حلم أعلى شمال الجسد/جسد’’ فى جنوب الخيال/فصل رواية/ الى فيصل عباس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 10:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-26-2005, 11:36 AM

عثمان البشرى
<aعثمان البشرى
تاريخ التسجيل: 01-25-2005
مجموع المشاركات: 213

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حلم أعلى شمال الجسد/جسد’’ فى جنوب الخيال/فصل رواية/ الى فيصل عباس

    منذ وقت ليس بالبعيد عبر الأصدقاء الحميمون جسر الموت الى هناك، كانوا يستدرجونى يوميا، بل فى كل ساعة كل ثانية. حتى وهم -بعد- لم يعودوا سوى صدى ذكرى، حبيسة القلب والذاكرة . يسندرجونى، كى ألامس حافة الجسر( النقطةالتى منها أعلنوا جميعهم الوقوف عندها لثانية) لربما فى غفلة من حرس الحواس والمنطق والتاريخ . كنت’ جبانا، ومراوغا فتارة أماثلهم أمنياتهم وأجالسهم أفكارهم وأمازحهم فى كيفية الوصول الى هناك. ثم أقول فجأة أن اللحظة غير مواتية. ودائما كان هذا ديدن الجبان بالطبع وورقته الرابحة خصوصا عندما يكون الغموض هو الوضوح والعكس . وعندما كانت الحبيبة هى هذا التردد، وأن الحيازة والأنانية عندى أوفر حظا، فضلت البقاء لأجلها. لكنها الآن هى عبرت أيضا لكن عبور عكسى، بمعنى أنها لم تمض الى الجسر من الناحية التى عبر منها الأصدقاء(هزيمتى الى الأبد)، بل ذهبت عبره الى حيث سقفها الإجتماعى ذاك، بينما أنا لازلت فى تلك النقطة الواهية (برزخ الهلام المعرفى ، وهيولى الخيالات الشاعرية التى لا ولن تحدد ماديتها. كانت تقرأ تاريخها الذى يخصنى بصورة ما، وتنتبه دوما الى أخطاء لا تعنينى بالدرجة الا فى اطار أنها نقاط لعبور أعمق على المستوى التجاربى الخاص. والحوار الذى طرحناه لأجل مفهوم جذرى للعلاقة، كان مفتوحا الى أقصى درجة مفاهيمية. كان هذا عندما كانت السفينة لما تزال ترسو والبحر يطرح نقاءه والسماء تبدو شفافة، وبنا من الحماس والطموحات والمغامرة ما يكفى لإعلان رحلة طويلة لاتنتهى عند ضفاف أبدا.
    ذات مرة ونحن ندهن سويا غرفة المعيشة ونرتب حاجياتنا المكتبية على أرفف مجترحة هنا وهناك، قالت لى: ألست بحاجة الى صنع (بار)؟ أراك نسيت هذا المشروع الكيميائى اللعين. ضحكت وقلت لها: مادام هناك صوتك وهذا البحر فتكفينى جرعة من نبيذ التاريخ كل سنة. ضحكت وعلقت على سخريتى، كما قالت هذا لست أنت . أعلم أنك لاولن تتخلى عن كيمياء التجليات ، ومهما يكن فأنا معك وسأحاول تعديل خريطة الطريق . أنت لى وهذا وحده ما يعنبنى، ويكفى أنك الأوحد الذى أختاره العقل قبل القلب .ذلك يكفى ان الحب وحده لا يقود السفينة لنا من الوعى مايرتب الكثير. وبينما نحن نمضى وحدتها فجأة تكتب بحروف غائمة اسمها وصوتها وروحها فى النخاشيش. قلت لها لقد ثملت’ بك ياسليلة الآلهة الأقدمين. وكانت السفينة تمخر وكانت السماء ملبدة بغيوم داكنة وكنت’ قد حفظت’ الطريق، وأعلنت’ ألا عودة. لكنها كانت تصر وتطالب بأشياء ثانوية لم تعد تطرف لها بصيرتى. عندما توغلنا عميقا عميقا فى السؤال عادت الى أنثاها النى تركتها عند الشط. كانت تقول أنها نسيت قلادة أعطتها لها أمها قبل وفاتها فى ذلك الزمان البعيد، وكانت تلك تميمتها، وكنت لا الوى على شىء. جادلتنى كثيرا فى حقها الطبيعى فى الإعتقاد ووافقت اكنى كنت قد عبرت.
