداية..!! ولقد عشت أنا شخصياً ولسنوات في شرق إفريقيا .. كينيا .. ويوغندا.. وأثيوبيا والتقيت بلاجئين سودانيين جنوبيين مثقفين وعاديين وسياسيين متعيشين من الحديث عن عنصرية عرب الشمال أو سياسيين لهم قضايا يتحدثون عنها ومظالم ، أو تخلف في مناطقهم بالجنوب، إن كل هؤلاء الذين إلتقيتهم تحدثوا عن شمال السودان ـ الصدر الحنون على أبناء الشطر الجنوبي من الوطن ـ وتحدثوا بالمقابل عن فظاعة وقسوة وعنصرية الذين يعيشون في بلدانهم من كينيين ويوغنديين وخلافهم من الإفارقة..! إننا نتحدى أي أخ جنوبي يعيش بيننا من الجيلي إلى عبري مروراً بكل الشمال الكبير أن يقول بان شقيقاً واحداً من أشقائه الشماليين ـ رجل أو امرأة، كبير أو صغير ـ أهانه أو أساء إليه او هضم له حقاً، أو مارس معه أي تصرف عنصري إلا في حدود الخطأ الإنساني الجائز والقليل..!





    إذا على ماذا تتضامن مع الوطن؟
    هل تتفق مع هذا الرأي؟

    أرجو الإفادة .. فقط لتوضيح المواقف.
    ولك الود


    ود عقيد
                  

08-06-2005, 09:39 AM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصادرة جريدة الوطن الصادرة صباح اليوم 6 أغسطس 2005 (Re: cantona_1)

    سلام عليكم بعد غيبة طويلة من البورد


    الأخ كانتونا...

    هل هناك موقع لجريدة الوطن على الإنترنت؟

    بالله أفيدونا...

    ولكم الشكر....
                  

08-06-2005, 10:04 AM

عمر ادريس محمد
<aعمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6787

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصادرة جريدة الوطن الصادرة صباح اليوم 6 أغسطس 2005 (Re: cantona_1)

    Quote: ،فيضرب الجنوبيون إخوتهم الشماليين في الشوارع




    الخطوط تحت الكلمات من عندى هل معقول يتحدث الأستاذ سيد احمد الخليفه بهذا الاطلاق المخل؟؟ فى هذه الظروف ؟؟؟ هل ضرب كل الجنوبين اخوتهم الشمالين ؟؟؟؟؟


    عجبى



    ومع ذلك لا مصادرة الصحف ولا لتكميم الافواه


    شكرا

    cantona_1

    (عدل بواسطة عمر ادريس محمد on 08-06-2005, 10:06 AM)

                  

08-06-2005, 05:07 PM

Abdelrahman Elegeil
<aAbdelrahman Elegeil
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 2031

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصادرة جريدة الوطن الصادرة صباح اليوم 6 أغسطس 2005 (Re: عمر ادريس محمد)

    سقوط أجزاء من الخرطوم ولبضع ساعات في أيدي القتلة والسفلة .. واللصوص أمر يحتّم إقالة أو إستقالة الوالي ..! والله المستعان..!
                  

08-06-2005, 09:46 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصادرة جريدة الوطن الصادرة صباح اليوم 6 أغسطس 2005 (Re: Abdelrahman Elegeil)

    سـيد أحمـد الخليـفة أكـمـل إظـهـار وجـهـه الحـقيقي هنـا!!

    سـيد أحمـد الخليفـة كـتب قبـل سـنين فـي جـريـدة الخـرطـوم التي كـانت تصـدر مـن القـاهـرة عـن المجـرم ابراهـيم شـمس الـدين بصـورة توصـل للقـارئ وتـوحـي لـه بأنه ضـابط شـجـاع وزكـي .. وهـو الضـابط المتفـنن في الاجـرام والتعـذيب والاعـدامـات بأشـكـالها المختلفـة..ومـن ضـمـن اجـرامـه في الجـنوب القـاء الأسـري احـياء مـن الطـائرة! وليسـت مصـادفـة من الخليفـة مقاله الأخـير هذا..فلغـة التفضل والتعـالي الظـاهـرة فـي كلماته عـن تفضل الشـماليين باسـتضـافة الجـنوبين فـي الشـمـال واضـحـة كـأن حق الجـنوبين فـي الحـياة وحـرية اختيار المكـان الذيـن يعيشـون فيه يقتصـر علي الجـنوب فقط هـذا بجـانب السـؤال هل كـان معيشـة الجـنوبيين فـي الشـمـال خيار? ( لم تثقفهم في كيفية التعامل مع الشقيق والأخ والصدر الحنون الذي احتضنهم طيلة سنوات الحرب والضرب والقتل والسحل المتبادل فوق أرض العمليات)
    الشـقيق يتعـامـل مـع شـقيقه بحـب وعطـف واحـترام..فهـل عيشـة الجـنوبيـن فـي عـزلة وفقـر وتهميش تعطـي انطـباع بتلك الاخـوة التي نتفضـل بهـا من برجـناالشـمـالي العـالي ?

    ثم يتحـدث عـن عبـد الرحيم أبوعصـاية بتقـديس آخـر.. اسـتقـالته بسـبب انهيار عمـارة..قطـعا هنـاك اسـباب أخـري للإسـتقالة خـاصة وانـه شـارك من قبل فـي تحطـيم منازل كـثيرة ومـن ضـمنهـا مشـاركـته فـي اعـدامات ابريـل رمـضـان 1990 وتحطـيم حياة 28 أسـرة وعـدد من ضـباط الصـف والجـنود..

    واسـتغرب لمـاذا رأي ابتسـامة الدكتور عبد الحليم إسماعيل ولم يري ابتسـامـة البشـير فـي تلك الجلسـة الطـارئة بعـد مقتـل قـرنق?

    أعمـال العنف فـي الخـرطـوم وغـيرها مـرفـوض ولا نـطالب بقـبولهـا فهـي ايضـا غـير انسـانية وعنيفـة ..العنفلكـننا نـطالب بـفهم اسـباب العنف ودوافعه مـن أجـل التعـامـل معه ان كـنـا حقـا نود تفـاديه ونودالسـلام!

    إزيـك كباشـي ارجـو ان تكـون بخـير..

    مـني
                  

08-06-2005, 09:56 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصادرة جريدة الوطن الصادرة صباح اليوم 6 أغسطس 2005 (Re: Muna Khugali)

    نسـيت ان اضـيف ادانتي لمصـادرة جـريـدة الوطـن

    Muna Khugali
                  

08-07-2005, 00:08 AM

Omer54

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 783

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصادرة جريدة الوطن الصادرة صباح اليوم 6 أغسطس 2005 (Re: cantona_1)

    اتضامن مع صحيفة الوطن و ارفض المصادرة.

    لا أفهم كيف يطالب الاستاذ سيدأحمد خليفة باقالة الوالي المكلف و الذي هو أصلا مقال؟. كان الاوفق ان تكون المطالبة بان لا تتم اعادة تنصيبه واليا في الخرطوم او اي ولاية اخري. لكن الثابت أن الانقاذ في طريقة الاختيار لملأ المناصب لا تهتم بالكفاءة و انما اعتبارات اخري.

    الاستاذ سيدأحمد خليفة حمل علي الجنوبيين علي الاطلاق و هذا تعمميم مخل و مجاف للواقع و مضر و لا ينسجم مع دواعي الوحدة الوطنية و التقريب بين فئات المجتمع السوداني كافة.
                  