    بعد حين أدركت أنها تتلاطم وأن البحر صار أكثر شراسة ، والسماء ثقوب سوداء والوابل قد أتى.
    ايتها البعيدة القريبة. بينى وبين اليابسة آلاف الفراسخ، وثمة رهان دائم بأننا محصنون ضد العادية والرتابة فى عادية وبساطة. نعم انت ندتدخلين مدار الدوار. وأنا كذلك لكنى كنت قد عرفت الطريق وأنت تعرفين هذا لكنك تصرين على أشياء ثانوية لتفادى الغى والإغماءات. حاولى معى ان تنسى ما حولنا من من أمواج فقط الرحلة يجب أن تستمر .. ولكن لا فائدة................. فى الحلم الترابى أنت وفى الحلم المائى أنا. وكلانا اسيران لهذا العمر. نعشق أن نعيش. بل نتشبث بذلك... ولذا ماذا بعد أنعود؟؟؟ بالطبع ليس سهلا بالنسبة لى.. خذى طوق نجاتك وأتركينى. قلت’. وعادى مرة أخرىأن يذهب كل منا الى حال سبيله، مسطحبا معه كرة هائلة من النسيان يحطم بها زجاج الشفلفية الإنسانية المتبقية. لكن ما ليس بعادى ، أن يتم هذا فى أوج موسم الوحشة الوطنية الحقة ، وأعنى (ليل هذا الإغتراب عن النفس وأعمالها الكبرى).
    حقا كانت أيام وشهور غريبة حتى عام ونصف العام، قالأحداث العظيمة دائما ما تحرضها وتفعلها الغرابة فى نوعها وشكلها وبعد ذلك تجلياتها فى الواقع. وقلت لك قبل هذا أننى رجل غريب وأعنى بغرابتى أشياء لا تلمس لكنها تحس لاتشاهد لكنها تقبض بكلتايدى الوجدان. قلت’ لك أيضا: أنا ولدت’ قبل ألف عام من تاريخ ثورة العلم وتكنولوجيا الجسد. تلك الموبيليا الرائجة الآن( مشهد ال: showing( أى العناية الفائقة بما هو خارجى.
    كنت تضحكين ، كأنما كلامى مزحة. وتصرين على أننى كائن سوىلكنى أبالغ فى التبشيع بواقع الأشياء الواضحة وقلتين فى سرك وكنت اسمع ذلك بالطبع( هذا الرجل ليفترى على الحقائق). وأجبتك قبل أن يبدر السؤال عن شفتيك: أنا يا رسولة الأخلاق لست’ واضحا للعيان لكبر وضخامة ما يحيطنى من هالة مفتعلة.وقلت’ لك أيضا ان الحديث بهذا الخصوص سوف يقودنا الى عوالم فنتازية لاتتناسب ووعيك الصريح المرصود والمسلم به. وكنت لا أعن اهانتك أو أستصغر من شأنك الإنسانى ولكنى أعيد اليك الكرة لتلعبين معى ندا بند وهذا من شأن المشاكسين الحمقى من أمثالى. هل كنت’ اذن واثقا من أنك واعية بغبائى الأليف ؟. أقسم لك بعد هذا كله لم أكن أقصدشىء أبعد من كونى لا مباليا بأشياء عديدة . .... الحقيقة دائما تكمن فى الشىء غير المتوقع والوضوح أبدا ينبت من غموض الحياة. وهكذا التقينا وهكذا لربما نفترق الآن والى الأبد. وسيظل هسيس انسانى ينتابنى أنا ولوحدى يرفعه دائما وأكيدا طعمك وحضورك فى دمى. ولكنى مع هذا لست خجولا فى أبداء مصالحة بينى وبين خيارك أليس خيارك أن نفترق بمثل هذا الصخب الهادى؟؟.
    أنت الآن تقولين فى سرك: أيها المتعفن !
    أستحق هذا وأضيفى أيضا أنت حقيقة مرة تصل الى حد الأكذوبة) ويخب أن توفرين لى المناخ اللازم لنسف أسطورة الأسماء المفخخة. ولك أيضا ولطالما أنت التى أعرفها تماما أو التى لا ظلت’ ابحث عن الشفرة المناسبة لفتح مغاليقها منحقك كل هذا فالوتد الذى يربطنا ببعض كان وسيظل تاريخيا وعظيما والهلاك المعرفى الذى قادنا الى هنا سيواصل خطوته الهائلة.
    الآن. الآن أٍسألك بصراحة المحكوم عليه بالإعدام وفى اللحظة الأخيرة من التنفيذ: هل أنا مذنب؟ وأخيب عليك بنفس الصراحة. لربما . فنسبية القوانين وغباءها يفوتان على النفس قدرتها فى التمكن من الإحساس الصادق تخاه حقائق لاتحتاج الى لغة ، بل لا تحتاج اصلا الى قياسات وضعية وهذا أيضا منطق مغرور الى درجة ما.