08-07-2005, 03:27 AM

Al-Shaygi
<aAl-Shaygi
تاريخ التسجيل: 11-16-2002
مجموع المشاركات: 7904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصادرة جريدة الوطن الصادرة صباح اليوم 6 أغسطس 2005 (Re: cantona_1)


    أخونا الزماااااااااان كباشي

    سلام ... وينك يا رجل أخبارك طولت مقطوعة... حتى مامان ما عاد بجيب لي أخبارك زي زمان.

    أضم صوتي للتضامن مع صحيفة الوطن وضد الكبت والتسلط ومصادرة الحريات..

    كما أطالب بفتح تحقيق عاجل في مسألة التقصير الأمني والذي أعتقد أن المتعافي جزء كبير منه والدليل أن ولاة الأقاليم قد أتخذوا بعض إجراءات الحيطة والتي قللت الصدامات وبالتالي الخسائر بعض الشيئ.

    والمحاكمة للوالي ليست على التهاون في اتخاذ الإجراءات اللآزمة تجاه هذه الأحداث والتي كانت متوقعة لما سبقها من مؤشرات في مناسبات مختلفة، بل أيضاً يجب أن تطال المسائل الأخرى وعلى رأسها المشاريع وخلافه والثراء الحرام واستغلال السلطات.

    الشايقي
                  

08-07-2005, 05:18 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصادرة جريدة الوطن الصادرة صباح اليوم 6 أغسطس 2005 (Re: cantona_1)

    الإستاذ / عبدالله عقيد
    ملاحظتك وتعجبك في محلو
    وبدون اللجوء لأي تبرير أعتذر وأعترف بنني قرأت المقال على عجل وإستوقفي صدره الذي حدد فيه أن المعتدين مجرد لصوص وهذا ما أوافق عليه جزئيآ فمعظم الذين شاركوا في احداث الإثنين الدامي كانوا من المستغلين الجهلة وكانت لهم أجندة خاصة جدآ لا أقول إنها السرقة ولكن قد تكون حسبتهم إسترداد مانهبه الطفيلين الممتطين الفواره فطاشت غضبتهم ولم تميز
    كما انه حمل الدولة المسئولية وإعتبرها مقصرة وطالب بإستقالة الوالي


    صحيح عجز مقاله ينضح عنصرية
    أكرر إعتذاري
                  

08-07-2005, 08:17 AM

Abdulla Ageed
<aAbdulla Ageed
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصادرة جريدة الوطن الصادرة صباح اليوم 6 أغسطس 2005 (Re: أبو ساندرا)

    العزيز الأستاذ أبو ساندرا
    لك التيحة والتقدير

    وشكرا على التعقيب..

    وتوضيحا للمواقف. استفساري لك لا يعني اعتراضي على ما كتبه الأستاذ سيد احمد خليفة بشكل كلي
    ولا يعني الاتفاق مع المواقف التي تصف الشماليين بالعنصرية وتنكرها على غيرهم.
    هذا حتى لا يلتبث الأمر..
    ولك وافر تقديري

    ونتمنى أن يسمو الوطن بوعي أبنائه ونبذهم لهذه العصبية المتنة.

    عبدالله عقيد

    (عدل بواسطة Abdulla Ageed on 08-07-2005, 08:19 AM)

                  

08-07-2005, 12:18 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصادرة جريدة الوطن الصادرة صباح اليوم 6 أغسطس 2005 (Re: cantona_1)

    أســـتاذي ..ولد أبا.. حبـــابك
    لينا طولة يا صديق ..

    أدين حجب و مصادرة جريدة الوطن .. و جريدة ألوان ..
    فحرية الصحافة .. كجزء من حق التعبير .. تقتضي أن تقول الناس رأبها و حتى لو كان ضد أنفسنا..

    استوفقتني في افتتاحية "الوطن" مسألة المحاسبة.. ليست محاسبة الجوعي و انما محاسبة مسؤلي الدولة الذين كانوا يمكن لهم تجنب ما حدث .. و كتبت مقالة يوم 4أغسطس .. تذهب في اتجاه ما دعت له الوطن .. فلازلت من المؤمين تماما بأن ما حدث في الخرطوم كانت من خلفه جهات بعينها .. و فعلت ما فعلت بعلمها .. و ادراكها أنها لن تتعرض لأي محاسبة ..


    Quote: في البدء أحر التعازي في فقدان البلاد الجلل .. دكتور جون قرنق ..
    و احر التعازي في أروح الذين ذهبوا ضحية احداث الخرطوم الأخيرة .. و نسأل الله أن يجبر بخاطر الجرحي و الذين تضرروا من جراء تلك الأحداث الأليمة ..


    شكرا لروح جون قرنق .. فقد علمنا الكثير برحيله المفاجئ .. و أولها الأمتحان الصعب : هل نحن مجتمع مؤسسات أم مجتمع أفراد ؟ .. و مهما تكن اٍجابتنا على مثل هذا السؤال .. ستعلمنا الأيام القادمة الكثير .. و سنكون حينها في محك التصرف .. اٍما الحكمة و الصبر على المكاره .. و اٍما العاطفة الجياشة .. و التيه في مغبة المكاره ..

    شكرا لروح جون قرنق .. لأنه تأكد لنا .. ما كنا نقول به و لزمن طويل .. أن الخرطوم هي السودان .. و السودان في نظر الكثيرين هو الخرطوم .. و ضياع الأرواح و الممتلكات في الفيافي و الأصقاع البعيدة .. لا يهم كثيرا .. و لكن حدوث ذلك في الخرطوم هو الأهم .. و هو المحك .. و هو ( الميس) و حد التمايز .. لأن الخرطوم هي السلطة .. و هي التحكم .. و هي صناعة القرار في السودان ..

    ما حدث في الخرطوم .. خلال هذا الأسبوع .. فيه الكثير من الدروس و العبر .. ولا نريد أن نثخن من الجراح ..ولا نريد أن نصب قليلا من الزيت على النار المتقدة .. و لكن .. نريد أن نتسائل ( اٍن جاز لنا حق التساؤل في زمن المحنة الصعب ) .. و ما نقول به هنا هو من باب التذكير .. و التدبر .. و التفكير بصورة عقلانية ..

    في مقال بجريدة الرأي العام في عدد الثالث من اغسطس2005 و في عموده اليومي ، تســاءل الأستاذ عثمان ميرغني قائلا :

    " أريد أن أسأل بكل براءة .. ما هو الفرق بين مواطن جنوبي بسيط اندفع بكل جهالة الى الشارع ، فأحرق و دمر .. و بين رجل اخر عاقل راشد اٍندفع الى داخل جامعة امدرمان الأهلية و احرق و دمر الأجهزة و المكاتب و قاعات المحاضرات ؟ و أقدم الإجابة أن الأول فعل بجهالة .. و أن الأخير بكامل علمه و رشده .. كيف يتأتى الأمن اٍذن؟ "

    و نحن نبدأ من نقطة تساءل الأخ عثمان ميرغني .. و نتساءل .. هل ما حدث في الخرطوم فعلا .. حدث عفوي .. اشتعل بدافع العاطفة.. أم هو فعل مدبر تدبير اٍحكام .. و تفنن في خلق المؤمرات و اٍدارتها .. و السيطرة عليها لتخدم مرامي معينة؟ .. هل هو امر محسوب الفعل و النتائج؟

    حدوث السلام في السودان .. لا يعجب البعض من السودانيين .. و استمراره قد يؤدي الى ضياع مصلحة بعض من ضعاف النفوس في حكومة الخرطوم .. و هو جناح له أثره الفعال في تدبير الأمور .. و سيظل هذا الجناح مسيطرا على مفاتيح اللعب .. الى ان يتدراك اهل السودان الأمر .. و يقوموا بفعل اكثر ايجابية ..
    و مثل هذا الجناح لا يهمه كثيرا امر اتفاق اهل السودان على كلمة ســواء .. بقدر ما تهمه مسألة المصلحة تلك .. و في سبيل تلك المصلحة .. يعمل بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة .. و من تلك الغايات الإستمرار في التحكم في امور البلاد .. و الوسائل شتى و عديدة .. من ضمنها خلق مثل تلك الأحداث الدامية التي كانت (ولازالت) تهدف الى ضرب عملية السلام في السودان ..