    الآن فقط أعلم أنك على حق.. لماذا؟؟
    لأن كل الظروف التى كانت حولى أتاحت لك معرفة شائهة ، ولم أستطع الدفاع عن نفسى لأنى لا أمتلك أشياء مادية توقر على المبررات والمسوغات. وأذ ذاك لفأنا منذ الآن مذنب وطذاب ومراوغ. وما كان هدفى أن أخون أو أنحدر بك الى عالم ما فوق الواقع. بقدرما كان هدفى أن أصيغ برنامجا حياتيا غير مألوف . وليس الهدف منه التميز واثارة الهالات الكاذبة. انه المطلب الروحى اللامخطط والذى ساقته يد الأقدار الى فأدخلتنى يد الله فى التجربة. وما كان من حيواتى جميع حيواتى أن تنقاد نحوه دون مبالاة ودون مراعاة لأدنى حقوق أخرى تخصك. هل أنا أنانى بالدرجة الأولى؟؟
    اذا كانت الأجابة نعم فذلك لا يضير بشىء الآن وان كانت لا أيضا هذا لا يقدم لى المعنى الكامن فى الحقيقة التى كنت أبحث عنها.
    هكذا مررنا من هنا بالأمس واليوم نبحث عن النتيجة أو أننا بالفعل قد وجدنا أنفسنا فيها مرة واحدة.
    قديتحدث المرء بلغات عديدة ومنمازة وكلما طلب منه تعريف نفسه يمكنه النفاد من فخ الؤال بسؤال جديد غير متوقع. وهذا ما يؤكد وجود اللغة كوسيط قادر على عكس ماهو ممكن وغير ممكن فى الآن ذاته؟ وبدرجة ما فان اللغة حصان أعور ان لم تلجمه جيدا فانه حتما سيوقعك فى مزالق ومطبات ومنعطفات. كنت قد قلت’ لك يوم أن بدأنا نقترب من نقطة الصفر وبشىء من طفولة ما كانت تختزن حنانات دافئة خلفتينها فيا ذات ليال وصباحات جندولية: انا يا بنت الآلهة الأقدمين ، رسول’’ للخراب لكن مع معول دائم البناء فوق ماتهدم, وبالصورة التى تروقنى.. أنا أشبه بالثقوب السوداء، ذات حركة الجذب المركزى وان عملية الطرد المركزى التى حدثت قبل هذا كانت تخطط للايقاع بك فى الثقب. ثم واصلت العمل معك بجهد ومثابرة كى تصبحين جزء لا يتجزأ من الحركة النيزكية برمتها. ضحكتين بتفاوت ، فى التعبير عن تهكمك وأردفتين: هل نحن الى هذا الحد من قوانين فيزياء الروح؟؟كنت تعبثين حينها بخيط حريرى يتدلى من معطف قرمزى تتلفعين به من برد أيار العابث . وكنت’ لحظتها شديد الشبه بقرد يافوش عندما حاول أن يندس تحت كم عباءة سيده وهواء أمشير يناوش سعف عريشته البائسة، عندما هممت’ أن أقول لك دسينى لدقيقتين تحت هذا المعطف أعبأ روحى من رائحتك وأقذفى بعدها فى خراب العالم كله. كان الخيط الحريرى يائسا من تخليك عن تمسيده وكنت يائسا من تحقيق رغبتى تلك كما كان قرد يافوش أيضا يائسا من سيده...
    والآن. ماذا يعنينى أو ماذا يعنيك؟؟عندما أقول انك على حق؟ هل هذا يكفى لتثوير عملية الإغتراب؟ لا أقصد بكلمة (عملية) البعد الفيزيائى لحضورنا اليوم فوق هذا العبث الوجودى ومدى امكانية ترويضه على النسيان ! ان كيمياء المأساة وحدها القادرة على عمل اللازم. وما أقصده من كلمة(عملية) هو تقدير العزم الممكن فى تخطى وتجاوز وتقليص الفارق الأدبى عند قبولنا بالنتيجة.
    - قلتين : هل أنت نادم؟
    - بالطبع.!
    -هل أنت حزين’’ لهذا؟
    - جميع الأحزان رائقة ومعقولة عندما نعترف بأخطائنا
    - اذن أنا مغرورة!
    -حاولى أن تفهمى ذاتك. أن تقبضى على حيواتها جميعا. لتدربينها على مقاومة التآكل لا مساومة الزمن.
    ونلتقى.....
                  