    مسألة اختفاء طائرة النائب الأول لرئيس الجمهورية الدكتور جون قرنق .. كانت يمكن ان تعالج بصورة مختلفة ( و هي الواقعة التي اشار لها الأخ عثمان ميرغني في مقاله سابق الذكر) .. و حتى في حالة التأكد من الحادثة و الوفاة .. و برغم تأخير اٍعلان النبأ بدعوى ترتيب الأمور .. اٍلإ أن اعلان الخبر ، و بواسطة سبدرات ، فيه كثير من (الإنـّات) .. و نتساءل .. هل كان يحدث ما حدث في الخرطوم لو أن أول المتحدثين عن نبأ وفاة الدكتور جون قرنق .. واحد من قيادي الحركة في الخرطوم؟ .. و هل فعلا فات على حكومة الخرطوم مثل هذا الإجراء البسيط؟ تلك الحكومة التي تعلم سمعتها الواسعة الإنتشار في حوادث الطيران التي تحمل كيار مسئولي الدولة و و الضباط رفيعي الرتب .. و الذين راحوا ضحايا حوادث متشابهة و متكررة لحد التواتر ..
    اٍن الذين خرجوا بسطاء .. و البسطاء .. قد يشكلون خطر عظيم .. عندما يفقدون الثقة في الحكومة .. و لو كانت الحكومة جادة ( و على الأقل تنظر للأمور مثل نظرتنا نحن عامة الشعب ) لكانت تصرفت بحكمة .. و تركت اٍلقاء خبر وفاة دكتور جون قرنق لأحد قادة الحركة .. و في ذلك كثيرا من تهدئت النفوس .. و تطييب الخواطر..(و هو ما تداركه بعض اهل الحكومة بعدما الفاس وقع في الراس و ذلك باستقدامهم لسلطان سلاطين الدينكا) .. و لكن أن يترك ذلك و متبدءا ( و لسبدرات تحديدا) ففيه كثير من الإستفزاز .. و فيه كثير من التجريح و صب الزيت على النار .. و هي مرامي ذلك الجناح الذي نتحدث عنه هنا .. فالفكرة ليست هي مراسيم دولة .. و تقاسم ادوار و اٍتكيت ، بقدر ما هي تدبير محكم الغرض منه خلق حالة من الإستفزاز تؤدي لمرامي بعينها .. و أقلها .. أن ينفعل البسطاء .. و يصرخوا منددين بالقتلة .. و بالتالي التصرف باٍنفعال .. كما حدث في الخرطوم .. و مثل هذا الإنفعال .. قطع شك سيقود الى نتائج عديدة و محسوبة .. منها .. التشكك في ضرورة وحدة السودان .. و المطالبة بالإنفصال ( كما يدعو بذلك بعض المحسوبين على الشمال) .. و تذكر هشاشة اتفاقية السلام التي جاءت بغير المسلمين لتولى امر المسلمين .. و غيرها من الدعاوي العديدة المشابهة ..