07-27-2005, 10:29 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حلم أعلى شمال الجسد/جسد’’ فى جنوب الخيال/فصل رواية/ الى فيصل عباس (Re: عثمان البشرى)

    واصل ياخلوي

    اننا نريده نصا بعيدا غن المداخلات
    الي حين
                  

07-28-2005, 02:39 AM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حلم أعلى شمال الجسد/جسد’’ فى جنوب الخيال/فصل رواية/ الى فيصل عباس (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    عفواً أخي عبدالمنعم، إن لم ألتزم بإرادتكم، والتجاوز علم "التخصص" لصديقي وأستاذي عثمان بشرى
    وأنا تلميذته التي لم "تنجح"، لأسباب جينية مجتمعية، وأشهد أن عثمان بشرى كان استاذا ومحرضاً بإمتياز.
    ولسبب آخر أتجاوز إرادتك أخي عبدالمنعم، فأنا أفترض نفسي معنية بهؤلاء "الأصدقاء الحميمين" لعثمان بشرى، ولفيصل عباس، وآخرين فرد بشرى على رؤسهم مظلة الحميمية.
    التحية لك أخي العزيز عثمان بشرى وعبرك آخرين تقاسمنا أخوتهم وصداقتهم.

    ليلى صلاح
                  

07-28-2005, 05:02 PM

عثمان البشرى
<aعثمان البشرى
تاريخ التسجيل: 01-25-2005
مجموع المشاركات: 213

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حلم أعلى شمال الجسد/جسد’’ فى جنوب الخيال/فصل رواية/ الى فيصل عباس (Re: أبنوسة)

    الرفيف / الشفيف/ منعم
    لك مودتى
    انها الأسئلة الأكثر غرابة ، فدعنى أخوضها
    أحبك وأنت تخطو معى
                  

07-28-2005, 05:13 PM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حلم أعلى شمال الجسد/جسد’’ فى جنوب الخيال/فصل رواية/ الى فيصل عباس (Re: عثمان البشرى)

    عثمان بشرى
    لك التحيات,,,

    جينا قرينا ومشينا

    سلامات يا رجل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de