    و اذا فات على الحكومة ( و أنا اشك في ذلك) بساطة مثل ذلك التصرف ( اعلان الوفاة بواسطة الحركة اولا) .. فانني لآ أشك مطلقا في مقدرة الحكومة على ادراك مقدراتها الأمنية .. و جيشها و قواتها النظامية الأخرى ..
    فلقد استخدمت الحكومة قواتها لقمع كثير من المظاهرات .. و بصورة عنيفة .. و بدعوى حفظ النظام و استباب الأمن .. و الكل يعرف الطرق العنيفة و القمعية التي تتعامل بها أجهزة النظام مع مظاهرات الطلبة .. و ملاحقة السياسين حتى و لو في منازلهم .. و قدرة جهاز بحجم المشاركة في محاولة اٍغتيال رؤساء الدول المجاورة .. هو بلا شك جهاز يدرك مقدراته و حدوده .. و المبادرة في التحكم على زمام الأزمة ( مهما كان نوعها) .. و هو نفس الجهاز الذي يطالعنا بين الفينة و الأخري ( و لسنوات عديدة) عن منجزاته في احباط محاولات التخريب ( بحسب لغته) و دحر كيد العداة .. و هو نفس الجهاز الذي خلق تصور في مخيلة الشعب السوداني على مقدرته الخارقة على عد انفاس الناس في بيوتهم و الإطلاع على احلامهم و كوابيسهم الخاصة .. و هو الذي له القدرة على مسح الناس من الحياة تماما.. و سؤالنا : جهاز بمثل هذه المقدرات ( الخارقة) كيف تردد في التدخل و حماية المواطنين من أنفسهم و من الأخرين؟ و هو نفس الجهاز الذي كانت له القدرة في حشر أجساد البسطاء في سياراته و رميهم زمرا في سنما كلزيوم ذات يوم ما.. بسبب ما يسمى بمظاهرات الخبز في الخرطوم..

    الإجابة في اعتقادنا بسيطة .. أجهزة الدولة الأمنية .. و قواتها النظامية .. تدار بنظام التراتيبية .. و صرف الأوامر .. و للأسف الشديد .. من يملكون أمر تلك الأجهزة خلال هذا الأسبوع .. كانوا يتباطأون عن قصد و تدبير .. و ذلك لتحقيق اهداف بعينها .. فالخرطوم التي نعرفها .. لا تنام فيها أجهزة الأمن .. و لكنها استمرأة ( الدقسة) في هذا الأسبوع الدامي .. فالأشياء كانت محبوكة .. يسيل دم الأبرياء .. تفقد الأرواح .. تهتك الأعراض .. تدمر المتلكات .. و بعدها ، حتما ، سيحلو الحديث عن وحدة السودان و ســـلامه ..

    اٍنفعال البسطاء .. من الأمور العادية التي تحدث في كثير من بلدان العالم .. لكن غير الطبيعي .. بروز صوت الأيدولوجيا المنظم .. و تجديد فقه الدبابين و الغلاة المتشددين .. و بالمناسبة أئمة الجوامع في عهد الإنقاذ موظفون دولة .. و بعضهم يعمل في اجهزة الأمن .. و يتلقى توجيهاته مثله و مثل أي جندي من جنود القوات النظامية ..

    و رهان ذلك الجناح .. أن السودان هو الخرطوم .. و أن مواطن الخرطوم هو ترموميتر الأحداث .. و هو المؤشر الذي يؤثر بصورة فعالة في مجريات اتخاذ القرار .. لذلك كانت الحبكة بسيطة .. خلى ناس الخرطوم ينقرصوا شوية في أضانهم .. و باقى الأمر سيهل تدبيره ..

    اذا افترضنا العذر .. لكسل اجهزة الأمن السودانية .. أو تخوفها من تجاوز حدودها الدستورية و القانونية ( ان وجدت)أو حتى اللامبالاة و تقدير حجم الحدث و استشعاره مبكرا.. لماذا تأخر تدخل الجيش ؟ .. ذلك الجيش الذي كنا نصحو لنجده يطوق الكباري و مداخل الخرطوم الأساسية .. لأسباب تافهة ( مثل التفتيش عن سلاح .. أو مطاردة انقلابيين .. الخ) .. الأ يعني الجيش في الخرطوم.. أمر ازهاق ارواح الأبرياء و تدمير ممتلكاتهم ؟ .. ذلك الجيش الذي يأمر اٍذاعة امدرمان لتنبح لأيام و ليالي .. لتخبر الناس بتدريبه (ضرب النار) في جبال المرخيات بغرب امدرمان .. و يأمرهم أن يبتعدوا عن المنطقة حفاظا على أرواحهم و ممتلكاتهم.. لماذا تأخر تدخل مثل هذا الجيش .. و المواطنين.. يفقدون أرواحهم و ممتلكاتهم و العروض تهتك.. ليس في جبال المرخيات .. و انما في قلب الخرطوم .. و القيادة العامة و قيادة منطقة الخرطوم العسكرية المركزية .. على مرمى من موقع الأحداث.. ؟

    في غضون الشهور الماضية .. استقال وزير داخلية السودان عبد الرحيم محمد حسين .. بسبب انهيار مبني .. و برر ذلك .. بأنه يتحمل المسؤلية الأخلاقية و الإدارية .. و لا نريد أن نستبق الأمور هنا .. و لكن نتسائل .. هل يفعلها بعض المسؤولين في الحكومة .. و يتحملوا مسئولية هذا الأسبوع الدامي في الخرطوم؟

    هنالك خيوط عديدة .. تشير الى تدبير ما حدث في الخرطوم .. و هنالك من له مصلحة مباشرة في ادارة كارثة هذا الأسبوع باٍتجاه تحقيق مآرب لا تخص السودان في شئ .. و قد كان المخطط يسير في اتجاهين متوازيين :
    أولا : احراج أجهزة السلطة في الخرطوم .. و وضعها في وضع تحسد عليه .. و ذلك بتصويرها في حالة العاجز عن ضبط النظام في مدينة .. ناهيك عن قطر بحاله .. نقول بذلك لأننا ، كما الكثيرين غيرنا ، نعلم أن الإنقاذ في ذات نفسها خشوم بيوت و شعوب و فئات متناحرة ..
    ثانيا : خلق تصور في أذهان البسطاء .. بأن أمر السلام في السودان مستحيل .. و أن ما توصلت اليه الأطراف (على علاته) .. هو مجرد حبر على ورق .. و منها هز الثقة بين المواطنين .. و هي استراتجية دأب عليها هذا الجناح و منذ قدوم الإنقاذ من قبل خمسة عشر عام مضت .. و تتركز في شغل المواطن بنفسه .. و وضعه في موقع العجز .. و بالتالي عدم اعمال خاصية التفكير الإيجابي .. و فوق ذلك التأكيد على أن الحرب الماضية كانت تدار على أساس الإثنيات و الهويات الدينية ..

    مثل هذا الجناح .. تحرجه كثيرا فكرة سودان المواطنة و الحقوق و المؤسسات .. و تحرجه عبارة بسيطة مثل تلك التي قالها بها دكتور جون قرنق ( نحن مش عايزين الريف يمشي للمدينة .. نحن عايزن المدينة تجي للريف.. و كل زول يلقى الخدمات) .. و يحرجه كذلك الإستفتاء الذي لم يهنأ به دكتور قرنق .. و خروج الناس الى استقباله .. و قدوم بعض من معاونيه الى الخرطوم .. و تأسيس مكاتب الحركة في الخرطوم .. و هو نفس ذلك الجناح ، يتحرج بعض من قادته من ملاحقة قواعدهم بالأسئلة الشرسة عن دماء شهدائهم في الجنوب .. و امر الدين و الدولة .. و أسهم السلطة التي تتسرب من بين ايديهم نحو اخرين .. و ضياع أسباب المأكلة و وسائل كنز المال الحرام ..

    اتبهوا يا اهل الســودان..



    محمد النــور كــبّر


    فضلا .. مراجعة الرابط ادناه:

    http://أحداث الخرطوم الحالية..هل هي غفلة الحكومة أم تدبير مدبر؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de